درس القرآن و تفسير سورة الصف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة سورة الصف ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذه السورة المباركة .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم تفسير سورة الصف ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
علامته السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذه السورة العظيمة يقول تعالى :
{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة ، و في ترتيب هذه السورة أي سورة الصف و ثم التي تليها و هي سورة الجمعة ، آية من آيات الله و إعجاز من إعجاز القرآن ، ففي سورة الصف يتحدث الله سبحانه و تعالى عن نبي قادم في مستقبل الزمان يُسمى بأحمد ، بَشَّرَ به عيسى ، و أحمد هنا هو مثيل عيسى -عليه السلام- في أُمة المسلمين ، و في سورة الجمعة يُبَشر سبحانه و تعالى بالنبي أحمد أي غلام أحمد -عليه الصلاة و السلام- الإمام المهدي و المسيح الموعود ، عندما قال النبي : عندما يكون( لو كان ) الإيمان في الثُريا لناله رجلٌ من هؤلاء و وضع يده على سلمان الفارسي ، و ذلك عندما سُئل عن الذي يُبعث في الآخرين في سورة الجمعة ، فأحمد في سورة الصف هو النبي ﷺ محمد و كذلك هو الإمام المهدي و المسيح الموعود غلام أحمد الذي هو مثيل عيسى بن مريم في أمة الإسلام و هو الذي بَشَّرَ به النبي ﷺ : "يوشك أن ينزل فيكم عيسى بن مريم حَكَماً عدلاً فيكسر الصليب و يقتل الخنزير" ، و وصف النبي ﷺ عيسى أُمة محمد أنه : "آدم" أي حنطي اللون و "سبط الشعر" أي شعره إيه؟ سبط ناعم و مسترسل ، و وصفه أيضاً و قال عنه أنه "أقنى الأنف" أي إيه؟ أنفه دقيقة ، "أقنى الأنف و أجلى الجبهة و في لسانه لكنة" أي لكنة العُجمة ، و "على رأسه عمامة" ، هكذا دائماً يلبس العمامة ، و هو "الحارث بن حراث" يعني فلاح ابن فلاح ، من قوم مزارعين يعني ، و أيضاً وصفه بأنه "من قوم سلمان الفارسي" ، من قوم سلمان الفارسي ، تمام؟ ، طبعاً نعرف أن عيسى بن مريم الإسرائيلي هو جعد أحمر يعني لونه إيه؟ أحمر أو أبيض محمر كده و جعد ، شعره جعد ، مُجعد يعني ، ليس سبط ، تمام؟ ، و لقد رأى النبي ﷺ عيسى المحمدي يعني عيسى أمة الإسلام "يطوف بالكعبة" أي ليحميها ، أي ليحمي التوحيد يعني ، "يتهادى بين رجلين" يتهادى بين رجلين يعني يُساعده رجلان و هما الخليفة الأول نور الدين القرشي -رضي الله عنه و أرضاه- و الرجل الثاني هو خليفته الموعود في عالم الغيب و هو يوسف بن المسيح ، فهذان هما الرجلان الذي يتهادى بهما عيسى بن مريم المحمدي أي المسيح الموعود ، و الإمام المهدي و المسيح الموعود هما صفتان لرجل واحد لأن النبي قال : و لا المهدي إلا عيسى بن مريم ، أو و ما المهدي إلا عيسى بن مريم ، يعني عيسى بن مريم أُمة الإسلام هو ده المهدي و هو شخص واحد ، رجل واحد ، يُصلحه الله سبحانه و تعالى و يُنزل فيضه و وحيه على قلبه فيُصلح الأمة و يحكم بما أمر الله سبحانه و تعالى ، يحكم بين المسلمين ، إذاً قلنا أنه : آدم أي حنطي اللون ، سبط الشعر ، أقنى الأنف ، أجلى الجبهة ، على رأسه عمامة ، الحارث بن حراث ، "من قرية يُقال لها كدعة" ، هكذا ورد في الحديث و هي قاديان ، نعرف أن اللغة تتحرف مع الأزمان و القرون ، من قرية يُقال لها كدعة أي قاديان ، "يتزوج و يولد له" طبعاً يعني يُؤتى الذرية و يبارك الله سبحانه و تعالى في ذريته ، و من قوم سلمان الفارسي ، تمام؟ .
يقول تعالى :
{بسم الله الرحمن الرحيم ¤ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} :
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) أي نَزَّه الله سبحانه و تعالى كل ما في السماوات و الأرض ، و هو العزيز أصل العزة ، و هو الحكيم أصل الحكمة ، أي يُفيض من عزته و حكمته على من شاء من عباده .
_____
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ) هنا يُنبه سبحانه و تعالى و يُحثنا على العمل و القول ، لا القول فقط ، بل القول و العمل لأن الإيمان قول و عمل ، الإيمان هو قول و عمل ، قولٌ باللسان و تصديق بالجَنان و عمل بالجوارح و الأركان .
_____
{كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} :
(كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) ربنا يمقت الذي يقول و لا يفعل ، و الذي يقول و لا يفعل هذا إيه؟ فيه صفة من صفات النفاق و العياذ بالله ، (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ) أي بُغضاً ، ربنا يبغض الذي يقول و لا يفعل ، تمام؟ .
_____
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} :
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) هنا سبحانه و تعالى يحث على الإجتماع و اليد الواحدة و عدم التفرق و التشتت و التشرذم ، لأن النبي ﷺ أخبر عن أمته في آخر الزمان و قال : تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأَكلة على قصعتها ، و قالوا : يا رسول أونحن قليل أو من قلة نحن يا رسول الله؟؟ ، قال : لا و لكنكم كثير كغثاء السيل ، و لكنكم كثير كغثاء السيل ، يعني لا قيمة لكثرتكم لأنكم متشرذمون متناحرون ، لم تجتمعوا حول الإمام المهدي و المسيح الموعود ، فهذا هو أُس داءِ المسلمين أنهم كفروا بنبيهم عيسى بن مريم المحمدي ، فهذا هو أُس الداء ، فنحن نُشخص الداء لكي نعرف الدواء ، (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ) أي بناء قوي متراص لا ثغرة فيه .
_____
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} :
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ) ربنا هنا بيُذكر موسى لأن النبي محمد هو مثيل موسى ، فنأخذ العِبرة من قصة موسى ، (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) (لِمَ تُؤْذُونَنِي) يعني تُضايقوني و تؤذوني بالكلام و الإنكار و الشك و عدم الإجتماع على كلمة النبي ، (وَقَد تَّعْلَمُونَ) أي تعلمون يقيناً ، و وضع سبحانه و تعالى كلمة (قد) أو أداة (قد) قبل (تعلمون) للتأكيد على يقين العلم ، أنكم تعملون أنه من الله ، (و قد تعلمون أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ) تعلمون أنني رسول من الله يقيناً ، (فَلَمَّا زَاغُوا) أي ابتعدوا و مالوا عن الطريق المستقيم ، و زاغ : الزين : صوت الذنب في الرؤيا ، و الغين هو صوت الغبش و الضباب و عدم إتضاح الرؤية ، فهكذا هو الميل عن الإستقامة هو الزيغ ، (فلما زاغوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ) ربنا أزاغ قلوبهم ، جعل قلوبهم تحيد عن الصراط المستقيم و أوكلهم إلى أنفسهم و العياذ بالله ، (وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) الله لا يهدي قوم عُصاة خارجين عن المحجة البيضاء و الصراط المستقيم ، و هنا يجب أن نناقش مَحَجَة أو حُجة من حُجج الملاحدة عندما يقولون : أن الذي تقولون انه إله و موجود ، لا نرى له أثراً في إستجابة الدعاء أو أننا لا نجد أنه يُولي إهتماماً بعباده ، فنقول لهم : الله سبحانه و تعالى قال : (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاءكم) يعني لما أن صرف الناس بقلوبهم و ألسنتهم و أفعالهم عن الله فلم يدعوه و لم يطلبوه ، فإن الله لا يعبأ بهم أي لا يهتم بهم ، فيأتيكم أيها الملاحدة هذا الشعور أن الله لا يهتم بكم و لا يرعاكم فتكون حُجة لكم و لكنها حُجة داحضة ، لأن الله بَيَّن و وَضَّحَ و حذّر و قال : إذا إبتعدت قلوبكم و أفعالكم و أقوالكم عني فإني لا أعبأ بكم أي لا أهتم بكم ، لماذا؟ لأنهم هم الذين بدأوا ذلك ، لأن ما من مولود لم يولد على الفطرة ، لكنهم ما إن ابتعدوا عن الله سبحانه و تعالى فلم يعبأ الله بهم ، كذلك قال تعالى : (نسوا الله فأنساهم أنفسهم) أو قال تعالى : (نسوا الله فنَسِيهم) ، نسوا الله أي نسوا طريقه و توحيده و أنبياءه فنَسِيَهم الله ، أي بالفعل أحسوا أن الله نَسِيَهم ، و الله يُرسل إليهم ذلك الإحساس دوماً أنه نَسيهم و لا يعبأ بهم و لا يهتم بهم ، فهكذا يتولد الشعور لدى الملاحدة و الكفار أنه لا إله يهتم بهذا العالم أي أنه لا إله ، هكذا يعتقدون و العياذ بالله ، و كان النبي ﷺ يدعو دائماً و يقول : اللَّهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، فهكذا من إبتعد عن الله عز و جل و لم يستعصم به وَكَلَه الله إلى نفسه ، يعني ربنا بيقول له إذهب إنت بقى دَبر نفسك ، فيعتقد و يشعر ذلك الفاسق و الملحد أنه لا مُدبر إلا نفسه ، و يعتقد أن لا مُدبر للكون ، هكذا يشعر لأن الله أعطاه ذلك الشعور ، لأن الله أوكله إلى نفسه ، كذلك وَرَدَ في الكتاب المقدس عندما عصوا الله فقال سبحانه : ثم احتجب الإله عنهم ، إحتجب عنهم أي لم يعد يتصل بهم فشعروا أن لا إله و العياذ بالله ، لماذا يكون ذلك؟؟ لأن الله عزيز ، الله عزيز لا يأتي إلا لمن أتى له ، و لا يُجيب إلا من إستجاب له ، هكذا لابد أنت تبدأ لكي يأتيك الله سبحانه و تعالى بوحيه ، لأن الله قال في الحديث القُدسي : (من تقرب إليَّ شبراً تقربتُ إليه ذراعاً ، و من تَقرب إليَّ ذراعاً تقربتُ إليه باعاً ، و من أتاني يمشي أتيته هرولة) طبعاً كل ده على المجاز و على وجه يليق بجلاله سبحانه و تعالى و هو لتقريب الفهم و الصورة ، تمام؟ ، طبعاً في آية بترد على المجرم الخبيث بولس المسلمين ، ابن تيمية و الذي هو ابن تعمية ، عليه من الله ما يستحق عندما أنكر المجاز في القرآن ، فقال تعالى : (و كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لمّا يأتِهِم تأويله) (و كذبوا) أي الكفار ، (بما لم يحيطوا بعلمه) أي بالقرآن و آيات الله ، (و لمَا يأتيهم تأويله) تأويله و الذي يُأَوّل هو المجاز ، إذاً هناك مجاز و تأويل في القرآن بنص القرآن الكريم ، هذا دليل على وجود المجاز و بالتالي التأويل في كلام الله تعالى ، و أن كثير من كلام الله هو ضرب للأمثال ، ضرب للأمثال ، فلابد للأمثال من أن تُأَول ، و الأمثال مجاز ، و نوع من أنواع المجاز ، تمام ، كنا قد ذكرنا قبل ذلك عن صفات زمان الدجال أن الزمان يتقارب فيها ، تقارب الزمان ، بسبب سرعة المواصلات فيتقارب الزمان و تقارب إتصال الناس بعضهم ببعض و هم في أطراف الأرض ، كذلك لاحظنا في هذا الزمان أن فصول السنة الأربعة قد تجتمع في يوم واحد ، يعني ممكن الفجر يكون شتاء ، الظهر يبقى/يكون ربيع ، العصر يبقى صيف مثلاً ، بعد المغرب يبقى خريف ، مع إن الأمر ده ماكنش/لم يكن زمان في الماضي ، يعني مثلاً من ٣٠ سنة ماكنش كده ، كان فصل الصيف ، الأيام كلها صيف ، فصل الشتا/الشتاء كلها شتا ، الربيع كذلك ، الخريف كذلك ، لكن لم نشاهد و لم نسمع عن إجتماع الفصول الأربعة في يوم واحد و هو من تَغَيُر المناخ الذي أحدثته حضارة الدجال و المصانع و الدخان ، بسبب الإحتباس الحراري و ذوبان الثلوج في القطب الشمالي و إرتفاع مستويات البحار ، هكذا كل ذلك سبب في إجتماع الفصول الأربعة في اليوم الواحد ، و هذا أيضاً من تأويل تقارب الزمان ، تأويل نبوءة تقارب الزمان ، يعني هذا تأويل آخر بالإضافة إلى سرعة المواصلات ، أن الزمان يتقارب ، كذلك قلنا أن الدجال هي أُمة ، عينه اليسرى كالكوكب الدُري أي أنه في أمور الدنيا منتصر ، لم يسبقه أحد من خلق الله تعالى ، كذلك وردت في رواية أن عينه اليسرى عليها ظفرة عظيمة ، ظفرة يبقى غلاف شفاف ، أطباء العيون يعرفوها ، غلاف شفاف بيغطي العين ، بنسميه الظَفرة ، الظفرة من معانيها أو تأويلها أي الظفر أي الإنتصار ، أي الإنتصار في أمور الدنيا ، و العين اليُمنى عوراء ، أعور العين اليمنى أي أنه لا يُهدى إلى الروح ، و ليس معه روح و لا نبيين ، تمام؟ ، و تحدث النبي ﷺ عن ظبية الدجال ، و ظبية الدجال هي فتنة العُري و الفحش و العياذ بالله في هذا الزمان ، و بيوت الأزياء بقى و الموضة و المكياج و كل ده ماكنش/لم يكن موجود زمان/قديماً ، دلوقتي بقت/الآن أصبحت ملاهي ، بيلهوا النسوان بها ، و بيستنفذوا الأموال ، تمام كده ، كل ده من دجل الدجال ، أُمة الدجال ، اللي بيفهم كل الإيه؟ المرابط دي ، كل المرابط و كل التأويلات دي , يتصالح مع العيشة في هذا الزمان و يفهم و يعرف إيه هي نقط ضعف الدجال و يغزوه منها ، إيه هي بقى نقاط ضعف الدجال؟؟ الروح ، الكلمة ، تستطيع أن تؤثر على مجتمعات الدجال من خلال كلمة و الروح و الأخلاق و القوة الناعمة كما أخبرناكم ، لأن مجتمعاتهم تذوب كما يذوب الملح ، تتفسخ و ضعيفة جداً في أمور الروح و الكلمة ، و يستجيبون بشدة للكلمة و الحكمة فيُسلمون للموعظة الحسنة ، أما التشاحن و المقابلة الخشنة العسكرية مع الدجال فلابد محالة أن يُهزم من قابل أمة الدجال لأن النبي ﷺ قال ذلك : لا يدان لأحد بقتالهم ، تحدث عن يأجوج و مأجوج و هي القوة العسكرية للدجال ، أنهم من كل حدب ينسلون كما قال الإمام المهدي في خطبة الجمعة اليوم ، تمام ، إذاً كان ذلك حديث عن الذين زاغوا و أزاغ الله قلوبهم و أوكلهم لأنفسهم و ظنوا أن لا إله في هذا الكون ، لأن الله قال ذلك : (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاءكم) و قال : (نسوا الله فنَسِيَّهم) و قال في الكتاب المقدس : ثم احتجب الإله عنهم ، و كان النبي يدعو في صلاته دائماً و يقول : ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين .
_____
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ} :
يقول تعالى : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) هكذا عيسى بن مريم الإسرائيلي أتى قومه و صَدَّقَ التوراة و صدق شريعة التوراة و بَشَّرَ بالإمام المهدي و المسيح الموعود -عليه الصلاة و السلام- ، (أحمد فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) هنا الآية تعود على عيسى و تعود على محمد و تعود على أحمد -عليهم الصلاة و السلام- ، كل نبي أتى بالبينات ، قال قومه هذا سحر مبين ، أي هذا كذب عظيم .
_____
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} :
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ) مين/من أظلم من اللي بيكذب و يفتري على الله الكذب و يُكذب الأنبياء بدون بينة ، (وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ) يُدعى إلى دين السلام و التوحيد و الإستسلام لله تعالى و الإستخارة ، و طلب الرؤيا من الله عز و جل و الوحي للفصل في الأمور و الحُكم فيها ، هذا هو الإستسلام الحق الذي يأمر به الأنبياء ، (وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) كل من ظلم نبي فلا يُهدى ، لا في دينه و لا في دنياه ، لا في دنياه و لا في أخراه .
_____
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} :
(يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) عاوزين/يريدون يطفئوا نور ربنا و نور الأنبياء و نور كلمة التوحيد في الدنيا التي يبعثها الله مع الرسل ، (وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ) الله بيأكد (الله مُتم نوره) ربنا سيتم هذا الأمر يقيناً ، (وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) لو كره كل كفار الدنيا و كل الملاحدة و كل المشركين فإن التوحيد قائم لا محالة ، فإن التوحيد ظافر لا شك في ذلك .
_____
{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} :
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) هو الذي أرسل كل رسول بالهدى و دين الحق ليُظهره على الدين كله و لو كره المشركون .
_____
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) تجارة تُنجي من عذاب جهنم و تأتي بالخير في الدنيا و الآخرة .
_____
{تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} :
(تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) تؤمن بالله و بالرسل ، (وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ) أي تُقدموا أنفسكم و أموالكم طاعةً و هبةً لنبي الزمان ، يُجهاد بكم في سبيله ، في سبيل الله تعالى ليُعلي كلمة التوحيد ، (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) هذا هو الخير الحقيقي أن تُسَلِموا أنفسكم لنبي الزمان و أن تستسلموا لله بين يديه .
_____
{يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} :
إيه الجزاء بقى؟؟؟ : (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) غفران من الله عز و جل لكل ذنوبكم ، (وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) خلود أبدي غير منقطع في الجنات المتتاليات ، (في جنات عدن) أي جنات أُعددن لكم ، (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) هذا هو الفوز العظيم الذي لا يُدانيه فوز .
_____
{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} :
(وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) أي في الدنيا تحبونها (نصر من الله و فتح قريب) فتح على أعداءكم في الدنيا ، (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) أعطي البشرى للمؤمنين دائماً يا نبي الزمان .
______
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ) هكذا دعوة من الله عز و جل لكل المؤمنين أن يكونوا أنصار و معاونين و مساعدين لنبي الزمان ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ) زي مين/مثل من؟؟ : (كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ) زي ما عيسى الإسرائيلي قال لأصحابه : (من أنصاري إلى الله) ، (قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ) نحن أنصارك ، و الحواري هو الصحابي القريب أو المُقَرب من نبي الزمان ، يُسمى حواري أي من كثرة الحوار و المناجاة بينه و بين النبي فيُسمى حواري ، (فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ) منهم اللي آمن و منهم اللي كفر ، اللي هم اليهود يعني ، (فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ) المؤمنين أُيدوا على عدوهم (فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) هل أُيدوا مباشرةً؟؟ لأ ، مع إمتداد الزمان ، كانوا مؤمنين و محافظين على توحيدهم و إيمانهم و انتصروا إنتصاراً عظيماً بعد ثلاث ، ثلاثة قرون من هجرة عيسى -عليه السلام- من فلسطين و هي فترة أهل الكهف ، أي كتمان الإيمان حتى يأتي النصر من الديان ، حد عنده سؤال تاني؟؟ ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق