درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من يوسف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة يوسف ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة يوسف ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
من أحكام النون الساكنة و التنوين :
الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام بغيير غنة و حروفه (ل ، ر) .
و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة الكوثر ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
عارفين إن يوسف النبي -عليه السلام- و هو غلام إشتراه واحد باشا من باشوات مصر أيام الفراعنة ، أيام القدماء المصريين يعني ، و القرآن عبر عن طبقة النبلاء ، إنه يطلق على النبيل لفظ العزيز ، واحد كان متجوز واحدة مابيخلفوش ، قام إشترى يوسف و قال إيه ، ينفعنا أو إحنا نتبناه ، نديله إسمنا و يبقى إبننا ، قعد بتاع تقريباً ، تقريباً ٧ سنين من ساعة ما إشتروه ، يعني مثلاً قول إشتره و عنده ١٤ سنة مثلاً ، قعد ٧ سنين ، على سن ٢١ ، ٢٠ كده ، حصلت إيه ، القصة دي ، طبعاً القصة دي كان لها إيه ، مقدمات .
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} :
فربنا سبحانه و تعالى بيقول عن مرات/زوجة العزيز ده اللي هي زُليخا (و راودته التي هو في بيتها عن نفسه) ليه بقى؟ لأنها هي مستضعفاه ، لأنه هو تحت أمرها ، تمام كده ، جميل أوي ، و كلمة (راودته) يعني حاولت تلف عليه ، تلف عليه زي الأفعى كده ، تعمل عليه دايرة زي الأفعى ، عرفنا إزاي الكلام ده؟ من الكلمة نفسها ، من أصوات الكلمة (و راودته) : را : رأت و أرت ، الواو تموج دائري منتظم ، كذلك راودته أي أراته الود ، را ود أي أرته الود الدائم ، لكن ليس الود الطاهر ، إنما الود المبطن بالشهوة المُحرمة ، (و راودته) أي وَدَّته ، أرادته ، ودته أي أرادته ، (و راودته) أي حاولت تلف عليه ، يعني حاولت تِغرِيه ، (و راودته التي هو في بيتها عن نفسه و غلقت الأبواب) غلقت : صيغة مبالغة ، فَعَّلت ، يعني أكدت على إغلاق الأبواب ، يعني مثلاً باب البيت و باب الغرفة مثلاً ، مش أغلقت ، لا غَلَّقَت من باب إيه ، الزيادة و المبالغة ، (و غلقت الأبواب و قال هيت لك) و في قراءة ثانية (و قالت هئتُ لك) هئتُ لك يعني تهيئتُ لك ، بقيت إيه ، لبست لبس حلو و حطيت عطر مثلاً و تزينت و عاوزاك إيه ، تجامعني أو تنام معي بالحَرام ، هو ده المعنى ، إمرأة فاجرة ، تمام ، و هنعرف إيه سلوكها في وسط القصة ، كان شكله عامل إزاي ، إذاً عرفنا كلمة (و راودته) معناه إيه ، لفت عليه زي الأفعى ، راودته : را أرته الود ، و رأت منه طبعاً ما تريده من جمال مثلاً و رجولة ، (و راودته) و الواو تموج دائري منتظم ، ماشي؟ ، طيب ، و ودته يعني إيه؟ أرادته أو رغبته ، في كلمة كان في السعودية زمان ، كان بيقولها البدو : ودي أشرب مثلاً حاجة ، ودي يعني أريد أو أبغي ، (و راودته) أرته الرغبة ، رغبتها فيه ، فهنا صوت الكلمة مُعبر جداً ، القرآن ده عظيم جداً ، اللغة العربية عظيمة جداً و خصوصاً إذا كانت في القرآن الكريم .
(و قالت هيت لك) من أصوات الكلمات هيت لك ، إيه بقى؟ الهاء تنبيه ، و الياء تموج ، و التاء قطع خفيف ، يعني بتقوله إيه؟ (هيت لك) يعني إيه؟ أنا بنبهك ، بعطيك إشارة أو تنبيه ، الهاء أهو ، و الياء تموج بيني و بينك ، تموج يعني إيه؟ مش مرة واحدة ، لا حاولت كذا مرة تلفت إنتباهه و هو إيه؟ كان بيتعفف ، بيستعصم ، و يستغفر لأنه هو إنسان نبيل شريف طاهر القلب ، مش خسيس و لا دنيء ، مابيخونش ، هيخون سيده؟؟ هيخون زوجها؟؟؟ مينفعش ، لأنه ده نبي ، قلبه طاهر ، عفيف شريف نظيف فيستعصم ، الأنبياء عندهم رغبات زيهم زي البشر ، و عندهم غرائز زي ما ربنا حطها في البشر ، و لكن يُحسنوا إستخدامها و لا يُصرفونها إلا في الحلال و في مواطن الشرف و الفخر و النبل ، (هيت لك) بقى من أصوات الكلمات ، يعني إيه : الهاء تنبيه ، يعني أنا بنبهك بإيه؟ بتزيني و ترققي بالكلام معك ، بتترقق معه في الكلام ساعات ، مش هي المرة دي بس ، ده كذا مرة ، المرة دي كانت الحاسمة اللي هي بقى ، أفقلت الباب و يلا مش هسيبك ، فحصلت إيه القصة ، المشكلة يعني ، لكن هي أصلاً إيه ، كانت بتحاول تلفت إنتباهه يعني ، فالهاء تنبيه ، بتحاول تنبهه ، الياء تموج يعني إيه؟ الموجة بتطلع و تنزل ، بتطلع و تنزل ، يعني هي على وقت ، شد و ارخي ، شد و ارخي ، زي الحبل كده ، شد و ارخي ، تموج ، تطلع الموجة لفوق و تنزل لتحت ، يعني ببطء على أيام ، خطوات الشيطان ، الموجة هنا موجة خطوات الشيطان ، اللي هي تحاول تُنبهه من خلالها ، التاء قطع خفيف ، يعني بتقوله إقطع العصمة أو الإستعصام اللي بترسمه عليَّ ده ، لأن هي مش عاجبها إنه شريف ، برضو إزاي هي واحدة مش شريفة و اللي قدامها ده شريف ، عاوزة توقعه في الدنس عشان تبقى مبسوطة ، عاوزة توقعه في الغلط و الحرام عشان هي تبقى إيه؟ مبسوطة ، في مثل عربي بيقول إيه : ودت الزانية لو أن كل النساء زواني ، الواحد الدنيء الوسخ يبقى عاوز الناس كلها أوساخ زيه ، للأسف الشديد العصر بتاعنا ده ، عصر ظبية الدجال ، عصر إيه ، عياذاً بالله ، عصر إيه ، عصر دنيء جداً ، طبعا مش العصر بحد ذاته ، إحنا بنتكلم عن سلوك البشر يعني ، ماشي ، فسلوك البشر ، عياذاً بالله ، المنتشر و اللي الشيطان رسخه في قلوب الناس في العصر ده ، حاجة من الإتنين ، يا سلوك ظبية الدجال اللي هو التعري و تأود النساء و النساء يبقو غير عفيفات ، و الطريق التاني إيه؟؟ النفاق و الكذب و كتمان كلمة الحق ، عياذاً بالله ، فدول أوسخ صفتين ، أوسخ صفتين ، الصفة الأولى : عدم الشرف المادي ، و الصفة التانية : عدم الشرف المعنوي ، لأن كلمة الحق شرف ، و التعفف عن الزنا أيضاً شرف ، يبقى الشرف مش هو التعفف بس عن العلاقة الحرام ، لا ، كذلك الشرف إنك تقول كلمة الحق ، بل هو أعظم الجهاد و أعظم الشرف ، صح كده؟ حلو أوي أوي ، فالعصر ده عصر إيه ، عياذاً بالله ، سلوك الناس فيه دنيء ، ليه؟ لأن الدجال سيطر على الأرض و نشر الفسق و الفجور بين الناس ، نلاحظ مثلاً ، نلاقي الشركات مثلاً الإتصالات أو أي مثلاً شركات سياحة ، بيعينوا مين أكثر ناس؟؟ البنات ، لو راحو بنتين مثلاً ، واحدة محجبة محترمة ، واحدة لا ، متبرجة بشعرها و لابسة ضيق و سلوكها مش سليم ، يعينوا اللي سلوكها مش سليم ، ليه بقى؟ حتى لو كانت قدراتها و إمكانياتها أقل ، لأنه ده أسلوب خسيس لجلب الزبائن ، و ده اللي منتشر في العالم دلوقتي عياذاً بالله ، تلاقي مثلاً لو إتصلت بشركة إتصالات أو أي شركة مثلاً أو أي خدمة عامة ، بترد عليك إيه؟ واحدة كده بتتميع و بتخضع بالقول ، آآه عياذاً بالله ، ليه؟؟ عشان تجلب النفوس المريضة ، و تلاقي الإعلانات في التيليفجن ، معظم الإعلانات عن أي سلع ، يجيبوا واحدة ، لا مؤاخذة ، لابسة مش لابسة ، صح كده؟؟؟ ، ف ده عصر ظبية الدجال ، عصر عدم الشرف ، مفيهوش شرف ، عياذاً بالله ، لا شرف العفة و لا شرف الكلمة ، تمام ، حلو أوي أوي .
يبقى (قالت هيت لك) هاء تنبيه : أنا بنبهك و بلفت إنتباهك كل شوي ، الياء تموج : على فترات ، بشد و برخي معك ، التاء قطع رقيق : يعني بتحاول معه يقطع الإستعصام بتاعه و مجاهدة العفة ، يعني مجاهدة سلوك العفة لأنه عفيف ، تمام كده ، حلو أوي ، كذلك (هيت لك) في قراءة تانية (هئت لك) يعني أنا تهيئت لك .
قال مباشرة (قال معاذ الله) أعوذ بالله ، (قال معاذ الله) يعني أنا بستعيذ بالله عز و جل ، يعني أنا بلجأ لله عز و جل من الكلام اللي إنتِ بتقوليه ده ، (قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي) (ربي) هنا تأتي بمعنيين : ربي يعني الله سبحانه و تعالى ، أكرمني بالنعمة و بالمثوى اللي أنا فيه دلوقتي ده ، إزاي أخون ربنا ، أخون ربنا أولاً يعني ، الله الواحد يعني ، لأنه يراني فهو مُحسن ، يوسف النبي مُحسن ، و كذلك الأنبياء كلهم و الصالحين ، فهو دلوقتي يُراقب الله ، يعلم أن الله يراه فيقول (إنه ربي أحسن مثواي) هو أحسن مثواي و أنا بحسن إلى ربي ، و كذلك (ربي) يعني جوزها اللي هو إشتراه ، اللي هو فوتفار ، (إنه ربي أحسن مثواي) يعني هو أحسن إقامتي و أحسن معاملتي ، فهل أنا ينفع أخونه مع أهله أو مع زوجه؟؟؟ إستحالة ، (قال معاذ الله إنه رب أحسن مثواي) هنا بقى ظهرت الكلمة ، يعني إيه ، في الأول كان ممكن بالإشارة هو بيتمنع و بيتعفف ، دلوقتي طلبها صريح ، و هو جاوبها بشكل صريح أيضاً و قال لها (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) لو أنا خنت يبقى أنا ظالم ، عياذاً بالله ، لو أنا ظلمت ، ظلمت نفسي و ظلمت الراجل اللي مأمني على بيته و أهله اللي هو فوتفار ، صح كده؟ هو ده سلوك الأنبياء الشريف ، (قال معاذ الله إنه رب أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) .
___
{وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} :
بعد كده ربنا بيصف الحالة النفسية ، الحالة النفسية لزُليخا و يوسف النبي ، (و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه) ، هي (همت به) يعني رغبتها من جواها بتحبه ، بتحبه طبعاً حُب حرام ، صح؟ لأنه مش جوزها ، صح؟ ، (و لقد همت به) اللي هي زُليخا ، (و هم بها) اللي هو يوسف النبي ، أي نبي يبقى جواه غرائز زيه زي البشر ، بس فرقه عن البشر إيه؟ إن ربنا بيعصمه ، أعطيكم مثال ، يعصمه إزاي بقى؟ يعني كأن النبي ده مثلاً جهاز كهربائي زي التيليفجن مثلاً أو الكمبيوتر ، فربنا سبحانه و تعالى ييجي وقت الفتنة و فعل الفتنة ، يقوم ربنا شادد الفيشة ، يشد فيشة الكهربا عنه ، عن الجهاز ده ، فالجهاز يبطل ، كده ميعرفش ، يبقى لخمة ، يبقى إيه؟ لخمة ، ميعرفش يتصرف المعصوم ، ميعرفش يقع في كَبِيرة ، لا يعرف أن يقع في كَبيرة ، ليه؟ لأن ربنا شد فيشة الكهربا عنه ، في الوقت ده ، كده ، ده قدر مقدور ، لأن ربنا بعد إستواء النبي و تبليغه ، ربنا بيعصمه من الكبائر ، كده يشد الفيشة على طول ، (و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه) (برهان ربه) اللي هي العصمة ، (برهان ربه) اللي هو إيه؟ وحي الله عز و جل و تثبيته في الموقف ده ، (برهان ربه) في الوقت ده ، ربنا خلاه يشوفها حقيرة و دنيئة ، فاهم إزاي؟ ، و ربنا شد الفيشة ، فيشة الشهوة عنه ، شد فيشة الكهربا من النبي ، كأن النبي ده جهاز كهربائي ، ربنا شد الفيشة على طول ، خِلصت ، يبقى لخمة ، ميعرفش يتصرف و لاااا يعرف يعمل أي حاجة ، ميعرفش يرتكب الكِبيرة أبداً ، حلو أوي .
(كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء) حد يعرف يقول كلمة فحشاء من أصوات الكلمات؟ ، السوء طبعاً أي معصية أو أي كَبيرة أو أي ظلم ، فهو سوء ، و الفحشاء اللي هي إيه ، غالباً هنا بمعنى الزنا أي العلاقة المُحرمة بين رجل و إمرأة ليسا في زواج ، تمام كده ، حد يعرف يقول كلمة فحشاء من أصوات الكلمات؟؟ فحشاء : فح : ممكن نقولها تحليل جزئي أو تحليل كلي ، فح أي فحيح الأفعى ، شاء أي إنتشر إلى الأعماق ، ف ده سلوك الفاحشة ، وصف الفاحشة ، كذلك فحشاء : الفاء تأفف ، الحاء الراحة ، الشين تفشي ، و الهمزة أعماق ، أي هذا السلوك يجعل الراحة و النعمة يتفشى فيها إلى الأعماق ، التأفف و عدم الرضا و الجحود و البطر ، و هو ده معنى فحشاء من أصوات الكلمات ، (إنه من عبادنا المُخلصين) يوسف ده مُجتبى ، يعني إيه؟ ربنا رباه على عينه في بيئة وحشية ، يعني إيه بيئة وحشية؟ بيئة مفيهاش إيمان و لا صلاح ، بيئة وثنية وحشية ، فهو ده الإجتباء ، يكون وسط بيئة موحشة ، كذلك اليوسفيين اليوم ، اليوسفيون اليوم في بيئات موحشة ، عشان كده ربنا إختار لنا هذا الإسم : اليوسفيون ، لأن عصر الدجال و عصر ظبية الدجال بالذات و الخصوص هو عصر موحش من الناحية الروحية و الإيمانية ، معظم الناس كده سفهاء ، معظم الناس فيهم نفاق كثير جداً ، معظم الناس فيهم صفة الغدر و الخيانة ، عياذاً بالله ، فإيه ، عصر موحش ، فنحن نستعصم بمين؟ بالله ، نستعصم بالروح ، نستعصم بالإيمان ، تمام كده ، جميل أوي .
(إنه من عبادنا المُخلصين) مخلصين يعني هو مُخلِص و أنا خَلَّصته و خَلُص ، يعني هو مُخلِص ، شريف و مُخلِص ، المُخلص هو مُحسن ، و مُخلَص يعني خَلَّص نفسه بالتزكية و بمعونة الله عز و جل ، فلما خَلُص فهو هيَخَلَص الناس ، أي حد يقترب منه بحُسن النية و يسمع منه هيَخلُص ، روحه هتخلُص يعني هتستريح ، هترتاح ، جميل ، حصل إيه بعد كده؟ ، بعد ما ربنا شرح النفسية هنا ، نفسية زُليخا و نفسية يوسف النبي (و لقد همت به و هم بها لولا أن رأى برهان ربه) و عرفنا يعني إيه برهان ، (كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) .
____
{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} :
(و استبقا الباب) جريوا/ركضوا نحو الباب ، مين اللي جري الأول؟؟ هنعرف دلوقتي ، (و استبقا الباب و قدت قميصه من دبر) يبقى هو اللي جري الأول ، و هي كانت وراه ، (و قدت قميصه من دبر) يعني القميص اللي كان لابسه ، قامت بشده من الخلف و قطعته ، على أساس إنها بتقوله ماتمشيش ، و هي بتشده و هو بيجري فالقميص إتقطع ، إمرأة فاجرة ، شووف ، شوف كده عندها جرأة شديدة على المعصية ، ليه؟ لأنها مستضعفاه ، ده خدام عندي ، هو مين ده عشان يقولي لا يعني ، فهي نفسيتها كده يعني ، بس هي ماتعرفش إنه ده راجل شريف حر ، راجل شريف و حر ، و هنعرف إزاي ربنا عبر عن الحتة دي في اللفظ الجاي ده ، (و ألفيا سيدها لدى الباب) ربنا ماقلش (و ألفيا سيدهما) ، قال (و ألفيا سيدها لدى الباب) هنا نستفيد كذا إستفادة ، سيدها يعني ربنا بيعظم قدر الزوج ، هو بمثابة السيد ، يعني الزوجة تقول للزوج يا سيدي ، ده الأصل ، القرآن بيقول أهو (و ألفيا سيدها لدى الباب) ، إذاً الزوج سيد ، يعني درجته كبيرة جداً عند الزوجة ، أعظم من درجة الأب و الأم ، الزوج درجته عظيمة ، طيب ، (و ألفيا سيدها لدى الباب) طبعاً مافيش أعظم من درجة الزوج إلا النبي ، أي نبي هو أعظم من درجة الزوج ، غير النبي أو غير أي نبي ، لا يوجد درجة أعظم من درجة الزوج عند الزوجة ، ف ده شيء لازم نكون عارفينه ، (و ألفيا سيدها لدى الباب) إذاً قال (سيدها) عن إيه؟ عن زوجته اللي هي زليخا ، زوجة فوتفار ، ماقلش سيدهما ، ليه؟ لأن ربنا هنا عبر بشكل غير مباشر إن يوسف سلوكه ده ، سلوك أحرار ، سلوك واحد شريف ، حر ، (و ألفيا سيدها لدى الباب) ألفيا يعني إيه؟ لاقيا ، (و ألفيا سيدها لدى الباب) باب الغرفة بيحاول يفتحه كده ، لاقى فوتفار واقف عند الباب ، (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم) هنا ربنا بيكشف نفسية الإيه؟؟ المرأة الفاجرة ، ربنا بيكشف نفسية المرأة الفاجرة ، أنا هأقولكم مثل مصري معروف جداً ، بيقول إيه : الفاجرة تتهيك و تجيب اللي فيها فيك أو تحط اللي فيها فيك ، تتهيك يعني تتوهك ، المرأة الفاجرة عياذاً بالله تتوهك ، تلخبط الدنيا ، تلخبط الحقائق ، و تحط اللي فيها فيك يعني السلوك السيء اللي هو فيها ، تتهمك فيه ، زي مثال في اللغة العربية : رمتني بداءها و انسلت ، يعني إتهمتني بالعيب أو الداء اللي فيها و هي انسلت يعني مشيت ، (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم) يا مجرم ، يا مجرمة ، آآه بتتهم يوسف النبي إنه هو هو اللي حاول يعتدي عليها ، و كمان بتقول لفوتفار الحل ، لازم يتسجن أو يتعذب ، يتجلد مثلاً أو يُضرب ضرب شديد ، شايف الإجرام ، (قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم) هنا فتنة عظيمة ، بس هو نبي ، قلبه مطمئن بنور الله عز و جل ، ثابت ، ربنا قال له إيه : إستمسك بالصلاة ، إثبت ، ماتخفش ، ربنا هينجيك .
___
{قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} :
(قال هي راودتني عن نفسي) على طول كده ، يعني القلب الطاهر بيقول اللي جواه على طول ، (قال هي راودتني عن نفسي) هي اللي عملت مش أنا ، (و شهد شاهد من أهلها) واحد يعني من كُبَرَات العيلة بتاعتها ، (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت و هو من الكاذبين) لأن لو هو اللي بيعتدي عليها و هي بتدفعه عنها ، فالقميص كان هيتقطع من قدام .
___
{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ} :
لو كان من ورا القميص إتقطع من ورا ، يبقى هو اللي كان بيجري و هي اللي بتجري وراه ، سهلة يعني ، دليل مادي أهو ، قميص يوسف ده له حكاية ، قميص اللي كذبوا به إخواته و حطوا عليه دم كذب و كان القميص مش متقطع ، مكنش مقدود ، يعني مكنش فيه أثار الذيب يعني ، ف دي كانت جريمة غير مكتملة الأركان ، إخواته إرتكبوا جريمة غير مكتملة الأركان ، القميص هنا في حادثة زليخا ، و بعد كده في آخر السورة هنعرف قميصه مع أبيه ، لما ربنا يجعله سبب في شفاء أبيه ، و هنعرف الشفاء ده حصل إزاي ، و المرض ده حصل إزاي ، ماشي ، جميل أوي ، طبعاً يوسف هو الإبن الحداشر ، رقم ١١ ، و عرفنا رقم ١١ هو إيه؟ تغلب على الأقران ، فربنا جعله هو رقم ١١ أصلاً ، بالإضافة للرؤيا كانت حداشر كوكب سجدوا له في الرؤيا ، بالإضافة للشمس و القمر و اللي هي آية الكسوف و الخسوف ، فرقم ١١ له دلالة عظيمة جداً ، خلاص ، جميل جداً ، و أنا ، يعني إيه سبحان الله كنت شغال كده من يومين ، إكتشفت إن كلمة يوسف باللغة العِبرية معناها (دعه يزيد) العجيب بقى إني كنت شفت من ١٠ سنين كده أو ١١ سنة مثلاً ، رؤيا لأستاذ مصطفى ثابت -الله يرحمه- أخ أحمدي مُخلص ، نحسبه و لا نزكيه ، رأيته في سكرة الخشوع ، في البرزخ ، و بعد كده بقول له أخبار الأحمديين في مصر إيه؟ ، قال لي إبحث عن دكتور زياد ، فأولتها إن الدكتور زياد هو أنا يعني ، إني أزيد و أترقى روحياً ، و بعد كده لما اكتشفت ظن يومين أن كلمة يوسف في العبرية معناها دعه يزيد ، فكانت إيه ، المفاجأة ، ف دي آية من آيات الله و دقيقة من دقائق الروح و الغيب .
____
{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} :
الراجل الحكيم بقى ، الكبير بتاعهم ، بتاع العيلة يعني ، بتاع عيلة زليخة ، (فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم) الستات الوحشة دايماً كده ، بيقعدوا يكيدوا ، من تحت لتحت ، زي الأفاعي كده ، عياذاً بالله ، المرأة غير المتقية أو النساء غير المتقيات ، غير التقيات ، تلاقيهم كده ، فيهن كيد و خبث مداري ، عياذاً بالله ، ربنا يُعذنا منه ، فهنا إيه ، الآيات تصف أهو (فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم) ، بس على مين ، على ربنا؟؟ على النبي؟؟ مينفعش ، ربنا كده دايماً ، اللي بيتقي الله ، يجعل له مخرج ، ميخفش .
____
{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} :
و بعد كده الحكيم بقى و فوتفار و عيلتها قالوا له إيه؟ (يوسف أعرض عن هذا) يعني إنسى بقى الموضوع ده ، مش عاوزين فضيحة ، هيفضحوا نفسهم ، آآه ، بس كويس ، فوتفار راجل طيب و الظاهر إن الحكيم بتاع عيلتها كان راجل طيب ، ففهموا أنه رجل نبيل ، فهموا أن يوسف نبيل ، مش عاوزين يظلموه ، هم مش عاوزين يظلموه ، ده في الأول بس ، و بعد كده هيضطروا يظلموه نتيجة ضغظ الرأي العام يعني ، المهم هنعرف ، (يوسف أعرض عن هذا) إنسى بقى الموضوع و كأنه محصلش ، آه يا يوسف و كأنه محصلش ، مش عاوزين الموضوع يُخرج من البيت عشان الفضيحة ، و بعد كده توجهوا في الكلام كجمع يعني ، الحكيم و فوتفار يعني (و استغفري لذنبك) يا زليخة إستغفري ، يعني عيب اللي عملتيه ده ، (و استغفري لذنبك) واجهوها إنه ده ذنب و يجب إنها إيه؟ تستغفر ، (إنك كنت من الخاطئين) ده سلوك خاطئ ، سلوك إيه؟ الفاجرات ، عياذاً بالله ، (إنك كنت من الخاطئين) .
___
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} :
و بعد كده أكيد طبعاً إيه ، البيت فيه خدم و الخبر تسرب ، زي ما خبر رؤية يوسف تسرب ، تسريبات بقى بتحصل ، فالخبر تسرب برا البيت ، (و قال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) شوية نسوان يقعدوا ينِموا و يغتابوا ، عادات النميمة بقى عياذاً بالله ، موجودة من قديم الأزل ، شوية نسوان في المدينة قاعدين بينموا و بيغتابوا و قالوا إيه ، مرات الباشا عندها ولد حلو و إيه ، بتراوده عن نفسه ، (قد شغفها حُباً) كلمة شغف لها أصل ، و لها صوت و معنى في أصوات الكلمات ، (قد شغفها حُباً) شغف ، حد يعرف يقول؟ الشين تفشي و إنتشار ، غف أي غفوة و غفلة ، أي إيه؟ تفشي الغفوة بسبب هذا الحُب ، يعني زي اللي بيقولك إيه؟ مراية الحُب عمية ، اللي بيحب مايشوفش عيوب المحبوب ، ف ده أكتر بقى ، شغف ، شغف اللي هو إيه؟ إنتشار الغفلة في هذا الحُب ، الحُب بيأتي بالغفلة و الغفوة ، و الإنسان يبقى كأنه سكران مش بعقله ، عقله تايه ، عقله مغطى ، مُغَيب بسبب درجة الحُب دي و إسمها شغف ، كذلك شغف : شغا يعني بيشغي ، بيتحرك بخفاء و كثرة ، و الفاء هو التأفف ، يعني سلوك و شعور يتحرك بخفاء و بقوة و بكثرة و بكثافة في القلب و ينتج عنه الحسرة و الألم و التأفف ، نتيجة أنه لم يصل إلى محبوبه الذي شُغِفَ به (قد شغفها حُباً) ، (إنا لنراها في ضلال مبين) خلي بالك ، النسوان بياكلوا لحم زليخا و يقولوا دي ضالة ، إحنا شايفينها إنها ضالة ، في واحدة بتحب العبد بتاعها؟؟ كده يعني ، طبعاً هنعرف زليخة عملت إيه في الوجه الجاي ، و إحنا عارفين إن إيه هي ، سلوك بيقول إيه؟ ودت الفاجرة لو أن كل النساء فاجرات ، صح ، مش المثل بيقول كده؟ ، هتعملهم مكيدة و خطة عشان هي يحصل عندها تشبع نفسي أو إرضاء لغرورها ، عشان هتبين لهم أمر معين و هم يوقعوا في أمر معين ، و هتحاول تشفي به نفسيتها بعد ما هم تكلموا عنها الكلام الوحش ده .
○ و أثناء تصحيح نبي الله الحبيب يوسف الثاني ﷺ لتلاوتنا ، قال لنا :
كمان كلمة راودته لها معنى تاني برضو من أصوات الكلمات ، راودته يعني أرته أودها ، الأود يعني الميوعة ، تتميع كده و تتثنى في الكلام ، ربنا منع المرأة أنها تخضع في القول ، يعني إيه؟ إنها تترقق بالحديث و خصوصاً مع الرجال ، عشان متبقاش فتنة ، ربنا بيقول إيه لنساء النبي : و لا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض . ربنا بيتكلم عن نساء النبي و بيقول إيه؟ و طبعاً نساء النبي قدوة (و لا تخضعن بالقول) يعني ما تتأودش كده و تتميع في الكلام ، فراودته يعني أرته ميوعتها ، أرته تأودها عشان تحاول تغريه ، ماشي ، لكنه استعصم ، استعصم ، ربنا شد الفيشة .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
___
• تقول أم المؤمنين الأولى الحبيبة (الدكتورة مروة) في مدونتها المباركة الفياضة بالحُب و الإخلاص و الإيمان ، من الفصل الثالث من سيرة يوسف بن المسيح ﷺ :
"أقول لكم و الله أعلى و أعلم في تصوري يوسف لحاجة الزمان و الوقت إلى يوسف لأنه الجليل العظيم اختصه بصفات معينة يفتقر إليها هذا الوقت ، منها : ١ - فقدوا روح الوصال بالله و أصبحت حياة جافة ، أصبحت كالشجرة التي لا ورق و لا ثمر لها ، و كان نبي الله الصديق جاء ليكمل حلقة الوصل بين الله و الناس ، و يعلمهم أن الله حي و يُرجع الإتصال و الوصال و الروح إلى عالم الدنيا الميتة ، أليس يوسف بدأ صباه برؤيا من الرحيم اختصها به ، و هي رؤية أحد عشر كوكباً و الشمس و القمر ، رآهم له ساجدين ، سبحان العظيم ، افتقرت الدنيا إلى الروح فأراد الله أن يرد الناس إليه رداً جميلاً بسيطاً ، فقط يريد القلوب الرقيقة و يريد القلوب أن تصبح معلقة بحبه ، فيرضا عنها و يُذيقها حلاوة الوصال و الإتصال بالله ، تحيا بحب الرحيم ، تملأها الروح ، تُسقى بماء الوحي و الرؤى ، و هذه حياة ما بعدها حياة ، و هذا رزق ليس بعده رزق ....... ٢- و في حياة ذلك النبي كانت هناك ضيق في العيش و توقفت الأرض و لم تخرج خيرها ، و هذا ما هو حادث الآن ، جفاف و ضيق في العيش ، و مع تفسير يوسف للرؤيا و مع تواجد هذا النبي العظيم ، عم الخير ، خير الوصال و فتح باب الصالة و عم الخير المادي ، فالتمثلات الروحية يتبعها تمثلات مادية تدلل عليها و تشرحها ، فنقص الروح يتبعه نقص الغذاء ، و هذا فيض من فيض ، فهما مرتبطان ارتباط الماء بالنبات ، فحياة النبات في الماء ، و حياة الإنسان في الوصال بالرحمن الرحيم ، سبحان العظيم ......" 🌼💙
============================
حازم :
جميلة محمد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق