يوشع بن نون :
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٤/٣٠
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٤/٣٠
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم بداية كتاب حقيقة الوحي للمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام :
غلاف الطبعة الأولى
لقد تجلّت قدرة الله القادر بوضوح تام وقد تمّ البطش بالمكفّرين .
(وَلَقَدۡ سَبَقَتۡ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلۡمُرۡسَلِینَ إِنَّهُمۡ لَهُمُ ٱلۡمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلۡغَـٰلِبُونَ)
( الصافات )
وكفاني مما أوحي إليَّ هذا الوحي المُبشِّرُ .
قال ربك إنه نازل من السماء ما يُرضيك . وما تتنزل إلا بأمر ربك . وما أُرسل نبيٌّ إلا أخزى به الله قوما لا يؤمنون .. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون . وبشِّر الذين آمنوا بأن لهم الفتح . والله متم نوره ولو كره الكافرون . كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي . لا تخاف إني لا يخاف لديّ المرسلون .
حقيقة الوحي
بمحض فضل الله ورحمته وتوفيقه الخاص أُلِّف هذا الكتاب الجامع الذي أُودِع كل نوع من الحقائق والمعارف , وكثير من الآيات السماوية . . فألفُ ألفُ شكر لله تعالى على ذلك .
وقد طُبع في ١٥ مايو / أيار ١٩٠٧ في مطبعة " ميغزين " بقاديان بإشراف مديرها بعدد ١٠٠٠ نسخة .
ما هو تأثير هذا الكتاب؟
اعلموا أن تأثير هذا الكتاب الجامع لجميع الأدلة والحقائق لا يقتصر على أنه قد أُثبت فيه بفضل الله تعالى بالحجج البينة أن هذا العبد المتواضع هو المسيح الموعود، بل من تأثيره أيضا أنه قد أُثبِت فيه أن الإسلام دين حيٌّ وصادق. مع أنه يمكن لكل قوم أن يدّعوا أنهم يؤمنون بالله واحدا لا شريك له، كما يدّعي الآريون والبراهمو أنهم يعتقدون بالوحدانية مع اعتبارهم كل ذرة شريكة لله وأزلية؛ ولكن لا يسع هذه الأقوام أن تُقدِّم دليلا قاطعا على وجود الله الحي ولا تطمئن قلوبهم بوجود الله.
( يقول المسيح الموعود في الحاشية : لا حاجة لذكر المسيحيين هنا لأن إلههم من اختراع أيديهم مثل الأدوات والأجهزة الأخرى، ولا يوجد له نظير في صحيفة الفطرة، ولا يأتي من قِبله صوت: "أنا الموجود"، وما أظهر قدرة إلهية بوجه خاص لم يظهرها الأنبياء الآخرون. وفيما يتعلق بتضحيته فإن التضحية بديك تبدو أكثر تأثيرا منها؛ إذ يستعيد الشخص الضعيف قوته سريعا من حسائه. وويلٌ لتضحية تأثيرها أقل من التضحية بديك. )
لذا فإن دعاويهم بالإيمان بالله واحدا لا شريك له ليست إلا دعاوى فارغة فحسب، فإقرارهم هذا لا يقدر على أن يصبِّغ قلوبهم بصبغة التوحيد الحقيقي. فليس من نصيبهم أن يؤمنوا بوجود الله أصلا، دعك عن إيمانهم به سبحانه وتعالى واحدا لا شريك له، بل إن قلوبهم تائهة في الظلمات.
تذكّروا أنه لا يسع الإنسان أن يعرف الله -الذي هو غيب الغيب - بقوته الشخصية ما لم يعرِّف سبحانه وتعالى عن نفسه بآياته. كما لا يمكن أن تنشأ علاقة صادقة مع الله ما لم تنشأ منه هو سبحانه وتعالى بوجه خاص. ولا يمكن أن تتخلص النفس من شوائبها بالكامل ما لم ينـزل على القلب نور من الله القادر.
انظروا، إني أقدم شهادة عيان أن تلك العلاقة إنما تنشأ باتّباع القرآن الكريم وحده، ولم يعُد في الكتب الأخرى روح الحياة قط، ولا كتاب تحت أديم السماء يُري وجه ذلك المحبوب الحقيقي إلا كتاب واحد هو القرآن الكريم.
إني لا أعبأ بالاعتراضات المختلفة التي يوجّهها إليَّ قومي، إذ من الخيانة الكبيرة أن أتركَ سبيل الحق خوفا منهم. عليهم أن يتفكروا أن الله تعالى قد وهب شخصا بصيرة من عنده وأراه بنفسه السبيل وشرّفه بمكالمته ومخاطبته وأظهر لتصديقه آلاف الآيات، فأنّى له أن يُعرض عن شمس الصدق والحق معتبرا ظنيات المعاندين شيئا يُذكَر. ولا أبالي أيضا بأن المعارضين من الداخل والخارج يبحثون عن عيوب فيَّ، لأن ذلك لا يُثبت إلا كرامتي، لأنه لو كان في شخصي كل أنواع العيوب وكنت - على حد قولهم - ناقض العهد وكذابا ودجالا ومفتريا وخائنا وآكل الحرام وسببا للفُرقة في القوم وفتّانا وفاسقا وفاجرا وأفتري على الله منذ ثلاثين عاما تقريبا وأسب الصالحين والصادقين، وليس في روحي إلا الشر والسيئة والتصرفات الشائنة والأنانية، وفتحتُ هذا المتجر لخداع الناس فقط ولا أؤمن بالله كما يزعمون (والعياذ بالله)، ولا عيب في الدنيا إلا وهو بي، ومع وجود عيوب الدنيا كلها في شخصي، ومع كون نفسي مليئة بكل أنواع الظلم، ومع أنني أكلت أموال الكثيرين بغير وجه حق، وشتمتُ الكثيرين - الذين كانوا أطهارا كالملائكة - وساهمت في كل سيئة وخداع أكثر من كل واحد؛ فما السر في أنه قد هلك كل من بارزني من أصحاب السيرة الملائكية مع أني أنا السيئ وصاحب السيرة السيئة والخائن والكذاب! وكلُّ من باهلني دُمِّر، وكلُّ من دعا عليَّ رُدّ عليه دعاؤه. وكل من رفع ضدي قضية في المحكمة هُزم؟ ولتجِدُنَّ في هذا الكتاب نفسه أمثلة على إثبات كل هذه الأمور.
كان من المفروض أن أُهلَك أنا في تلك المواجهات، وأن تنـزل الصاعقةُ عليَّ، بل لم تكن هناك حاجة أصلا لأن يبارزني أحد لأن الله بنفسه عدوٌّ للمجرمين. فبالله عليكم، فكرّوا لماذا ظهرت النتيجة على عكس ذلك؟ لماذا هلك الأبرار أمامي وأنقذني الله عند كل مواجهة؟ ألا تثبت من ذلك كرامتي؟ فالشكر لله تعالى على أن السيئات التي تُنسَب إليّ إنما تُثبت كرامتي.
الراقم، مـيـرزا غلام أحـمد القادياني، الـمسيح الـموعود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على خير رسله محمد وآله وأصحابه أجمعين.
أما بعد فليتضح أني شعرت بحاجة إلى تأليف هذا الكتاب، لأنه كما ظهرت في هذا الزمن ألوف الأنواع من الفتن والبدعات الأخرى، كذلك ظهرت فتنة كبيرة أخرى؛ وهي أن معظم الناس يجهلون الدرجة والحالة التي تكون فيها الرؤى أو الإلهام جديرةً بالثقة، والحالات المحفوفة بخطر أن يكون ذلك الكلام كلام الشيطان لا كلام الله، أو أن يكون حديث النفس لا حديث الرب.
( يقول المسيح الموعود في الحاشية : فمثلا حين تُحجبُ الشمس بالغيوم من ناحية، ومن ناحية ثانية يثور الغبار أيضا فلا يمكن وصول ضوء الشمس إلى الأرض بجلاء. كذلك حين تعمُّ النفسَ ظلمتُها ويغلبها الشيطانُ فلن يصلها ضوء الشمس الروحانية جيدا، وكلما انقشع الغبار تجلّى ضوء الشمس. فهذه هي فلسفة الوحي الإلهي. إن الوحي الحقيقي إنما يتلقاه أصفياء القلوب وحدهم الذين لا يحول بينهم وبين الله حائل.
وليكن معلوما أيضا أن الوحي الذي تصحبه النصرة الإلهية والأمارات الصريحة للإكرام والإجلال وتتجلى فيه علامات القبول؛ لا يتلقاه إلا المقبولون في حضرة الله. وليس بوسع الشيطان أن يلهم مدّعيا كاذبا - تأييداً له - إلهاما تتجلى من خلاله قوة وقدرة، أو يكشف عليه غيبا جليا إكراما له ليكون شاهدا على دعواه. )
يقول المسيح الموعود : ليكن معلوما أن الشيطان للإنسان عدو مبين، ويحاول أن يهلكه بطرق مختلفة. فمن الممكن أن تكون الرؤيا صادقة ومع ذلك تكون من الشيطان، وأن يكون الإلهام صادقا ومع ذلك يكون من الشيطان، لأن الشيطان مع كونه كذابا يخدع الإنسان بإطلاعه على الصدق أحيانا لينـزع الإيمان. أما الذين يصلون في صدقهم ووفائهم وحبهم لله تعالى درجة الكمال فلا يمكن أن يكون للشيطان عليهم سلطان، حيث يقول الله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ)؛ فهذه علامة على أن أمطار فضل الله تعالى تنـزل عليهم، وعلى أنه توجد فيهم ألوف أمارات القبول عند الله التي سنذكرها في هذا الكتاب لاحقا بإذن الله. ولكن الأسف كل الأسف أن كثيرا من الناس يكونون أسرى في قبضة الشيطان، ومع ذلك يعوِّلون على رؤاهم وإلهاماتهم، وبواسطتها يريدون ترويج معتقداتهم الخاطئة ومذاهبهم الباطلة، بل يقدمون تلك الرؤى والإلهامات شهادةً، أو ينوون الاستخفاف بالدين الحق بتقديمهم تلك الرؤى والإلهامات، أو أن يجعلوا أنبياء الله الأطهار في أعين الناس أناسًا عاديين. أو يريدون أن يظهروا أنه إذا كان صدق دين يثبت بالرؤى والإلهامات فلا بد من اعتباره صادقا. ومنهم من لا يُقدِّمون رؤاهم وإلهاماتهم لإثبات صدق دينهم بل يهدفون من بيانها إلى أن يثبتوا أن الرؤيا والإلهام ليس معيارا لمعرفة دين حق أو شخص صادق. ومنهم من يقصون أحلامهم استكبارا واعتزازا بأنفسهم فقط. ومنهم مَن إذا ظهر صدق بعض أحلامهم وإلهاماتهم - حسب رأيهم - قدموا أنفسهم بناء عليها أئمةً أو رُسُلا. فهذه بعض المفاسد التي انتشرت في هذه البلاد بكثرة هائلة، وقد تطَّرق إلى أصحابها الكبر والغرور بدلا من الإيمان والصدق. فرأيت من المناسب أن أؤلف هذا الكتاب للتمييز بين الحق والباطل لأنني أرى بعضا من قليلي الفهم يقعون في الابتلاء بسبب هؤلاء الناس، ولا سيما حين يرون أن زيدا مثلا -معتمدا على حُلمه أو إلهامه- يكفّر بكرًا مع كونه هو الآخر ملهَمًا مثله، وأن شخصا ثالثا يكفِّرهما كليهما. والغريب في الأمر أن كل واحد من الثلاثة يدّعي صدق إلهاماته، ويقدم شهادات على أن بعض نبوءاته قد تحقق. فيتعثر الناس كثيرا نظرا إلى هذه التناقضات والرفض والتكذيب المتبادل؛ فيفكرون أنه إذا كان الإله واحدا فكيف يمكنه أن يلهم زيدا شيئا ثم يقول لبكرٍ ما يتنافى مع ذلك ويقول لخالد شيئا آخر تماما. فهذا الوضع يؤدي بالجاهل إلى الشك في وجود الله تعالى.
فمجمل القول أن هذه الأمور تترك عامة الناس في قلق، فتصبح سلسلة النبوة مشكوكا فيها في نظرهم. وهناك أمر آخر أيضا يُربك عامة الناس وهو أن بعض الفساق والفجار والزناة والظالمين وغير الملتزمين بالدين واللصوص وآكلي الحرام والعاملين على عكس أوامر الله تعالى أيضا يرون رؤى صادقة أحيانا. وقد تبيّن لي ذلك شخصيا أن بعض النساء من الفئة الدنيا اللاتي شغلُهن أكلُ الميتة وارتكاب الجرائم قد سردن رؤاهن أمامي وقد تحقق بعضها. والأغرب من ذلك أن بعض الزانيات والرجال من فئة منْ يمارسون الدعارة والمتورطين في الزنا ليل نهار أيضا حكَوا بعضا من مناماتهم ثم تحققت. وكذلك رأيت بعض الهندوس أيضا المتورطين في نجاسة الشرك وهم ألد أعداء الإسلام وقد تحققت بعض أحلامهم أيضا كما رأوها تماما. جاءني هندوسي من قاديان في أثناء تأليفي هذا الكتاب وكان من فئة كهتري وقال: لقد رأيت في المنام أنه قد صدر قرار نقل نائب مدير مكتب البريد الفلاني ثم ألغي هذا القرار، وهذا ما حصل بالضبط. وقال لي هذا الهندوسي بمناسبات مختلفة إنه قد تحقق كثير من أحلامه الأخرى أيضا. لا أدري ما الذي كان يهدف إليه من وراء بيانه ذلك، ولماذا كان يسرد لي أحلامه بصورة متكررة، لأن سلسلة الأحلام والإلهام قد انقطعت بحسب الفيدا. كذلك كان هناك هندوسي خبيث شرير معتاد على الزنا ألقي في السجن، ثم بعد أن أطلِق سراحه قابلني صدفة.. لا زلت أذكر أنه كان قد حُكم عليه بالسجن عدةَ أعوام لجريمة السرقة أو غيرها، فقال: في صباح اليوم الذي كانت المحكمة سوف تصدر عليّ حكم السجن ومع أن حكما كهذا لم يكن متوقعا، فقد كُشف لي في تلك الليلة أني سأُسجَن، وهذا ما حصل بالضبط، وسُجنتُ في اليوم ذاته. كذلك هناك شخص في أميركا اسمه "دوئي" تصدر له جريدة أيضا، يعتبر عيسى عليهةالسلام إلها ويعدّ نفسه خليفة للنبي إيليا، ويدعي أنه ملهَم، ويسرد للناس إلهاماته ورؤاه بدعوى أنها تتحقق. وذلك مع أنه يعتقد بكون إنسانٍ عاجز ربَّ العالمين. أما عن سلوكياته فيكفي القول إن أمه كانت امرأة زانية، وهو معترف بكونه ابن زنا، وينحدر من عائلة إسكافيين. وأحد إخوته يعمل إسكافيا في أستراليا. وهذه الأمور ليست إدعاءات دون دليل بل بحوزتنا كل الجرائد والرسائل التي تكشف حالته العائلية على هذا النحو.
فملخص الكلام أنه ما دام الناس يتلقون بين حين وآخر رؤى وإلهامات مختلفة، بل تتحقق أيضا في بعض الأحيان -وإن عدد الذين يدّعون الإلهام والوحي في هذا البلد يربو على خمسين شخصا، ودائرتهم واسعة جدا ولا يُشترط كونهم على دين حق أو كون سلوكياتهم حسنة- فليس من عاقل إلا ويشعر من الأعماق بضرورة إيجاد علامة فارقة (بين نوعي الرؤى والإلهامات) من شأنها أن تحلّ هذه المعضلة، وخاصة في حالة وجود أدلة على أن الناس من كل فرقة يرون الرؤى ويتلقون الإلهامات مع اختلافهم في الدين والمعتقدات ويكذِّبُ بعضهم بعضا بناء على رؤاهم وإلهاماتهم، ثم تتحقق بعض الرؤى لأصحاب كل فرقة. فمن الواضح أن هذا الأمر يمثّل حجر عثرة في سبيل الباحثين عن الحق ويشكل عليهم خطرا كبيرا، وإنه لَسُمّ قاتل خصوصا لأولئك الذين يدّعون تلقي الإلهام من الله. الحق أنه لا علاقة لهم مع الله I بل يزعمون أنفسهم شيئا يُذكر مخدوعين بحُلمهم إن تحقق مرة، وهكذا يُحرمون من البحث عن الحق، بل ينظرون إليه نظرةَ ازدراء واستخفاف. فهذا ما دفعني إلى أن أُبيّن الفرق بين الظاهرتين للباحثين عن الحق. وقد قسمتُ الكتاب إلى أربعة أبواب. فكان الباب الأول عن الذين يرون بعض الرؤى الصالحة أو يتلقون بعض الإلهامات الصادقة دون أن تكون لهم مع الله تعالى أية صلة. والباب الثاني في بيان الذين يرون بعض الرؤى الصالحة ويتلقون بعض الإلهامات الصادقة ولهم صلة مع الله تعالى إلى حد ما ولكنها ليست قوية. والباب الثالث في ذكر الذين يتلقون من الله تعالى وحيا أكمل وأصفى وهم يحظون بشرف المكالمة والمخاطبة الإلهية الكاملة ويرون الرؤى أيضا مثل فلق الصبح ويكونون على علاقة أكمل وأتم وأصفى مع الله سبحانه وتعالى مثل أنبياء الله الأصفياء. والباب الرابع في بيان أحوالي الشخصية أي في بيان قسم خاص أكرمني الله تعالى به من الأقسام الثلاثة فضلا منه ورحمة.
فأتناول الآن هذا الموضوع مُقسمًا إياه إلى الأبواب الأربعة، وما توفيقي إلا بالله. ربنا اهدنا صراطك المستقيم، وهب لنا من عندك فهم الدين القويم وعلِّمنا من لدنك علما. (آمين)
الباب الأول
في بيان الذين يرون بعض الرؤى الصالحة
ويتلقون بعض الإلهامات الصادقة
ولكن ليس لهم مع الله تعالى صلة قط،
ولا نصيب لهم من النور الذي هو أدنى ما يحظى به أهل العلاقة،
ويبعدُ وجودهم المادي عن النور آلاف الأميال .
فليتضح أنه لما كان الإنسان قد خُلق ليعرف خالقه ويبلغ درجة اليقين من أجل الإيمان بذاته وصفاته، فقد فطر الله تعالى ذهن الإنسان ووهب له قوى عقلية بحيث لو ألقى نظرة على صنع الله تعالى مستخدما تلك القوى لوصل إلى كنه حكمة الله -عز اسمه- الكاملة، وأدرَك ما يوجد من التركيب البليغ والمحكم في كل ذرة من نظام العالم ولعلِم ببصيرة تامة أن هذا الكون الواسع المكوَّن من السماوات والأرض لا يمكن أن يوجَد دون خالق، بل لا بد أن يكون له خالق. ومن ناحية ثانية فقد أعطِي حواسَّ وقوى روحانية لكي تسد الخلل أو النقص الذي يمكن أن يتركه العقل في معرفة الله تعالى، لأنه لا يمكن الحصول على معرفة الله تعالى بصورة كاملة بواسطة العقل وحده. والسبب في ذلك أن عمل العقل الذي أعطِيه الإنسان مقصور على أن يحكم أنه ينبغي أن يكون لهذا العالَمِ جامعِ الحقائق والحِكم خالقٌ، وذلك بالنظر في السماوات والأرض وما فيهما وترتيبهما البليغ والمحكم. ولكن ليس بوسعه أن يحكم أن ذلك الخالق موجود في الحقيقة. والظاهر أيضا أن الإحساس بضرورة الصانع أو الخالق لا يُعدُّ معرفة كاملة إلا إذا بلغت مبلغ اليقين بأن ذلك الصانع موجود في الحقيقة، لأن القول إنه ينبغي وجود خالق لهذه الأشياء لا يساوي قط القول بأن الخالقَ الذي اعتُرف بضرورته موجود فعلا. لذا كان الباحثون عن الحق - لإتمام سلوكهم ولأداء مقتضى الفطرة المترسخ في طبائعهم من أجل المعرفة الكاملة - بحاجة إلى أن يعطَوا القوى الروحانية أيضا علاوة على القوى العقلية لكي يقدروا - إذا استخدموا القوى الروحانية كما ينبغي ولم يحجبها حجاب - على الكشف عن وجه الحبيب الحقيقي بوضوح لم تقدر على كشفه القوى العقلية. إذن، فإن الإله الكريم الرحيم كما جعل فطرة الإنسان تجوع وتتعطش من أجل معرفته الكاملة، كذلك فقد أودع فطرة الإنسان نوعينِ من القوى بُغية إيصاله إلى تلك المعرفة الكاملة: إحداهما القوى العقلية التي مصدرها الدماغ، والثانية هي القوى الروحانية التي مصدرها القلب والتي يعتمد نقاؤها على نقاء القلب. والأمور التي لا يمكن للقوى العقلية أن تكشفها بصورة كاملة فإن القوى الروحانية تبلغ كنهها. والقوى الروحانية إنما تملك القوة الانفعالية فحسب، أي خلق الصفاء والنقاء حتى تنعكس فيها فيوضُ مبدأ الفيض. لذا يُشترَط لها أن تكون مستعدة لجذب الفيض حتى تنال فيض معرفة الله الكاملة، وألا يحول دون ذلك حائل أو عائق، وألا تقتصر معرفتها على أنه يجب أن يكون لهذا العالم المليء بالحِكم صانع، بل تكون محظوظة بالمكالمة والمخاطبة الكاملة مع هذا الصانع وتشاهد آياته العظيمة وترى وجهه الكريم وترى بعين اليقين أن هذا الخالق موجود في الحقيقة.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد يقول الإمام المهدي الحبيب : ولكن لما كانت فطرة معظم الناس غير خالية من الحجب، ولما كان حب الدنيا والرغبة فيها والكبر والزهو والعُجب والرياء والاعتداد بالنفس وغيرها من الأخلاق الرذيلة كالكسل والاستكانة المتعمدة في أداء حقوق الله وحقوق العباد، والانحراف المتعمد عن شروط الصدق والثبات وإخلاص الحب والوفاء، وقطع العلاقة مع الله تعالى عمدا.. لما كان ذلك كله ملحوظا في طبيعة معظم الناس، فإنه بسبب الحجب المتنوعة والأغشية والعوائق وأهواء النفس ورغباتها لم تعُد تلك الطبائع جديرة بأن ينـزل عليها فيض المكالمة والمخاطبة الإلهية المصحوبة بنصيب من أنوار القبول.
( يقول المسيح الموعود في الحاشية : ليكن معلوما أن الرغبات الجسدية والشهوات توجد في الأنبياء عليهم السلام أيضا، ولكن الفرق هو أن هؤلاء الأطهار يتخلون أولا عن أهواء النفس وجذباتها ابتغاء مرضاة الله ويذبحون نفوسهم أمام الله، وما يفقدونه في سبيل الله يعاد إليهم فضلا. وتطرأ عليهم الحالات كلها ولكنهم لا يضعفون ولا يتكاسلون. أما الذين لا يذبحون نفوسهم في سبيل الله فتغدو شهواتهم حجبا عليهم فيموتون في القذارة مثل دودة النجاسة. فمثلهم ومثل عباد الله الأطهار كمثل السجّان والسجناء، فهم يقيمون في مكان واحد ولكن لا يمكن القول بأن السجّان مثل السجناء. )
يقول المسيح الموعود : نعم، إن رحمة الله الأزلية التي لا تريد أن تضيِّع الفطرة الإنسانية وضعَت في معظم الناس سُنَّتها كبذر البذرة؛ فهم يرون أحيانا رؤى صالحة وإلهامات صادقة ليعلموا أن مجال التقدم مفتوح أمامهم. ولكن رؤاهم وإلهاماتهم لا تكون مصحوبة بعلامات القبول عند الله وحبه وفضله، كما لا يكون أصحابها منـزهين عن نجاسة النفس. فلا يرون الرؤى إلا لتكون حجة عليهم ليؤمنوا بأنبياء الله الأطهار، لأنهم لو ظلوا محرومين كليا من فهمِ حقيقة الرؤى الصالحة والإلهامات الصادقة، ولو لم يحصلوا بذلك على علم اليقين لكان لهم عند الله عذر أنهم لم يكونوا قادرين على فهم حقيقة النبوة لجهلهم بالموضوع جهلا تاما. وحُقَّ لهم أن يقولوا: قد جهلنا حقيقة النبوة تماما؛ إذ لم تُعطَ فطرتنا لفهمها نموذجا، فأنّى كان لنا أن ندرك هذه الحقيقة الكامنة؟ لذا فإن سنة الله القديمة الجارية منذ بدء الخليقة هي أن الناس عمومًا يرون رؤى صالحة ويتلقون إلهامات صادقة إلى حد ما كنموذج، بغض النظر عن كونهم صالحين أم طالحين، أبرارا أم فاسقين، وسواء أكانوا على دين صادق أم باطل، لكي تصل إلى علم اليقينِ أفكارُهم وخيالاتهم المبنيّة على النقل والسماع فقط ( يقول المسيح الموعود في الحاشية : العلم ثلاثة أنواع، الأول: علم اليقين كأنْ يرى الإنسان دخانا في مكان بعيد ويتأكد من وجود النار فيه بالقياس على الدخان. والثاني: عين اليقين كأنْ يرى النار بعينه. والثالث: حق اليقين كأنْ يُدخل يدَه في النار ويحس بحرارتها )
يقول المسيح الموعود : ولكي يكون في أيديهم نموذج من أجل التقدم الروحاني. ولتحقيق هذا الهدف فقد خلق الله الحكيمُ المطلقُ دماغ الإنسان بصورة معينة وأعطاه قوى روحانية بحيث يستطيع أن يرى بعض الرؤى الصالحة ويتلقى بعض الإلهامات الصادقة. ولكن تلك الرؤى والإلهامات لا تدل على عظمةٍ أو صلاحٍ فيهم وإنما تدل على أنهم يتقدمون شيئا فشيئا، وعلى أن صاحبها سليم الفطرة بشرط ألا يلقى عاقبة سيئة بسبب أهوائه النفسانية. ويُتوقع من صاحب هذه الفطرة أن يتطور إن لم تعترض سبيله العوائق والحجب. فمثلا نعرف من خلال بعض المؤشرات أن تحت أرض معينة ماء ولكنه غائر وتحت طبقات كثيرة ومختلِط بأنواع الوحل، وإن لم تُبذل جهود مضنية، ولم تُحفر الأرض لأيام فلن يخرج ذلك الماء الصافي الزلال والقابل للاستهلاك. فمن الشقاوة والجهل وسوء الحظ تماما القولُ إن كمال الإنسان يقتصر على رؤيته رؤيا صالحة واحدة أو تلقيه إلهاما صادقا واحدا. بل الحق أن هناك مستلزمات وشروطا كثيرة لكمال الإنسان، وما لم تتحقق فإن الرؤى والإلهامات تدخل في عداد ابتلاء من الله، حمى الله كل سالك من شرها.
هنا يجب أن يتذكر كل مولع بالإلهام أن الوحي قسمان، وحي الابتلاء ووحي الاصطفاء. إن وحي الابتلاء في بعض الأحيان يكون مدعاة للهلاك كما هلك بسببه "بلعام باعور". أما صاحب وحي الاصطفاء فلا يهلك أبدا. كذلك إن وحي الابتلاء أيضا لا يتلقاه كل شخص، بل إن مَثل طبائع بعض الناس كمثل الذين يولَدون صُمًّا أو بُكمًا أو عُميًا. كذلك إن القوى الروحانية لدى البعض تكون كالعدم. وكما أن العميان يمضون أوقاتهم معتمدين على إرشاد الآخرين لهم، كذلك حال هؤلاء أيضا، ولكن لا يسعهم إنكار هذه الأحداث الواقعة بسبب شهادة عامة الناس التي تدخل في عداد البديهيات، كما لا يسعهم القول إن الناس كلهم عميان مثلهم.
والملحوظ بشكل عام أن الأعمى لا يجادل في أن المبصرين كاذبون كلهم في إدعائهم الإبصار، ولا ينكر أن ألوفًا من الناس غيره يملكون عيونا، وذلك لأنه يدرك جيدا أن بقية الناس يستخدمون عيونهم ويعملون ما لا يقدر عليه هو. أما إذا كان هناك زمن من الأزمنة الخالية لم يوجد فيه إلا العميان ولم يكن يوجد أحد من أصحاب العيون لكان للعميان فرصة كبيرة للإنكار والمحاججة، بل أظن أن النجاح سيكون حليف العميان لأن الذي يتحدث عن أحداث مزعومة وقعت في الأزمنة الغابرة فحسب ولا يقدر على أن يثبت لأحد تلك القدرات والكمالات التي يدّعيها، ويقول بأنه قد خلا زمن تلك القدرات والكمالات ولم تمتد إلى الزمن الحاضر فلا بد أن يثبت كذبه في نهاية المطاف بعد البحث والتحقيق، لأن القوى التي وهبها الله الفياض المطلق لجسد الإنسان مثل قوة البصر والسمع والشم واللمس والحفظ والفكر وغيرها لا تزال موجودة في الناس على حالها، فكيف يمكن التصور إذن أن القوى الروحانية التي كانت موجودة في الناس في الأزمنة الغابرة غابت كلها من فطرتهم في هذا الزمن؟ مع أن تلك القوى هي أكثر ضرورة وأهمية من القوى الجسدية من أجل كمال نفس الإنسان. ثم كيف يمكن إنكارها حين تُثبت التجربةُ اليوميةُ أنها ما فُقِدتْ. فيتبين من ذلك كم هي بعيدة عن الحقيقة تلك الأديان التي تعترف أن القوى العقلية والمادية في فطرة الناس ما زالت كما كانت، ولكنها ترفض بقاء تلك القوى الروحانية فيهم على حالها.
إنني أهدف من هذا البيان إلى أن رؤيةَ أحدٍ رؤى صالحة أو تلقّيه بعض الإلهامات الصادقة لا تدل على كماله ما لم تصحبها العلامات الأخرى التي سنذكرها في الباب الثالث بإذن الله القدير، بل تكون نتيجة بُنيته الدماغية. لذا لا يُشتَرَط في ذلك كون صاحبها صالحا وتقيا، كما ليس ضروريا أن يكون مؤمنا ومسلما. وكما يرى بعض الناس رؤى أو يعلمون شيئا بواسطة إلهامات بسبب بُنيتهم الدماغية فقط، كذلك تناسب بعضَ الطبائع الحقائقُ والمعارف بناء على بُنيتها الدماغية، فتخطر ببال أصحابها أمور لطيفة. والحق أنه ينطبق عليهم الحديث: "آمن شِعره وكفر قلبه"، لذا فإن معرفة الصادق ليس بوسع كل شخص بسيط.
ترجمة بيت فارسي:
هناك أبالسة كثُر في صورة آدم، فيجب ألا تُعطَى اليدُ (البيعة) في يد كل واحد منهم.
(انتهت الترجمة)
وإلى جانب ذلك لا بد من الانتباه أيضا إلى أن الرؤى والإلهامات لأناس بهذا المستوى تكون في ظلمة شديدة، ولا يلاحظ فيها بريق الصدق إلا ما شذ وندر، ولا تصحبها علامات حب الله وقبوله سبحانه وتعالى. وإن وُجد فيه شيء من الغيب كان مشترَكا بين ملايين الناس؛ ولكلٍ أن يقوم بالبحث والتحقيق -إذا شاء- فإن الفساق والفجار والكفار والملحدين حتى الزانيات أيضا يشتركن في هذا النوع من الرؤى والإلهامات. فالذين يفرحون بها ويتبجحون ليسوا من العقلاء. ومخدوعٌ مَن يعتبر نفسه شيئا بوجود شيء من قبيل هذه الرؤى والإلهامات لديه. بل لا بد من التذكُّر أن مَثل الحائز على هذه الدرجة كمثل شخص يرى في ليلة مظلمة دخانا من بعيد ولا يرى ضوء النار ولا يقدر على أن يتخلص من برده وكآبته بحرارتها. لذا فإن هؤلاء الناس لا ينالون نصيبا من بركات الله الخاصة ونِعَمه ولا تتولّد فيهم أمارات القبول، وليس لهم أدنى علاقة مع الله تعالى، ولا تحترق شوائبهم البشرية بشعلة النور. وبما أنهم لا يكونون على صلة إخلاص مع الله تعالى فيكون الشيطان قرينهم لعدم كونهم محظوظين بقرب رحمانية الله، ويظل حديث النفس غالبا عليهم. وكما يُحجب معظم الشمس بسبب كثرة الغيوم ويظهر جزء منها بين حين وآخر.. كذلك تبقى حالتهم في معظم الأحيان في حجب الظلام ويكون في رؤاهم وإلهاماتهم تأثير كبير للشيطان.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الفجر .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ وَٱلۡفَجۡرِ وَلَیَالٍ عَشۡرࣲ وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ وَٱلَّیۡلِ إِذَا یَسۡرِ هَلۡ فِی ذَ ٰلِكَ قَسَمࣱ لِّذِی حِجۡرٍ أَلَمۡ تَرَ كَیۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ ٱلَّتِی لَمۡ یُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِی ٱلۡبِلَـٰدِ وَثَمُودَ ٱلَّذِینَ جَابُوا۟ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ٱلَّذِینَ طَغَوۡا۟ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ فَأَكۡثَرُوا۟ فِیهَا ٱلۡفَسَادَ فَصَبَّ عَلَیۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ فَأَمَّا ٱلۡإِنسَـٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَیَقُولُ رَبِّیۤ أَكۡرَمَنِ وَأَمَّاۤ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَیۡهِ رِزۡقَهُۥ فَیَقُولُ رَبِّیۤ أَهَـٰنَنِ كَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡیَتِیمَ وَلَا تَحَـٰۤضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِینِ وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلࣰا لَّمࣰّا وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبࣰّا جَمࣰّا كَلَّاۤۖ إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكࣰّا دَكࣰّا وَجَاۤءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفࣰّا صَفࣰّا وَجِا۟یۤءَ یَوۡمَىِٕذِۭ بِجَهَنَّمَۚ یَوۡمَىِٕذࣲ یَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَـٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ یَقُولُ یَـٰلَیۡتَنِی قَدَّمۡتُ لِحَیَاتِی فَیَوۡمَىِٕذࣲ لَّا یُعَذِّبُ عَذَابَهُۥۤ أَحَدࣱ وَلَا یُوثِقُ وَثَاقَهُۥۤ أَحَدࣱ یَـٰۤأَیَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَىِٕنَّةُ ٱرۡجِعِیۤ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِیَةࣰ مَّرۡضِیَّةࣰ فَٱدۡخُلِی فِی عِبَـٰدِی وَٱدۡخُلِی جَنَّتِی)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة البلد .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ لَاۤ أُقۡسِمُ بِهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ وَأَنتَ حِلُّۢ بِهَـٰذَا ٱلۡبَلَدِ وَوَالِدࣲ وَمَا وَلَدَ لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ فِی كَبَدٍ أَیَحۡسَبُ أَن لَّن یَقۡدِرَ عَلَیۡهِ أَحَدࣱ یَقُولُ أَهۡلَكۡتُ مَالࣰا لُّبَدًا أَیَحۡسَبُ أَن لَّمۡ یَرَهُۥۤ أَحَدٌ أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَیۡنَیۡنِ وَلِسَانࣰا وَشَفَتَیۡنِ وَهَدَیۡنَـٰهُ ٱلنَّجۡدَیۡنِ فَلَا ٱقۡتَحَمَ ٱلۡعَقَبَةَ وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوۡ إِطۡعَـٰمࣱ فِی یَوۡمࣲ ذِی مَسۡغَبَةࣲ یَتِیمࣰا ذَا مَقۡرَبَةٍ أَوۡ مِسۡكِینࣰا ذَا مَتۡرَبَةࣲ ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡا۟ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَیۡمَنَةِ وَٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا هُمۡ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ عَلَیۡهِمۡ نَارࣱ مُّؤۡصَدَةُۢ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق