راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 2 ديسمبر 2022

درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من الروم .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من الروم .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة الروم ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك ، و أنهى الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .


بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة الروم ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

صفات الحروف :

القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

يقول تعالى في هذا الوجه العظيم :

{وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} :

(و إذا مَسَّ الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذت أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون) يُجلّي سبحانه و تعالى جانب من جوانب نفسيات البشر ، فيقول أنه وقت الكرب و الضيق و الألم ، يكون الإنسان بشكل تلقائي متوجهاً لتلك القوة الخفية التي تحكم العالم و هي الله سبحانه و تعالى ، فيقول : (و إذا مَسَّ الناس ضر) أي إذا أحاط بهم من كل إتجاه ، لأن المَسّ هو الإحاطة و الدخول و التداخل ، عكس اللمس ، اللمس يكون من الخارج فقط ، لكن المَسّ الإحاطة و التداخل ، (و إذا مَسَّ الناس ضر) أي أحاط بهم الضر و مَسَّهم و تداخل معهم ذلك الضرر ، (دعوا ربهم) دعوا إيه؟ الله ، (منيبين إليه) أي تائبين إليه ، راجعين إليه ، (ثم إذا أذاقهم منه رحمة) ربنا لما يفَرّج عن الناس ، (إذا فريق منهم بربهم يشركون) تلاقي/تجد الناس تفتري و تكذب و تشرك بالله عز و جل و تبطر و تكفر بنعمة الله ، و العياذ بالله ، فالله سبحانه و تعالى يذكر هذا الجانب من جوانب نفسيات البشر لكي نمتنع عنها و لكي نعالجها و لكي نتجنبها و لكي نعمل على تصحيحها ، فربنا سبحانه و تعالى بيقول لهم إيه؟ .
___

{لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} :

فربنا سبحانه و تعالى بيقول لهم إيه؟ : (ليكفروا بما آتيناهم) يعني هنا إيه؟ تهديد ، عاوزين/تريدون تكفروا اكفروا ، إنتم مخيَّرين ، أنتم مخيَّرون ، (فتمتعوا فسوف تعلمون) سوف تعلمون عاقبة ما فعلتم .
___

{أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ} :

(أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون) يعني اللي كانوا بيشركوه بي ده ، هل هو نزل في أوراق أو في وحي مُنزل من الله سبحانه و تعالى ، هذا معنى : (أم أنزلنا عليهم سلطاناً) يعني هل لديهم سلطان من الوحي ، فيه تعاليم ذلك الشرك الذي أشركوه؟؟ و فيه خطوات ذلك الذنب الذي أذنبوه؟؟ فهنا سؤال إستنكاري من الله عز و جل ، (أم أنزلنا عليهم سلطاناً فهو يتكلم بما كانوا به يشركون) .
___

{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} :

(و إذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها و إن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) يُبين/يوضح تاني سبحانه و تعالى ذلك الجانب ، أن الله سبحانه و تعالى إذا أعطاهم الرحمة و النعمة و السعة و الراحة يفرحوا ، و لا بأس بالفرح و لكن يجب أن يكون مع شكر و مع إتضاع أي مع تواضع و خشوع ، (و إن تصبهم سيئة) أي شر و العياذ بالله ، (بما قدمت أيديهم) أي بسبب ذنوبهم و العياذ بالله ، (إذا هم يقنطون) يعني ييئسون يأساً عظيماً ، لأن القنوط هو اليأس العظيم الذي لا يُخالجه أمل ، و هذا معنى القنوط ، و هناك في المدونة مقالة تُسمى (القنوت و القنوط) أو (القنوط و القنوت) ، و بَيَّنَّا/وضحنا الفرق بين القنوط و القنوت .
___

{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} :

(أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر) مش عارفين إن ربنا سبحانه و تعالى يعطي الرزق و يبسطه و يزيده لمن شاء ، و كذلك يقلله لمن أراد ، لأن الله سبحانه و تعالى خبير عليم ، يعلم ما ينفع الإنسان و يعلم طبائع البشر ، و هو الله المُرَبّي ، الله المُرَبّي سبحانه و تعالى ، فهو عليم بذات الصدور ، عليم بمآلات الأمور ، و تكييفات الله سبحانه و تعالى تناسب طبائع النفوس البشرية ، كل نفس بما اقتضت أن تستجلب قدر الله عز و جل ، و هي إرادة الله سبحانه و تعالى المحيطة التي تعلم خير البشر ، (أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) مع الوقت و السنين و مرور الأعوام ، يعلم الإنسان أن قدر الله سبحانه و تعالى في ذلك الوقت و في ذلك المكان و في ذلك الزمان ، كان هو قمة الخير و قمة النعمة ، من الذي يعرف ذلك؟ المؤمنين المتدبرين .
___

{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} :

(فآت ذا القربى حقه و المسكين و ابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله و أؤلئك هم المفلحون) الله سبحانه و تعالى يحث على البِر ، أعمال البِر ، (فآت ذا القربى حقه و المسكين و ابن السبيل) يعني تودد إلى الأقارب و الفقراء و الأغراب الذين ليس لهم محل في مكان ، ابن السبيل اللي هو الغريب ، المسافر الغريب ، المسكين اللي هو إيه؟ الفقير أو الذي إيه؟ يجد قوت يومه بالكاد ، (ذلك خير للذين يريدون وجه الله) الذي يريد وجه الله فليعمل على جبر الخواطر و يعمل بالبِر ، (و أؤلئك هم المفلحون) أي الفائزون في الدنيا و الآخرة .
___

{وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} :

(و ما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) ربنا هنا بيُحذر من الربا ، لأن الربا حرب ، حرب على الله و رسوله ، لأنها تزيد الفقراء فقراً و تزيد الأغنياء غناً ، و تجعل المجتمع مجتمع رأسمالي متوحش ، لا يبالي بالطبقات الفقيرة بل يستنزفها و يعتصرها و يهتصرها ، الله سبحانه و تعالى حذر من الربا ، يعني لما واحد يِديّك/يعطيك مثلاً ، مثلاً يعني عشرة كيلو قمح ، يقول لك : رجعهملي/أرجعها لي كمان/بعد ست شهور أو كمان/بعد سنة إيه؟ ١٣ كيلو قمح ، ده ربا ، لا يجوز ، اللي يديهولك/يعطيك سلعة ترجعهاله/ترجعها له بنفس السلعة ، و بإيه؟ و بنفس الإيه؟ الجودة ، إدالك/أعطاك مثلاً إيه؟ خمسين جرام ذهب ، قالك : إديهالي/أعطيني إياها كمان/بعد سنة : سبعين جرام ، ده ربا ، حرام ، إدهاله/أعطيه زي/مثل ما هي خمسين ، نفس القيمة ، إذاً سلعة بسلعة ، بضاعة ببضاعة ، نفس النوع و نفس الجودة و نفس القيمة ، بس/فقط ، هو ده إذا زدت/أزدت عليه يُسمى ربا ، أي شيء آخر لأ/لا ، تمام؟ ، (و ما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس) يعني تعطوا إنتو إيه؟ الزيادة دي ، اللي هي الربوية عشان/من أجل يزيد ، يربو في أموال الناس ، يزود أموال المرابين يعني ، المجرمين دول/هؤلاء ، ربنا بيقول إيه؟ (فلا يربو عند الله) المال اللي إنت زودته دوت/هذا ربا ، مش هيزيد عند ربنا بل سيكون عليك ذنب و عذاب ، لأنك شاركت بإيه؟ بالعملية الربوية الحقيرة المقيتة التي هي ضد المجتمعات ، (و ما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم الْمُضْعِفُونَ) الزكاة هي بقى المحببة على حسب نصابها ، و على حسب نسبتها في الأموال كام/كم و في الزروع كام/كم ، و هكذا ، (فأولئك هم الْمُضْعِفُونَ) الْمُضْعِفُون الذين إيه؟ يزودون حسناتهم عند الله عز و جل ، و يزودون خزائنهم عند الله عز و جل في جنات النعيم ، بشرط أن يريدوا بتلك الزكاة وجه الله ، يعني يكونوا من المحسنين و من المخلصين .
___

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُم مِّن شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} :

(الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم) يُبين/يوضح سبحانه و تعالى عمل من أعماله و صفة من صفاته ، أنه يَخلُق ، يبدأ الخلق من العدم ، و ثم يرزق المخلوقين ، ثم يميتهم ، ثم يُحييهم أي يبعثهم مرة أخرى في سلسلة لا تنتهي ، لأن صفات الله أبدية أزلية لا تتعطل ، (هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء) في حد/أحد من الشركاء اللي أشركتموهم مع الله ، يفعل هذه الأمور؟؟ ، بكل بساطة يعني ، في حد/أحد من اللي الناس بتعبده من دون الله أو بيشركه مع الله عز و جل ، يخلق من العدم؟؟ هل يفعل ذلك؟ أو يميت و يحيي على الحقيقة؟؟ ، (سبحانه و تعالى عما يشركون) تنزيه لله عز و جل عن ذلك الشرك و عن ذلك الزنا القلبي ، لأن الشرك هو زنا قلبي .
___

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} :

(ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس) أي فساد في البر و البحر و اختلال التوازن في الفطرة ، يكون بسبب إيه؟ شر الإنسان و العياذ بالله ، زي/مثل إيه؟ الإحتباس الحراري اللي العالم فيه دلوقتي/الآن ، بسبب إيه؟ طمع و جشع الدول الغربية و الدول الإمبريالية و الدول الصناعية ، محدش قالك/لم يقل لك أحد ماتصنَّعش/لا تَصنع و ماتصنعش/لا تُصَنّع ، و لكن حافظ على البيئة ، حافظ على التوازن البيئي اللي ربنا خلقه لنا ، عشان إيه؟ نحيا حياة كريمة على هذه الأرض ، دلوقتي كل دولة طمّاعة من الدول الصناعية الكبرى ، عاوزة/تريد تصنع أكتر و تصدر أكتر عشان تزود/تزيد مكاسبها ، طيب ما هم مش عارفين/لا يعرفون إن الإحتباس الحراري الناتج عن المصانع هيزود درجة حرارة الأرض و يُذيب الثلوج و ترتفع مناسيب الإيه؟ البحار ، تمام؟ و كمان/أيضاً قطع الغابات بشكل إيه؟ مافيهوش/لا يوجد فيه توازن و عدم التشجير ، يؤدي إلى اختلال رئة العالم ، فبالتالي ثاني أكسيد الكربون مش هيجد مَصرَف يروح/يذهب فيه ، لن يجد مَصرَف يذهب إليه ، لأن إحنا/لأننا عارفين إن الغابات دي إيه؟ رئة العالم بتاخذ ثاني أكسيد الكربون و بتدينا/بتعطينا أكسجين ، فدمرنا الغابات أو جزء كبير منها و ماعاودناش/لم نعد نشجر بعد قطع إيه؟ الغابات أو أجزاء منها ، العالم هيختل/سيختل ، التوازن الطبيعي اللي ربنا حطه و وضعه يعني ، يعني في هذه الدنيا سيختل بسبب إيه؟ جشع البشر ، هو ده بقى : (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس) البَر تلوث ، و البحر أيضاً إيه؟ تلوث ، تجد المحيطات الآن مليئة إيه؟ بالمخلفات الصناعية و البلاستيك ، بتأثر على إيه؟ على الأسماك و على الطحالب ، البلاستيك ده بيخش/بيدخل في دورة غذاء الإنسان بعد كده ، يبقى ضار و العياذ بالله ، و ده بما كسبت أيدي الناس ، خلي بالك ، ربنا هنا بيدي/بيعطي تنويهات و إشارات و كلمات مفتاحية عشان يعطينا فرصة للتدبر ، هو ده أسلوب القرآن دايماً/دائماً ، (ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا) ليكون الجزاء من جنس العمل يعني ، (ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) يمكن يرجعوا و يتوبوا و يستغفروا و يُنيبوا ، و كلمة (لعلهم) تفيد أن الإنسان مُخَيّر و باختياره يكون فيما يليه مُسيّر في سلسلة متتابعة من التخييرات تتبعها التسييرات ، حد عنده أي سؤال؟؟ .
__

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق