راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 31 أغسطس 2025

درس القرآن و تفسير الوجه الخامس و العشرين من البقرة .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الخامس و العشرين من البقرة .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الخامس و العشرين من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .


بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :


الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه الخامس و العشرين من أوجه سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :


- من أحكام النون الساكنة و التنوين :

الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .

الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .

ــــــــ


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

في هذا الوجه العظيم يُبين سبحانه و تعالى علة العلل و العلة الكبرى لنبذ دعوة الأنبياء و هي (و هذا ما وجدنا عليه آباءنا) و هي (ألفينا) كلمة (ألفينا) أي أَلِفْنا و تعوّدنا على تراث ، تراث ، التراث العقيم اللي/الذي فيه الأهواء و النزعات الإنسانية و الرغبات السلطانية و الفقه السلطاني و فقه البلاط و فقه النفاق ، مجموعة ألِفَت آباءها يعني ألِفَت آباءها بتعمل كده فييجي/فيأتي نبي مبعوث يقول لهم عكس كده فمايقبلوش/لا يقبلوا كلامه ، هي دي/هذه العلة إن دماغهم تبقى إيه؟ فيها حالة دُجْمى زي/مثل ما بيقولوا الفلاسفة ، يبقى/يكون الإنسان ده/هذا أو المجتمع ده ديماجوجي زي/مثل ما جماعة الشيوعيين بيقولوا ، لفظ ديماجوجي أو الدُّجْمَى ده معناه إن هو إيه؟ حافظ كلمتين أو حافظ عقيدة معينة مايطلعش عنها ، مايطلعش/لا يخرج عنها ، و مابيفهمهاش/لا يفهمها أو مابيبصش/لا ينظر وراها/وراءها إيه؟ أو أصلها إيه؟؟ ، هو إتلقن/تم تلقينه كده من هو طفل فيُطالب إيه؟ زي/مثل ما إتقاله/قالوا له ، هي دي/هذه هي الديماجوجية و تلاقيه/تجده بقى إيه؟ عصبي جداً لو أنت بدأت تناقشه في عقائده أو في أفكاره ، مايعرفش/لا يعرف يرد ، يتحلى بقى بالعصبية بقى ، مايعرفش يرد و يهرب منك ، يفر منك كده لأن هو ماعندوش/ليس عنده حجة ، هو متعصب بس/فقط ، لكن هو إيه؟ ماعندوش/ليس عنده حجة و لا عنده منطق و لا يفهم يعني إيه؟ فهم عميق و لا ما وراء الوراء و هكذا ، و ده/هذا ضعف في حقيقة الأمر ، ضعف و عجز و موت للمجتمع ، موت حقيقي للمجتمعات ، الأفكار الديماجوجية أو الدُجمى هو الموت الحقيقي للمجتمعات ، ربنا هنا بيعالج الإيه؟ العلة دي/هذه ، بيقول لهم ماتبقوش/لا تكونوا ديماجوجيين أو أصحاب دُجمى ، صح؟ يعني ماتاخدوش/لا تأخذوا علة (هذا ما وجدنا عليه آباءنا) أو علة (ما ألفينا عليه آباءنا) دي/هذه علة ، علة و مرض يجب على المجتمعات أن تبرأ منها و تتعالج منها ، لأن احنا/لأننا فهمنا من علوم المجتمع أو علم الإجتماع إن المجتمعات هي كالإنسان تحيا و تموت ، تصح و تمرض ، تكون طفل و شاب و شيخ ، و بالتالي تطرأ على المجتمعات أمراض مجتمعية و ظواهر إجتماعية يجب أن تُدرس و تُعالج ، علم الإجتماع يجعلك تنظر للمجتمعات من الخارج و تبدأ تقيمها و تفهم الخرافات و الأساطير اللي/التي إيه؟ عششت فيها عبر القرون و تبقى/تكون إنسان قوي كده عندك عقل نقدي و قوي تقدر تفرق ما بين الحقيقة و الخرافة ، ما بين الحق و الأسطورة ، تمام؟ ، طبعاً أنا اطلعت على كافة الأديان و الفلسفات و فهمت علم الإيه؟ الإجتماع و المنطق و الفلسفة و غورتُ في أغوار و أسبار العلوم الإنسانية  و وجدتُ أنه لابد للمجتمعات أن تترقى و أن تتنقى و خَلُصتُ للحقيقة التي تقول أن نقاء النقاء و ترقي الترقي هو مع كلمات غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- , بإختصار/الخلاصة ، عشان كده/من أجل ذلك ربنا بعثه في الهند ملتقى الحضارات و الثقافات عشان/حتى يكون حُجة على البشر .

__

{و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً و لا يهتدون} :


(و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله) اتبعوا اللي/الذي ربنا بعثه مع النبي ، نبي الزمان ، تيجي/تأتي بقى العلة و الصد بقى و الحجاب العظيم عبر القرون ، إيه هو؟؟ : (قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا) القول هنا قول لسان و قول عمل ، قول حال و مقال ، الإتنين يعني ، فربنا بيقول لهم اخرجوا من الديماغوجية دي/هذه ، أخرجوا من الدُجمى دي اللي/التي ضيعت و أمرضت و أماتت المجتمع و أصبحت المجتمعات ميتة ليس فيها تجديد و لا تفكير و لا إبداع ، اللي هي مسوخ مكررة يقودها إيه؟ مشايخ البلاط و فقهاء السلطان ، و يا للخزي و يا للعار لتلك المجتمعات التي تُقاد كقطعان البهائم من قِبل هؤلاء المنافقين الذين يأكلون في بطونهم النار كما وصفهم الله في هذا الوجه لأنهم يُحرفون الكَلم عن مواضعه أولئك الكفار ، (و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً و لا يهتدون) يعني مش/ألا تتدبروا كده ، يمكن تحطوا/تضعوا كده إحتمال عندكم إنه يمكن آباءكم دول/هؤلاء و الموروث ده/هذا و كتب التراث دي/هذه تكون مافيهاش/لا يوجد فيها عقل و لا هداية ، و هو ما حصل ، كتب التراث مليئة بالخرافات و الأساطير التي تُخالف العقل و تُخالف النقل القرآني و الهداية الربانية الرحمانية و الهَدي النبوي فوقعت الأمة في شرور أعمالها .


__

{و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً و نداءً صُمُّ بُكمٌ عُميٌ فهم لا يعقلون} :

خلي بالك/انتبه ربنا كده بعد كده بيصف الكفار دول/هؤلاء وصف عظيم ، وصف مجازي مَثَلي ، مَثَلي أي إيه؟ ضرب أمثال ، وصف مجازي ، وصف إستعاري كما  قال المسيح الموعود في صلاة الجمعة اليوم : (و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً و نداءً) يعني الكفار دول/هؤلاء حالهم عامل إزاي/كيف؟؟ زي/مثل الغراب ، الغربان بتنعق ، ينعقون ، صوت بشع ، كلامهم بشع ، زي/مثل ما النبي -عليه الصلاة و السلام- وصف المشايخ إنهم كدابة الأرض ، صح كده؟ تتحدث من إستها/مؤخرتها ، أو هو قول علي -رضي الله عنه- ، أياً كان ، فدابة الأرض الخبيثة دي/هذه تتحدث من الإست ،فده/فهذا وصف أو أنها تنعق كالغراب صوت مزعج غير مفيد ، خلي بالك ، (و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع) أي بما لا يُفاض عليه من خلال الوحي لأن السماع في القرآن هو الوحي ، و العلم هو الوحي ، و الأمر هو الوحي ، مش تعلمنا كده/ألم نتعلم ذلك؟؟ ، (الذي ينعق بما لا يسمع) ، (إلا) إلا إيه بقى؟؟ النعيق يعود على إيه؟؟ (دعاءً و نداءً) ، دعاء و نداء ، يعني إيه دعاء؟ يعني يستدعي الأفكار التراثية الإيه؟ المُحرفة ، يستدعيها و يُنادي بها فيكون كدعاة على أبواب جهنم ، دعاء إستدعاء للتراث العفن و نداء يُنادي به و يدعو به بين الناس ، و هو ما يحدث من خلال المشايخ الكفار ، حالهم إيه؟؟ (صُمُّ) مايسمعوش/لا يسمعوا الوحي ، (بُكمٌ) لا يتحدثون بالخير ، (عُميٌ) أي عماية إيه؟؟ قلب و بصيرة عن الهداية ، (فهم لا يعقلون) في الآخر هم كالبهائم أو أقل لا يعقلون ، ليس عندهم مس من العقل ، حد يقدر يقول لي تفسير كلمة ينعق أو نعق من خلال أصوات الكلمات؟؟؟ -الدكتورة مروة : عق النعمة ، - يوسف بن المسيح : نعم ، عق النعمة ، كذلك ده/هذا تفسير جزئي ، عايزين/نريد تفسير بقى كلي : علة قوية قضت على النعمة ، النون/ن : صوت النعمة ، و العين/ع صوت إيه؟ العين و اللوعة و اللعاعة ، القاف/ق هي إيه؟ القوة ، إذاً قوة اللوعة و اللعاعة التي أتت على النعمة فاهدرتها فهذا هو النعق أو النعيق و هو إيه؟ تمثيل لصوت الغراب ، نعق أو أنه عق النعمة أي لم يشكر النعمة ، فهذا أُس كلام المشايخ الذين يأكلون في بطونهم النار لأنهم يُحرفون الكلم عن مواضعه و يكتمون ما أنزل الله و يستبدلون الذي هو أدنى ، و يستبدلون إيه؟ الذي هو أدنى بالذي هو خير ، الذي هو أدنى هي كتب التراث و التأليفات و الروايات و الإيه؟ و الحشو و الكذب و الخداع و التلفيق على الأنبياء بالذي هو خير اللي/الذي هو إيه؟ القرآن و وحي الله للأنبياء و البعث المستمر ، صح كده؟ .
(و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً) أي إستدعاءً للتراث الخبيث ، (و نداءً) فيُنادي به و يدعو به بين الناس ، فيُنتج مسوخ تمشي على الأرض ميتة في شكل أحياء لكنهم أموات ، حالهم إيه؟؟ (صُمُّ) أي لا يسمعون الوحي ، (بُكمٌ) أي لا يتحدثون بالخير ، (عُميٌ) أي عمى بصيرة ، (فهم لا يعقلون) حالهم إنهم إيه؟ أدنى من البهائم ، هكذا وصفهم الله سبحانه و تعالى في القرآن : (مثل الذين حُمِلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً) كذلك وصفهم أنهم أدنى من البهائم .
__

{يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم و اشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} :

(يا أيها الذين آمنوا) هنا بقى إيه؟ ربنا بيتجه بالنداء و الوصية للمؤمنين فيجب أن يُرخوا سمعهم ، (يا أيها الذين آمنوا) كلوا من طيبات ما رزقناكم و اشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) الأكل هنا أكل مُباح ، أكل المُباحات من الخير الذي أنزله الله ، هذا المعنى الظاهر ، أما المعنى الباطن فهو الإستطعام و الطعام و الأكل من الموائد إيه؟ الرحمانية الروحانية التي تأتي مع الأنبياء في كل زمان ، فهذه هي المائدة الحقيقة التي يجب على المؤمنين أن يأكلوا منها تباعاً ، لأن الله يُرسل الأنبياء بشكل أحاديث ، معاهم/معهم التحديثات المستمرة لكل الأزمان ، كل نبي بيجي/يأتي بالتحديث الجديد ، حديث ، الأنبياء حديث ، و يعلمهم الله من تأويل الأحاديث أي من تأويل الرؤى ، و علمنا أن الرؤى هي أسماء ، الرؤى أسماء ، تمام؟ و الأسماء تُؤَوَّل ، (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) أي أعطيناكم خيراً مع الأنبياء ، (و اشكروا لله) أي أدوا شكر تلك النعمة ، أدوا شكر تلك النعمة ، (إن كنتم إياه تعبدون) إن كنتم إيه؟ أصحاب عبادة حقيقية ، عبادة حقيقية أصلها شكر النعمة ، الحمد ، لأن الحمد هو سر الدين ، الحمد هو سر الدين .

__

{إنما حَرَّمَ عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أُهِلَ به لغير الله فمن اضطُّر غير باغٍ و لا عادٍ فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم} :

(إنما حَرَّمَ عليكم الميتة) هنا الظاهر ، خلي بالك ، ممنوع الأكل من الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أُهل به لغير الله ، يبقى/إذاً هنا إيه؟ الحاجات دي محرمة : الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أُهل لغير الله لحكمة عظيمة ، هذا هو المعنى الظاهر ، أما المعنى الباطن فحرم علينا أكل الميتة و الروايات ، ربنا عاوز/يريد لنا الخير أن نأكل من الخير و من الطيب و من الأرزاق السماوية ، و ليس من العفن الدنيوي المشوب بالأهواء ، (إنما حَرَّمَ عليكم الميتة) أي أكاذيب التراث ، (و الدم)  اللي/الذي هو القتال و القتل و التكفير ما بين الناس و الدمار ، حرمه كله ، (و لحم الخنزير) أي الصفات الخنزيرية و عدم المروءة و عدم الشهامة و الكذب ، حَرَّمَ الكذب ، فدي/فهذه صفات خنزيرية التي تكون دائماً متركزة مع المشايخ ، (و ما أُهِلَ به لغير الله) االي/التي هي الشرك بقى ، (و ما أُهِلَ به لغير الله) الذي ذُبح لغير الله يعني الشرك بكل أنواعه صغيره و كبيره ، ظاهره و باطنه ، هو ده/هذا (ما أُهِلَ به لغير الله) ما ذُبح لغير الله و كذلك هو الشرك بشكل عام في معناه الباطني ، بعد كده ربنا بيبين لنا الحديث النبوي العظيم : "رُفع عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه" صح؟ ، (فمن اضطُر غير باغٍ) الإنسان لو دخل حالة إضطرار و شارف على الموت خلاص ممكن يأكل الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به عشان/حتى يحفظ حياته ، ليه/لماذا؟؟ لأن ده/هذا المقصد الأول من مقاصد الشريعة: حفظ النفس ، فعادي ، تسقط كل إيه؟ الحدود في سبيل حفظ النفس ، دي/هذه هنا قاعدة قرآنية ، إذاً أول إيه ؟ مقصد كُلي من مقاصد الشريعة : حفظ النفس ، بعدها حفظ العقل ، بعدها حفظ النسل ، بعد حفظ النسل : حفظ المال ، بعد كده حفظ الدين ، الكُليات الخمسة ، فربنا أجاز لنا إسقاط الحدود في مقابل حفظ النفس اللي/التي هي المقصد الأول من مقاصد الشريعة ، مش النبي-عليه الصلاة و السلام-  قال لعمار : فإن عادوا فعُد ، لما قالوا له اشتم النبي ، إشتم النبي محمد عشان إيه؟؟ لاحسن نقتلك/لكي لا نقتلك ، فشتم النبي فسابوه/تركوه ، فراح/فذهب إيه؟ يشتكي للنبي قال له أنا عملت كذا  ، قال له: قلبك كان إيه؟ ، قال له :  لأ/لا ، عامر بالإيمان  ، قال له : إن عادوا فعد إن عادوا فعد ، سب النبي  مش كفر/أليس سب النبي كفر؟؟؟! ، فهنا هنا الرسول بأمر من الله أسقط عنه حد من حدود إيه؟ الله سبحانه و تعالى في سبيل حفظ النفس ، هو في قلبه مقتنع و عارف إن ده/هذا النبي ، صح؟ ، هو اللي/الذي بيأكل الميتة مش عارف إنها مُحرمة و لا بيستحلها/يستحلها؟؟ لأ/لا لم يستحلها لكنه أكلها حفظاً لنفسه ، فيُصبح العمل هنا غير مُحرم ، فهمتوا الفقه الصحيح؟ هذا هو الفقه الصحيح ، (فمن اضطُر غير باغٍ و لا عادٍ) يعني غير ظالم ، (و لا عاد) غير متعدي لحدود الله في قلبه ، يعني إيمانه في قلبه لم يتزعزع ، هو ده معنى غير باغ و لا عاد يعني غير مستحل لمحرمات ، خلاص؟ ، (فلا إثم عليه) مفيش/لا يوجد أثم عليه ذنب ، ليس عليه ذنب إنه يُكتب ، (إن الله غفور رحيم) الله غفور يغفر الذنوب ، رحيم يرحم المؤمنين ، رحيم يرحم المؤمنين ، الرحمن يرحم كل الإيه؟ المخلوقات مؤمنهم و كافرهم .
__

{إن الذين يكتبون ما أنزل الله من الكتاب و يشترون به ثمناً قليلا أؤلئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار و لا يُكلمهم الله يوم القيامة و لا يُزكيهم و لهم عذابٌ أليم} :

(إن الذين يكتبون ما أنزل الله) هنا بقى ربنا بيتوجه للحديث عن دابة الأرض الخبيثة من المشايخ الذين يُحرفون الكلم عن مواضعه ، (إن الذين يكتبون ما أنزل الله من الكتاب) اللي/الذي هو القرآن ، بالنسبة للمسلمين هيبقى/سيكون القرآن ، المشايخ الكفار بيحطوا/يضعوا القرآن درجة أدنى من الروايات ، هذا كفر ، و من قال بأن الحديث قاضٍ على القرآن فقد كفر قولاً واحداً ، كافر من قال أن الحديث قاضٍ على القرآن ، كافر ، يجب أن يُعرض الحديث على القواعد القرآنية ، هذا هو الصحيح ، هذا هو الإسلام الصحيح الذي أتى به المهدي الحبيب غلام أحمد القادياني -عليه الصلاة و السلام- ، (إن الذين يكتبون ما أنزل الله) يكتمون يُخفون الحقائق الربانية الإلهية القرآنية ، (من الكتاب و يشترون به ثمناً قليلا) يبيعوا دينهم و يطلعوا/يصدروا فتاوى حسب أهواء السلاطين و الأهواء السياسية و الأغراض الدنيوية ، فبالتالي ده/هذا معنى (و يشترون به ثمناً قليلا) يعني رخاء دنيوي في مقابل كتمهم للحقيقة ، (أؤلئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار) الفلوس دي/هذه اللي/التي بياخدوها/يأخذوها دي/هذه بياكلوها/يأكلوها ، ياكلوا/يأكلوا نار في بطونهم ، و جزاءهم أيضاً إيه في القيامة : (و لا يُكلمهم الله) ربنا مابيكلمهمش/لا يكلمهم إحتقاراً لهم ، (و لا يُكلمهم الله يوم القيامة و لا يُزكيهم) مايطهرهمش/لا يُطهرهم و لا يدخلهم الجنة إبتداءً أبداً ، دول/هؤلاء لازم يخشوا/يدخلوا النار  ، (و لهم عذابٌ أليم) دول/هؤلاء دخولهم النار قولاً واحداً ، مالهمش/ليس لهم إستثناء دول/هؤلاء ، ربنا يخلي/يجعل النار هي اللي/التي تنقيهم و تطهرهم ، لكن شفاعة من ربنا إبتداءً كده لن يحدث بنص القرآن الكريم إلا إذا تابوا بقى و أصلحوا في الدنيا قبل يوم القيامة .
__

{أؤلئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى و العذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار} :

(أؤلئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) اشتروا إضلال الناس و المجتمعات ، تمام؟ في مقابل أنهم لا يهدوهم ، يعني أخفوا الهداية في مقابل أغراضهم الدنيئة ، (و العذاب بالمغفرة) قَبلوا العذاب اللي/الذي ينتظرهم في الدنيا و الآخرة و رفضوا مغفرة الله عز و جل ، هذا معنى (و العذاب بالمغفرة) ، ربنا بقى بيتعجب و يُعطيهم سؤال إستنكاري : (فما أصبرهم على النار) هيقدروا يصبروا على نار الدنيا و الآخرة؟؟!!! مش/لن يقدروا يصبروا ، ربنا بيتوعدهم (فما أصبرهم على النار) لهم النار في الدنيا و الآخرة .
__

{ذلك بأن الله نَزَّلَ الكتاب بالحق و إن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد} :

(ذلك) السبب : (بأن الله نَزَّلَ الكتاب بالحق) ربنا أنزل الحق لأن من أسماءه الحق ، فأنزل القرآن و قواعده بالحق و أنزل الوحي مع أنبياءه كل زمان بالحق ، هكذا كل نبي يأتي بالحق و هو لسان الحق ، (و إن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد) اللي/الذين كتموا الحق و كتموا قواعد القرآن و ألفوا الروايات و أفتوا الفتاوى المناسبة لأهواء السلاطين ، (و إن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد) دايماً متنازعين ، إنتوا/أنتم شايفين/ترون حالهم عامل إزاي/كيف؟؟ ، إنتو/أنتم شايفين/ترون حال الأحزاب عامل إزاي/كيف؟؟! متصارعين متنازعين متقاتلين ، يكفرون بعضهم بعضاً ، ليس بينهم هداية و لا أخوة لأنهم إشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً .

__

● (و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً و لا يهتدون) :

خلي بالك ، الآية دي/هذه تُشير إن التشبث بالمعتقدات الراكدة و التقليد الأعمى و التقاليد دون تعقل أو بصيرة من الناحية الباطنية قد ترمز للنفس الأمارة بالسوء ، خلي بالك ، بالإضافة إلى الآباء طبعاً إتباع الموروث و الآباء ، ترمز أيضاً للنفس الأمارة بالسوء أو العادات الدنيوية الراسخة التي تُعيق روح الإنفتاح على النور الإلهي ، فاهم؟ ، كذلك الدعوة إلى إتباع ما أنزل الله هي دعوة للتحرر من قيود النفس الدنيا و التوجه نحو الحقيقة الإلهية عبر التفكر و الوعي ، عدم العقل و الهداية يعكسان الجهل الروحي الذي يمنع الإنسان من السمو .
__

● (و مثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاءً و نداءً صُمُّ بُكمٌ عُميٌ فهم لا يعقلون) :

خلي بالك ، الكفر هنا لا يقتصر على الإنكار الظاهري للإيمان بل يشمل الغفلة عن الحقيقة الروحية ، المثل المضروب هنا يُشير لحالة النفس التي فقدت الإتصال بالبصيرة الداخلية فهي لا تسمع سوى أصوات الدنيا (الدعاء و النداء) دون إدراك المعاني الحقيقية ، فحالهم إيه بقى؟ حالهم إيه؟ (صُمُّ بُكمٌ عُميٌ) ترمز إلى إنغلاق الحواس الروحية ؛ السمع الباطني ، النطق بالحق و البصر الروحي مما يؤدي إلى فقدان العقل الروحي أو الوعي بالله .

__
● (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم و اشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) :

الطيبات هنا تشير إلى الغذاء الروحي النقي مثل المعرفة الإلهية ، الأخلاق الفاضلة ، الأعمال الصالحة التي تغذي الروح ، خلي بالك ، الأكل هنا يرمز لإستيعاب هذه الطيبات في القلب و العقل ، الشكر لله هو التعبير عن الإمتنان الروحي ، الإمتنان ، و دي/هذه صفة جميلة و شعور فعال زي/مثل الحب و الشكر و الإمتنان ، عارفين شعور الإمتنان إيه؟ تشعر إنك ممتن و إيه؟ و مدين للحاجة الكويسة/الجيدة اللي/التي جاتلك/أتتك ، ده/هذا شعور فعال جداً ، يأتي إيه؟ بجذابات إيجابية عظيمة و هو نوع من أنواع الدعاء ، خلي بالك ، الأكل هنا يرمز لإستيعاب هذه الطيبات في القلب و العقل ، و الشكر لله هو التعبير عن الإمتنان الروحي من خلال العبادة الحقيقية التي تنبع من قلب المتصل بالله ،  هذه الآية تدعو إلى تنقية النفس من الشوائب الدنيوية و التغذي بالنور الإلهي .
__

● (إنما حَرَّمَ عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أُهِلَ به لغير الله فمن اضطُر غير باغٍ و لا عادٍ فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم) :

خلي بالك ، المحرمات هنا ترمز إلى ما يُفسد الروح و يُبعدها عن الله ، الميتة قد تُشير للأفكار و المعتقدات الميتة التي لا حياة فيها زي/مثل كتب التراث كده ، أكثرها ، أكثر كتب التراث ، خلي بالك ، الدم يرمز إلى الشهوات و الغرائز الدنيئة و القتال ما بين الناس في الباطل ، لحم الخنزير يُعبر عن الإنغماس في الملذات  المنحطة و الصفات الخنزيرية و الدناءة الخُلقية ، (و ما أُهِلَ به لغير الله) يُشير إلى العبادات و الأعمال التي تُقدم لغير الله يعني الشرك بقى,  الظاهر و الباطن زي/مثل الرياء ، السعي وراء المجد الدنيوي ، إستثناء الاضطرار يعكس رحمة الله التي تتيح للنفس التائبة فرصة للعودة إليه فهو الغفور الرحيم ، و فهمنا معنى الاضطرار و معنى المقاصد إيه؟ الكُلية للشريعة ، صح ؟ .
__

● (إن الذين يكتبون ما أنزل الله من الكتاب و يشترون به ثمناً قليلا أؤلئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار و لا يُكلمهم الله يوم القيامة و لا يُزكيهم و لهم عذابٌ أليم) :

خلي بالك ، كتمان الحق  يرمز إلى إخفاء النور الإلهي داخل النفس سواء عن طريق تجاهل الحقيقة أو تحريفها لأغراض دنيوية ، الثمن القليل يعبر عن الملذات الزائلة أو المكاسب المادية التي يُفضلها الإنسان على الحق ، الأكل في البطون إلا النار يعني ماياكلوش/لا يأكلوا إلا النار و هذا يشير إلى تلوث الروح بالشهوات و الأنانية مما يؤدي إلى حرمانها من التكلم الإلهي ، الإتصال الروحي بالله و يحرمها من التزكية أي تنقية النفس ، العذاب الأليم هو نتيجة الإنفصال عن النور الإلهي و ده/هذا أعظم عذاب على فكرة ، الإنفصال عن إيه؟ عن السماء .
__

● (أؤلئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى و العذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار) :

هذه الآية تعبر عن إختيار النفس الواعي للضلال بدلاً من الهداية ، و هو ما يحدث عندما يُفضل الإنسان ظلمات الدنيا على نور الحق ، خلي بالك ، الصبر على النار يُشير لإصطبار النفس بالتمسك بالباطل رغم معرفتها بالحق مما يعكس حالة من العناد الروحي التي تؤدي هاا؟؟ إلى معاناة داخلية مستمرة ، مايبقاش/لا يبقى سلام نفسي كده داخلي ، لأ/لا ، دايماً في نوازع كده و تناقضات ، و دي/هذه نار حقيقية فعلاً ، ربنا يعافينا .
__

● (ذلك بأن الله نَزَّلَ الكتاب بالحق و إن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد) :

خلي بالك ، الكتاب هنا يرمز إلى النور الإلهي و الحقيقة المطلقة التي أنزلها الله مع الأنبياء لكي يهدي الإنسان إلى طريق الوحدة معه ، و إختلاف الكتاب يعكس إنقسام النفس بين الحق و الباطل ، و بين الوعي الروحي و الجهل ، الإنشاق البعيد يرمز إلى البُعد عن مركز الحقيقة الإلهية حيث يتيه الإنسان في ظلمات النفس و الدنيا ، الآيات دي/هذه تدعو إلى التحرر من قيود النفس الأمارة بالسوء و تدعو إلى التحرر من التقليد الأعمى و الديماجوجية و الدُّجمى و الشهوات الدنيوية المحرمة ، و العودة إلى النور الإلهي عبر الوعي ، تدعو إلى العودة إلى النور الإلهي عبر الوعي و التزكية و إتباع الحق ، الآيات دي تدعوك إلى تنقية القلب و الروح من المحرمات الروحية ، و تدعوك للتغذي بالطيبات و للمعرفة الإلهية و الأعمال الصالحة للوصول لحالة الإتصال بالله و السمو الروحي .
ـــــــ


و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .

___


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين . 💙🌿 

 

============================

 

حازم :

 


 
==========================
 
Atef
Atef
Atef
Atef
==================================================

أمس، الساعة 11:13 ص
إثنين 11:13 ص
Youssef
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته يا نبي الله
رأيت سيدي أنني أرسلت لك رسالتي، ورأيتك تقرؤها بفرح ورضا، ورددت على رسالتي بكلام ملأ قلبي نورًا وسكينة. وقرأت رسالتك فيها نصائح وارشادات وجيهات هي كانت فقط كلمات ، قرأت ثلاث كلمات فقط من بين عدة كلمات
لكن عندما استيقظت، لم أعد أذكر تلك الكلمات، كأنها كتبت لتبقى في روحي لا في ذاكرتي.
.
أمس، الساعة 4:29 م
إثنين 4:29 م
لقد أرسلت
نعم أقراها بفرح و رضا و كلماتي تبقى في روحك
لقد أرسلت
أحسنت العرض
لقد أرسلت
و عليك السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
لقد أرسلت
أقرأها بفرح و رضا و كلماتي تبقى في روحك و في روح كل مسلم أحمدي يوسفي مخلص
أمس، الساعة 5:11 م
إثنين 5:11 م
Youssef
ربي يفرحك دائما سيدي


 
===============================
 
صلاة الجمعة 5=9=2025
 

البقرة 26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق