درس القرآن و تفسير الوجه الحادي و العشرين من الأعراف
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الحادي و العشرين من أوجه سورة الأعراف و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :
الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام بغير غنة و حروفه (ل ، ر) .
و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف الحبيب ﷺ من أحمد قراءة سورة الإخلاص ، و صحح له قراءته .
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني الحبيب ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} :
(و قطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمماً) ربنا سبحانه و تعالى هنا في هذه الجملة يُظهر أمرين : الأمر الأول أنه يقول بيان أنهم اثنتا عشرة قبيلة على أسماء اثنى عشر ولداً من أبناء النبي يعقوب الذي هو إسرائيل -عليه السلام- ، و كذلك كلمة (و قطعناهم) أي جعلنا بينهم العداوة و البغضاء و أننا فرقناهم في الأرض ، يعني فعل قطعناهم هنا أي التفريق ، بأنهم كُتب عليهم التفريق و الضلال و التيه في الأرض لأنهم تعرضوا كذا مرة للتيه و التفرق و التشتت و هم فيما بينهم أيضاً عداوة و بغضاء ، فربنا هنا يصف حالهم على مدار التاريخ ، (أمماً) يعني أناس كثيرون مجتمعين ، يعني القبيلة تكون متوارثة متوالفة.. مع بعضها البعض ، أمماً من الأم التي يجتمع إليها الأبناء .
(و أوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه) الناس كلها اختلفت في هذا الأمر ، ما هي قصة الاستسقاء و الحجر ، و ما هو المن والسلوى ؟؟؟ فأنا طلبتُ من الله عز و جل بقلبي أن أفهم الكلام ده ، و ربنا أوحى إليَّ هذا الوحي ، اسمع بقى الكلام :
(و أوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه ان اضرب بعصاك الحجر) اضرب بعصاك الحجر مش كأنه معاه عصاية و أمامه حجر فيضربها كده و يؤدبها عشان تطلع مية مش صحيح ، احنا قلنا دايماُ إحنا بنفسر القرآن بإيه؟؟ بالقرآن و دي قاعدة تاخذها معاك و حطها حلقة في ودنك زي ما بيقولوا المصريين ، ربنا قال لأيوب (اركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب) و الضرب هو الضرب بالأرض ، يعني إيه الضرب بالأرض؟ هو ربنا يقول له يا موسى انتو دلوقتي في سلسلة جبال ، انتو على الجبال دلوقتي و بأماكن و تربة إيه حجرية ، فهل في مية تطلع من الجبل أو أرض حجرية؟؟ فقلنا اضرب بعصاك يعني امشي للمكان اللي انا اوحيته لك في الإلهام مرتكزاً على عصاك ، اضرب بعصاك يعني سافر او مش سافر امشي و انزل من الجبل للوادي ده لأن تجمع المياه الجوفية يبقى في الوديان و إيه سبب تجمعه؟ أن المية تمشي ما بين قنوات في الصخور تتجمع في الوادي تحت ، و ربنا قال له امشي يعني اضرب بعصاك الحجر يعني سيب المنطقة الجبلية أو التربة الجبلية الحجرية و ارتكز على عصاك كده و اضرب و انزل من الجبال دي للسهول أو للوديان اللي ما بين الجبال هتلاقي فيها اتناشر/اثنا عشر عين او مكان لاتناشر قبيلة كل قبيله لها عين . دوروا/ابحثوا كده فيهم هتلاقوا المية تطلع منهم بالراحة كأنك بتجسها ، مش بيقولك يجس المية؟ و الطيور تجس المية يعني إيه بتشمها أو تحاول تتبع أثرها؟ فهو ده ، يعني أنت دلوقتي بتجس المية هتروح تلاقي اتناشر عين . المية بتخرج منها بالراحة (انبجست) انتو بقى لما تحفروا كده هتطلع معاكم ، بدليل إيه؟ بأن أي عين معروف أنها بتطلع خفيفة كدة من الأرض و هي المياه الجوفية الحارة و الباردة دي . صح؟ المياه المعدنية ، مش بتسمعوا عنها؟؟ هي دي اللي بتبقى في الوديان ما بين الجبال ، شفتوا بقى ! و حاجة تانية في آية بسورة البقرة بتقول إيه (و إذا استسقاه قومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثتنا عشرة عينا) (فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً) إيه الفرق بين انفجرت و انبجست؟؟ انفجرت بعد كثرة الاستخدام بقت المية فيها تطلع أكتر و أكتر بغزارة ، انبجست بتخرج كأنك بتجسها ؛ جست ، انبجست جست أو كأن المية تجسس بتطلع بالراحة و أنت بتتجسس على المية عشان عاوز تاخذها ، فكان اتناشر عين فعلاً في الوادي ده بإلهام من الله عز و جل لموسى ، فهم كانوا في الجبل ، في الجبل يعني إيه؟ أرض حجرية ، ينفع كده يحفروا في الحجر؟؟؟ لا لازم تكون أرض وديان ما بين الجبال لأن معروف المياه الجوفية بتمشي إزاي؟ يا من الجبال ظاهرة كده و تتجمع تحت أو جوا الصخور في قنوات خفية كده صغيرة شعرية.... تتجمع لأماكن الآبار و العيون زي بئر زمزم كده ، زمزم ده في وادي الكعبة ، جنب وادي الكعبة كده ، حلو؟؟ جاية منين المية دي؟؟ من الجبال اللي حوليها ، من الجبال يعني مش مية جاية نازلة من فوق الجبال تجري على الصخور لا جوا الصخور تتحرك بالراحة بالراحة بالراحة تتجمع في المكان ده ، طب أنا لو حفرت في الجبل هلاقي مية؟؟ لا ، و لو حفرت في الوادي هلاقي مية ، هو ده المعنى . شفتوا بقى! (ان اضرب بعصاك الحجر) يعني سافر و استخدم عصاتك دي عشان تنزل من الجبل هو امشي المسافة دي بتاع ٢ ميل او ٣ ميل هتلاقي الوادي ده ، هتلاقي اتناشر عين ، و فعلا لاقو الاتناشر عين ، تمام؟ و كانت المية بتطلع منهم بالراحة كدة اشارات ، انبجاس ، و بعد كدة لما حفروا ، المية زادت و اصبح بدل الانبجاس بقى ايه؟ انفجار اللي هو عبر عنه في سورة البقرة لكن هنا تعبر عنه في سورة الأعراف اللي كانت فيها البداية .
(قد علم كل أناس مشربهم) كل قبيلة أخذت عيناً ، (و ظللنا عليهم الغمام) يعني دائماً من الوقت للآخر كنا نجعل السحب في سيناء تُلطف الجو و تُنزل المطر ، بالإضافة لهذه العيون سُحب تُلطف الجو و تُنزل المطر .
(و أنزلنا عليهم المن و السلوى) و عرفنا أن كلمة الإنزال ليس معناها بأنها تأتي من السماء ، لا بل أنزلنا يعني رزقناهم كما (و أنزلنا الحديد) ، الإنزال هو الرزق ، (و أنزلنا عليهم المن و السلوى) السلوى لم يُختلف فيها فهي عبارة عن طائر بري كما السمان يؤكل ، لكن المن هو الذي اختلف فيه الناس فلا يعرفون ما هو ، كنتُ قرأتُ حديث للنبي ﷺ يقول : "الكمأة من المن و ماءها شفاء العين" الكمأة عبارة عن فطر يخرج من تحت التراب أو تحت الرمل في الصحاري بعد الأمطار ، مش رينا قال هنا (و ظللنا عليهم الغمام) يعني الامطار كانت تنزل من الوقت للآخر و دائماً عندما ينزل المطر في الصحراء على الكثبان الرملية فإنه ينمو تحتها فطر/كمأ ، فالمن هو نوع من أنواع الفطر ربنا رزقهم به فكانوا يقومون بتجميعه و ثم يأكلونه ، موسى قال لهم أن يجمعوا منه كل يوم بقدر هذا اليوم لأنه لو جمعوا أكثر من حاجتهم في اليوم فسيتعفن و كانت هذه آية من الله حتى يتعلموا التوكل و الصبر ، و في يوم الجمعة فإنهم يجمعون المن ليومين الجمعة و السبت لأن السبت عندهم يوم إجازة أو يوم مقدس كان ممنوع فيه العمل ، فكانوا يجمعون حصة يومين فلم يكن المن يتعفن حتى ربنا يقول لهم تعلموا التوكل ، هل عرفتم ما هو المن؟ هو نوع من أنواع الفطر يؤكل عادي جداً فهو لا ينزل من السماء بل ربنا يُعطينا إياها كنعمة بعد هطول الأمطار غالباً ، و هو فعلاً ، المياه الجوفية في صحراء سيناء من أين تأتي؟ من مياه الأمطار التي تنزل على الجبال و تتسرب إلى الأرض و تُنشئ هذه الينابيع أو أن التربة الجبلية أو الحجرية تتشربها و تسير في قنوات ضعيفة بسيطة خالص و تتجمع فيه هذه العيون ، هل عرفنا معنى (اضرب بعصاك الحجر)؟ اضرب يعني سافر أو امشي و استخدم عصاك .
(كلوا من طيبات ما رزقناكم و ما ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم يظلمون) مع أن ربنا أنعم عليهم بالحربة و الأرزاق التي أخذوها من دون أي تعب و محدش كان يمن عليهم فقابلوا النعمة بالكفر و الجحود و الغدر و الخيانة مع موسى -عليه السلام- ، ظلموا أنفسهم و أشركوا بالله عز و جل ، (و ما ظلمونا و لكن كانوا أنفسهم يظلمون) أنهم كانوا متمردين فاسقين كما في نهاية الوجه .
___
{وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} :
(إذ قيل لهم) على لسان موسى -عليه السلام- ، (اسكنوا هذه القرية) هي قرية على تخوم فلسطين ، الذين عندما يعصوا موسى في عدم دخولها فربنا سينتق عليهم الجبل في الوجه الثالث و العشرون من سورة الأعراف ، و هو فيه قصة بلعام بن باعوراء المجرم الذي كان ربنا يُعطيه الإلهام و الرؤى و انسلخ من الآيات فربنا عذبه لأنه عادى موسى و هذه آية تتكرر في كل عصر ، (اسكنوا هذه القرية) على تخوم فلسطين ، يعني ربنا يقول لهم ادخلوا و جربوا و لا تخافوا ، جربوا أن تسكنوا في هذه القرية . لأن فلسطين هذه كانت مليئة بالأقوام الوثنية ، (و كلوا منها حيث شئتم) فيها خيرات كثيرة و زروع و ثمار ، (و قولوا حطة) يعني يا رب حُط عنا الوزر الذي نحن ارتكبناه و الرجز الذي حدث لنا بسبب ذنوبنا و فسقنا و تمردنا على موسى -عليه السلام- يعني استغفروا ، يعني يا رب حُط عنا ذنوبنا يعني كفر عنا ذنوبنا و اغفر لنا ، يعني الذنوب التي تُثقل ظهورهم يا رب حُطها عنا ، (و ادخلوا الباب سجداً) يعني باب الجهاد ، يعني افتحوا الباب بس كده ، سجداً يعني طائعين ، (نغفر لكم خطيئاتكم) يعني بعملكم هذا و بجهادكم هذا سنحط عنكم وزركم الذي حصل لكم بسبب العجل و بسبب تمردكم و بسبب اتباعكم لأقوال السامري و هكذا ، (سنزيد المحسنين) كل واحد مُحسن يعني يُراقب الله عز و جل سنزيد له النعمة .
___
فماذا حدث؟؟
{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ} :
(فبدل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم) يعني قالوا لموسى و للمؤمنين المتأكدين منك أوي أو أنت و ربك اذهب و قاتل و نحن قاعدين هنا خائفين ، تقريباً القرية إسمها شكيم لستُ متأكد ، غالباً هذه قرية شكيم على حدود فلسطين و سيناء ، (فأرسلنا عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يظلمون) الرجز هو آثار الذنوب ربنا ينزلها عليهم من السماء فتورث في قلوبهم الرجس ، إذاً الرجز عذاب بسبب شؤم المعصية ينتج عنه في القلب الرجس و قلنا هذا الكلام من قبل .
___
{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} :
كانت توجد قرية هم ساكنين فيها ، مكان على البحر ، على ساحل البحر و بعد ذلك ربنا قال لهم كلوا من خيرات الله عز و جل و لكن يوم السبت كان عندهم يوم محرم بأن يعملوا فيه أو يخرجوا من البيت ، حتى أن بعضهم كان يُحرم على نفسه ركوب الدواب في هذا اليوم و إن أراد أن يتنقل فيكون على قدميه ، و كان العمل محرم عندهم في يوم السبت و الدليل بأنه محرم عليهم ، أنهم كانوا لا يجمعون المن في يوم السبت بل كانوا يجمعوه في يوم الجمعة ليومين الجمعة و السبت ، فماذا فعلوا؟؟ رأوا أن أيام الأسبوع يكون فيها أرزاق السمك حلوة لكن يوم السبت يأتي السمك بكميات مهولة على الشاطئ ، (شرعاً) يعني منتشر كأنه مثل أشرع السفن ، السمك بيبلبط في المية كدة ، و انتم تعرفون شواطئ البحر الأحمر تكون عبارة عن شواطئ صخرية و أنتم رأيتم السمك من قبل كيف يسبح بين الصخور ، فكان الأمر هكذا سمك كثير لدرجة أنك تستطيع أن تمسك السمك بيدك و هو غير البحر المتوسط و هذه ميزة البحر الأحمر بأن السمك ممكن أن يصل حتى الشاطئ و ينزل ما بين صخور الشعاب المرجانية و يكون السمك بألوان و شكله جميل ، فكان في يوم السبت يأتي سمك كثير و هم ينظرون إليه و لا يقدرون على أخذه ، فقاموا بحيلة بأن نصبوا الشِباك يوم الجمعة و يقوموا بسحب الشِباك يوم الأحد فيأخذون بذلك السمك ، فكان احتيال و ربنا قال لهم ممنوع الصيد في يوم السبت ، فقاموا بتبديل الكلام (و اسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت) تعدوا على حدود الله عز و جل ، فكان هذا حد من حدود الله إبتلاءً . إيه المانع؟ و كان هذا من الإصر الذي وضعه الله عليهم و الأغلال ، و نحن قلنا سابقاً بأنهم كانوا في صرة ، عليهم إصر ، فكان هذا من ضمن الأمور التي هي الأغلال التي رفعها محمد ﷺ بشريعة الإسلام عنهم و كانت أمور كثيرة جداً كالأغلال على ظهورهم و في أيديهم مُكبلين فيها .
(و يوم لا يسبتون لا تأتيهم) يعني أي يوم آخر غير يوم السبت يكون السمك قليل ليس ككثرة يوم السبت ، (كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون) فكان هذا بلاء من الله عز و جل حتى يرى إن كانوا سيصبروا أم لا.
و في آخر الجلسة سأل أرسلان : بأنهم لو كانوا صبروا في الأيام بعد يوم السبت فهل كان ربنا سيزيد عليهم في السمك؟؟
فأجابه نبي الله ﷺ : طبعاً كان سيزيد عليهم السمك في الأيام الثانية فكان هذا اختبار من الله عز و جل .
__
و توجد هنا قرائن عظيمة جداً تدل بأن التيه الذي كان فيه بني إسرائيل أي الأربعين سنة ليس معناه أنهم لم يكونوا يعلمون الطريق بل هذا معناه بأنه كان أمر من الله بأن لا يدخلوا فلسطين إلا بعد أربعين سنة ، بعد أن يموت كل الجيل الموجود أي فوق العشرين سنة عدا اثنين ، يوشع بن نون و آخر ، كانا من أخلص المخلصين لموسى -عليه السلام- ، فهم كانوا في أماكن مستقرين فيها فبعضهم يعيش في قرية أمام البحر في سيناء و بعضهم يعيشون حول العيون التي أعطاهم الله إياها ، و كانوا يتنقلوا و لكنهم يعلمون الطريق و ليسوا يجهلونه فعلى الأقل يهتدوا بالنجوم كالنجم القطبي و هم يعرفون المسالك و ليس معناه بأنهم كلما يأتوا عند فلسطين ربنا يُعميهم و يلتفوا مرة أخرى كما يقول المشايخ ، فهذا تفسير خاطئ و ليس صحيح ، فهم عاشوا في فلسطين عيشة عادية جداً فمنهم من كان يتنقل حسب أماكن العيون و أماكن الأمطار و أماكن الثمار أو الأكل و الموارد و منهم من كان يعيش أمام البحر و يعتمد على الصيد ، و بعد الأربعين سنة قام يوشع بن نون بتجميعهم و دخل بهم فعلاً فعبر بهم نهر الأردن و ثم دخل بهم فلسطين و ربنا أقام لهم المملكة التي وعدهم بها .
(و اسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر) ليه ربنا قال لمحمد ﷺ و اسألهم؟؟؟ لأنهم كانوا مخبيينها ، عيبة يعني ، أخفوها في الخبايا بين بعضهم ، في مرويات بين بعضهم البعض فلن تجد في العهد القديم قصة سمك السبت بأنهم تعدوا فيه ، فكانت مرويات بين بعضهم البعض فربنا يقول لسيدنا محمد ﷺ إسألهم و هم سيقولون لك خباياهم و خفاياهم بما أنك موحد و من الطائفة الإبيونية و التي كانت يهودية مسيحية ، و هذا لزيادة التأكيد و هذا من أسلوب القرآن العظيم .
و طبعاً نحن قلنا من شواهد تفسير القرآن بالقرآن : ربنا قال لأيوب (اضرب برجلك هذا مغتسل بارد و شارب) اضرب برجلك يعني امشي الحتة دي برجلك في الأرض هتلاقي عين جميلة جداً جوفية فاغتسل منها و اشرب ، فنحن فهمنا (فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً) أي الآبار دي بعد ما موسى -عليه السلام- مشى شوي بالعصاية و عدا المنطقة الحجرية و وصل للوادي و وصل لاتناشر عين اللي كانت المية بتندع منهم خفيف كده و أول ما حفروا و من كثر الاستخدام المية انفجرت كما قال ربنا في سورة البقرة .
__
و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على مد عوض ، فقال :
{أَسْبَاطًا} {أُمَمًا} هو أي مد بالتنوين الفتح يعني تنوين فتح على الألف و وقفت عليها فتمدها بمقدار حركتين ، فهو عوض عن التنوين .
و طلب من رفيدة مثال على قلقلة ، فقالت :
{سَبْتِهِمْ} .
و طلب من أرسلان مثال على مد متصل واجب ، فقال :
{خَطِيئَاتِكُمْ} .
__
و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : الترغيب في أذكار تقال بالليل و النهار غير مختصة بالصباح و المساء ، فقال ﷺ :
عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ : "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، و له الحمد و هو على كل شيء قدير، مائتي مرة في يوم لم يسبقه أحد كان قبله و لا يدركه أحد بعده إلا من عمل بأفضل من عمله" يعني هذا أفضل عمل يُعمل إلا إذا قام أحد آخر بالزيادة في كلامه و هذا من فضل ذكر الله عز و جل ، و نحن نعرف بأن الأذكار نوعان : أذكار منوطة بمكان و أذكار منوطة بزمان و أذكار مطلقة ، و هذه التي نسميها الصلاة الوسطى ما بين الصلوات المفروضة ، الصلاة الوسطى هي ذكر الله عز و جل منها المقيد بمكان و منها المقيد بزمان و منها المطلق .
و روي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- عن النبي ﷺ قال : "ليس من عبد يقول : لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله يوم القيامة ، و وجهه كالقمر ليلة البدر ، و لم يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل من عمله إلا من قال مثل قوله أو زاد" .
و عن علي -رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ أنه نزل عليه جبريل -عليه السلام- فقال : "يا محمد إن سرك أن تعبد الله ليلة حق عبادته فقل : اللَّهم لك الحمد حمداً خالداً من خلودك ، و لك الحمد حمداً دائماً لا منتهى له دون مشيئتك و عند كل طرفة عين أو تنفس نفس" .
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
__
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=======================
حازم :
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته , الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد : من خادمكم المحب المطيع تنبعث أشد أمواج المحبة والشوق مع كل نَفَس , الحب والتقدير لكم نبينا وحبيبنا مهدينا ومرشدنا سيدنا ومولانا يوسف بن المسيح بن جدنا أحمد القادياني مسيح الزمان الأخير , الذي صارَ بمجيئه نضير , منبع الأنوار وسيد أولياء أمة محمد وأنبياءها , كاسر الصليب قاتل الخنازير , سلطان القلم وأمير السلام الذي فاضت الرحمة على شفتيه فاتح باب النبوة المحمدية والوحي الإلهي , الذي ملئت بركات كلماته أركان قلوب المؤمنين الموحدين عليه صلوات الله تعالى وعلى ابنه المصلح الموعود المُخبَر والمنبئ عنه في وحي المسيح الموعود فطوبى لم عرفه وآمن به .
يقول الله تعالى : " فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها "
ما معنى فسوّاها ..؟
يُشَرِّعون ولا يشعرون .
الحقيقة أن طواغيت العصر من مشايخ المسلمين يشوهون صورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن لا يشعرون , يُشَرِّعون ولا يشعرون .
يظنون أن مكر رون فقط من يشوه صورة نبينا بسبب أنه أباح نشر الصور الكركترية , أقول أو لا أقول أقول أن فعل مكر رون لا يساوي شيء أمام تشويه صورة الرسول صلى الله عليه وسلم على لسان طواغيت العصر , إن ما حصل في فرنسا لا يضرّنا أبدا ولا يُنقص من قدر نبينا أبدا لأنه مجرد استهزاء عدواني واستفزاز شيطاني إنما الذي يضرّنا هو تشويه صورة النبي صلى الله عليه وسلم على لسان طواغيت العصر لأنه أصبح تشريع للتشويه . يُشَرِّعون ولا يشعرون .
2:35 ص
=================
د محمد ربيع :
نعم فالطواغيت شوهوا صورة نبينا و حاربوا دعوته أشد من اي أحد و كل ذلك بنفث الشيطان و شركه في قلوبهم , عليك السلام يا يوشع بن نون و جزاك الله كل خير على حبك و مودتك و طاعتك . فسواها أنهاها يعني أوصل اللحظة القدرية في تمثل ساحة القضاء إلى اللحظة الصفرية يعني عجل بساعة الصفر سريعا , فسوّاها أي أوصلها للحظة ( وفار التنور ) . أي أكمل الوصول للحظة عذابهم المبرمة . يوسف بن المسيح , مصر
د محمد ربيع :
كذلك التجاهل هو أسلم و أفضل مواجهة للمستهزئين بنبينا , هل سمعت عن هجاء قريش لنبينا ؟ نعم لكن لم تصلنا أي من تلك القصائد لأن النبي أمر أصحابه بتجاهلها .
==========
آسيا :
هذه الأبيات أعجبتني كثيرا سيدي
كلما أستمع إليها أنذكرك وأتذكر المسيح ا الموعود صلوات ربي وسلامه عليكم يا كل الزمان الآتي
اتظن أنك عندمـــا أحـــرقتنــي
ورقصت كالشيطان فوق رفاتي
وتركتنـــي للذاريــات تـذرّنــي
كحلاً لعين الشمس في الفلـوات
أتظـن أنك قـد طــمست هويتي
ومحــــوت تاريخي ومعتقـــداتي
عـبـثاً تحاول …. لا فنـــاء لثائر
أنــــا كالقيامـــه ذات يـــــوم آت
أنا مثـل عيـسى عــائد وبقــــوة
مــن كـــل عاصـــفة ألـم شتـاتي
سأعــود أقدم عاشــــق متمــرد
سأعـود أعظـم أعظم الثــــورات
سأعود بالتوراة والإنجيـل والــ
قـــرآن والتسـبــيح والصـــلواتي
سأعــود بالأديـان ديــناً واحـــداً
خــــــال مـــن الأحقـاد والنعرات
رجل من الأخدود ما من عودتي
بـُد .. أنا كل الزمــــــان الآتــي
•
إثنين 11:17 م
سيدي كيف حالك يا نبي الله ؟
9:43 ص
د محمد ربيع :
الحمد لله يا حبيبة ربي نحن بخير أحسنت أحسن الله لكِ يا هالة نور اليوسفيين
================
جوهر :
السلام عليكم ورحمة الله
صباح النور
يارب تكونوا بخير وعافية
9:41 ص
د محمد ربيع :
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا جوهر . نحن بخير يا جوهر يا عبد الخافض الرافع بارك الله فيك
================
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم يانبي الله الكريم
أرجو أن تكون باتم صحة وعافيه
أريد رأيكم في أمر
هل تنصحني بإرسال أولادي الى المدرسة في أوضاع كورونا المتزايدة الآن في لبنان
وزارة التعليم طلبت التحاق التلاميذ نهاية الاسبوع.
د محمد ربيع :
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته يا عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي . بارك الله فيكم نحن بخير أحسن الله لك . كل على حسب بيئته و ظروفه , يعني لو المدرسة عدد التلاميذ في الفصل قليل و تهويته جيدة مع ارتداء الكمامة و ذهاب يومين في الاسبوع فقط . و عادة الالتزام لطلبة الاعدادي و الثانوي اما الابتدائي فلا تستطيع التحكم بفعلهم و تباعدهم و التزامهم . انا عندي الثانوي و الاعدادي اجعلهم يذهبوا بتلك الشروط لكن الابتدائي و الحضانة لا اتركهم يذهبوا . الامر نسبي فسددوا و قاربوا و الذي لا يذهب يدرس في البيت الى ان يرفع الله عنا هذا الامتحان أحبك يا حسام سلامي لابنائك و زوجتك حفظكم ربي . آمين
ممنوع نزع الكمامة ممنوع المصافحة أو الأحضان بالمدرسة , الإلتزام بالمسافة الآمنة ,
نزع الملابس الخارجية في الغسالة مباشرة قبل الاتصال باحد في المنزل و غسل اليدين بالصابون مرتين ثم الوضوء .
كن حادا لأن الوقاية خير من العلاج
لا تستهينوا ببساطة هذه الاجراءات
==============
حازم :
د محمد ربيع :
حبايبي يا أيها الممدوح في الملكوت بكثير و منها ممدوح بالأخ الرحيم و الأب الرحيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق