راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 18 مايو 2025

درس القرآن و تفسير الوجه العاشر من البقرة .





درس القرآن و تفسير الوجه العاشر من البقرة .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه العاشر من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه العاشر من سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :

  - من أحكام النون الساكنة و التنوين :

الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام  بغير غنة و حروفه (ل ، ر) .

و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .

__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

طيب ، هذا الوجه المبارك بيكمل قصة البقرة ، اللي/التي هي قصة النفس البشرية الأمارة بالسوء التي أمر الله سبحانه و تعالى بني إسرائيل أن يتخلصوا منها و يذبحوها على مذبح الخشوع لله و التقرب له سبحانه و تعالى ، و فصلنا تفاصيل و صفات تلك النفس الأمارة في الوجه السابق و ثم تحدثنا عن النفس التي قُتِلَت من بني إسرائيل و إدَّارؤوا فيها يعني كل واحد كان بيرمي التهمة على التاني ، (فادَّارَأْتُمْ فِيهَا) يعني كل واحد بيدرأ الشبهة عن نفسه فربنا قال لهم (اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا) يعني قِيسوا المسافة ما بين الجثة اللي/التي لقيتوها/وجدتموها في الحقل و أقرب القرى ، فأقرب القرى إلى تلك الجثة هي التي تبحثون فيها عن قاتل ذلك الشخص و بالفعل حدث ، و كانت آية من الله عز و جل ، تمام ، و قلنا لكم أن التفسير التقليدي كان مليء بالخرافات التي لا يقبلها لا عقل و لا دين .
_

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} :

(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ) بعد تلك الآيات الكثيرة التي شهدتموها مع موسى ، تمام؟ ، كثيرة ، آيات كثيرة جداً : النجاة من الضربات اللي/التي نزلت على فرعون و نجاتكم من فرعون و الآيات اللي/التي ربنا إداهلكم/أعطاكم إياها زي/مثل المَنّ و السلوى ، تمام؟ آيات كثيرة جداً و حياة نبوية مع موسى ، و حياة و آيات بإستمرار ، بعد كل ده/هذا قلوبكم قَستْ ، (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم) اصبحت قاسية ،  (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) ربنا هنا بيقارن قسوتهم بالحجارة و بيقول إن إنتو/أنكم أشد قسوة من الحجارة ، ليه/لماذا بقى؟؟ ربنا قال لهم ده حتى الحجارة بيطلع/يخرج منها الخير ، (وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ) في/يوجد حجارة بيتفجر منها أنهار و مياه عذبة ، (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء) يعني في/يوجد اللي/الذي بيتفجر يخرج منه أنهار عظيمة جداً يعني قلوب تتوب إلى الله عز و جل توبة نصوح ، و في/يوجد قلوب هي كالحجارة لكنها إيه/ماذا؟ تتشقق بقى فيخرج من الماء ، يخرج منها الرحمة و الصفاء ، و في/يوجد قلوب كالحجارة متكبرة و لكنها إيه؟ بالعظة و بالخشوع لله عز و جل تهبط ، يعني يهبط كِبرَها فتصبح إيه؟ متواضعة لله عز و جل ، (وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ) يهبط يعني يتواضع بعد كِبر ، (يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) هنا ربنا بيحفز عندهم حاسة الإحسان ، بيحفز عندهم إيه؟ حاسة الإحسان لما يقول لهم : (وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) يعني أنا رقيب عليكم مش/ليس غافل ، فبالتالي هنا بيحفز عندهم إيه؟ حاسة الإحسان اللي/الذي هو إيه؟؟ الذِبح العظيم اللي/الذي هو شرط الخلود في الجنات المتتاليات مفتحة لهم الأبواب ، فهنا ربنا ناصح واعظ مُربي يعلم نفسيات البشر فيُعاملهم على أساسها .
__

{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} :

بعد كده ربنا بيدينا/يعطينا نصيحة للتعامل مع بني إسرائيل إن احنا/أننا نأخذ حذرنا منهم عشان/حتى نتعلم ، ربنا بيقول : (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ) إنتو/أنتم بتطمعوا إن بني إسرائيل المتمردين دول/هؤلاء اللي/الذين تمردوا على موسى و الأنبياء من بعده يؤمنوا لكم؟؟؟!! ، (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ) أحكام الله عز و جل و كلام الأنبياء ، (ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ) يعني هم عَقَلُوا الإيه؟ النصيحة النبوية و بعد كده حَرَّفوها وفق أهواءهم ، (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) يعني يعلمون أنهم مُحرفون و ده/هذا نفس اللي/الذي عمله المشايخ المجرمين الخبثاء و حرفوا دين الله عز و جل فأحلوا للمسلمين ما حرم الله و حرموا على المسلمين ما أحل الله ، (فكانت تلك عبادتهم اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أرباباً من دون الله) ، من ضمن تلك التحريفات التي فعلوها نتيجة أهواءهم : إن الإبن الذي يُتَوَفى في حياة أبيه ، أبناءه لا يرثون من جدهم ، فأين ذلك في كتاب الله عز و جل؟؟؟ بل هو من بغي المشايخ و تحريفهم و أنانيتهم و أهوائهم و استضعافهم للضعفاء مما يدلل على خستهم ، فالصحيح أن هؤلاء الأحفاد يرثون ما كان لأبيهم من ورث أياً كان بل هم أَولَى من غيرهم بذلك الورث ، بل من المفضل أن يرثوا و ثم أيضاً يُضاف إلى ورثهم وصية ترحم ضعفهم ، (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) .
__

{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} :

خلي بالك بقى ، ربنا هنا في الآية الجاية/التالية دي/هذه بيصف سلوك و نفسيات هؤلاء الكفار من بني إسرائيل :(وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا) يعني بيتظاهروا بالإيمان عندما يُلاقوا المسلمين ، خلي بالك (وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ) يعني في السر بقى ، في الخلوات ، في السر و اجتمعوا مع بني إسرائيل : (قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ) يعني انتو/أنتم بتقولوا لهم أسرار الكتاب بتاعكم ، الكتاب المقدس التي توافق ما لديهم من أحكام في القرآن عشان/حتى يُقيموا عليكم الحُجة؟؟!! إزاي/كيف؟؟!! في/يوجد أحكام و آيات و نبوءات في الكتاب المقدس تتوافق مع النبوءات التي أتت في القرآن و أتت و انطبقت على نبي الإسلام فإنتو/فأنتم جايين/تأتون تبينوا لهم و تنوروا لهم الطريق عشان/حتى ياخدوا/يأخذوا الحاجات ديت/هذه حجة عليكم و ينتصروا عليكم؟؟!! ، طبعاً هنا الخبثاء بيحدثوا الأغبياء أو بالنسبة لهم يعني اللي/الذين هُم يروهم أغبياء من بني إسرائيل ، تمام؟ و لكنهم ليسوا بأغبياء ، إنما هم أصحاب قلوب طاهرة ، (وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) هنا دي/هذه نصيحة خبث ما بينهم البعض ، تمام؟ .
__

{أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} :

ربنا بقى بيرد عليهم : (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) هنا تاني ربنا بيأكد و يُحفز غريزة الإحسان يعني أن تراقب الله يعني أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ) هنا ربنا بيوجه النصح لبني إسرائيل المعاصرين للنبي محمد ، (أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) ربنا يعلم السر و أخفى و يعلم الظواهر اللي/الذي هو الإعلان بتاعهم/الخاص لهم .
__

{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} :

بعد كده ربنا بيدي/يُعطي سر من أسرارهم بقى للمسلمين ، مش/أليس هم أهل الكتاب الخبثاء دول/هؤلاء الكفار يعني ، اللي/الذين كفروا بمحمد في الباطن بيقولوا لبعضهم البعض لا تحدثوا المسلمين عن أسرار الكتاب المقدس التي توافق ما جاء في القرآن و ما انطبق من نبوءات على النبي محمد لكي لا يأخذوها حُجة عليكم ، هنا بقى ربنا بيرد عليهم فبيقول لنا سر من أسرار بني إسرائيل اللي/التي ناخذها عليهم ، بيقول إيه ربنا؟ : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) ماتفتكرهمش/لا تظنهم كلهم علماء ، (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ) مابيعرفوش/لا يعرفوا لا يكتبوا و لا يقرأوا ، (إِلاَّ أَمَانِيَّ) يعني إلا أوهام ، يعني كثير منهم عندهم أوهام ، (وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) ماتفتكرهمش/لا تظنهم إن هم على حاجة/شيء و لا حاجة ، ربنا هنا بينصر المسلمين نصر نفسي يجعلهم إيه؟ يرتقوا و يستعلوا عليهم ، على بني إسرائيل ، و مايظنوش/لا يظنوا أن أهل الكتاب القدماء دول/هؤلاء أفضل منهم ، ربنا هنا بيدي/يعطي دعم نفسي للمسلمين الجدد و بيقول لهم إنتو/أنتم أفضل منهم و أعظم منهم و أحسن منهم ، زي ما/مثلما إحنا/نحن دلوقتي/الآن بندي/نعطي دعم نفسي للمسلمين و بنقول لهم إنتو/أنتم بإيمانكم بالإمام المهدي الحبيب هتكونوا أعظم من القرون التي مضت و أعظم من اللي/الذي يُقال عنهم سلف ، يعني اللي/الذي يؤمن بالإمام المهدي و يفهم فهم الإمام المهدي يبقى/يكون أفضل بقى من ابن كثير و ابن تيمية ، تمام؟ و كل الشلة/المجموعة دي/هذه ، تمام؟ التي أفسدت في دين الله عز و جل و حرفت في دين الله عز و جل ، تمام؟ ، هنا بنديكم/نعطيكم دعم نفسي كما كان عيسى ابن مريم يُعطي دعم نفسي لأتباعه من الحواريين ، كذلك ربنا هنا بيدي/يعطي دعم نفسي للمؤمنين و نبي الإسلام و بيقول لهم ماتخافوش/لا تخافوا ، ماتجعلوش/لا تجعلوا بني إسرائيل يستعلوا عليكم بل أنتم استعلوا عليهم بوحي الله ، فيقول : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) يعني إيه؟ جهلة ، هنا المعنى إن هم جهلة يعني ، (لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ) لا يعلمون الشريعة و الحُكم و النبوة و الوحي و الخشية ، (إِلاَّ أَمَانِيَّ) إلا أوهام ، (وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ) يعني ليسوا على يقين ، بل أنتم من على يقين .
__

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 

 

===========================

 

الحمد لله

صلاة الجمعة 23=5=2025

https://drive.google.com/file/d/12z9DkrpUgiAZSt1Dl1QxdKWu5xG2ZpfE/view?usp=drivesdk

الوجه الحادي عشر البقرة

  https://drive.google.com/file/d/136P1nc57_bOXPfw53Q8G6Z0nY0RVF-vC/view?usp=drivesdk

 

=======================================================

 

 

احمد يوسف الأحمدي

سأل وهابيٌّ أشعريًا:
 أين الله؟
فقال له الأشعري:
أتريد الجواب على هدى من الوحي،
أم على مقتضى الظن والهوى؟
قال:
بل على هدى من الوحي.
قال الأشعري:
إذًا اسمع وتدبر، ولا تتعجل الرد:
قال الله تعالى:
"وهو معكم أينما كنتم"
"وهو الله في السماوات وفي الأرض"
"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب"
"ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
"ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم..
 وهو معهم أينما كانوا"
"فأينما تولوا فثم وجه الله"
"إن ربك لبالمرصاد"
"ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون"
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"
"وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله"
وقال النبي صل الله عليه وسلم:
"إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يبصق قِبَل وجهه،
فإن الله قِبَل وجهه"
"أقرب ما يكون العبد من ربه
وهو ساجد"
"وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ"
وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام:
"إني ذاهب إلى ربي سيهدين"
"أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض"
وفي حديث الجارية:
سألها النبي صل الله عليه وسلم: "أين الله؟" فقالت: في السماء.
وقال تعالى:
"الرحمن على العرش استوى".
فهذه النصوص كلها واردة، فاختر لنفسك:
إن أخذت بعضًا على ظاهرها، وأوّلت بعضًا آخر بغير دليل،
فقد اتبعت الهوى.
وإن تمسّكت بالظاهر في جميعها دون تفويض أو تأويل يليق بجلال الله،
فقد وقعت في القول بالحلول، ومن قال بالحلول فدينه معلول.
وإن نظرت في مجموعها،
وجمعت بينها كما فعل الأئمة كالحافظ البيهقي،
فقلت: موجود بلا جهة ولا مكان، فقد أصبت السبيل، وهذا مذهب أهل الحق.
أما من قال:
 "إن لم يكن في مكان فهو عدم"، فقد نطق بسفه،
لأن "الله كان ولا شئ غيره".
فهل تراه عدمًا يوم لم يكن مكان؟!
بل هو واجب الوجود أزلاً وأبدًا،
 لا يحده مكان،
ولا تحيط به الجهات،
يعلم كل شئ بعلمه، لا بذاته،
قاهر فوق خلقه بسلطانه،
ظاهر في خلقه بآثار صفاته،
باطن عن إدراك العقول بحقيقة ذاته.
فلا يقال:
له يمين أو يسار،
 ولا فوق أو تحت،
ولا أنه داخل العالم أو خارجه،
لأن هذه صفات الأجسام،
والمكان من لوازم الحدوث،
ومن شبّه الله بخلقه فقد ضل ضلالاً مبينًا.
ومن قال: "لا أدري، أالله في السماء أم في الأرض"،
فقد جعل له حدًّا،
وحصره في جهة،
وكأنما ظنه جسدًا محصورًا في حيّز،
وهذا كفر صريح.
فإن سُئلت عن الدليل، فقل:
لو كان الله في جهة،
لكان محدودًا، وكل محدود محدث،
والله سبحانه قديم أزلي،
لا أول لوجوده ولا آخر،
وكل ما افتقر إلى مكان فهو حادث،
والحدوث على الله محال.
وإن قيل لك: ما الواجب في حقه وما المستحيل عليه؟
فقل:
يجب له كل كمال يليق به، ويستحيل عليه كل نقص..
هو الخالق قبل المخلوقات، والقيّوم قبل الأكوان،
والموجود قبل المكان والزمان.
وقد قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله:
"كان الله ولا مكان،
وكان قبل أن يخلق الخلق،
لا أين ولا جهة، وهو خالق كل شئ."
وإليك مثالًا يقرب المعنى للعقل:
لو أنك قررت بناء بيت، فقبل أن تبنيه،
 هل يُقال إنك كنت داخله أو خارجه؟
الجواب:
لا داخل البيت ولا خارجه، لأنه لم يُوجد بعد.
فإذا كان العقل يدرك أن الإنسان يمكن أن يوجد بلا ارتباط بمكان لم يُخلق،
أفلا يكون الخالق أعظم من أن تحيطه الحدود؟
فالله قبل خلق المكان لم يكن داخله ولا خارجه،
وبعد خلقه لم يتغير، لأنه سبحانه منزّه عن التغيّر، بائنٌ من خلقه، ليس كمثله شئ، وهو السميع البصير.
وجوده ليس متعلقًا بوجود خلقه، بل هو الغني المطلق، لا يحويه شئ، ولا يحتاج إلى شئ، ولا يُدرك كنه ذاته إلا هو.
فاختر لنفسك:
أتهتدي بنور التوحيد،
أم تغرق في ظلمة التشبيه والتجسيم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق