درس القرآن و تفسير الوجه السادس عشر من الأنعام .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه السادس عشر من أوجه سورة الأنعام و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح الإعراب , و انهى الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة , فقال :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الاخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الاظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء و تكون الميم الساكنة مُظهرة .
___
و ثم تابع قمر الأنبياء يوسف ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
نُسمي هذا الوجه وجه ( فكلوا مما ذُكر اسم الله عليه) , نحن قلنا في الوجه السابق أن التفسير الظاهري له بأننا عندما نأتي و نُقرب لله عز و جل بأضحية فيجب أن نذكر إسم الله عليها أثناء التضحية بها و نقوم بذبحها على الطريقة الإسلامية حتى يكون اللحم مُذَكى أي طاهرة يصلح للأكل , و يوجد معنى روحاني قمتُ بتأجيله لهذه الجلسة و هو بأن كلام الله عز و جل و وحي الله عز و جل هو كأنه طعام ذُكِرَ اسم الله عليه ، يعني الطعام الذي ذُكِرَ اسم الله عليه هو في المعنى الروحي هو الوحي ، فعندما تقرأ القرآن فكأنك تأكل القرآن و تدخله إلى جوفك و تستفيد منه ، و نفس هذا المعنى وردَ في الكتاب المقدس .
{فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ}
{وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ} :
يعني يقول لهم لماذا ترفصون كلام الله عز و جل و لا تأخذونه و تأكلونه و تستفيدوا منه ، و ربنا سبحانه و تعالى فَصَّلَ كل شيء فقال الحلال و قال الحرام إلا ما اضطررتم إليه لأن رسول الله ﷺ قال : "رفع عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ... " فإذا الإنسان أخطأ فليس عليه حرج و لو نَسِيَ فليس عليه حرج و إن كان مُكره في أمر ما فليس عليه حرج ، فكلمة ما اضطررتم إليه تحمل هذه المعاني الثلاثة ، فالإنسان غير مؤاخذ في هذه الأحوال الثلاثة . كذلك اكل الميتة او اللحم غير المذكى او اللحم المحرم جايز وقت الاضطرار كالتعرض لمجاعة او خطأ او نسيان , (و إن كثيراً ليضلون بأهواءهم بغير علم) نعم فأصحاب الهوى هم كُثر ، فالإنسان عندما يُفكر في أمر ما خِلاف ما أمر الله عز و جل فإن هذا الأمر يطغى عليه فقد يرى هذا الأمر أيضاً في الأحلام فيظنها رؤيا فيعبث به الشيطان و تعبث به نفسه فيضل عن سبيل الله عز و جل فهذا هو معنى (و إن كثيراً ليضلون بأهواءهم بغير علم) , (إن ربك هو أعلم بالمعتدين) أي الذي يضل بهواه فهو معتدي ، إعتدى على الصراط المستقيم . و هناك حالة في الطب النفسي نسميها الحلم بالإيحاء . يعني لو ان مجموعة مغلقة تتحدث عن نفس الهم و الامر تجد ان معظمهم يفرغون ما يحكون في الأحلام و هو شيء معلوم في علوم الطب .
___
{وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ} :
هنا ربنا يؤكد بأن الإثم ممكن أن يكون ظاهر و ممكن أن يكون باطن يعني الإنسان مؤاخذ على نواياه ، قد قلنا هذا المعنى من قبل أي أن الإنسان يكون مؤاخذ على النية و كذلك يؤاخذ على العمل و القول الذي ظهر منه و هذا دليل ثاني يؤكد على أن الإنسان مؤاخذ على أعماله الظاهرة و أيضاً الباطنة , (إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون) هنا بَيَّنَ الله بأن الإثم يُكتسب يعني يُبذل جهد فيه ليؤخذ يعني كأن العاصي يذهب ليكتسب الإثم فيأخذه بجهد أي يُجاهد حتى يفعل هذا الإثم و يبادر إليه ، و أخذنا معنى كلمة إقتراف أو إقترف في الوجه السابق من خلال أصوات الكلمات و قلنا بأن هذا اللفظ خاص بالمعصية و الذنب العظيم ، فيقول الله عز و جل (سيجزون بما كانوا يقترفون) فيؤكد على هذا المعنى بأن الجزاء من جنس العمل .
___
{وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} :
نرجع للمعنى الروحاني و نقول بأن أي شيء لم يقله الله أو لم يوحى به من خلال الأنبياء فلا نأكله و لا نتبعه لأنه يكون من الشيطان أو من النفس و الهوى ، (و لا تأكلوا مما لم يُذكر إسم الله عليع و إنه لفسق) يعني طالما الله عز و جل لم يوحي بذلك من خلال النبي صاحب الدعوة إذاً فالله لم يذكر إسمه على هذا الأمر ، و طالما قال النبي فإن بذلك الله ذَكر إسمه على هذا الأمر ، و إن لم يُصرح النبي و لم يَقل و لم يقل بجواز هذا الأمر إذاً فإن الله لم يذكر إسمه على هذا الأمر فلا يجوز فعل هذا الأمر ، و الفسق هو الخروج عن الطاعة أي المعصية .
(و إن الشياطين ليوحون إلى أولياءهم ليجادلوكم) فدائماً العصاة و أصحاب الأهواء تكون حججهم واهية فهي حجج موحى بها من الشياطين الإنسية أو الجنية ، ففقط هي مجرد المجادلة و المراء و تضييع الوقت و الجهد ، (و إن أطعتموهم إنكم لمشركون) فإذا لم تسمع كلام النبي و كلام الله سبحانه و تعالى فأنت مشرك فقد يكون هذا شرك خفي و قد يكون شرك أكبر و العياذ بالله ، فربنا دائماً يقول : (و ما يؤمن أكثرهم إلا و هم مشركون) فدائماً الله يُحذر من الشرك الخفي مع الإيمان لأن الشرك الخفي يُفسد الإيمان و يُفسد الأعمال و يُوقع بالهوة و الضلال .
___
{أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} :
هنا يُبَين الله بأن العاصي هو ميت روحياً فهو حي بجسده لكنه ميت روحياً أي بالمعنى الروحي ، إذاً فالله يُجيز المعاني الروحية و يُجيز المجاز ، (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) يعني هل سنُسَوي الذي أحياه الله بنور الوحي و الوصال وقام باتباع النبي بشخص عاصي في الظلمات لا يعرف أي شيء عن الله عز و جل و لا عن أنبياءه ؟! بالطبع لا .
(كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون) الكفار دائماُ في الظلمات ، لماذا ؟ لأنهم فرحين بأعمالهم إذ يُزَيِنُونَها لأنفسهم ، فكل واحد منهم عقله يُزين له عمله فيضل و يبقى في الظلمة و ليس بخارج منها فتجد صدره ضيق كأنما يَصَّعد في السماء فدائماً يكون حزين و مكتئب و ليس براضٍ فهذه من صفات المشركين العاصين الذين زَيَّن لهم الشيطان أعمالهم ، و فعل زُيَّنَ هو فعل مبني للمجهول فالذي زين ممكن يكون الشيطان أو العقل أو الهوى أو النفس لأن سبل الشيطان كثيرة و هي التي تُزين المعصية .
__
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} :
فهذه سُنة الله في الدنيا بأن في كل مكان و في كل قرية مجموعة من المتغطرسين أو المجرمين الذين يخرجون أضغانهم ضد الأنبياء و ضد المؤمنين و دائماً يحسدونهم و يغارون منهم ، (و ما يمكرون إلا بأنفسهم و ما يشعرون) و لا يعرفون أنهم بفعلهم هذا يؤذون أنفسهم في الدنيا قبل الآخرة ، فهم يُخَسِرون أنفسهم و يُتعبون أنفسهم و يُفسدون أنفسهم و فطرتهم السليمة و يُفسدون حياة من حولهم بإفاضة المعاصي و الذنوب عليهم لذلك يضرب الله لنا هذا المثل : (و كذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) و ذلك حتى نحذر منهم و نحذر من اتباعهم .
__
{وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ} :
(و إذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله) يعني يحسدون الأنبياء فهم يعرفون بأن الأنبياء أطهار و أن الله نورهم و أعطاهم نعمة عظيمة فيُساووا و يقارنوا أنفسهم بالأنبياء و ذلك نتيجة الغيرة و الحسد , فالنبي يأتي بآية فيرونها لكن لا يقتنعون بها بل يجب أن تنزل عليهم هم الآية فلماذا تنزل على هذا النبي و ليس علينا ؟ فهو أفضل منا بماذا ؟ ، إذاً فهذا هو لسان حال المجرمين ، و يرد الله عز و جل عليهم و يقول : (الله أعلم حيث يجعل رسالته) هو الله أعلم بالقلوب و أعلم بالفِطر (جمع فطرة) و أعلم بنوايا و الأنفس و الله يعلم مَن يُنزل عليه الدعوة و مَن يصطفيه نبي و مَن الذي يُنَحيه , (سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله) فأي شخص سيعصي النبي فإن الله سيُذِله و يُعميه فالله عز و جل قال في الوجه الرابع عشر : {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} يعمهون أي عمى و هوان ، (وعذاب شديد بما كانوا يمكرون) .
__
و تابع سيدنا يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان إعراب مقاطع قرآنية من هذا الوجه و قاموا بإعرابها :
إذ أعرب مروان المقطع القرآني {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} :
واو حرف عطف ، جعلنا : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر لدخول ضمير نا ، نا : ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، له : لام حرف جر ، الهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر اسم مجرور بحرف الجر اللام ، نورا : مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة ، يمشي : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة المقدرة لوجود حرف العلة ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، به : الباء حرف جر ، الهاء ضمير متصل مبني في محل اسم مجرور ، في : حرف جر ، الناس : اسم مجرور بحرف الجر في ، و الجملة الفعلية (يمشي به في الناس) في محل نصب حال .
و أعربت رفيدة {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ} :
سيصيب : السين للمستقبل ، يصيب : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة ، صغار : فاعل مؤخر مرفوع و علامة رفعه الضمة ، الذين : اسم موصول مبني على الفتح ، أجرموا : صلة الموصول : أجرم فعل ماضي مبني على الفتح المقدر لدخول واو الجماعة و الفاعل ضمير مستتر تقديره هم ، و جملة (الذين أجرموا) وقع عليها الفعل أي فعل سيصيب ، عند : ظرف مكان و هو مضاف ، الله : لفظ الجلالة في محل جر مضاف إليه .
و أعرب أرسلان {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} :
الله : لفظ الجلالة في محل رفع مبتدأ و علامة رفعه الضمة ، أعلم: خبر الله مرفوع و علامة رفعه الضمة ، حيث : ظرف مكان ، يجعل : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الضمة و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، رسالته : مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة و هو مضاف ، و الهاء ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه .
__
و ثم أنهى الحبيب يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : في باب فضل آية الكرسي ، فقال :
عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنه كانت لهو سهوة فيها تمر ، و كانت تجيء الغول فتأخذ منه . قال : فشكا ذلك إلى النبي ﷺ . فقال : اذهب فإذا رأيتها فقل : بسم الله أجيبي رسول الله ، قال : فأخذها فحلفت أن لا تعود فأرسلها ، فجاء إلى رسول الله ﷺ فقال : ما فَعل أسيرك ؟ قال : حلفت أن لا تعود ، قال : كذبت و هي معاودة للكذب ، قال : فأخذها مرة أخرى فحلفت أن لا تعود فأرسلها ، فجاء إلى النبي ﷺ فقال : ما فعل أسيرك ؟ قال : حلفت أن لا تعود ، فقال : كذبت و هي معاودة للكذب(و دائماً الشيطان و الجني العاصي كاذبين) . فأخذها ، فقال : ما أنا بتاركك جتى أذهب بك إلى النبي ﷺ فقالت : إني ذاكرة لك شيئاً آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان و لا غيره ، فجاء إلى النبي ﷺ فقال : ما فعل أسيرك ؟ ، قال : فأخبره بما قالت . قال : صدقت و هي كذوب . رواه الترمذي
و هذا الحديث برواية ثانية عن أبي هريرة بأنه كان ذكراً أي جني و ليست جنية ، شيطان و ليست شيطانة .
و عن أُبي بن كعب -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ : "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ ، قلتُ : الله و رسوله أعلم ، قال : يا أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ ، قلتُ : (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ، قال فضرب في صدري و قال : ليُهَنِّكَ العلم أبا المنذر ". رواه مسلم و أبو داوود .
أي هنيئاً لك العلم الذي أتاك ، و هذا الحديث له رواية ثانية بأنه كان الصحابة يذهبون للنبي و يقولون له بأن أبا المنذر كل صلاة يُصليها أو عندما يُصلي بنا و نحن في الخلوات أو الغزوات أو في أي مهمة في الصحراء يُصلي دائماً بسورة الإخلاص ، فعندما جاء للنبي ﷺ و سأله فقال له أيضاً (ليُهَنِّكَ العلم أبا المنذر) لأن سورة الإخلاص هي سورة التوحيد ، و في هذا الحديث سأله عن أي الآي أعظم فقال آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) .
إذاً عرفنا من هو أبو المنذر هو أُبي بن كعب ، و أنا لستُ متأكد بأن أُبي بن كعب هو أبو المنذر أو أبو المنذر شخص آخر ، فإن شاء الله سأبحث فيها و أقول لكم بأمر الله تعالى .
و تقدم حديث أبي هريرة : لكل شيء سنام ، و إن سنام القرآن سورة البقرة ، و فيها آية هي سيدة آي القرآن (و هي آية الكرسي) .
_
و بعد الجلسة المباركة شرح لنا الحبيب يوسف بن المسيح ﷺ الحديث الأول في هذه الجلسة ، و هذا الشرح ليس في التسجيل ، و أملاني إياه سيدي يوسف بن المسيح ﷺ مباشرة و قال : " و كان الصحابي سواء أكان أبو أيوب الأنصاري أو أبو هريرة لا يعلمان عن طبيعة ذلك السارق أنه من الجن إلا بعد المرة الثالثة عندما أخبرهما رسول الله ﷺ ، فلما رَوَيَّ ذلك الحديث كانا يعلمان بطبيعة ذلك الجني السارق لكنهما بدايةً لم يكونا يعلمان .
نصيحة الجن في المرة الثالثة عن آية الكرسي دليل قطعي على أنهما من الجن الشبحي
تمثلات الجن الشبحي تكون من باب الاستثناء و ليس القاعدة ، كما ان سرقتهما(أي الجني و الجنية في الروايتين) لم تكونا من طبيعة السرقة الفيزيائية التي نعرفها من عالمنا بل كانتا من طبيعة أخرى و أراد ربُنا سبحانه و تعالى في تلك القصة أن تحدث ليكونا بيان عملي لفائدة آية الكرسي لأن آية الكرسي تَرُدُ الجني و لا تَرُدُ الإنسي و هو دليل آخر .
كما أن طبيعة هذه السرقة التي ليست من طبيعة عالمنا نفوض كَيفها إلى الله و كذا أمور كثيرة من عالم الغيب نفوض كيفها إلى الله مع إثباتها ".
و ثم أخبرنا بعد بحثه بأن أُبي بن كعب هو أبو المنذر .
__
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا حبيب العارفين و الواصلين و سلم على أحبابك محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات طيبات مباركات أبد الدهر . و الحمد لله على نعمة القرب من النبي و إتباعه . و يا ربي البر الحسيب أسألك الثبات الثبات الثبات على إتباع نبيك الحبيب يوسف الثاني ﷺ و طاعته و حُسن جواره و أسأله الهداية لكل من جعل نور قمر الأنبياء يوسف ﷺ يغيب عن عين قلبه فبات في الظلمات دون حياة و لا نجاة . آمين آمين آمين 🌿
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق