راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الثلاثاء، 5 يناير 2016

مُهْطِعِينَ و عِزِينَ .



مُهطِعِين و عِزِين .
:
هنا الله يصف نفسية الكافرين بالنبيين و بالتالي يعالجها , لقد وصف نفسيتهم بلفظين فريدين , مهطعين و عزين , و اللفظتان ذاتا دلالات صوتية في اللغة العربية الحميدة , يقول تعالى في سورة المعارج { فمال الذين قِبَلَكَ مُهْطِعِيْن *  عن اليمين و الشمال عِزِين } و يقول تعالى { مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء }  
مُهْطِعْ : هَطَعَ == تنبيه و قطع و لعاعة . الهاء تنبيه , و الطاء قطع , و العين لوعة و لعاعة . و المعنى ما بال هؤلاء الكافرين يحذّرون منك بكل قطعيّة و لوعة حيث يدورون شمالا و يمينا في كل اتجاه يبررون تحذيرهم هذا منك و من دعوتك .
عِزِين : أي يعزون أي يبررون و يذكرون أسباب تحذيرهم الناس منك بتنبيه و قطع و لعاعة .
و في الآية الأخرى ( مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء ) تأتي بنفس المعنى في مشهد تمثيلي أنهم بتحذيرهم منك كانوا يقنعون أنفسهم أولا ( عقولهم التي في رؤوسهم ) قبل أن يقنعوا غيرهم بكذبك , مصرين على ذلك بهمة حيث لا يطرف لهم جفن من جديتهم و مع ذلك قلوبهم خاوية ليست على أساس متين بل هو هواء و هوى و ميل مع المائلين و خوض مع الخائضين و عبث مع العابثين المشمئزين .
أجداث : أجد فعل مستمر لكل أحد يدخل القبر حيث يجد الدهشة و اللتي يمثلها صوت حرف الثاء , الدهشة و الثبور .
و الثبور هو ( دهشة البوار و الخسران ) .
غور : صوت الغين يفيد الاختفاء , راء هي الرؤية و الرؤيا ,
و منها اشتقت  كلمة الغيرة : غار أي أخفى رؤيته الشريرة لِنِعمة أحد غيره حسدا و ألما .
و الغين صوت يفيد الاختفاء و الأدق يفيد الإخفاء القسري كما يخفي الغرق صوت المغرغر فيموت جسدا و صوتا .
غِرَّة : غفلة أي اختفاء الرؤية للأمر المفاجيء لدى المتفاجيء .
غرور : اختفاء البصيرة لدى المتكبر من المكلفين .
غَرُور : اسم من أسماء إبليس يدل على صفة من صفاته .
غرغرة : اختفاء الصوت فلا يُرى سماعه .
على غرار : أي على مثل صفاته الخفية لشدة المماثلة بينهما .
=============
رَمْسْ : رؤية مسيس اللذة أو الألم و هو مشهد المفاجئة عند الموت و هو الرمس .
جَدَثَ : وجد \ الدهشة , ( جد , ث )
مثبورا : أي غطت الدهشة على عقله و تفكيره لقوة المفاجئة و هكذا وصف الله فرعون في القرآن لتفاجئه بالآيات الموسوية فانقاد إلى البوار و الخسران .
صَرْصَرْ : رؤية الاتصال المتكرر و هو وصف الله للريح المعذبة لقوم عاد ( ريح صرصر عاتية )
ص == اتصال , ر == رؤية و رؤيا .
تمور : الأرض تهتز نتيجة الشد و الجذب من آثار الخسف , و هي من المماراة أي التجادل و الشد و الجذب بين المتجادلين , و أصلها مارا : أي لم يرَ . ( ما \ را ) من شدة الغفلة و العمى الذي يحدثه الجدال و التعصب .
ذرأكم : من ذرو البذور و هو وصف تمثيلي لبداية نشأة الإنسان كخلية أولية ثم نبات .
قِدَدَا : أي مقطعة منفصلة .
لِبَدا : من التلبيد و التغبيش و الطمس و التشويش و هي من طرق الكافرين مع النبيين .
( و قد خلقكم أطوارا ) من أدلة نشأة و تطور البشر عبر الأحقاب في ست مراحل .
غسلين : عصارة اهل النار و كأنهم غُسِلوا بالنار فخرج خبثهم فصار طعاما لهم من جنس أعمالهم .
حميم : يعطي معنى الضد : فتارة يأتي بمعنى الحبيب المشفق و تارة يأتي لوصف عذاب جهنم كأنه عذاب محب للكافرين لا يفارقهم .
النِّعمة و النَّعمة :
النِّعمة بكسر و تشديد النون هي نعمة الوحي و الوصال بالله و هي اللتي يتمتع بها المؤمنون المخلصون .
و النَّعمة بفتح و تشديد النون هي وصف للمال المادّي و ليس المال الروحي و اشتق من النَّعَم و الأنعام و البهائم و العجماوات لأنه مال أصم أبكم لا يفهم و لا يتصل بالوجدان المغذي للروح بل كثيرا ما يطمس على الأفئدة فلا ترى النور و هو المال المادي , نَعماء بعد ضرّاء .
أما النِّعمة بكسر و تشديد النون فهو مشتق من النِّعِم , و هو لفظ مدح و استحسان من الشخص للشخص و هو الاستحسان الإلهي و البشري لتلك النعمة الخفية خفاء ربها اللطيف .
قال تعالى { ذرني و المكذبين أولي النَّعمة و مهلهم قليلا }
و قال تعالى { ما أنت بنِعمة ربك بمجنون } و قال { و ما بكم من نِعْمَة فمن الله } و هي الوحي و مباديء القوى القدسية في النفس البشرية .
============
أبابيل : أصل البلاء == لأبرهة .
وبيل : وباء و بلاء == لفرعون .

سَقَرْ : السين ملامسة و تسرب خفي , و القاف قوة و رهبة و الراء رؤية و رؤيا و المعنى تسرب رؤية الخوف و القوة و ملامستهما و المعنى الآخر هو تسرب و ملامسة الإيقان بأن جهنم هي مكان المكث و القرار لهم و محاولتهم البطيئة لاستيعاب هذا المصاب الجلل لشدة الفزع و الدهشة و الخوف ( سَ – قَرْ )
=============
تبارا : التاء قطع , بارا == هلك و خسر و فسد نتاجه و هي من المباراة حيث يصر كل فريق على إبيار الطرف المنافس و هكذا نفهم اللغة العربية الحميدة .

سأرهقه صَعُودَا : نوع من العذاب الإلهي في الدنيا للكافرين حيث تتملك الدنيا تلابيب أفئدتهم فيسعون للصَعود بفتح الصاد في النَّعمة بفتح و تشديد النون حتى تهلكهم و هو عكس العروج و هو الصُعود بضم الصاد و هو الصُعود بكسرة و انكسار في نِعمة الوصال و الوحي و هو من عَرَج و عرّج لذلك سُمِّيَ الذي يمشي بكسرة في الخطوة بالأعرج . و العروج هو من متطلبات الترق الروحاني .

==============
سَعِير : السين ملامسة و تسرب , عير : العار و الانكفاء المخزي و المعنى تسرب و ملامسة العار و الفضيحة و هو وصف من أوصاف جهنم .
جهنم : أي جاءت هنّات و آلام و آهات الألم و اللذة الحرام ( جاء = ج ) ( تنبيه = ه ) ( الرقة المشددة = نّ ) ( اللذة و الألم = م )

خرطوم : خر == الخاء صوت الفخر و الراء صوت الرؤية , طوم == من طامّة طمّ طِيْمَ طُوْمَ == أمر جلل مهلك و المعنى ( رؤية التفاخر بالنفس هو أمر جلل مهلك لصاحبه == طُوْمَ == أُهْلِكَ برؤيته لفخره و كبره و من  هنا توعد الله بقذف تلك الصفة الذميمة في كل الكافرين بوسم ناريّ كما توسم البهائم .
==================

ناضرة : النون ترقق و رقة , ضرة : ضرر و المعنى وجوه سعيدة لدرجة أنها تترقق مع الضرر ذاته لشدة سعادتها .
باسرة : الباء احتياج , سرة : السرور و التسرية و المعنى وجوه حزينة لدرجة أنها تحتاج إلى السرور و التسرية .
فاقرة : الفاء تأفف و ضجر , قرة : القرار و الاطمئنان و المعنى هو وصف الإضجار و بعث التأفف و النكد على القرار و الاطمئنان .

يتمطّى : أي يمطّ نفسه و يتمطّع فخرا و كبرا و هو وصف تمثيلي للمشهد .
{ فجعل منه الزوجين الذكر و الأنثى } هنا دليل على أن الجنس و تصنيف الإنسان لذكر و أنثى هو أمر مجعول طاريء فقط في المرحلة السادسة الأخيرة لأطوار خلق الإنسان .

كفاتا : ألم نجعل الأرض كِفاتا : و كِفاتا هو وصف للأرض حيث هي مليئة بالإنطوائات و الجيوب و الإنثناءات و الإنكفاءات و الطبقات و الأبطن و الأسرار .
كذلك كِفاتا من الكفاية حيث هي بغلافها الجوي مكتفية بذاتها كفيلة ببيئة مناسبة لحياة الكائن الحيّ .

حرد : الزمام و الشيء المُحَدَّدْ و المُحدِّدْ . ألم تر أنّ ما تربطه النساء على رؤوسهنّ ليزمّها يُسمّى بالحردة .

اجتبى : أخرج من أعماق الجب إلى آفاق نور الحياة . د محمد ربيع , مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق