درس القرآن و تفسير الوجه التاسع عشر من البقرة .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه التاسع عشر من أوجه سورة البقرة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم درس القرآن و تفسير الوجه التاسع عشر من سورة البقرة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
* أحكام الميم الساكنة :
- إدغام متماثلين صغير أي أنه إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الميم فتُدغم الأولى بالثانية و تُنطق ميم واحدة .
- الإخفاء الشفوي أي أنه إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء .
- الإظهار الشفوي أي إذا أتى بعد الميم الساكنة باقي حروف الهجاء ماعدا حرفي الميم و الباء .
ــــــــ
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} :
في هذا الوجه المبارك إستكمال لما تحدثنا عنه في الوجه السابق و لِمَا فصّلناه عندما تلونا مقالة ماكو-رابا و علقنا عليها ، فنُعيد و نقول : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ) أي أنه أسس التوحيد و كان آدم منطقته ، و كان آدم منطقته أي العراق و ما حولها فأسس قواعد التوحيد و الإستسلام لله و نبذ الشرك ، فبارك الله ذريته و كان منهم أنبياء فسُمي بأبي الأنبياء ، أَبو الأنبياء يعني من أبناءه أنبياء و ليس معناه أنه أبو كل الأنبياء في العالم يعني ، (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ) أي يضع الأسس و قواعد التوحيد للناس و الذي ساعده هو إسماعيل لأنه بِكرَه ، بِكر إبراهيم هو إسماعيل ، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا) يعني كليهما يدعو الله و كان هذا حال لسانه و مقاله في حياته ، هذا الدعاء ، يعني أفعالهم و أقوالهم تقول هذا الدعاء : (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) أنت سميعٌ فأعطيت إيه؟ النبي إسماعيل من إسمك ، إسماعيل ، (إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) العليم صاحب العلم و أصل الوحي ، لأن العلم و الوحي و الأمر كلها بمعنى واحد أي الوحي .
ــــــــ
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} :
(رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) هذا تتمة دعاء إبراهيم و إسماعيل و بالتالي ذريتهما ، رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسلِمِين أو مُسْلِمَيْنِ لَكَ يعني مُسَلِّمِين أمرنا لك ، موحدين مستسلمين لك يا ربنا راضين ، (وَمِن ذُرِّيَّتِنَا) يعني اجعل ذريتنا (أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ) أي مُسلِّمَة لك موحدة ترفع القواعد من البيت ، و البيت هو بيت التوحيد هذا هو المقصد و ليس معناه الكعبة المكية ، هذا هو التفسير الصحيح ، أيضاً من دعاء إبراهيم و إسماعيل و غيرهم من الأنبياء : (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا) أي أرنا شعائرنا و عباداتنا و قُرباتنا إليك ، فالنُسك أو المناسك ، تمام؟ تُطلق على الشعائر و العبادات و القُرُبات ، تمام؟؟ و منها إيه؟ الذبح لله و الأضاحي ، صح؟؟ ، (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا) علمنا الشعائر اللي/التي نتقرب بها إليك ، (وَتُبْ عَلَيْنَا) يعني اغفر لنا كلما أذنبا ، (إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) تواب فعال أي كثير التوبة على عباده ، رحيم يُعطي الرحمة للمؤمنين ، لأن صفة الرحيم هي فيض الرحمة للمؤمن ، أما صفة الرحمن هي فيض الرحمة لجميع الخلق .
ــــــــ
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} :
كذلك تتمة دعاء النبيين الكريمين إن هو/أنّ ربنا يجعل سُنة البعث تستمر في الناس و خصوصاً في ذريتِهما فبيقولوا إيه؟ : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً) ، (وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً) تفسير أنه النبي محمد و هذا تفسير صحيح ، كذلك فيه/يوجد تفسير صحيح آخر : (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً) أي ابعث في كل أمة من ذرياتنا رسولا ، و هذا المعنى يتماشى مع سياق القرآن و مع سُنة البعث التي تتجدد و لا تتعطل ، (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُم يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ) أي وحيك ، (وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ) إذاً أصل مهمة الأنبياء هو التزكية و التعريف بالله ، يُذكر الناس بالله ، تذكير بالله ، تزكية النفس ، تعليم الحكمة و الكتاب ، يعني مثلاً كده لما إحنا/نحن نقول رؤيا صالحة مثلاً و نفسرها و نقول الرموز اللي/التي فيها ، إحنا/نحن كده بنتعلم الحكمة و طبائع وحي الله و تفاصيل وحي من أنواع وحي الله ، بس/فقط هي دي/هذه ، هو ده/هذا الكتاب : كلمات الله ، حكمة ، تزكية ، (إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) عزيز حكيم ، ليه/لماذا بقى هنا ربنا قال عزيز حكيم؟؟؟ لأن الوحي عزيز ، عزيز ، حكيم يأتي بالحكمة .
ــــــــ
{وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} :
بعد كده ربنا بيقول إيه؟ و بيُعَقِّب على هذا الإيه؟ السرد التاريخي النبوي ، هذا السرد التاريخي النبوي ، ربنا بيُعقِّب بيقول إيه؟؟ : (وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ) أي الذي يريد أن يبتعد عن منهج إبراهيم في التوحيد هو من خدع نفسه : (إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ) خدع نفسه و سَفَّهها و ابتعد عن طريق الصواب و طريق التزكية و الحياة و النجاة ، (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا) اصطفينا إبراهيم كما اصطفينا آدم من ضمن الناس كما اصطفينا جميع الأنبياء من أقوامهم ، (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) في اليوم الآخر في .... الصالحين .
ــــــــ
{إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} :
بعد كده ربنا بيذكر لمحة و مشهد من لمحات و مشاهد حياة إبراهيم كي نقتدي بها : (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ) قال له استسلم لله و ارضى بقضاء الله ، (قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)استسلمت لله و رضيت .
ــــــــ
{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} :
بعد كده : (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ) كل الوصايا اللي/التي فاتت/السابقة دي/هذه و الأدعية إبراهيم وصاها لذريته و ذريته وصتها لذريتها و هكذا ، يتوارثون التوحيد و يتوارثون نبذ الشرك ، (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ) من بَنِيه؟؟ إسحاق و إسماعيل صح؟ و بعد كده إيه؟ هم وَصوا أبناءهم ، كمثال على ذلك يعقوب اللي/الذي هو إسرائيل -عليه السلام- ، يعقوب وصى إيه؟ أبناءه برضو/أيضاً :(وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) يعني ربنا اصطفى لكم التوحيد و الحَنِيفِيَّة اللي/التي هي ملة إبراهيم فلا تموتوا إلا على هذا التوحيد ، أي لا تموتوا إلا و أنتم مسلمون لله مُسَلِّمِينَ لله تعالى .
ــــــــ
{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} :
(أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء) ربنا هنا بيلفت أنظارنا لمشهد وفاة يعقوب ، كانت آخر وصية له هي التوحيد ، (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) ، (إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) يعني الموت حضر إلى يعقوب ، (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء) هل كنتم شهداء وقتها ، يعني ربنا بيلفت نظرنا للمشهد ، يعني ربنا يدعونا لتَخَيُّل المشهد ، لما ربنا يقول (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ) يعني بيقول لنا إيه؟ تخيلوا المشهد ده/هذا ، تخيلوا المشهد ده/هذا ، تمام؟ و اقتدوا به ، ده/هذا معنى (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء) ، نفس إيه؟ الأسلوب ده/هذا ، و ما كنت إيه؟ في آية كفالة مريم (إذ يُلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ((({ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} آية ٤٥-آل عمران))) ، تمام؟ ، ده/هذا برضو/أيضاً إيه؟ لَفت نظر لذلك المشهد كي نتخيله و نقتدي به ، (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي) تعبدوا مين/مَن مِن بعدي؟؟؟ ، (قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ) نعبد إله ، إله التوحيد ، إله الحق ، (إِلَهًا وَاحِدًا) ليس له شريك ، (وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) أي مُسَلِمون ، خلي بالك (قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ) طبعاً معروف إن يعقوب ابن إسحاق ، صح؟؟ و إسماعيل يُعتبر إيه؟؟ عمه ، صح؟؟ بس/لكن هنا ربنا قال إن إسماعيل أبوه برضو/أيضاً و قَدَّمَ إسماعيل على إسحاق ليه/لماذا؟ لبيان فضل إسماعيل -عليه السلام- ، تمام؟ طيب .
ــــــــ
{تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} :
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ) هذه أمة انتهتْ ، خَلَتْ ، فَنَتْ ، فَنَتْ ، انتهتْ ، (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ) هم يتحاسبوا على اللي/الذي عملوه و انتوا هتتحاسبوا على اللي/الذي هتعملوه/ستعملوه ، يبقى/إذاً الآية دي/هذه بتنسف عقيدة الفداء و الكفارة و عقيدة توارث الخطيئة ، تنسفها ، تمام؟ و تنسف عقيدة الشفاعة المُحَرَّفة عند المسلمين التي هي شبيهة عقيدة إيه؟ عقيدة الفداء و الكفارة عند النصارى ، تمام؟؟ ، (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ) على مثالها الآية (و لا تزر وازرةٌ وِزرَ أخرى) ، و يأكد ربنا تاني على المبدأ ده/هذا : (وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ، (وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) إذاً أي حديث في التراث ، كتب التراث دي/هذه بيتكلم مخالفاً للآيات القرآنية و من ضمنها الآية دي/هذه ، يعني أي حديث بيتكلم عن توارث الخطيئة هو حديث مكذوب قولاً واحداً ، مش/ليس محتاج تنظر في السند ،انت شوف/انظر المتن بتاعه ، اعرض المتن على القرآن ، تمام؟ ، يعني مثلاً في حديث يقول لك إيه؟؟ مثلاً مش عارف إيه؟ تُصيب أو اللعنة تصيب السابع من الولد ، كل دي/هذه عقائد باطلة دُسَّت في الإيه؟ الإسلام و هي مخالفة لقواعد القرآن ، فاهمين؟؟؟ حد عنده سؤال تاني؟؟
ـــــــ
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ، (بسم الله الرحمن الرحيم ¤ وَالْعَصْرِ ¤ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ¤ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم و بارك على أنبياءك الكرام محمد و غلام أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على آلهم و صحبهم و ذرياتهم الأخيار أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
أسماء :
- يا نبي الله ، عندما قَدَّم الله إسماعيل على إسحاق في هذه الآية و غيرها ، ألا يعتقد البعض من خلال ذلك أنه هو الذبيح لا إسحاق؟؟؟ .
يوسف بحر الرؤيا :
الذبيح هو إسحق كما في سورة الصافات لكن بكره إسماعيل هو أفضل من إسحق بدليل آيات رفع القواعد من البيت و تطهيره للموحدين . دائما ربنا في القرآن يذكر اسماعيل مقدما على اسحق لفضل اسماعيل .
الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحاق ان ربي لسميع الدعاء
انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده واوحينا الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وعيسى وايوب ويونس وهارون وسليمان واتينا داوود زبورا
قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون
ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هودا او نصارى قل اانتم اعلم ام الله ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون
قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون
ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون
واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم
واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود
===================================================
========================================================
يقول زميلي الللأدري :
بعض من أبشع جرائم المسلمين....
- قتل الخصوم حرقا ... حرق أبو بكر الصديق الفجاءة السلمى حياً .. و حرق معاوية محمد بن أبي بكر الصديق حياً .. و حرق علي بن أبي أتباع عبد الله بن سبأ أحياء.- قطع الرؤوس و طبخها ... خالد بن وليد قطع رأس مالك بن نويرة سيد قبيلة بني تميم و طبخها و أكلها ثم زنى بزوجته...- قطع الرؤوس و حملها من مكان لآخر ... معاوية قطع رأس عمرو بن الحمق أحد أنصار علي بن أبي طالب و أخذها رماها في حجر زوجته ... قطع اليزيد بن معاوية رؤوس الحسين بن علي و أولاده و نساءه و أصحابه و نقلها على رؤوس الرماح لدمشق .... - دفن الخصوم أحياء ... الخليفة أبي جعفر المنصور بعد إنتصاره على ثورة
محمد بن الحسين بن علي بن أبي طالب قام بذبح و دفن أنصاره أحياء..... - سلخ جلود الخصوم و هم أحياء ... الخليفة المعز لدين الله الفاطمي سلخ جلد الفقيه الدمشقي أبو بكر النابلسي حياً ... و الخليفة المعتضد قام بسلخ جلد محمد بن عباده أحد قادة الخوارج كما تسلخ الشاة.....- الاعتداء الجنسي على الرجال والنساء ...
فى موقعة الحرة عام قام جيش الخليفة يازيد بن معاوية باقتحام المدينة... واستباح جنوده المدينة لمدة 3 أيام متتالية... وقاموا بالاعتداء الجنسي على نساء المدينة... وفضوا بكارة أكثر من ألف فتاة .!!!. ...إخراج الروح من الدبر
كان الخليفة المعتضد يظن أن الروح تخرج من الفم ولذلك فإنه فكر في ابتكار طريقة جديدة لتعذيب خصومه وذلك عن طريق إخراج الروح من الدبر وليس من الفم فكان يأمر بسد فم الضحية ثم يدفن رأسه في التراب ويظل نصفه السفلي ظاهر لأعلى وبذلك لا تجد الروح سبيلا للخروج إلا الدبر . - استخدام الخلفاء العثمانيين للخازوق كأداة قاسية للقتل ... ويعتبر الخازوق من أبشع وسائل التعذيب... وهو من إختراع الخلفاء العثمانيين... وقد إستخدمه العثمانيون على نطاق واسع في مصر... وكان الخازوق يدخل من فتحة الشرج ويخرج من الكتف الأيمن.. والجلاد الماهر هو الذى يتمكن من جعل الخازوق يتجنب المساس بالأجزاء الحساسة في الجسم مثل القلب والرئتين والهدف من ذلك هو إبقاء الضحية حيا لمدة طويلة حتى يستمر العذاب لأطول فترة ممكنة. !!. وكان الجلاد الماهر يتم مكافأته... ولكن إذا مات الضحية بسرعة فإن الجلاد يعاقب بتهمة الإهمال !!.
هذه فنون القتل و التعذيب عند المسلمين... إذن لا نسأل أو نستغرب من أساليب التعذيب و القتل عند المنظمات الجهادية والداعشيه الإسلامية فهي مأخوذة من موروثنا......
يوسف بحر الرؤيا :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
شكرًا لك على طرح هذا الموضوع الحساس والمعقد الذي يتناول بعض الأحداث التاريخية المثيرة للجدل والتي يُزعم أنها ارتكبها مسلمون في فترات مختلفة. أود أن أبدأ بالتأكيد على نقطة أساسية: هذه الأفعال، إن صحت، لا تمثل تعاليم الإسلام كدين، بل هي أفعال أفراد أو جماعات في سياقات تاريخية وسياسية محددة. سأرد على كل نقطة وردت في استفسارك بتفصيل، معتمدًا على الحقائق التاريخية والدينية، وبأسلوب يحترم الحقائق ويفتح باب الحوار البناء.
---
### **1. قتل الخصوم حرقًا**
- **حرق أبو بكر للفجاءة السلمي**: في سياق حروب التمرد( الردة) بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، كان الفجاءة السلمي أحد المتمردين الذين ادعوا النبوة وشكلوا تهديدًا للدولة الإسلامية الناشئة. إن صحت رواية حرقه حيًا، فهذا فعل قاسٍ لا يتماشى مع تعاليم الإسلام التي تحث على العدل والرحمة حتى في الحرب.
- **حرق معاوية لمحمد بن أبي بكر**: هذه الرواية متنازع عليها تاريخيًا، ولا توجد مصادر موثوقة تؤكدها بشكل قاطع. إن حدثت، فهي تعكس صراعًا سياسيًا بين الأمويين والعلويين، وليست ممارسة دينية.
- **حرق علي بن أبي طالب لأتباع عبد الله بن سبأ**: الروايات حول هذه الحادثة متناقضة. بعض المصادر تشير إلى أن عليًا حاول إقناعهم بالتوبة، والبعض الآخر ينفي الحرق. على أي حال، الإسلام يحرم تعذيب الأسرى أو الخصوم.
**الرد الديني**: النبي صلى الله عليه وسلم قال: *"لا يعذب بالنار إلا رب النار"* (رواه أبو داود)، مما يعني أن حرق البشر محرم شرعًا. هذه الأفعال، إن صحت، تُعد مخالفة صريحة للإسلام.
---
### **2. قطع الرؤوس وطبخها**
- **خالد بن الوليد ومالك بن نويرة**: هذه الرواية مثيرة للجدل. بعض المصادر تنفي أن خالدًا قتل مالكًا ظلمًا، وتقول إنه كان مرتدًا في سياق حروب التمرد ( الردة). أما الادعاء بطبخ رأسه وأكله فهو مبالغ فيه وغير موثوق تاريخيًا. كذلك، زواجه من أرملة مالك لا يعني الزنا، بل كان في سياق عادات تلك الحقبة بعد الحروب. هذا الفعل، إن حدث، هو تصرف فردي لا يمثل الإسلام.
**الرد الديني**: الإسلام يحرم التمثيل بالجثث، كما في قوله تعالى: *"وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"* (البقرة). مثل هذه الأفعال تُعد جريمة بمعايير الدين.
---
### **3. قطع الرؤوس وحملها**
- **قطع رأس عمرو بن الحمق**: حدث هذا في سياق الصراع بين معاوية وعلي، وكان جزءًا من الحروب الأهلية، وليس ممارسة دينية.
- **قطع رؤوس الحسين وأصحابه**: مأساة كربلاء تُعد من أحلك الصفحات في التاريخ الإسلامي. قتل الحسين بن علي ونقل رؤوس أهله وأصحابه إلى دمشق كان نتيجة صراع سياسي بين الأمويين والعلويين، ولا يعكس تعاليم الإسلام، بل يناقضها.
**الرد الديني**: النبي صلى الله عليه وسلم قال: *"لا تقتلوا امرأة ولا طفلاً ولا شيخًا كبيرًا"* (رواه البخاري). ما حدث في كربلاء كان انتهاكًا صارخًا لتعاليم الإسلام التي تحرم قتل الأبرياء والتمثيل بالجثث.
---
### **4. دفن الخصوم أحياء**
- **الخليفة أبو جعفر المنصور**: إن صحت هذه الرواية عن دفن أنصار محمد بن الحسين أحياء، فهي جريمة حرب وانتهاك لحقوق الإنسان، وليست ممارسة دينية. الإسلام يحرم مثل هذه الأفعال ويأمر بالمعاملة الإنسانية حتى للأسرى.
**الرد الديني**: الله تعالى يقول: *"وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ"* (النحل). العقوبة يجب أن تكون عادلة ومتناسبة، وليس بهذه الوحشية.
---
### **5. سلخ جلود الخصوم أحياء**
- **الخليفة المعز لدين الله الفاطمي والخليفة المعتضد**: إن صحت هذه الروايات عن سلخ جلد أبو بكر النابلسي ومحمد بن عبادة، فهي أفعال تعذيب وحشية لا تتماشى مع أي مباديء إنسانية أو دينية. الإسلام يحرم التعذيب بكل أشكاله.
**الرد الديني**: النبي صلى الله عليه وسلم قال: *"إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا"* (رواه مسلم). هذه الأفعال مخالفة صريحة للإسلام الذي يدعو إلى الرحمة والعدل.
---
### **6. الاعتداء الجنسي**
- **موقعة الحرة**: ما حدث في المدينة المنورة عام 63 هـ في عهد يزيد بن معاوية كان مأساة كبرى. استباحة المدينة والاعتداء على نسائها كان نتيجة صراعات سياسية وعسكرية، وليس ممارسة دينية. الإسلام يحرم الاعتداء الجنسي بشدة.
**الرد الديني**: الله تعالى يقول: *"وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا"* (الإسراء). ما حدث في موقعة الحرة كان جريمة حرب وانتهاكًا للشريعة.
---
### **7. إخراج الروح من الدبر**
- **الخليفة المعتضد**: إن صحت هذه الرواية عن تعذيب الخصوم بهذه الطريقة، فهي وحشية لا تمت للإسلام بصلة. الإسلام يحرم التعذيب بكل أشكاله، ولا يوجد أي نص ديني يدعم مثل هذه الممارسات.
**الرد الديني**: النبي صلى الله عليه وسلم قال: *"إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا"* (رواه مسلم). هذا الفعل، إن حدث، هو ابتكار بشري بعيد عن الدين.
---
### **8. استخدام الخازوق**
- **الخلفاء العثمانيون**: الخازوق لم يكن اختراعًا عثمانيًا، بل كان أداة تعذيب شائعة في عصور مختلفة وثقافات متعددة، بما في ذلك أوروبا الوسطى. استخدامه في الإمبراطورية العثمانية كان في سياق الحكم السياسي والعسكري، وليس ممارسة دينية. الإسلام يحرم التعذيب والقتل بطرق وحشية.
**الرد الديني**: النبي صلى الله عليه وسلم قال: *"إذا قتلتم فأحسنوا القتلة"* (رواه مسلم)، مما يعني أن القتل، إن كان ضروريًا، يجب أن يكون بأقل قدر من الألم، وليس بهذه الطريقة الوحشية.
---
### **الخلاصة**
الأفعال التي ذكرتها في استفسارك، إن صحت، هي أفعال أفراد أو جماعات في سياقات تاريخية وسياسية معينة، ولا تمثل تعاليم الإسلام كدين. الإسلام يدعو إلى الرحمة والعدل، كما في قوله تعالى: *"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"* (الأنبياء). هذه الأحداث، إن وقعت، تُعد انتهاكات صارخة لتعاليم الدين، ولا يمكن تعميمها على الإسلام أو المسلمين ككل.
أما ربط هذه الأحداث بأساليب التنظيمات الجهادية المعاصرة مثل داعش، فهو يتجاهل أن هذه التنظيمات تستند إلى تفسيرات متطرفة وخارجة عن السياق للنصوص الدينية، وليس إلى "موروث" إسلامي حقيقي. التاريخ البشري، بما في ذلك تاريخ الحضارات الأخرى، مليء بالأحداث المأساوية، ولا يمكن الحكم على دين أو شعب بناءً على أفعال بعض أفراده في لحظات معينة.
من المهم أن نفهم السياق التاريخي والثقافي لكل حادثة، وأن نحكم على الإسلام من خلال نصوصه وتعاليمه الأصلية، وليس من خلال تصرفات بعض أتباعه. أتمنى أن يكون هذا الرد قد أوضح وجهة النظر الإسلامية حول هذه الأحداث. إذا كنت تريد مناقشة المزيد أو لديك أسئلة إضافية، فأنا هنا للمساعدة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و الآن سأركز على تقديم معلومات دقيقة حول الفظائع التي ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى، والتي يمكن اعتبارها انتهاكات لحقوق الإنسان بمعايير اليوم.
### **1. محاكم التفتيش (Inquisition)**
- **الفترة**: بدأت في القرن الثاني عشر واستمرت حتى القرن السابع عشر.
- **الوصف**: أُنشئت هذه المحاكم الدينية من قبل الكنيسة الكاثوليكية لمحاربة "الهرطقة" (الانحراف عن العقيدة الرسمية). استخدمت أساليب قاسية للتحقيق، بما في ذلك التعذيب لانتزاع الاعترافات.
- **الأساليب**: تضمنت التعذيب الجسدي مثل التمديد على الرف (rack)، وحرق المتهمين أحياء، والإعدام بالخازوق.
- **الضحايا**: يُقدر أن عشرات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم اليهود، المسلمون، والبروتستانت، تعرضوا للتعذيب أو الإعدام بسبب اتهامات بالهرطقة.
### **2. الحملات الصليبية (Crusades)**
- **الفترة**: من القرن الحادي عشر إلى القرن الثالث عشر.
- **الوصف**: سلسلة من الحملات العسكرية التي دعمتها الكنيسة لاستعادة الأراضي المقدسة من المسلمين، ولكنها امتدت أيضًا لتشمل حملات ضد المسيحيين المعتبرين مهرطقين، مثل الكاثار في فرنسا.
- **الأفعال**: شهدت مذابح واسعة، مثل مذبحة القدس (1099) التي قُتل فيها الآلاف من المسلمين واليهود، ومذبحة بيزييه (1209) خلال حملة ألبيجينس ضد الكاثار.
- **الضحايا**: يُقدر المؤرخون أن مئات الآلاف، وربما الملايين، قُتلوا أو شُردوا خلال هذه الحملات.
### **3. اضطهاد اليهود**
- **الفترة**: طوال العصور الوسطى.
- **الوصف**: تعرض اليهود لاضطهاد منهجي من الكنيسة والسلطات المسيحية، حيث اتهموا بـ"قتل المسيح" وممارسة السحر.
- **الأفعال**: شملت المذابح (مثل مذبحة راينلاند أثناء الحملة الصليبية الأولى)، الطرد من بلدان مثل إنجلترا (1290) وإسبانيا (1492)، وإجبارهم على العيش في أحياء منعزلة (الغيتو).
- **الضحايا**: مئات الآلاف من اليهود قُتلوا، طُردوا، أو أُجبروا على اعتناق المسيحية قسرًا.
### **4. محاكمات الساحرات (Witch Hunts)**
- **الفترة**: من القرن الخامس عشر إلى القرن السابع عشر.
- **الوصف**: حملات لمكافحة "السحر" بدعم من الكنيسة، استهدفت غالبًا النساء واستخدمت اتهامات زائفة لتصفية الحسابات.
- **الأساليب**: التعذيب لانتزاع الاعترافات، والإعدام بحرق المتهمين أحياء.
- **الضحايا**: يُقدر أن ما بين 40,000 إلى 60,000 شخص، معظمهم نساء، أُعدموا بتهمة السحر في أوروبا.
### **5. قمع العلم والفكر**
- **الفترة**: طوال العصور الوسطى.
- **الوصف**: فرضت الكنيسة رقابة صارمة على الأفكار العلمية والفكرية التي تتعارض مع تعاليمها.
- **الأمثلة**: محاكمة جاليليو جاليلي (1633) بسبب تأييده لنظرية مركزية الشمس، وإجباره على التراجع تحت تهديد التعذيب.
- **التأثير**: عرقلة التقدم العلمي وإعدام أو سجن العديد من العلماء والمفكرين.
### **6. التعذيب والإعدام كجزء من النظام**
- **الوصف**: استخدمت الكنيسة أدوات تعذيب مثل "الكرسي الحديدي" و"المسمار الإبهام" في محاكم التفتيش، خاصة في إسبانيا، لانتزاع الاعترافات من المتهمين بالهرطقة.
- **الضحايا**: لا يمكن تحديد العدد بدقة، لكن التعذيب كان ممارسة شائعة ومنتظمة.
### **الخلاصة**
ارتكبت الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى أفعالًا تُعتبر فظائع بمعايير اليوم، مثل محاكم التفتيش، الحملات الصليبية، اضطهاد اليهود، محاكمات الساحرات، وقمع العلم والفكر. هذه الأحداث كانت نتيجة عوامل دينية وسياسية واجتماعية معقدة، ويجب فهمها في سياقها التاريخي. الهدف من دراستها اليوم هو استخلاص الدروس لتجنب تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
======================================================
يوسف بحر الرؤيا :
هذه الروايات التاريخية المروعة تطرح تحدياً أخلاقياً عميقاً، وتستدعي وقفة نقدية متوازنة:
### أولاً: التمييز بين مستويات المسؤولية
1. **جرائم أفراد ≠ الإسلام**: الأفعال الوحشية المذكورة (إن صحت) هي **جرائم بشرية** ارتكبها أشخاص في سياقات سياسية، وليست تعاليم دينية. القرآن يحرم القتل بغير حق: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ... فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} (المائدة).
2. **السياق التاريخي**: الصراعات المبكرة (الفتنة الكبرى وما بعدها) كانت **حروباً سياسية** على السلطة، تشابهت في وحشيتها مع حروب الإمبراطوريات المعاصرة (البيزنطية/الفارسية). هذا لا يبررها لكنه يضعها في إطارها.
### ثانياً: مشكلة الروايات التاريخية
- **تحيز المصادر**: معظم هذه الروايات وردت في كتب **طائفية متأخرة** (كـ"الكامل" لابن الأثير أو "مروج الذهب" للمسعودي) التي كُتبت في عصور الصراع العباسي-الأموي.
- **التضخيم الأسطوري**: قصة "أكل رأس مالك بن نويرة" **مطعون في صحتها** حتى عند المؤرخين المسلمين القدماء كالطبري.
- **انعدام السياق**: مثل اتهام خالد بن الوليد - بينما عمر بن الخطاب **حاسبه** على مقتل مالك، وهذا دليل على وجود محاسبة.
### ثالثاً: التناقض مع النص الديني
- الإسلام حرم التعذيب: قال عمر: "**أعذبتم الناس في الدنيا يعذبكم الله في الآخرة**".
- تحريم حرق الأحياء: حديث "لا يعذب بالنار إلا رب النار" (صحيح البخاري).
- حرمة التمثيل بالجثث: نهى النبي ﷺ عن المُثلة حتى بالكلب العقور.
### رابعاً: القراءة النقدية للتراث
1. **التمييز بين التاريخ والدين**: هذه الأحداث جزء من **تاريخ السياسة** للإمبراطوريات الإسلامية، وليست جزءاً من التشريع.
2. **الجرائم لا تُشرَّع**: لو صحت هذه الروايات فهي **انحرافات** تُدان، كما دانها مفكرون إسلاميون كـ**عبد الرحمن الكواكبي** في "طبائع الاستبداد".
3. **سياقات العنف**: وحشية العثمانيين (كـ"الخازوق") كانت ممارسة **عثمانية-بيزنطية** مشتركة، وليست "إسلامية" المصدر.
### خامساً: لماذا لا تعتبر هذه جرائم "إسلامية"؟
- **المرجعية الأخلاقية**: داعش وغيرها استمدت عنفها من **تأويلات متطرفة** وليس من القرآن. القرآن يقول: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ} (النحل).
- **الاستثناء ليس القاعدة**: تاريخ المسلمين فيه **آلاف الفقهاء** الذين رفضوا العنف (كالأوزاعي الذي أنكر ظلم الولاة)، وفيه أيضاً فترات عدل طويلة.
### سادساً: كيف نتعامل مع هذا الإرث؟
- **النقد لا الإنكار**: نرفض التبرير، ونعترف بأن الاستبداد السياسي استغل الدين.
- **فصل الدين عن السياسة**: كما فعلت النخب الإصلاحية من **محمد عبده** إلى **عبد الجواد ياسين**.
- **استعادة الأخلاق القرآنية**: التركيز على قيم العدل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} (النساء).
هذه الجرائم - إن صحت - هي **جرائم ضد الإسلام نفسه** قبل أن تكون ضد الإنسانية. والرد عليها يكون بـ:
- تفكيك أدوات تبرير العنف تاريخياً.
- بناء وعي ديني يركز على مقاصد الشريعة: حفظ النفس والعقل.
- رفض أي محاولة لتسويغ العنف باسم الدين، اليوم أو بالأمس.
لقد شهدت أوروبا في العصور الوسطى (خاصةً بين القرن 11-15م) فظائع مماثلة باسم الدين، وإليك أبرز الأمثلة الموثقة تاريخياً:
### ١. **محاكم التفتيش (Inquisition)**
- **التعذيب المنهجي**: استخدام أدوات مثل "العذراء الحديدية" (تطبقق على الضحية) و"كرسي التفتيش" (المسامير المشتعلة).
- **حرق المهرطقين**: إعدام آلاف الأشخاص أحياءً، مثل حرق 210 شخصاً في يوم واحد في "الخزانة" بفرنسا 1244م ضد الكاثار.
- **تدمير ثقافة كاملة**: إبادة طائفة الكاثار في حملة صليبية داخلية (1209-1229م).
### ٢. **الحروب الصليبية**
- **مذبحة القدس 1099م**: ذبح الصليبيون 70,000 مسلم ويهودي - بحسب وليم الصوري - حتى "سال الدم حتى ركب الخيول".
- **حملة الأطفال 1212م**: موت آلاف الأطفال الأوروبيين الذين جندتهم الكنيسة للاستيلاء على القدس.
### ٣. **إبادة "الوثنيين" والشعوب الأصلية**
- **حروب التوتونيين (القرن 13م)**: إبادة قبائل البروسيين وتدنيس معابدهم باسم تنصير شرق أوروبا.
- **محارق السحرة**: إعدام 40,000-60,000 شخص (80% نساء) بين 1480-1780م بتهمة "السحر".
### ٤. **الاضطهاد الديني الداخلي**
- **مذبحة الهراطقة في بيزييه 1209م**: عندما سأل الجنود كيف يميزون الكاثار عن الكاثوليك، أجاب المندوب البابوي: "اقتلوهم جميعاً.. الله سيميز أتباعه!".
- **مذبحة سانت بارثولوميو 1572م**: ذبح 10,000 بروتستانتي في باريس خلال ليلة واحدة.
### ٥. **التمثيل بالجثث**
- **عقوبة الخازوق**: استخدمتها الكنيسة ضد يان هوس 1415م، حيث أحرق جسده ونثر رماده في نهر الراين.
- **التعليق على الصلبان**: كما حدث لقادة حركة الفلاحين الألمان 1525م بأمر من مارتن لوثر نفسه.
### ٦. **الانتهاكات الجنسية المنظمة**
- **"حق السيد الأول" (Jus primae noctis)**: ممارسة مزعومة تبيح لأساقفة الإقطاع اغتصاب العرائس قبل أزواجهن.
- **استغلال نظام "الاعتراف"**: تسجيل شهود عيان مثل جيفري تشوسر في "حكايات كانتربري" عن تحرش القساوسة بالمُعترفات.
---
### السياق التاريخي والنقدي:
- **الكنيسة كمؤسسة سياسية**: كانت تملك جيوشاً وسجوناً وتفرض ضرائب (كالـ"صكوك الغفران").
- **التبرير اللاهوتي**: استخدام نصوص مثل "أكرِهوا على الدخول" (لوقا 14:23) لتبرير العنف.
- **المقاومة الإصلاحية**: أدان مفكرون مثل **إيراسموس** و**سرفانتس** هذه الممارسات في كتاباتهم.
> هذه الجرائم - كما نظيراتها في التاريخ الإسلامي - تُذكر اليوم لثلاثة أهداف:
> 1. **كشف آليات استبداد السلطة الدينية**
> 2. **التأكيد أن العنف نتاج تأويل بشري وليس جوهر الأديان**
> 3. **بناء ذاكرة تاريخية تمنع تكرار المآسي**
الدرس الأعمق: عندما تتحول المؤسسات الدينية إلى **أنظمة سياسية قمعية**، تُنتج فظائع متشابهة عبر الحضارات، وهذا ما يحذّر منه فلاسفة من **ابن خلدون** (في المقدمة) إلى **فولتير** (في التسامح).
===============================================
=======================================================
يوسف بحر الرؤيا :
ما عرضته هو قائمة من **الجرائم أو الأحداث العنيفة** المنسوبة إلى شخصيات في التاريخ الإسلامي، لكن من الضروري التعامل مع هذا النوع من النصوص بميزان **العقل، والتاريخ، والمنهج النقدي**، لا بمجرد الصدمة العاطفية أو الحكم التعميمي. لذلك سأرد على هذا النص **رداً عقلانياً، نقدياً، متماسكاً**، من عدة محاور:
---
### 1. 🕰️ **التمييز بين الإسلام كدين، والمسلمين كحكام عبر العصور**
* **الإسلام كتعاليم** لا يبرر الظلم ولا القتل الوحشي، بل يجعل **الدماء معصومة**، ويعدّ قتل النفس الواحدة كقتل الناس جميعًا (المائدة: 33).
* ما يُنسب لبعض الخلفاء أو القادة **ليس دينًا**، بل **سياسة وصراع على الحكم**، كما يحدث في كل حضارة بشرية. هل تبرر أفعال ستالين أو محاكم التفتيش أو جنكيز خان إدانة فلسفاتهم أو شعوبهم كلها؟
---
### 2. 📚 **التحقق من المصادر والمرويات**
أكثر ما ورد في هذا النص، من أمثال:
* أكل خالد بن الوليد لرأس مالك بن نويرة.
* سلخ جلد النابلسي حيًا.
* إخراج الروح من "الدبر"!
* حادثة الخازوق العثماني بتفصيلاته الدقيقة.
كلها **إما روايات ضعيفة، أو مبالغات دعائية، أو مصادر غير موثقة تاريخيًا**، وقد نقلها خصوم سياسيون أو مذهبيون لأغراض التشويه.
مثلاً:
#### – 🔹 خالد بن الوليد ومالك بن نويرة:
رواية الطبخ هذه غير ثابتة أصلًا في كتب الحديث، وهي في كتب المؤرخين المتأخرين أو الخصوم، ومردودة عند كثير من المشتغلين بالروايات . أما زواجه من زوجة مالك، فتم بعد انقضاء عدّتها، على الرواية الأقوى.
#### – 🔹 موقعة الحرة:
نعم، وقعت مذبحة مأساوية في المدينة، وهذا ثابت. لكن الاعتداءات الجنسية بأعداد "ألف بكارة" هي **أرقام غير موثقة أُدرجت لاحقًا من خصوم الدولة الأموية لتشويه يزيد**، وهي محل نزاع بين المؤرخين.
#### – 🔹 الخازوق:
وسيلة تعذيب **ليست اختراعًا إسلاميًا**، بل استُخدمت في أوروبا والشرق الأوسط منذ آلاف السنين، ومنها الرومان، والفرس، والبيزنطيون.
---
### 3. 🧠 **تحليل نفسي لنبرة التعميم**
النص يستعمل لغة **شحن عاطفي**، ويخلط بين:
* حاكم ظالم عاش في القرن الثالث،
* وخليفة في الدولة الفاطمية الشيعية،
* وجندي في جيش متمرد،
ثم يحمّل **الدين كله المسؤولية**!
هذا **تشويه فكري ومنهجي**؛ لأن الدين ليس هو الخلفاء، ولا الجهاديين المعاصرين، ولا الفقهاء الرسميين. **الإسلام نصوص وحي، لا أهواء بشر.**
---
### 4. 🕯️ **هل العنف خاص بالمسلمين؟**
لو أردنا أن نكون منصفين:
* **المسيحيون** شنّوا الحروب الصليبية وقتلوا في القدس وحدها 70 ألفًا في يوم واحد، ودخلوا بدماء حتى رُكب الخيول.
* **الشيوعيون** قتلوا أكثر من 100 مليون إنسان في القرن العشرين (حسب تقديرات موثقة).
* **الغرب الحديث** فجّر هيروشيما وقتل ملايين في فيتنام والعراق وسوريا وليبيا باسم "الحرية".
فهل نُدين المسيحية أو الحداثة أو العقل الغربي؟
---
### 5. 🧩 **خلاصة عقلانية عادلة:**
نعم، التاريخ الإسلامي فيه **انحرافات وقسوة ودموية** في بعض مراحله، ولا يجب تقديس الأشخاص أو دفن الجرائم.
لكن:
* هذا لا يُحَمِّل الدين المسؤولية.
* ولا يعني أن الإسلام يولّد العنف.
* ولا يبرر اسقاط كل ذلك على الحاضر أو على عموم المسلمين.
بل يجب قراءة التراث بوعي نقدي، والتمييز بين الدين وبين توظيفه السياسي.
---
ولكي يكون النقد منصفًا ومتوازنًا، لا بد أن نعرض *الفظائع والانتهاكات التي ارتُكبت باسم الدين في الغرب المسيحي* أيضًا، خصوصًا في العصور الوسطى التي يُشار إليها غالبًا بـ"العصور المظلمة" في أوروبا. إليك بعض أبرز هذه الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها الكنيسة الكاثوليكية أو تم تبريرها باسم الدين:
---
### 🔥 1. **محاكم التفتيش (Inquisition)**
* بدأت في القرن الثاني عشر وبلغت ذروتها في إسبانيا.
* كانت تهدف إلى "تطهير" المجتمع من الهرطقة والزنادقة، وأُنشئت محاكم خاصة لتعذيب المشتبهين.
* **أساليب التعذيب:** شد الأطراف، الكي بالنار، التكسير بالعجلة، الحرمان من النوم، تغريق الفم بالماء (محاكاة الغرق).
* **الضحايا:** يقدّر بعض المؤرخين أن عشرات الآلاف أُعدموا أو عُذّبوا حتى الموت.
---
### 🔥 2. **حرق الساحرات (Witch Hunts)**
* بدأت في أواخر العصور الوسطى واستمرت حتى القرن 18.
* آلاف النساء، والرجال أحيانًا، اتُّهموا بالسحر دون أدلة واضحة.
* كانت "الكنيسة" ترى أن السحر تحالف مع الشيطان ويستحق الحرق حيًا.
* تم **إحراق عشرات الآلاف أحياء**، وعلّقت جثثهم في الميادين العامة.
---
### 🔥 3. **الحروب الصليبية (1096 – 1291)**
* تم شنّها بدعم من البابا لمحاربة المسلمين واستعادة "الأراضي المقدسة".
* في الحملة الصليبية الأولى، دخل الصليبيون القدس عام 1099 و**ذبحوا أكثر من 70,000 مسلم ويهودي**، بمن فيهم نساء وأطفال، داخل المسجد الأقصى.
* بعض الشهادات المعاصرة تقول إن “الدم كان يصل إلى ركب الخيول”.
---
### 🔥 4. **المجازر الدينية ضد البروتستانت (حروب الدين)**
* في فرنسا وألمانيا وإنجلترا، اندلعت حروب أهلية دموية بين الكاثوليك والبروتستانت.
* أشهرها **مجزرة "سان بارتيليمي" 1572**، حيث تم ذبح أكثر من 10,000 بروتستانتي في باريس ومدن فرنسا الأخرى، بتحريض من البلاط الكاثوليكي.
---
### 🔥 5. **اضطهاد العلماء والمفكرين**
* أمثلة:
* **غاليليو غاليلي**: أُجبر على التراجع عن رأيه بأن الأرض تدور حول الشمس، وتمت محاكمته.
* **جيوردانو برونو**: أحرق حيًا عام 1600 لأنه قال إن الكون لا نهائي وإن هناك عوالم متعددة.
* أي فكر يخالف الفهم اللاهوتي كان يُعتبر هرطقة.
---
### 🔥 6. **حرمان وتكفير الشعوب**
* استخدمت الكنيسة التكفير والعزل الروحي كأداة سياسية.
* كانت تمنع قراءة الكتاب المقدس إلا من خلال رجال الدين، ومن يقرأه بمفرده كان يُعتبر هرطوقيًا.
---
### 🔥 7. **بيع صكوك الغفران**
* في القرون الوسطى، كانت الكنيسة تبيع "صكوك الغفران" لمن يريد تطهير نفسه من الذنوب أو تحرير أقربائه من "عذاب المطهِّر".
* تحوّلت هذه الصكوك إلى وسيلة فساد مالي وديني.
---
### 🔥 8. **إبادة الشعوب الأصلية في أمريكا**
* بعد اكتشاف "العالم الجديد"، شارك العديد من الكهنة الكاثوليك مع الغزاة الإسبان والبرتغاليين في تبرير **إبادة الملايين من السكان الأصليين**.
* فُرض عليهم التنصير قسرًا، ومن رفض أُعدم أو أُحرق.
---
### خلاصة:
ما حدث في التاريخ الإسلامي من جرائم، يقابله أيضًا سجل مظلم في التاريخ المسيحي، *وهذا يدل على أن المشكلة ليست في الأديان نفسها، بل في توظيفها السلطوي لخدمة المصالح السياسية والطائفية*. في كل العصور، حين تُمزج السلطة بالدين دون نقد، يكون الناتج: **دماء، تعذيب، وتكفير باسم السماء**.
سأقدّم لك تحليلاً شاملاً لفكرة **"الإرث الدموي" في الأديان الكبرى**، من منظورٍ تاريخي ونقدي محايد، دون تبجيل أو شيطنة. وسنُراعي في ذلك التمييز بين النصوص الأصلية، والتأويلات البشرية، والتوظيفات السياسية. سنقسّم التحليل على النحو التالي:
---
## ✅ أولًا: لماذا الحديث عن "الإرث الدموي" مهم؟
* لأن كثيرًا من الحروب والمجازر والتعذيب وقعت باسم الله.
* لأن الأديان تدّعي غالبًا أنها مصدر الرحمة والسلام، ويجب كشف التناقض بين المثل والواقع.
* لأن هذا التحليل يساعد على فهم:
> هل العنف نابع من جوهر الدين؟ أم من استعماله؟
---
## 🔥 ثانيًا: الإرث الدموي في **الأديان الإبراهيمية**
### 1. **اليهودية**
* **نصوص التوراة** (خاصة سفر يشوع والعدد وصموئيل) مليئة بتوصيات إلهية بالقتل الجماعي:
* إبادة "الكنعانيين"، "العمالقة"، "المديانيين" بلا رحمة.
* إله التوراة يقول:
> "لا تُبقِ حيًّا ممن يتنفس".
* التفسير الصهيوني الحديث لهذه النصوص برّر مجازر في فلسطين (دير ياسين، كفر قاسم...).
* أهم سمات العنف التوراتي: **أوامر إلهية مباشرة بالإبادة العرقية**.
### 2. **المسيحية**
* **العهد الجديد** أقل دموية من العهد القديم، لأن يسوع يكرز بالمحبة والسلام.
* لكن الكنيسة في التطبيق:
* **الحروب الصليبية**، **محاكم التفتيش**، **إحراق الساحرات**.
* **ذبح البروتستانت** على يد الكاثوليك والعكس.
* بيع **صكوك الغفران** وتهديد المؤمنين بعذاب أبدي استُخدم لترهيبهم وخضوعهم.
* التناقض: يسوع يُعلّم الرحمة، والكنيسة قتلت باسم المسيح.
### 3. **الإسلام**
* القرآن يتضمّن آيات قتال، لكن في سياق صراع سياسي–ديني واقعي.
* بعض الخلفاء والصحابة خاضوا حروبًا توسعية، برّرتها روايات دينية.
* عبر العصور:
* **الفتنة الكبرى**: اقتتال الصحابة.
* **الحروب الأموية والعباسية والفاطمية**.
* **الذبح الطائفي** (شيعة/سنة، زيدية/إسماعيلية...).
* **داعش والقاعدة**: توظيف حديثي وفقهي للعنف باسم "الخلافة".
* التناقض: نبي يُلقّب بـ"الرحمة للعالمين"، لكن باسمه تقام مذابح و قتل و تفجيرات.
---
## 🔥 ثالثًا: الإرث الدموي في أديان غير إبراهيمية
### 4. **الهندوسية**
* تُصوَّر على أنها ديانة سلام وتسامح، لكنها شهدت:
* **العنف الطائفي ضد المسلمين (غوجرات، بابري مسجد)**.
* **النظام الطبقي (الكاست)**: مبرّر ديني لاستعباد "المنبوذين".
* نصوص "المانوسمريتي" تنص على معاقبة الطبقات الدنيا بالكيّ بالنار إذا عصوا.
### 5. **البوذية**
* تُعتبر ديانة لا عنف (Ahimsa)، لكن الواقع فيه مفارقة:
* **البوذية في بورما وسريلانكا** شاركت في مذابح ضد المسلمين والهندوس.
* **الرهبان البوذيون في ميانمار** دعموا التطهير العرقي ضد الروهينغا.
* التناقض: بوذا يعلّم اللاعنف، ورهبانه يُباركون المجازر.
---
## 🔥 رابعًا: أسباب تكرار العنف في كل الأديان
| السبب | التوضيح |
| ----------------------------- | ------------------------------------------------------------------- |
| **1. احتكار الحقيقة** | كل دين يرى أنه يملك "الطريق الوحيد إلى الله"، فيُبرَّر قتل المخالف. |
| **2. تسييس العقيدة** | حين يندمج الدين بالسلطة، يصبح أداة لتبرير الحروب وتصفية الخصوم. |
| **3. فوبيا "الهرطقة"** | المجتمعات الدينية تُصاب بهوس التطهير العقدي، فتقتل المختلف. |
| **4. النصوص القابلة للتأويل** | كل دين يحتوي على نصوص يُمكن تفسيرها بشكل دموي إذا أراد المتطرفون. |
| **5. الغيب والعقاب** | التهديد بجهنم والتكفير يُستخدم كمبرر للعقوبة الدنيوية. |
---
## ✅ خامسًا: هل المشكلة في **الدين نفسه** أم في تأويله؟
* من منظور فلسفي حديث:
* الدين كظاهرة إنسانية ليس شرًا في ذاته.
* لكن حين يُحتكر ويُستخدم كأداة سيطرة وتبرير، يصبح خطرًا مميتًا.
* لهذا نجد:
* متصوفة سلميين (كجلال الدين الرومي).
* وفلاسفة دينيين يعيدون تأويل النصوص لصالح السلام.
* ومقابلهم: قساوسة وشيوخ وكهنة دمويون.
---
## ✅ خلاصة كاشفة
> **كل دين هو مرآة مزدوجة**:
>
> * إن وضع فيها إنسان مضيء، أخرج نورًا ورحمة.
> * وإن وضع فيها إنسان مظلم، خرج منها سيفٌ ودماء.
لذا فالسؤال الجوهري ليس فقط: *هل الدين عنيف؟*
بل: **من يفسّر الدين؟ ولماذا؟ وباسم من؟**
---
عند مناقشة التاريخ اليهودي، يجب التمييز بين ثلاثة مستويات:
1. **اليهودية كدين**: نصوصها المقدسة تحث على السلام ("دَرْبِيهَا دَرْبِي نِعْمٍ") [أمثال 3:17]
2. **اليهود كمجموعات بشرية**: تصرفات أفراد أو دول لا تمثل الدين
3. **الدولة الحديثة**: إسرائيل ككيان سياسي معاصر
مع هذا التوضيح، إليك وقائع تاريخية مثيرة للجدل:
### ١. العصر التوراتي (بحسب النصوص الدينية)
- **تدمير مدن كنعان**: سفر يشوع يصف إبادة سكان أريحا وعاي (يشوع 6-8)
- **حملة المكابيين (167 ق.م)**: إجبار الإدوميين واليهود الهلنستيين على الختان (بحسب يوسيفوس فلافيوس).
### ٢. حقبة الممالك اليهودية
- **الملك داود**: الصراعات الدموية مع الأمونيين والموآبيين (سفر صموئيل الثاني 12:31).
- **الملكة أثلّيا** (842-836 ق.م): إعدام أحفادها لضمان السلطة (سفر الملوك الثاني 11).
### ٣. العصور الوسطى
- **مملكة الخزر (القرن 8-11م)**: الدولة التركية التي اعتنقت اليهودية وشنّت حروباً ضد المسيحيين والمسلمين (بحوث المؤرخ بيتر غولدن).
- **صراعات يهود اليمن**: اشتباكات مع القبائل المسلمة في القرن 12م (ذكرها ابن خلدون).
### ٤. الصراع العربي-الإسرائيلي (الحديث)
- **مذابح 1948**: مثل دير ياسين (107 قتلى) وكفر قاسم (49 قتيلاً) بحوث المؤرخين "الإسرائيليين الجدد".
- **سياسات التهجير**: طرد 700,000 فلسطيني عام 1948 (توثيق الأمم المتحدة).
---
---
### **1. التاريخ القديم**
في الفترات الأولى من التاريخ، كما ورد في النصوص الدينية مثل التوراة (العهد القديم)، هناك روايات عن صراعات بين بني إسرائيل والشعوب المجاورة:
- **غزو أرض كنعان**: يُذكر في سفر يشوع أن بني إسرائيل قاموا بحروب ضد سكان أرض كنعان (مثل الكنعانيين والفلسطينيين القدماء)، بهدف السيطرة على الأرض. هذه الأحداث تُعتبر من بعض المؤرخين صراعات عرقية ودينية، حيث كانت تتضمن قتلًا وتشريدًا للشعوب الأخرى.
- **الفترة الهلنستية والرومانية**: شهدت ثورات يهودية ضد الحكم الروماني، مثل ثورة المكابيين والثورة الكبرى (66-70 م). خلال هذه الصراعات، حدثت أعمال عنف من الجانبين،
---
### **2. العصور الوسطى**
في هذه الفترة، كان اليهود يعيشون ضمن مجتمعات مسيحية وإسلامية، وكانت علاقاتهم مع الأعراق والأديان الأخرى تتأرجح بين التسامح والصراع:
- **الأندلس**: في ظل الحكم الإسلامي، عاش اليهود في فترات من التعايش السلمي، لكن بعد سقوط الأندلس (1492)، شارك بعض اليهود في مساعدة السلطات المسيحية في اضطهاد المسلمين واليهود الذين لم يهاجروا.
----
### **3. العصر الحديث**
في القرنين العشرين والحادي والعشرين، برزت أحداث بارزة، خاصة مع قيام دولة إسرائيل:
- **الصراع العربي-الإسرائيلي**: منذ تأسيس إسرائيل عام 1948، شهد الصراع مع الفلسطينيين والدول العربية أعمال عنف متبادلة. من الجانب الإسرائيلي، وقعت جرائم ضد المدنيين الفلسطينيين، مثل:
- **مذبحة دير ياسين (1948)**: قامت جماعات مسلحة يهودية (مثل الإرغون والليحي) بقتل ما بين 100 إلى 250 من سكان القرية الفلسطينية، مما أثار الرعب وأدى إلى نزوح جماعي.
- **عمليات عسكرية لاحقة**: مثل قصف قطاع غزة في حروب متعددة (2008، 2014، 2021)، حيث قُتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، واعتبرتها منظمات دولية انتهاكات لحقوق الإنسان.
- **التمييز في إسرائيل**: هناك اتهامات بممارسات تمييز ضد الأقليات العرقية والدينية (المسلمون والمسيحيون) داخل إسرائيل، مثل الحد من الحقوق المدنية أو هدم منازل العرب.
---
### **4. الجرائم ضد الأديان الأخرى**
- **التعصب الديني**: في إسرائيل الحديثة، سُجلت هجمات من متطرفين يهود على أماكن عبادة مسيحية وإسلامية، مثل المساجد والكنائس في القدس، مع شعارات معادية للأديان الأخرى.
- **السياسات الدينية**: بعض الجماعات اليهودية المتطرفة دعت إلى تهميش الأديان الأخرى في المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل، مما أثر على حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين.
---
### **الخلاصة**
الجرائم التي ارتكبها أفراد أو جماعات يهودية ضد الأعراق والأديان الأخرى عبر التاريخ ترتبط غالبًا بالصراعات على الأرض، السلطة، أو الهوية. من غزو كنعان في التاريخ القديم، إلى مذابح مثل دير ياسين والصراع المستمر في فلسطين، تظهر هذه الأحداث في سياقات سياسية واجتماعية معقدة.
========================================================
================================================
يقول زميلي اللاأدري :
يوسف بحر الرؤيا :
سؤالك يحمل نَفَسًا نقديًا جريئًا، وهو يطرح فرضية منتشرة كثيرًا في الخطابات الإلحادية واللاأدرية، وهي:
**"كيف أؤمن اليوم بما لم يؤمن به أصحابه بالأمس؟"**
وهي صيغة تبدو منطقية ظاهريًا، لكنها تحتاج إلى تحليل دقيق لتفكيك السياق التاريخي والنفسي والفكري لما يسمى "حروب الردة" أولاً، ثم لمفهوم الإيمان أصلًا: هل هو نتيجة ضغط، أم قناعة؟ وما علاقة ذلك بتطور الدين واستمراره؟ إليك التحليل:
---
### 1. **هل ارتد أغلب العرب فعلاً بعد موت محمد؟**
لا. هذا التصور مبالغ فيه. ما حصل بعد وفاة النبي ﷺ هو مزيج من:
* **انفصال قبائل** عن دولة المدينة سياسيًا، وليس رفضًا لنبوة محمد من الأساس.
* بعضهم امتنع عن أداء الزكاة لحاكم المدينة المنورة فقط و رأوا انهم يوزعونها فيما بينهم ، ورفض سلطة أبي بكر السياسية، لا الرسالة الدينية ذاتها.
* عدد محدود فقط عاد لعبادة الأوثان أو اتّبع نبوءات زائفة كـ"مسيلمة" و"سجاح".
* **فحروب الردة لم تكن ضد فكرة "الإسلام" بقدر ما كانت صراعًا على مركز السلطة والمال بعد غياب المؤسس.**
### 2. **فهل لو لم تحصل حروب الردة لانقرض الإسلام؟**
الجواب: لا، ومن وجهتين:
* **إيمانيًا:** إذا كان الدين باطلًا، فهو سينهار ولو بعد حين، حتى لو تم تثبيته بالسيف. وإذا كان الدين حقًا، فسيجد طريقه إلى قلوب الناس ولو بعد انهيارات.
* **تاريخيًا:** الأديان التي تنتشر فقط بالسيف لا تدوم 14 قرنًا ولا تخرج من قومية إلى أمم، ولا تبني حضارة امتدت من الأندلس للهند.
### 3. **ماذا عن "حد الردة"؟**
* لا يوجد في القرآن نص واضح بقتل المرتد، بل هو تحريف لحدود الإسلام و وسيلة قمع سياسية لا أكثر في التاريخ الفقهي.
---
### 4. **لكنهم عرفوا محمد ورأوه، ومع ذلك ارتدوا، فكيف أؤمن أنا بعد 1400 سنة؟**
سؤال مهم.
لكن دعنا نعكس المنطق:
من رأى محمدًا كان يراه **كإنسان حيّ**، فيه بشرية، أخطاؤه في الحكم أو الشؤون اليومية واضحة، لم يكن يمشي بهالة خارقة، بل كان "رجلًا منكم" يأكل ويمشي في الأسواق.
**الاختبار الحقيقي للإيمان آنذاك لم يكن "رؤية المعجزات"** بل:
هل تؤمن بأن هذا الرجل حامل لرسالة من الله رغم أنه لا يملك مالًا، ولا قوة، ولا عصا سحرية؟
فالإيمان لم يكن نتيجة "الاطلاع المباشر"، بل اختبار حرية داخلية أمام رجل يدعو لما لا يُرى (الله، الآخرة، الجنة).
> والعجيب أن كثيرًا ممن آمنوا به لم يروه إطلاقًا: أجيال من الفرس والبربر والترك والهنود...
> لو كان الإسلام مجرد "كاريزما رجل واحد"، لما تجاوز حدود جزيرة العرب.
---
### 5. **وهل الإيمان فعل عقلاني بعد هذا الزمن؟**
نعم، إن قرأته كخيار **وجودي** لا كإكراه اجتماعي.
الإنسان في القرن 21 يحتاج لإعادة طرح السؤال:
* هل هذا الكون عبث؟
* هل وُجدنا صدفة؟
* هل الأخلاق، الحب، الجمال... مجرد تفاعلات كيميائية؟
* وهل موتنا هو مجرد انطفاء كهربي؟
من يرفض الإيمان بالإسلام يجب أن يقترح **بديلًا** لا **فراغًا**.
---
### ⟵ خلاصة:
ليس صحيحًا أن الإسلام بُني على الدم فقط، أو أن ارتداد بعض القبائل ينسف النبوة، أو أن طول الزمن يجعل الإيمان به غير عقلاني.
بل:
* الإسلام صمد قرونًا لأنه خاطب الوجدان والعقل والضمير.
* الإيمان لا يُفرض، بل يُعرض.
* والردة حين كانت مرفوضة، كانت لأسباب سياسية، لا فكرية.
وما زال التحدي قائمًا:
**هل نؤمن لأننا بحاجة لوهم؟ أم لأن الحقيقة أثقل من أن تُختصر في لا شيء؟**
### الرد على شبهة: *"لولا حروب الردة لانقرض الإسلام، والذين عرفوا النبي أول ما مات كفروا به، فكيف تطلبون منّا الإيمان به بعد 1400 سنة؟"*
دعنا نحلل هذه الشبهة بعقلانية وتاريخية ونبدأ تفكيكها نقطةً نقطة:
---
### أولًا: **هل ارتدّ "كل العرب" بعد وفاة النبي؟**
لا. ما حدث بعد وفاة النبي ﷺ لم يكن ارتدادًا شاملاً عن الإيمان برسالته، بل تعددت المواقف:
1. **طائفة من العرب ارتدت سياسيًا لا دينيًا**:
* كانت تقول: "إن كان محمد قد مات، فلا طاعة علينا لأبي بكر!"، فكان الارتداد عند كثير منهم رفضًا للسلطة المركزية، لا لنبوة محمد.
* وهذا يشبه ما يحدث اليوم عندما تنهار ثقة الشعوب بالحكومات بعد موت زعيم قوي.
2. **بعض القبائل رفضت اداء الزكاة لسلطة المدينة فقط**:
* فرفض أبو بكر هذا الفصل بين الدين والدولة، وهذا ما عُرف بـ"مانعي الزكاة".
* هذا لا يسمى ارتدادًا عن الدين، بل تمردًا جزئيًا .
3. **ظهور مدّعي النبوة**:
* مثل مسيلمة وطليحة وسجاح، وهذا أمر طبيعي بعد موت كل نبي. كما حصل بعد عيسى، وموسى، وزرادشت، وكونفوشيوس.
إذن، **الردة لم تكن إنكارًا عامًا للرسالة، بل خليطًا من دوافع سياسية واقتصادية ودينية.**
---
### ثانيًا: **هل حروب الردة دليل على ضعف الإسلام؟**
العكس تمامًا.
* حروب الردة أظهرت أن الإسلام لم يكن ديانة ضعيفة تنتهي بموت نبيها، بل أصبح دولة لها مؤسسة حكم وجيش، قادرة على حماية نفسها من التفتت والانهيار.
* أبو بكر وقف موقفًا غير شعبوي وقال: *"والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه لرسول الله، لقاتلتهم عليه."*
وهذا موقف قانوني لا عاطفي، هدفه تأسيس دولة ذات سيادة.
**فما يسمى "حروب الردة" هو في الحقيقة: "حروب توحيد الدولة الإسلامية الوليدة بعد مرحلة النبوة".**
---
### ثالثًا: **حد الردة المزعوم زوراً : هل هو سبب بقاء الإسلام؟**
الزعم بأن "حد الردة أنقذ الإسلام من الانقراض" فيه مغالطة تاريخية كبرى:
1. **الردة الفكرية لم تُقتل، بل نوقشت**:
* في الدولة العباسية، حصلت مناظرات بين الملحدين والمتكلمين في قصور الخلفاء.
* وكتب الجاحظ وابن المقفع والراوندي فيها شبهات ضخمة ولم تُقتل عقولهم فورًا.
2. **الحد المزعوم زوراً لم يُطبّق كعقيدة عامة**:
* حد الردة المزعوم زوراً كان غالبًا أداة سياسية لحماية وحدة الأمة من الانقسام المهدد للاستقرار، لا مجرد معاقبة كل مشكك.
3. **لو أن الإسلام لم ينجُ إلا بالقوة، لما وصل إلى الأندلس، أو ماليزيا، أو البلقان، أو إندونيسيا...**
* أين "حد الردة" في آسيا؟ لقد انتشر الإسلام هناك بالتجارة والتصوف واللغة.
إذن: **الإسلام نجا لأن فيه قوة منطقية وروحية، وليس لأن سيوفًا منعته من الموت.**
---
### رابعًا: **هل من العدل أن أُطالَب بالإيمان بعد 1400 سنة؟**
هذا السؤال يشتمل على خلط بين التجربة والمعيار:
* نعم، لم ترَ النبي، لكنك ترى القرآن، والآثار، والتاريخ، والمنطق، وحجج النبوة.
* كل ديانات العالم تعتمد على "نقل المعلومة والبرهان"، وليس على الرؤية المباشرة.
* لو كان الإيمان متوقفًا على "رؤية النبي"، لما آمن أحد بعد الجيل الأول.
* القرآن ذاته قال: **"ثم إنكم بعد ذلك لميتون، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون"**، والناس تؤمن مع تأخر الزمان لأن الرسالة تخاطب العقول لا الحواس فقط.
---
### خلاصة المحور:
* **لم يكن كل من تمرد على سلطة الحكم بعد النبي كافرًا برسالته، بل متأثرًا بظروف سياسية واجتماعية.**
* **الإسلام صمد لأن فيه عناصر حياة داخلية، لا لأن حد الردة المزعوم زورا حماه.** و اي رواية تذكر قتل المرتد لمجرد ردته فهي رواية باطلة لانها تخالف القواعد القرآنية .
* **الإيمان لا يُقاس بالزمن بل بالحجج، والقرآن يتحداك إلى اليوم أن تأتي بمثله، لا أن ترى محمدًا حيًا.**
---
يقول زميلي اللاأدري :
هل الإيمان مجرّد كذبة نفسية ؟؟
يوسف بحر الرؤيا :
سؤالك "هل الإيمان مجرد كذبة نفسية؟" هو من أعمق الأسئلة الوجودية في الفلسفة والدين وعلم النفس الحديث. وسنعالجه الآن على مراحل:
---
### أولًا: ما المقصود بـ"كذبة نفسية"؟
الطرح هنا يشير إلى أن **الإيمان وهم اخترعته النفس لتتحمّل عبثية الحياة أو خواء الوجود**، أي:
* **وهم الطمأنينة**: النفس تخترع "إلهًا" لتشعر بالأمان.
* **وهم العدالة**: النفس تتوق لعالم عادل فتخترع جنة ونار.
* **وهم الخلود**: النفس تخشى الفناء فتخلق وهم البعث والروح.
هذه فرضية نجدها عند فلاسفة مثل:
* **فرويد**: الدين تعبير طفولي عن الاحتياج للأب.
* **نيتشه**: الإيمان ضعف، لأنه يقتل إرادة القوة.
* **ماركس**: الدين أفيون الشعوب.
لكن هل هذا التفسير كافٍ؟ وهل هو نفسه خالٍ من التناقض؟
---
### ثانيًا: الرد الفلسفي: هل كل إيمان "وهم" فقط لأنه يريح النفس؟
هذا المنطق يسمى **"مغالطة المنشأ"** (Genetic Fallacy):
> الحكم على فكرة بأنها كاذبة فقط لأن مصدرها نفسي أو اجتماعي.
مثال:
* قولك "الناس يؤمنون بالحساب لأنهم يخافون الموت" لا يعني أن **الحساب غير موجود**، بل يعني أنهم خائفون منه.
* إذًا: **الخوف لا ينفي الحقيقة**.
بل على العكس:
> إذا كان الإنسان يخاف الموت، ويتمنى العدالة، ويشعر بوجود "مقدّس"، فهل هذه المشاعر كلها مجرد خداع نفسي؟
> أم أنها إشارات إلى حقيقة أكبر يعيشها الوعي منذ أقدم العصور؟
---
### ثالثًا: علم النفس العكسي: **لماذا لا نقول العكس؟ أن الإلحاد هو الكذبة النفسية؟**
* أحيانًا يكون "نفي الإله" راحة نفسية من تأنيب الضمير، لا بحثًا عقلانيًا عن الحقيقة.
* فكما قد يخترع الناس إلهًا، قد **ينكرون الإله** ليعيشوا بحرية أخلاقية بلا حساب.
> فهل الإلحاد أيضًا وهم نفسي؟ وهل كل ما يمنح راحة داخلية هو باطل؟
> **الشعور بالحب يمنح راحة، فهل هو كذبة؟**
> **العدل والضمير والكرامة تعطي طمأنينة، فهل نلغيها لأنها "راحة نفسية"؟**
الجواب: الراحة النفسية ليست دليلًا على الكذب، وليست دليلًا على الصدق أيضًا، لكنها **علامة على انسجام النفس مع فكرة تؤمن بها**.
---
### رابعًا: لماذا إذًا ينتج الإيمان؟ هل هو مجرد إسقاط نفسي؟
هذه الفرضية تعود إلى ما يسمى بـ"النماذج الإسقاطية" في علم النفس:
* **الإنسان يسقط رغباته على الكون** فيخترع إلهاً.
لكن:
1. لو كان الدين إسقاطًا نفسيًا، **لماذا يحمل تكاليف ثقيلة؟**
* صوم، صلاة، محاسبة نفس، جهاد، زكاة... هذه ليست راحة نفسية بل **ترويض للنفس**.
* هل الإنسان يخترع إلهاً يعاقبه ويأمره بالموت في سبيله؟
2. لو كان الإيمان اختراعًا نفسيًا، **لماذا يستمر رغم العذاب؟**
* سجناء في المعتقلات يؤمنون رغم التعذيب.
* شعوب فقيرة تعبد رغم الجوع، وأحيانًا بسبب الجوع نفسه!
* أديان نشأت في ظروف اضطهاد لا رغد.
> إذًا: **ليست كل ولادة نفسية = كذبة**.
---
### خامسًا: الجانب الإيجابي من الإيمان – ما الذي لا يستطيع الإلحاد أن يقدمه؟
| السؤال الوجودي | الإيمان يجيب | الإلحاد يتهرب أو يعجز |
| -------------------- | --------------------- | --------------------- |
| لماذا نحن هنا؟ | لغاية وهدف | لا سبب، مجرد صُدفة |
| ما معنى الخير؟ | له أصل في إرادة إلهية | مجرد نفع تطوّري |
| ما قيمة الحب؟ | رابط روحي مقدس | كيمياء دماغ فقط |
| لماذا أكون أخلاقيًا؟ | لأني مسؤول أمام الله | لا حاجة إن لم أُكشف |
| هل الموت نهاية؟ | لا، هناك بعث وامتداد | نعم، لا معنى بعده |
> **الإيمان يعطي أفقًا وجوديًا. أما الإلحاد، فغالبًا يفتح أبواب العدم.**
---
### سادسًا: القرآن نفسه لا ينكر دور النفس، لكنه لا يختزل الإيمان في الوهم
> **"بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره" (القيامة)**
> **"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" (محمد)**
القرآن يعترف أن الإنسان قد يخدع نفسه، لكن يقدم أدوات عقلية ووجدانية للمواجهة:
* دليل الفطرة
* العقل الناقد
* التاريخ الإنساني
* النص المعجز
* التجربة الروحية
---
### خلاصة الجواب:
* ليس كل ما يريح النفس كذبة، وإلا لكان الحب والعدالة والضمير مجرد أكاذيب.
* الإيمان قد يكون متنفسًا نفسيًا، لكنه أيضًا **نظام عقلي وأخلاقي وتجريبي متماسك**.
* الإيمان لا يُختزل في كذبة، بل هو **تفاعل مركب بين الفطرة والعقل والتجربة والبحث**.
* إسقاط الإيمان بأنه وهم، هو بحد ذاته **اختزال نفسي للمسألة الوجودية**.
---
يقول زميلي اللاأدري :
### **هل الشر في غزة دليل على عدم وجود إله رحيم وحكيم وعادل؟**
تستند فكرتك إلى ما يُعرف في الفلسفة بـ"حجة الشر"، وهي تساؤل قديم يقول إن وجود المعاناة والظلم، مثل ما يحدث في غزة من تجويع وقتل، يتعارض مع وجود إله رحيم وعادل. دعنا نناقش هذا بعمق:
- **المنظور الديني**:
في الإسلام، الله ليس فقط رحيمًا، بل أيضًا عادلًا وحكيمًا. القرآن يشير إلى أن المعاناة قد تكون اختبارًا أو جزءًا من حكمة إلهية لا ندركها بالكامل. يقول الله: *"وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ"* (البقرة). هذا لا يعني تبرير الظلم البشري، بل يوحي بأن هناك نظامًا أوسع قد لا نراه. الظلم في غزة ليس من فعل الله، بل من اختيارات البشر الذين يملكون حرية التصرف.
- **المنظور الفلسفي**:
بعض الفلاسفة يرون أن الشر قد يكون ضروريًا لتحقيق خير أعظم، مثل الصمود أو التضامن الإنساني. لكن هذا لا ينفي ألم المعاناة. وجود الشر لا يعني بالضرورة غياب الله، بل قد يعكس محدودية فهمنا لطبيعته أو لخطته.
- **الحرية البشرية**:
في الأديان الإبراهيمية، الله منح البشر حرية الاختيار. هذه الحرية تسمح بوجود الخير والشر معًا. ما يحدث في غزة هو نتيجة قرارات بشرية، وليس دليلاً على أن الله غائب أو غير عادل. العدالة الإلهية قد تتحقق في سياق أوسع، ربما في الحياة الآخرة أو عبر مسار التاريخ.
---
### **هل الحياة مادة فقط ومن استعد ماديًا انتصر؟**
تقول إن الحياة مادة، كما رأى ماركس، ومن يمتلك القوة المادية (طائرات، صواريخ، تكنولوجيا، اقتصاد) ينتصر. هذه وجهة نظر مادية تستحق النقاش:
- **المادية مقابل الروحانية**:
لا شك أن القوة المادية تؤثر في الصراعات. التاريخ مليء بأمثلة لانتصارات عسكرية بفضل التفوق التكنولوجي. لكن القوة الروحية والإيمان يمكن أن تلعبا دورًا كبيرًا أيضًا. الشعب الفلسطيني نفسه يظهر صمودًا مذهلاً، يعتمد جزئيًا على إيمانه وهويته، وليس فقط على الموارد المادية.
- **الانتصار الأخلاقي**:
الانتصار المادي قد يكون مؤقتًا. الظالم قد يسيطر اليوم، لكن التاريخ غالبًا يحكم عليه بقسوة. الشعوب المضطهدة، كالفلسطينيين، تحقق انتصارات معنوية تلهم العالم، حتى لو لم تكن مادية في المدى القصير.
---
### **هل الإيمان بالله "خرافة" تؤدي إلى الهزيمة؟**
تصف الإيمان بالله بـ"خرافة السماء"، وتقول إن من ينتظر استجابته سيُهزم. لكن دعنا نوضح هذه النقطة:
- **الإيمان والعمل**:
الإسلام لا يدعو إلى الانتظار السلبي. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: *"اعقلها وتوكل"*، أي اتخذ الإجراءات اللازمة ثم توكل على الله. الإيمان لا يعني التخلي عن الاستعداد المادي، بل يقترن به. - **دور الأمل**:
في غزة، الإيمان يمنح الناس القوة النفسية للصمود أمام قوة مادية متفوقة.
---
### **الخلاصة**
ما يحدث في غزة مأساة إنسانية تتطلب تحركًا عاجلاً لإيقاف الظلم، ولا يمكن تبريره بأي شكل. لكن استخدام هذه المأساة لنفي وجود الله يتجاهل تعقيدات مسألة الشر. الله ليس ملزمًا بمنع كل معاناة، بل منح البشر حرية الاختيار والمسؤولية. الإيمان لا يعني الاستسلام، بل يجب أن يقترن بالعمل والسعي للعدالة. القوة المادية مهمة في الصراعات، لكن القوة الروحية والأخلاقية لها دور كبير في صمود الشعوب وتحقيق انتصارات طويلة الأمد.
أفهم مدى الألم والغضب الذي تعبر عنه تجاه المأساة الإنسانية في غزة. معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال والصراع هي واقع مؤلم يستحق كل الاهتمام العالمي والإنساني.
لكن دعني أشاركك بعض الأفكر حول النقاط التي أثرتها:
1. **المعاناة وسؤال العدالة الإلهية:**
هذا السؤال الفلسفي العميق ("لماذا يسمح الإله بالشر والمعاناة؟") حيّر البشر عبر التاريخ. الأديان تقدّم إجابات متعددة: حرية الإرادة البشرية التي تُساء استخدامها، الاختبار في الدنيا، أو حكمة إلهية تتجاوز إدراكنا المحدود. المعاناة في غزة هي نتيجة مباشرة لصراعات بشرية - سياسات احتلال، قرارات قيادات، صراع على الأرض والسلطة - وليست بالضرورة دليلاً على غياب إله.
2. **المادية والصراع:**
صحيح أن القوة المادية (عسكرية، اقتصادية، تكنولوجية) تلعب دوراً حاسماً في الصراعات، كما توقع ماركس. لكن التاريخ يظهر أيضاً أن الشعوب المقهورة (كفلسطين) تستمر في المقاومة رغم ضعف إمكانياتها، مدعومة بإرادة وإيمان (قد يكون دينياً أو وطنياً). كما أن "الانتصار" المادي لا يعني بالضرورة تحقيق العدالة أو السلام المستدام.
3. **الإيمان والعمل:**
الأديان نفسها (بما فيها الإسلام والمسيحية واليهودية) تؤكد على أهمية العمل والأخذ بالأسباب في الدنيا. الإيمان ليس دعوة للسلبية وانتظار "المعجزة"، بل حافز للعمل والنضال من أجل العدالة. كثيرون في غزة يواجهون الظلم بإيمان عميق يمنحهم صموداً مذهلاً.
4. **تعقيد الصراع:**
الوضع في فلسطين ليس دليلاً بسيطاً على وجود أو عدم وجود إله، بل هو قضية سياسية وإنسانية معقدة جذورها في الاستعمار، القومية، حقوق الإنسان، والقانون الدولي. تحميل "الإله" مسؤولية أفعال البشر (مثل القتل والتجويع) هو اختزال للمشكلة.
**خلاصة القول:**
ألم غزة مبرر وغضبك مشروع. لكن ربط هذه المأساة البشرية (التي هي من صنع أيدي البشر وقراراتهم) باستنتاج حتمي بعدم وجود إله حكيم أو عادل هو قفزة فلسفية قد لا ترضي كل العقول. الإيمان (أو عدمه) يظل اختياراً شخصياً عميقاً، والمعاناة في العالم تبقى تحدياً إنسانياً وأخلاقياً قبل أن تكون دليلاً ميتافيزيقياً. الأهم الآن هو التركيز على وقف المعاناة الفعلية والضغط من أجل حل عادل.
أفهم تمامًا وقع المأساة التي تمر بها غزة على النفس والعقل، فهي جراح مفتوحة في ضمير الإنسانية، وتُطرح معها أعمق الأسئلة الوجودية: أين العدل؟ أين الرحمة؟ أين الإله؟ ولماذا يُترك الأبرياء يموتون بهذه الوحشية؟
لكن دعنا نتناول هذه التساؤلات بمنهج عقلاني تأملي:
---
### **أولًا: هل المعاناة تنفي وجود إله؟**
هذا هو ما يُعرف في الفلسفة بـ\*\*"مشكلة الشر"\*\*، وهي أقدم الشبهات وأكثرها شيوعًا ضد الإيمان.
#### الرد الفلسفي:
* لو وُجد **الشر المطلق** (الشر المحض)، لكان هناك شيء **يُعارض الخير تمامًا**، أي **ضد النظام، ضد العقل، ضد الحياة**. لكن حتى أكثر الجرائم فظاعة (كجريمة الصهاينة) **يُبررها الفاعل بمنظومة قيم ما** (وإن كانت فاسدة)، مما يدل أن هناك مرجعية خفية تُنتهك، لا تُلغى.
* وجود الشر **يُثبت وجود مفهوم "الخير" المطلق كمرجعية**، وهذا لا يمكن تفسيره ماديًّا. فـ"العدل" و"الرحمة" ليستا ذرات أو موجات، بل مفاهيم ميتافيزيقية، لا تُفسر بالمادة وحدها.
---
### **ثانيًا: هل تنتصر المادة فقط؟**
ماركس قال "لا إله والحياة مادة"، لكن:
* الاتحاد السوفيتي (ذروة المادية التاريخية) انهار، رغم ترسانة نووية هائلة.
* أمريكا غزت العراق وأفغانستان... وهُزمت **معنويًّا وشعبيًّا**.
* إسرائيل تملك أكثر ترسانة عسكرية تطورًا، لكنها **لا تزال محاصَرة بالخوف من الحجارة والطائرات الورقية والصواريخ البدائية.**
#### إذًا:
**المادة وحدها لا تضمن النصر.**
النصر في هذه الحياة **ليس ماديًّا فقط**، بل نفسي ومعنوي وروحي.
شعب غزة — المحاصر والجائع — **لم يُهزم رغم كل شيء**. هذا في ذاته **معجزة أخلاقية**.
---
### **ثالثًا: هل الإيمان خرافة؟**
لو كان الإيمان مجرد خرافة، لكان **أول المنهارين هم أولئك الذين يعيشون تحت الحصار**.
لكنك ترى:
* صمود مذهل.
* صلوات تُرفع من تحت الأنقاض.
* عائلات تفقد أبناءها... وتقول: "الحمد لله، الله اختاره شهيدًا".
هذا لا يمكن تفسيره بيولوجيًّا أو نفسيًّا فقط. **فيه شيء أعظم من الإنسان...** يتجلى فيه، يقويه، يمنحه بُعدًا روحيًّا يتجاوز الجوع والخوف.
---
### **رابعًا: هل كان يمكن للإسلام أن ينهار بعد النبي؟**
نعم، ارتد كثيرون بعد موت النبي ﷺ. لكن:
* لو كان الإسلام كذبة نفسية، ما عاد إليه أحد.
* لكن أبا بكر، الصحابي الهاديء، واجه كل الجزيرة وانتصر، **بدون معجزات خارقة**.
---
### **خامسًا: في النهاية... من الذي يُداس؟**
من يُداس اليوم ليس لأنه مؤمن، بل لأنه **ضعيف ماديًّا**.
لكن الإيمان:
* هو ما يبقيه حيًّا.
* هو ما يحفظ له كرامته.
* هو ما يجعله يقاوم.
بدون الإيمان، تتحول الحياة إلى معادلة صفرية: "من يملك القوة ينجو"... وهذا منطق الوحش، لا الإنسان.
---
### **الخلاصة:**
> **الإيمان ليس ضمانًا للنجاة المادية، بل هو مقاومة للانهيار النفسي والروحي في عالم فاسد.**
>
> **ووجود الشر لا ينفي وجود الإله، بل يدعونا للبحث عن الخير المطلق... الذي لا يُفسَّر بالمادة وحدها.**
====================================================================================================
يقول زميلي اللاأدري :
كان يُتَصَوَّر الأمر عند محمد أنه بسيط , أن الناس فيهم أحرار وفيهم عبيد. , الحر بالحر والعبد بالعبد والأمة بالأمة. في تفرقة عنصرية بغيضة و واضحة و فجّة وهكذا هناك كثير جدا من الأمور التي رسخت اليوم في أدمغة المسلمين على أنها من الإسلام كالعدل و المساواة و نبذ الطبقية و العنصرية لكنها في أيام محمد لم تكن من الإسلام الذي يتخيله المسلمون اليوم .محمد كان يعتقد أن من حق الإنسان و حق البشر أن يهجموا على الكفار في الحرب ويأخذوا نساءهم حتى المتزوجات. يأخذوا البنات ويأخذوا الأمهات و يوزعوهن على المقاتلين. ومن حقهم بيعهن بعد ذلك في السوق. وأن من حق الصحابة و من حق محمد أن يمارسوا الجنس مع أولئك النسوة حتى و لو كنّ متزوجات !!!!!!!!!!!
يوسف بحر الرؤيا :
سؤالك وطرحك يعبران عن صدمة أخلاقية حقيقية، وهي صدمة مفهومة تمامًا، خصوصًا حين يُنظر إلى بعض مظاهر التشريع الإسلامي القديم من زاوية أخلاق الحداثة المعاصرة. لكن لكي نُجري **تحليلاً عقلانيًا عادلًا غير انفعالي**، علينا أن نفصل بين عدة أمور:
---
### 📌 أولًا: هل كان الإسلام عنصريًا بين "الحر والعبد"؟
#### ✔ الواقع التاريخي:
* **التمييز بين الحر والعبد لم يكن من ابتداع الإسلام**، بل هو نظام عالمي قديم سابق للإسلام بقرون طويلة (موجود في روما، فارس، الهند، اليهودية، وحتى العهد القديم).
* الإسلام لم يلغِ العبودية دفعة واحدة، لكنه **بدأ عملية تدريجية لتحجيمها وتقويضها من الداخل** عبر:
* فتح باب **العتق والكفارات**.
* منع **استرقاق المسلمين**.
* اعتبار **عتق الرقبة من أعظم القربات**.
* تسوية **الجزاءات القضائية** (مثل دية القتيل في بعض المواضع) بين العبيد والأحرار.
* التصريح أن أكرم الناس عند الله هو **الأتقى، لا الحر** (الآية: *إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ*).
> **فهل وُجد دين أو فلسفة قبل الإسلام قالت هذا؟ لا.**
### ⚖️ الإسلام لم يُؤَسِّس العنصرية، بل بدأ تفكيكها ضمن ظروف عصره.
---
### 📌 ثانيًا: مسألة الإماء (السبايا) وممارسة الجنس بهن حتى لو كن متزوجات
#### ✔ السياق التاريخي:
* في الحروب القديمة، كان من المتعارف عليه أن الغالب **يسترق نساء المهزوم ويعاملهن كـ "غنائم حرب"**. الرومان، الفرس، المغول، حتى بني إسرائيل في التوراة مارسوا ذلك.
* الإسلام لم يبتدع ذلك، لكنه **وضع ضوابط إنسانية شديدة لأول مرة**، منها:
* لا يجوز ممارسة أي علاقة إلا بعد **استبراء الرحم**.
* لا يجوز إجبار الأمة على البغاء (*وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ*).
* لا يجوز بيع الأمة إن كانت **أم ولد**.
* يشجع المولى على **تحريرها وتزويجها**.
#### ✔ في موضوع الإماء المتزوجات:
* الحكم خاص **بالمتزوجات من الكفار المحاربين فقط**، بعد سبيهن، وتُعد العلاقة السابقة لاغية شرعًا بفسخ النكاح بسبب الحرب، وهو مفهوم قانوني في حينه عند جميع الأمم آنذاك.
* و**لم يكن مباحًا ذلك مع نساء المسلمين ولا المسالمين**، بل فقط في حالة الحرب المعلنة مع الكفار المقاتلين.
#### ❗نعم: من زاوية الحداثة، هذا صادم... لكن من زاوية **القرن السابع الميلادي**، كان **أكثر تقدمًا ورحمة** مما سبق.
---
### 📌 ثالثًا: هل كانت تلك الممارسات جزءًا من "قلب الإسلام"؟
* ما يراه البعض اليوم مظاهر "غير أخلاقية" كان في عصره **جزءًا من النظام السائد عالميًا**.
* **الإسلام لم يُقدّم المثال الكامل من أول يوم**، بل قدم **نموذجًا قابلًا للتطور الأخلاقي التدريجي**، وهذا أهم ما يميزه.
النبوة في الإسلام ليست مُنزَّهة عن الزمان والمكان. محمد ﷺ لم يأتِ ليبني **يوتوبيا مثالية خيالية**، بل ليُصلح الإنسان ضمن **شروط الواقع المعقد**.
---
### 📌 رابعًا: ما معيار الأخلاق أصلاً؟
حين تقول: "ما فعله محمد غير أخلاقي"، فإنك:
* **تفترض معيارًا أخلاقيًا مطلقًا أعلى** منه.
* لكن من أين جاءت هذه المعايير؟ من الفطرة؟ من القانون الحديث؟ من المواثيق الدولية؟
> كثير من هذه "المعايير الحديثة" وُلدت من رحم **فلسفات متأخرة** تأثرت بالديانات نفسها، أو جاءت بعد مآسٍ كالحرب العالمية، أو صراعات العبودية في الغرب.
---
### ✅ الخلاصة:
* الإسلام لم يُكرّس العنصرية، بل بدأ تحطيمها.
* الإسلام لم يخترع السبي، بل **قنّنه وضيّق مجاله وفتح باب تحريره تدريجيًّا**.
* النبي محمد ﷺ لم يكن "عنصريًا" ولا "شهوانيًا" بل تعامل مع واقع عالمي **قاسٍ وبشع** وبدأ تحسينه.
* **الحكم على التاريخ القديم بأخلاق اليوم فيه مغالطة فلسفية معروفة: "Anachronism"**.
---
مقارنة بين الإسلام ونظام العبودية الروماني أو الأمريكي
المقارنة الإسلام العبودية الأمريكية العبودية الرومانية
مصدر العبد الحرب فقط الخطف والولادة الحرب، الديون، العقوبات
حقوق العبد طعام، كساء، زواج، تعليم، عتق لا حقوق، جلد، استعباد قهري قاسٍ، غير إنساني
الإعتاق عبادة وقربة دينية نادر، مشروط بقوانين معقدة نادر
المعاملة "إخوانكم خولكم" – أي اخدموهم برحمة الجلد والسخرة والقتل مباح يجلد أو يُقتل بدون محاكمة
الزواج من الأمة مباح ومحفّز عليه ممنوع كليًا قليل جدًا ومُحتقر
✅ الخلاصة: الإسلام ورث نظام الرق، لكنه أنسَنه تدريجيًا، وجعل هدفه النهائي التحرير، عكس العبودية الغربية التي كانت عنصرية ووحشية بلا مبرر إلا الاستغلال الاقتصادي.
الإسلام جعل من تحرير العبيد قربة إلى الله.
لم يربط قيمة الإنسان بلونه أو حسبه، بل بتقواه وأخلاقه.
سمح للعبيد أن يصبحوا قادة كبار في المجتمع الإسلامي (مثل بلال، وناصر الدولة الإخشيدي...).
✅ الخلاصة: الإسلام لم يكن نظامًا طبقيًا، بل دينًا سعى لتحطيم الطبقية تدريجيًا، وأدخل العدل في منظومة لم تعرف العدل من قبل.
============================
============================================
الحمد لله
البقرة 20
https://drive.google.com/file/d/12VSxIoL82Px0ZHLkCK8i1p7o9QKVdghV/view?usp=sharing
صلاة الجمعة 25=7=2025
https://drive.google.com/file/d/1GQxuZoRYUih_SRxweAQIyfSkQ1I-Ch2k/view?usp=sharing
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق