راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 8 أغسطس 2020

صلاة الجمعة ٢٠٢٠٨٧

https://www.youtube.com/watch?v=ty_tr2lDNP4







حازم مصطفى : حبيب اليوسفيين و
يوشع بن نون :

صلاة الجمعة ٢٠٢٠/٨/٧

==================


صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠/٨/٧ .

يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . الأذان .

قام بلال اليوسفيين برفع الأذان : 

الله اكبر الله اكبر  

الله اكبر الله اكبر

اشهد ان لا اله الا الله  

اشهد ان لا اله الا الله

اشهد ان محمدا رسول الله  

اشهد ان محمدا رسول الله

حى على الصلاة

حى على الصلاة

حى على الفلاح 

حى على الفلاح

الله اكبر الله اكبر

لا اله الا الله


ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد : لدينا اليوم كلام من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في هذه الجمعة المباركة يقول الإمام المهدي الحبيب في كتاب حمامة البشرى : " وسمعتُ أن بعضهم ينظرون لفظ النـزول في قصة نزول المسيح، ويعجز عن درك هذه النكتة فَهْمُهم، وتضمحلّ طبائعهم وتلغب أفكارهم، فيحسبون بآرائهم السطحية أن عيسى بن مريم ينـزل من السماء، ولا يرون أن القرآن قد اختار لفظ النـزول في مقامات شتى وقال: (وأََنْزَلْنَا الْحَدِيدَ) (وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِِنَ الأَنْعَامِ) (قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا). ومعلوم أن الحديد لا ينـزل من السماء بل يتكوّن في المعادن، وكذلك يتولد الحمير من الحمير والخيل من الخيل، وما رأى أحد من الناس أن هذه الحيوانات تنـزل من السماء، وكذلك الألبسة تُتّخذ من القطن والصوف والجلود والحرير، وهذه الأشياء كلها تكون في الأرض ولكن بحكم ربّ السماوات، ولو اجتمع أهل الأرض جميعا على أن يخلقوا هذه الأشياء بقوتهم وتدبيرهم لم يستطيعوا أبدا، فكأنها نزلت من السماء. وقد قال الله تعالى: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلا عِنْدَنَا خَزَآئِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ)، فكل شيء منـزَّل من السماء بقدر معلوم بتوسُّط علل وأسباب أرضية وسماوية اقتضتها حكمة الله تعالى، فتبارك الله أحسن الخالقين.

وللنـزول معنى آخر وهو الارتحال من مكان والنـزول في مكان آخر كما جاء في حديث مسلم أن المسيح الدجال ينـزل دُبُرَ أُحد، وعيسى ينـزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق. والعجب من القوم أنهم يفهمون من نزول عيسى نزوله من السماء ويزيدون لفظ "السماء" من عندهم، ولا تجد أثرا منه في حديث. وأما ما ذُكر في قصة نزول عيسى أنه ينـزل واضعا كَفَّيْه على جناحي الملائكة، فليس هذا اللفظ دليلا على نزوله من السماء، وقد جاء مثل هذا اللفظ في فضائل الذي يخرج مِن بيته لطلبِ علم الدين، وكذلك نظائره كثيرة في الأحاديث، ولو لم يكن خوفُ طول المكتوب لذكرتُ كلها. بل الحق الذي كشف الله عليّ أمرٌ يقبَله كل مؤمن طالب الحق، ولا يأبى إلا الذي لا يتخذ سبيل المهتدين، وهو أن نزول المسيح عند المنارة البيضاء شرقيَّ دمشق واضعًا كَفَّيْه على أجنحة ملَكينِ إشارةٌ إلى شيوع أمره في بلاد الشام خالصًا من العلل السماوية، منـزّهًا عن دخل الأسباب الأرضية، وعن دخل سلطانها ودولتها وعساكرها وأفواجها ومسّ تدابيرها، بل يعلو أمره بحماية الله وجنده السماوية، كأنه نزل على أجنحة الملائكة. وأمّا الدجّال فيخرج بالحِيَل الأرضية والتدابير المنحوتة من عند نفسه، والتلبيسات التي تجدد في كل حين.

وإني سمعت أن بعض علماء هذه الديار يقولون إن جملة: (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) مؤخَّرة من جملة: (وَرَافِعُكَ إِلَيَّ) ومقدَّمة من جملة: (وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ومن جملة: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ)، ولكن أنت تعلم يا أخي أن هذا التأويل باطل بالبداهة ومستنكر جدا، لأن الأمر لو كان كذلك لوجب أن يموت المسيح بعد الرفع وقبل هذه الواقعات التي ذكرها القرآن بعد ذكر الرفع.. يعني قبل تطهير ذيله من بهتانات اليهود وقبل جعلِ متّبعيه الغالبين على الذين كفروا، وهم يعتقدون بأن المسيح ما مات إلى هذا الزمان، وقد تمت هذه المواعيد كلها ووقعت بأسرها. فالعجب من عقلهم لِمَ يقولون على خلاف ما يعتقدون، وقد اتفقوا على أن المسيح لا يموت بعد الرفع فقط بل بعد الرفع وبعد تطهير ذيله من بهتانات اليهود ببعث خاتم النبيين وبعد غلبة متّبعيه على الذين كفروا، فعلى هذا يلزمهم أن يعتقدوا بأن جملة: (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ) مؤخرة من جملة: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيامَةِ)، فلزمهم أن يقولوا إن ترتيب الآيات كان في الأصل هكذا.. أعني يا عيسى إني رافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، ثم بعد القيامة منـزلك من السماء ثم متوفيك. فلا سبيل لهم إلى تحريف هذه الآيات وتقديمها وتأخيرها من عند أنفسهم إلا أن يقولوا إن المسيح لا ينـزل ولا يموت إلا بعد يوم القيامة. وهذا خُلْف.

فيا حسرة عليهم! لِم يحرّفون كلم الله عن مواضعها مع عجزهم عن وضعها في موضع آخر؟ وذلك من إعجازات القرآن أن مُحرِّف آياته لا يستطيع أن يُحرّف ويُبدّل ترتيبَه المحكم المرصّع الأبلغ، فينكشف كذبُه على النساء والصبيان فضلاً عن العلماء الراسخين، فسبحان من أنزل القرآن بإعجاز مبين.
والعجب من قومنا أنهم كانوا يقرأون في البخاري وغيره من الصحاح أن المسيح الموعود من هذه الأمة وإمامهم منهم، ولا يجيء نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين، وما كان لأحد أن ينسخ القرآن بعد تكميله، ثم نسوا كل ما علموا وعرفوا واعتقدوا وضلّوا وأضلّوا كثيرا من الجاهلين.

وأما الاختلافات التي توجد في هذه الأحاديث فلا يخفى على مهرة الفن تفصيلها، وقد ذكرنا شطرًا منها في رسالتنا: "الإزالة"، ((( أي إزالة الأوهام ))) فليرجع الطالب إليها. وقد جاء في حديث أن المسيح والمهدي يجيئان في زمن واحد، وجاء في حديث آخر أنه لا مهدي إلا عيسى، وجاء في حديث أن المسيح والمهدي يتلاقيان ويُشاور المهدي المسيح في مهمات الخلافة، ويكون زمانهما زمانا واحدا. وفي حديث آخر أن المهدي يُبعث في وسط قرون هذه الأمة والمسيح ينـزل في آخرها، وفي حديث من البخاري أن المسيح يجيء حكمًا عدلاً فيكسر الصليب.. يعني يجيء في وقت غلبة عبدة الصليب فيكسر شوكة الصليب ويقتل خنازير النصارى. وفي حديث آخر أنه يجيء في وقت غلبة الدجّال على وجه الأرض فيقتله بحربته. 
فاعلم أن هذا المقام مقام حيرة وتعجُّب للناظرين. وتفصيله أن مجيء المسيح لكسر صليب النصارى وقتل خنازيرهم يشهد بصوت عال على أن المسيح الموعود لا يجيء إلا في وقت غلبة النصارى على وجه الأرض وتسلُّطهم عليها وشيوع المذهب الصليـبي في جميع أقطار العالم بالشوكة التامة والقوة الكاملة وحماية السلطنة والدولة. ثم إذا نظرنا إلى أحاديث خروج الدجّال فنجد فيها كأن المسيح لا ينـزل إلا في وقت غلبة الدجّال على وجه الأرض، وإنّا إذا صدّقنا حديث مجيء المسيح عند تسلُّط النصارى على وجه الأرض واعتقدنا بأنه يجيء لكسر صليب النصارى واستئصال شوكة مذهبهم، فيلزم من ذلك أن نكذّب حديثًا آخر الذي يدلّ على أن المسيح يأتي لقتل الدجّال عند غلبته على وجه الأرض كلها غير مكة وطيبة، فإن تسلُّط الدجّال على وجه الأرض كلها وتسلُّط النصارى على وجه الأرض كلها في زمان واحد نقيضانِ متخالفان، ومعلوم أن النقيضين لا يجتمعان في وقت واحد ولا يرتفعان، فثبت بالضرورة أن من هذين الخبرين خبر حق وخبر باطل.

ثم إذا نظرنا إلى الواقعات الموجودة فوجدنا حكومة النصارى قد أحاطت كالدائرة على أهل الأرضين، ((( التي هي بريطانيا العُظمى ))) ونرى أن السلاطين كلهم يرتعدون من هولهم، وقد ظهرت على قلوبهم خوف وانحجام واعتقدوا بأنهم عليهم غالبون. ولكنا لا نرى من الدجّال الموهوم المتصوَّر في خيالات القوم أثرا ولا علامة، ونرى أن فتن النصارى قد تكاثرت وامتلأت الأرض من مكائدهم، فهذا دليل واضح على أن المعنى الصحيح نزول المسيح عند غلبة النصارى على أهل الأرض، ولا سبيل إلى تطبيق هذه الأحاديث المتعارضة إلا أن نقول أن قسيسي النصارى هم الدجّال المعهود، ووجب علينا أن نفسر الأحاديث بنحوٍ ظهرت معانيها في الخارج، فإن الأحاديث التي ذكرناها آنفا كان بعضها قائدا إلى أن المسيح ينـزل عند شوكة النصارى وشوكة صليبهم وتسلُّطهم في الأرض، وكان بعضها قائدا إلى أنه لا ينـزل إلا في وقت خروج الدجّال وتسلُّطه على وجه الأرض كلها، فرأينا آثار القائد الأول ووجدناها واقعة في زماننا، ونرى أن أخبار شوكة الصليب قد تمت ووقعت كلها كما أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيناها بأعيننا، وأما القائد الذي كان مخالفا لها ومعارضا لمعانيها، أعني حديث خروج الدجّال فما ظهر أثر منه، فالذي ظهر من المعنيين هو الحق، والذي ما ظهر من المعنيين هو الباطل الذي أخطأ فيه نظر المتفكرين. " 

ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على محمد ومن تبعه من أنبياء عهده وبعد يتابع المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام فيقول : " ومن الاختلافات العظيمة في أحاديث هذا الباب أن بعض الأحاديث يدل على أن المسيح لا يأتي إلا تابعا ومطيعا للمهدي، فإن الأئمة من قريش والمسيح ليس من قريش، فلا يجوز أن يستخلفه الله لهذه الأمة، وبعضها يدل على أن المسيح يأتي حَكَمًا عَدْلاً وإمامًا وخليفةً من الله تعالى، وكل الأمر يكون في يديه، ولا يتبع أحدا إلا وحيَ الله الذي ينـزل عليه إلى أربعين سنة، فينسِخ بوحيه بعضَ أحكام الفرقان ويزيد بعضا ويختم الله به النبوة والوحي ويجعله خاتم النبيين. ومع هذا يقولون إن وحيه لا يُعارِض وحيَ القرآن، ويصلّي المسيحُ كما يصلّي المسلمون، ويصوم كما يصومون، ولكنهم عند هذا القول ينسون قولهم الأول الذي قد صُرِّحَ فيه أن المسيح ينسخ بعض أحكام الفرقان، فيضع الجزيةَ، وما وضَع القرآن الجزية قط حتى تم وكمل ونزل آية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) وكذلك قالوا إن المسيح يقتل الخنـزير، وما نرى في القرآن حُكمًا لقتل خنازيرِ أهل الأرض، بل منَع من تضييع أموال الذِّمّيين ونهبِ أملاكهم بعد أن أعطوا الجزية صاغرين. " ((( يعني الأصل إن قتل الخنزير هو قتل الصفات الخنزيرية وليس قتل أموال النصارى والذميين هذا هو المعنى ))) .

يقول المسيح الموعود : " والعجب أن هذه العلماء آمنوا بأن الله تعالى يوحي إلى المسيح إلى أربعين سنة، وكانوا يعتقدون من قبل بأن وحي النبوة قد انقطع. فيا حسرة عليهم! إنهم يعلمون مَضارَّ عقائدهم ثم لا يتركونها وأراهم كالنائمين. وأعجبني أنهم يجمعون في عقائدهم اختلافات عجيبة ولا ينظر أحد منهم إلى هذه التناقضات. يؤمنون بعقيدة.. ثم يرجعون ويؤمنون بعقيدة أخرى تخالف الأولى وتعارِضها، مثلا.. إنهم يؤمنون باليقين التام أن المسيح يأتي حَكَمًا عَدْلا، والناسُ يحكّمونه ويرفَعون إليه مشاجراتهم، ويجعله الله خليفة في الأرض، ثم يقولون إن عيسى ينـزل تابعا للمهدي، والحَكَمُ العَدْلُ هو المهدي لا عيسى الذي ليس من قريش. ويقولون إن هذا الأمر من الواقعات الحقة.. أن عيسى ينـزل عند غلبة النصارى واستيلائهم على وجه الأرض، ونسلهم من كل حدب، فيكسر صليبهم ويقتل خنازيرهم، ثم يرجعون ويقولون إن المسيح لا ينـزل إلا عند خروج الدجّال، ويقولون إن الدجّال ليس من الذين اتبعوا أناجيل النصارى وآمنوا بأنبيائهم وكتبهم وديانتهم، بل هو رجل لا يتبع عيسى ولا يؤمن بنبي من الأنبياء، بل يخرج بادّعاء الألوهية، ويملك الأرض كلها غير مكة وطيبة، ويقول إني أنا الله رب العالمين. فانظرْ كيف يسلكون مسلك السكارى، ولا يثبتون على قول، وما لهم على عقيدة من قرار، ولا يتدبرون كالعاقلين.

وإني أرى أن الله سلَب عنهم قوة الفيصلة، ونزَع منهم طاقة الآراء الصحيحة، وترَكهم في ظلمات الغيّ هائمين. والسر في ذلك أنه ((( أي الله سبحانه وتعالى ))) ما رآهم حرِيًّا بالأسرار الإلهية ((( أي جديرين بمعرفة الأسرار الإلهية ))) ورأى رؤوسهم خالية من القوى المدرِكة الفاطنة، فنـزَع منهم حُلل الإنسانية، وردَّهم إلى صور البهائم والسباع والأفاعي، وألحقَهم بالسافلين.
والذين أُوتوا أُكُلَ المعارف غضًّا طرِيًّا، ورُزقوا من العلوم الصادقة حظا وافرا، فما جهلوا الطريق، وما نسوا المشرب، وأصابوا في فهم آيات الله، وما ضاع من أيديهم علم الروحانيين. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، يضل من يشاء ويهدي من يشاء إلى بحر لا ساحل له، واللهُ يعلم حيث يجعل فضله، ولا يخفى عليه قلبٌ ولا شاكلة، وقد خلَق الناس وهو يعلم حقيقة العالمين.

ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين ثم جمع صلاة العصر .


=====

والحمد لله رب العالمين .


ملاحظة : الكلمات التي تكون بين ثلاثة أقواس هي شرح من كلام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق