راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 24 أغسطس 2024

درس القرآن و تفسير الأعلى .

 


 

درس القرآن و تفسير الأعلى .

:::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة سورة الأعلى ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذه السورة المباركة .


بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم تفسير سورة الأعلى ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :

  - من أحكام النون الساكنة و التنوين :

الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .

الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

في هذه السورة العظيمة المباركة التي تُسمى بسورة الأعلى ، يقول تعالى :

{بسم الله الرحمن الرحيم} و هي آية عظيمة .
__

{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} :

(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) الخطاب هنا للنبي و لكل نبي و لكل مؤمن ، يقول الله : نَزِّه إسم ربك الأعلى ، و الأعلى هو إسم من أسماء الله الأعلى ، و كذلك (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) أي سَبِّح كل إسمٍ من أسماء ربك الأعلى أي أن كل إسم هو أعلى ، و أن ربنا هو أعلى ، فالأعلى هنا إسم و كذلك صفة لكل الأسماء ، (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) إذاً كل أسماء الله هي أعلى ، و كذلك الأعلى هي إسمٌ من أسماء الله ، و (سَبِّحِ) أي نَزِّه و وَقِّر .
__

{الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى} :

(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ¤ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) الله من صفاته الخَلق فهو الخالق و هو الباريء و هو المُصَوِّر ، (خَلَقَ فَسَوَّى) أي أَكمل لأن التسوية هي الإكمال في الأطوار .
__

{وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} :

(وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) من صفات ذلك الرَبُ الأعلى أنه يُقَدِّر , يكتب الأقدار بأقلامٍ عِدّة و ذَكرنا في غير موضع عدداً من هذه الأقلام ، (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) أي أعطى هداية الطريق ، أعطى هداية الطريق و كذلك هداية القلب لمن شاء من عباده أي لمن أراد من عباده أن يهتدي فيهديه الله عز و جل و لا تكون إرادة إلا بالخشوع و الإتضاع و إتباع النبي .
__

{وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى} :

(وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى) من صفات ذلك الإله أنه يُخرج المرعى أي النباتات البَرِّيّة التي تخرج في الصحراء على أثرِ ماء السماء فهو المَرعى ، و المقصود ظاهراً هو المرعى الذي ترعى عليه الإبل و الماشية و الضأن في البرية ، أي مرعى يخرجُ هكذا بدون رعاية بشر ، فهذا هو المقصود في كلمة المرعى ، فهذا هو المعنى الظاهر ، و المعنى الباطن أي النور الذي يُعطيه الله سبحانه و تعالى للقلوب التي تؤمن بالأنبياء و كذلك المرعى هو الرسالات السماوية التي يُنزلها الله سبحانه و تعالى على قلوب من إختار من عباده الأبدال و الذين ذَكَرَ صفاتهم ، و الذين ذَكَرَ صفاتهم الإمام المهدي في كتاب "سيرة الأبدال" .
__

{فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى} :

(وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ¤ فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) أي بعد الرعي و بعد إنتهاء دوره في الدنيا أي هذا المرعى هكذا وصف الله سبحانه و تعالى الدنيا كأنها مرعى ، يتحول هذا المرعى إلى غُثَاء أحوى أي إلى حطام أسود قريب إلى السواد و الخضرة القاتمة الذي يحمله السيل كغثاء البحر ، فهذه هي الدنيا قصيرة كقِصر حياة المرعى ، (فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى) أحوى يعني أسود قريب من الخضرة القاتمة و هو لون الغثاء أي حُطام النباتات التي يجرفها السيل .
__

{سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى} :

(سَنُقْرِؤُكَ فَلا تَنسَى) يا محمد سوف نُقرؤك القرآن فلا تنساه ، فلا تتعجل به ، فلا تستعجل بالترديد خلف جبريل .
__

{إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى} :

(إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ) أي ستنسى في بعض المواضع ثم يُذَكرك جبريل في مراتٍ أخرى ، (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى) الله سبحانه و تعالى يعلم الظاهر و الباطن .
__

{وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} :

(وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى) هكذا دائماً نُيَسِّرُكَ للطريق الأَيسر ، و ما خُيِّرَ النبي ﷺ بين شيئين إلا إختار أيسرهما ، هكذا كانت صفاته البساطة و التواضع و اليُسر ، (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى) تيسير و السهولة .
__

{فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى} :

(فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى) خلي بالك/ركز بقى في الآية دي : هنا أمر من الله للنبي و لكل نبي بالتذكير بآيات الله و شريعة الله و وحي الله و طريق الله المستقيم بشرط : (إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى) أي إذا رأيت أيها النبي أن كلامك في هذا الموضع سيكون من وراءه نفع ، فليس على الإطلاق أن تُحَدِّث بين الناس أو في المجتمعات ، إنما عندما تأتيك الفرصة التي ترى أنها مناسبة للتذكير فَذَكِّر ، أي أن الأمر هنا متروك لتقدير النبي و الولي و العارف بالله ، (فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى) إذا رأيت أنها تنفع تلك التذكرة في ذلك الموضع و ذلك المقام .
__

{سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى} :

(سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى) ربنا إداله/أعطاه بقى إيه/ماذا هنا؟؟ قاعدة ، و إدالنا/أعطانا كلنا قاعدة ، قاعدة نفسية ، إيه هي بقى/ما هي؟؟ : (سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى) اللي/الذي هيَتَذَّكر/سيَتَذَّكر هو الذي يخشى يعني إيه؟ يخاف الله في الغيب و يخاف اليوم الآخر ، هذا هو الذي سوف يَتَذَّكر و يستجيب لدعوة و دعوى الأنبياء .
__

{وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى} :

(وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى) سيُعرض عنها الشَقيّ الذي ليس له حَظٌّ و لا نصيب من السعادة لا في الدنيا و لا الآخرة .
__

{الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ¤ ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى} :

(وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى ¤ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى) هذا الشَقي سيصلى ناراً كبرى ، ناراً ليست من هذا العالَم ، ناراً عظيمة من صفاتها أنه لا يموت فيها و لا يحيى ، فلا يستطيع أن يموت و لا يستطيع أن يحيى مع أنه يتمنى أن يموت ليرتاح من هذا العذاب الأليم فلا يجعله الله يموت ، بل يعيش في حياةٍ لا موت فيها و لا حياة ، (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب) و العياذ بالله ، فهذا هو حالهم في جهنم ، (ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَى) .
__

{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى} :

(قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى) الصادق المُفلح الفائز هو الذي يتزكى أي يتطهر بدعوة النبي و بتوحيد الله عز و جل و بالصراط المستقيم .
__

{وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} :

(قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى ¤ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) أي كان دائماً في ذِكر الله ، أي كان دائماً في الصلاة الوسطى ، الصلاة الوسطى هي إيه؟ ذِكر الله عز و جل ، (حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى و قوموا لله قانتين) الصلاة الوسطى هي ذِكر الله المستمر المُطلق و المُقيد ، المُطلق و المُقيد ، (وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (فصَلَّى) أي اتصل بالله و دعى ، هذا معنى (فصَلَّى) أي اتصل بالله و دعى الله .
__

{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} :

(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) هكذا يَذُكر سبحانه و تعالى قاعدة ، قاعدة تحليل نفسي للبشر أنهم يُحبون الدنيا أكثر و أكثر ، (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) أي تُفَضِّلون الحياة الدنيا .
__

{وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} :

بعد كده ربنا بديلنا/يُعطينا نصيحة و بيقول إيه؟ : (وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) يوم الآخر هو أفضل و أبقى و أعظم ، فهنا أعطانا الله وصية لأن الله هو أول المُوصِين و أول الواعظين ، (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ¤ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) يعني ماتبكوش/لا تبكوا على أي خسارة في الدنيا ، فلتكن طبائعكم مُتسمة بالرضا .
__

{إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى} :

(إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى) كل الوصايا دي/هذه متكررة قبل كده/ذلك في الصُحف الأولى و الشرائع الأولى و الوحي الأول المتتالي على عباد الله العارفين الأنبياء المُتَقين .
__

{صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} :

(إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى) زي إيه بقى/مثل ماذا؟؟ : (صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) صُحف النبي إبراهيم أي وحي النبي إبراهيم و وحي النبي موسى و غيره من الصُحف التي تنزلت على قلوب الأنبياء أجمعين في كل آنٍ و في كل حين إلى قيام يوم الدِين ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
__

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙




"و خُتمت سورة الأعلى ، و تبارك ربنا الذي هو كل العُلا ، و تبارك من نال من فيض صفاته (الأعلى) و سعى لها و أخذ منها و طبع قلبه عليها فكان و يكون كما يُحب الرب أن يكون ، سبحان هذا الرب المعطاء الذي جعل في نفسه هذه الصفة أن يُضفي و يُفيض من صفاته على عباده بكل كرم و حُب و رحمة و بِر ، فلا رب مثله مهما اخترعوا ما شاءوا من أرباب ، فلا رب مثل إلهنا الواحد الأحد ، و كما أن ربنا لا مثيل له فإن أنبياءه في كل أزمانهم لا مثيل لهم من البشر أجمعين ، فلتعلوا أرواحكم و قلوبكم العطشى التواقة لأنفاسهم و لحُسن طلعاتهم و بهاء أنوارهم و لجمال قلوبهم و عطاء حُبهم و عِرفانهم ، هنيئاً لمن نال نعمة أن يتواجد في زمان نبي ، جميعنا نشعر بالشوق الدامع و نتمنى لو كنا برفقة سيدنا محمد ﷺ كامل الأنوار و أن نكون بين صحبه الأخيار و نتمنى لو كنا بصحبة الإمام المهدي و المسيح الموعود غلام أحمد ﷺ الجميل الحيي الحنون الحاني ، فتحيا قلوبنا و ما بعدها حياة ، و نحن هاهنا اليوم أعزنا الله و أنعم علينا و أكرمنا بنبي الله يوسف بن المسيح ﷺ  فقلوبنا و أرواحنا معلقة به دوماً ، فهنيئاً لهذا القُرب و كل قُربٍ مقام و حكمة ، فانهالوا و لا تكلوا و لا تتعبوا و لا تملوا أبداً  ، نعود و نعود فنحيا و نستزيد ، سبحانك يا رب على عِظَم عطاءك ، و نحمدك يا ربي الحبيب ، أزهرت قلوب المحبيين بأنفاسكم يا نبي الله يوسف الثاني لما أن رفعت الأذان ، جزاكم الله عنا دوماً بأفضل الخير و أعظم البركات ، و السلام كله على الأحباب المقربين المؤمنين المخلصين ."♡ . 

 

=========================

 


لقد أرسلت
تم الإرسال



 عبدالرحمن ابو محمد :
حتى لو تجاهلكم الناس وكنتم لوحدكم لكنكم تقدمون ماعندكم بلا ملل وبلا كلل
وبكل إمكانياتكم على قلة عددكم وعدتكم لكن تقدمون ماعندكم بأجمل مظهر وانا لا اخفي اهتمامي ومتابعتي لكم وأفكر وبصمت بكم وبما تطرحون ووالله تفكيري بكم دائم
الله اسئل ان ينصر الحق وأهله وان يوفقنا للحق الذي من عنده سبحانه امين يارب العالمين

 

 Youssef Hala Mounir

 السلام عليكم ورحمة الله وتعالى يا نبي الله تأثرت اليوم بحادثة الحبر الأحمر ( في الخطبة الإلهامية ) و تأثرت خاصة عند سماعي صوتك و حضرتك تقرأ تلك الكلمات ( في صلاة الجمعة ).فدخلت لاجل  أن أصلي  عليك وعلى جميع الانبياء الاطهار واقول صلوات ربي وسلامه عليكم جميعا يا انبياء الله
أحبكم جدا

================================================

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق