راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الخميس، 26 نوفمبر 2020

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من سورة الأنفال

 


درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من سورة الأنفال .


::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


أسماء إبراهيم : 


شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام النون الساكنة و التنوين , ثم قام بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة الأنفال و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح لنا استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  .


بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :


الإدغام و حروفه مجموعة في كلمة (يرملون) أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف من حروفها , و هو نوعان : إدغام بغنة و حروفه مجموعة في كلمة (ينمو) . و إدغام  بغير غنة و حروفه (ل ، ر) .


و الإخفاء الحقيقي حروفه في أوائل الكلمات من الجملة الآتية (صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دُمْ طيباً زد في تقى ضع ظالماً) .

____


○ و ثم طلب سيدي يوسف الحبيب ﷺ من أحمد  قراءة سورة الناس ، و صحح له قراءته .


____


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني الحبيب ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


ربنا سبحانه و تعالى يُحيل النصر  في معركة بدر و أي معركة و أي موقعة بين المؤمنين و بين الكافرين له سبحانه و تعالى ، فيقول :


{فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} :


ربنا هنا خصص كلمة الرمي لأن القوة هي الرمي كما قال الرسول ﷺ ، (و ما رميت إذ رميت) يعني أنت و جنودك ، الذي رماه النبي ﷺ بالحربة أو بالسهم أو بضربة السيف هو رمي ، أنت و الصحابة ، (ليبلي المؤمنين منه بلاء حسنة) فهذا يعتبر بلاء للمؤمن و سينتهي بالنصر ، كلهم انتصروا و استشهد منهم ١٤ ، و قُتل الكافرين في بدر ٧٠ رجلاً و أُسِرَ ٧٠ رجلاً ، (إن الله سميع عليم) يسمع دعاءكم و هو عليم ما في الصدور و يعلم نياتكم و أفعالكم و أقوالكم .

____


{ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} :


يعني الكافرون يكيدون بكم و يريدون أن يأتوا لكم للمدينة و يقومون بحصاركم و أن ينتصروا عليكم ، لا بل بإنتصاركم في بدر جعلتُ كيد الكافرين ضعيف ، (موهن) أي مُضعف و مُذل يعني تشمل المعنيين في نفس الوقت ، (موهن) يعني مُذل الكافرين و مُضعف قوتهم .

و بعد ذلك خطاب للكافرين :


{إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَعُودُواْ نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} :


يعني يا كفار قريش الآن إذا أنتم تريدون أن تطلبوا النصر على المسلمين فقد جاءكم الفتح أي فتح المسلمين عليكم و نصر المسلمين عليكم ، (إن تستفتحوا) يعني أتيتم و تريدون أن تفتحوا المدينة أو تنتصروا على المسلمين في المدينة (فقد جاءكم الفتح) يعني أنا الذي أتيتُ بالنصر عليكم ، (فقد جاءكم الفتح) يعني هو الفتح أتى و داس عليكم ، فتح المسلمين داس عليكم ، (و إن تنتهوا) لو خلاص سكتوا و لم تهاجموا المسلمين مرة أخرى (فهو خير لكم) هنا ربنا يهدد الكفار لأن ربنا يعلم بأن هذه الآيات تنتشر بين الكافرين أيضاً فضلاً عن المؤمنين ، فهم يعرفون الكلام الذي ينزل فهذا يُعتبر من باب الحرب النفسية فربنا يُحاربهم حرب إعلامية و حرب نفسية ، فربنا هنا يهدد بعد انتصار المسلمين ، (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) جايين تعملوا انفسكم أبطال في المدينة! أهو الفتح أتى و داس عليكم ، فتح المسلمين ، (و إن تعودوا نعد) هترجعوا تاني و تهاجموا المسلمين ، نعد و ننصر المسلمين ، (و لن تغني عنكم فئتكم شيئاً و لو كثرت) قبيلتكم التي ستحشد لكم و الأحزاب التي ستتحزب لكم فلن تنفعكم و لو كثرت ، لو كانت كثيرة جداً ، (و أن الله مع المؤمنين) .

____


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ} :


هنا ربنا يعظ المسلمين و يوصيهم (أطيعوا الله و رسوله) يُذكرهم دائماً بالطاعة و التي هي الشفاء ، الطاعة هي الشفاء و هي العسل ، الشفاء الذي يأتي بالطاعة ، و الطاعة التي تأتي بالشفاء ، و طبعاً معنى الطاعة و الشفاء و العسل فهو في رؤيا رأتها أم المؤمنين اليوم و كتبتها و إن شاء الله سننزلها في المدونة اليوم أو غداً ، (و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون) لا تتولوا عن النبي و عن كلام النبي الذي هو كلام ربنا فلا تعرضوا عنه و لا تغفلوا و لا تتكبروا عليه و لا تضعوا هواكم بينكم و بين كلام النبي و كلام ربنا ، (و لا تولوا عنه و أنتم تسمعون) ربنا مُعطيكم صفة السمع يعني الإتصال بالله عز و جل لأنه دائماً السمع و الأذن هي رمز تلقي الوحي في القرآن لأحسن ربنا ينزع منكم النعمة دي ، فربنا هنا ينصح المؤمنين .

____


{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ} :


و لا تكونوا كالذين من قبلكم قالوا سمعنا الكلام ، و في نفس الوقت أعمالهم تقول : لا لم يسمعوا الكلام ، إذاً أقوالهم غير أفعالهم و هم بني إسرائيل الذين أتعبوا الأنبياء معهم .

____


{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} :


شر البشر هم كالدواب ، كالأنعام ، كالبهايم ليه؟؟؟ لأنهم صُم لا يسمعون وحي و لا يتصلون بالله عز و جل و بالتالي لا يخرج من فمهم إلا كل سوء فبالتالي هم كالبكم لا فائدة لكلامهم ، (الذين لا يعقلون) الذين لا يتفكرون و لا يتدبرون و لا يخشون الله ، (إن شر الدواب) نحن دائماً نقول بأن المد اللازم الكلمي المثقل ربنا يأتي به لهدف حتى يُشير أنظارنا و يلفت أسماعنا و انتباهنا إلى المعنى المراد في الآية ، ربنا يُحذر بأن الإنسان يتسفل و يكون كالدواب و كالأنعام و كالبهائم عياذاً بالله أو أقل لفقده نعمة السمع و التي هي الوحي و بالتالي لن يعرف بأن يتكلم بالخير فيكون كالأبكم غير متدبر فهم الذين لا يعقلون .

____


{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ} :


(و لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) لأن الله رأى منهم الشر و رأى منهم التمرد فلم يعلم منهم خيراً بل علم منهم الشر و رأى منهم الشر فبالتالي لم يُسمعهم وحيه و كلماته ، (و لو أسمعهم) على لسان النبي أو من خلال رؤيا عارضة (لتولوا و هم معرضون) .

____


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} :


هذه دعوة ثانية للمؤمنين بأن يستجيبوا أيضاً لله فيزيدوا في الطاعة ، الطاعة و بعدها الإستجابة ، (استجيبوا) الحروف ا س ت : عندما تأتي قبل أي الفعل دلالة أن الفعل يُفعل بالجهد ، (استجيبوا) يعني أجيبوا الله بقوة و بمجاهدة ، (استجيبوا لله و للرسول) أي أجيبوا الله و الرسول بجهد و بمجاهدة ، (إذا دعاكم لما يُحييكم) أي دعوة من الله و من الرسول فهي تحيي النفوس فتنعش الأرواح ، (و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه) فربنا لو يعلم بأن فيك شر و العياذ بالله أو رأى منك معصية و تمرد فربنا سيحول بينك و بين قلبك عطوول فقلبك يفضل يتنكت فيه نُكت سوداء أي نقط سوداء لغاية أن تكثر عليك الذنوب و يصبح القلب أسود مرباد كالكوز مجخيا يعني زي الكوباية المقلوبة على وجهها فلا هي عارف تملاها مية و لا أنت عارف تشرب منها ، و ثم يُذكرهم الله بالميعاد (و أنه إليه تحشرون) يهددهم و يُخوفهم فيمكن يرجعوا .

____


{وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} :


يعني اتقوا فتنة يا مؤمنين لأحسن تُصيبكم ، (لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) يعني علشان الفتنة دي ما تصيبش الظالمين بالخصوص ، هنا الأسلوب ده معناه التحذير ، ربنا يُحذر الظالمين خصوصاً لأن ربنا يُلقي عليهم الفتنة ، فتن كثيرة جداً : يمكن أنفسهم تكون فتنة ، أولادهم عياذاً بالله يكونون فتنة ، أزواجهم عياذاً بالله يكونون فتنة ، أموالهم عياذاً بالله تكون فتنة ، أصدقاء السوء بالنسبة لهم فتنة ، آباءهم يكونون فتنة ، إخوانهم يكونون فتنة ، أي شيء ربنا يجعله فتنة ، مصدر عقاب و مصدر عثرة و ألم في الدنيا قبل الآخرة فهذه هي الفتنة ، فتنة : فَتَ ن أي فتُ للنعمة يعني كسرٌ للنعمة ، فت يعني قطع و كسر ، فَت عضد الإنسان يعني أوهن قوته و أضعفه ، إذاً فتنة أي فت عضد النعمة أي فتت النعمة فهذا معنى الفتنة ، (و اتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) اتقوا الله ، و ليس معنى الكلام اتقوا فتنة التي لا تصيب الظالمين منكم خاصة ، لا فالأصل : و اتقوا فتنة لا تصيبن الظالمين منكم خاصة يعني لأحسن تصيبكم أو لأحسن تُصيب الذين ظلموا منكم خاصة ، يعني مثلاً لما تقول لواحد إلتزم بالإجراءات الوقائية لا تُصيبنَّك الكورونا  ، مثلاً ، فهذا هو المعنى ، (و اعلموا أن الله شديد العقاب) يهدد رينا مرة أخرى لأن التهديد يورث الخوف ، و الخوف يورث الوجل ، و الوجل يورث الطاعة ، و يوجد ما هو أفضل من الوجل الذي يورث الطاعة : الحب ، المحبة فعندما تُحب الله عز و جل و تعرف صفاته و تتلذذ بمعرفة فيوض الله عز و جل فتكون عبادتك له أرقى ، أرقى من عبادة الخائف ، عبادة المُحب هي أرقى من عبادة الخائف .

____


و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :


طلب من مروان مثال على مد كلمي مثقل لازم ، فقال :

{الدَّوَآبِّ}.


و طلب من رفيدة مثال على مد متصل واجب ، فقالت :

{بَلاء}.


و طلب من أرسلان مثال على قلقة ، فقال :

{شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

___


و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  ، فقال ﷺ :



أخرج ابن سعد و المحاملي و غيرهما عن عروة قال : "لما ولي أبو بكر الصديق خطب الناس فحمد الله و أثنى عليه ، و ثم قال : أما بعد أيها الناس قد وليتُ أمركم و لستُ بخيركم ، و لكن نزل القرآن و سن النبي ﷺ السنن ، فعلمنا أن أكيس الكيس التقى((يعني أذكى الذكاء هو التقى ، الإنسان يكون تقي)) ، و أن أحمق الحمق الفجور((يعني العصيان)) ، و أن أقواكم عندي ضعيف حتى آخذ له بحقه ، و أن أضعفكم عندي القوي حتى آخذ منه الحق ، أيها الناس إنما أنا متبع((أي متبع لسنة النبي ﷺ)) و لستُ بمبتدع ، فإن أحسنت فأعينوني ، و إن زغت فقوموني ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم"

شفت الخليفة الأول ، خليفة الرسول ﷺ بيقول إيه؟؟ لو أحسنت أعيونوني في الإحسان و إن أخطأت قوموني ، الكلام واضح يعني .


"لما بويع أبو بكر صعد المنبر ، فنزل مرقاة من مقعد النبي ﷺ فحمد الله و أثنى عليه((يعني الرسول ﷺ كان يصعد المنبر ثلاث درجات ، و المنبر هو عبارة عن ثلاثة سلالم/درجات خشبية و ثم كرسي فمن شدة تواضع أبو بكر أنه لم يكن يرضى بأن يقف على الدرجة الثالثة بل ينزل تحت ، فهذا من تواضعه بأنه لا يُساوي نفسه بالرسول ﷺ)) ، ثم قال : اعلموا أيها الناس أن أكيس الكيس التقى ... و حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا ، و لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر ، و لا ظهرت الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء ، فأطيعوني ما أطاعت الله((طول ما أنا طائع لله أطيعوني)) ، فإذا عصيت الله و رسوله فلا طاعة لي عليكم ، أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم" .


و قال أبو بكر : "أحمق الحمق الفجور ، ألا و إن الصدق عندي الأمانة و الكذب الخيانة ، و قال : لست بخيركم ، و لوددت أنه كفاني هذا الأمر أحدكم((يعني أنا لم أكن راغب في الإمارة ، أكون أنا الحاكم))" .

___



هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .

___


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق