الشهادة
و العلم عند الله
:::::::
تأتي
كلمة الشهادة في حق الله في مواقف الخصومة أما كلمة العلم فتأتي في سياق الاحتضان
.
الشهادة
هي سياق الخصومة في القرآن و عالم الشهود و عالم الغيب المنضود , الشهادة تكون في
مواطن القضاء و الفصل و الخصومة و أداء الحقوق .
{
و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو ألد
الخصام } خصومة .
{ لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه و الملائكة يشهدون وكفى
بالله شهيدا } خصومة .
{ إذا جاءك المنافقون
قالوا نشهد إنك لرسول الله و الله يعلم إنك لرسوله و الله يشهد انّ المنافقين
لكاذبون } خصومة .
{ شهد الله أنه لا إله
إلا هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم * إنّ
الدين عند الله الإسلام و ما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم
بغيا بينهم } خصومة .
و العلم هو الاحتضان
الذي يحصل بين عبدٍ و رب و ما بينهما من وصال و وحي و إشارات و دعوات .
{ و اتقوا الله و
يعلمكم الله } احتضان .
{ و الله يعلم و أنتم
لا تعلمون } احتضان .
{ و الله يعلم ما تسرون
و ما تعلنون } احتضان .
{ يعلم ما في السماوات
و الأرض و يعلم ما تسرون و ما تعلنون و الله عليم بذات الصدور } احتضان .
{ علم أن لن تحصوه فتاب
عليكم } احتضان .
{ علم أن سيكون منكم
مرضى } احتضان .
و لما كانت الشهادة و
العلم هما الخصومة و الاحتضان في سلوك الإله كذلك كانت الشهادة و العلم هما
الخصومة و الاحتضان في سلوك المكلفين , (
و شهد شاهد من أهلها ) , كان في سياق الخصومة , و الشهيد في المعركة هو خصيم من
قاتله فهي خصومة , و شهادة المنافقين لرسول الله هي شهادة خصم مخضبة بالكره و
الحقد .
أما العلم فهو أمر آخر
, إنه سعة الأفق و موضع الاحتضان , إنه الحكمة و السمو , ( و تلك الأمثال نضربها
للناس و ما يعقلها إلا العالمون )
و الذين يحتضنون أمثال
الله و يؤمنون بها هم العالمون الذين وصلتهم صِلاتُ الإله و إشاراته و كلماته .
( يعلمون الناس السحر )
أي يجعلون الناس تحتضن الكذب كأنه يحضن
ابنه من شدة الحرص .
( يعلمون ظاهرا من
الحياة الدنيا ) أي يحتضنون كذبا و خداعا و تدليسا و قشرا من غير لب .
فالشهادة هي الاختصام و
موضع الخصومة , و العلم هو الحضن و موضع الاحتضان . د محمد ربيع , مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق