راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 4 سبتمبر 2020

صلاة الجمعة 4=9=2020





يوشع بن نون :

صلاة الجمعة ٢٠٢٠/٩/٤م
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠/٩/٤م
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . الأذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في كتاب حمامة البشرى إذ يقول : " وأما إيمان قومنا وعلمائنا بالملائكة وغيرها من العقائد فلسنا نجادلهم فيه ولا نخطّئهم في ذلك، وليس في هذه العقائد عندنا إلا التسليم، وإنما نحن مناظرون في أمر نزول المسيح من السماء، ولا نُسلّم أنه ثابت من الكتاب والسُنّة، وإن كان ثابتا فلا ينبغي لنا ولا لأحد أن يأبى ويمتعض من قبوله، فإنه لا يفر من قبول الحق إلا ظالم مُعتد لا يُحب الصداقة، أو ضال جاهل لا يعرف قدرها. وأما إن كان غير ثابت فلا ينبغي لصالح أن يختاره لنفسه، فكيف يدعو إليه رجلا يمشي على صراط مستقيم، وكيف يحسبه من الكافرين؟ وإن أمر الدين أمرٌ جليل الخطب عظيم القدر، لا ينبغي لأحد أن يستعجل فيه، بل اللازم الواجب على كل مسلم مؤمن أن يطرح من بينه البخلَ والشحناء، ويدعو الله ويسأله بالتضرعات والابتهالات هدايتَه من لدنه، ومن يهدي إلا الله وهو أحسن الهادين؟ ومن نظَر في القرآن، وفكّر في الفرقان بالتدبر والإمعان، فيظهر عليه كل ما سَوّلتْ للعلماء أنفسهم وقد عتوا عُتُوّا كبيرا، وعاندوا الحق وأشاعوا كذبا وزورا، وإن الحق يعلو ولو دفنوه تحت الأرضين.
ولندَع الآن ذِكر هؤلاء ونأخذ في ذكر ادعائنا مكررا لينظر المنصفون هل يجب عليهم قبولُ ذلك أو ردُّه، فنقول إن ديننا هذا الذي اسمه الإسلام.. ما أراد الله أن يتركه سُدى، وما أراد أن يُبطله ويخرّبه من أيدي الأعداء، بل قال وهو أصدق الصادقين: ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ )، وقال: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِطُونَ )، وقال: ( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )، وقال: ( ثُلَّـةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ ). فهذه كلها مواعيد صادقة لتأييد الإسلام عند ظهور الفتن وغلبة المعاصي والآثام، وأيّ فتن أكبر من هذه الفتن التي ظهرت على وجه الأرض؟ وإن النصارى قد دخلوا على الناس من باب لطيف، وسحروا أعين الناس وقلوبهم وآذانهم بالمكائد التي هي دقيقة المآخذ، وأضلّوا خلقا كثيرا وجاءوا بسحر مبين.
ثم اعلم أن للمسيح الموعود كما جاء في الأحاديث ثلاث علامات:
الأول: أنه يجيء عند غلبة النصارى وعند غلبة مكائدهم وشدة جهدهم لإشاعة مذهب التنصر، فيأتي وينـزل فيهم ويكسر صليبهم ويقتل خنازيرهم، ولا يغزو ولا يحارب، بل كل ذلك يفعل بالقوة السماوية، والطاقة الروحانية، والأسلحة الفلكية، ويضع الحرب ويظهر كالمساكين.
والثاني: أنه يتزوج، وذلك إيماء إلى آية يظهر عند تزوُّجه من يد القدرة وإرادة حضرة الوتر، وقد ذكرناها مفصلا في كتابنا التبليغ والتحفة، وأثبتْنا فيهما أن هذه الآية سيظهر على يدي، ولولا هذه الآية لما كان سبب معقول لذِكر هذه العلامة، فإن التزوج ليس من أمور نادرة متعسرة، لكي يُقال إنه لا يقدر عليه كاذب إلا المسيح الصادق الذي جاء من رب العالمين، بل التزوج أمر عام يقدر عليه كل رجل ذي مال وثروة حتى الكافر والفاسق، فضلاً من أن يكون محدودا في نبيّ أو وليّ. فثبت أنه إشارة إلى آية عظيمة يظهر عند تزوُّجه، وقد فصلناها في كتابنا للناظرين.
الثالث: أنه يولد له، وهذا أيضا كلام إيماضي كمثل قوله يتزوج، وفيه إشارة إلى أنه يولد له ولدٌ صالح يُضاهي كمالاتِه، وإلا فما التخصيص في الأولاد فقط؟ أوجود الأولاد أمرٌ مستبعَد في غير المسيح؟ بل يوجد في كل قوم، وكاذب وصادق.
فهذه علامات للمسيح الصادق أنبأ بها خير المنبئين، وهي كلها صدقت في نفسي، وهذه من علامات يُعرَف بها صدقي.
ومن علامات أخرى أن الله تعالى أظهر على يدي بعض آيات، وأنبأني أخبارا قبل وقوعها، وقد استجاب كثيرا من أدعيتي، ونصرني في كل موطن، وقد فُتحتْ عليّ أبواب إلهاماته وأنا يومئذ ابن أربعين، فما تركني، وما ودّعني، وما أضاعني، بل خصّصني بالتحديث والمكالمة، وأمرني لأتمّ حجته على المتنصرين.
ولو كان عيسى حيا بجسده العنصري في السماء الثانية كما هو زعم قومي، فكان الواجب أن ينـزل في هذا الوقت، فإن الأمم قد هلكت بمكائد النصارى، وبلغت المفاسد منتهاها، والقعودُ على السماوات مع ضلالةِ أهل الأرض وفسادِ أُمّته شيءٌ عجيب، وما نعلم ما الفائدة في هذا القعود وإضاعة العمر. وما كان الله ليضيع عمره في زاوية السماوات وقد رأى أُمّته قد وقعت في هوة الهلاك، وأفسدت في الأرض أكثر مما أفسد الدجالون من قبل، ولا نظير لهم في إشاعة الكذب والشرك من آدم إلى هذا الوقت. ألا ترى أن موسى عليه السلام لما كلّم ربّه على طور سينين، واتخذت أُمّتُه مِن بعده عِجلاً جسدا له خُوار، كيف أنبأ الله موسى عليه السلام بهذه الواقعات كلها، وقال ارجِعْ إلى قومك بقدم العجلة، فإنهم قد هلكوا باتخاذ العِجل إلها، فرجع موسى غضبانَ أسفًا، وأخذ بلحية أخيه، ووقع ما تقرأ في القرآن، وما كان فتنةُ العجل أشدَّ من فتنة المتنصرين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام : " وأنت تعلم أن فتنة النصارى مع شدّة أهوالها وكثرة ضلالها وغلبتها على وجه الأرض كلها، قد امتدّتْ ومكثتْ إلى ألفَين من سَنةِ وفاة المسيح، ولكن ما نزل عيسى عليه السلام إلى هذا الوقت الذي أخبر عنه أهل الكشف كلهم، وما نرى آثار نزوله، فهذه أمور لا نرى جوابها عند هذه العلماء. وقد رأوا مني آيات فلم يلتفتوا إلى ذلك، وقالوا استدراج أو رمل، وبُهتوا لشدة إعجابهم، وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا، وكان لها من قلوبهم مكان، وفي أعينهم قدر، ولكنهم كذّبوا حسدا من عند أنفسهم، فنعوذ بالله من الحاسدين. وتركوا الحق المبين، واعتصموا بأقاويل ضعيفة. ألا يتدبرون أن الله ما رأى واقعة من معظّمات الواقعات الآتية إلا ذكرها في القرآن؟ فكيف ترَك واقعة نزول المسيح مع عظمة شأنها وعُلوّ عجائبها؟ ولِم ترَكها إن كانت حقًّا؟ وقد ذكَر قصّة يوسف وقال: ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصَ )، وذكَر قصة أصحاب الكهف قال: ( كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا )، ولكن لم يذكر شيئا من ذكر نزول عيسى من السماء من غير ذكر الوفاة، فلو كان النـزول حقًّا لما ترَك القرآنُ هذه القصة، ولذَكَرَها في سورة طويلة، ولجعَلها أحسن من كل قصة، لأن عجائبها مخصوصة بها، ولا نظير لها في قصص أخرى، ولجعَلها آية لأُمّة آخر الزمان. فهذا هو الدليل الصريح على أن هذه الألفاظ غير محمولة على الحقيقة، والمراد منها في الأحاديث مجدِّدٌ عظيم يأتي على قدم المسيح ويكون نظيره ومثيله، وأُطلقَ اسم المسيح عليه كما يُطلَق اسم البعض على البعض في عالم الرؤيا، وهذه سُنّة جارية في الوحي والرؤيا، وتجد نظيرها بكثرة في كتب الأحاديث وكتب تأويل الرؤيا، فالمراد منه مثيلٌ يكون للمسيح كوجوده، وينـزل بمنـزلة ذاته من شدة المماثلة، ويخرج عند غلبة النصارى، ويتم على يده حجة الله، ويُعلي كلمة الإسلام، ويُظهِر الدين على الأديان كلها بالحجج والبراهين. ومع ذلك نجد في القرآن أن في آخر الزمان تغلب النصارى على وجه الأرض، وينسلون من كل حدب، ويهيجون الفتن، ويصولون على الإسلام بمكائدهم، ويجلبون عليه رَجِلَهم وخَيْلَهم، ولا يتركون من كيد في إطفاء نور الإسلام، فعند ذلك ينظر الرب الكريم إلى هذه الأمة المرحومة الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة، فينفخ في الصور، ويُعلِّم أحدًا منهم من عنده علما وعقلا، ويُعطي له آيات، ويُنـزله منـزلةَ عيسى بن مريم، فينير الحق ويُبطل كيد الخائنين. وأما إقامته في مقام عيسى وتسميته باسمه فله وجهين:
الأول: أن المجدد لا يأتي إلا بمناسبة حال قوم يريد الله أن يتم حجته عليه، فلما كانت الأعداء قوم النصارى، اقتضت الحكمةُ الإلهية أن يُسمّى المجدّد مسيحا.
والثاني: أن المجدّد لا يأتي إلا على قدم نبي يشابه زمانُ المجدد زمانَه، فهنا قد شابَهَ زمانُ قومنا بزمان المسيح، فإن عيسى عليه السلام قد جاء في وقت ما بقيت فيه رياسة اليهود، وتملكت السلطنةُ الرومية عليهم، ومع ذلك جاء في وقت قد فسدت قلوب علماء اليهود، وزاغت آراؤهم، وكثرت فيهم المكائد والفسق والفجور وحبّ الدنيا والخسّة والسفاهة والنفاق والجدال، وغير ذلك من الأخلاق الرديّة ((( المسيح الموعود يقصد هنا مشايخ المسلمين أنهم شابهوا بأخلاقهم أخلاق اليهود ))) وكذلك كان حال قومنا في هذا الوقت، فاقتضت حكمة إلهية أن تسمي المجدِّدَ عيسى ابن مريم، رعايةً لحالات المخالفين والموافقين.
وأقم الصلاة .
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وآيات من سورة هود .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(فَلَا تَكُ فِی مِرۡیَةࣲ مِّمَّا یَعۡبُدُ هَـٰۤؤُلَاۤءِۚ مَا یَعۡبُدُونَ إِلَّا كَمَا یَعۡبُدُ ءَابَاۤؤُهُم مِّن قَبۡلُۚ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمۡ نَصِیبَهُمۡ غَیۡرَ مَنقُوصࣲ ۝ وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ فَٱخۡتُلِفَ فِیهِۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِیَ بَیۡنَهُمۡۚ وَإِنَّهُمۡ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُ مُرِیبࣲ ۝ وَإِنَّ كُلࣰّا لَّمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمۡ رَبُّكَ أَعۡمَـٰلَهُمۡۚ إِنَّهُۥ بِمَا یَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ ۝ فَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡا۟ۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیرࣱ ۝ وَلَا تَرۡكَنُوۤا۟ إِلَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِیَاۤءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ۝ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَیِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَـٰتِ یُذۡهِبۡنَ ٱلسَّیِّـَٔاتِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّ ٰ⁠كِرِینَ ۝ وَٱصۡبِرۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا یُضِیعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝ )
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة العصر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ وَٱلۡعَصۡرِ ۝ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَفِی خُسۡرٍ ۝ إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلصَّبۡرِ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
==============
والحمد لله رب العالمين .
ملاحظة : الكلمات التي تكون بين ثلاثة أقواس هي شرح من كلام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق