راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 23 مارس 2024

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من التغابن .

 

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الأول من التغابن .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أسماء أمة البر الحسيب :

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة التغابن ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك . 

 

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :


الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة التغابن ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :


صفات الحروف :


القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .

الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .

التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .

اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .

التفشي : حرفه الشين .

الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .

النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .

أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .

الغنة : صوت يخرج من الأنف .

______


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


يقول تعالى :


{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية مُنزَلة .

_____


{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :


(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) أي يُنَزه لله تعالى ما في السماوات و ما في الأرض و هو مستحق للتنزيه و التقديس و التحميد ، (لهُ الْمُلْكُ) أي مُلك كل شيء ، (وَلَهُ الْحَمْدُ) أي الحمد يُصرف إليه و الحمد هو سر الدين ، (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) الله قادر على كل شيء ، قادر مُقتدر .

_____


{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} :


(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ) خلقكم على الفِطرة ، فمنكم من يسلك طريق الكفر و منكم يسلك طريق الإيمان ، (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الله خبير و عليم بما تفعلون ، مُطلع عليكم يعلم ظاهركم و باطنكم .

_____


{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} :


(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ) أي على الحق و للحق و بالحق ، (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ) أي خلقكم أطوارا ، (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) أحسن أطواركم ، (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) إليه المرجع و النشور .

_____


{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} :


(يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) علمه محيط بما في السماوات و الأرض ، (وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ) يعلم باطنكم و ظاهركم ، (وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) عليم بما يجوب في مكنون صدوركم .

_____


{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} :


(أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ) الذي كفر ، هل أتاكم نبأه؟؟ يعني هل قرأتم التاريخ و عظات التاريخ؟ ، هذا هو المعنى ، دعوى إلى قراءة التاريخ قراءة صحيحة ، (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ) (فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ) أي وباء آل إلى أمرهم ، وباء آل إلى أمرهم ، إذن الوبال هو وباء آل ، أي دمار و هلاك ، وبال أي وباء آل أي ضرر عظيم آل إليهم نتيجة كفرهم في المادة و في الروح ، (وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) في الدنيا و الآخرة .

_____


{ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} :


(ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ) الرسل كانت تأتيهم بالبينات و لا زالت و لسوف لا تزال ، و سوف إيه؟ لا تزال تأتي ، يعني الرسل يُبعثون في كل وقت و حين ، (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ¤ ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ) أي بالآيات الظاهرات و المُفَصَّلات و الواضحات و الدّالّات على وجود الله ، (فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا) أي تكبروا عليهم و قالوا : أنسمع لكلام بشر مثلنا مثلهم ، (فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا) نتيجة كِبرهم ، فالكِبر هو أصل الشرور ، (وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ) الله هو الغني عن إيمانهم ، بل هم الفقراء إليه ، يحتاجون إلى الإيمان و إلى الوصال بالله تعالى ، (وَّاسْتَغْنَى اللَّهُ) أي إستعلى و هو الغني ، (وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) الله غني حميد له كل المحامد ، يستحق كل المحامد و المدح .

_____


{زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} :


(زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا) ظنوا و زعموا و اعتقدوا أن لن يكون هناك يوم آخر أي يوم البعث و النشور ، (قُلْ بَلَى وَرَبِّي) أي يا أيها النبي و كل نبي أقسم على ذلك اليوم ، أقسم على وجود ذلك اليوم ، (قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ) في اليوم الآخر ، (ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ) أي بالحساب ، (بِمَا عَمِلْتُمْ) أي تُعرض عليكم صحائفكم ، (وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) أي أمر سهل يسير هين على الله تعالى .

_____


{فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} :


(فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) أمر ، أمر من الله و من النبي لهم بالإيمان بالله و رسوله ، (وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا) أي الوحي الذي أنزله الله ، (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) خبير سبحانه و تعالى بأعمالكم و تصرفاتكم و نياتكم فهو محيط بكم فحَرِيٌ بكم أن تكونوا من المحسنين المُقَدمين للذِبح العظيم لكي تستحقون الخلود في الجنات المتتاليات إلى أبد الآبدين .

_____


{يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} :


(يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ) يوم الجمع هو يوم القيامة هو يوم النشور هو يوم التغابن ، (ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ) التغابن هو الخداع ، ذلك اليوم الذي تكون النفس فيه خدعت نفسها عندما تكون في جهنم و العياذ بالله ، الكافر في الدنيا عندما يكفر بالنبي و برب النبي ، يكون في حقيقة الأمر قد غَبَنَ نفسه أي خدع نفسه ، فيجد نتيجة ذلك الغَبن في يوم النشور ، يجد أنه قد خدع نفسه فألقى بنفسه في جهنم و العياذ بالله ، (ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ) هكذا يوم النشور له أسماء عديدة ، من ضمنها : التغابن ، النشور ، القيامة ، الدينونة ، الغاشية ، القيامة ، القارعة و هكذا ، (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا) الذي يؤمن في الدنيا و يعمل صالحاً ، كده بقى إيه؟ لم يصبح في حالة غبن لنفسه ، (وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ) ربنا يكفر سيئاته يعني يمسح السيئات بتاعته/سيئاته و يُبدلها حسنات ، و إيه تاني؟ (وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) هذا هو الفوز العظيم ، و هذا هو الفوز الحقيقي ، و كلمة غبن من أصوات الكلمات أي غبش غطى على إستحقاق و إحتياج النعمة ، الغين : غبش و ضباب و عدم إتضاح للرؤية و خداع ، و الباء : صوت الإحتياج ، و النون : هو صوت النعمة ، هكذا من كفر بالله و كفر بأنبياءه فقد وضع غشاوة و غمامة على عينيه ، لا يُبصر احتياجه إلى نعمة الجنة ، فكان قد غبن نفسه في الدنيا قبل الآخرة ، لذلك سوف يأتي يوم القيامة و يكون هو يوم التغابن .

* أُريد أن أُنوه إلى أمر هام بخصوص أُمة النبي محمد ﷺ ، أقول : أن هذه الأُمة أهانت نبيها و أهانت أهل بيته بالإساءة إلى أهل بيته و قتلهم للحسين -عليه السلام- و تمثيلهم بجثته -عليه السلام- ، و كذلك في العصر الحديث أهانوا أُمة الإسلام أو أهانوا الإسلام بأنهم هدموا بيوت النبي ﷺ في مكة و هدموا بيوت الصحابة و آثار النبوة ، بل لم يكتفوا بذلك ، بل جعلوا بيت النبي ، بيت خديجة -عليها السلام- حمّام عام ( أي مكان للتبول و التغوط بمفهوم العصر الحديث !!!! ) ، و العياذ بالله ، فهذا من إهانة الإسلام و من إهانة نبي الإسلام ، و ما فُعِلَ ذلك إلا بعد الحرب العالمية الأولى بإِسّ( بمؤامرة ) من المسيح الدجال و الماسونية العالمية ، فحرضوا الأوباش من الوهابين الملاعين الخوارج المجرمين من خلال جواسيس المخابرات البريطانية على هدم بيوت النبي و آثار الصحابة و النبوة ، بحجج كثيرة ، حجج واهية ، من ضمنها سد ذريعة الشرك أو التوسعة ، توسعة الحرمين أو ما إلى ذلك ، و لماذا لم يهدموا آثار اليهود في خيبر و المدينة؟؟؟! لأن من أَسَّهم( حرّضهم ) على ذلك هي الماسونية العالمية ، فنقول أن من يريد أن يعتمر ، إن لم يُنكر بقلبه و لسانه على أقل تقدير هذا الفعل الشنيع و تلك الإهانة العظيمة التي لحقت بنبي الإسلام من قِبَل المسلمين ، إن لم يُنكر ذلك فهو آثم قبل أن يعتمر و بعد ما يعتمر ، فكيف تذهب إلى العُمرة في بلاد هي تحت سلطة من هدموا بيت النبوة و جعلوه حماماً عاماً ، هذا ما أردتُ أن أُنَوه إليه في هذه السورة المباركة ، لماذا؟ لأن الناس سوف يأتون إلى يوم التغابن ، حينما تُهين النبي فإنك قد غبنت نفسك في الدنيا قبل الآخرة ، فأنا أُحذركم جميعاً .


______

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .


_______


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق