درس القرآن و تفسير الوجه السابع من الأحزاب .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمةُ البَرِّ الحيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم شرح لنا ﷺ الوجه السابع من سورة الأحزاب .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه السابع من أوجه سورة الأحزاب ، يقول تعالى :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} :
(يا أيها النبي إنَّا أرسلناك شاهداً و مبشراً و نذيراً) يُخاطب الله سبحانه و تعالى الرسول ﷺ و الخطاب هنا للنبي و لكل نبي ، فيقول له : (إنَّا أرسلناك) أي بعثناك ، (شاهداً) أي تشهدُ على قومك و تشهدُ على عالم الغيب ، (و مبشراً) أي بالثواب العظيم و بالجنة ، (و نذيراً) أي تُحذر من عذاب الله و سخطه على الكافرين .
___
{وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا} :
و أيضاً من صفاته : (و داعياً إلى الله بإذنه) أي أنك تدعو إلى طريق الله و إلى معرفة الله و إلى وصال الله بإذن الله ، و كذلك أنت : (و سراجاً منيراً) أي شمساً و دليلاً على وجود الله تعالى .
___
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا} :
(و بشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً) تفاصيل كونه بشير ، أنه بشير للمؤمنين ، بشير للمؤمنين يُبشرهم بفضل الله تعالى الكبير جزاء إيمانهم .
___
{وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا} :
(و لا تطع الكافرين و المنافقين) هنا أمر من الله سبحانه و تعالى للنبي و لكل نبي بعدم طاعة الكفار و المنافقين ، (و دع أذاهم) أي لا تلتفت إلى أذاهم و إلى مكائدهم ، و لكن توكل على الله ، (و توكل على الله و كفى بالله وكيلاً) لأن الله هو الوكيل العظيم ، و هو الحامي من قبل و من بعد .
___
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا} :
(يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها) خطاب للمؤمنين و تقرير لشريعة الإسلام أنه إذا تزوج الرجل المؤمن ثم ترك تلك الزوجة من دون أن يُجامعها فليس له عدة عليها ، التي هي ثلاثة قروء أي ثلاثة أو ثلاث حيضات لمن تحيض ، أما التي لا تحيض فثلاثة أشهر ، (فمتعوهن) أي أعطوهن نصف المهر المكتوب لهنّ ، (و سرحوهن سراحاً جميلاً) أي اتركوهن تركاً جميلاً حسناً ليس فيه أذى .
__
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ الَّلاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ الَّلاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} :
(يا أيها النبي إنَّا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن و ما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك) أي خطاب من الله سبحانه و تعالى للنبي أنه أحلَّ له أزواجه اللاتي عقد لهن المهور أو ما ملكت يمينك أي التي حاز عليها بالحرب و الفيء ، بأن يُعتقها ثم يتزوجها ، فيكون عتاقها صداقها ، (و بنات عمك و بنات عماتك و بنات خالك و بنات خالاتك اللاتي هاجرن معك) هنا هذا الخطاب للمسلمين لأن في مجتمع النصارى كانوا لا يُحِلون الزواج من بنت العم أو بنت الإيه؟ بنت الخال ، هنا الله سبحانه و تعالى أحلَّ للمسلمين ما حرم النصارى على أنفسهم ، و كذلك (و امرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي) أي إن أرادت المرأة المؤمنة أن تتزوج النبي واهبةً نفسها إياه ، (إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين) أي يجوز للنبي ﷺ أن يتزوج إمرأة من دون مهر إن وهبت نفسها له ، (خالصة لك من دون المؤمنين) أي أن نسائك هنَّ لك فلا يجوز لأي أحد أن يتزوجهن من بعدك ، فهذا معنى (خالصة لك من دون المؤمنين) فكلمة (خالصة) هي تعود على كافة أزواج النبي و ليست للمرأة التي وهبت نفسها للنبي دون مهر ، (قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم و ما ملكت أيمانهم) أي نحن نعلم ما هو الفرض على المؤمنين لأزواجهم (و ما ملكت أيمانهم) كذلك (لكيلا يكون عليك حرج) لكي لا تقع في الحرج ، (و كان الله غفوراً رحيماً) لأن الله هو أصل الغفران و هو أصل الرحمة .
__
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق