راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الجمعة، 2 فبراير 2024

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من الحديد .

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث من الحديد .

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أسماء أمة البر الحسيب :

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثالث من أوجه سورة الحديد ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .

 

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :


الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث من أوجه سورة الحديد ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أرسلان :


المدود الخاصة و تمد بمقدار حركتين ، و هي :

  - مد لين مثل بيت ، خوف .

  - مد عوض مثل أبدا ، أحدا

  - مد بدل مثل آدم ، آزر .

  - مد الفرق مثل آلله ، آلذكرين .

______


و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :


في هذا الوجه العظيم يقول تعالى :


{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} :


(إِنَّ) للتأكيد ، (الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ) أي الذين يتصدقون على الفقراء و المساكين ، (وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا) أي كأنهم أعطوا الله سبحانه و تعالى قرض و هو في حقيقة الأمر يُعطونه للفقراء ، فيَرد الله سبحانه و تعالى لهم هذا القرض أي للمصدقين ، (يُضَاعَفُ لَهُمْ) أي يُضاعفه لهم ، (وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) هكذا يُحفز الله سبحانه و تعالى المؤمنين على التجارة الروحية ، التجارة مع الله ، كلما أنفقوا على الفقراء و المساكين فإنهم يُعطون الله تلك الأموال فيُنَميها لهم الله سبحانه و تعالى و يُضاعفها لهم ،

_____


{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} :


(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) حال المؤمنين بالله و الرسل إيه هم بقى؟ (أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) يعني أصدقاء ، أصدقاء الأنبياء و مُصَدقين للأنبياء ، (وَالشُّهَدَاء) يعني إيه؟ شاهدين على نور النبوة و نور الله ، فهذا معنى الشهداء أي الذين يروا خلف حُجب الغيب بأمر الله تعالى ، (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ) لهم ثوابهم ، ثواب الإيمان ، (وَنُورُهُمْ) أي نورهم لا يتخطاهم بل يسير معهم ، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) الكفار و المكذبين بآيات الله و الرسل ، (أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) أصحاب الآلام و السعير في جهنم و بئس المصير .

_____


{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ} :


بعد كده ربنا بيعظ و يقول : (اعْلَمُوا) هنا بقى وعظ و ضرب للأمثال الذي لابد فيه من التأويل ، لأن الأمثال هي مجاز ، (اعملوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ) الدنيا دي عبارة عن إيه؟ أرض نزل عليها مطر ، طلعت/خرجت نبات ، و النبات ده هاج يعني كِبر و رعرع كده ، رعرع ، كِبر يعني فأعجب الناس ، تمام؟ بعد كده فترة النبات دّوّت/هذا إيه؟ بيتحطم ، بيصفر كده و بيتحطم و يبقى/يصبح إيه؟ تبن ، هي دي الدنيا في نظر الله ، و يجب أن تكون هذه هي الدنيا في نظر المؤمنين ، فانية ، غَرور تَغُر الناس و تفتنهم لكنها غير دائمة بدليل إن أصحابها غير خالدين ، يموتون و يورّثون ، ترثهم إيه؟ ذرياتهم و هكذا ، ذرياتهم ترثهم ذرياتهم و هكذا ، فلا خالد إلا الله ، (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ) لعب ، أمور الدنيا لعب يعني إيه؟ مش/ليست هي دي الحقيقة ، مش جد يعني ، (وَلَهْوٌ) إلتهاء و غفلة ، (وَزِينَةٌ) تزين ، (وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ) كل واحد عاوز/يريد يفخر على التاني باللي/بالذي عنده ، هي دي الدنيا ، (وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ) كل واحد عاوز يكتر/يُكثر أمواله و ذريته ، (كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا) مُصفراً خلاص يمرض و يتلاشى ، (ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا) فيتحطم ، هذه هي الدنيا حطام ، (وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ) جزاء كفران النعمة أو الإلتهاء بالدنيا عن الآخرة ، هيكون فيه عذاب شديد ، و هيكون إيه تاني؟ (ومَغْفِرَةٌ) للمؤمنين ، (و مغفرة مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ) و رضا للمؤمنين و الذين سَخَروا الدنيا للدين ، (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) الدنيا دي عبارة عن متع ، و لكنها متع إيه؟ قد تُنسي الإنسان الله و العياذ بالله ، و لذلك سماها الله (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) غُرور ، الإنسان بيغتر و بيتكبر و يبخل نتيجة دنياه ، ربنا بيحذر و بيقول : (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) الغُرور يعني الغفلة ، الغُرور يعني الخِدعة ، المتاع ده كله خدعة ، خدعة ، خِدعة في إيد/بيد مين/من؟؟ إبليس الموسوس ، لذلك سمى الله إبليس إيه؟ الغَرور ، الغَرور الذي يُغرر بالناس و الذي يُزين لهم المعصية و الدنيا و كفران ، و الكفران بالأنبياء .

_____


{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} :


(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ) هنا بقى طبعاً ربنا أول الناصحين و أول الواعظين فيقول : (سَابِقُوا) سارعوا ، (إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) غفران للذنوب ، (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ) جنة عظيمة ، (أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ) أُعِدت للمؤمنين بالله و رسله المبعوثين في كل زمان و مكان ، لا ينقطعون أبد الدهر ، (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء) هذا فضل الله ، إيه هو فضل الله بقى؟ الجنات و كذلك الإيمان بالأنبياء و بالرسل ، هو فضل من الله عز و جل يؤتيه من يشاء ، من أراد الإيمان و بحث عنه ، (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) الله صاحب الفضل العظيم الغير منتهي .

_____


{مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} :


(مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) يعني ربنا بيقول الأحداث المفصلية السيئة اللي ممكن تحدث في حياة الأرض أو في حياة الإنسان ، ربنا بيبقى/يكون كاتب هذه الأحداث قبل أن تُبرأ أي قبل أن تخلق تلك الأحداث في إيه؟ في صفحة الوجود ، (مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا) من قبل أن نخلقها ، نخلق تلك الأحداث المفصلية التي تُسمى مصائب سواء أكانت في الحياة في الأرض ، أو في نفس الإنسان ، الله سبحانه و تعالى يكون قد كتب ذلك في صحيفة القدر قبل أن تُخلق تلك الأحداث ، فربنا بيقول كده ليه/لماذا؟ عشان نُسلم التسليم التام و نرضى بقضاء الله ، فهنا سبحانه و تعالى بهذه الكلمات يُهيّيء النفس الإنسانية للرضا و الإطمئنان و السلام الداخلي ، (إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) هذا الأمر يسير على الله سبحانه و تعالى فيجب أن تستسلم لإرادة الله و أن ترضى .

_____


{لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} :


ربنا بيقول الإيه؟ العِلة هنا ، السبب يعني : (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ) ماتحزنوش/لا تحزنوا ، و الأسى هو الحزن العظيم الشديد المستمر ، (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ) الحاجة/الشيء اللي فاتتكم لا تحزنوا عليه ، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ) ماتفرحوش/لا تفرحوا بالنِعَم اللي عندكم ، لأنكم عارفين إن هي إيه؟ نِعَم غير دائمة ، لأن هي من حطام الدنيا و بالتالي تكونوا ما بين إيه؟ الخوف و الرجاء ، و بذلك تكونوا ما بين الحزن و الفرح ، تكونوا إيه؟ مُتَزِنين كده/هكذا نفسياً ، عارفين الحقيقة ، تنظروا بعين الحقيقة ، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) ربنا مابيحبش/لا يُحب المتكبر اللي بيتكبر على الناس ، (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ) المختال اللي فيه إختيال ، فيه عُجب و خُيلاء و تفاخر و إعتداد بالنفس ، هو ده المختال ، المختال هو في حقيقة الأمر محتال ، لماذا هو محتال؟ يحتال على نفسه ، بيضحك على نفسه بخيلاءه و عُجبه و كِبره ، فالمختال هو محتال ، (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) أي يفخر بما أتاه الله ، فخر الإيه؟ الكِبر يعني .

_____


{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} :


(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) دايماً كده المختالين و المتكبرين هم بخلاء ، لأن عندهم أنانية ، عندهم جين الأنانية سائد ، عندهم السلفش جينselfish gene ، سلفش يعني أنانية ، جين يعني إيه؟ المُركب اللي في DNA اللي بيتركب عليه الصفات الوراثية ، عندهم الصفة دي سائدة أو إنهم لم يطوّعوها ، لم يُطوِّعُوها ، لم يُطَوِّعُها يعني لله عز و جل ، فهؤلاء تجد فيهم صفة البخل لأنهم أنانيون ، (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ) أيضاً يُفيضون من مرضهم هذا على من حولهم فيأمرون الناس بالبخل ، (وَمَن يَتَوَلَّ) اللي هيُعرض عن كلام الله ، (وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) ربنا هو الغني ، ربنا سبحانه و تعالى هو الغني ، الحميد الذي له الحمد في الدنيا و الآخرة ، و هو المستحق للشكر و الحمد في الدنيا و الآخرة ، و نعلم أن الحمد هو سر الدين ، حد عنده سؤال تاني؟ .


______


و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :


هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .


_______


و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق