راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

تفسير سورة الطارق

تفسير سورة  الطارق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)

لقد  كان  لفظ السماء في  سورة  البروج يعني  السمائين  المادية و الروحية , و كان في سورة  الانشقاق  يعني  السماء  المادية  ,  أما  هنا  بسورة  الطارق  فيعني  كلا  المعنيين , فالطارق  هو  قدر  الله  الذي  يصيب كما  النجم  الثاقب  للغلاف  الجوي للأرض .  فأقسم  سبحانه  بهذه  السماء  و بمخرجاتها  الروحية و المادية , و عندها  يرسل  الله  إلى  الإنسان  إشارة  توجيه  بغية  أن  يتواضع  له  سبحانه  فيذكره بأنه  خلقه  من  ماء  متدفق  يخرج  من  بين  عضو  الرجل  الصلب  خارجا  عنه  ليستقر  في  منحنيات المهبل  التي  هي  ترائب  تُخرج  أيضا ماءً دفاقا  لحظة  الشبق فيلتقي  المائان و يندمجان  و من  خلال  الاختلاط و بحسب  مكونات  الماء الذكري  (  عدد  الحيوانات  المنوية -  قوتها – قاعدية  أو  حامضية  المني  )  و بحسب  مكونات  الماء  الأنثوي  (  قلويته  أو حامضيته – نسبة  الجراثيم  القاتلة  للحيوانات  المنوية  )  تتحدد القدرة  البيولوجية  للإخصاب و تتحدد الصفة  الجنسية  للجنين أيضا  . لينفذ  الطارق  قدر  الله  إما  بالإيجاب  أو  بالنفي  و إن  كان  بالإيجاب  فبالتذكير  أو  بالتأنيث و بوحدة  الجنين  أو  بتوئمته .    و تذكر  الصحف  المطهرة  قبل  الإشارة  إلى  كيفية تناسل  الإنسان  كيف أنّ  الحافظ  من  قدر  الله  و هو  الدعاء  يمتلكه  أي  أحد  و لكن  لا  يحسن  استخدامه  كل  أحد  ,  و كذا  مولدات  التناسل  عند  كل  زوجين  و لكن  لا  تتولد  النتائج  فريضة  عند  كل  أحد  .
لكنّ  الله  هو  القادر   على  توليد  هذا  الإنسان  مرة  أخرى  كما  أنشأه  أول  مرة  و ذلك  كي  يواجه  مصيره  أمام  الله  بقوة أكثر  و تنجلي  و  تتجلى  قوة  الله  أكثر  و أكبر . 

لقد كانت  السماء  دائما  ما  تفيض  بالوحي  المتكرر  على  مر  الزمان  و التي  كانت  الأرض  تتصدع   خشية  و رهبة  منه  .   لقد   تابع  الإنسان  هذا   الزواج   المتكرر بين   السماء  و الأرض  و ما  نتج  عنه  من  أرواح  سعيدة  مستقرة  مطمئنة   في   جماعة  المؤمنين   ,  كما  هو  الزواج  بين  الصلب  و الترائب  ماء  و  ماء  ,  ماء   فعل و ماء  ردة  فعل  و استجابة  . فعلى  قدر  الاستجابة   تكون  النتيجة  و الحياة  .   إنها  الحقيقة  الفصل  ,  إنه  الثابت  لا   الهزل   ,  و لكنهم  بكيدهم  يريدون  إبطال  الشرائع  و  الوحي  .  فسيملي  لهم  الله  باستدراج   لأنهم  لا  يستحقون  الحياة  و  الروح  و  التي  هي  ليست  من  عالمهم  ,  لأنهم  من  عالم الصلب  و الترائب  المادية  و من  مائها  المادي  السفلي  الشهواني  و  ليسوا  من  عالم  الصلب  و الترائب  الروحانية   و ليسوا  من مائها  الروحاني  السامي  العالي  .
عندها  يرسل  الله   إشارة  رعب  و  تهديد  للكافرين  بقوله  المقدس  (  فمهل  الكافرين  أمهلهم  رويدا  )  .
                               تحليل  أصوات =  بعض  الكلمات                 
طارق  :  طا    طائر   القدر  أو  النيزك  ,    رِق     فلترق  أيها  الإنسان  للوحي  كما  أنك  ترق  خوفا  من  الشهاب  المادّيّ .
رويدا  :  مراودة  الغرور   و  إرادة  التدسية  و الحلقات  المفرغة  يداً  و يداً  . 
د محمد  ربيع  ,  مصر  21\1\2011   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق