راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الاثنين، 4 مايو 2020

جلسة التلاوة و تفسير الوجه التاسع عشر من المائدة




جلسة التلاوة و تفسير الوجه التاسع عشر من المائدة

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



أسماء إبراهيم :

شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة : الوقف و السكت ، ثم قام بقراءة الوجه التاسع عشر من أوجه سورة المائدة و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا ، و كانت إجابات مجمل الأسئلة كالآتي :

فبدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة , فقال :

الوقف : ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل) , صلي (الوصل أفضل) , لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , (وقف تعانق) .

السكت : س (وقف لطيف دون أخذ النفس) مثال : من راق , بل ران __ و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} : قمنا بشرحها في الوجه السابق , بأن صيد البحر حلال للحاج و غير الحاج أي السيَّارة , و حُرم صيد البر على المُحرم إلا إذا أحلل من الإحرام عدا حرم مكة , (و اتقوا الله الذي إليه تحشرون) : التقوى تجعل بينك و بين الله وقاية , بينك و بين عذاب الله وقاية , و غالباً عندما تجعل بينك و بين عذاب الله وقاية تكون غالباً أشياء سرية يعني من الممكن أن تصطاد دون أن يراك أحدهم لكن الله الرقيب يراك , فغالباً التقوى تأتي في السياق القرآني مع الأمر الذي يتطلب مراقبة النفس . __

{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} :

(جعل الله الكعبة) جعل يعني اصطفى ، أي كعبة ؟ البيت الحرام , هذا دليل قرآني أنه كان في زمن الرسول ﷺ عدة كعبات في جزيرة العرب , و اختار الله و اصطفى منها هذه الكعبة التي كانوا يسمونها البيت الحرام ليُخرج منها التوحيد و ليهدم من خلالها الشرك . كما في بني اسرائيل إذ اصطفى الله عز و جل لهم مذبح معين ليقربوا فيه قربان لله عز و جل , و هذا المذبح يشبه المذابح الوثنية التي كانت تُقام للآلهة الوثنية لكن الله سبحانه و تعالى جعل هذا الأمر من جنس الشرك ليُظهر التوحيد و يهزم الشرك من جنس هذا المظهر , فالكعبة كانت في الأصل عبارة عن بيت للمسيحين الموحدين لكن مع مرور الزمان تراكمت الأصنام حولها و أصبحت تُقام بها طقوس وثنية , و عندما جاء النبي محمد ﷺ طهر الكعبة و طهر النفوس . (جعل الله الكعبة قياماً للناس) : أي تقوم فيها الصلاة و الاعتكاف في هذا البيت و هي منارة و رمز يلتف حوله المؤمنون و هو رمز لوحدتهم , (و الشهر الحرام) : و كذلك جعل حرمة أشهر الحُرم من حُرمة الكعبة أي أنه ممنوع في هذه الأشهر أن يُحارب فيها أحد إلا من إعتدى عليه أحد آخر , (و الهدي) : هنا قَدس الله الهدي و هو الذبائح و القرابين التي تُقدم لله عز و جل في الحج , و هي الأضحية سواء في الحج أو في غيره , و كان في البداية يُقدم على مذبح حجري مستطيل الشكل يُقدم عليها القرابين عند بني اسرائيل في فلسطين , لكن الله رفع عنا هذه القيود و أحل لنا أن تُقدم القرابين بشكل مباشر ليس شرطاً أن يكون لها مكان معين أو طقس محدد و أحل لنا أن نأكلها كلها لكن بني اسرائيل كان محرم عليهم أمور معينة كالشحم و اللحم المختلط بالعظم و غيرها , (و القلائد) : و هي الأمتعة الشخصية للناس فهي مقدسة عند الله عز و جل . ففي هذه الآية قَدس الله عز و جل كعبة بيت الله الحرام التي كانت في وادي مكة بكة وادي البكاء و جعلها قياماً للناس من بين عدة كعبات , و قَدس الشهر الحرام و الهدي و القلائد . و سبب التقديس لهذه الأمور هو (و ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات و ما في الأرض و أنه بكل شيء عليم) : هنا يُربي الله عز و جل فينا صفة الإحسان و مراقبة النفس و أن نعلم أنه مطلع علينا و يرانا . __

{اعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} : فالله شديد العقاب و كذلك غفور رحيم . فهو رب الأضداد و يجمع بينها و يخرج منها المعجزات . _{مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} : هنا لخص الله مهمة أي نبي حتى يستريح نفسياً بأن عليه البلاغ فقط و أن يبذل جهده في التبليغ , فليس المهم كم اهتدى من الناس بل عليه فقط التبليغ . (و الله يعلم ما تبدون و ما تكتمون) : هنا تأكيد على المراقبة و أن الله مطلع . _{قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} : هنا يتكلم الله عن المؤمنين و الكافرين , أي لا يستوي الكافر (الخبيث) و المؤمن (الطيب) , و لا يتسوي العاصي و المطيع , حتى و لو كانت الكثرة للكفار و عندهم امكانيات و أموال فانتبه أن تركن إليهم لأنهم خاسرون في الدنيا و الآخرة , فحسبك هو الله و من اتبعك من المؤمنين , و لو كان أهلك بالدم كافرين بالله أو بالرسول أو بوحي الله عز و جل فهم كفار ليسوا مِنَّا و لسنا منهم كما قال الله عز و جل لنوح - عليه الصلاة و السلام - عن ابنه {قَالَ یَـٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَیۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَیۡرُ صَـٰلِحࣲۖ} . (فاتقوا الله يا أولي الألباب) : هنا تأكيد على مبدأ أن تجعل بينك و بين عذاب الله وقاية , (لعلكم تفلحون) : هنا الأمر يحتاج إلى مجاهدة , لعلكم تصيبوا و تنجحوا لأنه لن ينجح أحد إلا برحمة الله . _{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} : يعني بأن لا يأتي أحد و يسأل النبي عن أمور لم يتكلم النبي فيها أو سأله في أمر و لم يُجبه النبي فلا يُكرر السؤال عليه فهذا يُسمى قلة أدب مع النبي و مع رب النبي , فعندما لا يتكلم النبي في أمر فلا يسأله أحد عنه , و لو سأل أحدهم النبي عن أمر و لم يُجبه النبي فلا يسأله مرة أخرى لأن عدم الإجابة هي إجابة . و أن الله عندما يريد أو النبي عندما يريد أن يُنوه و يتكلم في هذا الأمر فسيكون في وقت محدد هو من يحدده فلا تستعجلوا و ممكن أن لا يُجيب عليها , و هذا من كمال الطاعة لله و للرسول . _{قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ} : أي أن بني إسرائيل فعلوا نفس الأمر بتمردهم على الأنبياء و يسألونهم أسئلة ليس لها داعي و ثم كفروا بأنبيائهم و لم يتبعوا تعاليمهم و لم يسيروا على الطريق المستقيم . و الله دائما يُريد منا أخذ العبرة من أبناء عمنا أي بني إسرائيل . __{مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} : هنا يتكلم الله عن طقس وثني كان كفار قريش يقومون به و هنا الله يستنكره ليُعطينا مثال حتى لا نسير خلف أي شيء مستظهر و دارج في العالم و أصله وثني و ليس من شريعة لله لذلك علينا أن نتحرى قبل أن نعتقد أو نتبع أي شيء , بأن نتأكد أنه من دين الله و شريعته و ليس من شريعة إبليس و الماسونيين . في بداية الوجه قال الله عز و جل : {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} أي قَدس الله الكعبة و قيام الناس فيها و الشهر الحرام و الهدي و القلائد , و في آخر الوجه قال الله عز و جل : {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} : ما جعل الله أي ما قَدس الله ما يفعله الكفار , إذ كان عندهم عادة يأتون بالبقر أو الإبل و يسمونها بأسماء و يسرحونها في الكعبة و مكة (كما الهندوس) بأنها مقدسة و ممنوع الإقتراب منها , فأطلقوا على بعضها إسم بحيرة , و بعضها إسم سائبة , و بعضها وصيلة أي تأتي بالصلة بفآل معين و بعضها اسموه حام اي يأتي بالحماية , و هذه طقوس وثنية أن يقدسوا البهائم و يصنعون لها أشكال معينة , و لهذه الأسماء دلالات , و يقولون بأنها أوامر إلهية فهم يفترون على الله الكذب لأن الله عز و جل لم يأمر بالطقوس الشيطانية اللعينة , فهنا الله يضرب لنا مثال ليخبرنا بأن كثير من أفعال البشر ليس لها أصل إلهي و لا أصل نبوي و ليست من شريعة الله و لا شريعة الأنبياء , و حتى نفكر قبل القيام بأي شيء , مثال على ذلك : عيد الهالووين و الفلانتاين , و ربنا يقول بأن لنا عيدان : عيد الفطر و عيد الأضحى , و أي شيء أخر لا تعتقد فيه و لا تعتقد في اعتقادات وثنية , هنا الله يجعلك تصل إلى كمال التوحيد كما تصل بالإحسان إلى كمال الإيمان .

ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من رفيدة و مروان و أرسلان إعراب مقاطع قرآنية من هذا الوجه و قاموا بإعرابها على أحسن وجه :

إذ أعربت رفيدة المقطع القرآني {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ} : أحل : فعل ماضي مبني للمجهول . لكم : ل : حرف جر , كم : ضمير متصل مبني في محل جر إسم مجرور بحرف جر اللام . صيد : نائب فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة و هو مضاف . البحر : مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة .أعرب مروان المقطع القرآني {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا} : جعل : فعل ماضي مبني على الفتح . الله : فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة . الكعبة : مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة . البيت : نعت منصوب و علامة نصبه الفتحة . الحرام : نعت قياماً : مفعول به ثاني منصوب و علامة نصبه الفتحة .و أعرب أرسلان المقطع القرآني {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ} : قل : فعل أمر مجزوم و علامة جزمه السكون , و الفاعل ضمير مستتر تقديره أنت . لا : أداة نفي يستوي : فعل مضارع منصوب و علامة نصبه الفتحة المقدرة لاعتلال آخر الفعل . الخبيث : فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة . و : حرف عطف , الطيب : اسم معطوف على الخبيث و علامة رفعه الضمة .و سأل عن إعراب {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} : أعجبك : أعجب : فعل ماضي مبني على الفتح , و الكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم . كثرة : فاعل مؤخر مرفوع و علامة رفعه الضمة و هو مضاف . الخبيث : مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة . و تابع سيدي يوسف قمر الأنبياء ﷺ الجلسة و قال : لاحظتم أنه توجد أمور في هذا الوجه قمتُ بتفسيرها و أمور أخرى قلتُ : الله أعلم لا أدري . و ذلك حتى تتعلموا و تعرفوا أن النبي قد لا يعرف بعض الأمور , و هذا أمر طبيعي جداً , و إجابة النبي بأنه لا يدري هي إجابة عظيمة و كذلك السكوت عن الإجابة هي إجابة عظيمة أيضاً و لهما فوائد جمة عظيمة ممكن أن تكلم فيها في وقت آخر . و أنهى سيدي يوسف ﷺ الجلسة بأحاديث من (كتاب رياض الصالحين) للشيخ النووي - رحمه الله - في باب (طيب الكلام و طلاقة الوجه عند اللقاء) , أن تتكلم بكلام طيب و تبتسم , و أن تكون مزقطط باللهجة العامية و تعني باللغة الفصحى أن تكون مسرور و فرح , فيجب أن تكون مزقطط و تزقطط اللي حوليك .قال الله تعالى : {و اخفض جناحك للمؤمنين} و المؤمنين هم الذين يؤمنون بنفس دينك .و قال تعالى : {و لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} .و عن علي بن حاتم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ : " اتقوا النار و لو بشقة تمرة , فمن لم يجد بكلمة طيبة " . يدعو الرسول ﷺ بالتصدق للفقراء المساكين , لذلك جعل من سبل الصدقة أن تطعم عن اليوم الذي تفطر فيه في رمضان , أن تعطي المسكين طعام يوم , فتخيل لو المسلمين قاموا بذلك فلن تجد في العالم جائع واحد و أحلف بالله على ذلك !!! لو طبقوا هذا الأمر أي الفداء عن اليوم الذي يُفطر فيه في رمضان و يكون الفداء طعام و ليس مال , فشقة تمرة تجعل النار تبعد عنك .عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال : " و الكلمة الطيبة صدقة " .و عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ : " لا تحتقرن من المعروف شيئاً و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق" . أي وجه بشوش و مبتسم . __ و أرجو أن أكون قد أحسنت النقل عنكم يا سيدي و حبيبي يا نبي الله , رضاكم عني 💙🌿

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق