درس القرآن و تفسير الوجه الثالث عشر من النحل .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه الثالث عشر من أوجه سورة النحل ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث عشر من أوجه سورة النحل ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
أحكام الميم الساكنة :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__
○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة آية الكرسي ، و صحح له قراءته .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ} :
يقول سبحانه و تعالى في هذا الوجه العظيم : (و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر) من ضمن الإفتراءات و الحُجج الباطلة التي كان يتحجج بها الكفار ضد دعوة نبينا محمد ﷺ ، أنهم كانوا يقولون : الذي كان يُعلم محمد القرآن أو هذا الكلام أو تلك الحكمة ، هو رجل إيه؟ من رجالات أهل الكتاب ، فتى من فتيان أهل الكتاب في مكة ، كان يجلس إليه النبي محمد و ثم يأتي محمد و يُحدثنا بما يُحدثنا به ، طبعاً هذه فِرية من ضمن إفتراءات الكفار في كل زمان و في كل مكان ، يحاولون إبطال دعوى الأنبياء ، (و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي و هذا لسان عربي مبين) اللي كانوا بيشاوروا عليه ، إنه من أهل الكتاب و بيعلم محمد ﷺ هو شخص أصلاً مش عربي ، شخص أعجمي ، ليس بعربي ، لا يفقه الحديث العربي ، فكيف يقولون أنه يُعلم محمد هذا الفصيح من القرآن و تلك الحكمة و تلك إيه؟ النورانية ، (و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي و هذا لسان عربي مبين) حد يعرف يقول لي لفظ (و لقد نعلم أنهم يقولون) يدل على إيه؟؟ ، نفكر كده ، في آخر الجلسة اللي عنده إجابة يقول .
___
{إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} :
(إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله و لهم عذاب أليم) يعني اللي تتعرض عليهم الآية تلو الآية و مع ذلك يرجعوا و ينافقوا و ينتكسوا و يكفروا ، لا يهديهم الله و لهم عذاب حتى يعودوا و يتوبوا و يَؤُبوا... ، (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله و لهم عذاب أليم) مفيش حد ، مفيش حد إلا ما عُرضت عليه آية من آيات الله ، لا يمكن ، ليه؟؟ لأن ربنا هو اللي قال (و لا يظلم ربك أحدا) ، فتخيل بقى إيه؟ الحد ده مُعاصر للنبي و مُصاحب للنبي و شاف منه الآيات و شاف الرؤى ، و شاف الصحابة بيشوفوا الرؤى و شاف الأعداء أيضاً بيروا الرؤى و الآيات على صدق هذا النبي ، تخيل ، (إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله و لهم عذاب أليم) و السبب إيه بقى؟ إنهم يتبعوا أهواءهم ، يتبعون أهواءهم ، من لا يؤمن بالنبي أو ينافق هو يتبع هواه في لحظة من اللحظات ، و لذلك قال الله للنبي ﷺ في سورة الفرقان (أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفانت تكون عليه وكيلا) .
___
{إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ} :
(إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله و أؤلئك هم الكاذبون) الآية دي بتتكلم عن إتنين ؛ عن اللي بيفتروا على الأنبياء ، بيكذبوا على الأنبياء و بيتهموا الأنبياء بالباطل ، (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله و أؤلئك هم الكاذبون) كذلك الذي يفتري الكذب على الله و يَدَّعي النبوة كذباً تنطبق عليه هذه الآية أيضاً ، (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله و أؤلئك هم الكاذبون) اللي مابيخافوش من ربنا ، اللي بيشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً ، دول/هؤلاء من ضمن الناس اللي تنطبق عليهم الآية دي (الذين يشترون بعهد الله ثمناً قليلاً) اللي إحنا إيه؟ أخذناها في الوجه السابق ، و هي نوع من أنواع الخيانة و الغدر ، نوع من أنواع الخيانة ، إن اللي يكذب على الله عز و جل هو خائن ، و كذلك الذي يُكذب النبي ، هو أيضاً خائن ، خائن للأمانة ، (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله و أؤلئك هم الكاذبون) .
___
{مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} :
(من كفر بالله من بعد إيمانه ... فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم) يعني اللي آمن و ثم كفر ، له عذاب عظيم و عليه غضب من الله عز و جل ، لأنه أُقيمت عليه الحُجة و رأى الآيات ، إلا بقى من؟؟ (إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان) زي المؤمنين اللي كانوا بيتعذبوا في إيه؟ في صحراء مكة على أيدي كفار قريش ، أمثال بلال و عمار بن ياسر و كثير من مستضعفي الإسلام أو مستضعفي المسلمين ، (إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان) يعني هو مؤمن ، لكن الكفار أجبروه إنه يقول كلمة الكفر أو إنه يُسيء للإسلام أو للدين أو للنبي ﷺ ، مين بقى اللي عليه الغضب و مين اللي عليه العذاب؟؟ (و لكن من شرح بالكفر صدراً) اللي قلبه إنشرح بالكفر و العياذ بالله ، هو ده اللي عليه الغضب و عليه العذاب العظيم من الله عز و جل ، يبقى ربنا سبحانه و تعالى ، رب إيه؟ نيات و رب قلوب .
___
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} :
(ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة) دايماً كده اللي يكفر و يتخلى عن النبي يستحب الحياة الدنيا على الآخرة و يُمجد هواه على الحق ، (ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة و أن الله لا يهدي القوم الكافرين) ربنا مابيهديش القوم الكافرين إلا أن يهدوا أنفسهم ، إن إختاروا الهداية هداهم الله ، و إن إختاروا الضلال أضلهم الله ، (ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة و أن الله لا يهدي القوم الكافرين) .
___
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} :
(أؤلئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و ابصارهم) يعني كل الحواس بتاعتهم ، ربنا طبع عليها نتيجة كفرهم و نفاقهم ، (و أؤلئك هم الغافلون) غافلون عن آيات الله التي رأوها ، غفلوا عنها و نسوها أو تناسوها ليُساير ذلك أهواءهم المريضة ، (أؤلئك الذين طبع الله على قلوبهم و سمعهم و ابصارهم و أؤلئك هم الغافلون) القلوب أي الأفهام ، السمع أي الإتصال بالوحي الصافي المصفى ، و أبصارهم أي البصيرة ، كل ده نتيجة إيه؟ أن يكون الإنسان غافل و العياذ بالله ، غافل ، و الغفلة : حرف الغين من الضباب و الغبش ، غفلة ، غفل ، غفل أي صار عنده ضباب و غبش و ثم فَلَّ ، ثم انطلق في الضباب ، أي في الظلمة و العمى و العياذ بالله ، كذلك غفل : غفى أي إيه؟ عكس الإستيقاظ و عكس الإنتباه ، و اللام علة ، أي علة إيه؟ عدم الإنتباه و عدم الإستيقاظ و عدم الإبصار و عدم السمع و عدم الفهم ، فهي الغفلة و العياذ بالله .
___
{لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} :
(لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون) (لا جرم) أي لا عجب ، نتيجة كل ده : أن يكونوا في الآخرة هم الخاسرون ، الذين خسروا دنياهم و أخراهم .
___
{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} :
(ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا و صبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم) الآية دي بتتكلم عن نوعين ؛ عن الذين استضعفوا في بدايات إسلامهم و ثم إيه؟ هاجروا في سبيل الله ، (من بعد ما فتنوا) أي من بعد ما تعرضوا للآلام و للعذاب و للإبتلاء و للشدة ، (ثم جاهدوا) أي عملوا بقوة في سبيل الدين و صبروا ، (إن ربك من بعدها لغفور رحيم) الله سبحانه و تعالى يغفر لهم و يرحمهم مهما فعلوا ،كذلك الآية بتتكلم عن المنافقين الذين عادوا إلى الله عز و جل ، يبقى الآية دي دعوة لكل منافق أن يرجع إلى الله عز و جل و يتوب و يُخلص ، (ثم إن ربك للذين هاجروا ) يعني المنافق إذا هاجر لله عز و جل من بعد ما فتنوا في دينهم بسبب شيطانهم ، (ثم جاهدوا و صبروا) يعني حَسُنَ دينهم و حسن إيمانهم ، (إن ربك من بعدها) من بعد عملهم ذلك يعني ، و من بعد إختيارهم ذلك و من بعد مجاهدتهم تلك و من بعد صبرهم ذلك (لغفور رحيم) يغفر لهم و يرحم عليهم سبحانه و تعالى . حد عنده سؤال تاني؟ نفكر بقى في الكلمة الأولانية/الأولى في الوجه ده ، و نعرف إن شاء الله معناها .
○ و قال نبي الله الحبيب في نهاية الوجه :
حد عرف معنى (و لقد نعلم)؟ طيب أنا هديلكم فرصة للجلسة الجاية تتأملوا في هذه الكلمة و في هذا التعبير القرآني ، و ثم نأتي بالإجابة بأمر الله تعالى ، تمام؟ .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
=====================
عبد الحق الجزائري :
============================
- رد
- ٢٩ د
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق