راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الاثنين، 12 أكتوبر 2020

جلسة التلاوة و شرح الوجه السادس عشر من الأعراف .

 

 

جلسة التلاوة و شرح الوجه السادس عشر من الأعراف .

 

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ بعض المدود , ثم قام بقراءة الوجه السادس عشر من أوجه سورة الأعراف و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة :

أحكام المد و نوعيه :
مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني الحبيب ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

يقول الله تعالى {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} :

قلنا في الوجه السابق عندما قرأنا هذه الآية في آخر الوجه ، أن ربنا يُنزل عذابه على القوم لعلهم يتضرعون و يرجعون إليه ، فربنا لما يضيق الأحوال على الناس يكون يريد بذلك أن يضطرهم إلى اللجوء بالدعاء و اللجوء إليه سبحانه و تعالى ، و قلنا بأن هذا يحصل قبل بعثة موسى و بعد بعثته أيضاً .
___

{فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} :

(فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه) أي قوم فرعون يقولون بأنه من فعلهم و جهدهم و أنهم العالمين العارفين ، يعني فرعون يقول أنا أبو العريف , و نحن نعلم أن العذاب عامةً يأتي بسبب بعث النبي و تكذيبه ، هذه قاعدة عامة جعلها ربنا سبحانه و تعالى .
(و إن تصبهم سيئة) أي قوم فرعون ، (يطيروا بموسى و من معه) يطيروا أي يتشاءموا من موسى و من معه ، دائماً هكذا يتشاءموا من النبي و قوم النبي أو المؤمنين بالنبي ، و على فكرة من ضمن الأسباب التي ربنا اشتغل عليها على قوم فرعون و فرعون أنه انزل عذاب متتالي و متنوع و مُفَصل يعني بين كل عذاب و آخر فاصل يعني هدنة ، لعل قوم فرعون يؤمنوا أو يتراجعوا عن كفرهم بموسى -عليه السلام- و بعد ذلك ربنا فاهم نفسية هؤلاء القوم فكان ينزل هذا العذاب و يجعلهم يتشاءموا من قوم موسى الموجودين في الأرض المصرية ، فأصبح المصريين و فرعون يتشاءموا من وجودهم و يقولون أن وجودهم يُحل عليهم اللعنة و العذاب ، فكان هذا من ضمن الأسباب القوية التي اشتغل ربنا عليها حتى يجعل فرعون و قومه يفكوا بني إسرائيل من الأسر و من العبودية فربنا فاهم النفسيات كويس جداً و بيشتغل عليها و هذا سلاح من أسلحة الله عز و جل،  و يجعل العدو بنفسه يغلب نفسه و هذا أعظم نصر .
(ألا إنما طائرهم عند الله) ألا أن ما يحذرون منه و ما يخافون منه عند ربنا سبحانه و تعالى ، ربنا هو الذي يسلط هذا الجندي على بني فرعون أو قوم فرعون ، يعني ربنا هو المسؤول عن إحساسهم هذا . و شؤمهم هذا و فألهم إن كان لهم فأل فهو بسبب نياتهم و أعمالهم و كلها عند علام الغيوب .
(و لكن أكثرهم لا يعلمون) طبعاً لا يعلمون حكمة الله و تفاصيل تصاريف حكمة الله عز و جل و تدبيره .
___

و بعد ذلك لسان حال قوم فرعون و مقالهم يقول :

{وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} :

يقولون لموسى : يعني مهما تأتينا من آيات لتخدعنا بها ، (تسحرنا بها) أي تخدعنا بها ، فما نحن لك بمؤمنين ، فدائما الكفار في كل زمان و مكان يعملوا على نظربة المؤامرة ، دائماً عندهم سوء ظن و هذا من أسباب هلاك الأمم .
___

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ} :

في هذه الآية قرينة عظيمة جداً لأمر نحن قلناه قبل ذلك ، حتى تعلموا أن القرآن يُفصل بعضه بعضاً و القرآن يفسر بعضه بعضاً ، ما هي القربنة العظيمة هنا ؟ التي نحن فهمناها و من خلالها فهمنا الأمر الذي قلناه سابقاً : نحن قلنا بأن طُوفان نوح كان طوفان محدود في جنوب العراق لقوم نوح فقط و لم يكن طوفان للعالم كله أو للأرض كلها ، هنا أيضاً قرينة تقول بأنه فعلاً طوفان يكون في منطقة محددة فقط من الأرض ، (فأرسلنا عليهم الطوفان) الطوفان هو فيضان النيل ، عمركم رأيتم فيضان النيل يُغطي الأرض كلها ؟؟ بل يغطي فقط جوانب النهر فقط ،إذاً الطوفان كان عذاب ، فيضان النيل ربنا أرسله في وقت بعث موسى عندما كذب قوم فرعون موسى -عليه السلام- فأغرق القرى التي حول نهر النيل ، فكان عذاب من الله عز و جل لقوم فرعون .
و ثم وضع الله فاصل/ هدنة لعل قوم فرعون يؤمنوا ، و موسى يُذَّكر فرعون و قومه من وقت لآخر ، لكنهم بعد ذلك لم يستجيبوا فأرسل ربنا عليهم أسراب من الجراد قامت بأكل المحاصيل فكانت آية من آيات الله عز و جل ، و على اثر ذلك هدأ قوم فرعون على قوم موسى قليلاً لكنهم عادوا و استكبروا مرة أخرى ، فأنزل الله عليهم القُمل و هي حشرات و أوبئة ، ربما يكون القمل الذي يصيب شعر الرأس و ربما يكون حشرات أخرى تؤذيهم ، و بعد فترة من ذلك لم يرجعوا فأرسل ربنا عليهم الضفادع ، فانتشرت الضفادع في أرض مصر كلها فأصبحت عيشتهم زي الطين ، و فرعون زهق/مَلَّ من أن قصره ممتلئ بالضفادع يتنططوا على سريره ، و لما يجلس على العرش يلاقي ضفدع تحتيه مينفعش الكلام ده فزهق فرعون ، فربنا جعل عيشتهم طين زي ما هي طين دلوقتي , و بعد ذلك ربنا أمهلهم فترة لكنهم عادوا مرة أخرى ، فأرسل لهم آية الدم و الدم هو أن في مياه النيل كبريت من منطقة الجنوب و أصبحت بلون الدم و غير صالحة للشرب فهذا عذاب لهم و بقي لفترة و ثم انصرف ، و آيات كثيرة أخرى مفصلة في التوراة في العهد القديم .
(و استكبروا) قوم فرعون استكبروا ، (و كانوا قوماً مجرمين) و معنى القوم غالباً في القرآن هو الجنود أو الحاشية المقربة .
___

{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُواْ يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} :

نحن قلنا بأن الرجز هو غضب من الله عز و جل ينزل على الكافرين و المنافقين و المكذبين و المرتدين و هو يورث الرجس ، و الرجس يكون شيء في القلب ، ربنا سبحانه و تعالى يجعله كعذاب و كجزاء من جنس العمل ، لأن الله سبحانه و تعالى يُجازي من جنس العمل , (و لما وقع عليهم الرجز) طبعاً من ضمن الآيات التي نزلت على قوم فرعون : الأوبئة و موت الحيوانات و آخر آية التي كانت القاسمة القاصمة كانت موت أبكار المصريين أو موت الأطفال يعني ، (و لما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك) الله الله الله !! يعني انتم عارفين و فاكرين يعني و حاسين انه موسى يمكن يكون صادق !! أو أنهم يحاولوا بأن يتباركوا  أو يشعرون بأن إله موسى إله أيضاً قوي يُنزل آيات و عقاب على المصريين لأنهم آنذاك كانوا يعبدون آلهة وثنية كثيرة ، فقالوا من الممكن أن يكون من ضمن هذه الآلهة إله موسى فلماذا لا نجرب هذا الطريق و نذهب و نتبارك بموسى قليلاً مع كبرهم ، يعني هو يذهب يتبارك بالنبي و بنفس الوقت يتكبر !! أرأيتم المجرمين !!!!
(ادع لنا ربك بما عهد عندك) الخطاب من قوم فرعون لموسى بأن يدعو الله عز و جل و يسأل ربه و هو سيجيبك بسبب الذي في قلبك (بما عهد عندك) إيمانك ، تقواك ، حكمتك ، صدقك ، و هم يعلمون بأن موسى صادق من داخله ، (بما عهد عندك) أي بصفاتك يا نبي ، بصفات موسى ، أي استنزل يا موسى الرحمة من ربك ، و هنا نفهم التوسل/الوسيلة ، فموسى سيتوسل بإخلاصه و صدقه لله عز و جل حتى يستنزل الرحمة و البركة ، و قوم فرعون كانوا فاهمين هذا الكلام ، (بما عهد عندك) كذلك من معانيها : بالعهد الذي أعطاك إياه و أنت حافظت عليه .
(لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك و لنرسلن معك بني إسرائيل) هذا الدعاء أو الطلب كان يحدث مع كل آية و ليس مرة واحدة ، لأن كل آية كانت تنزل و كل عذاب هو رجز ، فإذا كذبوا أورث في قلوبهم  الرجس ، و كانوا في كل مرة يدعون موسى بأن يصرف عنهم العذاب فيدعو موسى و يصرف العذاب و بعد ذلك يرجعوا مرة أخرى كافرين و قلوبهم قاسية ، فهم مجرمين و ربنا أعطاهم فرص كثيرة ، (و لما وقع عليهم الرجز) كل مرة و ليس آخر مرة ، (لئن كشفت عنا الرجز) أي آية من آيات العذاب السابقة ، أي ضربة من هذه الضربات ، (لنؤمنن لك و لنرسلن معك بني إسرائيل) سنخرجهم معك في البرية و تذهبوا لإقامة عيد الفصح أو تقديمات لإلهكم في الصحراء .
____

{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ} :

كل مرة نكشف الرجز و بعد ذلك تأتي آخر مرة ، (إلى أجل هم بالغوه) أي يعني للمرة التي ربنا لن يعطيهم فرصة ثانية و لن يمهلهم مرة أخرى ، (إذا هم ينكثون) ينكثون أي يخلفون بوعدهم لموسى بأنهم سيتركوا بني إسرائيل يخرجوا مع موسى .
____

{فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} :

(فانتقمنا) الفاء هنا للسرعة ، (فأغرقناهم في اليم) كان استدراج عندما آية موت الأبكار نزلت ، ربنا ضرب المصريين بهذه الآية ، و تفاصيل هذه القصة موجودة في العهد القديم : لما ضرب الله الأبكار في مصر فضج المصريين ضجة عظيمة جداً و تشاءموا من قوم موسى و قالوا لهم اذهبوا و كان عندهم حزن عظيم جداً ، و هذه الآية : أنه كان عند موسى و بني إسرائيل عيد الفصح ، فقال لهم موسى بأنه في هذه الليلة كل واحد منهم يذبح شاه و يصنعوا الفطير ليأكلوه و كذلك اللحم ، و بعد ذلك يأتون بدم الشاه التي ذُبحت و ثم توضع على عتبات البيت/على قوائم أبواب منازل بني إسرائيل و بعد ذلك قال لهم ربنا سبحانه و تعالى بأنه في هذه الليلة سأُصيب المصريين بهذا الوباء و بهذا العذاب . فإذا رأت ملائكتي العلامات على عتباتكم عبرت عنكم و أصابت غيركم .
 ، و لما حدث هذا الأمر و في صباح اليوم الثاني وجد المصريون وبائا أصاب بيوتهم أخذ كثير من أطفالهم ، هنا بقى خلاص المصريين جابوا آخرهم مع التلكعة يعني بدأوا ما يتلكعوش خلاص و عرفوا أن الأمر خطير جداً فقالوا لموسى : اذهب من مصر ، فنحن لا نريدك فأنتم شكلكم لعنة علينا و هذا  لسان حالهم ، و بالفعل خرج موسى و بني إسرائيل من مصر و كان اسمه يوم الخروج ، و بعد ما خرج . المصريون جلسوا مع أنفسهم بقيادة فرعون المجرم و قالوا : هل سنتركهم يخرجون و يفلتوا بدون عقاب  ؟؟ فنحن يجب أن نعاقبهم و ننتقم منهم على كل الأذى الذي أصابنا بسببهم ، فخرج المصريون وراء موسى بعد ثلاثة أيام تقريباً و سبقوهم عند البحر الأحمر ، و موسى كان ممكن أن يسير من طريق سيناء البري لكن الله ألهمه و أوحى له بأن يذهب إلى البحر عند خليج السويس و كان بني إسرائيل مستغربين ، لكن ربنا كان يريد أن يحقق آية التي حصلت ، في الوقت الذي وصل فيه موسى لخليج السويس قال له قومه : بأن هذا بحر ، فماذا سنفعل ؟؟ فقال لهم موسى : ربي هو الذي ألهمني بأن آتي هذه المنطقة بالوحي و الرؤى و الإلهام ، و كان بني إسرائيل خائفين و كان لهم مستطلعين و قالوا لهم بأن جيش فرعون وراءنا مسافة نصف يوم ، فاضطربوا أكثر فأكثر و قالوا : لو وجدنا فرعون الآن فسيقتلنا على شاطئ البحر و دماءنا ستخالط ماء البحر ، فماذا سنفعل ؟؟؟؟ ، فكان موسى واثق من وعد الله عز و جل ، و بقي بنو إسرائيل طول الليل عند البحر ، و بقدرة الله عز و جل بعد الفجر ربنا سبحانه و تعالى فلق البحر ، و هذا الفلق أحد الأمرين إما أن يكون فعلاً ربنا اختار هذه المنطقة عند خليج السويس و سيحدث فيها جزر عظيم و هذا الجزر يُظهر لسان بري يابس في البحر فيصل بين الضفتين الغربية و الشرقية ، و إما يكون هذا الفلق فعلاً معجزة مادية ربنا سبحانه و تعالى جعلها لموسى بأن ضرب البحر بالعصا فانفلق مباشرة ، فأي المعنيين نحن مؤمنين به ، و بعد ذلك ماذا حصل : فرعون كان على بعد ميل يعني على مد البصر ، فهذه الظاهرة حصلت انفلاق البحر او ظهور لسان يابس في البحر فقوم موسى و موسى نزلوا في هذا اللسان و عبروا للجانب الأخر و هي مسافة قريبة يعني يمكن مشيها على مد البصر ، فمن ذهب للبحر الاحمر يعرف ما أقوله ، فنزل موسى و قومه البحر و عبروا للضفة الثانية ، و لما جاء قوم فرعون و الجنود خافوا من النزول في البحر فأمرهم فرعون بالنزول و قال لهم الموت لمن لا يطيع ، فنزلوا وراء قوم موسى على أساس أنهم سيأتون بهم ، فعندما عبر قوم موسى للضفة الثانية و نزل كل جنود فرعون . ففورا ، الله أوقف هذه الظاهرة و أوقف الجزر و أطبق عليهم البحر فغرقوا جميعهم و فرعون واقف على عربته الحربية في زهوه و ينظر لجنوده و هم يغرقون (اليوم ننجيك ببدنك((أي يا فرعون))لتكون لمن خلفك آية) فعندما تعود بمفردك إلى عاصمتك من غير جيشك فستكون عبرة و تتمنى أنك لو كنت مت قبل أن ترى هذا اليوم ، لكن لن نميتك بل سنجعلك ترجع لهم و تقول لهم أنت و حرسك الخاص الذي حصل ، و هذه من أعظم الآيات : غرق جيش فرعون أمام فرعون .
طبعاً لما رأى فرعون هذا الأمر جاءته لحظات من الإيمان و آمن بالفعل بقلبه بأن موسى على حق و لكن بعد فترة الإيمان يُنسى ، دائماً الإيمان يُنسى فالإنسان نساي/كثير النسيان ، فأصل الناس كلهم مؤمنين لأن ربنا سبحانه و تعالى أخذ عليهم العهد  و عرفوا ربنا قبل أن يولدوا فهم مؤمنين و وظيفة الأنبياء بأنهم يذكروا الناس بهذا الإيمان و لما يؤمنوا و يشعروا بلذة الإيمان و حلاوة الإيمان فممكن بسبب ذنوب يفقدوا حلاوة الإيمان و يفقدوا الإيمان مع الوقت ، فتكون فائدة الأنبياء تذكير أقوامهم بحالة الإيمان ، فدائماً الإنسان بطبيعته كثير النسيان ، ينسى الإيمان ، و الذي كان مؤمن و نسيَّ الإيمان نسميه منافق ، و المنافق ممكن يرجع يؤمن مرة أخرى لما يتذكر .
و اليم هو البحر .
___

{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} :

(أورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون) أي بني إسرائيل ، أورثناهم ماذا ؟ التي باركنا فيها ، و تقدير الآية : أورثناهم الأرض التي باركنا فيها ، لكن ربنا قال هنا مباشرة التي باركنا فيها لمعرفة المؤمنين بأن (التي باركنا فيها) هي فلسطين ، فربنا أورث بني إسرائيل فلسطين .
ماذا يعني (كانوا يستضعفون مشارق الأرض و مغاربها) ؟؟ مشارق الأرض يعني في بابل و العراق بعد السبي البابلي ، و مغاربها يعني في مصر أي الذي حصل قبل السبي البابلي ، لأن مصر هي مغرب فلسطين و العراق هي مشرق فلسطين ، فربنا جاب من الآخر و ثم رجع إلى الأول ، و لذلك دائماً ربنا جمع ما بين فرعون و هامان ، و هامان هو وزير من وزراء ملوك بابل كان يضطهد اليهود و كذلك فرعون كان يضطهد اليهود في مصر ، فربنا جمعهم مع بعض و لما ذكرهم في القرآن لكي يُفهمنا بأن نربط ما بين إستعباد العراق لبني إسرائيل كان بعد السبي البابلي بعد إقامة مملكة اليهود و إستعباد مصر لبني إسرائيل الذي كان أولاً ، و سبحانه و تعالى يجعل الأيام دول .
(و تمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا) إذاً الصبر مفتاح الفرج ، ربنا رآهم صابرين فأعطاهم الجزاء الحسن طبعاً للمؤمنين منهم ، (يعرشون) يعني يتفاخرون بالمباني ، دائماً يعرشون يعني البناء و المباني ، فدمرنا كل هذا ، دمرنا على الأقل جيشهم و دمرناهم نفسياً لأنهم رأوا بأنهم انهزموا أكثر من مرة ، مع كل ضربة ينهزموا و كانت أقوى ضربة و آخر ضربة كانت ضربة الوباء الذي أصاب الأطفال و بعد ذلك غرق قوم فرعون و جيشه في اليم .

● معنى كلمة اليم من أصوات الكلمات : الياء تموج ، الميم مصدرية ، يعني صاحب الأمواج و الذي هو البحر .

___

و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على مد صلة صغرى ، فقال :
{وَقَوْمُهُ وَمَا} .

و طلب من رفيدة مثال على مد عارض للسكون ، فقالت :
{يَنكُثُونَ} .

و طلب من أرسلان مثال على مد متصل واجب ، فقال :
{إِسْرَائِيلَ} .
__

و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : في الترغيب في جوامع من التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير ، فقال ﷺ :

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله ﷺ حدثهم أن عبداً من عباد الله قال : "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ، و لعظيم سلطانك فَعَضِّلَتْ بالملكين((يعني لم يعرفا ماذا يفعلان بها ، يعني في ملاك على اليمين و ملاك على الشمال يكتبان الأعمال)) فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء ، فقالا : يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها ؟ قال الله و هو أعلم بما قال عبده : ماذا قال عبدي ؟ قالا : يا رب إنه قد قال : يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و لعظيم سلطانك ، فقال الله لهما : اكتبها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها((يعني اكتبُها كما هي و لما يأتيني يوم القيامة أنا أجزيه بها بنفسي))" رواه أحمد .

روي عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن رسول الله ﷺ : "من قال : الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على كل حال ، حمداً يوافي نعمه و يُكافئ مزيده ، ثلاث مرات ، فتقول الحفظة((أي الملائكة)) : ربنا لا نُحْسِنُ كُنْه ما قَدَّسَكَ عبدك هذا و حَمِدَكَ ، و ما ندري كيف نكتبه ؟ فيُوحي الله إليهم أن اكتبوه كما قال عبدي" . ربنا يوحي للملائكة كما يوحي للبشر أيضاً ، فالوحي درجات .

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : قال أُبي بن كعب : لأدخلنَّ المسجد فلأصلينَّ و لأحمدنَّ الله بمحامد لم يحمده بها أحد ، فلما صلى و جلس ليحمد الله و يثني عليه ، فإذا هو بصوت عالٍ من خلفه يقول : اللَّهم لك الحمد كله ، و لك الملك كله ، و بيدك الخير كله ، و إليك يرجع الأمر كله علانيته و سره ، لك الحمد إنك على كل شيء قدير ، اغفر لي ما مضى من ذنوبي ، و اعصمني فيما بقي من عمري ، و ارزقني أعمالاً زاكية ترضى بها عني ، و تب عليَّ ، فأتى رسول الله ﷺ فقص عليه فقال : ذاك جبرائيل -عليه السلام-" هنا أيضاً الملائكة تكلم الصحابة ، و الوحي أيضاً يأتي الصحابة ، إذاً فالوحي متاح .
___

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
__

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين . 🌿💙



========================


بلدة يوشع بن نون و هو في البقعة البيضاء رضي الله عنه و أرضاه




Youssef Hala Mounir
سيدي يا نبي الله السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

سؤالي اليوم هو عن الروح والنفس

يقول الله عز وجل "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ{ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي }وما أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا "

ويقول " رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي {الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ} عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ "

ويقول " يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ {بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ} عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ.

سيدي ما المراد من كلمة الروح هنا ؟ وما الفرق بينها وبين النفس ؟ وما تحليل أصوات الكلمات التالية :
الروح ، النفس .
منذ ‏٧‏ ساعاتأرسلت من الهاتف المحمول
د.محمدربيع طنطاوي-
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من انبياء عهده و بعد : عليكِ سلام الله يا هالة نور اليوسفيين , لقد وضحت غير مرة الفرق بين الروح و النفس , الروح مطلقة طاهرة بطبعها قد تكون كائنة محركة للجسد و قد يصفها ربي بمجمل الوحي و وصف بها جبرائيل و سمى , , لكنّ النفس هي نتاج تفاعل الجسد و العقل و الوجدان مع الروح فإن كان تفاعلا حيا نقيا رقت النفس و إن كان تفاعلا خسيسا جبانا سيئا تسفلت النفس و العياذ بالله . هذا الفرق هو من أسرار الله في كونه هذا . النفس : صراع النعمة و النقمة يتسرب و يحدث خفيا فيها ن نعمة الوحي ف التأفف و النقمة على النعمة و بينهما صراع ن ف س و السين تسرب خفي . الروح رؤية ذات دوي دائري منتظم للراحة فمن تبعها ارتاح . يوسف بن المسيح , مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق