راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 26 فبراير 2021

درس القرآن و تفسير الوجه التاسع عشر من التوبة

 

درس القرآن و تفسير الوجه التاسع عشر من التوبة

 

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه التاسع عشر من أوجه سورة التوبة و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و أنهى الجلسة بأن طلب نبي الله الحبيب منا إستخراج الأحكام من الوجه .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :

الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام  بغير غنة و حروفه (ل ، ر) .

و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .
__

○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيحﷺ من أحمد  قراءة سورة الزلزلة ، و صحح له قراءته .

__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

الحمد لله . هذا الوجه يبدأ بمدح المؤمنين الصابرين الذين ثبتوا مع النبي و مع كل نبي في مواطن الفتن و مواطن البأس و مواطن الحروب و المجاهدة للكفار و المنافقين ، و وصفهم سبحانه و تعالى بأنهم :

{التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} :

(التائبون) أي أنهم دائمي التوبة ، كلما أذنبوا تابوا إلى الله من قريب ، (العابدون) أي الذين يقيمون العبادات و لا ينتهون عنها و لا يؤجلونها ، (الحامدون) أي كثيري الحمد سراً و باطناً ، (السائحون) أي الذين يسيحون في الأرض جهاداً و الذين يهاجرون إلى النبي و إلى كل نبي ، و الذين يهجرون المعصية إلى الطاعة ، فهذه هي سياحة أمة محمد : الجهاد و الهجرة ، (الراكعون الساجدون) أي الكثيري الصلاة أي المصلون ، (الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر) الذين حققوا خيرية هذه الأمة ، شرط الخَيِّرية : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر) يعني أمة لا يُعجبها الحال المائل و عندما يحدث شيء خاطئ تقول هذا خطأ ، و لما يحدث خير تقول هذا خير ، تأمر بالخير و تنهى عن السوء ، و من صفاتهم (و الحافظون لحدود الله) أي لفرائض الله عز و جل ، (و بشر المؤمنين) أي لهم البُشرى في حياة الدنيا و الآخرة .
___

{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُولِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} :

هنا الله سبحانه و تعالى يُثبت مبدأ و عقيدة الولاء و البراء أي أن المؤمن يجب عليه أن يبرأ من أقاربه المشركين و من كل المشركين و عليه أن يوالي المؤمنين حتى و لو لم يكونوا أولي قربى فيكونون عنده مقربين و مفضلين عن أولي القربى ، و يعني لا ينفع الشخص أن يستغفر لأقاربه الكفار أو المشركين .
___

{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} :

يعني إبراهيم -عليه السلام- أبوه كان كافر ، و أنبياء كثر جداً آباءهم كفار و أمهاتهم أيضاً ، و لكن نفسية النبي تكون رحيمة ، و دائماً النبي و كل نبي يكون حسن الظن و رحيم و هين لين و لكنه قوي في الحق ، فكان كل نبي يكون عنده عشم بانه يدعو الله عز و جل لوالده الكافر أن يرحمه ، و لكن الله سبحانه و تعالى أحق بأن يُتبع ، و الله سبحانه و تعالى هو العدل ، (و ما كان إستغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه) لما مات أبوه وعده في السر يعني قال أدعو لك و استغفر لك الله عز و جل ، (فلما تبين له أنه عدو لله) ربنا أوحى لإبراهيم بأن والده هذا كان عدوا لله عز و جل و محارب للمؤمنين ، و إبراهيم يعلم ذلك و لكن أتاه الوحي اليقين من الله بأن والده هذا عدو ، حصل إيه ، إبراهيم عمل إيه مباشرةً؟؟ (تبرأ منه) ولاء و براء ، ليه بقى؟؟ (إن إبراهيم لأواه حليم) و هذه الصفة تكون في الأنبياء بدرجات مختلفة ، (أواه) الذي يتحمل الآلام و يصبر ، من الآه ، يتحمل الآلام ظاهراً و باطناً ، (حليم) يُعالج هذا الألم بالحِلم ، لأن الآلام إما أنها تخرج من الباطن ، باطن الإنسان ، أو أنها تدخل إلى باطنه و أعماقه ، فهكذا أواه ، و تحليلها من أصوات الكلمات ، أواه : الهاء تنبيه و الألم منبه ، فمن المنبهات العصبية الآلام ، فهي تُنبه العقل و النفس ، الواو دوي دائري منتظم ، الهمزة أعماق ، إذاً الألم صفته بأنه تنبيه ذا دوي دائري منتظم يدخل إلى الأعماق أو يخرج من الأعماق ، و هذه هي صفة أواه أي يتحمل الآهات و الآلام ظاهراً و باطناً ، و يُعالج تلك الآلام بالحِلم ، حليم من أصوات الكلمات : الحاء راحة ، اللام علة ، الياء تموج ، الميم مفاعلة ، إذاً مفاعلة التموج لعلة الراحة لأننا نحاول أن نرتاح بصفة الحليم و هي الصبر الجميل و الصبر الطويل ، و كذلك حليم أي أرتاح حتى و لو كان هنالك ما هو أليم ، أو حِلم : الحاء راحة ، اللام و الميم إذا نطقناها تكون ألم ، أي أُريح الألم بصفة الحِلم و الصبر الجميل .
___

{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} :

يعني ربنا لا يظلم أحد لأنه قال ذلك (و لا يظلم ربك أحداً) فلما يبعث نبي و يُقيم الحُجة في قوم أو في العالمين فهنا يبدأ ربنا يبعث الإبتلاءات لأنه قال (و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) ، (و ما كان الله ليضل قوماً) معنى (ليضل قوماً) أمرين : يعني يبعث أبتلاءات نتيجة ذنوبهم أو أنه سبحانه و تعالى يُنزل عليهم جزاء أعمالهم لأن الجزاء من جنس العمل ، (ليضل قوماً) يعني بشؤم معاصيهم و يَكِلَهُم إلى أنفسهم ، يَكِل الكافر و المشرك و العاصي إلى نفسه ، و يَكِله إلى ما تعلق به من دون الله عز و جل و هو بذلك يكون قد أضله و لكن يُلازم معصية الإنسان ، عياذاً بالله ، (بعد إذ هداهم) يعني بعد أن أراهم طريق الهداية من خلال النبي و من خلال البعث ، (و حتى يُبين لهم ما يتقون) ربنا بَيَّنَ لهم الأمور التي يتقوا بها عذابه من خلال النبي و تعاليم النبي ، (إن الله بكل شيء عليم) إن الله سبحانه و تعالى عليم ، فعيل صيغة مبالغة ، و عليم أي واسع وحيه ، و هو يتصل بمن شاء و ما شاء من مخلوقاته ، و آية الكرسي تتكلم عن العلم (وسع كرسيه السموات و الأرض و لا يؤده حفظهما و هو العلي العظيم) الكرسي هو علم الله عز و جل ، و العلم هو الوحي ، آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السماوات و ما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم) يعلم أي يتسع علمه و وحيه بمخلوقاته كافة ، و هذا هو سر الكرسي ، الكرسي هو وحي الله عز و جل أي هو العلم ، (إن الله بكل شيء عليم) أي بأنه محيط بكل شيء بوحيه ، يُعطيه الوحي و يأخذ منه الإلهام ، يعني فعل و رد فعل .
___

{إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} :

الله سبحانه و تعالى مالك ملك بكل ما في السماوات و الأرض و بيده الحياة المادية و الروحية ، و بيده الموت المادي و الروحي ، (و ما لكم من دون الله من ولي و لا نصير) يعني يجب أن تفروا إلى الله عز و جل لأنه لن ينفعكم من دون الله إلا الله .
___

{لَقَد تَّابَ اللَّه عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} :

هنا سبحانه و تعالى يُبين الآلام و الإبتلاء الذي تعرض له أصحاب النبي ﷺ في غزوة العُسرة ، فمن شدة العطش و من شدة التعب و الإرهاق ، من هؤلاء من شك في صدق سيدنا محمد ﷺ ، حتى أصحاب النبي ﷺ تعرضوا للإبتلاء و كادوا أن يزيغوا بقلوبهم عن الإستقامة و عن طاعة النبي ﷺ ، و لكن الله سبحانه و تعالى يعلم ما في بواطنهم فتاب عليهم أي غفر لهم و قَبِلَ أوبتهم و توبتهم ، و هنا ربنا أنزل التوبة و المغفرة و البركات عليهم جميعهم سواء أكان المذنب أو غير المذنب و من ضمنهم النبي ، هو النبي عصى؟؟ لا لكن ربنا أنزل بركات التوبة عليه و على المهاجرين كلهم و على الأنصار كلهم ، مع إن من كاد تزيغ قلوبهم كانوا فئة بسيطة و هم ضعاف الإيمان ، لكن سرعان ما تراجعوا و ثبتوا على الإيمان المستقيم .
و أصوات كلمة زيغ ، زاغ : الزاء صوت الذنب في الرؤيا ، الياء تموج ، و الغين غبش ، إذاً فعل الزيغ هو الإنحراف عن الطريق المستقيم و يكون بسبب الذنب ، و يكون إنحراف تدريجي متموج ببطء مثل النفاق ، شؤم المعصية عياذاً بالله ، و كل هذا يؤدي إلى صوت الغين و هو صوت الغرغرة أي خروج الروح و الذي هو الموت ، مش الغرغرة هي صوت الغين؟ غغغغغ ، و كذلك الغين هو الضباب و الغبش و الرؤية تكون غير واضحة ، لأن المنحرف عن الصراط المستقيم تكون الرؤية عنده غير واضحة ، و لا يكون عنده يقين .
(إنه بهم رؤوف رحيم) أصوات كلمات : رؤوف ، رحيم :
- رؤوف : أرى الشفقة ، راء ؤوف ، مش الواحد مثلاً لما يشفق على حد أو متأسف على حد يقول أوف أوف أوف ، و في أغاني مش عارف مين بقى في جزيرة العرب و لا في الشام يقولوا أوووف أوووف أوووف و الكلام ده ، فهذا صوت خارج من الأعماق بأنه شفوق و يتحنن لشيء معين ، فهذا صوت من الطبيعة ، رؤوف أي يُري الشفقة .
- رحيم : يُري تموج الراحة و مفاعلتها على من يُريد ، رحيييم . إيه رأيكم؟؟

__

و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على إدغام بغنة ، فقال :
{مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا} .

و طلب من رفيدة مثال على إدغام بغير غنة ، فقالت :
{رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} .

و طلب من أرسلان و أحمد مثال على إخفاء حقيقي :
{وَالأَنصَارِ} ، {مِّن دُونِ} .
___

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق