راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 24 نوفمبر 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الفتح .

 

 


 درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الفتح .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::


أسماء أمة البر الحسيب :


افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة الفتح ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :


الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة الفتح ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :


الوقف :


ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,

لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .


و السكت :


علامته السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .

______


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


في هذا الوجه المبارك و هو بداية لسورة الفتح ، بدايةً أو بدايةٌ لسورة الفتح ، يقول تعالى :


{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية من الله سبحانه و تعالى افتتح بها آيات القرآن عدا سورة التوبة .

____


{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} :


(إنَّا فتحنا لك فتحاً مبيناً) أي أعطيناك بُشرى في الرؤيا أنك سوف تفتح مكة و هو فتح عظيم ظاهر مُبين ، يكون بسببه نصرٌ للإسلام عظيم لم يكن من قبل ، (إنَّا فتحنا لك فتحاً مبيناً) أعطيناك البُشرى في الرؤيا بفتح مكة ، و ستتتالى الأحداث و سرد أحداث هذه القصة في أوجه السورة تِبَاعاً بأمر الله تعالى ، و سيتحدث الله سبحانه و تعالى عن بيعة الرضوان التي حدثت قبل فتح مكة و ستتحدث عن فتح مكة و بعض الأحداث التي حدثت بعد ذلك الفتح ، و سيتحدث سبحانه و تعالى عن نفسيات الكفار و المنافقين و المؤمنين لكي نتخذ العِبرة و لا نقع في نفس أخطاء الماضي ، هكذا القرآن يُعطي الدروس و العِبر كي نستفيد منها ، و يُعلمنا كيف نقرأ التاريخ و نستفيد من تلك القراءة .

_____


{لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} :


(إنَّا فتحنا لك فتحاً مبيناً ¤ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر) أي بهذا الفتح سيُعطيك الله سبحانه و تعالى غفران عظيم لذنوبك السابقة و القادمة ، (و يُتم نعمته عليك) إتمام للنعمة النبوية ، (و يهديك صراطاً مستقيماً) أي يُسهل لك دعوتك إلى الصراط المستقيم و يُثبتك بتقواك على الصراط المستقيم أي التوحيد .

_____


{وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا} :


(و ينصرك الله نصراً عزيزاً) نصر تتحدث عنه جميع الأمم و جميع القبائل ، (و ينصرك الله نصراً عزيزاً) أي عظيماً .

_____


{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} :


(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم) أعطى السكينة و الإطمئنان و السلام النفسي للمؤمنين و الثبات عند مُلاقاة الأعداء ، (ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم) ليزداد إيمانهم و تزداد درجات إيمانهم لأن الإيمان يزيد و ينقص بالطاعة و المعصية ، (و لله جنود السماوات و الأرض) الله سبحانه و تعالى له جنود نعلمها و لا نعلمها ، ظاهرةً و باطنة ، (و كان الله عليماً حكيماً) الله عليم يُعطي من علمه من يشاء ، حكيم يفيض من حكمته على من شاء .

_____


{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} :


(ليدخل المؤمنين و المؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) نتيجة إيمانهم و إحسانهم و تقديمهم للذِبح العظيم و هو الإحسان ، (خالدين فيها) أي لا تنتهي أبداً ، (و يُكفر عنهم سيئاتهم) أي كل السيئات التي ارتكبوها يمحوها سبحانه و تعالى و يجعل أعمالهم على خير عمل عملوه فيُجبرها جميعاً إلى خير عمل قدموه في الدنيا ، (كان ذلك عند الله فوزاً عظيماً) هذا هو الفوز العظيم ، الخلود في الجنات و الحصول على رضا الله سبحانه و تعالى .

_____


{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} :


(و يُعذب المنافقين و المنافقات و المشركين و المشركات) المنافق و المُشرك ذكر كان أو أُنثى يُعذب في الدنيا و الآخرة ، من صفات أؤلئك الكافرين و المنافقين و المشركين أنهم يظنون ظن السَّوء بالله عز و جل ، (الظانين بالله ظن السَّوء) هكذا دائماً يُسيئون الظن بالله عز و جل ، (عليهم دائرة السَّوء) بما ظنوا في الله سيئاً ، فالله سبحانه و تعالى يُحيطهم بدائرة سيئة نتيجة أعمالهم فيجعل أعمالهم السيئة تتمثل عليهم فتُعذبهم في الدنيا و الآخرة و العياذ بالله ، أيضاً : (و غضب الله عليهم) يُحيطهم بغضبه ، (و لعنهم) أي طرده ، طردهم من رحمته ، (و أعد لهم جهنم) أي هيأها لهم لتكون مهاداً لهم و تمهيداً لهم و تطهيراً لهم و تمحيصاً لهم ، (و ساءت مصيراً) هذا المصير سيّء ، أسوء مصير هو جهنم و العياذ بالله و دَرَكاتِها ، و نعلم أن المنافقين في الدَرك الأسفل من جهنم و العياذ بالله .

_____


{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} :


(و لله جنود السماوات و الأرض) يؤكد سبحانه و تعالى على وجود الجنود مرة أخرى الظاهرة و الباطنة في السماوات و الأرض و كل الأكوان ، (و كان الله عزيزاً حكيما) الله سبحانه و تعالى كان و لازال و سيزال عزيز أصل العِزة ، حكيم أصل الحكمة ، فيُفيض من عزته و حكمته على المؤمنين .

_____


{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} :


(إنَّا أرسلناك شاهداً و مبشراً و نذيراً) (إنَّا) تأكيد على أن الله يُرسل بإستمرار ، و من ضمن إرساله أنه أرسل نبي الإسلام محمد الذي هو بُشرى موسى و بُشرى عيسى و بُشرى أنبياء كثيرين ، من ضمنهم : إشعيا -عليه السلام- ، (إنَّا أرسلناك شاهداً) أي شاهد على هذا الكون و شاهد على الله أي تشهد على الله لعباده ، تشهد على العباد أمام الله ، (و مُبشراً) تُبشر بالخيرات و الجنات ، (و نذيراً) أي تُنذر من جنهم و العذابات و العياذ بالله .

_____


{لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا} :


(لتؤمنوا بالله و رسوله) النبي فائدته أنه يُقرب إليكم الإيمان و يجعله متاحاً سهلاً يسيراً مفهوماً فيُعطيكم ثمراته ، و تظهر ثمرات الإيمان أمام أعينكم بواسطة النبي لأنه يكون قدوة ، و يكون إيمان متمثل ، (لتؤمنوا بالله و رسوله) يكون هناك إيمان بالله و رسوله ، (و تُعزروه) أي تنصروه ، تنصروا الرسول ، (تعزروه) أي تنصروه و تُعظموه ، (و توقروه) أي تحترموه إحترام عظيم يعني ، (و تُسبحوه) أي تُنَزِهوا الله سبحانه و تعالى عن الشرك ، (بُكرةً و أصيلا) أي تكون في هذه الحالة من تعظيم الأنبياء و الرسول و الله سبحانه و تعالى ، (بُكرةً) أي في الصباح ، (و أصيلاً) أي في المساء ، أي دواليك و بإستمرار ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .

______


و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .


_______


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق