درس القرآن و تفسير سورة المنافقون .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة سورة المنافقون ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذه السورة المباركة .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم سورة المنافقون ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :
- من أحكام النون الساكنة و التنوين :
الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام بغيير غنة و حروفه (ل ، ر) .
و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
تمام ، يقول تعالى :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة ، سمى الله سبحانه و تعالى هذه السورة بسورة المنافقون لخِطَر أمرهم أو لخَطَر أمرهم أو لخِطر أمرهم أو لعِظَم خطورتهم على المجمتع المسلم ، فيجب أن نحذر من المنافقين و من صفات النفاق و العياذ بالله ، و قد فضحهم الله سبحانه و تعالى و بَيَّنَ نفسياتهم أيضاً في سورة التوبة و كذلك في متفرقات كثيرة من آيات القرآن الكريم .
_____
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} :
(إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ) هنا سبحانه و تعالى بيصف سلوك الذي فيه نفاق أي الذي فيه بعض الإيمان و لكنه يميل إلى الدنيا ، أو الذي هو كافر و لكنه يُظهر الإيمان و يُبطن الكفر الكُلي ، إذاً المنافق ممكن يكون مُظهر للإيمان مُبطن للكفر ، أو إنه فيه بعض الإيمان و لكنه غير مكتمل الإيمان أو كان مؤمناً في وقت من الأيام و ثم ضَعُفَ إيمانه حتى وصل إلى ، إلى درجة الكفر و الإستهزاء و العياذ بالله ، و لكنه لا يريد أن يُعلن عن ذلك مخافة إيه؟ أن يخسر بعض المكاسب الدنيوية ، (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ) ربنا هنا بيصف حالهم و سلوكهم عشان/حتى نحذر منهم ، دايماً كده سلوك المنافقين فيه إيه بقى؟؟ هتلاقي فيه الإدعاء و الرياء و المنظرة الكذابة و الإهتمام بالمظاهر ، تمام؟ و الإهتمام بكلام الناس عن الحقيقة ، ده من إيه؟ من سلوك المنافقين العام ، إن هم/إنهم يعملوا حساب لكلام الناس و أهم حاجة عندهم المنظرة و الرياء و البهرجة ، مش/ليس أهم حاجة/شيء الحقيقة و كُنه الحقيقة و الأمانة و الصدق ، ده مش مهم عند المنافق ، المهم عنده المنظرة الكذابة و العياذ بالله ، و ربنا هيصفهم في آيات تالية بأمر الله بصفات تُبَين هذا المعنى ، (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ) يعني احنا/نحن نشهد أنك الرسول الذي بعثه الله ، (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) ربنا هنا بيؤكد للنبي (وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) ، (وَاللَّهُ يَشْهَدُ) أي يؤكد : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) يعني كاذبون في إدعاءهم الإيمان بك يا محمد و يا كل نبي .
_____
{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} :
(اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً) يعني دايماً كده بيضعوا الله عُرضة لأيمانهم ، يعني بيستخفوا بالحلفان أو بيستهتروا بالحلفان بالله عز و جل علشان/حتى يُثبتوا صدقهم و إيمانهم أو ينفوا عنهم أي تُهمة أو جريرة ، (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً) (جُنَّة) أي إيه؟ حماية و وقاية من عذاب الدنيا ، (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ) صدوا عن سبيل الله في السر ، (إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) أمر سيء جداً اللي/الذي بيعملوه إن هم مش/أنهم ليسو صادقين بل منافقين ، أي اتخذوا نفق الظلمة و الظلم و الظلمات فَنَفَقَ إيمانهم أي مات إيمانهم و تعفنت نفوسهم و أجسادهم ، فهذا معنى النفاق أي الميت .
_____
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} :
(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا) خلي بالك/إنتبه ، وصل لدرجة الإيمان في وقت ما ، (ثُمَّ كَفَرُوا) كفروا بعد إيمانهم ، (فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ) طَبعت الذنوب الران الأسود على قلوبهم ، (فهم لا يفقهون) أي لا يفهمون دقائق الروح .
_____
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} :
(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) أهو/أنظروا , من علامتهم إيه يا محمد و يا كل نبي؟؟ إن هم /أنهم بيهتموا/يهتمون بالمظاهر ، بالمظاهر ، بالشكل الخارجي ، (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) يعني مهتمين أوي/جداً بالمظهر الخارجي ، (وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) يهتموا بالتنمق في الكلام و التقعر في الكلام و إختيار الكلمات ، هاا ، و هكذا معظم إيه؟ مشايخ الرياء ، معظم المشايخ بيتقعروا في الميكروفونات هاا ، (وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) و لكن إيه؟ لُب كلامهم و لا أي حاجة ، لُب كلامهم هو لا شيء ، (وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ) إن هم/إنهم بيتقعروا في الكلام ، بينمقوا الكلمات ، (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ) براويز ، كأنهم براويز ، بروايز يعني إيه؟ زينة ، منظر ، منظر كذاب ، (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ) براويز من خشب يعني ، مظهر لا جوهر ، مظهر لا جوهر ، (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) على راسهم بطحة يعني بالمصري ، باللهجة المصرية : على راسهم بطحة ، يعني أي سوء يُذكر أو يُتهم فيه أُناس ، على طول/مباشرةً يعرفوا إن هم /أنهم المقصودون و المعنيون في نفوسهم و في ضمائرهم و في سرائرهم ، (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) يعني يحسبون كل ملامة تقع على رؤوسهم لأن هم/لأنهم عارفين نفسهم/أنفسهم ، كاشفين نفسهم من جواهم/داخلهم و عارفين إن هم كذابين و ممثلين و مُراءين و مُزيفين و غير حقيقيين ، (هُمُ الْعَدُوُّ) هم دول/هؤلاء العدو بقى ، لأنهم مش ظاهرين ، شوية خونة/خائنين ، هم دول/هؤلاء الجواسيس و الخونة ، (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) يا كل نبي و يا كل مؤمن ، (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ) ربنا الكفيل بقتالهم و صدهم و هزيمتهم و دحرهم ، (قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) يعني أَنَّى يُصرفون عن مكرهم و كذبهم و رياءهم و مظاهرهم الكاذبة ، أَنَّى يُصرفون (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) متى ينصرفون عن كذبهم ؟.
_____
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} :
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ) من صفات المنافقين : الإستكبار ، يستكبرون و لا يتواضعون لنبي الزمان ، يريدون الدنيا و لا يريدون الحقيقة و الآخرة ، يفضلون الدنيا على الدين ، و يبيعون الدين بعَرَض من الدنيا ، فهذا هو المنافق النجس ، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ) (لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ) يعني كده إيه؟ لَوى رقبته ، يلوي رقبته كده ، باللهجة المصرية يلوي رقبته كده اللي هو إيه؟ يتمرد يعني ، يتمرد و يتكبر ، (كأنهم حُمرٌ مستنفرة فرت من قسورة) ، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا) (تعالوا) يعني اقتربوا و كذلك (تعالوا) أي أُعلوا على صغائر نفوسكم و زكوا نفوسكم ، هذا معنى (تعالوا) ، تعالوا يعني اقتربوا من النور ، و كذلك تعالوا أي اجعلوا نفوسكم تتعالى عن الصغائر و تتزكى ، (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ) أي يطلب لكم الغفران من الله ، (لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ) كده إيه؟ لَووا رقبتهم ، يعني إيه؟ ماعجبهمش/لم يعجبهم الكلام ، (وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ) فيهم كِبر ، دايماً كده المنافق بيُفضل الدنيا على الدين حتى و لو كان في إيمانه عارف بعض الحقائق ، لكنه بيتلبث بالدنيا عن الدين .
_____
{سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} :
(سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) مادام/طالما نيتهم سودة/سوداء ، أي نيتهم سيئة يعني و العياذ بالله و هم مستكبرون و يبيعون دينهم بدنياهم فمهما استغفرت لهم يا أيها النبي لن يغفر الله لهم ، (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) أي أن الله لا يهدي القوم الخارجين عن طاعته و طاعة نبيه . و أريد الإشارة إلى دقيقة و لطيفة في عنوان هذا المقال حيث قلت ( درس القرآن و تفسير سورة المنافقون ) هنا كلمة المنافقون هي كلمة توقيفية لانها اسم سورة قرآنية منزلة تُذكر كما نزلت , فموضعها النحوي في هذا العنوان هو مضاف اليه و المضاف اليه يكون مجرورا و بما ان المنافقون هو جمع مذكر سالم فلابد ان نقول المنافقين , لكن بما انها اسم توقيفي لاسم سورة قرآنية منزلة فقد آثرنا ايراد اسمها كما انزلت و الحمد لله رب العالمين .
_____
{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ} :
(هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا) ده حديث عن رأس المنافقين عبد الله بن أُبي بن سلول الذي قال للمنافقين و لأهل الكتاب في المدينة : لا تنفقوا على من عند رسول الله ، أي على الصحابة حتى ينفضوا عن إيه؟ عن محمد ، فهنا بقى إيه؟ تصدى له المؤمنون ، و تصدى الله سبحانه و تعالى له بهذه الآية : (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) الله سبحانه و تعالى هو الذي يملك الأرزاق و تصاريِفِها ، يملك الأرزاق و تصاريِفَها و يُنفقها كيف يشاء و متى شاء ، (وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) (لا يفقهون) أي لا يعلمون كُنه الحقيقة و جوهر المُراد ، إذاً أهو المنافقين يظنوا إنه مجرد منع الأموال هو ده هيوقف/سيُوقف الدعوة و هيوقف النور ، يبقى هم بينظروا للأمور بشكل ظاهري ، بشكل ظاهري لأن عقولهم ظاهرية ، ليست باطنية ، عقولهم تتعلق بالمرائي و الرياء و المظاهر و القشور و لا يقتربون من اللب ، و لا يقتربون من اللُب .
_____
{يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} :
(يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ) يعني المنافقين بقيادة عبد الله بن أُبي بن سلول كانوا يقولوا على النبي هو الأذل و يقولون عن عبد الله بن أُبي بن سلول هو الأعز ، و خَسِئوا بل النبي هو الأعز و المنافق هو الأذل ، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) الله هو العزيز و رسوله و المؤمنون ، (وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) المنافق لا يعلم أي ليس عنده وحي من الله عز و جل لأنه ظاهري التفكير ، يهتم بالمظاهر الكاذبة و الفارغة .
_____
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) تحذير من الله سبحانه و تعالى عن أن تُلهي الأموال و الأولاد و الدنيا و المتاع الإنسان عن الحقيقة و عن البحث عن الحقيقة و عن الدعوة إلى الله و عن نصرة نبي الزمان ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) و أعظم ذكر لله هو التبشير بدعوة نبي الزمان .
_____
{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} :
(وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) هنا بقى أمر لكافة المؤمنين و كذلك للمنافقين عَلِّهم يرجعون إلى الإيمان و إلى الصراط المستقيم ، أن يُقدموا بين أيديهم صدقات كي تُطهر ذنوبهم و تُزكي نفوسهم ، (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) لأن رينا بيقول لهم : قبل ما تموتوا أنفقوا في سبيل الله لأنك هتموت و هتسيب/ستترك الأموال دي/هذه و إنت ماتعرفش/لا تعرف اللي وراك/الذي بعدك هيعمل بها إيه ، فإنت أنفق في حياتك في سبيل الله و تَصدق ، (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ) وقت الموت بقى يتمنى الإنسان التأخير ، (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) فيطلب أن يكون صالحاً و مُتصدقاً في ذلك الوقت .
_____
{وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} :
(وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا) ربنا بيأكد إن إذا جاءت ساعة الغرغرة لن يؤخر أجل ، (وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) الله صاحب الخِبرة ، يُعطينا من خبرته و يُوحي بإذنه إلى من شاء و متى شاء ، طبعاً بنحب نقول إن كثير من الملاحدة و المنافقين تأثروا بالموروث الهش للأديان و من ضمنه الإسلام الذي بَعُدَ عن نور الله عز و جل ، موروث هش بَعُد عن نور الله عز و جل نتيجة الكذب و التخليط و دخول الأهواء و الآراء السياسية في الآراء الفقهية ، فبَعُدَ الناس ، فأبعد الناس هذا الموروث الهش عن نور الله ، فكفر كثير من الناس ، و لذلك نقول إن الإلحاد المعاصر هو بين هشاشة الموروث و قوة الإسلام ، الإسلام قوي عزيز و كل دعوةِ نبي أو كل دعوة نبي هي قوية بنور الله عز و جل ، و لكن العمل هو أن نصل إلى كُنه تلك الدعوة و إلى كُنه تلك الرسالة حتى نصل إلى كلمات الله الحقة ، من ضمن الموروث السيء : كلمة حروف الهجاء مثلاً ، بيتكلموا عن حروف اللغة العربية ، لماذا يُسمون الهجاء؟؟ الهجاء أي من الهجو ، أي الشتم يعني ، فهل تنسبون كلام الله ، اللغة المقدسة ، لغة القرآن إلى الهجو و الشتم ، نعلم أنه كان فيه عند العرب القصائد , كان منها الغَزل و منها المدح و منها الرثاء و منها الهجاء , الهجو أي أن قبيلة تشتم قبيلة أو شخص يشتم آخر من خلال الشعر ، فلماذا تنسبون حروف اللغة العربية المقدسة الإلهامية إلى هذا الفعل القبيح و هو الهجو ، فتقولون حروف الهجاء ، فهذا مثال بسيط على هشاشة الموروث الذي يجب أن يُنقح و يُنقى على ضوء النور القرآني و النور النبوي في كل زمان ، في حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
"و خُتمت سورة المنافقون ، و نستعيد بالله من شر المنافقين و من شر صفاتهم المنبثة في هذا الزمان كالجراد الذي لا يُبقي شيئاً من حصاد الخير في النفوس و القلوب ، نستعيذ بالله منها و نلوذ و نفر إلى ركن الله الحصين لنتطهر و نتزكى مراراً و مراراً دون كلل و ملل ، و استغفر لنا يا نبي الله فأنت رحمة الله لنا في هذه الدنيا الموحشة ، و أنت النور الهادي ، و أنت سوط الله الحق و سيفه المتين على رقاب المعاندين المستكبرين الكافرين ، و أنت مُظهر صدق مسيحنا الموعود و إمامنا المهدي الحبيب ﷺ ، من سواك عرفه و علمه و أبصره فأظهرت نوره البهي رغم أنوف المكذبين المجرمين ، فالحمد كله على يوسف بن المسيح ﷺ إذ جاء ناصراً لأبيه المهدي الحبيب ﷺ و الحمد كله عليهما لأنهما من أنوار خير الورى سيدنا محمد ﷺ ، أكبر النِعَم ، فالحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه و عظيم سلطانه ، فيا رب ثبت قلوبنا على دينك ، آمين يا ربي البر الحسيب ."💙
============================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق