راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 5 فبراير 2021

صلاة الجمعة 5 = 2 = 2021

 
 
يوشع بن نون :
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٢/٥
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٢/٥
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم كلام من كتاب نور الحق يقول الإمام المهدي الحبيب : " نسوا الآخرة، وفرغوا مِن همّها بما غرَّهم الكَفّارةُ، وغلبت عليهم النفسُ الأمّارة. يأكلون ما يشاءون، ويقولون ما يريدون، لا يعرفون أوصاف الإنصاف، ويرتضعون أخلاف الخِلاف. ((( ذكرنا امبارح في درس القرآن أن كلمة خلاف أو أخلاف هو الفساد وأصلها كلمة فسد هنا استخدم الإمام المهدي الحبيب مقتبس أو كلمة من كلمات معاني القرآن الكريم ))) يقول الإمام المهدي الحبيب : " وما حملهم على ذلك إلا النفس التي كانت خليع الرسن، مديد الوسن، فمالوا عن الحق إلى الباطل، وتركوا أصحاب اليمين. لِم لا ينهاهم أكابرهم عن المنكرات، ولِم لا يمنعونهم مِن نقل الخُطُوات إلى خِطط الخطيّات، ولِم يتركونهم فارغين؟ فعندي من الواجبات أن تُكتَب عليهم خدماتٌ تناسبُ قومَ كل أحد وحرفةَ كل أحد. فليُعطِ للنجّار فاسًا، وللطارق النفّاشِ مِنْسجا جِرفاسا، وللحجّام مِشْراطا وموسى، وللعصّار معصرة عظمى، لكي يشتغل كل أحد منهم بما هو أهله، ويمتنع من كل فضولٍ ولغوٍ وتأثيم، ولكي يستريح الخلق من شرهم، وعبادُ الله من أذاهم، وفي ذلك نفع عظيم لأكابرهم المغبونين. ((( هنا الإمام المهدي الحبيب بيّن عظمة العمل وأهمية العمل و وجوب العمل تمام الذي يُبعد الإنسان عن الفراغ ويدخله في الشغل الحلال لكي يكف شره عن خلقه لكي يكف الإنسان شره عن بقية خلق الله سبحانه وتعالى ))) يقول الإمام المهدي الحبيب : وأمّا هذا الرجل الذي صال عليَّ، فما صال إلا لحاجةٍ ألجأتْه إلى ذلك، وهو أنه عجِز عن جوابِ سؤالاتٍ قد أوردناها عليه وعلى رفقائه في مباحثة كانت بيننا وبينهم، وتبيّنَ أنهم على الباطل وفي ضلال مبين. فتندّمَ غايةَ التندّم، واضطر كمذبوح واعتاص الأمر عليه، فما رأى طريقا يُرضي به قومه إلا طريق البهتانات، فاختاره ليستر عُواره بتلك المفتريات. فأُشرِبَ في قلبه أن يستمدّ بوشائه من أهل الحكومة والولاية، ويريش بكلمات الشر نَبْلَ السعاية، لعلهم يصلبونني أو يقتلونني، ويعلو أمر قوم متنصرين. فمنشأ تحريراته هذه الخطرات المنسوجات لا غيرها، وما اختار هذا إلا لعدم علمه بمراحم الدولة علينا وحقوق مخزونة لديها ولدينا. وقد تَهادَينا بأمور تزيد الوِفاقَ، وتُخرج من القلوب النفاقَ. فليس على سمائنا الغمامُ ليعزوه إلى ظلامِ النمّامُ، وليس في كنانتنا مرماة واحدة لنخاف المناضلين. وما رأى هذا المتجنّي الغبيّ أن الدولة البرطانية فهيمة مدبّرة تعرف كل كلمة وما تحتها، وتفهم كل افتراء وأهله، ولا تتبع رأي كل قَتّاتٍ ضَنينٍ. فما كان لأحد أن يدلّي بغرورٍ هذه الدولةَ أو يخدعها، فإنها تعرف الخائن القتّاتَ، والدُّخْلُلَ الكاذبَ المِقتاتَ، ولا تشتعل كالمخدوعين، بل تُهجِّمُ عِقابَها على المفترين، وتحملق إلى الذين يسطون على الضعفاء ولا تترُكَنْ سِيَرَ الظالمين.
فالحجة التي تُبرِّئنا من وشاية هذا الرجل وتُنقِذنا من إبرامه وتُبعِد عليه نيلَ مرامه، فهو ما ذكرنا آنفا. والله يعلم أنّا نحن بِراءٌ من هذه البهتانات، بل نحن مستحقون أن تُسبِغ الدولة علينا مِن أعظم العطيّات، وتجزي جزاءً خيرا بمزاياها وتعيننا عند الضرورات، وتحسبنا من المحسنين. هذا هو الأمر الذي ليس فيه تفاوتٌ مثقال ذرّة ويعلمه العالمون. ولكن ليس عندنا علاج الواشي الوقيح والزُّمَّحِ المَضِيح، وقد قلنا كلَّ ما هو مَدْحَرة الكاذبين.
وأمّا ثناء هذا الرجل على الشيخ البطالوي، أعني صاحب جريدة "الإشاعة" محمد حسين، وقولُه إنه نِعْمَ الرجل ويستحق التحسين، فما نفهَم سرَّ هذا الأمر ونتعجّب غاية التعجّب، كيف أثنى عليه الرجلُ الذي يسُبّ رسول الله ص ولا يرضى عن مؤمن الذي يحب رسول الله، ويشتم نبيَّنا وسيدنا صلى الله عليه وسلم بكلمات ترتجف منها قلوب المسلمين. وما ننكر هذا الثناء، لعل البطالوي يكون عند المتنصرين هكذا، ولعله نطق بكلمة سرّتْ أعداءَ رسول الله، ولكنا ما نرى أن نتكلم في هذا ولا نطوّل الكلام فيه، وكل أحد يؤخذ بقوله، واللهُ يرى عباده الصالحين والطالحين.
وأما قول هذا الواشي وزعمه كأني أريد ملكوتًا في الأرض أو إمارة في القوم، فإن هي إلا افتراء مبين. ونُشهد كل من يسمع أنّا لسنا طالبي ملكوت الأرض، ولا نريد إمارة هذه الدنيا وزينتها الفانية، إن نريد إلا ملكوت السماء التي لا تنفد ولا تفنى ولا تنقضي بالموت. ولا نطلب قهر الناس بالحكومة والسياسة والقضاء، بل نطلب عزيمةً قاهرة الأهواء في رّضاء المولى الذي هو أحكم الحاكمين. وليس أصولنا إشاعة الفساد والطلاح والتبار، بل ندعو إلى الصلح والصلاح وطريق الأبرار، ونريد أن يتوب الخلق توبة الأخيار، وأعظم مدّعائنا أن يطلب الناس حقيقةَ الإيمان، ويرغبوا إلى فهم دقائق العرفان، ويكثر التراحم والتحنن فيهم، وينتهوا من السيئات وأنواع الهنات، فنجتهد لتحصيل هذا المقصد بالمواعظ الحسنة، والدعاء والنظر والهمة. هذه أصولنا، فمن عزا إلينا خلاف ذلك فقد افترى علينا. وما أقامنا على هذا إلا الرب الذي يرسل نوره عند غلبة الظلام، ويبدي دواءً عند كثرة السقام، وينجّي عباده المضطرين. ولا شك أن الفتن قد كثرت في الأرض وصعدت الأدخنة إلى السماء، وهبّت رياح مفسدة مبيدة من كل طرف إلى أقصى الأرجاء، ولو فصّلنا هذه الفتن كلها لاحتجنا إلى المجلّدات، وأبكينا كثيرا من الباكين والباكيات، وزلزلْنا أقدام السامعين. وأنتم تعلمون أن لكل داء دواء، ولكل ظلام ضياء، فأراد ربي أن ينير الدنيا بعد ظلماتها، والله يفعل ما يشاء، أأنتم تنكرونه يا معشر العاقلين؟
ومع ذلك لسنا نميس كالأمراء، بل نحن نمشي في الطِّمْر كالفقراء، ولا نجرّ ثوب الخيلاء، ونشكر القيصرة وحكامها على ما أحسنوا إلينا في أيام الضرّاء، وندعو لها صدقا وحقا ونرسل إليها هدية الدعاء، وندعوها بقول ليّن إلى الإسلام لتدخل في نعماء أبد الآبدين. بيد أننا لا نرضى بمذهبها، ونحسب أنها من الخاطئين الضالين. وأعجبَنا أنها مع كمال حزمها ولطافة فهمها في أمور الدنيا تعبد عبدًا عاجزا وتحسبه رب العالمين! سبحانه لا شريك له، وإن شاء لخلَق ألوفا مثل عيسى أو أكبر وأفضل منه ويخلُق، ومن يعلم أسراره؟ فتوبوا واتقوا أن تجعلوا له شركاء وأْتوه مسلمين. وكيف نظن أن عيسى هو الله وما قرأنا فلسفة يثبت منها أن رجلا كان يأكل ويشرب ويبول ويتغوّط وينام ويمرض، ولا يعلم الغيب، ولا يقدر على دفع الأعداء، ودعا لنفسه عند مصيبة مبتهلا متضرّعا من أول الليل إلى آخره فما أجيبت دعوته، وما شاء الله أن يوافق إرادته بإرادته، وقاده الشيطان إلى جبل فأتبعَه، فما استطاع أن يفارقه، ومات قائلا: إيلي إيلي لما سبقتني ((( اي لمَ تركتني )))، ومع ذلك إله وابن إله! سبحانه، إن هذا إلا بهتان مبين. ((( طبعا هنا المسيح الموعود يقول بلازم قول وعقيدة النصارى أنهم يقولون أن عيسى مات على الصليب ويقول إيلي إيلي لمَ شبقتني والصحيح أنه اغمي عليه السلام وانزل في القبر حيا ولكنه كان مغمى عليه كتلك النبوءة التي ذكرها عيسى عليه السلام لأصحابه عندما قال : " جيل شرير يطلب آية وليس له آية إلا آية يونان النبي " وآية يونان النبي الذي هو يونس عليه السلام عندما آلقى بنفسه من المركب الذي كان يسافر فيه مع أصحاب له كي لا تغرق بعدما أن وقع السهم عليه او وقع الإقتراع عليه عدة مرات فأول ما نزل إلى البحر ألتقمه الحوت حوت عظيم التقم يونس في بطنه ثلاثة أيام وكان يونس عليه السلام يقول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وهو دعاء المكروبين ثم نجاه الله سبحانه وتعالى حيا فلفظه الحوت على شاطئ وكان مريضا جلده متسلخ من إفرازات أمعاء ومعدة الحوت فجلس عدة أيام كثيرة يتطبب حتى شفي فهذا نفس ما حدث لعيسى عليه السلام عندما خرج من القبر يوم الأحد صباحا ذهب إلى الجليل وتطبب وطببه أصحابه بمرهم يقال له مرهم عيسى ))) يقول الامام المهدي الحبيب : وإني رأيت عيسى عليه السلام مرارا في المنام ومرارا في الحالة الكشفية، وقد أكل معي على مائدة واحدة، ورأيته مرة واستفسرتُه مما وقع قومه فيه، فاستوى عليه الدهش، وذكَر عظمة الله وطفِق يسبّح ويقدّس، وأشار إلى الأرض وقال إنما أنا ترابيٌّ وبريءٌ مما يقولون، فرأيته كالمنكسرين المتواضعين. ((( وأقول وكذا أنا رأيت عيسى عليه السلام صاحب لي وكنا نتجول في أماكن كثيرة تحت البحر وفوق الأرض وبين الجبال وهي رؤيا مشهورة فيها تفاصيل كثير موجودة في المدونة ))) يقول الإمام المهدي الحبيب : " ورأيته مرة أخرى قائما على عتبة بابي وفي يده قرطاس كصحيفة، فأُلقِيَ في قلبي أن فيها أسماء عباد يحبون الله ويحبهم وبيان مراتب قربهم عند الله، فقرأتُها فإذا في آخرها مكتوب من الله تعالى في مرتبتي عند ربي: "هو مني بمنـزلة توحيدي وتفريدي، فكاد أن يُعرَف بين الناس". هذا ما رأيتُ، ويكفيك إن كنت من الطالبين.
لا يقال إنها رؤيا أو كشف ومن المحتمل أن يتمثل الشيطان في مثل هذه الواقعات، فإن الشيطان لا يتمثل بصورة الأنبياء، فتقبَّلْ هذا السر الجليل، ولا تقبل ما قيل. وإنّا قرأنا عليك معارف الله، فهل لك أن ترغب فيها وتكون من الصالحين؟
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : " ذكرُ بعض اعتراضات الواشي وردُّها
منها قوله أن قسّيسي هذا الزمان ليسوا بدجّالين. ثم بعد ذلك حثَّ الحكومة البرطانية على إيذائي، ويشير إلى أن هذا الرجل يعتقد أن هذه الدولة هي الدجال المعهود وأنه من الباغين.
أما الجواب فاعلم أننا لا نسمي الدولة البريطانية دجالا معهودا، بل نعلم ونستيقن أن هذه الدولة محققة عاقلة مفكرة في حقائق الموجودات، وقد رزقها الله من العلم والحكمة والفلسفة وأنواع الصناعات، وحفّتْ بها لمعاتُ المعقولات، فهي تعرف الترهات، وتفضّ خَتْمَ سرِّ المزوّرات، وليست من الذين يرضون بالهذيانات. فكيف يمكن أن تؤمن بهذه الخرافات، بل تحسبها كسَمْرٍ لا أصل له أو كطَيفٍ مركَّب من الخزعبلات، ومع ذلك لا ميل لها أصلاً إلى الدينيات. وفتَن قلبها حبُّ الدنيا وشوق الحكومات، فهي غريقة في دنياها من الرأس إلى القدم في كل الخطوات، ولا تميل إلى دين، وإذا مالت فإلى الإسلام، فلا تقبل إلا هذا الدين وملة خاتم النبيين. وإنا نرى أنها ترمُقه بعين المحبّ وليست على الضلالة كالمكبّ، بل تزجي أيامها في التدبر، ولا تعرض كالمتكبر، وإني أجد آثار رشدها، وأظن أنها ستميل إليه ولا يتركها الله في الغافلين الضالين. وقد دخل من علمائهم في ديننا طائفة من شبان رُوقة وشارة مرموقة، وآخرون منهم يكتمون إيمانهم إلى حين. وإنا نرى أن ملكتنا المكرمة مرجوّة الاهتداء، وقد أعطيتْ لقلبها حبّ الإسلام وشوق هذا الضياء، وعسى أن يُدخل الله نور توحيده في قلب هذه الملكة الزهراء وقلوب أبنائها العقلاء، وليس على الله بعزيز، بل قدرته صالحة لهذه النور، وهو على كل شيء قدير، وإنه يجذب إليه قلوب الطالبين.
وكذلك نرى أن أعاظم أركان الدولة يميلون إلى التوحيد يوما فيوما، وقد نفرت قلوبهم من مثل هذه العقائد الباطلة، ولا يليق بشأنهم أن يعبدوا بشرًا مثلهم في الضعف واللوازم الإنسانية، وكيف وقد أعطاهم الله أنواع العلوم وحظًّا وافرًا من الفهم والعقل، ولا نجد في محققي هذا القوم رجلا يرضى بهذه الأباطيل إلا نادرا كالشعرة البيضاء في اللَّمّة السوداء، وإني أعلم أنهم بَيْضُ الإسلام، وستخرج منهم أفرُخُ هذه الملّة، وستُصرَف وجوههم إلى دين الله. إنهم قوم يفتّشون كل أمر، ولا يغضّون الطرف من الحق الذي حصحص، ولا يَتَّئِبون من قبول الحق ويطلبون ولا يلغبون، ومن طلب فوجد ولو بعد حين.
وأما ما خوّف الواشي المزورُ الحكومةَ البريطانية عن بغاوتنا فما هذا إلا وِشاء وشَتْمٌ، وليس على سِرِّنا ختمٌ، والدولة أعرَفُ من هذا الواشي وهي ابن الأيام، وبيتنا عندها في هذه النواح عَلَمُ الأعلام، وتعلم رعاياها طبقًا عن طبق، فلا يخفى عليها غرضُ هذا الواشي وليس بمستور عليها سرُّ فزعه ومقصد جزعه، بل هي تعلَم حق العلم أمثالَه الذين يريدون مخاتلة الحكّام مِن سَورة تعصُّبهم وفورة عداوتهم وفساد فطراتهم، وما في وعائهم إلا سمّ الفساد، وما في قلبهم إلا مقت الارتداد. أعرضوا عن المهيمن وجلاله، وعثوا في الأرض مفسدين.
وقد كتبْنا غير مرة أنا نحن من نصحاء الدولة ودواعي خيرها، وكيف وقد جبر الله مصائبنا بها، وأزال بها مرارة حياتنا. وكنا في أرضٍ مَحْياةٍ، فأُهلكَ بها كلُّ حيّة كانت حولنا، وإن لها علينا إحسانا عظيما فلن ننسى إحسانها، وإنا من الشاكرين.
وأما ما ذكر هذا الواشي قصةَ جهاد الإسلام، وتظنّى أن القرآن يحثّ على الجهاد مطلقا من غير شرط من الشرائط، فأيُّ زور وافتراء أكبرُ من ذلك إن كان أحد من المتدبرين؟ فليعلم أن القرآن لا يأمر بحرب أحد إلا بالذين يمنعون عباد الله أن يؤمنوا به ويدخلوا في دينه ويطيعوه في جميع أحكامه ويعبدوه كما أُمروا. والذين يقاتلون بغير الحق ويُخرجون المؤمنين من ديارهم وأوطانهم ويُدخلون الخَلق في دينهم جبرًا وقهرًا، ويريدون أن يطفئوا نور الإسلام ويصدّون الناس من أن يُسلِموا، أولئك الذين غضب الله عليهم ووجب على المؤمنين أن يحاربوهم إن لم ينتهوا. ((( هنا الإمام المهدي الحبيب بيّن أن الجهاد ماض إلى قيام الساعة ومن أمثلة ذلك في العصر الحديث ماحدث في البوسنا والهرسك عندما قام الصرب الأرثوذكس الملاعين على قتل المسلمين وصدهم عن دين الإسلام وإجبارهم في دخول النصرانية فهب المسلمين من كافة أصقاع الأرض لنصرة إخوانهم في البوسنة وكان ذلك جهاد حقيقيا وجهادا صحيحيا وقد شجعه وباركه الخليفة الرابع طاهر أحمد رضي الله عنه ورحمه رحمة واسعة فكذلك إذا قامت شروط الجهاد في اي زمان وأي مكان فهو واجب وفرض كفاية على المسلمين قاطبة وهذا يسمى جهاد الذي ندفع فيه عن ديننا وشعائرنا وحريتنا الدينية أما القتال الذي نقاتله لندفع عدو صائل عن ثروات مادية في أوطاننا فهذا يسمى قتال ولا يسمى جهاد والإثنين واجبان بشروط معلومة كل في مناطها ))) يقول الإمام المهدي الحبيب :
فانظر هذه الدولةَ.. أيُّ فساد يوجد فيها من هذه المفاسد؟ أتمنعنا من صلواتنا وصومنا وحجّنا وإشاعة مذهبنا؟((( تخيل لما في حكومة أو في ناس يُسلَطوا على المسلمين ويمنعونهم من الصلاة والصيام وأداء الشعائر والأذان فأي ذله هذه أمر عظيم جدا طبعا الحمد لله ربنا أكرم المسلمين الآن ))) أو تقاتلنا في ديننا أو تخرجنا من أوطاننا؟ أو يجعل الناس نصارى ظلمًا وجبرا؟ كلا.. بل إنها بريئة من كل هذه الإلزامات، بل هي لنا من المُعينين. ثم انظرْ إلى أحكامٍ علّمَنا القرآن للذين أحسنوا إلينا، وراعوا شؤوننا وكفلوا شجوننا، ومانُونا وآوَونا، بعدما كنا تائهين. أيمنعنا ربنا من أن نحسن إلى المحسنين ونشكر المنعمين؟ كلا.. بل القرآن يأمر بالقسط والعدل والإحسان والله يحب المقسطين. وقد قال في القرآن: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)، وما قال "ولتكن منكم أُمّةٌ يقتلون الكفار ويُدخلونهم جبرًا في دينهم". وقال جَادِلْهم (أي جادِل النصارى) بالحكمة والموعظة الحسنة، وما قال اقتلوهم بالسيوف والصوارم إلا بعد صدّهم عن سبيل الله ومكرهم لإطفاء نور الإسلام وقيامهم في مقام المعادين، فانظُرْ ما قال ربنا رب العالمين.
وقد بيّنّا لك أن الحرب ليس من أصل مقاصد القرآن ولا من جذر تعليمه، وإنما هو جوّز عند اشتداد الحاجة وبلوغ ظلم الظالمين إلى انتهائه واشتعال جور الجائرين. ولكُمْ أسوة حسنة في غزوات رسول الله ص، كيف صبر على ظلم الكفار إلى مدة يبلغ فيه صبي إلى سن بلوغه، فصبر. وكان الكفار يؤذونه في الليل والنهار. ينهبون أموال المؤمنين كالأشرار، ويقتلون رجالهم ونساءهم بتعذيبات تتحدر بتصورها دموع العيون وتقشعر قلوب الأخيار، وكذلك بلغ الإيذاء إلى انتهائه حتى همّوا بقتل نبي الله، فأمره ربه أن يترك وطنه ويهرب إلى المدينة مهاجرا من مكة، فخرج رسول الله ص من وطنه بإخراج قومه. ومع ذلك ما كان الكفار منتهين، بل لم يزل الفتن منهم تستعِرُّ، ومحجّة الدعوة تَعِرُّ، حتى جلبوا على رسول الله ص خيلَهم ورَجِلَهم، وضربوا خيامهم في ميادين بدر بفوج كثير قريبا من المدينة، وأرادوا استئصال الدين. فاشتعل غضب الله عليهم ورأى قبح جفائهم وشدة اعتدائهم، فنـزل الوحي على رسوله وقال: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، فأمر الله رسولَه المظلوم في هذه الآية ليحارب الذين هم بدأوا أول مرة بعد أن رأى شدة اعتدائهم وكمال حقدهم وضلالهم، ورأى أنهم قوم لا يرجى بالمواعظ صلاح أحوالهم.
فانظر كيف كان حرب رسول الله ص وما حارب نبي الله أعداءَ الدين إلا بعدما رآهم سابقين في الترامي بالسهام والتجالد بالحُسام، وما كان الكفار مقتولين فقط بل كان يسقط من الجانبين قتلى، وكان الكفار ظالمين ضالين صائلين .
فليتدبر في هذا المقام كل عاقل - حفظه الله تعالى عن الحمق وصانه عن السفاهة وسير اللئام - ليظهر عليه حقيقةُ جهاد الإسلام، ولينظُرْ أين أثر الظلم في هذا الجهاد، وأين إيذاء المحسن ذي الإنعام؟ بل كان رأس الإسلام في تلك الأيام معرَّضًا لدوس الأقدام، وقد وردت على المسلمين مصائب إلى حد يُجري الدموع قصّتُها من المُقْلتين وتشوي القلوب بنار الآلام. فهل مِن منصف ينظرها ويخاف قهر الرب العلام، أم انعدم الإنصاف من قلوب المخالفين؟ هذا هو الحق ولا نخبّئ الحق ولا نستره، والنفاق عندنا أكبر الذنوب، والرياء أخطر الخطوب، ومِن سِيَرِ الظالمين المشركين.
فخلاصة قولنا إن مسألة الغزوة والجهاد ليست محورَ الإسلام وأَسْطَقْسَه كما فهمه الجاهلون المخالفون، أو المتجاهلون من المسلمين، بل وردت في كتاب الله تصريحاتٌ على خلافها كما سمعتَ آياتِ رب العالمين.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وختام سورة الزمر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(وَلَقَدۡ أُوحِیَ إِلَیۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكَ لَىِٕنۡ أَشۡرَكۡتَ لَیَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ ۝ بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِینَ ۝ وَمَا قَدَرُوا۟ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِیعࣰا قَبۡضَتُهُۥ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ مَطۡوِیَّـٰتُۢ بِیَمِینِهِۦۚ سُبۡحَـٰنَهُۥ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا یُشۡرِكُونَ ۝ وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَاۤءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِیَامࣱ یَنظُرُونَ ۝ وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ وَجِا۟یۤءَ بِٱلنَّبِیِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَاۤءِ وَقُضِیَ بَیۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ ۝ وَوُفِّیَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا عَمِلَتۡ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَا یَفۡعَلُونَ ۝ وَسِیقَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَاۤ أَلَمۡ یَأۡتِكُمۡ رُسُلࣱ مِّنكُمۡ یَتۡلُونَ عَلَیۡكُمۡ ءَایَـٰتِ رَبِّكُمۡ وَیُنذِرُونَكُمۡ لِقَاۤءَ یَوۡمِكُمۡ هَـٰذَاۚ قَالُوا۟ بَلَىٰ وَلَـٰكِنۡ حَقَّتۡ كَلِمَةُ ٱلۡعَذَابِ عَلَى ٱلۡكَـٰفِرِینَ ۝ قِیلَ ٱدۡخُلُوۤا۟ أَبۡوَ ٰ⁠بَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِینَ ۝ وَسِیقَ ٱلَّذِینَ ٱتَّقَوۡا۟ رَبَّهُمۡ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ زُمَرًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءُوهَا وَفُتِحَتۡ أَبۡوَ ٰ⁠بُهَا وَقَالَ لَهُمۡ خَزَنَتُهَا سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُمۡ طِبۡتُمۡ فَٱدۡخُلُوهَا خَـٰلِدِینَ ۝ وَقَالُوا۟ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَیۡثُ نَشَاۤءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ ۝ وَتَرَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةَ حَاۤفِّینَ مِنۡ حَوۡلِ ٱلۡعَرۡشِ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡۚ وَقُضِیَ بَیۡنَهُم بِٱلۡحَقِّۚ وَقِیلَ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الكوثر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِنَّاۤ أَعۡطَیۡنَـٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ۝ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ۝ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق