راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الثلاثاء، 18 مارس 2025

صلاة الجمعة 14=3=2025

 

 

صلاة الجمعة 14=3=2025

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

يوشع بن نون :

 

صلاة الجمعة 2025/3/14
------------------------------------
------------------------------------
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام ، يقول عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .
قامت امة الحكيم رفيدة برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته. ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال: الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب الخزائن الحبيبة ، يقول الإمام المهدي الحبيب في بضع أبيات مقتطفات من أشعاره الحبيبة يقول عليه السلام :
علمي من الرحمن ذي الآلاء
بالله حزت الفضل لابدهاء
((( في هذين البيتين يؤكد عليه السلام على قوة الوصال بالله عزوجل وأن الله سبحانه وتعالى علمه من لدنه ، المعارف الربانية ، وعلمه العرفان الإلهي وعلمه الروحانيات وهي امور لاتُتَعلم الا من خلال الوحي والإلهام ، وقد جربنا هذه الأمور ))) كذلك، يقول الإمام المهدي الحبيب :
السيف أنفاسي ورمحي كلمتي
ماجئتكم كمحارب بسنان
((( هنا بقى الإمام المهدي الحبيب بيؤكد على المنهج الطبيعي والحقيقي، والصالح لهذا الزمن، اللي هو إيه؟الحجة و البرهان،الكلمة والقرآن.هو ده المنهج إللي بيجيب نتايج، وهو دا العلاج إللي المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، وصفه لنا لهذا الزمن، زمن المسيح الدجال، وزمن يأجوج ومأجوج، يبقى الزمن ده المناسب له إيه؟ الكلمة والبرهان؟الكلمة، والبرهان، وليس الضرب بالسيف كما كانت في الأزمان الغابرة. يبقى ده مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الإمام المهدي، وعيسى ابن مريم، طبعا الإمام المهدي، وعيسى ابن مريم، شخصان في إيه؟ شخص واحد، يعني صفتان لشخص واحد، ومبعوث واحد في أمة محمد، ولا المهدي إلا عيسى ابن مريم. وقال من صفات المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام أنه يضع الحرب، يضع الحرب خلاص. وكذلك في رواية أخرى، أنه يضع السيف. خلاص،وكذلك إيه؟ لا يقبل الجزية.
ميقبلش بقى إيه؟سلسال الجزية الخاطئة الذي سار في أمة الإسلام. تمام، ويوضح المفهوم الحقيقي للجزية.)))
يقول الإمام المهدي الحبيب في مقتطف آخر من كلماته وأشعاره الحبيبة.
وإن جناني جاذب بصفائه
وإن بياني في الصخور يؤثر
((( طبعا الكلمات دي أو البيتين دول من أعظم الأبيات اللي قالها الإمام المهدي، وهي تلخيص لبعض مفردات الإمام الحبيب شمس التبريزي.
عندما قال أن هذا الكون هو جملة واحدة. وأن كل شيء فيه يحدث يؤثر في أركانه، هنا الإمام المهدي الحبيب بيقول إيه؟ وإن جناني يعني إيه؟ قلبي وأفكاري وعقلي ووجداني وحبي ومشاعري جاذب بصفائه يعني بإخلاصه وصدقه. يبقى كده ربنا اختار المهدي علشان إيه؟ عشان قلبه. قلبه الصافي. القلب ده موطن المشاعر، والمشاعر دي هي أعظم العمليات الفعالة في الوجود. يعني كل شيء إنت بتعمله بيرجعلك تاني؟ هو ده السر؟ أي شيء إنت بتعمله أو بتقوله أو بتفكر فيه أو بتشعر بيه بيرجعلك تاني، فلازم الحاجة اللي إنت تفكر فيها، والإحساس اللي إنت تحس يكون إحساس إيجابي، طيب، حسن. عشان يرجع لك تاني، مش النبي الحبيب بيقول إيه؟ قال لنا من ضمن مواطن إجابة الدعاء أن تدعو لأخيك بظاهر الغيب،إنت دلوقتي لما بتدعو لأخيك بظاهر الغيب، يعني بتدعوله في الغيب من ورا ظهره، بتدعوله بالخير يعني. فربنا يستجيب لك ويستجيب له يعني ربنا يجيب لك الدعاء ويرجع لك نفس الدعاء ليك أنت ليه بقى هنا؟ أنت هنا طبقت إيه؟أحد عمليات الفعالة للسر. يعني إنت كده اديت طاقة إيجابية لصاحبك ده من غير ما هو يعرف بإخلاص طبعا وإحسان. فربنا يرجع لك الطاقة الإيجابية دي باستجابة الدعاء ليك أنت كمان.
هنا النبي الحبيب محمد كلمنا عن موضوع السر اللي هي الطاقة الإيجابية دي، صح كده؟ قال لنا إن الشيء اللي أنت تحبه لأخيك يرجع لك تاني؟خلي بالك، الإسلام ده أعظم شريعة في الوجود.
أعظم شريعة في الوجود. يبقى أنا أحب لأخي.
ما أحبه لنفسي، إذا فعلت كده. ربنا يديك الحاجة الحلوة ليك، لأن أنت هنا إيه فعلت العمليات الفعالة في الوجود، أعظم عمليات فعالة في الوجود، هي المشاعر وأعظم المشاعر اللي بتحقق لك مرادك، أعظمها الحب.
يليه الرحمة و الشفقة، يليه الامتنان والشكر.
لو إنت اتصفت بالصفات دي، يعني بالمشاعر دي، يبقى إنت كده فعلت الإجراءات الفعالة للسر في الوجود تمام؟وإن جناني جاذب بصفائه، وإن بياني في الصخور يؤثر.)))
نبدأ بقى بكلمات على لسان الإمام المهدي الحبيب في هذا الكتاب، تتحدث عن عائلته، ونسبه.
عائلة المسيح الموعود عليه السلام.
يقول الإمام المهدي الحبيب : فاعلموا أيدكم الله أن آبائي كانوا الفارسيين أصلا ومن سادة القوم وأمرائهم. ((( يبقى ده دليل إن إيه؟ الإمام المهدي من الفارس من الفارسين، وده مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله الصحابة عندما تلا عليهم سورة الجمعة، " وآخرين منهم لما يلحقوا بهم" سألوه إيه البعثة التانية دي؟ ربنا بعث إيه في الأميين رسول، وبعد كده هيبعثوا تاني؟في الآخرين؟والرسول وضع يده على سلمان وقال لو كان الإيمان بالثريا يعني لما يأتي زمان يكون فيه الإيمان بعيد عن الأرض، كبعد نجم عن الأرض لناله رجل من هؤلاء، لأتى بالإيمان من تلك الثرية إلى الأرض، رجل من هؤلاء، من الفارسين اللي هو الإمام المهدي يعني إللي هو عيسى ابن مريم بتاع أمتنا تمام ؟ فهنا الإمام المهدي من الفارس، من أبناء الفارس.)))
فاعلموا أيدكم الله أن آبائي كانوا الفارسيين أصلا، ومن سادة القوم وأمرائهم، ثم قادهم قضاء الرحمان إلى بلدة سمرقند،فلبثوا فيه برهة من الزمان،والله يعلم بما لبثوا ولا علم لي إلا ماأنبئت من صحفهم التي كانوا يكتبون.
ثم بدا لهم، ثم بدا لهم أن يسيروا إلى أرض الهند، فسافروا من موطنهم أو فسافروا من وطنهم، وانحدروا إلى بعض أضلاع منها يقال لها، فنجاب ((( اللي هي أرض البنجابية اللي هي شمال الهند ))) ووجدوا في بعض نواحها أرضا طيبة مُخصبةً، صالحة الهواء عذبة الماء، فألقَوْا بها عصا التَّسْيار، (((يعني استقروا بها ، طبعا ده وصف ايه ؟ جمالي ،وصف إيه؟بلاغي جميل عصا التسيار كأنو ده وصف الانسان المسافر ماسك عصايا ايه ؟ وبيتكئ عليها اثناء سيره في ايه ؟ في السفر لما وجد مكان يستقر فيه القى عصا التسيار يعني تخلى عن تلك العصا لانه لن يسافر بل سيستقر فهذه من ايه ؟ من الايه؟ المعاني البلاغية التي استخدمها الامام المهدي الحبيب )))ونزلوا فيها بِنيّة الاستقرار، وكانوا متغـربين في نفر من قومهم.. منهم السادة ومنهم الخادمون. فآواهم الله في تلك الأرض، وبوّأهم مبوّأ عزة، ومكّنهم. فعمروا فيها قرية، (((يعني كونوا قرية، بنو قرية )))وسموها: "إسلام بور" (المعروفة بقاديان)، ذلك بأنهم أرادوا أن يُسكنوها جماعة المسلمين من أعزتهم، ليكون بعضهم لبعض ظهيرا، ولعلهم يحفظون أنفسهم من الأعداء، وإذا أصابهم البغي ينتصرون. وسكنوها وتملكوا، وأثمروا وبوركوا، وكان هذه الواقعة في أيام دولة الملوك الجغتائية، الذين كانوا من أقوام الجيل، وكان زمام الحكومة إذ ذاك بيد اقتدار المـلك الذي كان اسمه "بابر"، وكان من الذين يكرمون الشرفاء ويعظمون. فأعزّهم وأكرمهم، وأعطاهم قرى كثيرة، وجعلهم من أمراء هذه الديار وأهل الأرضين، وعظماء الحرّاثين وزعمائهم، ومن الذين يتملكون.
((( هنا بقى نتذكر رواية للنبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف الامام المهدي بأنه " الحارث ابن حراث " يعني فلاح ابن فلاحين اه الامام المهدي بيقول ايه ؟ ' وعظماء الحرّاثين وزعمائهم ' يبقى الامام المهدي كان الحراث ابن حراث ومن صفات ،ومن صفات الامام المهدي الحبيب إنه هو إيه؟آدم، آدم ، أقنى الانف ، أجلى الجبهة ، سبط الشعر ، في لسانه لكنة ، من قرية يُقال لها كدعة ، اللي هي قاديان يعني ))) يقول الامام المهدي الحبيب :
فرَقُوا ((( يعني ترقوا اللي هم ايه ؟ قومه )))فرَقُوا في مدارج الإقبال، وزادوا أموالا وأراضي وإمارةً، وكانوا.. مع إماراتهم وثروتهم.. يتقون الله، وفي سبل الخير يسلكون. وفي أيّام إمارتهم تَهلَّلَ وجه الإسلام في رعاياهم وأقوامهم، وكانوا أتقياء، وكانت الأمم لهم يخضعون. وكانوا يرغبون في الصالحات، وفعل الخيرات، ويمسكون بكتاب الله، وينصرون دين الله، وإلى نوائب الحق يَأفَدون.
وبعد ذلك الأيام.. قُلِّب أمر سلطنة الإسلام، وتطرق الاختلال والضعف فيها، ليصيب الذين أجرموا من الملوك صغار من عند الله، وعذاب شديد بما كانوا نسوا حدود الله، وبما كانوا يعتدون. فصاروا طرائقَ قِدَدًا.. يبغي بعضهم على بعض، ويقتلون أنفسهم ويفسدون. وتركوا كل رشدٍ وصلاح، ومالوا إلى ما يباين الورع، وكانوا في أعمالهم يعتدون. ولم يبق فيهم من يتعاشر بالمعروف، ويرحم على الضعيف المؤوف، بل عاقب بعضهم بعضًا بالسيوف، وأرادوا أن يأكلوا شركاءهم، ويستأصلوا إخوانَهم، وأكابرهم وآباءهم، وكانوا من بعدهم كالذين لا شريك لهم في الملك وهم متوحدون. وأكثرهم كانوا يعملون السيئات، ويستوفون دقائق الشهوات، ويتركون فرائض الله وحدوده، وإلى شرك الأهواء يُوفِضون ثم لا يُقصِرون. وفرحوا بما عندهم من الدنيا، واستقرأوا طرقا منكرة، وأخذوا سبلا منقلة، وطاغوا وزاغوا، وانتهى أمرهم إلى فساد ذات البين، فسقطوا من الزين في الشين، فغيِّر زمانهم، وقلِّب دهرهم، ذلك بأن الله لا يرضى أن يرث أرضه الفاسقون. وكان بعضهم كمثل الذين ارتدوا من دين الإسلام، وخلعوا عنهم رداء أسوة خير الأنام، وكانوا لا يعرفون نعماء الله ولا يشكرون. فغضب الله عليهم، ومزق ملكهم، وجعله عضينَ، وبعث أقوامًا كانوا يبسطون أيديهم إلى ممالكهم ويقتسمون.
وكان ذلك الزمن زمان طوائف الملوك، وكانوا إلى ثغورهم يحكمون. وكان آبائي منهم،(وكان آبائي منهم،) يأمرون على ثغرهم، وكالملوك على قراهم يقتدرون. وكان يُرفَع إليهم ما وقع في رعاياهم، فكانوا يحكمون كيف يشاءون، ولا يخافون إلا الله ولا يستجيزون أحدا ولا يستأذنون.
ثم نُقل صلحاء آبائي إلى جوار رحمة الله، وخلَف من بعدهم قوم أضاعوا الصالحات المسنونات، وما رعَوها حق رعايتها، ووقعوا في البدعات والرسوم وما تَعافَوها، وكانوا لدنياهم يلتاعون. وكذلك هبّت الريح في تلك الأيام على جميع أمراء المسلمين وطوائف ملوكهم، وغفلوا من الانقياد إلى الله والإخبات له، وعصوا أحكام القرآن، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، وكانوا يراءون (وكانوا يراءون) ولا يخلصون.
ونظر الله إليهم فوجدهم كأجساد لا أرواح فيها، ورآهم أنهم انتكسوا على الدنيا وكانوا مما سواها يستوحشون. وكانوا يشفقون على مهمات دنياهم وعلى الدين لا يشفقون. وتلطخوا بقاذورات النشأة الأولى، وغفلوا عن النشأة الثانية، فما طلبوها وما كانوا يطلبون. فاقتضت حكمة الله تعالى لينبههم، وأراد أن ينـزع الملك منهم، ويؤتي قومًا من عبدة الأوثان كانوا يسمون أنفسهم "خالصة" (أي السيخ)، وكانوا أميّين لا يعلمون شيئا ولا يعقلون. فأهاج الله تقريبات عجيبة لنصرتهم وإقبالهم، وإزعاج شجرة المسلمين وحطمهم، ليعلموا أنهم فسقوا أمام ربهم وأنهم ظالمون.
فقام "الخالصة" بجميع الجهد والهمة ليستأصلوا المسلمين، ويصفو ملكهم لهم، وأعانهم الله عونًا عجيبًا، فكانوا في كل موطن يغلبون. ففي هذه الأيام صبت على آبائي حوادث ونوازل، واستولى "الخالصة" على بلادهم وجاسوا ديارهم، وغصبوا ملكهم ورياستهم واستخلصوها من أيديهم، ونهبوا أموالهم وخرّبوا عماراتهم، وفرّقوا أجيالهم، وأحرقوا دار كتبهم، وأُحرق فيها زهاء خمسمائة مجلدات كتاب الله الفرقان، وكان المسلمون ينظرون إليها ويبكون. واتخذوا مساجدهم معابد أصنامهم، وقتلوا كثيرًا منّا بحسامهم، وجعلوا أعزّتنا أذلة. حتى إذا بلغت الكربة منتهاها، وأحاطت الهموم على آبائي، وضاقت الأرض عليهم بما رحبت، وأُخرجوا من دار رياستهم، في نفر من إخوانهم وعبيدهم وخدمهم، فكانوا في كل أرض يتيهون. وأظهر الكفرة في بلادهم شعائر الكفر، ومحوا آثار الإسلام وجعلوها غثاءً، وقلبوا الأمور كلها وكذلك كانوا يفعلون. فأصابت المسلمين في هذه الأيام مصيبة عظيمة، وداهية عامة، وما كان لأحد أن يؤذن في مسجد، أو يقرأ القرآن جهرًا، أو يُدخِل أحدًا من الهنود في دين الله، أو يذبح بقرة، وكان الجزاء في كل هذه الأمور القتل والنهب، وإن خُفِّف فتقطيع الأيدي والأرجل، وإن رُحِمَ عليه فالحبس الشديد حتى يموت في السجن ظمأً ومخمصةً وهم يشهدون".
(كان ذلك الاقتباس من كتاب التبليغ، ص 73-78)
يقول الامام المهدي الحبيب : "فاعلموا، أيها السّادة أنّ آبائي - كما ذكرت فيما مر - كانوا من عظماء الحراثين، وكانت صناعتهم الفلاحة، وكانوا من أهل الإمارة والقرى والأرضين. وكانوا من أكرمِ جرثومة، وأطهرِ أَرومة، ذوي فضل ووجاهة، وسَيدودة ونباهة، بُناة المجد وأرباب الجد ومن المقبولين. وكانوا في زوايا هذه الأرض خبايا وبقايا من الأمراء الصالحين. وبعضهم كان من مشاهير المشايخ ونادرة الدهر في التزام دقائق العفة وأنواع الصالحات، وصاحب الأوقات، المشهود بالكرامات والآيات وخرق العادات، ومن المتعبدين المنقطعين. وكانوا في هذه الأرض ثاوين في الكفرة الفجرة، فصُبّت عليهم ما صبت، وقد ذكرناها من قبل للناظرين. وكنا ذرية ضعفاء من بعدهم ومن المستضعفين.
ولما مكر "الخالصة" مكرهم، وأخرجوا آباءنا من ديارهم، توفي جدي في الغربة، وسمعت أنه مات وهو من المسمومين. وبقي أبي يتيما غريبا مسافرا خاوِيَ الوفاض، بادِيَ الإنفاض، مضروبَ النوازل كالملمّ في الليل المدلهمّ، يجوب طرقات البلاد مثل الهائم ما يدري ما الشمال ولا اليمين. وكان شغل أبي في تلك الأيام مكابدة صعوبة الأسفار أو مطالعة الأسفار، وسمعت منه - غفر الله لـه - مرارًا أنه كان يقول: كل ما قرأت قرأته في أيام المصائب والغربة والتباعد من الدار. وكان يقول مرارا: إني جربت الخاص والعام كما يجرب الحائر الوحيد، ورأيت مَكارهَ كنتُ منها أَحيد، وكان من المزؤودين. فكان أبي طالما سار كمستهام ليس له قيام، لأنه كان أُخرجَ من أرض الآباء، وصُدَّ عن الانكفاء، وكان عرضةً لنـزوات الظالمين وإعنات المؤذين وغِيل المغتالين وسلبِ السالبين، وطُعمةً للمغيرين وأسيرًا في أكفّ الضائمين. ثم بعد تراخِي الأمد وتلاقي الكَمَد، قصَد "كشميرَ" يستقري أسباب المعاش، لعل الله يدرأ بلاءه، ويدفع داءه، ويأتي قضاؤُه بأيام الاطْرِغْشاش، ويكون من المطعمين.
وقد اتفق في تلك الأيام أن ربي ألبسَني خلعةَ الوجود، ونقلني من زوايا الكتم إلى مناظر الشهود، وصرتُ على مسقط رأسي من الساجدين. وكانت هذه هي الأيام التي بدّل الله أبي مِن بعد خوفه أمنًا، ومِن بعد عسره يسرًا، وصار من المنعَمين.
((( تذكرني هذه الرواية عن الامام المهدي الحبيب بالرؤيا التي رأيتها لولدي احمد عندما كان جنين قبل ان يولد فرايت ان هذا الطفل قدمه قدم اليسرى وحدث بالفعل ، ولذلك اسميته احمد على اسم الامام المهدي ))) يقول الامام المهدي الحبيب : وقد اتفق في تلك الأيام أن ربي ألبسَني خلعةَ الوجود، ونقلني من زوايا الكتم إلى مناظر الشهود، وصرتُ على مسقط رأسي من الساجدين. وكانت هذه هي الأيام التي بدّل الله أبي مِن بعد خوفه أمنًا، ومِن بعد عسره يسرًا، وصار من المنعَمين.
وأوى له الوالي، ورقَّ قلبه لمصيبته ومِن غِيَرِ الليالي، فلما كلّمه ورأى الوالي ما أعطاه الله من العلم والعقل والطبع العالي، شهد توسُّمُه بأنه من أبهى اللآلي، فصبا إلى الإسعاف والاختصاص، والتسليك في زمرة الخواص، وقال: لا تخف، إنك اليوم من أعواننا المكرمين. وكذلك مكّن الله أبي وحبّبه إلى أعينهم، ووهب لـه عزة وقبولا وميسرة، ونظر إليه إنعامًا ومياسرة، وكان هذا فضل الله ورحمته وهو أرحم الراحمين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح_عليه السلام_ قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد :يقول الإمام المهدي الحبيب:
وسمعت أمي تقول لي مرارًا: إن أيامنا بُدّلت من يوم ولادتك، وكنا من قبل في شدائد ومصائب، وذا أنواع كروبٍ ومحنٍ، فجاءنا كل خير بمجيئك، وأنت من المباركين.
وكان أبي يعرج من مرتبة إلى أخرى، ومن عالية إلى عليا، حتى عرج إلى معارج الإقبال، وخلع الله عليه من خُلَعِ الإكرام والإجلال، وما أَلَتَه من شيء، وصار من المتمولين.
ثم غلب عليه تذكار الوطن، (ثم غلب عليه تذكار الوطن،) والحنين إلى المسارح المهجورة والعطن، فقوّض خيام الغربة والغيبة، وأسرجَ جواد الأَوبة إلى الأهل والعشيرة، ورجع سالـمًا غانـمًا إلى العِترة بنضرةٍ وخضرةٍ ومتاعٍ وأثاثٍ، رحيبَ الباع، خصيب الرِّباع. وكان ذلك فعل الله الذي أذهب عنّا حزننا، وأماط شَجننا، ومَنّ علينا، وتولى وتكفل وأحسن إلينا، وهو خير المحسنين.
ثم عزم أبي على أن يسبر بخته في الزراعات، لينجو من السفر المبرِّح، والبين المطوِّح من الأهل والبنين والبنات، فاستحسن لنفسه اتخاذ الضياع، والتصدي للازدراع، فأحمدَ بفضل الله معيشتُه، واسترغدَ فيها عيشتُه، ورُدّ عليه قليل من القرى، التي غُصبت من الآباء في زمن خلا. وقواه الله بعد ضعف المريرة، وبارك الله له في أشياء كانت من قبل نَكِدَ الحظيرة. وكل ذلك كان من فضل الله ورحمته، وإن خفي على المحجوبين، ليتم قول رسوله صلى الله عليه وسلم إن الموعود الآتي يكون من الحارثين".
((( هكذا قلنا في رواية عن النبي عندما قال : في وصف الامام المهدي " الحارث ابن حراث " (كان ذلك الاقتباس كذلك من كتاب التبليغ، ص 99-102)
نسبُه عليه السلام .
يقول الامام المهدي الحبيب : "اسمي غلام أحمد، واسم أبي غلام مرتضى، واسم أبيه عطا محمد، وكان عطا محمد ابن گُل محمد، وگُل محمد ابن فيض محمد، وفيض محمد ابن محمد قائم، ومحمد قائم ابن محمد أسلم، ومحمد أسلم ابن محمد دلاور، ومحمد دلاور ابن إله دين، وإله دين ابن جعفر بيـگ، وجعفر بيـگ ابن محمد بيـگ، ومحمد بيـگ ابن عبد الباقي، وعبد الباقي ابن محمد سلطان، ومحمد سلطان ابن ميرزا هادي بيـگ المورث الأعلى. فذلك اسمي وهذه أسماء آبائي، غفر الله لنا ولهم وهو أرحم الراحمين". (كان ذلك الاقتباس من كتاب التبليغ، ص 98)
يقول الامام المهدي الحبيب : "اعلموا أنّ مسكني قريةٌ سُمّيت ببلدة الإسلام،((( اللي هي اسلام بور ))) ثم اشتهر باسم "قاديان" في هذه الأيام. وهي واقعة في الفنجاب (((يعني البنجاب)))بين النهرين "الراوي" و"البياس"، إلى جانب المشرق مائلا إلى الشمال من "لاهور" الذي هو صدر الحكومة ومركز البلاد الفنجابية. وإني قرأتُ في كتب سوانح آبائي وسمعت من أبي أن آبائي كانوا من الجرثومة المُغْليّة. ولكن الله أوحى إليّ أنّهم كانوا من بني فارس لا من الأقوام التركيّة. ومع ذلك أخبرني ربي بأنّ بعض أمهاتي كُنَّ من بني الفاطمةِ، ومن أهل بيت النُّبوّةِ، والله جمع فيهم نسل إسحاق وإسماعيل من كمال الحكمة والمصلحة.
وسمعتُ من أبي وقرأت في بعض سوانحهم أنّهم كانوا في بدء أمرهم يسكنون في بلدة "سمرقند"، قبل أن يرحلوا إلى الهند، وكانوا من أمراء تلك الأرض ووُلاتها، ومن أنصار الملّة وحُماتها. ثم طرحتْهم النوى مَطارحَها، وبسطتْ إليهم سيول السفر جوارحَها، حتى إذا وطئوا أرض هذه البلدة التي تسمى بـ"قاديان" ورأوا هذه الخِطّة المباركة، والتُّربة الطيبة، سرّتْهم ريحها وماؤها، وسوادها وخضراؤها، فألقَوا فيها عصا التَّسْيار، (فألقَوا فيها عصا التَّسْيار،) وكانوا يرجّحون البدو على الأمصار، ورُزقوا فيها من الله ضيعةً وعقارًا، وملكوا قرًى وأمصارًا. ثم إذا مضى زمانٌ على هذه الحالة، ونزل قضاء الله وقدره على السلطنة المغليّةِ، أمّرهم الله في هذه الناحية، وانتهى الأمر إلى أَنّهم صارُوا كمَلِكٍ مستقل في هذه الخِطّة، وكان في يدهم مِن كل نهجٍ عِنانُ الحكومة، وقضى الله وطرهم من الفضل والرحمة. وبعدما زجّوا زمانًا طويلا في النّعمة والرفاهةِ، والشرف والنباهة، أخرج الله بمصالحه العميقة وحِكمه الدقيقة قومًا يقال له "الخالصة"، وكانوا قسيّ القلب لا يكرمون الشرفاء، ولا يرحمون الضعفاء، وكُلّما دخلوا قريةً أَفْسدوها، وجعلوا أعِزّةَ أهلها أذِلّة، فصارت مِن جورهم بُدُورُ الإسلام كالأَهِلّة.(فصارت مِن جورهم بُدُورُ الإسلام كالأَهِلّة.) وكانوا من أعادي الإسلام، وأكبر أعداء ملة خير الأنام. ففي تلك الأيام صُبّت على آبائي المصائب من أيدي تلك اللئام، حتى أُخرجوا من مقام الرياسة، ونُهبت أموالهم من أيدي الكفرة، ونُطحوا من جُيُودٍ، وهُجّروا من ظلٍّ ممدودٍ، ولبثوا في أرض الغُربة إلى سنين، وأُوذوا إيذاءً شديدًا من الظالمين". (كان ذلك الاقتباس من كتاب الاستفتاء، ص99-101)
وأقم الصلاة.
=======
ثم بعد الإقامة صلى سيدنا يوسف بن المسيح _عليه السلام_صلاة الجمعة وقرأ في الركعة الأولى الفاتحة والوجه الاول من سورة البقرة ، وفي الركعة الثانية الفاتحة وسورة الكوثر ، ثم جمع صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق