درس القرآن و تفسير الوجه الثامن عشر من التوبة
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الثامن عشر من أوجه سورة التوبة و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :
الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .
الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيحﷺ من أحمد قراءة سورة النصر ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
رينا سبحانه و تعالى في هذا الوجه يتحدث عن حادثة مفيدة جداً في مسار الدعوة الإسلامية في كل زمان و مكان ، و مفيدة جداً في مسار دعوة أي نبي آتٍ ، هذه الحادثة تتكلم عن إيه؟ تتكلم عن قصة لشخص كان يحقد على النبي ﷺ و هو شخص منافق و لما نعرف قصته سنعرف بأننا نقدر أن نُقسم النفاق نوعين : نفاق على الدنيا و نفاق على الدين ، يعني شخص يغار منك و يكرهك على ما لديك من أمور الدنيا : عندك منصب ، عندك تعليم كويس ، عندك فلوس ، يغار منك و يكرهك ، يبقى في الوجه مراية و في القفى سلاية زي المصريين ما بيقولوا ، و دي شفناها كتير ، و ممكن شخص يغار منك و يكرهك عشان مرتبتك الدينية أو علمك الديني أو الوحي الذي يُعطيك إياه ربنا ، و يبقى برضو في الوجه مراية و في القفى سلاية ، بس ربنا يكشفه مع الوقت ، و النوع الذي سنتكلم عنه اليوم هو من النوع الثاني و هو الغيرة في المرتبة الدينية أو بسبب إصطفاء الله عز و جل للنبي و لكل نبي ، طبعاً عارفين في تاريخ الإسلام بأن رأس النفاق في المدينة هو شخص إسمه عبد الله بن أُبَي بن سلول و ليس هو المقصود هنا بل شخص آخر ، إذاً عبد الله بن أُبي بن سلول نُصنفه في أي نوع؟؟ غالباً نُصنفه في نوع النفاق الدنيوي لأنه كان أهل المدينة يعدونه ليكون ملكاً عليهم و ذلك قبل هجرة النبي ﷺ إلى المدينة ، و عندما هاجر النبي إلى المدينة فشلت كل مخططات عبد الله بن أُبي بن سلول ، هيبقى ملك إزاي و النبي موجود؟؟؟ فكان هذا أعظم سبب لنفاقه و هو سبب دنيوي . و هنا نأتي للسبب الأهم للنفاق ، و يجب أن نعرف بأننا نعرف سيكولوجية المنافقين في سورة التوبة ، أن نعرف كيف نتعامل معهم و نعرف نَحذر منهم و نُحَذّر منهم لنحافظ على جسم الإسلام من خلال سورة التوبة .
المجرم الذي سنتكلم عنه اليوم و ربنا ذكر العمل الذي قام به ، إسمه : أبو عامر الراهب ، و المسلمين في تاريخ الإسلام يُسمونه أبو عامر الفاسق ، مين ده؟؟ واحد مثقف من المثقفين أيام النبي أو قبل بعثة النبي ﷺ ، كان عنده علم من أسفار الأنبياء ، كان زي ورقة بن نوفل يقرأ في أسفار الأنبياء و يطلب العلم و ما إلى ذلك ، لما النبي ﷺ هاجر إلى المدينة و عَظُمِ أمره و تبين للمؤمنين بأنه صادق و يُوحى إليه ، أبو عامر الراهب هذا أصابته غيرة من النبي ﷺ ، و واضح من إسمه أنه كان راهب ، مع العلم أنه كان يوجد رهبان طيبين جداً و اتبعوا النبي ﷺ ، بل النبي ﷺ تعلم منهم قبل البعثة ، لكن النفوس يعلم بها الله عز و جل ، ما يعلم بها إلا الله ، لذلك يجب على الإنسان أن يتطهر بإستمرار و بعد أن يتطهر يتزكى بإستمرار لكي لا يقع فريسة لنفسه ، و أبو عامر الراهب وقع فريسة نفسه و أنانيته و حقده على النبي ﷺ ، أول ما النبي ﷺ راح للمدينة عامله كويس جداً و هو تقرب من النبي ﷺ ، و النبي ﷺ يقول له القرآن و يُعطيه من العلوم ، و كانت المعاملة بينهم فيها سلام لكن مع الوقت أصابته الغيرة من النبي ﷺ و خصوصاً بعد فوز المسلمين في غزوة بدر و علو شأنهم و ظهور شوكتهم ، عمل إيه بقى؟؟ الغيرة اللي جواه و اللي قتلته ، موقف بدر ده هو اللي حرك النفاق اللي جواه ، إحنا قلنا كده بأن كل منافق ربنا يكشفه من خلال موقف ، هو يبقى مستني على الموقف ده و ربنا بيكشفه من خلاله ، أبو عامر الراهب أول ما المسلمين فازوا في بدر غار أوي و إتغاظ أوي ، و ذهب إلى مكة عند كفار قريش عشان يؤلبهم على النبي و يتحالف معهم ضد النبي ﷺ ، و بالفعل كان من ضمن الأسباب التي حرضت كفار قريش بأن يخرجوا في غزوة أحد و يقاتلوا النبي ﷺ عند أحد ، و عارفين بأن المسلمين انتصروا في البداية و لكن نتيجة أن المسلمين خالفوا أمر النبي ﷺ إذ قال لهم بأن لا ينزلوا عن الجبل ، لأنه دائماً الذي يركب الجبل هو الذي يكشف المنطقة كلها و يقدر يسيطر على المعركة ، لأن النبي ﷺ لا يتكلم من فراغ فإنما تكون تجربة حياتية أو أنها تكون تجربة وحي ، و إما يكون وحي مباشر أو بالإلهام ، المهم أبو عامر الراهب كان في جيش كفار قريش و من الغيظ الذي في داخله كان يحفر حفر أمام جيش المسلمين حتى يقع فيها المسلمين ، و للأسف النبي ﷺ وقع في حفرة من هذه الحفر و انكسرت رباعيته يعني زي الناب اليمين تحت اتخلع كده و شج رأسه يعني حصل جرح قطعي كده في فروة الرأس ، و دخل حديد المغفر في وجنتيه يعني كان لابس خوذة و الحديد اللي عند وجنتيه دخل فيها فتعور النبي ﷺ يعني نال منه و لكن أنَّى له ذلك! في النهاية انتصر المسلمون في معركة حمراء الأسد ، انتم فاكرين بأن غزوة أحد خلصت على كده؟؟؟؟ بأن المسلمين اتهزموا في الآخر؟؟؟؟؟ لا المسلمين جمعوا أمورهم تاني و على طول في نفس اليوم طلعوا على حمراء الأسد و طاردوا كفار قريش إلى مكة ، و المسلمين عملوا في كفار قريش مقتلة عظيمة في حمراء الأسد ، و النبي أخذ ميييين؟؟؟ لم يأخذ صحابة جدد و لم يأخذ أناس متجهزة من المدينة ، بل أخذ المصابين و المجروحين و المقهورين في قلب المعركة و النبي خرج بهم ، حتى يكون العلاج بالمثل ، فيجب أن تواجه عدوك الذي آذاك نتيجة عصيانك ، لأن الصحابة عصوا النبي فكان بشؤم معصيتهم حدثت الهزيمة في آخر غزوة أحد ، فذهبوا إلى حمراء الأسد و أدبوا الكفار ، و بعد كده مرت السنين و الأيام ، و طبعاً أبو عامر الراهب المجرم فر مثل أي منافق يفر و لجأ هذه المرة إلى الدولة البيزنطية ، و كان من حلفاء هذه الدولة ناس من الشام إسمهم الغساسنة فكانوا على دين الدولة البيزنطية أي دين النصارى الشركي ، و أخذ يُؤلبهم برضو على النبي ﷺ ، و إحنا عارفين سورة التوبة نزلت في غزوة تبوك ، و غزوة تبوك النبي ﷺ عملها ليه؟؟؟ عشان يروح يؤدب هؤلاء الغساسنة حلفاء البيزنطيين ، و بعث أسامة الذي قال عنه النبي ﷺ بأنه يجب أن يخرج ، بعد وفاة النبي و هو الجيش الذي أخرجه النبي للشام و هو نفس هدف غزوة تبوك أي تأديب البيزطيين و الغساسنة ، و كذلك غزوة مؤتة كانت لتأديب الروم و حلفاءهم الغساسنة و هكذا .
من ضمن الخطط التي كان أبو عامر الفاسق يحاول أن ينال بها من النبي ﷺ : شغل المخابرات ، إزاي؟؟ بعث لبعض أصحابه و حلفاءه في المدينة حوالي ١٢ واحد من المنافقين فقال لهم : اعملوا مركز استطلاع ، تجمعوا فيه البيانات و تأتيكم رسائل من الدولة البيزنطية و تبعثوا رسائل من المدينة للدولة البيزنطية من هذا المكان و حتى لا يشك أحد فيهم ، عملوا إيه؟؟؟ عملوا مركز الإستطلاع ده مسجد ، و بنوه بجوار مسجد قباء ، مسجد قباء في شمال المدينة يعني تقريباً على بعد ٥ كيلو من المدينة كده ، قريب يعني ، فأقاموا هذا المسجد بحجة ظاهرة لكن في باطنها هدف خفي ، الحجة الظاهرة بأنه يوجد أناس على تخوم المدينة مش قادرين كل صلاة يرحوا يمشوا لمسجد النبي جوا المدينة فقالوا يخففوا عن أنفسهم و يصلوا في هذا المسجد الذي بناه حلفاء أبو عامر الفاسق ده ، و طبعاً لا يعرف أحد بأنهم حلفاءه ، فبُني المسجد و النبي بحُسن نية لم يمنعهم ، فأي نبي هو حَسن النية و يُحسن الظن ، إذاً هذا المسجد بنوه ليكون إرصاداً ، رصد ، حتى يرصدوا المسلمين و يتجمعوا فيه و يعملوا مؤامراتهم و يأخذوا الرسائل من المدينة و يبعثوها إلى بيزنطة ، أو يستقبلوا الرسائل من بيزنطة و يدخلوها إلى المدينة من خلال هذا المدخل ، و أقاموه كأنه مسجد يعني واجهة زي شغل المخابرات دلوقتي : مثلاً تلاقي مخابرات أي بلد تعمل في أي بلد تانية شركة مثلاً شركة منظفات ، فندق ، شركة سياحة ، أي حاجة ، لكن في داخلها تبقى أهداف أخرى .
النبي ﷺ مَرَّ بهذا المسجد و هو ذاهب في غزوة تبوك ، هذا المسجد بُني قبل غزوة تبوك ، فالمنافقين القائمين على هذا المسجد قالوا : يا رسول الله تعال صلِّ في المسجد عشان نتبارك بصلاتك ، عشان إحنا بنحبك تصلي معنا ، فالنبي قال لهم : إن شاء الله بعد ما أرجع من الغزوة و دلوقتي أنا مش فاضي و مشغول في تجهيز الغزوة و سأذهب لقتال الروم في غزوة تبوك .
فذهب النبي ﷺ في الغزوة و رجع ، و قبل رجوعه بمسيرة يوم تقريباً رينا أوحى إليه {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا} هذا المسجد ، أوحى الله له بأن هذا المسجد داخله نفاق و مؤامرات ، و قال له لو عاوز تصلي ، صلِّ في قباء المسجد اللي أسسته أول ما هجرت إلى المدينة {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} و هو مسجد قباء ، {أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} القبيلة التي كانت حول مسجد قباء كانت موالية للنبي ﷺ و مؤمنة أشد الإيمان ، فهنا ربنا يقول عنهم {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} المطهرين أي الذين يتطهروا من المعاصي و يتزكوا و يترقوا فهذا هو أصل المعنى يعني .
و بعد كده لما ربنا أوحى إليه و النبي ﷺ استقر في المدينة ، بعث إثنين من الصحابة قاموا بهدم هذا المسجد أي مسجد ضرار و الذي هو مركز للمؤامرات و كانت ضربة قاصمة للمنافقين في تاريخ الإسلام .
___
{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} :
ضراراً أي إضرار ، (و كفراً و تفريقاً بين المؤمنين) عاوزين يفرقوا بين المؤمنين و يعملوا مؤامرات ، (و إرصاداً لمن حارب الله و رسوله) يرصدوا المؤمنين من خلاله و يأخذوا معلومات لمن حارب الله للمنافقين و أعوانهم من الكفار من الغساسنة أو البيزنطيين أو كفار قريش ، (و إرصاداً لمن حارب الله و رسوله من قبل) إرصاداً لرأس الإرصاد في هذا الوقت لمن حارب الله و رسوله و هو أبو عامر الراهب و من خلاله يبعث رسائل لأعداء النبي ﷺ .
و بعد كده القائمين على هذا المسجد (و ليحلفن إن أردنا إلا الحسنى) دايماً كده المنافقين بيستخبوا في الحلفان سواء أكان حلفان اللغو كده عمال على بطال أو حلفان الغموس أي يحلف كاذباً على أمر لم يقم به و في حقيقة الأمر قام به ، و حلفان الغموس ليس له كفارة ، (و الله ليشهد إنهم لكاذبون) المنافق كذاب .
__
{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} :
الوحي (لا تقم فيه أبداً) كان بعد رجوع النبي ﷺ من غزوة تبوك و قبل دخول المدينة يعني قبل منطقة قباء بتقريباً مسيرة نصف يوم أو يوم ، (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم) و هو مسجد قباء .
___
{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} :
ربنا هنا يضرب مثل و يقول : مسجد قباء أسس على التقوى و الإيمان و الخير و نفع المسلمين ، هتقارنه بمسجد أو بمكان إتعمل للمؤامرات و لتفريق المسلمين و المؤمنين ، كأنه مبنى بُني على شفة حفرة عميقة و هذه الحفرة في آخرها توجد نار ، و من هذه الشفة لعمق الحفرة جرف يعني مكان منزلق ، فالمبنى ده ممكن يقع في أي وقت نتيجة أنه انبنى غلط فكذلك أعمال المنافقين مبنية غلط و على أساس خاطئ تنهار في أي وقت ، و هذا معنى (على شفا جرف هار) هار يعني ينهار في أي وقت ، (فانهار به في نار جهنم) لأن المنافق في الدرك الأسفل من النار ، (و الله لا يهدي القوم الظالمين) الظالمين أي المشركين شرك خفي لأن الشرك الخفي يؤدي إلى النفاق .
___
{لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} :
(بنيانهم) أي مسجد ضرار و كذلك بنيانهم أي بناء النفاق في قلوبهم و على مسار زمان طويل يُبنى لبنة تلو لبنة ، و يُبنى يوم تلو يوم ، بناء النفاق في النفس الإنسانية ، يُبنى على الريبة و الشك و الظنون مثل المسجد الذي بُني أي مسجد ضرار ده ، ستبقى الريبة و بناء النفاق في قلوبهم (إلا أن تقطع قلوبهم) لغاية أن تقف قلوبهم و يموتوا ، يعني لن تنفك عنهم صفة النفاق و الريبة حتى تتوقف تلك القلوب النجسة ، (و الله عليم حكيم) ربنا عالم و يوحي بالعلم ، و حكيم و يقضي بالحكمة .
___
و بعد ذلك ربنا يُحرض المؤمنين و يُفهمهم أصل بيعتهم بالنبي يعني إيه؟ أصل بيعتهم بأنهم باعو أنفسهم للنبي ، اللي هو مييين؟؟ اللي هو وكيل الله على الأرض بموجب الوحي ، باعوا أنفسهم إليه و كذلك أموالهم مقابل الرضوان و الجنة من الله ، فقط و هم لا ينتظرون منه شيئاً ، يعني النبي يتحكم بالمبايعين مثلما يتحكم بأصابعه ، فهذا الأصل :
{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} :
يعني إيه اشترى؟؟ يعني المبايع ده كأنه عبد عند النبي يعمل فيه اللي عاوزه ، لأن النبي مش هيعمل فيه شر ، ده هيعمل فيه كل خير ، (في التوارة و الإنجيل و القرآن) هنا ربنا ربط بين هذه الكتب لأن أصلها واحد ، و لأننا أمة واحدة ، الأمة الإسرائيلية و الأمة الإسماعيلية هي أمة واحدة ، (الفوز العظيم) هي البيعة الصادقة ، و البشرى هي الجنة في الدنيا و الآخرة .
○ و سأل أحمد : يعني إيه (في التوارة و الإنجيل و القرآن)؟ فقال له النبي ﷺ :
هي أسفار الأنبياء و هي كتب فيها أخبار الأنبياء السابقين ، و إحنا نقرأها عشان نأخذ الحكمة و نستفيد و نأخذ الموعظة .
__
و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان بإستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :
طلب من مروان مثال على إظهار حقيقي ، فقال :
{إِنْ أَرَدْنَا} .
و طلب من رفيدة مثال على إظهار حقيقي ، فقالت :
{جُرُفٍ هَارٍ} .
و طلب من أرسلان مثال على إقلاب ، فقال :
{وَتَفْرِيقًا بَيْنَ} .
و طلب من أحمد مثال على إظهار حقيقي ، فقال :
{عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ، {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ} .
__
و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ ، فقال ﷺ :
عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال : "كنا جلوساً عند النبي ﷺ فقال((النبي ﷺ يسألهم ، و هذا إسلوب تعليمي السؤال و الجواب و كذلك كان أسلوب آل البيت ، و هو أفضل شيء للتعليم)) : أي عرى الإسلام أوثق؟((يعني إيه هي أقوى عقدة واثقة و رابطة في الإسلام)) ، قالوا : الصلاة ، قال : حسنة و ما هي بها((يعني الصلاة حلوة برضو بس العروة دي مش موجودة في الصلاة)) ، قالوا : صوم رمضان ، قال : حسن و ما هي به ، قالوا : الجهاد ، قال : حسن و ما هو به ، قال النبي ﷺ : إن أوثق عُرى الإيمان أن تُحب لله و تُبغض في الله" .
و عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال : "خرج إلينا رسول الله ﷺ فقال : أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال قائل : الصلاة و الزكاة ، و قال قائل : الجهاد ، قال : إن أحب الأعمال إلى الله عز و جل الحُب في الله و البغض لله" .
___و هو الولاء و البراء .
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليماً كثيراً ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
========================
جميلة محمد :


=======================
====================
لقد أرسلت اليوم، الساعة 7:51 ص
لقد أرسلت اليوم، الساعة 7:13 م
لقد أرسلت اليوم، الساعة 7:14 م
لقد أرسلت اليوم، الساعة 7:18 م
لقد أرسلت اليوم، الساعة 7:20 م


Jameela قام بالإرسال اليوم، الساعة 4:35 م
لقد أرسلت اليوم، الساعة 4:36 م
- انه من علامات غضب الله على أمة من الامم هو سلب نعمة النبوة ولقد ذكر في مزمور 74 « لماذا رفضتنا يا الله إلى الأبد .. آيتنا لا نرى ، لا نبي بعد .. "ولقد أشار المسيح الموعود عليه السلام الى سبب ذلة اليهود بقوله " لعنهم الله وغضب على تلك الأشرار ، وأراد أن يسلب من جرثومتهم نعمة النبوة ، ويضرب عليهم الذلة، وينزع منهم علامة العزة ، فان النبوة لو كانت باقية في جرثومتهم ، لكانت كافية لعزتهم ، ولما أمكن معه أن يشار إلى ذلتهم ". اي ان النبوة هي علامة العزةوصلى الله على سيدنا محمد وسلم الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق١
- رد
- 4 س
- رد
- 4 س
- رد
- ١ د
قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق