راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 26 أبريل 2024

صلوات الجمعات و عيد الفطر

 

صلوات الجمعات و عيد الفطر 

::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

صلوات الجمعة من 2024/3/22 إلى 2024/4/12 .







صلاة الجمعة 2024/4/12


///////////////////////////////


صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2024/4/12


يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .


قام شهاب اليوسفين ارسلان برفع الأذان :


الله اكبر الله اكبر


الله اكبر الله اكبر


اشهد ان لا اله الا الله


اشهد ان لا اله الا الله


اشهد ان محمدا رسول الله


اشهد ان محمدا رسول الله


حى على الصلاة


حى على الصلاة


حى على الفلاح


حى على الفلاح


الله اكبر الله اكبر


لا اله الا الله


ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .

ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب الهدى والتبصرة يقول الامام المهدي الحبيب : في ذكر

 الفلاسفة  والمنطقيّين

لعلك تقول بعد ذلك إن الفلاسفة والمنطقيّين يقدرون على أن يصلحوا مفاسد هذا الزمان، فإنهم يتكلّمون بالحجّة والبرهان، ويصلون إلى نتيجة صحيحة بعد ترتيب المقدِّمات، ولا يبقى الإشكال بعد شهادة الأشكال في المعضلات. 

فنقول إن هذه العلوم مفيدة بزعمك مِن غير شك في بعض الأوقات، وتُثبِتُ خيانةَ مَن خان ومان وتُنجي من الشبهات، ومَن تعلّمها يصير بيانه موجَّهًا وحُلُوَّ المذاقة، ويتراءى يراعُه مليحَ السياقة، وإنّ أهلها يزيد رعبًا على الكافرين، ويطّلع على خيانة المفسدين، وبها يُزيِّن الإنسان روايته، ويستشفّ كلَّ أمر وينقّد درايته، ويبكّت بالحجّة كلَّ من يعوي، ويشوّق الآذان إلى ما يروي، وينطق كدرر فرائد، ولا يكابد فيها شدائد، ولا يخاف عند النطق رُعْبَ مانع، ولا يأتي بِنِيٍّ غيرِ يانع، ويقتحم سُبل الاعتياص، ويسعى لارتياد المناص، وربما يفكّر ويعكف نفسه للاصطلاء، لينجي نفوسًا من جهد البلاء. 

هذا قولك وقولُ مَن يشابه قلبُه قلبَك، ولكن الحق أن هؤلاء من الفلاسفة والحكماء، وأهل العقل والدهاء، لا يقدرون على دفع هذا البلاء، بل هم كبلاء عظيم لأبناء الإسلام والطلباء، وكلّ ما زَقُّّوا صبيانَ المسلمين، فهو ليس إلا كالسُّموم، وأخرجوهم من رياح طيبة وتركوهم في السَّموم. بئسما علّموا وبئسما تعلّموا.

(( وانا اقول ان الفلسفة والمنطق ليست شرا على اطلاقها ، بل فيها فوائد كثيرة ، ولكن هنا يقصد الامام المهدي الفلسفة والمنطق التي تخالف النور والوحي الالهي ، والتي تمتنع عن الاعتراف بالروحانيات ، اما الفلسفة والمنطق في حد ذاتها فهي علم يُتعلم ، ويستفاد منه ، ولكن يجب الا يغفل جانب الروح والوحي وتحقق النبوءات في منهج الفلاسفة والمنطقيين .)) 

يقول الامام المهدي الحبيب: 

في ذكر مشايخ هذا الزمان

لعلك تقول إن مشايخ هذا الزمان، الذين عُدّوا من أولياء الرحمان، هم قوم مصلحون، فليحفِدْ إليهم المسلمون، فإنهم فانون في حب حضرة الكبرياء، ولا يضيّعون الوقت في الزهو والخيلاء، بل يريدون أن ينتهج الناس مهجّة الاهتداء، ويُنقَلوا من فِناء الأهواء إلى مقام الفناء، وقد آثروا تلاوة القرآن على اللهو بالأقران. تراهم جالسين في الحجرات، منقطعين إلى رب الكائنات.

فاسمعْ مني.. إنّا نؤمن بوجود طائفة من الصلحاء في هذه الأمّة، ولو كان الناس يكفّرونهم ويؤذونهم بأنواع الفِرْية والتهمة، ولكنّا نجد أكثر مشايخ هذا الزمان، مرائين متصلّفين متباعدين من سبل الرحمان. يُظهِرون أنفسهم في المجالس كالكبش المضطمِر، وليسوا إلا كالذئاب أو النمر. يحمدون أنفسهم متنافسين، ويقولون إنّا أهل الله ما أطعنا مُذْ يَفَعْنا إلا ربّ العالمين، وإن نفوسنا مطهّرة، وكؤوسنا مُتْرَعة، ونحن من الفقراء، والمتبتّلين إلى الله ذي العزّة والعلاء. ولم يبق فيهم كرامة مِن غير ذرف الغروب، مع عدم رقّة القلوب. وما بقي بدعة إلا ابتدعوها، ولا مكيدة إلا تقمّصوها. ولا يوجد في مجالسهم إلا رقص يُمزَّق به الأردية، ويدمي الأقفية. وبما وسعت الدنيا عليهم بُدّلتْ عرائكُهم، وصار مصلّى الحجرات أرائكَهم، فهذا هو سببُ نقيصة رويّتِهم ودهائهم، وطُرقِ إباحتهم وقلّة حيائهم. وإن الله إذا سلب من نفسٍ التقوى الذي هو أشرف النِّعم، فجعل تلك النفسَ كالنَّعَم، وإذا ختم على قلب نزَع منه نكات العرفان، وجعله كجبانٍ وحيلَ بينه وبين شجاعة الإيمان، فيصبحون كالنسوان لا كالفتيان، ولا يبقى فيهم مِن غير حُلِيِّ النسوة، مع شيء من الخيلاء والنخوة، ويُنـزَع عنهم لباس الحِكَمِ البارعة، والكلمِ البليغة الرائعة، ولا يُعطَى لهم حظّ من مِسْك المعارف وريحِه الفاتحة. تكدّرَ سراج الإسلام مِن تكدُّر زيتِهم، وما هُمْ إلا كراويةٍ لبيتهم. أنقضَ ظهرَهم أثقالُ العيال، فيحسبون همومهم كالجبال الثقال، ويحتالون لهم كل الاحتيال، فما لهم ولدين الله ذي الجلال. تعرف رويّتَهم برُوائهم، وخيالَهم بخيلائهم. وقد وضح بصدق العلامات، وتَوالِي المشاهدات، أنّ أكثر هذه الفقراء ليس لهم حظّ من التقاة، ولا رائحة من الحصاة. يرون انهتاكَ حرمةِ الدين ولا يخرجون من الحجرات، ولا تتوجّع قلوبهم كالحُماة، بل سَرَّهم مشاغلُهم بالأغاني والمغنّيات، والمزامير مع قراءة الأبيات، ولا يعلمون ما جرى على أمّة خير الكائنات، وما قرأوا من مشايخهم سَبَقَ المواساةِ. يجمعون كلّ ما يُعطى ولو كان مال الزكاة والصدقات. تحسبهم أحياءً وهم كالأموات، إلا قليلا من عباد الله كذرّة في الفلوات، وتجد أكثرهم غريق البدعات والسيئات. فيا أسفًا عليهم! ما يجيبون الله بعد الممات؟ وكل ما كثُر مِن اجتراء النصارى والمتنصّرين، فلا شك أن إثمه على هؤلاء الغافلين من المشايخ والعالمين، فإن الفتن كلها ما حدثت إلا بتغافل العلماء والفقراء والأمراء، فيُسألون عنها يوم الجزاء. قالوا نحن معشر العلماء والفقراء، ثم عملوا عملا غير صالح بالاجتراء، وطلبوا رزقهم بالمكائد والرياء. وترى بعض علمائهم تركوا شغل العلم وأخلدوا إلى الأرض وفِكر الزراعة، وما حفظوا مقامهم وما طلبوا فضل الله بالضراعة، وحسبوا عزازةً في الفلاحة، ونسُوا حديث الذلّة الذي ورد بالصراحة. فالحاصل أنهم اختاروا مشاغل أخرى كالحارثين، فكيف يقلِبون الطَرْفَ إلى الدين وينصرون الدين؟ وكيف يجتمع في قلب واحد فكرُ العُرمة وفكر الأُمّة؟ ومَن خرّ على دَوِيل لن يُفتح له باب الدولة. 

 




ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب : 

يسألون الناس كالنائحات والنادبات، وأضاعوا القائت في فكر الأقوات. وترى بعضهم يرهنون قبور آبائهم عند غرمائهم، ليتصرّفوا فيما وُقف عليها وليأكلوا ما عُرض على أجداث كبرائهم. وإنْ قلتَ، يا عافاك الله، أحسبتَ قبرَ أبيك شيئًا يُباع ويُشترى، يقول اسكتْ يا فضولي، لا تعلم ما نعلم ونرى. ويعُدّون إلى ألفٍ مِن كرامات أسلافهم، وما يخرج دُرٌّ مِن خِلْفِهم مِن غير إخلافهم. يدورون برُكْوةٍ اعتضدوها، وعصا اعتمدوها، وسُبحةٍ عدُّوها، ولِحًى طوّلوها ومدّوها، وحُللٍ خضّروها، وبَشرةٍ نضّروها، كأنهم أبدال أو أقطاب، ثم يظهر بعد برهة أنهم كلاب أو ذئاب، وغايةُ هِممهم جِراب، تُملأ فيه دراهم أو قَسْب وكِناب. لا تجد فيهم علامة مِن فقرهم من غير الذوائب المرسلة إلى تحت الآذان، كمثل العلماء الذين لا يعلمون مِن غير رسم الإمامة والأذان. ولا تجد في حجراتهم أثرًا من بركات، بل تجد كل أحد أبا أبي زيد في كذب وهَناتٍ. يأكلون أموال الناس بادّعاء القُطْبيّة والبَدَليّة، ولا يعلمون مِن غير طواف القبور والبدعات الشيطانية. وبعضهم في المجامع يتغنّون، وكمثل وليدةِ المجالس يرقصون، وعلى رأس كل سنة لتجديد البدعات يجتمعون. تجد فيهم مكيدة السنّور والفأرة، وسُمّ الحيّة والجَرارة. لا يوجد فيهم من الديانة إلا اسمها، ولا من الشريعة إلا رسمها. تركوا أحكام الله ذي الجلال، وخرقوا شريعة أخرى كالمحتال، ونحتوا من عند أنفسهم أنواع الأوراد والأشغال، لا يوجد أثرها في كتاب الله ولا في آثار سيد النبيين وخيرِ الرجال، ثم يقولون إنّا نؤمن بخاتم النبيين، وقد خرجوا من الدين كإخوانهم من المبتدعين. أنَزَلَ عليهم وحيٌ من السماء فنُسِخَ به القرآن وسُنّة سيّد الأنبياء؟ كلا.. بل اتّبعوا الشياطين، وآثروا الإباحة وأهواء النفس على ما أنزل أرحمُ الراحمين، وجاءوا بمحدَثات خارجة من الدين، وأحدثوا بدعات بعد نبيِّنا المكين الأمين، وبدّلوا حُللاً غيرَ حُلل المسلمين، وقلّبوا الأمور أكثرَها كأنهم ليسوا من المؤمنين. المزامير أحبُّ إليهم من تلاوة القرآن، ودقاقير الشعراء أملحُ في أعينهم من آيات الله الرحمان. (( هنا الامام المهدي الحبيب يتحدث عن مشايخ الصوفية المبتدعة الذين اشغلوا انفسهم بالبدعات والخرافات ، بل كان منهم من كان يتعامل مع الجن والشيطان ، والعياذ بالله ، فهنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يحذز من مشايخ الصوفية ، كما انه حذر في الخطبات السابقة من مشايخ الوهابية ، فهكذا المسيح الموعود حكم عدل ، حكم عدل)) يقول الامام المهدي الحبيب: المزامير أحبُّ إليهم من تلاوة القرآن، ودقاقير الشعراء أملحُ في أعينهم من آيات الله الرحمان.

خرجوا من الدين كما يخرج السهم من القوس، وداسوا أوامر الله كل الدوس. ما ترى فيهم ذرّة من اتّباع السُنّة، ولا كفتيل من السِير النبوية. وكثير منهم فتحوا أبواب الإباحة، وأَوَوا إلى عقيدةِ وحدة الوجود ليكونوا آلهة وليستريحوا من تكاليف العبادة. يقولون إن كثيرًا من الناس رأوا مِن دعائنا وجهَ الأهواء، ليُظَنَّ أن الأمر كذلك وهُمْ من الأولياء، وليسعى الناس إليهم بدارهم كما يسعون إلى الصلحاء. وإذا قُرئ عليهم كتاب الله أو قول رسوله لا يُطرِبهم شيء من ذلك، ثم إذا قُرئ بيت من الأبيات فإذا هم يرقصون. ومَن لعنه الله فمَن يفتح عيونه؟ ومَن لعنه الله فمَن يفتح عيونه؟ فليعملوا ما يعملون.

وأقم الصلاة. 


قام شهاب اليوسفين ارسلان بإقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الأعلى.

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }

{ بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى (2) ٱلَّذِی خَلَقَ فَسَوَّىٰ (3) وَٱلَّذِی قَدَّرَ فَهَدَىٰ (4) وَٱلَّذِیۤ أَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ (5) فَجَعَلَهُۥ غُثَاۤءً أَحۡوَىٰ (6) سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰۤ (7) إِلَّا مَا شَاۤءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ یَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا یَخۡفَىٰ (8) وَنُیَسِّرُكَ لِلۡیُسۡرَىٰ (9) فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ (10) سَیَذَّكَّرُ مَن یَخۡشَىٰ (11) وَیَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى (12) ٱلَّذِی یَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ (13) ثُمَّ لَا یَمُوتُ فِیهَا وَلَا یَحۡیَىٰ (14) قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ (15) وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ (16) بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا (17) وَٱلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰۤ (18) إِنَّ هَـٰذَا لَفِی ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ (19) صُحُفِ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَمُوسَىٰ (20) }


وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة العصر .

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) وَٱلۡعَصۡرِ (2) إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَفِی خُسۡرٍ (3) إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلصَّبۡرِ (4) }


///////////////////////////////


ثم جمع صلاة العصر .

والحمد لله رب العالمين .









صلاة عيد الفطر ٢٠٢٤/٤/١٠


=============================


بعد تكبيرات عيد الفطر الجماعية صلى سيدنا رسول الله خليفة المسيح السادس يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام صلاة عيد الفطر ركعتين قرء في الركعة الاولى سورة الفاتحة والطارق  : 

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) وَٱلسَّمَاۤءِ وَٱلطَّارِقِ (٢) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ (٣) ٱلنَّجۡمُ ٱلثَّاقِبُ (٤) إِن كُلُّ نَفۡسࣲ لَّمَّا عَلَیۡهَا حَافِظࣱ (٥) فَلۡیَنظُرِ ٱلۡإِنسَـٰنُ مِمَّ خُلِقَ (٦) خُلِقَ مِن مَّاۤءࣲ دَافِقࣲ (٧) یَخۡرُجُ مِنۢ بَیۡنِ ٱلصُّلۡبِ وَٱلتَّرَاۤىِٕبِ (٨) إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجۡعِهِۦ لَقَادِرࣱ (٩) یَوۡمَ تُبۡلَى ٱلسَّرَاۤىِٕرُ (١٠) فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةࣲ وَلَا نَاصِرࣲ (١١) وَٱلسَّمَاۤءِ ذَاتِ ٱلرَّجۡعِ (١٢) وَٱلۡأَرۡضِ ذَاتِ ٱلصَّدۡعِ (١٣) إِنَّهُۥ لَقَوۡلࣱ فَصۡلࣱ (١٤) وَمَا هُوَ بِٱلۡهَزۡلِ (١٥) إِنَّهُمۡ یَكِیدُونَ كَیۡدࣰا (١٦) وَأَكِیدُ كَیۡدࣰا (١٧) فَمَهِّلِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَیۡدَۢا (١٨) }




وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة والنصر : 

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (٢) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (٣) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (٤) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (٥) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (٦) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (٧) }

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (١) إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (٢) وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا (٣) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا (٤) .



ثم بعد التسليم كبّر فقال :


الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله.

الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .


الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله.

الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .


الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله.

الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .



الحمد لله وحده الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد : لدينا اليوم في صلاة عيد الفطر المبارك كلام من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب الهدى والتبصرة لمن يرى ، يقول الامام المهدي الحبيب : 

في ذكر
أهل الجرائد والأخبار .

لعلك تقول بعد ذلك إن أهل الجرائد والأخبار، يستحقّون أن يصلحوا مفاسد البلدان والديار، فأقول، رحمك الله، إنه خطأ في الأفكار. أتُبرَأُ مِن هؤلاء أمراضُ النفوس، ووساوس القسوس؟ نعم، لا شك أن هذه الصناعات تفيد قومنا لو رعَوه حق المراعاة، وتكون كهادٍ إلى مجاهل، وتقود إلى مناهل، وتكون كناصر للدينيات. وإن الجرائد مرآة تُري الغائب كالمشهود، والغابر كالموجود، وتكون الوصلةَ إلى بعض الخفايا، بل قد تُعينُ على فصل القضايا، وتُرِي الأمور القريبة والبعيدة كتقابُل المرايا، وتهيّئ كلّ عبرة لأولي الألباب، وتخبر مِن طرق النجاة والتباب، وتنبئكم كل يوم كيف تتغير الأيام، وكيف تقوى المجامع وتغور المنابع العظام، وكيف تخلو المرابط ويهوي الأمراءُ مِن إمرتهم، بعد ما أُودعتْ سرَّ الغنى أسرّتُهم، وتخبر مِن أخبار المحاربين الغالبين منهم والمنهزمين، والفائزين منهم والخائبين. ولولا الأخبار لانقطعت الآثار، وجُهِلَ الدولُ وما عُلم الأبرار والأخيار، وتقطّعت سلسلة تلاحُق الأفكار، وتكميل الأنظار، ولضاعت كثير من آراءِ وتجاربِ أهل عقل ودهاء، وما بقي سبيل إلى تعرُّف أهل السياسات، ومعرفةِ أهل العقول والاجتهادات. ولولا التاريخ لصار الناس كالأنعام، ولولا التاريخ لصار الناس كالأنعام، ولضيّعوا سلسلة الأيام والأعوام، وقد سُلّمتْ ضرورته مذ سُلّتْ السيوف من أجفانها، وبُرِئَ الأقلام لجولانها، ولا نقدر على موازنة الأوّلين والآخرين إلا بإمداد المؤرّخين، وهو الذي يحمل آثار بُناةِ المجد، ويشيع أذكار أرباب الجدّ، وهو زينة للدين، وسنة الله في كتبه والفرقان المبين. والدين الذي لم يحصّله تحت أَسْرِه، ولم يصاحبه في قصره، فليس هو إلا كبيتٍ بُني في موضع يُخاف عليه من صدمات السيل، وربما يذهب السيل بمتاعه ويغادره كغبار سنابك الخيل، ومَن فقَد عصا التاريخ يمشي كأقزل، ومَن فقَد عصا التاريخ يمشي كأقزل، ولا تتحرك رجله مِن غير أن تتخاذل، فيُنهَب ذلك البيت مِن صول الجهل وسيله، ومَن تبوّأه يُتلِف دُررًا جمَعها في ذيله، وربما يُنسيه الشيطان ما هو كعمود الملّة، ويغادر بيتَه أنقى من الراحة، فيكون مآل هذا الدين أنه يُرمَى بالكساد، ويتلطّخ بأنواع الفساد. والدين الذي يُؤيَّد بصحف التاريخ والجرائد وضبط الأخبار، لا تُعفَّى آثاره بل يؤتي كعذيقٍ أُكُلَه كلَّ حين من أنواع الثمار، ويُخرِج كل وقت مِن معادن الصدق سبائكَ الفضة والنُّضار، وأخباره تُسكِّن القلوب عند مساورة الهموم والكرب، وتقصّ قصص المصابين على القلب المكتئب، وتشدّد الهمم للاقتحام، في الأمور العظام، وتشجّع القلوبَ المزءودة بنموذج الفتيان الكرام، فإن نموذج الفتيان والشجعان، يقوّي القلوب ويزيد جرأة الجنان. فوجب شكرُ الذين يعثرون على سوانحِ زمنٍ مضى أو على سوانح أهل الزمان، ويُخبِرون عن ضعف الإسلام وقوّة أهل الصلبان. وكم من جهالة مسّتْ قومَنا من قلّة التوجّه إلى التواريخ وأخبار الأزمنة والديار، وعرَض عليهم النصارى بعض القصص محرّفين مبدّلين كما هو عادة الأشرار، وأهلكوهم وبلّغوا أمرهم إلى البوار والتبار، وطمعوا في إيمانهم، بل جذبوا فوجًا منهم إلى صلبانهم، وهذا أمر يزيد بَلْبال العاقلين، ويهيّج الأسفَ على عمل المفسدين. 




ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم قام مكبرا 

الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله. 

الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .


الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله.

الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .


الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله.

الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .


يقول الامام المهدي الحبيب : ثم مع هذه الفضائل، مالَ أكثر أهل الجرائد في زمننا إلى الرذائل، وجمعوا في أنفسهم عيوبا سفكتْ جميع ما هو من حسن الشمائل. ما بقي فيهم ديانة، ولا صدق وأمانة. يسيل من أقلامهم سيل الأكاذيب، يسيل من أقلامهم سيل الأكاذيب، ويسفكون دم الحق عند الترغيب والترهيب. يحمدون لأغراض، ويسبّون لأغراض، وجعلوا أهواءهم قِبْلتَهم في كل توجّه وإعراض، وازدراءٍ وإغماض. يتقاعسون مِن مُبارز ويصولون على أحراض. يكذبون كثيرا وقَلّما يصدقون، وفي كل واد يهيمون. ليس فيهم مِن غير خلّابة العارضة، والهذرِ عند المعارضة. لا يقدرون على عذوبة الإيراد، مِن غير كذب وهزل وتركِ الاقتصاد. ولا يمسّون نفائس الكلمات، إلا بمزج الأباطيل والجهلات. يبغون نزهةَ سوادهم بالهزليات، ويستميلونهم بالمضحكات والمبكيات. ويريدون اختلاب القلوب، ولو كان داعيا إلى الذنوب. ويقولون كل ما يقولون رياءً أو استمالةً للأعوان، لينهلّ نَدَى أهلِ الثراء والثروة عليهم وليرجعوا بالهَيل والهَيلَمان، وليتسنوا قيمتهم، ويستغزروا دِيمتهم، ولذلك يرقبون ناديَهم ونداهم، وإنْ خُيّبوا فيلعنون مَغْداهم. وكثير منهم يعيشون كالدهريين والطبيعيين، وينظرون الدينَ كالمستنكفين، بل أعينهم في غطاء عند رؤية جمال الملّة، وقلوبهم في عيافة عند هذه الجلوة. لا يرون الكذب سُبّةً، ويجعلون لَبِنةً قُبّةً، ولن يُتركوا سُدًى، وإنّ مع اليوم غدًا. وأرى أن أَبْخرة الكبر سدّت أنفاسهم، وهدمت أساسهم، وترى أكثرهم كصدف بلا دُرٍّ، وكسُنبلة من غير بُرٍّ. يقومون لتحقير الشرفاء، لأدنى مخالفة في الآراء، وتجد فيهم مَن اتخذ سيرتَه الجفاء، وإلى مَن أحسنَ إليه أساء، وإذا رأى في مصيبةٍ الجارَ، فآذى وجفا وجارَ، وما رحم وما أجارَ.

فكيف ينصر الدينَ قوم رضوا بهذه الخصائل، وكيف يُتوقَّع فيهم خير بتلك الرذائل؟ إلا الذين صلحوا ومالوا إلى الصالحات، فيُرجى أن يأتي عليهم يوم يجعلهم مِن حَفَدة الدين، ومن الناصرين بالصدق والثبات.



الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله . الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .


الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله. الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .  


الله أكبر , الله أكبر , الله أكبر , لا إله إلا الله. الله أكبر , الله أكبر , ولله الحمد .


وكل عام أنتم بخير .




صلاة الجمعة 2024/4/5


///////////////////////////////


صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2024/4/5


يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .


قام سيدنا أحمد برفع الأذان :


الله اكبر الله اكبر


الله اكبر الله اكبر


اشهد ان لا اله الا الله


اشهد ان لا اله الا الله


اشهد ان محمدا رسول الله


اشهد ان محمدا رسول الله


حى على الصلاة


حى على الصلاة


حى على الفلاح


حى على الفلاح


الله اكبر الله اكبر


لا اله الا الله


ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .

ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب الهدى والتبصرة لمن يرى يُكمل المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هنا الجزء الأخير من وصفه لدابة الأرض اللعينة التي تتحدث من استها وهم المشايخ الكفرة الفجرة الذين كفروا بالمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وصدوا العالم عنه يقول الامام المهدي الحبيب : ليس دينهم إلا الأهواء، والرغفان والدراهم البيضاء. أتزعمون أنهم يؤمنون؟ كلا.. بل ينافقون ويكذبون. وتركوا نبيّهم واتّخذوا أهل الدنيا صحبًا، وحسبوا فِناءهم رحبًا. يرون أن العدا يصولون على المسلمين كرَثانٍ متوالٍ إلى السنين، ولا رشاشَ منهم بحذائهم لِغَيرة الدين. وارتدّ فوج من الإسلام، وما أرى على وجههم أثرا من الاغتمام. اتّخذوا إبليس وليجة فيتّبعونه، وقاسموه التعبّدَ فما دونه. لا يعرفون ما الدين وما الإيمان، وكفاهم لحم طريّ والرغفان. يُنفِدون العمر ببطالة وما أرى فيهم بطلَ هذا الميدان. بل لهم أفكار دون ذلك أُحْرضوا فيها من الأحزان. ترتعد فرائصهم برؤية الحكّام، ترتعد فرائصهم برؤية الحكّام، ولا يخافون الله ذا الجلال والإكرام. يمشون في الليل البهيم، وبعدوا من النور القديم، يمشون في الليل البهيم، وبعدوا من النور القديم، وتهادى بعضُهم بعضا غفلةً، ولا ينتج اجتماعهم إلا فتنة. وكم من كُتب النصارى فشا ضرُّها بين القوم، وصار الإسلام غرض الضحك واللوم، ولكنهم يعيشون كالمتجاهلين، أو كالعمين، ويسمعون كلم النصارى ثم يقعدون كالمتقاعسين، ونسوا الوصايا التي أُكِّدتْ لتأييد الإسلام، وقست قلوبهم واستبطأوا حِينَ الحِمام. لا يأخذهم خوف بشيوع الضلال، ويشاهدون ظهور الفتن وحلول الأهوال. ويعلمون أن القسوس أَمَرُّوا عيشنا بأكاذيب الكلام، وأرادوا أن يطمسوا آثار الإسلام، ومع ذلك أعرضوا عن شبهاتهم، كأنهم فرغوا من واجباتهم، وأدّوا فرائض خدماتهم.

 ومنهم قوم لم يواجهوا في مُدّة عمرهم تلقاءَ المخالفين، وأنفدوا أعمارهم في تكفير المؤمنين، وتكذيب الصادقين، وكنتُ أتحفّى بإكرام تلك العلماء، وأظنّ أنهم من الأتقياء، وكنتُ أتحفّى بإكرام تلك العلماء، وأظنّ أنهم من الأتقياء، ولكن لـمّا لحظت إلى خصائص أسرارهم، وخَبِيِّ ما في دارهم، علمتُ أنهم من الخائنين، لا من الصالحين المتديّنين، وفي سبل الله من المنافقين، لا من المخلِصين المخلَصين، ورأيتُ أنهم كل ما يعلمون ويعملون فهو منصبغ بالرياء، ورأيتُ أنهم كل ما يعلمون ويعملون فهو منصبغ بالرياء، وصدورهم مظلمة كالليلة الليلاء، فرجعتُ مما ظننت مسترجِعًا، وبدّلتُ رأيي متوجّعًا، وأيقنتُ أن فراستي أخطأتْ، وأن القضية انعكست. إنهم قوم آثروا الدنيا الدنيّة، وطلبوا الوجاهة واللهنيّة. يرون المفاسد في الأمصار والمَوامي، ثم يغضّون الأبصار كالمتعامي، وترامى الجرح إلى الفساد ولكن لا يرون الترامي. ما أجابوا داعيَ الله مع دعوى العينين، ولا جابوا لو دُعوا إلى مِرْماتين. لا يفكّرون في أنفسهم: أيّ شيء يفعلون للدين، أخُلقوا لأكل المطائب والتزيين؟

 ولقد فسدت الأرض بفسادهم، ولقد فسدت الأرض بفسادهم، وشاع الطاعون في بلادهم، وإنه بلاء ما ترك غورًا ولا نُشُزًا، وإذا قصد بلدةً فجعله صعيدًا جُرُزًا. والذين أوَوا إلى قريتي مخلصين وأطاعونِ، فأرجو أن يعصمهم الله من الطاعونِ. إنّ هذا وعدٌ من ربّ العزّة والقدرة، وإنْ أنكرتْه العيون التي ما أُعطيَ لها حظٌّ من البصيرة.

 فالأسف كل الأسف على العلماء، لا يرون ما أراهم الله من السماء، وأكلوا رأس المائة كرأس الضان، وما فكّروا في مواعيد الرحمان، وانجلى الشمس والقمر بعد كسوف رمضان، وما انجلى قلبهم مِن ظلمة خجّلت الشيطان. أمَا رأوا هاتين الآيتين من السماء؟ مرّة في أرضنا هذه ومرّة في أهل الصلبان من الأعداء؟ فما لهم لا ينتهون، وبآيات الله لا يؤمنون؟ أم أسألهم مِن أجرٍ فهم من مغرم مثقلون؟ فليفرّوا من آيات الله فسوف يعلمون. ألا يرون أن المفاسد كثرتْ، والفتن علتْ وغلبتْ، والفسق قطع الإيمانَ وجذّم، وأكلت الناس نارٌ تضاهي جهنّم، فمن ذا الذي يُصلِح عند فساد غَلَبَ، وكَيّادٍ خَلَبَ؟ وكيف يُظَنّ أنّ هذه المفاسد ما قرعتْ آذانهم، وما بلغت أخبارُها رجالهم ونسوانهم؟ فإن هذه داهية مهيبة، ومصيبة مذيبة، وما من يوم يمضي، ولا شهر ينقضي، إلا وتزداد هذه المحن، وتنتاب هذه الفتن، ثم مع ذلك اختار العلماء طورًا نُكْرًا، وأبقَوا لهم في المخزيات ذكرًا.

وإن القسوس قد زرعوا زرعهم كسِرْوةِ الجَراد، وما تركوا أثرًا من التقوى وجعلوا البلاد كالسَّنَةِ الجَمادِ، فانظروا هل تجدون من أرضٍ محفوظة، أو بلدة غير مدلوظة؟ أشاعوا أنواع الوسواس، وكادوا كيدًا هو أرفع من القياس، وأضلّوا صبيان المسلمين، والجهلاء المتعلّمين، وجذبوهم بأنواع الحِيل والترغيب في الأهواء، فارتدّوا وصاروا كحُساسةٍ أُخرِجَت من الماء، وكذلك احتلسوا نيّتهم وأظهروا خُضرتهم في هذه البلاد، وكثروا في كل طرف ولا ككثرة الجراد. فاسألْ هذه العلماء ما فعلوا عند هذه الآفات؟ أأرادوا أن يموّنوا خُطَطَ الإسلام ويؤدّوا حقّ المواساة، ويقوموا للمداواة، أو تَستّروا في الحجرات، واكتسَوا لفائف الأموات؟ وتصدّى للإسلام سَنَةٌ حَسوس، ويوم عبوس، وزمان منحوس، فمن ذا الذي يذوب قلبه لهذه الأحزان، وأيّ قلب يبكي لفساد أشاعها أهل الصلبان؟ كلا.. بل الذين يقولون نحن علماء الأمّة وورثاء دين الرحمان، هم أرضَوا بأعمالهم ذراريَ الشيطان، وما بقي لهم شغل مِن غير الفسق والتفسيق والتكفير، وإضلال الأمّة بالدقارير. وأفتاهم خُبثهم بأن الفوز في المكائد، وأفتاهم خُبثهم بأن الفوز في المكائد، وأن الكيد مُنـزل الموائد، فيرصدون مواضعه كالصائد، ولو بوساطة الحكّام والعمائد. شابهوا اليهود في جميع صِفاتهم، شابهوا اليهود في جميع صِفاتهم، وأتَوا بجندل بحذاء صَفاتهم، وزادوا جهلاتٍ على جهلاتهم. يحبّون أن يُحمَدوا بما لم يفعلوا، ويغضبون إذا لم يُعظَّموا. يستكبرون كالسلاطين، وما هم إلا دود التراب كالخراطين. يستكبرون كالسلاطين، وما هم إلا دود التراب كالخراطين. يريدون من الخَلق الإطاعة، ولا عقل لهم ولا براعة. فمَن خالفهم فكأنه خرَّ مِن حالق، أو تُرِكَ كطالق. يحجرون على الناس نساءهم، إذا لم يوفّوا أهواءهم. وإنْ مِن كذبٍ إلا وهو يخرج مِن فيهم، وإنْ مِن شرٍّ إلا وهو يوجد فيهم. 

وفريق منهم أصبى قلوبَهم هوى الجهاد، ويُغْرُون الجهلاء على ضرب العناق بالمرهفات الحِداد، فيغتالون كلَّ غريب وعابرِ سبيل، ولا يرحمون ضعيفا ولا يُصْغون إلى صراخ وعويل، ولا يتّقون. فويل لهم ولما يعملون. أيقتلون قومًا هم يُحسِنون؟ أيقتلون قومًا هم يُحسِنون؟ أيقتلون الذين لا يقتلون للدين الإنسانَ، ويُفشُون الإحسانَ، ويُنشِئون الاستحسان، ولا يستعملون للدين السيف والسنان؟ بل هم منتجَعُ الراجي، والكهفُ عند البلاء المفاجي. تنهلّ لُهاهم عند الطلب، ولا انهلالَ السُحب. ينصرون من خاف نابَ النُوب، ويحاربون من تصدّى للحرب، ويدفعون ما أسلمَكم للكُرب، ويهيئون لكم أسباب الطرب. أتضربون أعناق هذه الحُماة؟ ما أفهمُ سرَّ هذه الغزاة. أهذا نصرة الدين أو الأهواء؟ وما هذا الجهاد الذي يأباه الحياء، ولا يقبله العقل السليم والدهاء؟ وما بال قوم أَمَّهم هذه العلماءُ؟ كلا.. بل مَثلهم كمثل ذئاب أو كنمر وكلاب. ووالله إنهم ليسوا إلا خطباء الدنيا الدنيّة، ولو تراءَوا بالعمامة أو الدَنّيّة. ووالله إنهم ليسوا إلا خطباء الدنيا الدنيّة، ولو تراءَوا بالعمامة أو الدَنّيّة. وليس هذا الجهاد إلا شَرَكُ الردى، فيُضحكهم اليوم ويبكي غدا. أيذبحون المحسنين بالمُدَى؟ فأين هذا الحكم وفي أيِّ الهدى؟ أيجوّز هذا الفعل العقلُ السليم؟ ويستحسنه الطبع المستقيم؟ بل لبسوا الصفاقة، وخلعوا الصداقة، ونصروا الكَفَرة في زراية الإسلام، وأعانوهم على نحت الاعتراضات ورمي السهام؟ ولن يلقى الإسلام فَلَجًا بوجود هذه المجاهدين، بل وجودهم عارٌ على الإسلام والمسلمين. فالخير كله في موتهم أو أن يكونوا من التائبين.







ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب : 

أيقتلون الناس لإعراضهم عن حكم الرحمان؟ مع أن الإعراض موجود في أنفسهم لارتكاب الفحشاء والفسق والعصيان؟ فكيف يجوز أن يضربوا أعناق الكفار، وإنهم يستحقّون أن يُضرَب أعناقهم بالسيف البتّار، بما فسقوا واختاروا عيشة الفُجّار. فإن الجهاد لو كان من الضرورات الدينية، فما معنى تركِ هذه الفَجَرة؟ ولِمَ لا يُقطع رؤوسهم بالمرهفات المذرَّبة؟ ولِمَ لا يُمزَّق لحمهم بالمُدَى المُشرّحة؟ فإنهم فسقوا بعد الإيمان، فليُفْتِي المفتون.. أيُقتل هؤلاء بالسيف أو السنان؟ فإن أوّل غرض الجهاد قوم فسقوا بعد ما أسلموا وأظهروا آثار الارتداد، وخرجوا من حدود الأوامر الفرقانية، ونقضوا عهدًا عاهدوه أمام الحضرة الربّانية. ولا حاجة لربِّ العالمين، أن يتّخذ عضدًا زمرَ المفسدين، وإنه قادر على أن يُنـزل عذابا من السماء إن كان يريد أن يُهلك الكافرين. وما للقدّوس والفاجر؟ ولا حاجة له إلى جهاد الفاسقين. وقد جرت سُنّة الله أنه ينصر الكافر ولا ينصر الفاجرَ الظالم، وكذلك اقتضت غيرة رب العالمين. 

ووالله، مَن يجرّب هذه العلماءَ يجد أكثرهم كقوم يصنعون الدراهم المغشوشة، ويغطّون على ظاهرها الفضّة، ويُراءون الناس كأنها حُرْشٌ خُشْنٌ جِيادٌ حديثةُ السكّة، وليس فيها غشٌّ بل هي من السبيكة الخالصة. وكذلك تجد أكثر العالِمين. يخافون الناس ولا يخافون ربهم، وتجد أكثرهم كالعمين. ولو خافوا ربهم لفُتحت عيونهم ولصاروا من المبصرين. أهلكَهم شحٌّ هالع، وجبنٌ خالع، ما بقي العقل السليم، ولا الطبع المستقيم، وصاروا كالمجانين.

 يقولون: ما نحن لك بمؤمنين، وقد افترقوا إلى فِرق وليسوا بمتّفقين. واللهُ أرسل عبدًا ليحكّموه فيما شجر بينهم وليجعلوه من الفاتحين، وليسلّموا تسليمًا ولا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضى، وذلك هو الحَكَمُ الذي أتى، فالذين اتّبعوه في ساعة الأذى، وجاءوه بقلبٍ أتقى، وسمعوا لعنة الخلق وخافوا لعنةً تنـزل من السماوات العُلى، أولئك هم الصالحون حقًّا وأولئك من المغفورين.

أيها الناس، أيها الناس، كنتم تنتظرون المسيح فأظهره الله كيف شاء، كنتم تنتظرون المسيح فأظهره الله كيف شاء، فأسلِموا الوجوه لربّكم ولا تتّبعوا الأهواء فأسلِموا الوجوه لربّكم ولا تتّبعوا الأهواء. إنكم لا تُحِلّون الصيد وأنتم حُرُم، فكيف تُحِلّون آراءكم وعندكم حَكَم؟ 

( يقول الامام المهدي في الحاشية: إن الآراء المتفرّقة تُشابه الطيرَ الطائرةَ في الهواء، والحَكَمُ يُشابه الحرمَ الآمن الذي يُؤمِنُ من الخطاء، فكما أن الصيد حرام في الحرم إكرامًا لأرض الله المقدّسة، فكذلك اتّباع الآراء المتفرّقة وأخذُها مِن أوكار القوى الدماغية حرام مع وجود الحَكَم الذي هو معصوم وبمنـزلة الحرم من حضرة العزّة، بل يقتضي مقامُ الأدب أن تُعرَض كلُّ أمر عليه، ولا يؤخذ شيء إلا مِن يديه. )

يقول الامام المهدي الحبيب : وإن الحَكَم لرحمةٌ نزلت للمؤمنين، ولولا الحَكَم لما زالوا مختلفين. ظهر المهديّ عند غلبة الضالّين، وسُمِعَ دعاءُ "اهْدِنَا" بعد مِئِين، وتمّ ما قال ربكم في الفاتحة والفرقان المبين، وقد أخذ الله ميثاق المسلمين في هذه السورة، وما حذّرهم إلا من اليهود والنصارى إلى يوم القيامة. فأين ذكر الدجّال وأين ذكر فتنته الصمّاء؟ أنسيَ الله ذِكْرَه عند تعليم هذا الدعاء؟ ويعلم الراسخون في العلم أن اسم الدجّال ما جاء في الفرقان، والقرآن مملوٌّ مِن ذكر فتنة أهل الصلبان، وهي الفتنة العظيمة عند الله وكاد أن يتفطرنَ منها السماوات، وقد عُمّروا ألفَ سنة بعد القرون الثلاثة يا ذوي الحصاة، وأُحِسَّ خروجُهم في أوّل الأمر ككشكشة الأفعى، إذا تمدّدَ وتمطّى، ثم تزَيّدَ الإحساس، حتى ظهر الخنّاس،وكان هو إلى ستّة آلافٍ، كالجنين في غلاف، فتولّدَ هذا الجنين بعد تسع مِئِين.. أعني بعد القرون الثلاثة، فعُدَّ الزمان إن كنتَ من المرتابين. إنهم قوم ينفقون جبال الذهب لإشاعة الضلالات، فهل رأيتم مثلهم في الإصرار على الجهلات؟ ولهم في أرضكم مستقرّ مع صراصر السطوات، ويريدون أن ينـزعوا عنكم لباس التقوى ويلطّخوكم بالسوءات، فظهر ما كان ظاهرا من الله وتمّت أنباء الفتن والآفات، فأيّ ظلمة بقيت بعد هذه الظلمات؟ وليس دجّالكم إلا في رؤوسكم كالتخيّلات. وليس دجّالكم إلا في رؤوسكم كالتخيّلات. ما أرى الزمانُ إلا هذه الفتن وبلاء هذه السيئات، وهي الفتنة العظيمة عند الله وكاد أن يتفطّرن منه السماوات، وتُهَدَّ الجبال الراسخات. قد عُمّروا ألف سنة بعد القرون الثلاثة، وأُحِسَّ خروجُهم في أوّل الأمر كالكشكشة، أعني ككشيش الأفعى، إذا تمدّدَ وتمطّى، ثم زاد الإحساسُ، حتى ظهر الخنّاس، وأشيعت الضلالة والوسواس، وكثرت الأوساخ والأدناس، وقد مضى عليه تسع مائة كتسعة أشهر وهو في الرحم كالجنين، وما سُمع منه ركزٌ ولا فحيحٌ ولا صوتٌ كالطنين، ولا أثر من الردّ على الإسلام والتأليف والتدوين. فتلك التسع هي أيام حمل الدجّال، والتسع مخصوص بعدّة الحمل كما هي العادة في أكثر الأحوال. وإنْ شئت فعُدَّ من ابتداء انقراض القرون الثلاثة، إلى زمان يُكمِل عدّةَ التسعة. ثم تولّدَ الدجّال على رأس المائة العاشرة، أعني على رأس المائة التي هي عاشرة بعد القرون الثلاثة، وكان قبل ذلك كجنين في البطن ما تفوّهَ قطّ بكلمة، وما ردَّ على الملّة الإسلامية بلفظ ولا بفقرة، ثم خرج وصار كسيل يأتي من ماء الجبال، ويتوجّه إلى الغور والوهاد والدِحال، وصار قويًّا بَبًّا، وهيّج فتنًا لا توجد مثلها من آدم إلى آخر الأيام، وقلّب كل التقليب أمورَ الإسلام، وأكل كثيرا من وُلْدِ المِلّة، كما أنتم تنظرون يا ذوي الفطنة، وعاث في الأرض يمينا وشمالاً، وأشاع فسادًا وضلالاً، وبلّغ ديننا إلى التهلكة. ثم ظهر المسيح على رأس ألف البدر، ونزل من الله بالحربة، فجعل يستقْريه ويطلبه كما يُطلَب الصيد في الأَجَمة، وسيلقيه على باب اللُّدِّ ويقطع كلَّ لَدَدٍ بواحد من الضربة. وسيلقيه على باب اللُّدِّ ويقطع كلَّ لَدَدٍ بواحد من الضربة.

( يقول الامام المهدي في الحاشية: أول بلدة بايعَني الناس فيها اسمها "لُدْهيانه"، وهي أوّل أرض قامت الأشرار فيها للإهانة، فلما كانت بيعة المخلصين حربةً لقتل الدجّال اللعين، بإشاعة الحق المبين، أُشِيرَ في الحديث أن المسيح يقتل الدجّال على باب اللُّدّ بالضربة الواحدة. فاللُّدّ ملخّص من لفظ "لُدْهيانه" كما لا يخفى على ذوي الفطنة. )

يقول الامام المهدي الحبيب : فلا تهنوا ولا تحزنوا وإن الله معكم إنْ كنتم معه بالصدق والطاعة. ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلّة، والآن أُعيدَ إليكم البدر في المرّة الثانية، والآن أُعيدَ إليكم البدر في المرّة الثانية، وإنّ الفتح قريب ولكن لا بالسيف والملحمة، بل بالتضرّعات وعقد الهمّة والأدعية. فلا تظنّوا ظنّ السوء واسعوا إليّ كالصحابة، ولا تموتوا إلا وأنتم مسلمون، وصلّوا على محمد خير البريّة. وصلّوا على محمد خير البريّة. وإن هذه مائة كليلة البدر عِدّةً، وإن هذه مائة كليلة البدر عِدّةً، وكليلة القدر مرتبةً، فأبشِروا ببدركم فأبشِروا ببدركم وانتظروا أيام النصرة.


وأقم الصلاة.


قام سيدنا احمد بإقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة القدر .

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }

{ بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (2) وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (3) لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ (4) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ (5) سَلَـٰمٌ هِیَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (6) }


وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة النصر .

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (2) وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا (3) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا (4) }


///////////////////////////////


ثم جمع صلاة العصر .

والحمد لله رب العالمين .









صلاة الجمعة 2024/3/29


///////////////////////////////


صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2024/3/29


يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .


قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام برفع الأذان :


الله اكبر الله اكبر


الله اكبر الله اكبر


اشهد ان لا اله الا الله


اشهد ان لا اله الا الله


اشهد ان محمدا رسول الله


اشهد ان محمدا رسول الله


حى على الصلاة


حى على الصلاة


حى على الفلاح


حى على الفلاح


الله اكبر الله اكبر


لا اله الا الله


ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .

ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب الهدى والتبصرة لمن يرى يُكمل المسيح الموعود حديثه عن دابة الأرض فيقول : انظروا إلى الأيام يا سراةَ الإسلام، وقد مضى خُمسٌ من رأس المائة ومِن هذا الضيف البدر، فأرُونا مَن جلس على هذا الصدر، وأرُونا مَن قام لجبرِ سريرٍ انكسر، ووجهٍ منير استتر. واعلموا أن هذا الباب لن يُفتح بأسلحة متقلَّدة، بل يحتاج إلى دلائل قاطعة، وآيات ساطعة، وإلى العارفين الذين يتدبّرون بشرةَ الشريعة وخوافيها، ويخدمون ظواهر الملّة وما فيها، لتطمئن بها القلوب، وتنكشف الغيوب، وينتفع المحجوب.(( هنا الامام المهدي بيّن ان السلاح الأعظم في زمن المسيح الدجال هو الحجة والبرهان لماذا ؟ لأن المسيح الدجال وقوته العسكرية يأجوج ومأجوج لايدان لأحد بقتالهم ، ولكن مجتمعاتهم تذوب كما يذوب الملح من الحجة والبرهان ، فأظهر يا أيها الاسلام يا أيها الاسلام القوي أظهر حجتك القوية ، وانفض ما علق بك من هشاشة الموروث ، كي تواجه ذلك المسيح الدجال بكل قوة ، هذه هي سيرة ورسالة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام )) يقول الامام المهدي الحبيب : أيها الكرام وسراة الإسلام، قد جلّ ما عراكم من الداهية، وعظُم ما نزل من المصيبة، فأروني ما هيّأتم لدفاع هذه الجنود المجنّدة. أتَعرِضون علينا هذه العلماء، وهذه المشايخ والفقراء، فإنّا لله على وقتٍ جاءَ، ومصيبة حلّت شريعتَنا الغرّاء. الآن يحتاج الإسلام إلى رجل آتتْه يد الغيب ما يُعطَ لغيره، وأراه الله ما لم يره أحد في سيره، وجعله الله من الموفَّقين المنصورين، وورثاء النبيين، ومَنَّ عليه بالامتياز بالعلم والبصيرة، والهمّة والمعرفة، والإصابة والإجادة، وقوّة الإرادة، ووهب له دراية تُعَدّ مِن خرق العادة، ومتّعه بكثير من الثمار، وما ترَكه كحِرْباء يتعلق بالأشجار، ليُلْفِيَ الطلابُ عنده حقائقَ نَوَوها، ويجدوا نَشْرَ معارفَ طوَوها، وليأخذوا منه العجائب، ولينالوا الغرائب، وليُهرَع الخَلق إليه كذي مجاعة وبؤسى، ويأووا إليه كبني إسرائيل إلى موسَى، وليذوقوا به طعم الأسرار، ويسرحوا في مسرح الأنوار. (( طبعا احنا عارفين ان النبي محمد هو مثيل للنبي موسى ونعلم ان موسى تبعه أنبياء هم أنبياء بني إسرائيل ، كذلك محمد يتبعه أنبياء تابعون له لعهده ولأيمانه وقرآنه وشريعته نسميهم أنبياء عهد محمد ، فهذا من كمال تناظر السلستين السلسلة الموسوية والسلسلة المحمدية .)) ويأووا إليه كبني إسرائيل إلى موسَى، وليذوقوا به طعم الأسرار، ويسرحوا في مسرح الأنوار.

يقول الامام المهدي الحبيب : ومع ذلك مِن شرائط مصلح أهل الزمان، أن يفوق غيرَه في التفقّه وقوّة البيان، وأن يقدر على إتمام الحجّة ولا كأهل الصناعة، ويسرد الكلام على أسلوب البراعة، ويعصم نفسه من الخطأ في الآراء، ويرى الحقَّ والباطل كالنهار والليلة الليلاء، ليحرز الناسُ به عينَ الأمور المنقّحة، وليجمعوا دُرر المعارف في صرّةِ قوّةِ الحافظة. 

ومن شرائط المصلح أن ينقّح الإنشاء، ويتصرّف فيه كيف شاء، ويجتنب ركاكة البيان، ويؤكّد قوله بالبرهان.

 وأنت ترى أن هذه الشرائط مفقودة في هذه الفرقة، وما أُعطيَ لهم إلا قليل من الصور الإنسانية، بل لا يستيقظون بمواعظ ولا ينتهجون مهجّة الحزم والفطنة، وما أراهم إلا كجمادات أو كفرخ الدجاجة، وما مرّ عليهم إلا ليلة على الخروج من البيضة. فما ظنّك.. أيُبطل هؤلاء ما صنع القسوس من أسلحة للإهلاك والإبادة؟ لا والله.. بل هم كصرعى لا رجال الجلادة، وما بقي فيهم حركة ولا علامة من القصد والإرادة. قد استسنَوا قيمة الدنيا ووزنَها، واستغزروا ماءها ومُزْنَها. غرّوا بإجمال عشرتها، وتجميل قشرتها، وأحالت الأهواء صفاتِهم الإنسانية، حتى جهلوا الحقوق الرحمانية. فكيف يُتوقَّع منهم نصرة الدين؟ وكيف يحيا الميّت بعد التجهيز والتكفين؟ وإن نصرة الدين ليس بهَيْن، وما تصل إليها إلا بعد أن تصل إلى الحَيْن. ولن يؤتَى هذا الفتح لعُرْضِ الناس وعامّتهم، ولن تُهزَم العدا بعصيّهم وحربتهم. فمن الغباوة أن يفرح رجل بوجودهم، أو يتمنى خيرا من دودهم.(( اي من دودة دابة الارض )) فتحسّسوا يوسف عند الإمحال، (( هنا المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام ينبئ كما انبأ في مواطن عدة ، وكما انبأ في غير موضع عن خليفته الموعود يوسف بن المسيح وهو الرجل الثاني بعد نور الدين القرشي الذي يتهادى بينهما المسيح الموعود)) يقول الامام المهدي الحبيب : فتحسّسوا يوسف عند الإمحال، ولو بالسفر البعيد وشدّ الرحال. ولا تنظروا إلى حُلل هذه العلماء، فإنه ليس فيها من دون البخل والرياء، وسِيَرٌ أُخر لا تليق بالصلحاء.

 وإني دعوتهم حق الدعاء، فما زادوا إلا في الإباء. وكم من كتبٍ كتبتُ، ورسائلَ اقتضبتُ، وجرائدَ أشعتُ، وفرائدَ أضعتُ، فما نفعهم دُرّي ودَرّي، وتراهم أحرص الناس على ضيري وضرّى. فلما رأى الله أُلْهُوبَهم، أزاغ قلوبهم، وغشّى لبوبهم. (( هنا الامام المهدي الحبيب: يرسل هذا الكتاب الى محمد رشيد رضا الذي كان من مشاهير مصر ، وفي نفس الكتاب انبأ المسيح الموعود عن خليفته الموعود يوسف بن المسيح إشارة الى ان هذا الموعود يخرج في مصر )) يقول الامام المهدي الحبيب :

قوم زائغون لا يتوبون من أباطيلهم، ولا ينتهون من تسويلهم. يرون شِرب الإسلام كيف غاضَ، ويرمقون حصنه كيف انهاضَ، ثم لا يستمطرون سحب السماء، ولا يريدون أن يُبعَث رجل من حضرة الكبرياء، كأنهم بسورة "النور" لا يؤمنون، وعند قراءة "الفاتحة" لا يُؤمِّنون، وطبع الله على قلوبهم فلا يهتدون، بل لا ينظرون إلى ناصح بعينِ عاطفٍ، ولا يُخفِضون له جناحَ مُلاطِفٍ. وليس فيهم أحد يريد أن يأسو جراحهم، ويريش جناحهم، ويشفي قلوبهم، ويزيل كروبهم. وإذا قام فيهم رجل أُرسِلَ إليهم قالوا مفتري كذّاب، وسيعلمون من الكذّاب، وتأتي أيام الله وتأتي أيام الله وسيرجعون إلى مقتدر شديد العقاب.وتأتي أيام الله (( اي ايام البعثات المتتاليات في الدنيا قبل الآخرة )) يقول الامام المهدي الحبيب : أيها العلماء، فكِّروا في وعد الله واتّقوا المقتدر الذي إليه تُرجعون، إنه جعل النبوّة والخلافة في بني إسرائيل ثم أهلكهم بما كانوا يعتدون، وبعث نبيَّنا بعدهم وجعله مثيل موسى، فاقرأوا سورة "المزّمّل" إن كنتم ترتابون. أيها العلماء، فكِّروا في وعد الله واتّقوا المقتدر الذي إليه تُرجعون، إنه جعل النبوّة والخلافة في بني إسرائيل ثم أهلكهم بما كانوا يعتدون، وبعث نبيَّنا بعدهم وجعله مثيل موسى، (( اي ان الذي جرى على بني اسرائيل سيجري على امة الاسلام مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك )) 

يقول الامام المهدي الحبيب : أيها العلماء، فكِّروا في وعد الله واتّقوا المقتدر الذي إليه تُرجعون، إنه جعل النبوّة والخلافة في بني إسرائيل ثم أهلكهم بما كانوا يعتدون، وبعث نبيَّنا بعدهم وجعله مثيل موسى، فاقرأوا سورة "المزّمّل" إن كنتم ترتابون. فاقرأوا سورة "المزّمّل" إن كنتم ترتابون. ثم وعَد الذين آمنوا وعد الاستخلاف، ففكّروا في سورة "النور" إن كنتم تشكّون. هذان وعدان من الله فلا تُحرّفوا كلم الله إن كنتم تتّقون. ولذلك بُدِئَ سلسلةُ نبيّنا من مثيل موسى، وخُتِمَ على مثيل عيسى، ليتمّ وعد الله صدقًا وحقّا، إنّ في ذلك لآية لقوم يتفكّرون. وكان من الواجب أن يتساوى السلسلتان.. الأول كالأول والآخر كالآخر. ألا تقرأون القرآن أو به تكفرون؟ فإنْ تمنّيتم أن ينـزل عيسى بنفسه فقد كذّبتم القرآن، وما اقتبستم من سورة "النور" نورا، وبقيتم مع النور كقوم لا يبصرون. أتبغون عِوَجًا بعد أن تساوى السلسلتان؟ اتّقوا الله وعدِّلوا الميزان. ما لكم لا تتفقّهون؟ وكان وعد الله أنه يستخلف منكم، وما كان وعده أن يستخلف مِن بني إسرائيل، فلا تتّبعوا فَيْجًا أعوجَ وتعالوا إلى حَكَمِ ربِّكم إن كنتم تسترشدون. أتريدون أن تُفضّلوا على سلسلة نبيّكم سلسلة موسى؟ تلك إذًا قسمةٌ ضِيزى! فلِمَ لا تنتهون؟ ألا تقرأون سورة "النور"، أو على القلوب أقفالها، أو إلى الله لا تُرَدّون؟ وإن القرآن عدّل الميزان، وإن القرآن عدّل الميزان، وأعطى نبيَّنا كلَّ ما أعطى مُهْلِكَ فرعونَ وهامان، فما لكم لا تعدِلون؟ وإن القرآن عدّل الميزان، وإن القرآن عدّل الميزان، وأعطى نبيَّنا كلَّ ما أعطى مُهْلِكَ فرعونَ وهامان، فما لكم لا تعدِلون؟ وقد بلّغ القرآن أمره، فمَن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون. أتختارون أهواءكم على كتاب الله، أو بلَغكم علمٌ يساوي القرآن، فأخرِجوه لنا إن كنتم تصدُقون. كلا.. بل وجدوا كُبراءهم عليه فهم على آثارهم يُهرَعون. وقد سوّى الله السلسلتين وهم يزيدون وينقصون. وقد سوّى الله السلسلتين وهم يزيدون وينقصون. فمن أظلم ممن اتّخذ سبيلا غير سبيل القرآن؟ ألا لعنة الله على الذين يظلمون. يا حسرة عليهم! ألا يتدبّرون القرآن، أو هم قوم عمون؟ 

وإذا قيل لهم أتتركون كتاب الله قالوا وجدنا عليه آباءنا، ولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يعقلون. أتتركون كلام ربّكم لآبائكم؟ أُفٍّ لكم ولما تعملون! 



ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب : 

وقالوا إنّا رأينا في الأحاديث. وما فهموا قول رسول الله وإنْ هم إلا يعمهون. يريدون أن يُفرّقوا بين كتاب الله وبين قول رسوله، قومٌ مُفترون. وقد صرّح الله حقّ التصريح في الفرقان، فبأي حديث بعده يؤمنون؟ يؤْثرون الشك على اليقين، وهذا هو مِن سِيَر قوم يهلكون.

أيها الناس، إنّ هذا كان وعدًا من الله، فسوّى السلسلتين كما وعد، فما لكم تجوّزون الخُلْفَ على الله ولا تخافون؟ أتعزُون إلى الله نكث العهد والوعد؟ سبحانه وتعالى عما تزعمون! أظننتم أن سلسلة المصطفى لا تُشابه سلسلة موسى؟ وإنْ هذا إلا تكذيب القرآن إنْ كنتم تفهمون. ألا يُشابه أوّلُها بأوّلها وآخرُها بآخرها؟ ساء ما تحكمون. أرَفعتم موسى ووضعتم المصطفى؟ أُفٍّ لكم ولما تصنعون. أتُخْسِرون القسطاس بعد تعديله ولا تعدلون كفّتَيْه ولا تقسطون؟ وإن الله أرى فضل هذه السلسلة بختم الأمر عليها، ثم تأتون بعيسى وأنتم تعلمون. ما لكم لا تؤتون ذا فضل فضله وتظلمون؟ أتقطعون رِجْلَ هذه السلسلة وتُبقون رأسها، وما هذا إلا فعل المجنون. أتحرّفون كلام الله كما حرّفتم من قبل وقلتم ما قلتم في آية: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني)وما خفتم ربّكم الذي إليه تُساقون. وما جزاء المحرّفين إلا النار، فما لكم لا تتوبون؟ إن الذين يحرّفون كَلِمَ الله متعمّدين مأواهم جهنّم وهم فيها يُحرقون. إلا الذين أخطأوا من قبل زماني هذا ومن قبل أن يبلغهم أمر الله وأمرُ حَكَمِه أولئك قوم يُغفَر لهم بما كانوا لا يعلمون. والذين يصرّون عليه بعد ما نُبّهوا أولئك الذين عصوا ربّهم وأولئك هم المعتدون. مَن حرّف كلام الله فقد سفك دماء العالمين، فأولئك هم الملعونون. مَن حرّف كلام الله فقد سفك دماء العالمين، فأولئك هم الملعونون. إن هؤلاء عُميٌ ما أُعطيتْ لهم أبصار، وبين الحق وبينهم جدار، وسقاهم شيطانهم شربة فيتحسّونها، وفيها سمّ فلا يرونها، فلا تحسبهم أحياء فإنهم أموات، وسيذكرون ما فعلوا بالأمس إذا رأوا يومًا له سطوات. 

جحدوا بالحق الذي حصحصَ، وتراهم كخفّاش أبغضَ النور وتدلّسَ. جاءهم داعٍ إلى الله فما رحّبوا، جاءهم داعٍ إلى الله فما رحّبوا، وتنفّس لهم الصبح فما استيقظوا، وفُتح لهم باب الرحمة فما دخلوا وتقاعسوا. يضحكون على رجل لا يرقأ دمعه رُحمًا على حالهم، يضحكون على رجل لا يرقأ دمعه رُحمًا على حالهم، وتتحدّر عبراته حسراتٍ على مآلهم. وتتحدّر عبراته حسراتٍ على مآلهم. رأوا آياتٍ فلا يؤمنون، وحلفْنا بالله فلا يصدّقون، وعرضنا القرآن عليهم فلا يلتفتون. فنشكو إلى الله ربّ البرايا، مِن إعضال هذه القضايا، فإنها ما قُضِيتْ لا بالشهود ولا بالألايا. وإني دعوتهم مُذْ يفعتُ، وإني دعوتهم مُذْ يفعتُ، وكم من وقت لهم أضعتُ، وكنتُ رجلا يتمطّى في حُلل الشباب، ويحكي النُشّابَ، والآن ترون ذلك الشاب قد شاب، وإن هذا مقامُ تدبُّر للمتدبّرين. وهل مِثلي يتقوّل ويُمهَل إلى الستين؟ 

ليس على الحق غشاء أيها الطالبون، بل طُبع على قلوبهم بما كانوا يكسبون. إن الشمس قد طلعت ولكن لا تُفتَح إلا عينُ الذين هم يتّقون، ويُجعَل الرجس على الذين يفسقون. ينظرون إلى آي الله كيف أشرقتْ ثم لا يُبصرون، ويرون فتنًا كيف أحاطت ثم لا يبالون. وإذا قيل لهم إن الآيات، قد ظهرت من الأرض والسماوات، قالوا إنّا بكلٍّ كافرون. أفينتظرون عذاب الله وقد جاء الطاعون؟ ألا ينظرون إلى رأس المائة وقد مضى قريبًا من خُمسها، ومُلئت الأرض ظلما وجَورًا، أفلا يعلمون؟ أنسوا ما قال ربهم: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)؟ أأخلفَ الله هذا الوعد وقد رأى أن الناس من أيدي القسوس يُهلَكون؟ لهم عيون كليلة، وقلوب عليلة، وهمم مصروفة إلى فكر البطون، وإلى زُغبٍ محدِّدَةِ العُيُون، فلذلك أخلدوا إلى الأرض كل الإخلاد ويكذبون ويكذّبون. ثم التعصب أحلّهم محلّةَ السباع، ومنعهم من القبول بل من السماع، فمَن منهم أن يقول: صدَق فوك، ولله أنت وأبوك، بل هم على التكذيب يصرّون، ويسبّون ويشتمون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. 



فتحسّسوا يوسف عند الإمحال، ولو بالسفر البعيد وشدّ الرحال. ولا تنظروا إلى حُلل هذه العلماء، فإنه ليس فيها من دون البخل والرياء، وسِيَرٌ أُخر لا تليق بالصلحاء.

وأقم الصلاة.


قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بإقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة النصر .

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (2) وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا (3) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا (4) }


وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الشرح .

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (2) وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ (3) ٱلَّذِیۤ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ (4) وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ (5) فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرًا (6) إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ یُسۡرࣰا (7) فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ (8) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب (9) }



///////////////////////////////


ثم جمع صلاة العصر .

والحمد لله رب العالمين .







صلاة الجمعة 2024/3/22


///////////////////////////////


صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ 2024/3/22


يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، أذان .


قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :


الله اكبر الله اكبر


الله اكبر الله اكبر


اشهد ان لا اله الا الله


اشهد ان لا اله الا الله


اشهد ان محمدا رسول الله


اشهد ان محمدا رسول الله


حى على الصلاة


حى على الصلاة


حى على الفلاح


حى على الفلاح


الله اكبر الله اكبر


لا اله الا الله


ثم دعا نبي الله بالدعاء التالي : اللهم رب هذه الدعوة التامة ، والصلاة القائمة ، آت محمدا الوسيلة والفضيلة ، وابعثه اللهم مقاما محمودا الذي وعدته .

ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب الهدى والتبصرة لمن يرى يقول الامام المهدي الحبيب اكمالا لوصفه لدابة الأرض اللعينة من مشايخ الظلام ، وفقهاء الضلال يقول عليه السلام : سيصول عليّ شرير أو ضرير ويقول وَيْحك أتحرِّم الجهاد، وَيْحك أتحرِّم الجهاد، وإنّا ننتظر المهدي الذي يسفك الدماء ويفتح البلاد، ويأسر كلَّ مَن أرى الكفر والعناد.

فالجواب أن هذه القصص ما ثبتت بالقرآن، بل يأتي المهدي بوقار وسكينة لا كمجنون بالسيف والسنان. أيقبل عقل سليم وفهم مستقيم، أن يخرج المهدي بسيف مسلول ويقتل الغافلين؟ وما كان الله أن يعذّب أمّةً قبل أن يفهّم بالآيات والبراهين. وإنّ هذا أمر لا نجد نموذجه في سُنن المرسلين، ولا يصدر كمثل هذا الفعل إلا من المجانين. فعَدِّلوا ميزان العقل، فعَدِّلوا ميزان العقل، ولا تميلوا كل الميل إلى سَمْرِ النقل، واتّقوا طعن العقلاء وانبذوا السيف الذربَ، ولا تؤْثروا الطعن والضربَ، ولا تنسَوا حديث "يضع الحرب". ولا تنسَوا حديث "يضع الحرب". ما لكم لا تأخذون حظًّا من المِقَة، كإخوان الصدق والثقة؟ أليس عندكم إلا المرهفات، واللَّهْذَم والقناة، أو بَرِئْتم مِن سبل الحصاة؟ 

وإن المهدي قد أتى وعرفه العارفون، وإن المهدي قد أتى وعرفه العارفون، وهو الذي يكلّمكم أيها النائمون. فوجدتم، ثم فقدتم، كأنّكم لا تعرفون.

 كفّرني هذه العلماء من التزوير والتلبيس، وكيف لا والشيخ المفتي إبليس؟ كفّرني هذه العلماء من التزوير والتلبيس، وكيف لا والشيخ المفتي إبليس؟ وإن القسوس طرِبوا وشهِقوا بوجود هذه العلماء، وآوَوهم إلى سررهم إعزازًا للرفقاء. فإنهم آثروا الكذب لإحياء عيسى وزيّنوا دقارير، ونسوا مضجع ابن مريم بكشمير. فلما رأى القسوس بعد التمرّس والتجربة، أنهم حُماتهم في جعلِ عيسى من الآلهة، قالوا لنا عند المسلمين شهادةٌ في عظمة ربنا المسيح، فإنهم يُقرّون بصفاته الربانية بالتصريح. وما كذبوا في هذا البيان، وإنْ كانوا كاذبين عند الرحمان، فإنّك تعلم أن هذه العلماء قد تفوّهوا بألفاظ في شأن عيسى، ليس معناها مِن غير أنهم جعلوه لله كالمتبنّى. ولن تعود دولة الإسلام إلى الإسلام، مِن غير أن يتّقوا ويوحّدوا ويدوسوا هذه العقيدة تحت الأقدام. إنهم يُحَطُّون ويُدَعُّون كلَّ يوم إلى تحت الثرى، إلا إذا اتّقوا وجعلوا عيسى من الموتى. 

ووالله إني أرى حياة الإسلام في موت ابن مريم، فطوبى للذي فهم هذا السرّ وفهّم. ألا ترون القسيسين كيف يُصرّون على حياته، ويُثبِتون ألوهيّته من صفاته؟ فأين فيكم رجل يردّ عليهم لله ومرضاته؟ ويُثبِت أنه من الموتى ويسدّد قوله مِن جميع جهاته، ويقوّم سهمه مع موالاته، ويهزم العدوّ بصائبه ومُصْمِياته؟ كلا.. بل أنتم تعاونونهم وتنصرون، وبأصوات النواقيس تفرحون، ولا تُسفِرون عن أوجُهِكم. أأنتم القسوس أم المسلمون؟ أتحولون حولهم لعلّكم تُرزقون؟ أَوَتُوقَّرون بهم وتُعزَّزون؟ ولله العزّة جميعا وله خزائن السماوات والأرض وكل ما تطلبون. فما لكم لا تؤمنون بالله ولا تتوكّلون؟ 

ليسوا سواء زمرُ العلماء. فريق اتقوا، وفريق يفسقون. إن الذين اتّقوا لا نذكرهم إلا بالخير وسيهديهم الله فإذا هم يُبصرون. وإذا قيل لهم كَفِّروا هذا الرجل الذي يقول إني أنا المسيح، قالوا ما لنا أن نتكلّم بغير علم وإنّا خائفون. وقد أخطأ كلُّ من استعجل في موسى وعيسى وفي نبيّنا المصطفى فلِمَ تستعجلون؟ إنْ يكُ كاذبا فعليه كذبه، وإنْ يكُ صادقا فنخاف أن نعصي الله والذين يُرسَلون. وقوم آخرون، منهم آمنوا بالحق وأُوذوا فصبروا عليه، وأُخرجوا من دورهم ومساجدهم، وحُقّروا بعدما كانوا يُعظَّمون. وإذا رأوا آية من الآيات، والأنوار النازلة من السماوات، زاد إيمانهم، وأشرقَ عرفانهم، ورضوا بكل مصيبة بما عرفوا من الحق، وماتوا من هذه الدنيا، وكل يوم إلى الله يُجذَبون. ترى أعينَهم تفيض من الدمع.. ربنا إننا سمعْنا مناديًا، ورأينا هاديًا، فآمنّا به فاغفرْ لنا ربّنا، وكفّرْ عنّا سيّئاتنا، ولا تُمِتْنا إلا ونحن عليه ثابتون. أولئك الذين أرضَوا ربّهم، وله تركوا صحبَهم وصيلَ على بعضهم فقضوا نحبهم، أولئك عليهم صلوات الله وبركاته وأولئك هم المهتدون. أولئك عليهم صلوات الله وبركاته وأولئك هم المهتدون.

 إن الذين بَلَغَتْهم بشارةُ بعث المسيح فما قبلوها أولئك هم المحرومون. يضاهئون النصارى بعقائدهم ولا يشعرون. يقولون إن القسوس أقربُ منكم إلى الحق. أولئك الذين لعنهم الله والملائكة والصلحاء أجمعون. وإن الذين شقُوا ما والاهم إلا مَن ولَّى، وما صافاهم إلا القلب الذي صار كالكلب ومِن النور تخلّى، ونُشِّئَ في الجهل وبالعلم ما تحلّى، فسيعلم إذا الله تجلّى.

 ألا يرون الطاعون؟ ألا يرون سهامَ أشرار، كأنها شواظٌ من نار؟ وقد نزل العِدا بساحتهم، وتشمّروا لإجاحتهم، فما بارزوا الأعداء وما أعدّوا، وما فكّروا في حيلٍ أجاحوا الدين بها وردُّوا. 

انظروا إلى هذه العلماء، إنهم ما دخلوا الدار من بابها البيضاء، بل تَسوّروا جدران الحق من الاجتراء. وإن المسيح قد وافاهم مع العلوم النُخب، رُحْمًا من الله ذي العجب، وما أنضَوا إليه ركابَ الطلب، بل اضطرمت نار الفتن فاقتضت ماءَ السماء، فنـزل مسيح الله بعد ما نزلت على الناس أنواع البلاء. وترون كيف صالت القسوس وشاعت الملّة النصرانية، وقلّت الأنوار الإيمانية، ودقّت المباحث الدينية في هذا الزمان، وصارت معضلاتها شيء لا تفتح أبوابها من دون الرحمان. فاليوم إنْ كان زمام الدين في أكفّ هذه العلماء، فلا شك في خاتمة الشريعة الغرّاء، فإنهم إذا بارزوا فولّوا الدبر كالمبهوت المستهام، وكانوا سببًا لاستخفاف الإسلام. وكيف يتصدّى رجل للحرب، قبل أن يمرن على عمل الطعن والضرب؟ ووالله، إنهم قوم لا توجد في كلامهم قوّة، ولا في أقلامهم سطوة، ثم مع ذلك يوجد في أقوالهم سمّ الرياء، ثم مع ذلك يوجد في أقوالهم سمّ الرياء، ولا يتفوّهون من الإخلاص والاتّقاء، بل تُشاهَد فيها أنواع العفونة، من الجهل والتعصّب والرعونة، ولا يُرى فيها صبغٌ من الروحانية، ولا يُؤنَس شيء من النفحات الإيمانية، ولا يكون محصّلها إلا ذخيرة الشك والريب، ولا يُرْشَح على قلوبهم علم من الغيب، ولذلك لا يقدرون على تسلية المرتابين، ولذلك لا يقدرون على تسلية المرتابين، وتبكيب المعترضين، بل هم في شك ومن المتذبذبين. وكثير منهم نجد منهم ريح الدهريين، وليس قولهم إلا كالسرجين، أو كميتٍ قُبر من غير التكفين. وليسوا إلا عارًا على الإسلام وتبارًا للمسلمين، لا سيّما في هذا الحين، فإن الناس يتطلّبون في هذا الأوان، مَن يُخرِجهم من ظلمات الشك إلى نور الإيقان، ويحتاجون إلى نطقٍ يشفي النفس، وينفي اللبس، ويكشف عن الحقيقة الغمّى، ويوضح المعمّى. فأين في هؤلاء رجل توجد فيه هذه الصفات؟ وكيف مِن غير حديد تُكسَر الصفاة؟ وأين فيهم رجل بليغ يتمايل عليه الجُلّاس؟ وأين فصيح يتفوّه بكَلِمٍ يستملحها الناس؟  وأين فيهم مُزكّى يُحيي القلوب، وأين فيهم مُزكّى يُحيي القلوب، ويهَب السكينة ويدرأ الكروب؟ 

وأين كلام تحكي لآليَ منضّدة؟ وأين بيان يضاهي قطوفًا مذلَّلة؟ بل أخلدوا إلى الأرض بحرص شديد، فأَنَّى لهم التناوش من مكان بعيد؟ وما كان لأحد أن يكون قادرا على حُسن الجواب، وفصل الخطاب، ومستمكنًا من قول هو أقرب إلى الصواب، من غير أن ينفخ فيه مِن رب الأرباب. فانظروا أتجدون فيهم مَن يبكّت المخالف في كل موردٍ تَورّدَه، ويُسكّت الزاري عند كل كلام أوردَه؟ أتجدون فيهم مَن كان سبّاق غايات في مُلح الأدب وغُرر البيان، ولا يأخذه خجالة في أساليب التبيان، ثم مع ذلك كان البيان في معارف الفرقان، مع التزام الحق والصدق والاجتناب من الهذيان؟ أرأيتم فيهم من يخوّف قِرْنَه بالبلاغة الرائعة، ويذيب النفوس بالكلم الذائبة المائعة، أو يُرِي الكلامَ في الصورة كالدرر المنثورة؟ ولن ترى فيهم صِرِّيعًا، ومَن كان في العلوم يَحكِي بقيعًا. نعمْ، ترى فيهم أمواجَ تكبُّرٍ وخيلاء، نعمْ، ترى فيهم أمواجَ تكبُّرٍ وخيلاء، مِن غير فطنة ودهاء، ثم مع هذا الجهل بلغتْ رؤوسهم إلى السماء، ولا يمشون على استحياء، ولا ينتهون من تصلُّف واستعلاء، ورعونة ورياء، وتحقير وازدراء.

 وكأيّنْ مِن آية أنزلها الله وكأيّنْ مِن آية أنزلها الله ثم لا يُصغون، ويمرّون ضاحكين على الله ورسله ويستهزئون، ولا يعبدون إلا أهواءهم ولا يتدبّرون. وقالوا أَرِنا آية من الله، وقد ظهرت الآيات من السماوات والأرض لقوم يتّقون. وقيل إن كنتم في شكّ من كلامي فأْتوا بكلام من مثله، فما أتوا بمثله، وما تركوا الظن الذي به أنفسَهم يُهلِكون. 




ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا و دعا بسيد الاستغفار ( اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني و انا عبدك و انا على عهدك و وعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك عليّ و ابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت ) ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد يقول الإمام المهدي الحبيب : وإن منصب العلماء خطبٌ خطير، وأمر كبير. لا يليق لهذه الخدمة إلا الذي فُتحت عليه أبواب الحجّة البالغة، لا يليق لهذه الخدمة إلا الذي فُتحت عليه أبواب الحجّة البالغة، ورُزِق نظرًا مُنقّحًا من حضرة الغيب، وعِلمًا مُنـزَّهًا عن الشك والريب، ومع ذلك أُعطيَ عذوبةَ البيان، والمُلَحَ الأدبية والحلل المستحسَنة لإراءة ما في الجَنان، وعُصِم مِن مَعرّة الحصر واللَّكَن، وأُسبِغَ عليه عطاء اللَّسَن. ولكن هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم علماء، ما أعطاهم قسمةُ الله إلا الضوضاء. ما أعطاهم قسمةُ الله إلا الضوضاء. قرأوا القرآن، وما مسَّ القرآنُ إلا اللسان، وما رأى القرآن جنانَهم، وما رأى جنانُهم الفرقان، وأروا أفعالاً خجّلوا بها الشيطان. ترى عقدةً على لسانهم، وقبضًا في جنانهم، ودَجْلاً في بيانهم. ما أُيِّدَ نطقُهم بالحجّة، وما سلك قولهم في سلك البلاغة. تراهم كغبيٍّ غَمْرٍ ليس له معرفة، ولا يُدرَى أقُفْلٌ على لسانه أو لُكْنةٌ، كأنهم حُصروا في مكان ضيّق ولا يتراءى سبيل، وأكَل تمرَهم دودةُ النفس وما بقي إلا فتيل. تمترس ألسنُهم في الخصومات، ولا يُعِدّون للعِدا ما يبكّتهم عند المباحثات، ولا يُظهِرون جوهر الإسلام، بل يتكلمون كمدلِّسٍ متزلزلة الأقدام، فيجعلون الإسلام غرضًا للسهام. أولئك كالأنعام، أولئك كالأنعام، وإنّ نطق الأنعام ليس به هَيْن، وندامة الخُرْسِ أشدُّ من الحَيْن. يطلبون قنطارًا من العين، ولا يطلبون بصارة العين. يُظهِرون جَهامهم وابلا، وسَقَطَهم جوهرًا قابلا، ولا يضاهئون إلا حابلا.

 ولا أقول حسدًا من عند نفسي ولا مِن الابتدار والعجلة، وأعوذ بالله من الحسد والكذب والتهمة، بل قلتُ كلَّ ما قلتُ بعد التمرّس والتجربة، إلا الذين طابت طينتهم، وصلحت نيّتهم، فأولئك مُنـزَّهون عن هذه الملامة. ولا أفسّق إلا الذين فسقوا، ولا أجهّل إلا الذين جهلوا، وتلك الحبوب هي الأكثر في هذه العُرمة، وإن كنتم في شك فأمعِنوا النظر مرارًا، وسرِّحوا الطرف أطوارًا، وتدبّروا تؤدةً ووقارًا، وانظروا.. هل تجدونهم مِن حُماة الإسلام وخدّام الملّة؟ وهل تتوسّمون فيهم ميسمَ الأبرار وذوي الفطنة؟ بل هم يشابهون جَهامًا وخُلّبًا، ويُضاهئون متصلِّفًا قُلّبًا. لا تجد فيهم ريح الصادقين، ولا راحَ العارفين. ينقلبون في قواليب العلماء، ولا تجدهم إلا كقالب مِن غير قلب الأتقياء. إنْ هم إلا كالأنعام، ما أُرضعوا ثديَ العلم وما أُشرِبوا كأس الكرام. يخدعون الناس بحلل العلماء، وسناعة المتاع وحسن الرُّواء، وإنْ هم إلا قبور مُبيَّضة عند العقلاء. وليس عندهم مِن غير لُحًى طُوّلتْ، وآنُفٍ شمختْ، ووجوهٍ عبستْ، وقلوب زاغت، وألسنٍ سلطتْ، وكلم تعفّنتْ. يرمون البريئين، ويُكفّرون المسلمين. وكم من خصال فيهم تحكي خصائلَ سِباعٍ، وكم من خصال فيهم تحكي خصائلَ سِباعٍ، وكم من أعمال تشابهُ عملَ لَكاعٍ، وكم من لدغٍ سبق لَدْغَ حيَوات الصحراء، وكم من طعن خجَّل قنا الهيجاء. يدّعون أنهم على خُلقِ إدريس، ثم يُظهِرون خليقةَ إبليس. يدّعون أنهم على خُلقِ إدريس، ثم يُظهِرون خليقةَ إبليس.

فالحاصل أنهم ليسوا رجال هذا الميدان، بل هم قوم استولى عليهم الوهن والكسل كالنسوان، ورضوا بالدنيا الدنيّة واطمأنّوا بها، فيُخلِدون كل يوم إلى وِهاد العصيان. يُؤثِّمون الناس ويُفسِّقونهم بالألسنة المتطاولة، مع أن نفوسهم قد اتّسخت بدرن المعصية. يبادرون إلى مواضع الشحّ والنهمة، ويتقاعسون من ميادين نصرة الملّة. يتمايلون على عَرَضِ هذا الأَدنى، وخدَعهم متاعٌ قليل أكدى. يعِظون على المنابر، ويتراءَون كالمتّقي الصابر، وإذا قضوا الصلاة، وأزمعوا الانفلات، فنسوا ما وعظوا كرجل مات. فمَن فيهم يوجد فيه مواساة الدين، ومقاساة الشدة للشرع المتين؟ ومن ذا الذي ذاب لدين المصطفى، والوجدُ نفَى عنه الكَرى، وبرى أعظُمَه لما انبرَى؟ ثم مع ذلك كثر فيهم الكسل والغفلة، وقلت الفطنة. وأنَّى فيهم قوم يستقْرون مجاهل، ويرِدون مناهل، ويستخرجون دُرر العرفان، مِن بحار اشتدّت إليها الحاجة للزمان؟ بل تراهم من جذبات النفس كالسُكارى، وفي أهوائها كالأسارى. ما لهم أن يكشفوا عن وجه المعضلات النقابَ، ويجدّدوا ما درس وغابَ، وينقّحوا الأمور ويجمعوا ما صلح وتاب، ويجتنبوا الاحتطاب، ويُنفِدوا الأعمار لتعرُّف الحقائق، ويذيبوا الأبدان لأخذ الدقائق، وأن لا يبرحوا فِناء تحصيلها، حتى يتيسّر سلوكُ سبيلها، ويتضّح معالم دليلها، ويرشح على صدورهم خفايا الدين، ويُلقى في قلوبهم علم اليقين. كلا.. بل ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم من المحسنين. وما ترى في كَلِمِهم روحانية وتراهم كالمحتطبين. واشتدّت حاجة الإسلام في زمننا إلى آراء صائبة، وأفكار مستنبطة، وطبائع متوقّدة، وقلوب صافية، وهمم منعقدة، وأدعية مقبولة، وفيوض من الله متوالية، ومساعي لله جارية. وقد ضاق وقت إصلاح الأمّة، وما بقي إلا كرَمَقِ المُهْجة. وما يُجدي طلاّبَ الآثار، بعد ما فُقِدَ العينُ من الإبصار؟ 

وأقم الصلاة.


قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة ثم قال عليه الصلاة والسلام : " استووا استقيموا " وصلى نبي الله الجمعة ركعتين قرأ في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة النصر .

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) إِذَا جَاۤءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (2) وَرَأَیۡتَ ٱلنَّاسَ یَدۡخُلُونَ فِی دِینِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجࣰا (3) فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا (4) }


وقرأ في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الاخلاص.

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ (2) ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (3) مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ (4) إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ (5) ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ (6) صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ (7) }

{ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ (1) قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (2) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (3) لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ (4) وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (5) }




///////////////////////////////


ثم جمع صلاة العصر .

والحمد لله رب العالمين .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق