درس القرآن و تفسير الوجه الأول من الرحمن .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة الرحمن ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة الرحمن ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :
- من أحكام النون الساكنة و التنوين :
الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .
الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذه السورة العظيمة المباركة يقول تعالى :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .
_____
{الرَّحْمَنُ} :
(الرَّحْمَنُ) ذَكَرَ إسمه الذي أنكره العرب و قالوا : و ما الرحمن ، فقال لهم : (الرَّحْمَنُ) هو إسم من أسماء الله الحُسنى الذي يرحم العالمين بَرّهُم و فاجرهم ، مؤمنهم و كافرهم .
_____
{عَلَّمَ الْقُرْآنَ} :
(الرَّحْمَنُ ¤ عَلَّمَ الْقُرْآنَ) من صفاته أنه عَلَّمَ هذا الكتاب و هذا الذِكر و هذا الوحي المبارك و هذه الحكمة المُقدّسة ، (عَلَّمَ الْقُرْآنَ) أي أرسلها على مُكث ، على رسول الله محمد ﷺ ليُتم تعليمه لأصحابه ، ثم هم يعلمون الأُمم .
_____
{خَلَقَ الإِنسَانَ} :
(خَلَقَ الإِنسَانَ) أي خلق جنس الإنسان بعد أطوار عديدة .
_____
{عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} :
(عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) أي علمهم الإفصاح و التَبيين و التعبير سواء أكان بالكتابة أو بالمقال أو بأي أسلوب من أساليب التعبير كالفنون و ما إلى ذلك و الرسوم و النقوش و هكذا ، إذاً البيان أي التَبيين و التعبير أياً كان ذلك الأسلوب في التعبير و التبيين .
_____
{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} :
(الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) هذان الجُرمان ؛ الشمس و القمر ، يجريان بحساب دقيق ، فهذا هو الرحمن الذي قَدَّرَ ذلك الحُسبان و ذلك النظام ، فهو الرحمن .
_____
{وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} :
(وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) النجم ، كل النجوم و كل أشجار الأرض ، اي ما في السماء و ما في الأرض يسجدان ، أي يسجد و يُطيع الله سبحانه و تعالى ، أي هو تحت سيطرة الله و هو خاضعٌ لمشيئة الله ، فهذا معنى (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) أي مُطيعان .
_____
{وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} :
(وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) السماء كل ما نراه في هذا الفَلك ، كل ما نراه في هذا الفَلك من نجوم و مجرات و كواكب ، هو ما نُسميه السماء و هي سماء الدنيا ، هذه هي السماء ، كل هذه المجرات و الأجرام و الأفلاك التي نراها اليوم بتليسكوبات ، هذه هي السماء ، و ما نحن عليه هو الأرض ، (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا) أي خلقها و ثبتها بالحُبُك أي بالشبكة ، شبكة الجاذبية بينها و بين بعضها ، أي بين أجزاءها و أجرامها ، (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا) أي وضع ميزانها و قوانينها ، (وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) وضع القوانين و وضع العدل لأنه العدل ، الله هو العدل و هو الحق ، (وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) أي وضع القانون و القوانين ، القوانين الفيزيائية المادية و كذلك القوانين الروحية المعنوية في العدل و العدالة ، لأن الميزان عدل ، و العلم و القوانين عدل ، عدالة ، العلم الحديث و الفيزياء و الكيمياء و علوم الأحياء و الطب و الهندسة كلها قائمة على العلوم الحديثة التي أصلها التجربة و المشاهدة ، فتلك التجارب و تلك المشاهدات تُعطي ، تُعطي اليقين لأنها أدلة دامغة فهذا هو الميزان ، كذلك الله أعطى ميزان العدالة الروحي و المعنوي ، ميزان العدالة الروحي و المعنوي ، و لكن يقين ذلك الميزان الروحي و المعنوي لا يتجلى على أكمل وجه إلا بعد كشف الحُجب يعني في البرزخ و يوم القيامة ، و تكون هناك ومضات من يقينه في الدنيا على مبعث و مَقْدَم الأنبياء و الأولياء و العارفين و الصلحاء و المتقين ، إذن من الذي أعطى العلم في العصر الحديث القوة و المَنَعَة و الشموخ و العلاء ، الذي أعطاه ذلك هو اليقين ، يقين الأدلة و الموازين و القوانين التي أرساها الله سبحانه و تعالى و اكتشفناها نحن في العصر الحديث ، فأصبحت فتنة للعالمين و الملحدين ، قالوا الآن هذا هو العلم و هذا هو اليقين و ما دونه هو خرافات و باطل ، مما لا شك فيه أن كثير من تراث الأديان و موروث الأديان هو خرافة و أباطيل و خزعبيلات و لكن هذا لا يمنعنا أن نؤمن بأصل النبوات و أصل الوحي من الله سبحانه و تعالى ، فلابد أن لا نقع في هذه الفتنة و هي أن ننبهر بالعلم فقط و نقول أنه هو اليقين فقط و نبتعد عن دين الله ، فهذا باطل ، إنما يجب أن نعلم العلمين : علم المادة و علم الوحي ، قد تكون فتنة عظيمة جداً عندما يقول : في قديم الزمان كانت هناك الأوبئة التي تأتي و تفتك بالملايين من البشر و تقتلهم ، أما الآن فبسبب علوم الطب و اللقاح ، فقد اكتشفنا اللقاحات و المضادات الحيوية ، فأصبح الآن لا يموت من البشر كما كان يموت في السابق ، فنحن أنقذنا البشر بالعلم ليس بالدين ، فهذه فتنة ، نقول لهم : من هو الذي أرسى العلوم و ألهمكم بها و علمكم إياها ، نقول : الله سبحانه و تعالى ، هو الذي فتح باب العلم في هذا العصر نعمةً و فتنةً ، من باب النعمة فنشكرها ، كذلك من باب الإختبار و الإبتلاء و الفتنة ، فيعلم الله سبحانه و تعالى من هم المتقين و من هم المؤمنين ، لأن الله سبحانه و تعالى يراكم و يريد أن يعلم ما يبدر منكم نتيجة إختباراته ، الله سبحانه و تعالى يرسل الرسل و النبوات في كل يوم ، لماذا؟ لأنه قال : (كل يومٍ هو في شأن) كل يوم في شأن ، في بعث و في إرسال ، كذلك (كل يوم هو في شأن) كل يوم هو في تجلٍ خاص و جديد كما أخبر المسيح الموعود ﷺ ، فكل ذلك من معاني (كل يوم هو في شأن) . و اليوم يعني المبعث النبوي .
____
{أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ} :
(وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ¤ أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ) أي لا تظلموا ، لا تظلموا و لا تتجاوزوا الحدود في الموازين .
_____
{وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} :
(وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) أي زِنوا بالقسطاس يعني كونوا عادلين على أتم أوجه العدالة ، (وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ) أي المكاييل و التقييمات بالقسط و بالعدل ، (وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) أي لا تنقصوا حق العدالة ، لا تنقصوا حق العدالة في موازينكم المادية و المعنوية الروحية .
_____
{وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ} :
(وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ) أي الأرض مهدها للأنام ، أي للعالمين و الأحياء التي يجري عليها السنة و النوم فكل ما أو من جرى عليه السنة و النوم يكون من الأنام أي الذي يحتاج للنوم و الله لا تأخذه سنة ( نعاس ) و لا نوم .
_____
{فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ} :
(فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ) هذه الأرض فيها فاكهة ، فيها من كل الفواكه أنشأها الله سبحانه و تعالى و خلقها لنا في هذه الدنيا ، (وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ) النخل ذات إيه؟ الفروع المُكَمَمَة أي المغطاة التي لا تُعرف ثمرتها إلا حينما تخرج و تنضج ، (وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ) و كذلك حبوب اللقاح في النخل تُسمى أكمام لأنها مُكممة أي مُغلفة محجوبة ، تنتشر وقت إيه؟ موسم اللقاح .
و فوائد النخل كثيرة خفية فهي ذات الأكمام , منها نصنع الحبال و الليف و المقشات و نسقف البيوت بالجذوع و الجريد و نسد فتحات بين اخشاب السفن من لحاء النخل و هكذا أكمام و بواطن كثيرة .
______
{وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ} :
(وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) (الحَبُّ) أيضاً ينتشر في الأرض بفعل الرياح فتنتشر النباتات ، و كذلك الريحان أي الرياحين , الراحة و الرائحة الطيبة و المباهج ، كل مباهج الدنيا تسمى رياحين ، و الريحان أي الراحة ، (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) .
______
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} :
(فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) يا معشر الجن و الإنس ، أي آلاء الله أي أي نِعَم الله ، آلاء أي نِعَم ، أي آلاء الله تكذب بها يا أيها الإنسي أو يا أيها الجني؟؟ هنا سؤال و إستفهام إستنكاري من الله سبحانه و تعالى لكي يستحثنا على شكر نعمته .
______
{خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} :
(خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ) أصل خِلقة الإنسان أنها من صلصال كالفخار ، صلصال أي الذي يتشكل في القالب ، أي أنه مطيع و هو من طينة الأرض ، فيه طيبة و كذلك صلصال أي من صلة ، و كذلك صلصال : أي صلة ، و صال أي إيه؟ تكبر و طغيان ، صال ، يصول ، (كَالْفَخَّارِ) أي منظره جميل لكنه هش رقيق يُكسر مع أول ضربة ، الفخار ، كذلك الفخار من الفخر ، يُحب التفاخر هذا الإنسان ، كذلك فخار أي يقع في الإيه؟ في الفخوخ و الشَرَك ، يقع في الفخوخ أي المكائد فيَخر ، خار .
_____
{وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ} :
(وَخَلَقَ الْجَانَّ) مخلوقات الجن ، (مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ) أي من جزء من النار ، الجزء الطرفي من شعلة النار المتوقدة التي تشتعل و تنطلق إلى أعلى هكذا تتراقص ، هذا هو المارج ، (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ) .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} :
(فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ، نفس شرح و تفسير الآية (فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) نعيدها مرة أخرى .
_____
{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} :
(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) رب مشرق الجن و مشرق الإنس ، رب مغرب الجن و مغرب الإنس ، يعني رب إيه؟ الكونيين المتوازيين ، هذا هو المعنى يعني ، لأن وقع الشروق في عالم الإنس يُغاير وقع الشروق في عالم الجن ، كذلك وقع الغروب في عالم الإنس يُغاير وقع الغروب في عالم الإنس أم الجن؟ الجن .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} :
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) من آيات الله و آلاءه و معجزاته أن أطراف البحار التي تتلاقى لا تندمج ، بل كل بحر يلزم حدوده ، هكذا سَنَّ الله قوانين الفيزياء ، (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) مرج يعني إيه؟ حواف ، حواف البحر ، حواف البحر بتكون إيه؟ بتكون أفقية ، لكن حواف النار بتكون إيه؟ طولية إلى أعلى رأسية ، فلذلك قال (مارج من نار) مارج : ألف علو هوجاء هكذا ، لكن البحر أطرافها قال (مرج) ، (مرج البحرين) .
_____
{بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ} :
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ ¤ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لّا يَبْغِيَانِ) برزخ أي فاصل و حدود ، (لّا يَبْغِيَانِ) لا يبغي طرفٌ على آخر ، لا يبغي مرج على مرج .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} :
(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) أي من البحار تخرج اللآليء و المراجين أي النفائس التي يتزين بها البشر ، اللؤلؤ ، نعرف شكل اللؤلؤ و كذلك المرجان ، من أراد أن يعرف شكلهما فليفتح و ليبحث عنهما على الإنترنت .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} :
(وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ) السفن هي له و كل شيء هو له ، و لكنه اختص السفن في ذلك الوقت من الكلام ، وقت نزول القرآن ، لأنها كانت من آيات الله سبحانه و تعالى و هو قانون الطفو ، كان شيء إيه؟ بالنسبة لهم عظيم في ذلك الوقت يعني ، الطوف بالبحار ، (وَلَهُ الْجَوَارِ) الجاريات يعني ، (الْمُنشَآتُ) المُقَامَات و المصنعات ، (فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ) كأنهن الأعلام من بعيد ، رايات يعني .
_____
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ ¤ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} :
(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) هذه حقيقة أقرها الله سبحانه و تعالى ، أن كل من على الدنيا سيفنى لا محالة ، (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) .
_____
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ} :
(وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) هو الباقي ، الله هو الباقي و هو القديم الأزلي ، (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) صاحب الجلال أي العظمة ، و الإكرام أي الذي يُكرم شاكري النعمة .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} :
(يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) أي يدعوه و يطلب منه ، لأن الله قال : (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاءكم) و قال النبي : الدعاء مخ العبادة ، و قال النبي : الدعاء هو عبادة ، و الصلاة نوع من أنواع الدعاء ، (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ¤ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) أي بإستمرار يدعوه الناس و يطلبون إلتفافته و إهتمامه و نظرته و إجابته لدعاءهم ، (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) كل يوم ، كل مرحلة ، كل زمن ، كل قرن في بعث منه سبحانه و تعالى ، (في شأن) أي شأن عظيم و هو البعث ، (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ، كذلك (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) كل بعث هو في تجلي جديد و فيض جديد .
_____
{يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ} :
(سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ) هنا آيات تهديد أو آية تهديد ، (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ) أي سننتبه لحسابكم في يوم الدينونة فأعدوا لذلك الحساب ، هذا هو معنى (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ) و هي آية مهيبة تبعث على الخوف و الخشوع و التقوى .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ} :
(يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ) يا أيها الكائنان في هذه الدنيا ، الجن و الإنس ، (إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانفُذُوا لا تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ) يعني إن استطعتوا أن تخترقوا المجرات اللي إنتو بتشوفوها/ترونها دي دلوقتي في التليسكوبات يعني ، تطلعوا براها/خارجها ، فافعلوا ! و لن يستطيع أحد أن يفعل ذلك ، لأن كل ما نراه من مجرات و أكوان هي سماء واحدة ، هي سماء الدنيا ، سماء واحدة ، فاللي يقولك ماحنا روحنا/نحن ذهبنا للقمر يا عم و نبعت مركبة فضائية للمريخ !!!!، كل ده كلام فاضي/فارغ و لا حاجة ، إنت أصلاً لم تجاوز يعني قول/تقريبا واحد على مليار من سماء الدنيا ، نحن نقول ذلك بنسبة تقريبية يعني ، يطلع القمر مثلاً أو يبعت مركبة للمريخ ، هذا ليس بشيء ، التحدي هنا أن تخرق كل المجرات التي تراها و تذهب ما بعدها ، لا يمكن ذلك إلا بسلطان من الله ، و سيحدث النفاذ و إختراق تلك السماء في يوم القيامة ، عندما يقول تعالى : (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) يعني الإنشقاق ده هيكون وردة ، يعني إيه وردة؟؟ مرة يعني ، من وِرد ، و كذلك وردة آتٍ من ورود ، ورود أي إتيان و قدوم ، (فإذا انشقت السماء فكانت) فكان الحدث ده ، كانت يعني هذا الحدث قيام الساعة ، كانت وردة ، مرة في هذا الكون ، يعني كل كون يكون فيه وردة ، وردة يعني مرة ، قيام ساعة مرة واحدة و إتيان مرة واحدة بإختلال إيه؟ هذا الكون ، (كالدهان) اللي هو إيه؟ الدُهن معروف إنه إيه؟ من شدة الحرار بينصهر فيختلط أنواعه بعضها بعض ، بعضها مع بعض ، فكأنه من شدة إيه الحرارة في ذلك الإنشقاق المهيب العظيم تنصهر العناصر فتصير كالدُهن أي إيه؟ سائلة .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ} :
(يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ) إيه اللي هيحصل بقى يوم القيامة ، يوم إختلال الكون ، هذا الكون يعني ، (يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ) يعني الكون هيختل و ترتفع درجة الحرارة و تنشق هذه السماء الدنيا التي نراها ، كل المجرات دي يعني هي عبارة عن سماء واحدة أصلاً ، تمام؟ تنشق فنرى الشواظ أي إيه؟ شهب مَحمِيّة شديدة الحرارة و كواكب ملتهبة فهذا هو الشواظ ، (وَنُحَاسٌ فَلا تَنتَصِرَانِ) النحاس اللي هو معدن النحاس مذاب ، (فَلا تَنتَصِرَانِ) أي لا تستطيعان أن تَرُدا ذلك الإنشقاق و ذلك الإختلال .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} :
إيه اللي هيحصل بقى؟ (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء) يعني حصل بقى الإنشقاق ، اللي هو إيه؟ القيامة الكبرى يعني ، (فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) هذا الإنشقاق يحدث مرة واحدة في كل كون ، كانت وردة ، مرة واحدة ، و كذلك قدوم من ورود و قدوم مرة واحدة ، كالدهان يعني المجرات دي و الكواكب و النجوم كلها تختلط مع بعضها البعض كالزبد و كالدهن من شدة الحرارة .
_____
{فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ¤ فَيَوْمَئِذٍ لّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ} :
(فَيَوْمَئِذٍ لّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ) يوم القيامة الكبرى أول ما يحصل بقى إيه؟ الخلل الأكبر ده ، محدش يسأل التاني على ذنب إقترفه بحق أخيه أو أُقتُرِفَ فيه من أخيه أو من غيره ، محدش هيسأل على إيه؟ على ذنوب عباده أو ذنوب الأشخاص الآخرين في حقه ، ليه/لماذا بقى؟؟ لأن الأمر أعظم من أن يسأل عن دنياه ، لأن الآخرة قد قامت ، (فَيَوْمَئِذٍ لّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ) أما الإنس و الجان فسيُسألون عن ذنوبهم يوم القيامة في الحساب ، لكن المقصد هنا (فَيَوْمَئِذٍ) أي يوم القيامة يعني وقت الإختلال ، وقت النفخ في الصور ، النفخة الأولى يعني ، هو ده المعنى ، (إذا إنشقت السماء) دي النفخة الأولى ، البعث بقى يوم القيامة ، البعث يعني في يوم الدينونة بيكون بعد النفخة التانية من إسرافيل -عليه السلام- ، (فَيَوْمَئِذٍ لّا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ ¤ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=======================
مصطفى حسين من العراق :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بخير ألأخ الحبيب د. /محمد ربيع بعاليه مارأيكم في هذا المحتوى ذو البحث الأكاديمي يحاول أن يثبت فيه بأن يعقوب عليه السلام ليس هو إسرائيل
( شخص يدعي أنّ اسرائيل هو ابن آدم الأول و هو ابن ضال و أول قاطع لصلة الرحم على الأرض !!!)
لقد أرسلت :
سياق القرآن يتحدث عن بني اسرائيل و يفهم من سياقه ان اسرائيل هو يعقوب , راجع آيات بني اسرائيل و اجمع بينها ستصل لهذا الأمر و عليك السلام و رحمة الله و بركاته
مصطفى حسين من العراق :
ولكن حضرتك هناك آيات تذكر وتخاطب بنى إسرائيل وآيات تذكر آل يعقوب وهذا ماإستوقفنى!!!! وسلام الله عليكم
لقد أرسلت :
عادي يا استاذ مصطفى فهو ليس بغريب عن اسلوب القرآن , فقد ذكر الله الرسول بعدة اسماء في القرآن منها محمد و احمد و طه و يس , و ذكر زكريا باسم ذي الكفل , و لو تاملت سياق ايات ذكرت فيها بني اسرائيل لفهمت مقصد القرآن , فمثلا يقول الله (كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين ) , كيف يكون اسرائيل ابن عاصي و الله يذكر انه زهد في طعام و صام عنه كلية تقربا لله !!!؟؟ كذلك كيف يذكر الله فضلهم فينسبهم لابن ضال عاق فيقول( يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين) , و لما وقع على الفراعين الرجز و اللعنة في مصر بسبب ايذاء موسى قالوا (ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني اسرائيل ), و هم ذرية يعقوب في مصر!!! على فكرة , كثير من الفديوهات على النت هي فقط للاثارة و جلب المشاهدات و هذه نوعية كثير مما ترسل من فديوهات فارجوا ان تكون على قدر من الوعي ليس مثل وعي القائد احمد سبايدر الذي بعثت لي فديوهات له من قبل . بالتوفيق يا استاذ مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق