درس القرآن و تفسير الوجه الأول من المجادلة .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الأول من أوجه سورة المجادلة ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الأول من أوجه سورة المجادلة ، و نبدأ بأحكام التلاوة و رفيدة :
- من أحكام النون الساكنة و التنوين :
الإظهار : أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين الحروف من أوائل الكلمات (إن غاب عني حبيبي همّني خبره) , و حروف الإظهار تجعل النون الساكنة أو التنوين تُظهر كما هي .
الإقلاب : إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء يُقلب التنوين أو النون ميماً . ثم يكون إخفائا شفويا . مثال : من بعد .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذه السورة العظيمة التي هي سورة المُجَادَلة أو المُجَادِلة ، و المُجَادَلة من المجادَلة التي حدثت بين إمرأةٍ سنقول إسمها الآن و النبي ﷺ في أمر من الأمور ، و المجادِلة هي على إسم تلك إيه؟ المرأة ، و هذه المرأة هي خولة بنت ثعلبة زوجة الصحابي أوس ابن الصامت ، إيه اللي حصل بقى؟ عادي ، راجل و مراته/رجل و زوجته عايشين في بيت ، حصلت ما بينهم إيه؟ مشكلة ، و بعد كده الراجل غضب من مراته و قال لها إيه؟ أنتِ عليَّ كظهر أمي يعني إنتِ مُحرمة عليَّ ، معلقة ، فضل/فظل معلقها كده ، يعني تبقى/تظل قاعدة في البيت تخدم العيال/الأولاد و تخدمه ، بس/لكن هي كده زيك زي/مثلك مثل أُمي ، يعني إيه؟ مش زي مراتي/ليست مثل زوجتي ، و ده/هذا ظلم عظيم طبعاً ، و لكن ذلك كان من عادات الجاهلية ، طبعاً لازم الأمور دي كانت تحدث عشان إيه/من أجل ماذا؟ ينزل القرآن و يُبين و يُفصل ، لأن القرآن مُعلم و مُربي ، و الأحداث دي اللي حصلت دي ، ربنا قَدر إنها تحدث عشان الناس تتعلم ، و إن ربنا يبني الأحكام الإسلامية التي هي مُقررة في كتاب الله ، طيب ، المرأة زعلت من زوجها إنه هو قال لها كده : أنتِ عليَّ كظهر أمي ، يعني مُحرمة عليَّ ، تفضلي/تبقي قاعدة كده تخدمينا و خلاص ، راحت/ذهبت للنبي و إشتكت له ، قال لها : قال لك إيه؟ ، قالت له : أوس بن الصامت قال لي : أنتِ عليَّ كظهر أمي ، نتيجة مشكلة إيه أو جِدال حصل ما بينهم يعني في البيت ، فالرسول ماكنش/لم يكن يعرف الحُكم ، فقال لها : لا أرى إلا أنكِ حُرمتِ عليه ، هو قال كده لأنه هو راجل حرمك على نفسه خلاص ، فهي إشتكت إلى الله ، المرأة دي ، خولة بنت ثعلبة دعت الله و قالت له : يا ربي يرضيك اللي حصل فيَّ كده ، فربنا نزل السورة دي ، سورة المجادِلة على إسم هذه المرأة معاتبةً لرسول الله ﷺ و لكي ينسخ ، مش ينسخ بقى ، و يُبطل ، لكي يُبطل هذه العادات الجاهلية ، بل و يُنزل عقوبة مادية على من اقترفها و هنعرف إيه هي العقوبة يعني ، اللي هي كفارة ، عقوبة ، و العقوبة دي و الكفارة دي إجبارية مش/ليست اختيارية ، إنت لازم تعملها ، لازم الواقع في هذا الأمر يعملها ، طبعاً القصة دي دلوقتي/حالياً مش موجودة ، الكلام ده كان زمان ، كان منتشر إيه؟ زمان في القرون الأولى اللي هي بعد الجاهلية على طول ، بعد كده إيه؟ المجتمعات ماعدتش/لم تعد تنصرف لهذه الأمور ، لأن إيه؟ تبدلت المجتمعات و تطورت وأصبحت لها إيه؟ قضايا أخرى و إهتمامات أخرى يعني ، لكن احنا/نحن هنا بنحكي عن حدث تاريخي ، حدث من أحداث التاريخ ، تمام ، يقول لها : أنتِ عليَّ كظهر أمي ، كده يعني ، اللي هو ، النوع ده من البطر ، بطر بنعمة الله عز و جل ، نعمة الزوج ، كده زعل منها ، خلاص أنتِ عليَّ كظهر أمي ، يعني في غيرها كتير يعني ، زمان بقى ، يعني عادي يتزوج كتير بقى ، و الزواج سهل ، مايعرفوش/لا يعرفون الأيام اللي إحنا فيها دلوقتي دي ، الزواج بقى/أصبح صعب ، تمام؟ ، فالواحد إيه؟ عشان/حتى يتزوج واحدة يبقى إيه؟ يبقى كده ربنا كرمه يعني ، فكان زمان عادي بقى الزواج كان سهل جداً ، فزعل من دي , خلاص أنتِ عليَّ كظهر أمي ، يروح/يذهب يتزوج إيه غيرها و هكذا ، إذا ماكنش/لم يكن أصلاً متزوج يعني غيرها ، فده/فهذا نوع من أنواع إيه؟ البطر و العياذ بالله ، كُفر نعمة ، ده نوع من أنواع كُفر النعمة ، صح؟ فربنا هنا إيه؟ أبطل هذا العمل الجاهلي و أنزل عقوبة على من يفعل ذلك ، و عاتب النبي ﷺ إن هو/أنه قال لخولة : لا أرى إلا أنكِ حُرمتِ عليه ، شوفتوا/رأيتم بقى ربنا بيعاتب النبي نفسه اللي هو خير البشر ، خلي بالك/انتبه ، سورة المجادِلة اللي هي خولة بنت ثعلبة .
{بسم الله الرحمن الرحيم} : آية مُنزَلة .
____
{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} :
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ) يا محمد ، ربنا سمع كلامها و سمعها و هي بتشتكي من زوجها و بعد كده إشتكت لله بعد أن إيه؟ قلت لها : لا أرى إلا أنكِ حُرمتِ عليه ، (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) يعني بتشتكيلك/تشتكي لك منه و تقول لك : ينفع سوء الخُلق اللي/الذي هو بتعامل به معاية/معي ده ، (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) رفعت شكوتها إلى الله ، (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا) ربنا سامع خولة بنت ثعلبة و هي تتحاور معك يا محمد في هذا الأمر ، (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) ربنا سميع يسمع ، بصير يُبصر ، مُطَلع على الأسرار .
_____
{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ} :
(الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ) أنتو/أنتم بتعملوا إيه؟؟!! ، ربنا بيقول لهم : إنتو بتعملوا إيه؟؟!! اللي/الذي يقول لزوجته أنتِ عليَّ كظهر أمي ، مراتك/زوجتك مش/ليست هي أمك ، (مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ الَّلائِي وَلَدْنَهُمْ) أمك اللي/التي هي ولدتك أو اللي هي رضعتك ، يعني أُمك بالولادة أو بالرضاعة ، (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا) الكلام ده و الظِهار ده و كلمة الظِهار هي منكر و زور و كذب و بهتان ، (وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ) ربنا هيعفو و هيغفر و لكن بعد التوبة و بعد تنفيذ الكفارة و العقوبة اللي/التي هي إجبارية ، و ده/هذا من باب التقريع لسيئي الخُلق عشان يعتدلوا إلى الطريق المستقيم .
_____
{وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} :
(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا) يعني دلوقتي ظَاهرت من هذه المرأة ، خلاص هترجع لها ، عشان ترجع العلاقة الطبيعية لازم تنفذ عقوبة ، (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) لازم يكون عندك رقبة تُحررها ، تُحرر إيه؟ عبد أو أَمة في سبيل الله ، مجاناً ، (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا) أي من قبل أن يحدث بينهما جِماع ، فتماسا يعني من الجماع ، (ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ) يعني إيه دي عقوبة تفكركو/تُذكركم ماتوقعوش/لا تقعوا في الغلط/الخطأ ده تاني ، ده معنى (ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ) موعظة ، عقوبة ، هي دي فايدة/فائدة العقوبة عشان تفكرك/تُذكرك ماتوقعش تاني في هذه المعصية ، (وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) كل فعل بتعملوه ربنا خبير به و عالم به و عالم بمآلاته .
_____
{فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} :
(فَمَن لَّمْ يَجِدْ) الذي لا يجد رقبة لكي يُعتقها ، (فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ) يصوم شهرين ورا بعض/متتابعين ، مايفصلش/لا يفصل ما بينهم أي حاجة ، (مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا) طبعاً ده أمر عظيم جداً ، (فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا) يُطعم ٦٠ مسكين ، (ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) ده علشان/حتى تؤمنوا حق الإيمان بالله و بالرسول ، (وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ) هي دي الشرائع ، دي حدود ربنا لا تتجاوزوها ، لأن اللي هيتجاوزها ربنا هيغضب عليه ، (وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الكافر العاصي الذي لا يتبع حدود الله ، له عذاب أليم مؤلم شديد .
_____
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ} :
إيه اللي حصل بقى؟ أول ما الآيات دي نزلت ، ربنا إيه؟ نزلها بسبب الحادثة دي ، الرسول إستدعى أوس بن الصامت ، قال له : الآيات أهي/هاهي و الحُكم أهو ، فقال له : ماعنديش/ليس عندي رقبة أعتقها ، قال له : صوم شهرين متتابعين ، قال له : مش قادر/لا أستطيع صحتي تعبانة ، قال له : تُطعم ٦٠ مسكين ، قال له : أَعنِّي على ذلك ، فالرسول أطعم ٣٠ مكانه/بدلاً منه ، و إيه؟ و أوس بن الصامت أطعم ٣٠ مسكين ، و إتحلت/حُلت المشكلة ، خلاص؟ طيب ، (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) اللي يُحاد الله و رسوله يعني يتجاوز الحدود مع الله و مع الرسول كُبِت يعني أُلجم بالإيه؟ بالحُجة و البرهان و هُزم ، دي معنى (كُبت) كُبِت يعني أُلجم بالحجة و البرهان و أيضاً من معانيها أنه هُزم ، (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) يعني هزموا و أُلجِموا بالحُجة و البرهان كما هُزم الذين من قبلهم و أُلجِموا بالحجة و البرهان ، (وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ) يعني آيات واضحات مُفَصَلات مُفصِلات ، (وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ) الكافر الذي لا يستمع لحدود الله سوف يُعذب عذاباُ مهيناً .
_____
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} :
(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا) يوم القيامة ، (فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا) يُخبرهم بأعمالهم المكتوبة عليهم في صحائفهم ، (أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ) أي جمعه الله و هم نَسُوهُ ، فهذا من قدرة الله و من آيات الله ، (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) يعني ربنا مُطلع على كل شيء ، شهيد يعني إيه؟؟ آآه ، مُطلع شاهد ، و (شهيد) هي صيغة مبالغة للتعظيم ، لتعظيم شهادته سبحانه و اطلاعه .
_____
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} :
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) الله عليم بما في السماوات و ما في الأرض ، (مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ) نجوى يعني سر ، و هنعرف إيه؟حُكم النجوى ، منها إيه؟ المباحة الطيبة و قد تكون المندوبة و الواجبة ، و منها ما هو إيه؟ ما هو حُكمها باطل و مُحرم سنعلم حُكم النجوى في الآيات التالية إن شاء الله ، النجوى هي إيه؟ الحديث سراً ، (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا) ربنا مُطَلع عليم بكل الأسرار ، (ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ) يُخبرهم بأسرارهم يوم القيامة ، يوم الدين ، يوم الدينونة ، (إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) عليم بما في الصدور .
_____
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ربنا هنا بيتكلم على المنافقين اللي كانوا بيتناجوا فيما بينهم بالسوء و الشر عن النبي و الصحابة ، و النجوى المقصودة هنا : الكلام بالغيبة و النميمة و المكيدة و المكر سراً و كان ذلك من ديدن المنافقين ، ثم يأتون في الظاهر أمام النبي و يمدحون النبي ، يقولون له كلام و تحيات لم يُحَيِّي الله بها النبي ﷺ ، و يُسِرون في أنفسهم عندما يقولون هذا المدح الكاذب ، يقولون : يا ليت ربنا يُعذبنا على ما نقول من مدح كاذب في وجه ذلك الرجل ، يعني يتمنوا إنهم يُعذبوا على الكلام اللي بيقولوه في وجه النبي مدحاً ، من شدة كذبهم و من شدة علمهم أنهم كاذبون ، لكنهم كانوا يقولون ذلك إتقاء إيه؟ إتقاء إيه؟ إتقاء غضب الصحابة و نبذ المجتمع لهم فقط ، طيب ، ربنا قال : (لا إكراه في الدين) و قال : (من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر) و قال : (أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) هم كانوا عارفين ده ، طيب ليه/لماذا بيُبطنوا الكفر و يُظهروا الإيمان؟؟! فقط للمصالح الإجتماعية ، للمصالح الدنيوية لكي لا يكونوا منبوذين ، فقط ، لذلك أخس الناس في جهنم هم المنافقين ، هم في الدرك الأسفل من النار ، (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى) أي الحديث سراً بالمكر و السوء ، (ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ) إثم ، كلام سوء ، غيبة و نميمة ، عدوان ، مكر سيء بالنبي و الصحابة ، (و معصيت الرسول) تكسير كلام النبي و عدم إيه؟ موافقة كلام النبي ﷺ ، (وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ) سراً يعني يُخاطبوا أنفسهم : (لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ) يعني من شدة مكرهم و شدة كذبهم ، من شدة كذبهم في مدح الرسول يتمنون أن يقع عليهم العذاب ، طب/إذن إيه/ماذا اللي/الذي جبركم/أجبركم على كده؟ أمور الدنيا ، هكذا هو المنافق يُقدم الدنيا على الدين ، يُقدم الدنيا على المبادئ و الأخلاق و الإستقامة ، و العياذ بالله ، (وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا) يعني دول/هؤلاء كفيلة بهم جهنم ، حسبهم ، (فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) مصير بائس ينتظرهم هناك في جهنم و العياذ بالله .
_____
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى) يبقى المناجاة المقبولة إيه؟ المناجاة بالبر و التقوى ، أو التناجي بالبر و التقوى يعني تتكلم سراً في البر و التقوى و الصلاح و الإستقامة ، فده/فهذا مباح و طيبة ، خلاص؟ ، لكن منهي عنه التناجي في الشر و السوء ، فلذلك قال الرسول : لا يتناجى إثنان دون الثالث ، لما يكونوا ثلاثة ماينفعش/لا ينفع إثنين يتكلموا مع بعض على جنب و يسيبوا/يتركوا الثالث ، الثالث كده بإيه؟ يشعر إنه منبوذ أو قد يشعر و يقع في قلبه سوء ظن إن الإثنين بيتكلموا عليه بالسوء و العياذ بالله ، فلذلك الرسول منع ذلك ، لا يتناجى إثنان دون الثالث ، طب لو كانوا أربعة ، خلاص ، كل إثنين يتكلموا مع بعض عادي ، خمسة ، ستة و هكذا ، لكن ماينفعش/لا ينفع إيه؟ يحيدوا واحد على جنب و هم يتكلموا ، اللي احنا/نحن بنسميها دلوقتي إيه؟ في المصطلح المجتمعي الحديث ، بنسميها الشِّلَلِيَّة ، الشِّلَلِيَّة ، يعني كل مجموعة مع بعض ، بيتحزبوا مع بعض ، و مايدخلوش/لا يدخلون ما بينهم حد/أحد ، عنصريين يعني ، نوع من أنواع العنصرية ، هي دي الإيه؟ منهي عنها ، هي ده إيه؟ النجوى المنهي عنها ، لأن ده بيؤثر في المجتمع و يجعل فيه عنصرية و شك ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلا تَتَنَاجَوْا بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) اجعلوا بينكم و بين عذاب الله و غضب الله وقاية و حجاب ، لماذا؟ لأنكم سوف تحشرون إليه ، أي تُجمعون يوم القيامة بين يديه .
_____
{إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} :
(إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ) النجوى هي بقى إيه؟ العنصرية بقى من الشيطان ، ليه بقى/لماذا؟ : (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) ليبث الحزن في قلوب المؤمنين ، إذاً النجوى يعني التحزب و الشِللية أو التناجي سراً بالمنكر و العدوان و الغيبة و النميمة ضد المؤمنين ، هو من الشيطان ، (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) لكي يُحزنهم ، (وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ) ربنا بيطمن/يُطمئن المؤمنين يقول لهم : مش هيضركم حاجة إلا بإذن الله ، (وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ربنا بيعلم المؤمنين حق التوكل عليه سبحانه و تعالى ، حد عنده أي سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق