راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 18 يوليو 2020

صلاة الجمعة ٢٠٢٠/٧/١٧



حازم مصطفى ( يوشع بن نون )

صلاة الجمعة ١٧ / ٧ / ٢٠٢٠ 

====================

صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ١٧ / ٧ ٢٠٢٠ م

يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . الأذان .

قام بلال اليوسفيين برفع الأذان : 
الله اكبر الله اكبر  
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله  
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله  
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح 
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله

ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب : " فاعلموا يا إخواننا.. رحمكم الله وحماكم وحفظكم.. أن الله اطّلع على الأرض في هذا الزمان فوجدها مملوّة من الفسق والكفر والشرك والبدعات، وأنواع المعاصي ومكائد المتنصرين. ورأى أن أرض قلوب الناس قد فسدت، وكل قرية عامرة ومزارع صلاحها تعطلت، وغلبت الضلالة على كل برّ وبحر، وأفواج الفتن من كل جهة ظهرت، وقلَّ أثر الصالحين.
ورأى الناسَ أنهم قد مالوا إلى اعتقادات رديّة فاسدة، وعزوا أمورا إلى حضرة الوتر سبحانه يجب تنـزيهه عنها. ورأى أن النصارى جعلوا عبدا عاجزا إلها، وخرقوا لإثبات الألوهية دلائل من التوراة والإنجيل بتأويلات منحوتة من عند أنفسهم، وصاروا في الأرض أئمة المفسدين. وقد أضلوا خلقا كثيرا، وارتبط بهم كل قلب فاسد ارتباطَ ذراري الشيطان بالشيطان، وجاءوا من لطائف حِيَلِهم بسحر مبين.
يستجلبون الناس إلى دينهم بأنواع من التدابير التي لا نهاية لها، فرغب إليهم كثير من عَبَدة الأوثان وجهلاء المسلمين المحجوبين، وأذعن المرتدون لهم وصدّقوا مفترياتِهم، وآمنوا بتمويهاتهم، ودخلوا في دينهم الباطل، ونزعوا عن أنفسهم ثياب دين الإسلام، وغشِيهم الغي كالسيل المنهمر، وأدركهم العطب كالوباء العام، فهلكوا مع الهالكين. وما بقي قوم في الهند ولا قبيلة في هذه الديار إلا دخل بعض منهم في دين التنصر إلا ما شاء الله. وكانت هذه بليّة عظمى على دين الإسلام ما سُمِعَ نظيرها من قبل وما وُجِدَ مثلها في الأولين. ولو فصّلنا أنواع فتنتهم وأقسام مكائدهم لرأيتَ أمرًا يهولك الاطلاع عليه، ولَمُلئتَ خوفا وحزنا، ولبكيتَ على مصائب المسلمين.
وما كان دليلهم على ألوهية المسيح إلا أنهم زعموا أنه خلق الخَلق بقدرته، وأحيا الأموات بألوهيته، وهو حيّ بجسمه العنصري على السماء، قائم بنفسه مُقوِّمٌ لغيره، وهو عين الرب والرب عينه، وحمَل أحدهما على الآخر حمل المواطأة، وإنما التفاضل في الأمور الاعتبارية، أزليٌّ أبديّ وما كان من الفانين. ويُجوِّزون لله تنـزّلاتٍ في مظاهر الأكوان، ثم يختصونها بجسم المسيح جهلا وحمقا، وليس عندهم على هذا من دليل مبين.
ويسبّون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشتمون وينحتون في شأنه بهتانات، ولا يتكلمون إلا بسبيل التعنيف والتهجين والتوهين. وألّفوا في الرد على الإسلام وتوهين رسول الله صلى الله عليه وسلم ألوفا من الكتب وطبعوها وأشاعوها في البلاد، وتبعوا آثار إبليس اللعين.
 فلما بلغتْ فتنُهم إلى هذا المبلغ وأضلّوا جِبِلاًّ كثيرا، اقتضتْ رحمة الله الرحيم الكريم أن يتدارك عبادَه ويُنجيهم من كيد الكافرين. فبعث عبدا من عباده ليؤيد دينه، ويجدّد تلقينه، وينير براهينه، وينضِّر بساتينه، ويُنجِز وعده ويُعِزّ حبيبه وأمينه، ويجعل الأعداء من الخاسرين. وخصّني بعناياته، وأمَرني بإلهاماته، وربّاني بتفضلاته، وأيّدني بتأييدات متعالية عن طور العقل، وآتاني من لدنه العلومَ الإلهية والمعارفَ والنِّكات، وشفَعها الآيات، ليتعاطى الناس مني كأس البصيرة واليقين.
فيا حسرة على قومي! إنهم ما عرفوني وكذّبوني، وسبّوني وكفّروني، ولعنوني كما يُلعَن الكافرون. فتصدَّى كل أحد منهم بالغلظة والفظاظة والغيظ والغضب والاستيشاط، ودرَأْنا بالحسنة السيئةَ، ولكنهم ما تجافَوا عن الاشتطاط، وما سمعوا قول ناصح، ونسوا وألغوا وعيد الله الذي أُعِدَّ لقوم مجرمين. وصدّوا خَلق الله عن سبيله، وأرادوا أن يُطفئوا نور الحق بأفواههم، وقاموا في كل طريق عنيتُ، فلأجل شرورهم سئمتُ التكاليفَ وتعنّيتُ، ومع ذلك خاطبتُهم بألين القول وطريق الرفق والموعظة الحسنة، ومهّلتُهم وعفوت عنهم صبرا مني، فإنهم لا يرون مَجالِيَ الحق وظهوراته، ولا يعرفون المعارف الدقيقة ومآخذها، ولا يقلِبون جنوبهم إلا كالنائمين.
ويُجادلونني في أسرار قبل أن ينظروا فيها ويُفتّشوا حقيقتها، وقد عجزوا أن يحتجّوا عليَّ بوجه المعقول والمنقول، وسقطوا عليّ كالجهلاء والسفهاء، وأرادوا أن يغلبوا بالسبّ والشتم والتكفير والبهتان، وقَفَوا ما لم يكن لهم به علم، وتركوا سبيل المتقين. وما تركوا شيئا من سوء الظن وتركِ الأدب والافتراء والقيام بمخالفة الحق، وما شهدوا إلا بِزُورٍ، وما جادلوا إلا بمكائد الشياطين. فلما اضطرمتْ نار الفساد بأيديهم، وانطلقتْ إلى دخان الفتن أرجلُهم، سألتُ الله ربي أن يُعينني من لدنه ويؤيدني من عنده، وقلتُ ربنا افتَحْ بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.
فأيّدني ربي بآيات، وأنار أمري ببركات، وأتم حجتي على الطالبين، ولكنهم ما خلَّوا سبيلي وما كانوا منتهين. وجحدوا وقد تبين الرشد من الغي وحصحص الحق. فأعجبَني إنكارُهم وقساوة قلوبهم، إنهم رأوا علامات صدقي وآيات قبوليتي، وما رجعوا إلى الحق وما كانوا راجعين. 
يا حسرة عليهم! إنهم لا يفهمون حقيقة الواقعات، ولا يقبلون الآيات، بل يحتالون عند رؤيتها ويتعامون مع وجود الأبصار، ويفترون عليّ أشياء ويريدون أن يُطفئوا نور الإسلام، وصاروا ظهيرا للكافرين. وكان الحق واضحا صريحا مشرقا كالشمس، ولكن أخذتْهم العزة والحسد والبخل، فطبَع الله على قلوبهم، وجعل على أبصارهم غشاوة، فما استطاعوا أن يروا الحقيقة كالمبصرين. إنهم شابهوا اليهود ونزلوا منازلهم بتوارد الأعمال والأفعال والنيات والخواطر، ووقع هذا التوارد كما يقع الحافر على الحافر، وما انتهوا بل يزيدون في كل حين.
والذين مَنَّ الله عليهم بالهداية، وأراهم نهج الصدق والصواب، فأولئك الذين ينظرون إليَّ بحسن الظن، ويفكّرون في أمري بنور القلب، فينبِّئُهم نورُهم بحقائق صدقي، ويقبَلون ما أقول لهم، ولا يشابهون تلك السفهاءَ الجهلاء، ويسلكون مسلك الأتقياء، ويتبعون سبل السعداء، ويأخذون أدب الصلحاء، وقد أنزل الله عليهم سكينة من عنده وجعلهم من المستيقنين. يتقون الله ويخافون مقامه وليسوا كالذي يذَر الآخرةَ ويُلغيها، ويحب العاجلةَ ويبتغيها، ويظلم الفئةَ الصالحة ويؤذيها، ويسعى في الأرض ليفسد فيها، ويُضل أهلها ويُكفّر قوما مؤمنين. "


ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب : " وإن أحبائي لَمتّقون جميعهم، ولكن أقواهم بصيرةً وأكثرهم علمًا، وأفضَلهم رفقًا وحلمًا، وأكمَلُهم إيمانًا وسِلمًا، وأشدّهم حبًّا ومعرفةً وخشيةً ويقينًا وثباتًا، رجلٌ مبارك كريم تقيّ، عالم صالح فقيه محدّث جليل القدر حكيم حاذق عظيم الشأن، حاجّ الحرمين حافظ القرآن، القرشي قومًا والفاروقي نسبًا، واسمه الشريف مع لقبه اللطيف: المولوي الحكيم نور الدين البهيروي، أجزلَ الله مثوبته في الدنيا والدين. وهو أول رجال بايعوني صدقًا وصفاء وإخلاصا ومحبة ووفاء، وهو رجل عجيب في الانقطاع والإيثار وخدمات الدين. أنفق مالاً كثيرا لإعلاء كلمة الإسلام بوجوه شتى، وإني وجدتُه من المخلصين الذين يؤثرون رضى الله سبحانه على كل رضاء ونساء وبنات وبنين. ووجدته من قوم يبتغون مرضاة الله ويجتهدون لرضوانه ببذل أموالهم وأنفسهم، ويعيشون في كل حال شاكرين. وإنه رجل رقيق القلب نقيُّ الطبع حليم كريم جامِعٌ لمآثر الخير، كثيرُ الانسلاخ عن البدن ولذّاته. لا يفوته موقع من مواقع البر، ولا موضع من مواضع الحسنات، ويُحبّ أن يَسكُب دمه كماء في إعلاء دين رسول الله ، ويتمنى أن تذهب نفسه في تأييد سبيل خاتم النبيين، ويقفو أثرَ كل خير، وينغمس في كل بحر لإجاحة فتن المتمردين.
فأشكر الله على ما أعطاني كمثل هذا الصديق الصدوق، الفاضل الجليل الباقر، دقيق النظر عميق الفكر، المجاهد لله والمحب في الله بكمالِ إخلاص ما سبقه أحد من المحبين.
 وأشكر الله على ما أعطاني جماعة أخرى من الأصدقاء الأتقياء من العلماء والصلحاء العرفاء، الذين رُفعت الأستار عن عيونهم، ومُلئت الصدق في قلوبهم. ( أي مُلئت صفة الصدق في قلوبهم ) ينظرون الحق ويعرفونه، ويسعون في سبيل الله ولا يمشون كالعمين. وقد خُصُّوا بإفاضة تَهْتان الحق ووابل العرفان، ورضعوا ثدي لبانه، وأُشرِبوا في قلوبهم وجه الله وطرق غفرانه، وشرَح الله صدورهم وفتح أعينهم وآذانهم، وسقاهم كأس العارفين.
فمنهم الأخ المكرم العالم المحدّث الفقيه الجليل السيد المولوي محمد أحسن، كان الله معه في كل موطن، ونصره في الميادين. إنه رجل صالح تقيّ غيور للإسلام، هدَم هيكلَ جهالة العلماء المخالفين بتأليفات لطيفة، وأطفأ نارهم وجاء بنور مبين، وأطفأ الفتن المتطائرة بماء مَعين. ورزقه الله ذخيرة كثيرة من علوم الدين والآثار النبوية، وله بسطة عجيبة في فن الأحاديث وتنقيدها وتمييز بعضها من بعض، والمخالفُ لا يمكث في ميدانه طرفة عين، وهُمْ مع تحريكات غيظهم وغضبهم وكثرة إمعانهم وخوضهم وشدة حرصهم على المناضلة يفرّون منه كفرار الحمير من الأسد، وإنْ هذا إلا تأييد الله الذي هو مؤيد الصادقين. ومع ذلك إنه زاهد متّق، كثير البكاء من خوف الله، يخاف مقام ربه ويعيش كالمساكين. " 

ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى بعد الفاتحة من أواخر سورة الكهف وقرء في الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة الكوثر ثم جمع صلاة العصر .


=====

والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق