راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 27 يناير 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الثامن من الأحزاب .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثامن من الأحزاب .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمةُ البَرِّ الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم شرح لنا ﷺ الوجه الثامن من سورة الأحزاب .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثامن من أوجه سورة الأحزاب ، يقول تعالى :

{تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا} :

(ترجئ من تشاء منهن و تؤوي إليك من تشاء) أي من أرادت أن تهب نفسها للنبي فليس عليه حرج بأن يُرجيء أي يؤخر من يشاء منهن ، (و تؤوي إليك من تشاء) أي ليس عليك حرج أن تأخذ و تتزوج من أردت منهن ، (و من ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك) أي إن أردت أن ترجع إلى من أرجأت فلا بأس عليك ، (فلا جناح عليك) أي لا حرج و لا إثم ، (ذلك أدنى أن تقر أعينهن و لا يحزنَّ) ذلك أدنى يعني أقرب ، (أن تقر أعينهن) أي يسعدن ، (و لا يحزنَّ و يرضين بما آتيتهن كلهنَّ) هنا خطاب عام للإيه؟ لنساء النبي ﷺ ، أي ليرضين و يشعرن بالرضا بما آتيتهن كلهنَّ ، أي آتيتهن من محبة و معروف و مشاعر ، (و الله يعلم ما في قلوبكم) الله هو الرقيب ، (و كان الله عليماً حليماً) الله هو أصل العلم و هو أصل الحِلم .
___

{لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} :

(لا يحل لك النساء من بعد و لا أن تبدل بهنَّ من أزواج و لو أعجبك حسنهنَّ إلا ما ملكت يمينك) هنا هذه الآية نزلت في نهاية عهد النبي ﷺ و هو أمر بعدم الزواج من النساء الحرائر ، (و لو أعجبك حسنهنَّ إلا ما ملكت يمينك) أي ما ملكتها من خلال الحرب و الفيء ، (و كان الله على كل شيء رقيباً) الله سبحانه و تعالى هو أصل المراقبة فبالتالي يكون هذا دافع للمؤمنين على التقوى و على الإحسان ، (لا يحل لك النساء من بعد و لا أن تبدل بهنَّ من أزواج و لو أعجبك حسنهنَّ إلا ما ملكت يمينك و كان الله على كل شيء رقيباً) .
___

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا} :

(يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه و لكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا و لا مستأنسين لحديث) هنا خطاب للمؤمنين ، خطاب أدب للمؤمنين لكي يتحلوا بسلوك قويم لا يؤذي النبي ﷺ و هو أمر لهم أن إذا دعوا إلى بيت النبي إلى طعام فليأكلوا من الطعام و أن يغضوا أبصارهم غير ناظرين إناه أي داخله أي داخل البيت ، فبعد الطعام فلينتشروا مباشرةً أي يذهبوا مباشرةً من حيث أتوا ، (و لا مستأنسين لحديث) أي لا يجلسون يتسامرون لأن ذلك يؤذي النبي ، (إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم) يستحي من أصحابه ، و لكنّ الله (و الله لا يستحي من الحق) و الله لا يستحي من الأمر بالنصيحة و الحق ، (و إذا سألتموهن متاعاً فاسألوهنَّ من وراء حجاب) أي إذا أردتم أن تسألوا عن مسألة في دين الله عز و جل ، هذا معنى متاع ، (فاسألوهنَّ من وراء حجاب) أي من خلف جدار و حجاب ، (ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن) أي هو أقرب للتقوى و أقرب للطهارة القلبية ، (و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله) ليس لكم أن تؤذوا مشاعر النبي ﷺ بعد وفاته ، (و لا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً) لا يجوز لأي أحد من المؤمنين أن يتزوج ما تزوج النبي ، (إن ذلكم كان عند الله عظيماً) هذا أمر عظيم عند الله سبحانه و تعالى .
___

{إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} :

(إن تبدوا شيئاً أو تخفوه فإن الله كان بكل شيء عليماً) أي ما تقولونه و ما تضمرونه ، فإن الله يعلمه و هوالرقيب عليكم ، و هو داعي ، و ذلك أدعى لكم أن تكونوا من المحسنين و من التُقاة ، (فإن الله كان بكل شيء عليماً) أي أنه هو أصل العلم .
__

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق