راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 20 نوفمبر 2020

صلاة الجمعة 20=11=2020

 
يوشع بن نون :

صلاة الجمعة ٢٠٢٠/١١/٢٠
==================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠/١١/٢٠
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم إكمال لحديث المسيح الموعود من كتاب حمامة البشرى يقول الإمام المهدي الحبيب : " ولنرجعْ إلى كلامنا الأول فنقول إن الله تبارك وتعالى قال في كتابه المحكم: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ)، فلما كانت الملائكة حافظين لنفوس النجوم والشمس والقمر والأفلاك والعرش وكل ما في الأرض، لزم أن لا يفارقوا ما يحفظونه طرفة عين، فانظر كيف ظهر من هذا الأمرُ الحقُّ، وبطل ما زعم الزاعمون من نزولهم وصعودهم بأجسامهم الأصلية. "
(((الإمام المهدي لما قال فلما كانت الملائكة حافظين لنفوس النجوم والشمس والقمر والأفلاك والعرش . العرش نحن نعرف أنه صفات الله عزوجل فيقصد الإمام المهدي أن الملائكة تدبر فيضان صفات الله عزوجل المتعددة إلى عباد الله وإلى كافة المخلوقات فهذا حفظ الملائكة لنفس العرش ))) .
" فلما كانت الملائكة حافظين لنفوس النجوم والشمس والقمر والأفلاك والعرش "((( النجوم هم الأولياء والصلحاء والمحدَّثين والشمس هو الرسول والقمر هو المهدي والأفلاك هو اسم عام لطينة الروح والتدابير الدنيوية والسماوية بأمر الله عزوجل )))
" فلما كانت الملائكة حافظين لنفوس النجوم والشمس والقمر والأفلاك والعرش وكل ما في الأرض، لزم أن لا يفارقوا ما يحفظونه طرفة عين، فانظر كيف ظهر من هذا الأمرُ الحقُّ، وبطل ما زعم الزاعمون من نزولهم وصعودهم بأجسامهم الأصلية. " ((( وما قلته هو معنى واحد من معانٍ كثيرة لحفظ الملائكة لتلك النفوس ))) .
يقول الإمام المهدي : " فلا مفر إلى سبيل من قبولِ دقيقةِ المعرفةِ التي كتبناها.. أعني أن الملائكة لا ينـزلون بنـزول حقيقي، ولا يرون وعثاء السفر، بل إذا أراد الله إراءتهم في الناسوت فيخلق لهم وجودا تمثليا في الأرض ((( الناسوت اي على صفة البشر اي الناس ))) .
بل إذا أراد الله إراءتهم في الناسوت فيخلق لهم وجودا تمثليا في الأرض، فتراهم العين التي تسرح في روضات الكشف. ولو لم يكن كذلك للزم أن يرى الملائكةَ الناسُ كلهم عند نزولهم إلى الأرض لقبضِ الأرواح وغيرها من المهمات، وللزم أن يرى مَلَكَ الموت مثلاً كلُّ من تُوُفِّيَ أحدٌ من أقاربه وممن يؤاخيه ومن عشيرته وعقبه وقومه وأصدقائه أمام عينه، فإن جسم الملائكة جسم كأجسام أخرى، فلا وَجْهَ لعدم رؤيتهم مع نزولهم بأجسامهم الأصلية. وأنت تعلم أن خَلقًا كثيرا يموتون أمام أعيننا فلا نرى عند نزعهم وغمـرةِ موتهم الملائكةَ التي تَوفَّتْهم، وما نسمع ما يسألون الموتى وما يكلّمونهم. فالحق أن هذا الأمر وأمثاله من عالم المثال الذي ما أراد الله كَشْفَ كُنْهِه على العقول والأعين. وأما نظائر عالم المثال فكثيرة ومنها نزول الملائكة، ومنها ما جاء في الأحاديث أن قبر المؤمن روضة من روضات الجنة أو حفرة من حفر النار، ومنها ما جاء في بعض الأحاديث أن الله يكشف لمؤمن غرفة إلى الجنة في قبره، ويكشف لكافر غرفة إلى جهنم، ولكنا ربما نزور القبور أو نحفر أرضها فلا نرى غرفة إلى الجنة أو إلى جهنم، ولا نرى فيها شجرة واحدة فضلا عن الروضات، ولا جمرة من النار فضلا عن النيران الموقدة المحرقة، ولا نرى هناك ميتًا قاعدا عائشا بعد الموت، كما أخبر عن قعود الموتى وحياتهم عند السؤال والجواب، بل نرى ميتًا مُكفَّنًا قد أكلت الأرض لحمه وكفنه. وقد جاء في الأحاديث أن الشهداء يُرزَقون من ثمرة الجنات وألبانها وشرابها الطهور، ولكنا لا نرى في قبورهم.. التي هي روضة من روضات الجنة.. من ثمرة أو ريحان أو من قدح لبن أو كأس خمر. وربما لا ندفن الموتى إلى أيام فلا نرى مجيء الملائكة عندهم ولا ذهابهم. وقد أخبر الله تعالى في كتابه أن الملائكة يضربون وجوه الكفار، ولكنا لا نرى ملِكًا ضاربًا ولا أثر الضرب، ولا نسمع صراخ المضروبين. وقد جاء في بعض الأحاديث أن الطفل الرضيع إذا مات قبل تكميل أيام الرضاعة فتتم أيامها في القبر، ولكنا لا نرى مُرضِعًا قاعدة في القبر، ولا طفلا يمصّ لبنها. وقد جاء في بعض الآثار أن قبر المؤمن يُوسَّع عليه بمقدار كذا وكذا، ولكنا لا نرى أثرا من ذلك التوسيع، بل نراه كقبرِ كافر مِن غير تفاوُت سعة وضيق، فكيف ندعي الحقيقة ولا نرى آثارها؟ وكذلك قيل إن الشهداء أحياء يأكلون ويشربون ولكنا لا نرى أنهم لاقوا الناس كالأحياء ووثبوا من قبورهم ورجعوا إلى دورهم. فلو كانت هذه الأمور - أعني نزول الملائكة، وتوسيع قبور المؤمنين ووجود الجنات فيها، وقعود الموتى في القبور أحياءً، وغيرها التي يوجد ذكرها في القرآن والأحاديث - من الأمور الحقيقية الحسيّة التي هي من هذا العالم لا من عالم المثال.. لرأيناه كما نرى أشياء أخرى التي توجد في هذه الدنيا. وأنت تعلم أن أحدا منّا لا يرى هذه الواقعات بعين يرى بها أشياء هذا العالم، فإنّا نرى أشجار هذا العالم وبساتينها عن بعيد، ونرى ثمراتها معلقة بأغصانها، ولكنا إذا كشفنا قبر شهيد من الشهداء فلا نجد فيها أثرا منها، وقد آمنّا بأن قبورهم أُودِعَت لفائف النعيم، وضُمِّخت بالطيّب العميم، وسيقَ إليها شربٌ من تسنيم، وأريج نسيم، وفيها روضة من روضات الجنة، وكأس من كأس اللبن والخمر، ولكنّا ما شاهدنا شيئا منها بأعيننا، ولا تحسسناه بحاسّة أخرى، فلم نجد بُدًّا من تأويل، فقلنا إن هذه الأمور كلها.. أعنى نزول الملائكة ونزول الجنة وغيرها.. متشابهة يشابه بعضها بعضا، ولا شك أن لها حقيقة واحدة من غير اختلاف وتفاوت، ولا شك أن هذه الواقعات كلها منسلكة في سلك واحد. فتبصَّرْ تسترحْ من سهام المعترضين، ولا تركنْ إلى الذين ظلموا واكتسَوا ثوب الذل والخطأ بعدما تبين الرشد من الغي، واتبعْ قولا قد انكشف كل الانكشاف ومزِّقْ رقعةَ تقليد الجهلاء شَذَرَ مَذَرَ، ولا تبالِ أعَذَلَ أحدٌ أو عَذَرَ، وكنْ من الذين يقومون لله قانتين.
ولا بد لك أن تؤمن وتعتقد أن نزول الملائكة، وحياة الموتى في قبورهم، وقعودهم في أجداثهم، ووجود الجنة والسعير فيها، ليس من واقعات هذا العالم ولا من مدركات هذه الحواس، بل هي من عالم آخر، ولا ينبغي لأحد أن يحملها على واقعات هذا العالم، أو يقيس عليه حقائقَ ذلك العالم، بل هي أمور متعالية عن طور هذا العالم ومُدرَكاته، ولا يعلم كُنْهَها إلا الله. فلا تضربْ لها الأمثال ولا تكن من المعتدين.
وأنت تعلم أن الله تعالى ما قال في كتابه إن الملائكة يشابهون الناس في صعودهم ونزولهم، بل أشار في كثير من مقامات كتابه المحكم إلى أن نزول الملائكة وصعودهم كنـزوله تعالى وصعوده. ولا يخفى عليك أن الله تعالى ينـزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، فلا يقال إن العرش يبقى خاليًا عند نزوله. وكذلك أشار الله في كتابه إلى نزوله في ظُلل من الغمام مع الملائكة المقربين، فإذا حل الله الأرض مع جميع ملائكته.. فإن كان هذا النـزول كنـزول الأجسام فلا بد لك أن تعتقد أن العرش والسماوات تبقى خالية يومئذ.. ليس فيها الرحمن ولا ملائكته. فَادَّكِرْ إن كنت من المدّكِرين، وأحسِنِ النظر إلى ما قلنا، واستعِدّ لقبول المعارف إن كنت من الطالبين.
أفتظن أن السماء لا تبقى على حالة واحدة.. فقد تكون مملوّةً من الملائكة.. مكتظّة بحفلهم، وقد تكون كمواضع خالية ليس أحد فيها؟ فإن كنت تصدّق هذه العقيدة الباطلة وتصرّ على نزول الملائكة بأجسامهم، فعليك أن تُثبِتها من النصوص القرآنية أو الحديثية كما ادعيتَها أو تتوب كرجال متقين.
وقد جاء في بعض الأحاديث أن جبرائيل عليه السلام مكث على الأرض مع عيسى عليه السلام إلى ثلاثين سنة ما فارقَه في وقت، وجاء في أحاديث أخرى أنه لا يَلقَى الوحيَ إلا حالَ كونه في السماء، ويَلقَى الوحي مِن لدن ربّه ثم يُطلِع عليه آخرين. فهذه مصيبة أخرى عليك، ولن تقدر على تطبيق هذه الأحاديث وتوفيقها.
وربما يختلج في قلبك وهمٌ وتقول إني لست قائلا بخلوّ السماوات بعد نزول الملائكة. فيُقال لك إنك تنسى عقيدتك؛ ألستَ تعتقد أن الملائكة ينـزلون بنـزول حقيقي؟ فلزمك من هذا أن تقول إنهم ينـزلون بأجسامهم الأصلية، وأنت تعلم أن نزولهم بأجسامهم الأصلية يستلزم خُلوَّ السماوات بعد النـزول. وإن كنت تعتقد أن الملائكة لا ينـزلون بأجسامهم الأصلية بل يخلق الله لهم في الأرض أجساما أخرى التي لا تُدرَك ولا تُرى، فهذا هو مذهبنا. ولكنك إذا أصررت على نزولهم بأجسامهم الأصلية فهذا قول يُخالف القرآن العظيم، لأن القرآن يُدخِل وجودَ الملائكة في الإيمانيات، ويجعل لهم مقامات معلومة في السماء.. أعني المقامات التي أقامهم الله عليها، ولا يذكر أنهم يتركون مقاماتهم في حين من الأحيان. وأمّا ذكر نزولهم فهو كذكر نزول الله، لا تفاوُتَ بينهما، فمنهم الصافُّون، ومنهم المسبِّحون، ومنهم الراكِعون ومنهم الساجدون، ومنهم القائمون كما أشار إليه القرآن، وليس أحد منهم قاعدا كالفارغين. فإذا نزل أحد منهم بجسمه العنصري.. فلزم أن يترك مقامه خاليًا ويخرُج مِن صفّه، ويبعد عن مقام تسبيحه أو ركوعه أو سجدته الذي أقامه الله عليه، وينـزل إلى الأرض كالمسافرين، وما نرى في القرآن أثرًا من هذا التعليم، بل جعل الله نزول الملائكة كنـزول نفسه، وجعَل مجيئهم كمجيء ذاته. ألا تنظر إلى هذه الآية.. أعني قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صفًّا)، وقوله : (هَلْ يَنْظُرُونَ إلا أَن يَأْتِيهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأُمُورِ). وههنا نكتة أخرى.. وهي أن الله إذا نزل إلى الأرض مع ملائكته فلا بد من أن ينـزل الملائكة كلهم، فإن الملائكة جند الله فلا يجوز أن يتخلف أحد منهم عند نزول رب العرش إلى الأرض، فإذا تقرر هذا فيلزم منه أن تبقى كل سماء من العرش إلى السماء الدنيا خالية عند نزول الله تعالى على الأرض، ليس فيها رب رحيم رب العرش ولا ملَكٌ من الملائكة، واللازم باطل فالملزوم مثله كما لا يخفى على المتفكرين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : ((( أقول في كلمة أشرح فيها بعض كلام الإمام المهدي. هناك مقال أو مقالات في المدونة تسمى الأكوان المتتالية والأكوان المتوازية إذا قرءناها فهمنا بعضا من مقصد المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وأقول إن السماوات ليست التي نراها التي فيها السحب فإن الأرض هي جزء من تلك السماء التي نتخيلها فالسماوات ليست هذه السماوات إنما هي بُعدٌ لا نراه بعد سامي نراه بعين الكشف لا بعين الواقع هو أمر حقيقي ولكنا نراه بعين الكشف أي بالعين الروحية وليس بالعين الواقعية المخلوقة الأرضية التي نرها فالسماوات هي البُعد السامي .)))
يقول الإمام المهدي : " ثم إذا فرضنا أن في الأرض مثلا مئة ألف من الأنبياء، بعضهم في المشرق وبعضهم في المغرب، وبعضهم في نواحي الجنوب وبعضهم في أقصى بلاد الشمال، وأمَر الله تعالى لجبرائيل أن يُوحي إليهم كلهم في آن واحد لا يتأخر منه أحد ولا يتقدم؛ أو إذا فرضنا أن الله أمَر مَلَكَ الموت أن يتوفى مئة ألف من الرجال الذين بعضهم في المشرق وبعضهم في المغرب في طرفة عين، لا يقدم ولا يؤخر، فما ظنك أن جبرائيل أو ملك الموت يعجز عن ذلك أو يقدر على إتمام أمر المغرب مع كونه في المشرق، فإن كان قادرا، فكذلك يقدر أن لا ينـزل من السماء ويفعل كل ما يشاء كالنازلين.
ومثل آخر نستفسرك جوابه.. وهو أن ملك الموت حلَّ بلدة عظيمة من البلاد المشرقية في أيام الوباء ليقبض أرواح سكان تلك البلدة، فاشتدت الضرورة لقيامه فيها إلى الشهرين بما كثرت فيها واقعات الموت مسلسلة متواترة، وما فرغ مِن قبض نفس إلا وجاء وقت قبض نفس أخرى، فحبَسه هذه السلسلة المتواليه المتتابعة فيها، وما كان أن يتحاماها قبل أن يتوفى أهلَها، فمكث فيها إلى أن تمادى المُقام وامتدت الأيام إلى شهرين، فما بال قوم قد جاء أجلهم في تلك الأيام في البلاد المغربية، وما قدر ملَكُ الموت على أن يصلهم على وقتهم، أهُمْ يموتون مِن غير أن يحضرهم قابض الأرواح أو تطيش سهام مناياهم؟ بَيِّنوا إن كنتم صادقين.
لا يُقال إن ملك الموت قادر على أن يقبض نفوس المغربيين مع كونه مقيما في المشرق.. لأنّا نقول إنه لو كان قادرا على مثل تلك الأفعال لما اضطر إلى النـزول من السماء وما كان محتاجا إلى سير الأرضين.
وإذا قبلتم وسلمتم أن ملكا من الملائكة يتصرف على كل وجه الأرض مع كونه في بلدة من البلاد، ولا يشغله شأن عن شأن، ويتوفى المشرقي في المشرق مع كونه في المغرب، فأي حرج في ذلك أن تقول إن الملائكة مع كونهم في السماء يتصرفون في الأرض بإذن الله تعالى. فأي ضرورة اشتدت لنـزولهم مع كونهم قادرين على أن يتصرفوا في سكان مكان مع كونهم في مكان آخر من الأرضين؟
وإن كنت تطلب منّا من مثلٍ ينكشف به عليك مذهبنا فاعلم أنه أمرٌ أرفعُ وأبعدُ عن ضرب الأمثال، وقد يقال تقريبا لا تحقيقا. إن مَثل نزول الملائكة إلى الأرض كمثل نجوم السماء.. تنطبع أشكالها في البحار والأنهار والحياض والمرايا التي قابلتْها، والحق أن أمر النـزول أمرٌ متعالٍ عن طور العقل وضرب الأمثال، وإن هو إلا خلق جديد من القادر الذي هو بكل خلقٍ عليمٌ، ولا تدرك الأبصار كُنْهَ حِكمه وكوائف أسراره. فتشبيه نزول الملائكة بنـزول الناس حمقٌ وضلالة، والإنكار منه إلحادٌ وزندقة، وقبول معنى يليق بشأن الملائكة الذين هم كجوارح الله معرفةٌ تامة وصراط مستقيم، رزَقها اللهُ لنا ولجميع عباده الصالحين.
وهذا من أحسن العبارات عن معنى النـزول الذي تشابهَ على أكثر الناس، فخُذْها مني شاكرا، فإنها من علوم نفثها الله في روعي وشرح بها صدري، وإنها هي السكينة التي تنطق على لسان المحدَّثين حين يحتاج الخَلق إلى إزالة أوهامهم، فتفكَّرْ ولا تَحِدْ منه إن كنت تطلب سبل اليقين. وقد جعلني الله إمامًا لحل تلك الغوامض، وإن كانت طبيعتي تأبى الإمامةَ وتأنف منها، ولكنه فعَل كذلك فضلا من لدنه ليُحسِن إلى مَن كُذِّبَ ولُعِنَ وكُفِّرَ، ويُحسِن إلى خَلقه، وليُرِي الأعداء أنهم كانوا كاذبين مخدوعين، وليرزقَ أبناءَ الزمان علوما اقتضت طبائعهم كَشْفَها، والله يفعل ما يشاء، ما كان للناس أن يسألوه عما فعل وهم من المسؤولين.
ووالذي نفسي بيده.. إنه نظَر إليَّ فقبِلني، وأحسن إليَّ وربّاني، وأعطاني من لدنه فهما سليما وعقلا مستقيما. وكم من نور قذف في قلبي، فعرفتُ من القرآن ما لم يعرف غيري، ودركت منه ما لا يُدرك مخالفي، ووصلتُ في فهمه إلى مرتبة تتقاصر عنها أفهامُ أكثر الناس، وإنْ هذا إلا إحسانه وهو خير المحسنين.
ومن اعتراضاتهم أنهم إذا قرأوا كتابي "التوضيح"، ووجدوا فيه مكتوبا أن للشمس والقمر والنجوم تأثيرات يُربّي الله بها كل ما يوجد في الأرضين.. فاعترضوا عليّ وقالوا إن هذه العقيدة عقيدة فاسدة تخالف ما جاء في الأحاديث. فيا حسرة عليهم! إنهم ما فهموا معنى الأحاديث، وما فهموا معنى قولي، وقاموا مستعجلين ظانّين ظن السوء، وما استفسروا معنى كلماتي مني كدأب أهل الصلاح، بل امتلأوا غضبًا وغيظا، وردّوا عليّ وكفّروني وأطالوا الألسنة، وقلّلوا الإنظار وأرَوا خبثهم وهِتارهم، وما هتكوا إلا أستارهم، وما كانوا على جهلهم متنبهين ."
ونكمل في الجمعة القادمة بأمر الله تعالى وأقم الصلاة .
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة التين وسورة القدر .
(بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ وَٱلتِّینِ وَٱلزَّیۡتُونِ ۝ وَطُورِ سِینِینَ ۝ وَهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ ٱلۡأَمِینِ ۝ لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِیۤ أَحۡسَنِ تَقۡوِیمࣲ ۝ ثُمَّ رَدَدۡنَـٰهُ أَسۡفَلَ سَـٰفِلِینَ ۝ إِلَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَیۡرُ مَمۡنُونࣲ ۝ فَمَا یُكَذِّبُكَ بَعۡدُ بِٱلدِّینِ ۝ أَلَیۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَـٰكِمِینَ)
(بِّسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ۝ وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ۝ لَیۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَیۡرࣱ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرࣲ ۝ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرࣲ ۝ سَلَـٰمٌ هِیَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة العلق .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ ٱقۡرَأۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلَّذِی خَلَقَ ۝ خَلَقَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مِنۡ عَلَقٍ ۝ ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ۝ ٱلَّذِی عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ۝ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَـٰنَ مَا لَمۡ یَعۡلَمۡ ۝ كَلَّاۤ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَیَطۡغَىٰۤ ۝ أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰۤ ۝ إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰۤ ۝ أَرَءَیۡتَ ٱلَّذِی یَنۡهَىٰ ۝ عَبۡدًا إِذَا صَلَّىٰۤ ۝ أَرَءَیۡتَ إِن كَانَ عَلَى ٱلۡهُدَىٰۤ ۝ أَوۡ أَمَرَ بِٱلتَّقۡوَىٰۤ ۝ أَرَءَیۡتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰۤ ۝ أَلَمۡ یَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ یَرَىٰ ۝ كَلَّا لَىِٕن لَّمۡ یَنتَهِ لَنَسۡفَعَۢا بِٱلنَّاصِیَةِ ۝ نَاصِیَةࣲ كَـٰذِبَةٍ خَاطِئَةࣲ ۝ فَلۡیَدۡعُ نَادِیَهُۥ ۝ سَنَدۡعُ ٱلزَّبَانِیَةَ ۝ كَلَّا لَا تُطِعۡهُ وَٱسۡجُدۡ وَٱقۡتَرِب ۩)
ثم جمعَ صلاة العصر .
=================
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق