درس القرآن و شرح الوجه الثاني من الأعراف .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام المد : مد أصلي و مد فرعي , ثم قام بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة الأعراف و أجاب عن أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح الإعراب , و انهى الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب للشيخ المنذري -رحمه الله-) .
بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة , فقال :
أحكام المد و نوعيه :
مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .
___
و ثم تابع قمر الانبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هنا بداية قصة الصراع الأبدي الذي قدره الله سبحانه و تعالى منذ الأزل و هو الصراع الذي ينتج عنه البلاء و الابتلاء و الاختبار للمكلفين من الإنس و الجن .
قال تعالى :
{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} :
ربنا هنا يُخاطب إبليس , إبليس الكائن الجني في عالم الروح و كذلك كل إبليس في كل زمان و في كل مكان و مع كل بعث , فيقول الله سبحانه و تعالى : لماذا لا تطيع مبعوث السماء و تخضع له خضوعاً تاماً لما أمرتك بالخضوع مع بعثته ؟؟ فيرد إبليس في كل مكان و في كل زمان و أيضاً في عالم الروح : (قال أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين) , دائما الحُجة هي (الأنا) فآنا إبليس عظيمة و رأسه كبيرة فهو متكبر ، يغار و يحسد آدم على ما اصطفاه الله سبحانه و تعالى
(خلقتني من نار و خلقته من طين) فيظن المسكين أن النار خيرٌ من الطين و لا يعلم بأن الطين هو خيرٌ من النار و ذلك لأن الطين يتقولب في القوالب التي يوضع بها فيكون طائعاً مطوعاً مطيعاً ، و الطين طائع مطوع مطيع أما النار فهي طائشة هوجاء لا وزن لها و لا كتلة و لا قيمة لها .
___
{قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} :
ربنا عالج إبليس بداءه ، كيف ؟؟ هو يتكبر إذاً فأنت صاغر , أنت تتكبر فأنت صاغر على طول فربنا بجيب من النهاية و يحب البداية من النهاية و بِيلَخص و صراطه هو الصراط المستقيم .
(قال فاهبط منها) يعني إنزل من الدرجة التي أعطيتك إياها بأنك تكون إمام الملائكة و أنت من الجن , (فما يكون لك أن تتكبر فيها) أي في عالم الروح , (فاخرج إنك من الصاغرين) يعني عكس ما ادعيت يا إبليس , و ربنا هنا عندما نزع عنه إمامة الملائكة تبين ذلك من أين ؟؟ من (قال فاخرج منها مذؤوما) مذؤوم أي اهتزأت و اهتزت إمامته من الأعماق كما قلنا سابقاً معنى كلمة نذير أي اهتزت النعمة ، أرى تهديد و اهتزاز النعمة ، فمذؤوم أي اهتزت و زالت إمامته .
و أي شخص متكبر في عالم الروح فإن الله يطرده و يلعنه و تُصيبه اللعنة في مقامه و منامه .
___
{قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ¤ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ¤ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ¤ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} :
هنا دليل هلى استمرار البعث ، لماذا ؟؟ (قال انظرني إلى يوم يبعثون) هو إبليس هيقعد كده و خلاص ؟؟ لا ، فربنا سيُكرر هذه القصة باستمرار دائم مستمر إلى يوم القيامة الكبرى .
(قال فبما أغويتني) شوف إبليس قليل أدب يتهم ربنا بأنه هو من أغواه ، إبليس مجرم لا يتهم نفسه ، و المنافق يتهم النبي و لا يتهم نفسه فالمنافق انعكاس لإبليس .
(لأقعدن لهم صراطك المستقيم) هنا وَصفْ لربنا بأنه صاحب الصراط المستقيم الواضح البَين المُبين و إبليس سيقعد لهم في هذا الطريق و لن يجعلهم يمشون فيه و سيجعلهم يتبعون السُبل فتفرق بهم عن سبيل الله .
{ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} :
يعني من كل جهة ، (و عن أيمانهم) يعني يلبس لهم لباس أو ثوب الخير ، (و عن شمائلهم) يعني يلبس لهم لباس او ثوب الشر الشهوات المحرمة ، (و لا تجد أكثرهم شاكرين) فلا يجعلهم راضين فعدم الرضا و عدم الشكر هو باب عظيم من أبواب إبليس اللعين .
(من بين أيديهم) أي بوضوح ، (و من خلفهم) على حين غِرة و غفلة و طعنة .
__
{قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ} :
ربنا يقول له اخرج اخرج من الدرجة التي أعطيتك إياها و من ملكوتي ، منزوع عنك إمامتك و مدحوراً مطروداً كأنه سقط من فوق جبل متدحرج ، و المتدحرج من فوق الجبل يكون عامل زي إيه ؟ زي الكرة أو البيضة ، مدحوراً : دح من الدِحيَة أو الدحي و معناها البيضة ، مدحوراً أي تُرى بأنك تتكور كالبيضة و تسقط من فوق الجبل ، هل رأيت وصف الكلمات ؟؟
(لمن تبعك منهم) يعني من الإنس و الجن , (لأملأن جهنم منكم أجمعين) يعني سأدخلكم جميعكم جهنم في الدنيا و الآخرة .
___
و ثم صرف ربنا سبحانه و تعالى الكلام لآدم و كل آدم في كل مكان و زمان :
{وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} :
(اسكن أنت و زوجك الجنة) و هذا الكلام له ظاهر و باطن : آدم و زوجته و كذلك آدم و نفسه ، فالزوج في الرؤيا هي النفس نفس الإنسان ، فربنا يقول له اسكن الجنة التي أعطيتك إياها و هي جنة النعيم نعيم الوصال بالله عز و جل و كذلك نعيم الدنيا .
و الجنة هي أرض عظيمة فيها بساتين كثيرة و أدم كان يعيش عليها و كانت في الأرض و ليست جنة عدن لأن الجنة السماوية أي عدن من يدخلها لا يخرج منها أبداً إلا في اللحظة الكونية الدقيقة إذا اختار الله أن يُفني من أراد من المكلفين أو أن يعبر بمخلصيهم الى الكون التالي .
(اسكن أنت و زوجك الجنة فكلا من حيث شئتما) يعني تنعما بما أعطيتكما ، (و لا تقربا هذه الشجرة) فحدد الله لهما اختبار ، شيء معين لا يقتربون منه ، و الشجرة هنا هي الشرك لأن الله قال (فتكونا من الظالمين) و نحن نعلم بأن الظلم هو الشرك بتعبير القرآن .
و كذلك من معاني الشجرة : الشجار و الاختلاف ، و كذلك في بداية الوجه أو أول جملة فيه {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ} هنا اسلوب استعجاب (ألا تسجد إذ أمرتك) .
___
{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} :
(فوسوس لهما الشيطان) و الشيطان هنا هو إبليس في هذه الحالة و كذلك كل شيء يصرف عن وجه الله عز و جل فهو شيطان ، وسوس : واو دوي دائري منتظم ، السين تسرب خفي ، فوسوس هنا أي بشكل متكرر زي الذبان كل ما يجي نهشه و لما نهشه نضربه بمضرب الذبان و نموته و هكذا لا ينتهي إلا بالدخول إلى الجنة ، فوسوس : تسرب خفي لدوي دائري منتظم ، و هذا هو صوت إبليس أو صوت شيطان يأتي يوسوس يتسرب بشكل خفي و يُزين المعصية و يُحيطك بالتسرب الخفي .
(ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوآتهما) الإنسان عندما يقع في الشرك و المعصية تظهر عيوبه و يظهر بشع و خبيث ، و الشيطان لما يوقعه في الشرك و المعصية يظهر الإنسان بشع و خبيث الشكل فتظهر السوءة أي سوأته يعني , و كذلك ظهور العورة في غير محلها هي نوع من السوءة .
(و قال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين) هنا وسوسة إبليس يقولها لآدم و نفسه أي آدم و زوجه ، (إلا أن تكونا ملكين) من خطط إبليس و مداخله بأن لا يجعل في الإنسان ثقة في نفسه فيقول له بأنه سيصبح و يكون من الملائكة ! لكن الانسان أفضل و أحسن من الملائكة لأنه مكلف و طائع و مستخلف في الأرض بأمر الله عز و جل ، (إلا أن تكونا ملكين) يعني يشككك في نفسك و يقلل من ثقتك في نفسك و هذا مدخل من مداخل إبليس فلا تعد تثق في الاقدام على استخارة الله وحدك , (أو تكونا من الخالدين) يعني يعلقهم بالحبال الذايبة(الذائبة) و الأمل ، تكونوا خالدين فلا تموتوا أبداً و هذه حبال ذايبة في عالم الغيب لا نعرف عنها شيء ، فهكذا هو الشيطان دائماً يجعلك تتعلق بالحبال الذايبة و الأمل و كذلك يُفقدك الثقة في نفسك .
و هنا قال ربنا (سوآتهما) و ليس سوءة ، ليست عورة واحدة بل عورات ، و ليست سيئة واحدة بل سيئات ، و ليس عيب واحد بل عيوب ، و هذا دليل بأن لها أكثر من معنى .
___
{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} :
(قاسمهما) هنا لها معنيين : بأنه أقسم لهم و أكد لهم على النصيحة التي ينصحها لهم كذبا و زورا , و كذلك قاسمهما أي شاركهما في أنفسهم و في حياتهم ، و أصبح جزء من حياتهم و التي هي المعصية و الشرك , و معنى كلمة نصح من أصوات الكلمات : نون نعمة ، صاد اتصال ، راء راحة أي اتصال النعمة و الراحة و هذا هو النصح ، فعندما أنصحك فأنا عاوزلك الاتصال بالنعمة و الراحة .
___
{فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} :
(فدلاهما بغرور) قال لهما عن طريق الشرك و المعصية بغرور و كِبر ، و معنى كلمة غرور من أصوات الكلمات : غين غبش و ضباب ، رور إراءة أي أراهما طريق الضباب و الغبش و هو طريق الشرك و الذي هو السُبل البعيد عن الطريق المستقيم الواضح الظاهر الذي ليس فيه غبش ، و دلاهما إلى طريق الضياع و عدم وضوح الرؤية ، و كذلك بغرور أي بكِبر , (فدلاهما) هل رأيتم اللفظ ؟ فدلاهما و ليس فدلهما ، فدلااااهما أي باستكبار كأن إبليس واقف و يشاور لهم من فوق بأن يذهبوا إلى هذا الطريق و مناخيره مرفوعة لفوق ، فهو إبليس اللعين , أرأيتم تعابير القرآن ؟؟؟
و كذلك (فدلاهما) أي انزلهما من التدلية أي انزل درجتهم و افسد بهم الأرض و اهانهم و اوقعهم ، و هذا من معاني فعل فدلاهما . ليسقطوا في بئر الخيانة .
(فلما ذاقا الشجرة) أي شجرة الشرك و المعصية ، (بدت لهما سوآتهما) أي ظهرت بشاعة تصرفهم و ظهر آثار المعصية على وجوههم و تصرفاتهم و ظهرت عورتهم , (و طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) لما ظهرت أثار المعصية عليهم و ظهرت عورتهم و سيئتهم فماذا فعلوا ؟ طافوا بقوة لكي يغطوا تلك السوءة فهم خجلين/مكسوفين من ربنا ، و طفقا أي طافا بقوة و تحركا بقوة ، (يخصفان عليهما من ورق الجنة) يحاولون تغطية سوءتهم التي ظهرت أمام الله عز و جل و الملائكة . خصف اي فعل ذلك بشكل همجي في خوف و خجل و سرقة .
(و نادهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة) قال الله سبحانه و تعالى لهما : ألم احذركم من طريق إبليس ؟؟ (و أقل لكما إن الشيطان لكم عدو مبين) ؟؟؟ قلتُ لكم ذلك لكن هل أنتم استمعتم ؟؟؟؟ فهذا عتاب المحبين .
هنا انتهى الوجه ، و في الوجه التالي يوجد دليل أيضاً على استمرار البعث و هو {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} كل مسجد أي كل أمر بالسجود لمبعوث السماء و هو مستمر إلى قيام الساعة و هذا دليل على استمرار البعث .
و قال لنا سيدي يوسف الحبيب ﷺ أثناء تصحيحه لتلاوتنا : انطق طبيعة الفعل الذي فعله ، فربنا من خلال هذه الكلمة و من خلال تصريف الحركات حول الكلمة و أصواتها يُبين الصورة التي عمل بها الفعل ، فهذه هي أصوات كلمات اللغة العربية و خصوصاً القرآن الكريم كما في (فدلاهما) كأن إبليس يشاور لهم بسبابته و يدلهم على الطريق الغواية بكل غرور و تكبر من علو و تعالي و أنعرة ، متأنعر يعني .
___
و تابع سيدنا يوسف الصادق الآمين ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان إعراب مقاطع قرآنية من هذا الوجه و قاموا بإعرابها :
إذ أعرب مروان المقطع القرآني التالي {فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ} :
فدلاهما : الفاء حرف عطف ، دلا : فعل ماضي مبني على الفتح المقدر لاعتلال آخره ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هو ، دلاهما : هما : ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به . بغرور : باء حرف جر ، غرور : اسم مجرور بحرف الجر باء و علامة جره الكسرة ، و شبه الجملة (بغرور) في محل حال التدلية التي قام بها إبليس بغرور .
و أعربت رفيدة {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ} :
واو حرف عطف ، طفق : فعل ماضي مبني على الفتح ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هما ، يخصفان : فعل مضارع مرفوع و علامة رفعه الألف لأنه مثنى ، و الفاعل ضمير مستتر تقديره هما ، عليهما : على حرف جر ، هما : ضمير متصل مبني في مجل جر اسم مجرور بحرف الجر على ،
من : حرف جر ، ورق : اسم مجرور بحرف الجر (من) و علامة جره الكسرة و هو مضاف ، الجنة : مضاف إليه مجرور و علامة جره الكسرة .
و أعرب أرسلان {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ} :
إن : حرف ناسخ ناقص، الشيطان : اسم إن منصوب و علامة نصبه الفتحة ، لكما : اللام حرف جر ، كما : ضمير متصل مبني في جر اسم مجرور بحرف الجر اللام ، عدو : خبر إن مرفوع و علامة رفعه الضمة ، مبين : نعت مرفوع و علامة رفعه الضمة .
و ثم أنهى نبينا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحاديث من كتاب (الترغيب و الترهيب) للشيخ المنذري - رحمه الله تعالى - يقول : في فضل حضور مجالس الذكر و الاجتماع على ذكر الله تعالى ، فقال ﷺ :
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله ﷺ قال : "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز و جل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات"
و عنه عن النبي ﷺ قال : "إن لله سيارة من الملائكة يطلبون حِلق الذكر ، فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ، ثم يقفون و أيديهم إلى السماء إلى رب العزة تبارك و تعالى ، فيقولون : ربنا أتينا على عباد من عبادك يعظمون آلاءك ، و يتلون كتابك ، و يصلون على نبيك محمد ﷺ ، و يسألونك لآخرتهم و دنياهم ، فيقول الله تبارك و تعالى : غشوهم رحمتي ، فهم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم".
و روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : مر النبي ﷺ بعبد الله بن رواحة و هو يُذكر أصحابه ، فقال رسول الله ﷺ : أما إنكم الملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معكم ، ثم تلا هذه الآية {و اصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشي} إلى قوله {و كان أمره فرطا} . أما إنه ما جلس عُدَّتُكُم إلا جلس معهم عُدَّتُهُم من الملائكة إن سبحوا الله تعالى سبحوه ، و إن حمدوا الله حمدوه ، و إن كبروا الله كبروه ، ثم يصعدون إلى الرب جل ثناؤه و هو أعلم بهم ، فيقولون : يا ربنا عبادك سبحوك فسبحنا ، و كبروك فكبرنا ، و حمدوك فحمدنا ، فيقول ربنا جل جلاله : يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان و فلان : الخطاء ، فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" .
هنا تأكيد بأن الحسنة تعم و السيئة تخص .
و عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال : قلت : يا رسول الله ما غنيمة مجالس الذكر ؟ قال : غنيمة مجالس الذكر الجنة" رواه أحمد .
و عن جابر -رضي الله عنه- قال : خرج علينا رسول الله ﷺ فقال : "يا أيها الناس إن لله سرايا من الملائكة تحل و تقف على مجالس الذكر في الأرض فارتعوا في رياض الجنة . قالوا : و أين رياض الجنة ؟ قال : مجالس الذكر فاغدوا ، أو روحوا في ذكر الله ، و ذَكِّروه أنفسكم ، من كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده ، فإن الله يُنزل العبد منه حيث أنزله من نفسه".
و عن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : "عن يمين الرحمن ، و كلتا يديه يمين : رجال ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين ، يغبطهم النبيون و الشهداء بمقعدهم و قربهم من الله عز و جل . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جُماع من نوازع القبائل((جُماع يعني مجمعون من قبائل شتى)) يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر آطايبه".
و عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله ﷺ : ليبعثن الله أقوماً يوم القيامة في وجوهم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بانبياء و لا شهداء . قال : فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله حِلَّهُم لنا نعرفهم ؟ قال : هم المتحابون في الله من قبائل شتى ، و بلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه" .
و عن أبي هريرة و أبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله ﷺ أنه قال : "لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة و غشيتهم الرحمة ، و نزلت عليهم السكينة ، و ذكرهم الله فِيمَن عنده".
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال : "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا . قالوا : و ما رياض الجنة ؟ . قال : حِلَقُ الذكر" .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلَّ الله و سلم على أحبابه محمد و أحمد و يوسف بن المسيح و على آلهم و صحبهم و ذريتهم أجمعين و على أنبياء عهد محمد الآتين الأكرمين في مستقبل قرون السنين آجمعين , صلوات تلو صلوات يخشع لها كل الأكوان بنبضاته و خفقاته و سكناته و همساته و رقصات عشقه و ذِكره الأبدي . 💙🌿
==========
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق