راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 2 فبراير 2024

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من الحديد .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من الحديد .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

 

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة الحديد ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

   

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :


الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة الحديد ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :


- مد فرعي بسبب السكون :


مد عارض للسكون و يكون غالباً في نهايات الآيات و يمد بمقدار ٤ إلى ٥ حركات .

و مد لازم حرفي أو كلمي : الحرفي هو في أوائل السور , و الكلمي مثقل و يُمد بمقدار ٧ حركات مثل (و لا الضآلين) .

و المد الحرفي له ثلاثة أنواع : حرف واحد يمد حركة واحدة و هو الألف في حروف المقطعات في بداية السور ، مجموعة من الحروف تمد بمقدار حركتين و هي مجموعة في جملة (حي طهر) , و حرف تمد بمقدار ٦ حركات و هي مجموعة في جملة (نقص عسلكم) .

______


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


في هذا الوجه العظيم يقول تعالى :


{مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} :


(مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) هنا سبحانه و تعالى يُعطي مثال و الله يُحب الأمثال ، يعني كأن الله يريد أن يقترض من عباده أموال و هذه الأموال سوف يُنميها لهم و يُضاعفها لهم و يُكثرها لهم في تجارة عظيمة لا تفنى و لا تخسر أبداً ، (مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ) يعني الصدقة التي يُعطيها الإنسان في محلها و موضعها ، الله سبحانه و تعالى يُضاعفها عشرة أضعاف ،إلى سبعين ضعف  إلى أضعاف كثيرة ، فهذه هي التجارة ، فكأنك عندما تُعطي الفقير و المسكين كأنك تُقرض الله ، تُعطي الله قرض ، سيرده إليك أضعافا مضاعفة من الثواب و البركات و النِعَم المتعددة .

_____


{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} :


بعد كده/ذلك ربنا بيحكي مشهد من مشاهد يوم القيامة بالتفريق بين المؤمنين و المنافقين : (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) معروفين بالنور ، ربنا إدالهم/أعطاهم علامة نور يوم القيامة ، (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم) في أيمانهم لأنهم أصحاب اليمين ، (بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ) يأخذون البشرى و يتلقون البشرى من الملائكة ، (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا) جنات متتاليات ، (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) هو ده الفوز العظيم المنتظر .

_____


{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} :


(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ) المنافقون يوم القيامة يرون المؤمنين لهم نور و أنوار ، بعد كده/ذلك يطلبوا من المؤمنين يأخذوا بعضاً من ذلك النور ، هيحصل إيه بقى؟ الملايكة ترد على المنافقين و بتقول لهم إيه : (قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا) يعني ارجعوا ، دوروا/ابحثوا عن النور في مكان تاني بعيد عن المؤمنين اللي داخلين الجنة ، حصل إيه؟ : (فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ) حصل فصل و بناء سور على إيه؟ كيفية يعلمها الله سبحانه و تعالى بين المنافقين و المؤمنين ، (فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) أي باطنه من عند المؤمنين فيه الرحمة ، (وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ) أي ظاهره من عند المنافقين عذاب أليم شديد .

_____


{يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} :


(يُنَادُونَهُمْ) المنافقين بينادوا المؤمنين ، (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ) مش كنا معكم في الدنيا و نجلس معكم في مجالسكم ، (قَالُوا بَلَى) المؤمنون قالوا بلى ، نعم (وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ) إنتو/أنتم فتنتم أنفسكم و أذيتم أنفسكم بالنفاق و تكذيب الأنبياء ، (وَتَرَبَّصْتُمْ) أي تربصتم بالشر بالمؤمنين و الأنبياء ، (وَارْتَبْتُمْ) شككتم ، (وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ) يعني غرتكم إيه؟ خدعتكم الأماني الكاذبة و الفارغة بانتصار الكفار على المؤمنين ، هكذا دائماً هم المنافقين ، إذا انتصر المؤمنون قالوا إيه؟ إحنا/نحن كنا معكم ، إذا إتهزم المؤمنون ، يقولك : مش إحنا/نحن حذرناكم! ، هو ده سلوك المنافق ، و ده سلوك الإيه؟ الإعلاميين الموجودين على الساحة الآن ، لو المؤمنين انتصروا : يا سلام إحنا كنا بنأيدكم ، إحنا معاكم ، لو المؤمنين إتهزموا : مش إحنا حذرناكم ، هو ده سلوك المنافقين و العياذ بالله ، و إحنا قلنا قبل كده إن العصر اللي العالم فيه الآن هو عصر مواج بالنفاق و المنافقين ، إن النفاق ده كان أيام النبي محمد ﷺ كان قلة ، يعني هم ، هم الأقلية ، قول/قُل مثلاً أكثر حاجة لما يوصلوها كان التلت/الثلث مثلاً ، مثلاً ، دلوقتي نقدر نقول مثلاً إيه؟ يعني تسعة و تسعين في المية/٩٩% من المجتمعات ، فيها صفات نفاق على درجات بقى ، على درجات و تدرجات ، للأسف الشديد النفاق إنتشر في العالم الآن ، (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ) جاء أمر الله اللي هو يوم القيامة ، (وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) يعني خدعكم مين/من؟ الشيطان ، الغَرور ، الغَرور هو من أسماء الشيطان ، غَرور ((تحليل أصوات الكلمة)): الغين غبش و تغبيش و ضلالة ، الراء رؤية : يُريد دائماً طريق الإيه؟ الغي و الغبش و هو الغَرور ، لا يريد طريق الإستقامة .

_____


{فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} :


(فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ) مش هناخذ منكم فدية عشان تخشوا/تدخلوا الجنة و لا تنجوا من النار ، (وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كذلك الكفار لن يؤخذ منهم فدية ، اللي هم كانوا كافرين بشكل صريح يعني ، (مَأْوَاكُمُ النَّارُ) مجلسكم و منتهاكم إلى النار و العياذ بالله ، (هِيَ مَوْلاكُمْ) النار دي مولاكم ، يعني إيه؟ تتولاكم بقى بالتطهير ، (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) مصيركم بائس و العياذ بالله .

_____


{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} :


(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) هنا بقى دعوة من الله عز و جل أول الناصحين إلى المؤمنين لكي يزدادوا إيماناً و لكي يجددوا إيمانهم بإستمرار لأن الإيمان يبلى كما تبلى الخِرقة ، فلابد من تعاهده بإستمرار كما قال رسول الله ﷺ أو كما قال النبي ﷺ ، (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا) ألم يحن الوقت يعني (للذين أمنوا  أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) يتجدد إيمانهم كده بقى و بخشوع أكثر ، (أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ) أي من الكتابات و الرسالات السماوية من الله تعالى ، (وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ) ربنا بيقول لهم خذوا العظة من الذين قبلكم ، من الذين أوتوا الكتاب ، حصل لهم إيه؟ نزل لهم الأنبياء و أتتهم الرسل و الرسالات و الكتب ، أوتوا الكتب ، (أوتوا الكتاب من قبل فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ) يعني طال الزمان عليهم فشعروا بالملل و خَبُثَت نفوسهم و العياذ بالله و أصبحت قاسية كالحجارة بل أشد قسوة ، (فطال عليهم الأمد فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) أي عصاة ليسو أهل إستقامة و حق .

_____


{اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} :


(اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) ربنا دايماً بيُحيي الأرض بعد موتها يعني بيبعث الرسالات و الأنبياء بعد موت الأرض أي بعد موت الإيمان في الدنيا ، هذا من الأمثال و المجاز و العلوم الباطنية الموجودة في القرآن ، (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) أي يُعطي الإيمان بعد موته على قدم نبي من أنبياءه ، (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ) قد بَيَّنَّا لكم الرسالات و المواعظ و الكلمات مع الأنبياء ، (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) لعلكم تفهمون هذه الأمثال يا أيها العاقلون ، لأن العقل هو مناط التكليف ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .


______


و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .


_______


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق