شرح
لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام
التلاوة ؛ أحكام الميم الساكنة , ثم قام بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة
العنكبوت ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد
لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من
تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة
العنكبوت ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :
- أحكام الميم الساكنة :
إدغام متماثلين صغير و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة ميم أخرى فتدغم الميم الأولى في الثانية و تنطق ميماً واحدة .
و الإخفاء الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الباء و الحُكم يقع على الميم أي الاخفاء يكون على الميم .
و
الإظهار الشفوي و هو إذا أتى بعد الميم الساكنة جميع الحروف إلا الميم و
الباء ، و الإظهار طبعاً سكون على الميم نفسها يعني الحُكم يقع على الميم .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه العظيم المبارك يقول تعالى :
{وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ
خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} :
(و
لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه) ربنا بيحكي القصص لكي نتعظ ، نتعلم ، (و لقد
أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان و
هم ظالمون) ربنا لخص القصة في سطرين ، ربنا أرسل نوح ، إصطفاه ، نبي إسمه
نوح ، نوح من نُوحي و كذلك نوح من النواح و الحزن و الألم الذي سيحل بقومه
بسبب تكذيبهم ، لقد كتبنا مقالة في هذا الأمر بالمدونة ، لمن أراد أن يرجع ،
كلمة نوح و كذلك الآلهة الباطلة الخمسة ، تمام؟ ، (و لقد أرسلنا نوحاً إلى
قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً) يعني دعوته لقومه كانت تسعمية و
خمسين سنة/٩٥٠ سنة ، (فأخذهم الطوفان و هم ظالمون) يعني بسبب تكذيبهم ربنا
أغرقهم بإيه؟ بالطوفان ، الطوفان ده كان طوفان جزئي في منطقة العراق ، و
أخبار الطوفان ده انتشرت بين الأمم حتى تجدها مدونة في الكتب القديمة عند
الأمم ، طبعاً اكتشفنا الأمر ده دلوقتي/حالياً في العصر الحديث ، عندما
إيه؟ ظهرت علوم الأركيولوجيا و علوم الآثار و التنقيب و علوم التاريخ و
المقارنات و ما إلى ذلك ، و كل ده بيُجلي عظمة الله و بيُجلي عظمة الرسالة و
البعث و النبوة في هذا العالم ، (و لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم
ألف سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان و هم ظالمون) .
_____
{فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} :
(فأنجيناه
و أصحاب السفينة و جعلناها آية للعالمين) نجيناه هو و المؤمنين و كل ما
أخذ في السفينة التي بناها بأمر من الله عز و جل ، و جعلنا هذا الخبر آية و
عظة للأمم .
_____
{وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} :
(و
إبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله و اتقوه) يذكر إبراهيم النبي العظيم ،
(إذ قال لقومه اعبدوا الله و اتقوه) الله الواحد اتقوا عذابه ، (ذلكم خير
لكم إن كنتم تعلمون) هذا و هو أفضل الطرق و أفضل السُبل لكم إن كنتم من
العالمين الإيه؟ المؤمنين أصحاب الحكمة .
_____
{إِنَّمَا
تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ
الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا
فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ
إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} :
(إنما
تعبدون من دون الله أوثاناً و تخلقون إفكاً) إنتم إيه؟ بتصنعوا أوثان و
أصنام من الحجارة و الأخشاب و تقوموا بعبادتها ، ألا تعتقدون أنكم سفهاء
على هذا الفعل ، تتاجرون بتلك الأصنام و تتخذونها تجارة ، و تجعلون إلهكم
أو آلهتكم إيه؟ مصدر رزق ، فما هذه إيه؟ الأحلام السقيمة ، (إنما تعبدون من
دون الله أوثاناً و تخلقون إفكاً) تخلقون كذباً و تبطلون التوحيد الذي جاء
به الأنبياء عبر السنين ، (إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم
رزقاً فابتغوا عند الله الرزق) يعني الأوثان اللي بتعملوها دي و بتبيعوها
مش هو ده الرزق الحقيقي ، ده ربنا هو الرزاق العظيم ، عاوز تبتغي الرزق :
وَحّد الله عز و جل ، هذه هي خُلاصة دعوة إبراهيم -عليه السلام- ، (إن
الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقاً فابتغوا عند الله الرزق و
اعبدوه و اشكروا له) اشكروا الله عز و جل لأن إيه؟ شُكر الله و شُكر النعمة
من أساسيات الصلاح و النجاة في هذه الدنيا و الآخرة ، (إليه ترجعون)
يُذكرهم دايماً بالرجوع إليه سبحانه و تعالى في اليوم الآخر لكي يتقوه و
لكي يراقبوه بأنفسهم و لكي إيه؟ يتخذوا الإحسان إيه؟ سبيلاً لهم .
_____
{وَإِن تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِّن قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} :
(و
إن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم) لو هتكذبوا ، يبقى دي إيه ، سُنة الإيه؟
الأمم السابقة ، إنتم لم تحيدوا عنها ، متوقع إن إنتم تكذبوا لأن الإنسان
العاصي متكبر يتكبر على أنبياء الله عز و جل ، (و إن تكذبوا فقد كذب أمم من
قبلكم و ما على الرسول إلا البلاغ المبين) الرسول بِيبَلِّغ فقط .
_____
{أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} :
(أولم
يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده) يدعوهم سبحانه و تعالى إلى التفكر في
بدء الخلق ، و حتمية بدء الخلق من العدم هي دليل ثابت من أدلة أربعة
أوردناها من قبل على وجود الله عز و جل ، الدليل الأول : بعث الأنبياء و
تحقق النبوءات ، الدليل الثاني : إستجابة الدعاء ، الدليل الثالث : حتمية
بدء الخلق من العدم ، لازم ، دي حتمية و مُسَلّمة علمية ، إن الخلق إيه؟ يجب
إن هو يبدء من العدم ، أربعة : الثواب و العقاب في الدنيا قبل الآخرة ،
(أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده) رينا بيبدأ الخلق من العدم و
يُعيده تاني ، لأن صفات الله لا تتعطل ، فالأكوان متتالية متعاقبة ، (إن
ذلك على الله يسير) فالعمل ده يسير على الله عز و جل لأنه واجب الوجود .
_____
{قُلْ
سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ
يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} :
(قل
سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق) يدعوهم مرة أخرى سبحانه و تعالى
إلى إيه؟ النظر في موضوع بدء الخلق ، (سيروا في الأرض) يعني انظروا ،
انظروا في الأمم ، في قوانين الفيزياء و في الفلك ، في الجيولوجيا ، في
علوم الأرض و السماء ، يدعوهم إلى التفكر ، (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف
بدأ الخلق ثم الله ينشيء النشأة الآخرة) يبدأ يُنشيء النشأة الآخرة بعد
إنتهاء هذا الكون نشأة تلو نشأة ، نشأة تلو نشأة ، (ثم الله ينشيء النشأة
الآخرة) الأُخرى ، الآخرة : الأخيرة لهذا الكون و كذلك الأُخرى التالية ،
(إن الله على كل شيء قدير) الله سبحانه و تعالى قدير على كل شيء .
_____
{يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} :
(يعذب
من يشاء و يرحم من يشاء و إليه تُقْلَبُونَ) يُعذب من يشاء لمن استحق
العقوبة ، و يرحم من يشاء لمن أراد له الرحمة ، (و إليه تُقْلَبُونَ)
تُقْلَبُون يعني إيه؟ مباشرةً ، تظهرون مباشرةً إيه؟ في اليوم الآخر ، فهذا
مراد و أساس الشعور الذي تشعره عندما تقرأ كلمة تُقْلَبُون ، (و إليه
تُقْلَبُونَ) يعني إيه؟ الأمر يسير ، البعث ده يسير جداً ، كأن بعث الناس
دي كلها ، المليارات دي ، كأنما هو بعث نفس واحدة ، الأمر يسير .
_____
{وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} :
(و
ما أنتم بمعجزين في الأرض و لا في السماء) لن تعجزوا الله و لن تنتصروا
عليه و لن تَغلبوا إرادة الله سبحانه و تعالى ، (و ما أنتم بمعجزين في
الأرض و لا في السماء) يعني لا في هذا الكون و لا في إيه؟ خلف الحُجب ،
تستطيعون أن تضادوا إرادة الله عز و جل ، (و ما لكم من دون الله من ولي و
لا نصير) مافيش حد/لا يوجد أحد تقدر تُشركه مع الله عز و جل في هذه الإرادة ،
(و ما لكم من دون الله من ولي و لا نصير) محدش/لا أحد يقدر ينصركم أو
يواليكم ضد إرادة ربنا سبحانه و تعالى ، و إرادة الله عز و جل إرادة حقة ،
إرادة حقة مبنية على الحقيقة و على الرحمة .
_____
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} :
(و
الذين كفروا بآيات الله و لقائه أؤلئك يئسوا من رحمتي) يعني اللي كفروا
بآيات الله التي أتت مع الأنبياء و كذلك الآيات الكونية التي أمرنا الله
سبحانه و تعالى في التفكر فيها أو بالتفكر فيها ، و كذلك كفروا بلقاء الله
في اليوم الآخر ، أو بلقاء الله في الدنيا بالوصال و الوحي ، كل أؤلئك
الكفار يئسوا من رحمة الله عز و جل ، لأن قلوبهم خاوية من الرحمة ، و نظروا
إلى الله بطبائع نفوسهم ، (و أؤلئك لهم عذاب أليم) ربنا سبحانه و تعالى
يُطهرهم بالعذاب ، الله سبحانه و تعالى يُطهرهم بالعذاب لأنه يريد لهم
الخير ، حد عنده أي سؤال تاني؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا
و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك
اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و
الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و
أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد
محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق