راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 20 يونيو 2021

صلاة الجمعة 18=6=2021

 
 
 
يوشع بن نون :
 
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٦/١٨
○○○○○○○○○
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٦/١٨
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ; لدينا اليوم اكمال لحديث المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتابه الجليل المبارك المقدس كتاب مواهب الرحمن يقول الامام المهدي الحبيب : وأي شقاوة أكبر وأعظم من إنكار المرسلين، وسوء الظن بالمؤيَّدين؟ يقولون أنت كاذب! فما لهم إنهم ينبّهونني عني، ويظنون أنهم أعثَرُ على نفسي مني؟ أم كبُر عليهم قولي: إني أنا المسيح؟ وما هو إلا حسدُ معاصَرةٍ وإنكار من الحق الصريح، فليتّقوا ربهم ولا يتكلموا كشَكِسٍ وقيحٍ. فإنْ أكُ كاذبا فسأُدْرَأُ كالغثاء، وإن أك صادقا فمن ذا الذي يطفئ نوري بحيل الإطفاء؟
ووالله إني أنا المسيح الموعود، ومعي ربي الودود. ووالله إنه لا يضيعني ولو عاداني الجبال، ووالله إنه لا يتركني ولو تركني الأحبّاء والعيال. ووالله إنه يعصمني ولو أتى العِدا بالمرهَفات، ووالله إنه يأتيني ولو أُلقَى في الفلوات، فَلْيكيدوا كل كيد ولا يُمهِلونِ، فسيعلمون أي منقلب ينقلبون. أيخوّفونني بحيل الأرض ولا يخافون الذي إليه يرجعون؟ أفكلما جاءهم من الآيات فقطعوا عليها بدسٍّ منهم وإلغاءِ الأمر بالشبهات. وما أنكرَ أكثرُ الناس إلا من دواعي الشطارة، لا من مقتضى الطهارة. وسيريهم الله آية فلا ينكرونها، وينـزل نازلة فلا تردّونها.
وإن للناس من الله تعالى على رأس كل مائةٍ نظرةً، فيرسل عبدا من لدنه لإصلاحهم رحمة، فكيف ينسى الله زمانا نـزَفتْ فيه عيون الهداية، وسالت سيول الغواية؟ وما عندكم لطالبٍ إذا استفاد، سوى الحديث الذي شابهَ الجماد. فذلك هو الهم الذي نفى عني الكَرى، وأذاب عظامي وجرّحني بالمُدى. فأراد الله أن يُحكِم ما شادَه، ويُظهِر الدين وصدقه وسداده. وما كان عادته أن يتعلل بعُـلالةٍ، ويقنَع ببُـلالة، وما هو عندكم فهو أقلّ من بلّةٍ، وغيرُ كاف لنَقْعِ غُلّةٍ. فأرسلني ربي لأهديكم إلى الماء الـمعين الغزير، فما لكم لا تعرفون القبيل من الدبير؟ ألا ترون الإسلام كيف غار ماؤه وغاب ضياؤه، ونـزَفتْ حياضه قبل أن تُنوِّر رياضه، وأُحرِقَ بساطه ومُزِّقَ أنماطه؟ فلا قوة إلا بالله! ونشكو إليه، وننتظر نصره نَصْرَ الـمبغيِّ عليه. ترون هذا الزمان ثم لا ترون يا فتيان، فهذا إحدى المصائب على دين الرحمن.
ولا أدري لِمَ أقبَلَ الناسُ عليّ إقبالَ مَن لبِس الصفاقة، وخلَع الصداقة؟ أجئتُهم في غير الأوان، أو عرَضتُ عليهم ما خالف آيَ الفرقان؟ أو قتلتُ بعض آبائهم، فاغتاظوا لسفك دمائهم؟ وقد أراهم الله لي الآياتِ، وشهِد بالبينات. فمِن بعض الآيات بليّة الطاعون من رب العباد، وقد أخبرتُ به ولم يكن منه أثر في هذه البلاد. ومِن بعضها موت بعض العلماء بهذه البقعة، كما كنت أنبأت بها قبل تلك الواقعة، فصال عليهم الطاعون كراكبٍ تامِّ الآلات، مغتالٍ في الفلوات. فأخذهم ما يأخذ الأعزلَ مِن شاكي السلاح، والجبانَ مِن كَمِيٍّ طاعنٍ بالرماح. ومنها ما نصَرنا ربُّنا في أمر التطعيم، وجعَل العافيةَ حظَّنا عند البلاء العظيم. وكان التطعيم في أول الأمر شيئا عليه يثنى، والشفاء به يرجى، ثم لما خالفتُه بوحي من الرحمن، ظهر ما ظهر من عيبه ولم يبق صورة الاطمئنان. وكنت أعلم أن الله سيُظهر لنا بآية منه فيها نموذج العافية، ولكني ما كنت أعلم أنه يري هذه الآية بهذه السرعة. فظهرت الآية وجُعل التطعيم كسجلٍّ يُطوَى، وذِكرٍ يُنسَى. ثم بدا للحكومة أن يعيده بتبديل يسير وامتحان يوصل إلى اليقين، ولكن أكثر الناس ليسوا بمطمئنين، بما رأوا موتَ تسعة عشر وأناسا آخرين من المؤوفين.
وليس سبب الطاعون فأرٌ تخرُج من قعر الأرض إلى الفِناء، بل سببه سوءُ الأعمال وارتكاب الفسق والمعصية بترك الحياء. فظهر الطاعون وأردَى بني آدم وبناتِه وردِفتْه الآيات، وذلك بأن علاج أمراض المعصية وأنواع الجرائم والجذبات، ليس سوى المعجزات والآيات. ولا يؤمن أحد بالله حقًّا إلا بعد هذه المشاهدات، ولا يمنع النفسَ من المعاصي كَفّارةٌ، بل نفوسُ عبيدِها بالسوء أمّارةٌ، وإنما يمنعها معرفةٌ تامّة مرعِدة، ورؤيةٌ منذرة مخوِّفة، ثم تأتي سلطنةُ المحبة وتضرب خيامَها على القلوب، وتطهّرها من بقايا الذنوب. ولكن أول ما يدخُل قرية النفسانية، ويُفسِد عماراتها ويجعل أعزّتها كالأذلّة، هو خوف شديد ورعب عظيم من الحضرة، يستولي على القوى البشرية، فيمزقها كل ممزق ويُبعِد بينها وبين أهوائها ويزكّي كل التزكية. وليس من الممكن أن يتطهر إنسان من غير رؤية الحيّ الغيور، ومِن غير اليقين الذي يقوّض خيام الزور. وليس رؤيتُه تعالى في دار الحُجُب إلا بالآيات، وإن الآيات تُخرِج الإنسان من الظلمات، حتى يبقى الروح فقط وتعدم الأهواء، ويبلغ مقاما لا يبلغه الدهاء، ولا يدخل أحد ملكوتَ السماء إلا بعد هذه الرؤية وكشف الغطاء.
فالحاصل أن النجاة من الذنوب لا يمكن إلا برؤية الله بأصفى التجليات، ولا يتحقق هذا المقام لأحد إلا برؤية الآيات. ومن لم ير الرحمنَ في هذا المَراح فما رأى، والموتُ خير للفتى من عيشه عيش العمى. وإنما الدنيا وزينتها لهوٌ ولعبٌ لا تُغَرّ بها السعداءُ، بل هم يؤثرون كل موت لعلهم يرون ربهم.. فأولئك هم الأحياء. وإن الدنيا ملعونة فمن طلَبها فكيف يُرحَم؟ فأَلْجِمْ فرسَك قبل أن يُلجَم. ما لكم لا تتقون الذنوب التي هي أصل هذا الوباء؟ فلا أعلم ما أمّنكم من قدر السماء. وإني جئت كالصبا بِرَيّا هذه البشارة، فمن تبعني حقا وعمل صالحا فسيُحفَظ من هذه الخسارة. ولن تكفي أحدا أن يبايعني فقط من دون الأعمال وصفاء التعلق بالله ذي الجلال، فغيِّروا ما بأنفسكم ليغيّر ما قدّر لكم من نكال.
أتكذّبون بغير علم ولا تختمون على شفاهكم؟ كبُرتْ كلمةً تخرُج من أفواهكم! وقال بعض العدا: إني أعليتُ هذا الرجل، وإني أفرطتُه ثم إني سأحطُّه. فانظروا إلى هذا الكذب والاستكبار، وإن الله لا يرضى عن عبد إلا بالصدق والانكسار. ثم انظروا كيف كذّبه الله وأجاب قبل جوابي، وجمع بعد ذلك أفواجا على بابي، وملأ بيوتي من أصحابي. وإن في ذلك لآية للمستبصرين، وعبرة للمستعجلين.
أم غضبوا عليّ بما قلتُ إن عيسى مات، وإني أنا المسيح الموعود الذي يحيي الأموات؟ ولو فكروا في القرآن لما غضبوا، ولو اتقوا لما تغيّظوا. وإن موت عيسى خير لهم لو كانوا يعلمون. وإن الله آتاهم مسيحا كما آتى اليهود مسيحا، ما لهم لا يفهمون؟ سلسلتانِ متماثلتان فما لهم لا يتدبرون؟ يقولون سيكون فئة من هذه الأمة يهودا وعلى خلقهم يُخلَقون، ولا يعتقدون بأن يكون المسيح الموعود منهم بل هذا الفخرَ إلى اليهود ينسِبون! أأُعطُوا نصيبا من شر اليهود وما أُعطوا حظا من خيرهم؟ ساء ما رضوا به لأنفسهم وساء ما يحكمون! بل كما أن اليهود منا كذلك المسيح الموعود منا، وليست هذه الأمة أشقى الأمم ليصحّ ما يزعمون. يقولون هذه هي العقيدة التي ألفينا عليها آباءنا.. ولو كان آباؤهم من الذين يخطئون. ما لهم يصرّون على ما فهموا ولا يتركون؟ أم لهم أَيمانٌ على الله أنه لا يفعل إلا الذي هم يقصدون؟ سبحانه وتعالى لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.
يسمّون المسيح حَكَمًا ثم أنفسهم يحكُمون. أم رأوا في القرآن ما يزعمون؟ فليُخرِجوه لنا إن كانوا يصدقون. يا أسفا عليهم! إن يتبعون إلا الظن وليس الظن شيئا إذا خالفه المرسلون. بل يحكُمون أنفسهم في الله ورسله ويجترئون، ويصرّون على ما ليس لهم به علم ولا يخافون. ومن العجب أنهم ينتظرون الحَكَمَ ثم يقولون إنهم من الزلل لمحفوظون! ولا يريدون أن يتركوا قولا من أقوالهم.. فما يفعل الحَكَمُ إذا جاءهم، فإنهم بزعمهم في كل أمر مصيبون.
وإن ظهور المسيح من هذه الأمة، ليس أمر يعسِر فهمُه على ذوي الفطنة، بل تظهر دلائله عند التأمل في المقابلة، أعني عند موازنة السلسلة المحمدية بالسلسلة الإسرائيلية. ولا شك أن سيدنا.. سيد الأنامِ وصَدْر الإسلام، كان مثيلَ موسى، فاقتضت رعايةُ المقابلةِ أن يُبعَث في آخر زمن الأمّة مثيلُ عيسى. وإليه أشار ربنا في الصحف المطهرة، فإن شئتم ففكروا في سورة النور والتحريم والفاتحة. هذا ما كتب ربنا الذي لا يبلغ عِلْمَه العالمون، فبأي حديث بعده تؤمنون؟ وإنه جعلني مسيحه وأيدني بآيات كبرى، وعُطِّلت العِشارُ وترون القِلاصَ لا يُركَب عليها ولا يُسعى. ورأيتم، يا معشر الهند والعرب، كسوفَ القمرَينِ في رمضان، فبأي آيات ربكما تكذّبان؟ أم تأمركم أحلامكم أن تحسبوا الظنون كأمر منكشف مبين؟ ولقد كان لكم عبرة في الذين آثروا الظنون من قبل على اليقين، وما آمنوا بالمرسلين. فكان إنكارهم حسرات عليهم، وإذا أُيِّدَ الرسلُ فودُّوا لو كانوا مؤمنين. ولقد ضرب الله لكم أمثالهم في القرآن فاقرؤوها كالمتدبرين. فويل للذين يقرؤونها ثم لا يفهمون، ويمرّون بها غافلين. عسى ربكم أن يريكم ما لا ترونه، ويُردِف رأيَكم صونَه، فتكونوا من المبصرين. فلا تيأسوا من رَوح الله ولا تستعجلوا، واصبروا وهو خير لكم إن كنتم متقين. وإن صبرتم فتبصرون ويبلغ فكركم محلَّه، وتُكرَمون بعد المذلة، فتكونون من العارفين.
وكنتم تقولون لو نـزل المسيح في زمننا لكنّا ناصرين. فهذا نصرُكم.. أنكم تكفرون وتكذبون من غير علم ولا برهان مبين. ترون آياتِ الله ثم تكذبون مستكبرين، كأن لم تروها، ولا تكلّمون إلا مستهزئين. وتشتُمون وتسبّون، ولا تخافون يوم الدين. وإن تتّبعون إلا الظن، وما أحطتم بما قال الله وما وافيتموني طالبين. أتريدون أن تطفئوا نور الله؟ والله متم نوره ولو كنتم كارهين. ولقد سبقتْ كلمتُه لعباده المرسلين، إنهم من المنصورين. ويل لكم ولأحلامكم! لا تعرفون الوجوه، ولا ترون رحمة تتابَعَ نـزولها، ولا تسألون ربكم مبتهلين.. ليُريكم الحق وينجيكم من ضلال مبين.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام : أيها الناس.. لا تتّكئوا على أخباركم، وكم من أخبار أهلكت المتّبعين. وإن الخير كله في القرآن، ومعه حديث طابَقَه في البيان، وإن الخير كله في القرآن، ومعه حديث طابَقَه في البيان، والذين يبتغون ما وراءه فأولئك من العادين. ولولا هذا المعيار لماجَ بعض الأمّة في بعضها بالإنكار، وفسدت الملة في الديار، واشتبه أمر الدين على المسترشدين.
أيها العباد.. اتقوا يوما لا ينفع فيه إلا الصلاح، ومن تركه فلن يلقى الفلاح. اتقوا يوما يجمع الكفّار والفجّار، ويقول الفاسقون وهم في النار: ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدّهم من الأشرار؟ فينادي منادٍ من السماء: إنهم في الجنة وأنتم في اللظى. وتحضُر كل نفس حضرةَ الله ذي الجلال، ويجاء بكل نبي وأعدائهم، وتعرف كل أمة إمامها، ويظهر ما له من قرب وكمال، فيقال: أهذا ملعون أم هذا دجال؟ يوم يكشِف الله عن ساقه ويُري كلَّ مجرم عقابا، ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا! أيها الإنسان! ما أنت وما مكائدك؟ أتعصي الله وينقضّ على رأسك صائدك؟
اليوم كلّمني ربي وخاطبني بكلمات، فنكتبها فإن فيها آيات، فتلك هذه يا ذوي الحصاة: "جاءني آئلٌ واختارَ، وأدار إصبعه وأشارَ: يعصمك الله من العدا، ويسطو بكل من سطا". ثم خاطبني ربي وقال: "إن آئل هو جبرئيل، وهو ملَكٌ مبشّر من رب جليل".
يقول الامام المهدي في الحاشية : لفظ "آئل" مشتق من الإيالة، يقال: آله أي ساسه وأصلحه. وإنه اسم جبرئيل في كلام الله الجليل. وإن تسمية جبرائيل بـ "آئل" تسمية ما رأيناها في كتاب قبل هذا الإلهام. فلِله كلمات لا تُحصَر بالأقلام. ولعله إشارة إلى منصب جبرائل، وهو الإصلاح وإعانة المظلومين بالسياسة وذبِّ العدا بالحجة والدليل.
يقول الامام المهدي الحبيب : إني فرغت الآن من الجواب، وبقي ما آذيتَ من العتاب، فإنك ذكَرتَني بألفاظ التحقير، وما اتّقيتَ حسيبك عند الازدراء والتعيير. يا - عافاك الله - من أنت بهذا الطبع المستشيط، وجَمَعَ السلاطةَ مع اللسان السليط؟ كنت لا تعرفني ولا أعرفك، ولا تعلمني ولا أعلمك، ثم آذيتَ وما صبرت، وتركتَ التقوى وما حذرت.
(((هنا طبعا بيكلم مصطفى كامل)))
يقول الامام المهدي : أيها العزيز.. اتّقِ الخبير الديّان، وقد ردِف كلَّ سوءٍ الحُسْبانُ. وقد نـزل المسيح من السماء، والطاعون من الأرض أتى، فإذا لم تتوبوا اليوم فمتى؟ فاعلموا أن هذا أوانُ رفضِ الكبر والخيلاء، لا وقت الرعونة والغفلة والاستهزاء. وإن الله غضب غضبا شديدا على الذين رضوا بعيشة الغفلة، وآثروا الدنيا وزينتها ولا يؤمنون إلا بالألسنة، فأذكّركم بأيام الله.. فاتقوا الله يا ذوي الفطنة.
وليس هذا الوقت وقت الغَزاةِ وتقلُّدِ الرماح والمرهفات، بل أمرني ربي يا معشر هذه الأمة أن تتقلدوا بسلاح التوبة والعفّة، فإن النصرة كلها في هذه العُدّة. وإن الأرض ملعونة ممقوتة لكثرة الخطيّات، ولتركِ الله والتمايلِ على الخزعبيلات. وليس الوقت وقت السيوف والأَسِنّةِ، بل أوان تزكية النفوس وثَنْيِ الأَعِنّةِ. فإن الفساد كما دخل قلوب أعداء هذه الملة، كذلك دخل قلوب المسلمين من غير التفرقة. فلن يغلِب الأشرارُ أشرارًا آخرين بغَزاة، بل بعفّة وتقاة، فلن ينصر الله ملوك الإسلام مع وهنهم وغفلتهم في الدين، بل يغضب غضبا شديدا ويؤثر الكافرين على المسلمين. ذلك بأنهم نسوا حدود الله ولا يبالون أمر ربهم وليسوا من المتقين. يؤمنون ببعض القرآن ويكفرون ببعض، ولا يُشيعون الحق بل يَعيشون كالمنافقين.
هذا بالُ أهل الزمان، ثم ينكرون ويكذبون بعبد بُعِثَ من الرحمن. أَعَجِبوا أن جاءهم منذر منهم في وقت فقَد الناسُ فيه حقيقة الإيمان؟ أم يقولون افتراه وقد رأوا آياتي ثم ألقوها وراء حجب النسيان؟
أيها الناس.. أرأيتم إن كنتُ من عند الله وكفرتم بي.. فأي خُسْرٍ أكبر من هذا الخسران؟ أتريدون أن أضرِب عنكم الذكرَ صفحًا بعد ما أُمرتُ للإنذار؟ وما كان لمرسَل أن يكلّمه الله ويأمره ثم يخفي أمر ربه خوفا من الأشرار. فاتقوا الله، ولا تقدّموا بين يديه ولا تصرّوا على الظن كل الإصرار.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الاول من سورة الشورى .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ حمۤ ۝ عۤسۤقۤ ۝ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُوحِیۤ إِلَیۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ ۝ لَهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡعَظِیمُ ۝ تَكَادُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ یَتَفَطَّرۡنَ مِن فَوۡقِهِنَّۚ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَیَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِی ٱلۡأَرۡضِۗ أَلَاۤ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِیمُ ۝ وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءَ ٱللَّهُ حَفِیظٌ عَلَیۡهِمۡ وَمَاۤ أَنتَ عَلَیۡهِم بِوَكِیلࣲ ۝ وَكَذَ ٰ⁠لِكَ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِیࣰّا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ یَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَیۡبَ فِیهِۚ فَرِیقࣱ فِی ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِیقࣱ فِی ٱلسَّعِیرِ ۝ وَلَوۡ شَاۤءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ وَلَـٰكِن یُدۡخِلُ مَن یَشَاۤءُ فِی رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّـٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرٍ ۝ أَمِ ٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِیُّ وَهُوَ یُحۡیِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ ۝ وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِیهِ مِن شَیۡءࣲ فَحُكۡمُهُۥۤ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّی عَلَیۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَیۡهِ أُنِیبُ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة والوجه الثاني من سورة الشورى.
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(فَاطِرُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا وَمِنَ ٱلۡأَنۡعَـٰمِ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا یَذۡرَؤُكُمۡ فِیهِۚ لَیۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَیۡءࣱۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡبَصِیرُ ۝ لَهُۥ مَقَالِیدُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۖ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ وَیَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ ۝ ۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحࣰا وَٱلَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ وَمَا وَصَّیۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَىٰۤۖ أَنۡ أَقِیمُوا۟ ٱلدِّینَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِیهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِینَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَیۡهِۚ ٱللَّهُ یَجۡتَبِیۤ إِلَیۡهِ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِیۤ إِلَیۡهِ مَن یُنِیبُ ۝ وَمَا تَفَرَّقُوۤا۟ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡیَۢا بَیۡنَهُمۡۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةࣱ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰۤ أَجَلࣲ مُّسَمࣰّى لَّقُضِیَ بَیۡنَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُورِثُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُ مُرِیبࣲ ۝ فَلِذَ ٰ⁠لِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَاۤ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَاۤءَهُمۡۖ وَقُلۡ ءَامَنتُ بِمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَـٰبࣲۖ وَأُمِرۡتُ لِأَعۡدِلَ بَیۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمۡۖ لَنَاۤ أَعۡمَـٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَـٰلُكُمۡۖ لَا حُجَّةَ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكُمُۖ ٱللَّهُ یَجۡمَعُ بَیۡنَنَاۖ وَإِلَیۡهِ ٱلۡمَصِیرُ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق