راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 9 مايو 2021

صلاة الجمعة 7 = 5 = 2021

صلاة الجمعة ٢٠٢١/٥/٧
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٥/٧
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله الحمد لله وحده الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم الجزء الثاني من كتاب المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في حقيقة الوحي يقول :
الباب الثاني
في بيان الذين يرون رؤى صادقة
أو يتلقون إلهامات صادقة أحيانا
ويكونون على علاقة مع الله تعالى نوعا ما
ولكنها ليست قوية
وإن كيان نفوسهم لا يكون قد احترق تماما بشعلة النور إلا أنها تكون قريبة من هذه الدرجة لحد ما
يقول الإمام المهدي الحبيب : يوجد في الدنيا أناس ملتزمون بالعفة والزهد إلى حد ما، علاوة على وجود القدرة الفطرية فيهم على تلقي الرؤى والكشوف، حيث إن في بُنيتهم الدماغية قابلية لتلقّي الرؤى والكشوف إلى حد ما، ويحاولون أيضا قدر الإمكان إصلاح نفوسهم، وتنشأ فيهم الحسنة والصدق بصورة سطحية، وبسببهما تنشأ فيهم أنوار الرؤى الصالحة والكشوف الصادقة إلى حد ما ولكنها لا تكون خالية من الظلمة. بل تُستجاب بعض أدعيتهم أيضا ولكن ليس في أمور عظيمة، وذلك لأن صدقهم لا يكون كاملا، بل يكون مثل الماء الذي يبدو ظاهره صافيا وفي قاعه روث وقذارة، وبما أن تزكية نفوسهم لا تكون قد اكتملت ويكون صدقهم وصفاؤهم ناقصا إلى حد كبير فيتعثرون عند الابتلاء. ولو حالفتهم رحمة الله وحماهم سِتر الله "الستار"، لخلَوا من الدنيا دون عثار، أما إذا واجهوا ابتلاء فيُخشى عليهم سوء العاقبة كبلعام باعور، وأن يُشبَّهوا بالكلب بعد أن كانوا ملهَمين؛ لأن الشيطان متربص بهم على أبوابهم ويدخل بيوتهم على الفور بمجرد عثارهم بسبب النقص في حالتهم العلمية والعملية والإيمانية. إنهم يرون النور من بُعد ولكن لا يدخلونه ولا ينالون نصيبا كافيا من حرارته، لذا فإن حالتهم تكون في خطر دائما فالله تعالى نور كما قال: (الله نور السماوات والأرض) فالذي يرى أمارات نوره فقط مثَله كمثل الذي يرى من بعيد دخانا ولا يرى ضوء النار فيُحرم من فوائد الضوء ومن حرارته التي تحرق شوائب البشرية. فالذين يستدلون على وجود الله تعالى من الشواهد العقلية أو النقلية أو الإلهامات المزعومة فقط -كعلماء الظاهر والفلاسفة أو الذين يقرون بوجود الله من خلال قواهم الروحانية أي قدرتهم على الكشوف والرؤى ولكنهم محرومون من نور قرب الله تعالى- فمَثلهم كمثل الذي يرى دخانا من بعيد ولا يرى ضوء النار بل يقر بوجود النار بالنظر إلى الدخان فحسب. فهذا مَثَل الإنسان المحروم من البصيرة التي تأتي بواسطة النور. أما الذي يرى لمعان النور من بعيد دون أن يدخله فمَثله كمثل الذي يرى ضوء النار في ليلة مظلمة وبسببه يجد طريقا صائبا أيضا، ولكنه لا يستطيع أن يتخلص من البرد لكونه بعيدا عن النار، كما لا تحرق النارُ كيانه النفسي. والكل يفهم أنه لو رأى أحد ضوء النار من بعيد في ليلة حالكة الظلام والبرد القارس فإن رؤيته الضوء فقط لن تنقذه من الهلاك، بل يُنقذ من الهلاك مَن يقترب من النار لدرجة تزيل بردَه بما يكفي. أما الذي يرى الضوء من بعيد فقط فعلامته أنه توجد فيه بعض أمارات الصراط المستقيم دون أن يوجد ما يدل على فضل الله الخاص، ولا تزول عنه حالة القبض الناتجة عن الأهواء النفسانية والنقص في التوكل ولا يحترق كيانه النفسي وأنانيته إلى أن يصير رمادا؛ لأن شعلة النور ما زالت بعيدة عنه جدا؛ فلا يكون وارثا حقيقيا للأنبياء والرسل، وتبقى بعض الشوائب الداخلية كامنة فيه، ولا تخلو علاقته مع الله تعالى من الكدورة والنقص، لأنه يراه سبحانه وتعالى من بعيد بنظرته الضبابية ولا يكون في كَنَفِه سبحانه وتعالى . فالذين توجد فيهم أهواء نفسانية، وفي بعض الأحيان تبدي أهواؤهم ثورانها وطوفانها في الرؤى، فيظنونها ثورة من الله تعالى، مع أنها ليست إلا ثورة النفس الأمارة. فمثلا يقول أحدهم في رؤياه إني لن أطيع الشخص الفلاني لأني خير منه، ويستنتج من ذلك أنه خير من غيره في الحقيقة مع أن كلامه هذا يكون ناتجا عن ثورة نفسه. وهكذا يأتي في أحلامه بكلام كثير ناتج عن ثورة نفسه ويظن جهلا منه أنه ينال مرضاة الله فيهلك. ولما لم يكن قد توجّه إلى الله تعالى كلية ولم يختره سبحانه وتعالى بكل قوة وبصدق كامل ووفاء تام، لذا لا تتجلى رحمة الله أيضا عليه بصورة كاملة، فيكون هذا الشخص كجنين نُفختْ فيه الروح ولكنه لم ينفصل عن المشيمة بعد، ولا زالت عينه محجوبة عن مشاهدة العالم الروحاني بصورة كاملة، ولم ير وجه أمه التي نشأ في رحمها، وبحسب القول القائل: "العلم القليل فتنة" لا يزال في خطر بسبب معرفته الناقصة. صحيح أن أناسا مثله قد يطلعون على بعض المعارف والحقائق أيضا ولكن مثلها كمثل حليب اختلط به شيء من البول، أو كماءٍ فيه شيء من النجاسة. والشخص الحائز على هذه الدرجة يكون مصونا إلى حد ما من مسّ الشيطان وحديث النفس في رؤاه وإلهاماته مقارنة مع مَن كان في الدرجة الأولى، ولكن ما دام للشيطان نصيب في فطرته لذا فلا يمكنه أن يتجنب ما يلقيه الشيطان في رؤاه. وبما أن أهواء النفس أيضا تكون محيطة به فلا يكون مصونا من حديث النفس كذلك. والحق أن صفاء الوحي والإلهام يعتمد على صفاء النفس. والذين كانت في نفوسهم قذارة، وُجدت القذارة نفسها في وحيهم وإلهامهم أيضا.
الباب الثالث
في ذكر الذين يتلقون من الله تعالى وحيا على الوجه الأكمل والأصفى
ويحظون بشرف المكالمة والمخاطبة الكاملة،
ويرون الرؤى الصادقة كفلق الصبح
وتكون لهم علاقة حُبّ بالله تعالى على وجه أكمل وأتم ويدخلون نار حبه،
ويحترق وجودهم النفسي بشعلة النور ويصبح رمادا
اعلموا أن الله رحيم وكريم جدًّا، والذي يرجع إليه بالصدق والصفاء يُظهر الله له صدقه وصفاءه أكثر. والمتقدم إليه بصدق القلب لا يُضاع. إن الله يتحلى بأخلاق عالية لإظهار الحب والوفاء والفيض والإحسان والتجليات، ولكن لا يشاهدها كاملة إلا من يفنى في حبه. إنه سبحانه وتعالى رحيم وكريم، كما أنه غنيّ ومستغنٍ أيضا، لذا فالذي يموت في سبيله ينال الحياة منه تعالى ، والذي يفقد كل شيء من أجله ينال إنعاما من السماء.
إن الذين ينشئون صلة كاملة مع الله تعالى يشبهون كثيرا مَن يرى ضوء النار من بعيد أولا ثم يقترب منها حتى يدخلها فيحترق جسده كله ولا يبقى إلا النار. كذلك يظلّ صاحب الصلة الكاملة يتقرب إلى الله تعالى يوما إثر يوم حتى يدخل وجوده كله في نار حب الله ويحترق كيانه النفسي بشعلة النور ويصير رمادا وتحل محلَه النارُ؛ فتلك هي ذروة حبه الله تعالى. إن أكبر علامة لعلاقة أحد مع الله تعالى هي أن تتولَّد فيه الصفات الإلهية، ويتولّد فيه كيان جديد بعد احتراق الرذائل البشرية بشعلة النور وتنمو فيه حياة جديدة مغايرة تماما للحياة السابقة.
عندما يوضع الحديد في النار، وتأخذ النار منه كل مأخذ يصبح على هيئة النار تماما، ومع هذا لا يسع القول إنه نار، وإن كان يُظهر صفاتها.. كذلك تماما مَن غشيته شعلة الحب الإلهي من قمة رأسه إلى أخمص قدميه فإنه يصبح مظهرا للتجليات الإلهية، ولكن لا يمكن القول إنه إلهٌ، بل ما زال عبدا غشيته تلك النار. وبعد سيطرة النار عليه تنشأ فيه ألوف من أمارات الحب الكامل. ولا تكون أمارة واحدة حتى يُخشى اشتباهها على فطين باحث عن الحق، بل تُعرف تلك الصلة من خلال مئات العلامات.
يقول الامام المهدي الحبيب في الحاشية : " من أهم علامات الصلة الكاملة هي كما أن الله غالب على كل شيء كذلك يكون صاحب هذه الصلة غالبا على كل عدو ومبارز. ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) "
يقول الامام المهدي الحبيب :
ومن تلك العلامات أن الله تعالى يُجري على لسانه بين حين وآخر كلامه الفصيح والحلو المحتوي على عظمة وبركات إلهية وقوة كاملة على الغيب ويكون مصحوبا بنور يبرهن على أنه أمر يقيني وليس ظنيا، ويرافقه لمعان رباني ويكون منـزَّها من الشوائب. وفي معظم الأوقات وغالب الأحيان يكون هذا الكلام محتويا على نبوءات عظيمة ذات نطاق واسع وعالمي، وتكون عديمة النظير كيفًا وكمًّا ولا يقدر أحد على الإتيان بنظيرها، وتكون مليئة بهيبة إلهية، ومن خلالها يتراءى وجه الله تعالى بسبب قوتها التامة. لا تكون نبوءاته مثل نبوءات المنجِّمين، بل تلاحَظ فيها أمارات الحب والقبول الإلهي وتكون زاخرة بالتأييد والنصرة الربانية. وتكون بعض نبوءاته عن نفسه وبعضها عن أولاده وأصدقائه، وبعضها عن أعدائه، وغيرُها عن الدنيا بشكل عام، ومنها ما تكون لأزواجه وذويه. تُكشَف عليه أمور لا تُكشف على غيره وتُفتح في نبوءاته أبواب الغيب التي لا تُفتح لغيره. وينـزل عليه كلام الله كما ينـزل على أنبيائه ورسله الأطهار ويكون كلاما يقينيا ومنـزّها عن الظنون. يُعطَى لسانُه شرفا إذ يُجرى عليه كلام عديم النظير كيفًا وكمًّا لا يسع الدنيا مبارزته. وتوهَب عينُه قوة على الكشوف فيرى أمورا أدقَّ وأخفى. وفي كثير من الأحيان تُعرَض عليه كلمات مكتوبة، ويقابل الأمواتَ مقابلةَ الأحياء. وكثيرا ما تمثل أمام عينيه أشياء تبعد في الواقع مئات الأميال وكأنها تحت الأقدام.
كذلك توهَب أذنه قوة لسماع المغيبات، ففي كثير من الأحيان يسمع صوتَ الملائكة ويطمئن بسماعه في حالات الاضطراب. والأغرب من ذلك أن يتناهى إليه أحيانا صوت الجمادات والنباتات والحيوانات أيضا.
هناك بيت بالارديه ترجمته :
فلسفى كو منكرِ حنّانه است از حواس انبياء ﺑﻴﮕﺎنه است
أي إن الفيلسوف الذي ينكر بكاء الجذع لا يدرك أحاسيس الأنبياء الباطنية.
كذلك يُعطى أنفُه قوة شمِّ شذى الغيب فيقدر في معظم الأحيان على شمِّ أمور مبشِّرة، كما يحس رائحة كريهة لمكروه قادم. وعلى هذا المنوال يُوهَب قلبه قوة الفراسة وتُلقى في قلبه أمور كثيرة ويثبت صدقها. فهكذا يُحرم الشيطان من التسلط عليه لأنه لا يبقى للشيطان حظٌ في هذا الشخص. ولكونه فانيا في الله تعالى إلى أقصى الدرجات يُصبح لسانه لسان الله دائما، ويدُه يد الله، ففي هذه الحالة كل ما يجري على لسانه لا يكون من تلقاء نفسه بل من عند الله - وإن لم يتلق الإلهام بشكل خاص - لأن كيانه النفسي يكون قد احترق كليا ويطرأ الموت على كيانه السفلي ثم يوهَب حياة جديدة تنعكس فيها الأنوار الإلهية في كل حين وآن.
كذلك يوهَب جبينُه نورا لا يُعطاه أحد إلا عُشّاق الله، وببعض المناسبات الخاصة يلمع هذا النور لدرجة يشعر به الكافر أيضا، وخاصة حين يؤذَى هؤلاء الناس ويتوجهون إلى الله تعالى من أجل نصرته سبحانه وتعالى. فإن وقت الإقبال على الله يكون وقتا خاصا لهم فيتجلى نور الله في جبينهم.
كذلك توضَع البركة في أيديهم وأقدامهم بل في جسدهم كله، فالثوب الذي يلبسونه يصبح مباركا. وإن لمسوا شخصا بيدهم تسبب في زوال أمراضه الروحانية والجسدية في كثير من الأحيان.
كذلك يبارك الله في أماكن إقامتهم فيُصان ذلك المكان من البلايا وتحميه الملائكة، وتوضع البركة والخصوصية في مدينتهم وقريتهم، ويُبارك في التراب الذي تطأه أقدامهم.
كذلك تتخذ كافة أمانيهم صبغة النبوءة في معظم الأحيان، أي حين تنشأ في أنفسهم رغبة عارمة في أكل شيء أو شربه أو ارتدائه أو رؤيته تتخذ الأمنية نفسها صبغة النبوءة. وحين تتولد في قلوبهم رغبة شديدة في شيء قبل الأوان يتهيأ لهم ما رغبوا فيه.
كذلك إن رضاهم وسخطهم أيضا يحمل في طياته صبغة النبوءة. فإذا رضوا بشخص بشدة كان ذلك بشرى ارتقائه في المستقبل، والذي سخطوا عليه بشدة كان دليلا على انحطاطه ودماره في المستقبل، لأنهم لكونهم فانين في الله يصبحون في كنف الله، فيصير رضاهم رضا الله وغضبهم غضب الله، ولا تطرأ عليهم هذه الحالة بإجهاد النفس بل من عند الله تعالى. كذلك إن دعاءهم وتوجههم أيضا لا يكون مثل الأدعية والتوجهات العادية بل يحمل في طياته تأثيرا قويا.
لا شك أنهم إذا وجهوا انتباههم -باستيفاء الشروط- لإزالة البلاء فإن الله يرفعه، سواء كان نازلا على شخص واحد أو أكثر، أو على بلد أو ملِك من الملوك، إلا إذا كان القضاء مبرما غير قابل للرد. والأصل في ذلك أنهم يفنون وجودهم فيحصل التوافق في معظم الأحيان بين إرادتهم وإرادة الله، ولكن عندما يتوجه انتباههم بتركيز وشدة إلى رفع بلاء ويتسنى لهم الإقبال على الله بالألم والحرقة المطلوبة فإن الله تعالى يستجيب لهم حسبما جرت سنته، ولا يرد دعاؤهم. وفي بعض الأحيان لا يُستجاب دعاؤهم لإثبات كونهم عبادا حتى لا يُعَدّوا في نظر الجهال شركاء لله. ولو حلَّ البلاء بغتة وظهرت بسببه آثار الموت، فإن من مقتضى الأدب لدى المقبولين في حضرة الله أنهم يمتنعون عن الدعاء في هذه الحالة ويصبرون، لأن مِن سنة الله بوجه عام أن البلاء لا يؤجَّل. إن أفضل وقت للدعاء هو قبل ظهور أمارات اليأس والقنوط بوضوح تام، وقبل ظهور العلامات الدالة صراحةً على أن البلاء صار على الأبواب، بل قد حلّ إلى حد ما، لأن من سنة الله أنه إذا ما أظهر إرادته في إنزال البلاء فلا يردها.
صحيح تماما أن معظم أدعية المقبولين تُستجاب، بل إن أكبر معجزاتهم هي استجابة الدعاء؛ فعندما يتولد في قلوبهم اضطراب شديد عند حلول مصيبة يتوجهون إلى الله تعالى بالدعاء باضطراب فيستجيب الله لهم. عندها تصبح يدهم كأنها يد الله. إن الله تعالى مثل كنـز مخفي ويُري وجهه بواسطة المقبولين الكاملين. إن آيات الله تظهر حين يؤذَى المقبولون. كلما تجاوز إيذاؤهم الحدود، ترقَّبوا قرب آية من الله، إذ هي على الأبواب، لأنهم قوم يحبهم الله تعالى لدرجة تفوق حب المرء ابنَه العزيز عليه. والذين يصبحون لله قلبا وقالبا يُري الله لهم عجائب الأمور ويُري قوته كأسد هبّ من رُقاده. إن الله خفي ويُظهره هؤلاء، وهو مستور في ألوف الحجب ويكشف عن وجهه هؤلاء القوم.
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد يقول الإمام المهدي الحبيب :
يجب أن تتذكروا أيضا أن الفكرة بأن كافة أدعية المقبولين مستجابة حتما خاطئة تماما. بل الحق أن علاقة الله مع المقبولين إنما هي علاقة صداقة، ففي بعض الأحيان يستجيب أدعيتهم وأحيانا أخرى يريد منهم أن يخضعوا لمشيئته. وهذا ما يحدث في الصداقة كما ترون، إذ يخضع الصديق مرة لإرادة صديقه ويعمل حسب مشيئته، ثم يأتي وقت حين يريد من صديقه أن يخضع هو لإرادته. إلى ذلك يشير الله تعالى في القرآن الكريم في ذِكْر وعده للمؤمنين باستجابة دعائهم فيقول: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وفي موضع آخر يعلّم الصبر والرضا بقضائه وقدره فيقول: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فبقراءة هاتين الآيتين معا تتبين بجلاء سنة الله في الأدعية وطبيعة العلاقة بين الرب وعبده.
أرى من المناسب أن أقول مكررا: ينبغي ألا يظن جاهل أنه ما دام الآخرون أيضا يرون الرؤى والكشوف ويتلقون إلهامات ويشتركون في معظم ما جاء في هذا الكتاب حول الكاملين إيمانا وحبا لله والحائزين على الدرجة الثالثة؛ فلا وجه للتمييز بين الفريقين.
فمع أننا دحضنا هذه الوساوس مرارا وتكرارا ولكن مع ذلك نقول مرة أخرى إن هناك فرقا كبيرا بين المقبولين وغيرهم، وقد ذكرنا بعضه في هذا الكتاب أيضا. أما الفرق الكبير من حيث الآيات السماوية فهو أن عباد الله المقبولين يُغرَقون في أنوار سبحانية، وتُحرَق نفسانيتهم بنار الحب، ويكونون غالبين على غيرهم في كل شؤونهم كيفًا وكمًّا، وتظهر لتأييدهم ونصرتهم آيات الله بكثرة، بحيث لا يسع أحدا في الدنيا أن يأتي بنظيرها، لأنهم، كما سبق أن ذكرنا، مظاهر كاملة لإظهار وجه الله تعالى، ويُظهرون للناس الإله الذي يكون خافيا، والله تعالى بدوره يُظهرهم.
لقد سبق أن قلنا إن الحائزين على نصيب من الآيات السماوية على ثلاثة أنواع: أولا: أولئك الذين ليست فيهم ميزة ذاتية، ولا علاقة لهم مع الله تعالى، بل يرون -بسبب بُنية أدمغتهم على هذا المنوال- رؤى صالحة وكشوفا صادقة لا توجد فيها أمارات القبول والحب ولا تنفعهم شيئا، وإنّ ألوفا من الأشرار وسيئي التصرفات والفساق والفجار يشاركونهم في تلك الرؤى والإلهامات التي تفوح نتنًا. ويلاحَظ في كثير من الأحيان أن سلوكياتهم لا تكون محمودة رغم تلقيهم الرؤى والإلهامات، أو على الأقل تكون حالتهم الإيمانية ضعيفة جدا، حتى أنهم لا يقدرون أن يدلوا بشهادة حق ولا يخافون الله كما يخافون الدنيا. ولا يقطعون علاقتهم مع الأشرار من الناس ولا يستطيعون أن يشهدوا شهادة صادقة خشيةَ أن يسخط بسببها مَن كان مِن كبار الناس، وفيهم كسل وتهاون في الأمور الدينية إلى درجة كبيرة، وهم غارقون في هموم الدنيا ليل نهارَ، ويساندون الكذب والزور عمدا، ويتركون الحق ويرتكبون الخيانة في كل خطوة.
وقد وُجدت في بعضهم عادة أسوأ من ذلك بأنهم لا يتورعون عن الفسق والفجور ويرتكبون كل عمل غير مشروع لكسب الدنيا. كما تكون الحالة الأخلاقية لبعضهم منحطة جدا ويكونون تجسيدا للحسد والبخل والعُجب والكبر والغرور، ويصدر عنهم أعمال دنيئة من كل نوع وتوجد فيهم أنواع من الخبث المخجل. والغريب في الأمر أن بعضهم لا يرون إلا رؤى سيئة وتتحقق أيضا. وكأن أدمغتهم لم تخلق إلا لرؤية الرؤى السيئة والنحسة. لا يرون رؤى فيها خير لهم تُصلح دنياهم أو ينالون مبتغاهم، ولا يرون رؤى فيها بشرى لغيرهم. ومَثَلُ رؤاهم -من الأنواع الثلاثة التي ذُكرت سابقا- كمن يشاهد دخانا من بعيد ولا يرى ضوء النار ولا يشعر بحرارتها؛ لأن أناسا مثلهم ليست لهم مع الله تعالى علاقة قط، وليس نصيبهم من الأمور الروحانية إلا الدخان الذي لا ضوء معه.
النوع الثاني من الذين يرون الرؤى أو يتلقون الإلهامات هم أولئك الذين لهم صلة مع الله تعالى إلى حد ما ولكنها ليست كاملة. فمَثَلُ رؤاهم أو إلهاماتهم -من الناحية المادية- كمن يرى ضوء النار من بعيد في ليل حالك الظلام شديد البرودة فيستفيد من الضوء بحيث لا يسلك سبيلا فيه حُفَرٌ وأشواك وحجارة وأفاعٍ ووحوش ضارية، ولكن هذا القدر من الضوء لا ينقذه من البرد والهلاك. وإذا لم يصل إلى الدفء حول النار لهلك كما يهلك السالك في الظلام.
أما النوع الثالث من أصحاب الرؤى والإلهام فيشمل الذين تكون رؤاهم وإلهاماتهم شبيهة بالمشهد المادي؛ حيث يرى ضوءَ النار كاملا في ليل حالك الظلام شديد البرودة ويمشي في ضوئها، وليس هذا فحسب، بل يدخل أيضا في محيط حرارتها ويحتمي من ضرر البرد كليا. وهذه الدرجة ينالها أولئك الذين يحرقون لباس شهوات النفس بنار حب الله تعالى ويختارون حياة المرارة من أجله. إنهم يرون الموت أمامهم ويختارونه لأنفسهم مسرعين. ويقبلون في سبيل الله كل ألم ومرارة، ويصبحون لنفوسهم كالأعداء ويسلكون مسالك معادية لها ويظهرون قوة إيمانية بحيث يتعجب بإيمانهم حتى الملائكة ويستغربون. إنهم أبطال الروحانية، وهجمات الشيطان كلها لا تساوي أمام قوتهم الروحانية شيئا. إنهم أوفياء مخلصون ورجال صادقون لا تضلهم ملذات الدنيا وإغراءاتها، ولا يصرفهم حب الأولاد أو الزوجة عن حبيبهم الحقيقي. فباختصار، لا تخيفهم مرارة الدنيا ولا تصرفهم أهواء النفس عن الله تعالى ولا تحول علاقة بينهم وبين علاقتهم مع الله.
هذه هي الدرجات الثلاث للمراتب الروحانية: أولها تسمى علم اليقين، والثانية عين اليقين والحالة الثالثة المباركة والكاملة تُسمَّى حق اليقين. ولا تكتمل معرفة الإنسان ولا تتطهر من الشوائب ما لم تصل إلى حق اليقين، لأن حالة حق اليقين لا تقتصر على المشاهدات فقط، بل تطرأ على قلب الإنسان فتصبح حاله. فيدخل الإنسانُ نار حب الله المضطرمة ويفنى وجوده النفسي كليا. وفي هذه المرحلة تتحول معرفة الإنسان من القال إلى الحال، وتحترق الحياة السفلية تماما وتصبح رمادا، فيتربع ذلك الإنسان في حضن الله. وكما أن الحديد عندما يدخل النار يصير مثلها تماما وتبدأ صفات النار بالظهور فيه، كذلك فإن الإنسان الحائز على هذه الدرجة يتصف بصفات الله بصورة ظلية، ويفنى في مرضاة الله تعالى بطبيعته كأنه يتكلم من خلاله سبحانه وتعالى ويبصر ويسمع من خلاله ويمشي بواسطته وكأنه ليس في حلته إلا الله تعالى ، وتُغلَب الأهواء البشرية تحت التجليات الإلهية. ولما كان هذا الموضوع دقيقا للغاية وليس مما يسهل فهمه على عامة الناس لذا نتركه هاهنا.
ويمكن أن نصور المرتبة الثالثة التي هي الأعلى والأكمل بأسلوب آخر ونقول إن مَثَلَ وحيٍ كاملٍ -وهو النوع الثالث من الأنواع الثلاثة- ينـزل على شخص كامل كمثل ضوء الشمس وشعاعها الذي يقع على مرآة نقية موضوعة مقابل الشمس تماما. ومعلوم أن ضوء الشمس هو هو ولكن بسبب الاختلاف في المظاهر يُغيِّر كيفية ظهوره؛ فعندما تقع أشعة الشمس على قطعة أرض كثيفة ليس على سطحها ماء نقي بل تراب أسود قاتم وسطحها أيضا غير مستوٍ فإن الشعاع المنعكس يكون ضعيفا جدا، وخاصة إذا حالت بين الشمس والأرض غيوم. ولكن عندما يقع الشعاع نفسه الذي لا تحول دونه غيوم على ماء نقي لامع كمرآة نقية فإن قوته تظهر عشرة أضعاف الشعاع العادي حتى أن العين لا تحتمله.
كذلك حين ينـزل الوحي على نفس زكية ونقيّة من كل الشوائب فإن نوره يظهر بصورة تفوق العادة، وتنعكس فيها (أي النفس) الصفات الإلهية بصورة كاملة، ويظهر وجه الله الأحد كاملا. فيتبين من هذا البحث أن ضوء الشمس عند طلوعها يقع على كل مكان طاهرا كان أم نجسا حتى إن المرحاض المليء بالبراز أيضا يناله نصيبه، إلا أن الفيض الكامل من هذا الضوء تناله المرآة النقية أو الماء الصافي الذي بمقدوره أن يعكس صورة الشمس بسبب نقائه. وبما أن الله تعالى ليس بخيلا فإن كل واحد ينال نصيبا من نوره، ولكن الذين يتخلون عن أهوائهم ويصيرون أتم مظاهر الله سبحانه تعالى ويدخل الله فيهم بصورة ظلية، فإن حالتهم تختلف عن الجميع. كما ترون أن الشمس مع كونها في السماء فإنها حين تقابل ماءً نقيًّا أو مرآة صافية تبدو كأنها موجودة في الماء أو المرآة، ولكنها في الحقيقة ليست في الماء أو المرآة بل بسبب نقائهما وجلائهما يُخَيَّلُ إلى الناس أن الشمس فيهما.
باختصار، إن أنوار الوحي الإلهي لا تقبلها بوجه أتم وأكمل إلا النفس التي نالت التزكية على وجه أتم وأكمل. إن تلقي الإلهام والرؤى في حد ذاته لا يدل على ميزة أو كمال ما لم تحظَ النفس ­- بسبب الحصول على التزكية التامة - بحالة يتم فيها انعكاس الأنوار، وما لم تُظهر فيها وجه المحبوب الحقيقي سبحانه وتعالى. فكما أن رحمة الله العامة قد وهبت الجميع، إلا ما شذ وندر، العينين والأنف والأذن وحاسة الشم والقوى الأخرى كلها، ولم يبخل بها على قوم، كذلك لم يحرم الله تعالى قوما في أي زمن من زرع القوى الروحانية فيهم. وكما ترون أن ضوء الشمس يقع في كل مكان ولا يخلو منه مكان سواء أكان كثيفا أو لطيفا، كذلك الحال بالنسبة إلى قانون الطبيعة المتعلق بالشمس الروحانية، فلا يحرم من نورها مكان كثيف ولا لطيف. صحيح أن ذلك النور يعشق قلوبا نزيهة ونقية. فحين تلقي الشمس الروحانية بنورها على أشياء نقية فهي تُظهره فيها بالكامل إلى درجة تصوِّر وجهَها فيها. كما ترون الشمس حين تأتي مقابل الماء النقي أو المرآة النقية تظهر فيها صورتها الكاملة إلى درجة أنها تتراءى في الماء النقي أو المرآة الصافية كما تتراءى في السماء دون أدنى فرق.
فلا كمال للإنسان من الناحية الروحانية أكبر من أن يحظى بصفاء يصل إلى درجة بحيث تتراءى فيه صورة الله تعالى. فيشير الله في القرآن الكريم إلى هذا الأمر ويقول: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)والظاهر أن الصورة تكون خليفة للأصل وتنوب عنه، لذا حيثما وكيفما تكون الأعضاء والملامح في الأصل، فهي تظهر في الصورة كذلك تماما. لقد ورد في التوراة والحديث الشريف أيضا أن الله تعالى قد خلق الإنسان على صورته، والمراد من الصورة هنا هو التشابه الروحاني نفسه. وواضح أنه حين يقع ضوء الشمس على مرآة صافية فلا تتراءى فيها الشمس فقط، بل تُظهر المرآة صفاتها أيضا، ومنها انعكاس ضوئها إلى غيرها. والحال نفسها بالنسبة إلى صورة الشمس الروحانية، فحين يقبلها القلب النقي بصورة انعكاسية تخرج من ذلك القلب أيضا أشعة كأشعة الشمس وتنوِّر الأشياء الأخرى، وكأن الشمس كلها تدخله بكل قوة وعظمة.
وهناك نقطة أخرى جديرة بالانتباه، ألا وهي أن الناس من النوع الثالث الذين لهم علاقة كاملة مع الله تعالى ويتلقون وحيا كاملا خالصًا، لا يستوون من حيث استقبال الفيوض الإلهية، كما لا تتساوى دائرة قواهم الفطرية، بل منهم مَن تكون دائرة قوته الفطرية أضيق، ومنهم مَن تكون دائرته أوسع منها، ومنهم مَن تكون دائرته أوسع كثيرا، وهناك مَن تفوق سعة دائرته التصورَ والخيال. يحظى بعض الناس بعلاقة قوية مع الله تعالى، وبعضهم علاقتهم معه سبحانه وتعالى أقوى، ومنهم مَن لا تدرك الدنيا طبيعة علاقتهم معه، ولا يصل كنهَها عقل. إنهم يغرقون في حب محبوبهم الأزلي فلا تبقى ذرة من وجودهم. وكل هؤلاء الحائزين على تلك المراتب لا يسبقون دائرة قواهم الفطرية بحسب الآية: (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فلا يقدر أحد أن ينال نورا أكثر من قوته الفطرية ولا يسعه أن يعكس في نفسه صورة روحانية للشمس النورانية أكثر من قوته الفطرية. والله تعالى يُري كل شخص وجهَه بحسب قدرته الفطرية، فيصغر هذا الوجه مرة ويكبر أخرى بسبب النقص أو الازدياد في القوى الفطرية. فمثلا إن وجها كبيرا يبدو صغيرا في مرآة مقعرة، والوجه نفسه يبدو كبيرا في مرآة محدّبة. ولكن سواء أكانت المرآة مقعرة أو محدّبة فإنها تُري كافة ملامح الوجه. والفرق الوحيد هو أن المرآة الصغيرة لا تستطيع أن تُري أبعاد الوجه كاملة. فكما يحدث النقص أو الزيادة في حالة المرآة المقعرة أو المحدّبة كذلك تحدث التغييرات في الله تعالى - مع كونه قديما غير متبدّل - بحسب قدرة (الاستقبال) لدى مختلف الناس. وتظهر للعيان فوارق كبيرة من حيث ظهور صفاته سبحانه وتعالى فيبدو كأن الله الذي هو إله زيدٍ هو غير إله بكر وأن إله خالد يختلف تماما عن إله زيد وبكر. والحق أن الإله واحد وليس هناك ثلاثة آلهة، لكن يظهر شأنه بصور مختلفة بسبب تجلياته المختلفة. إن إله موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام إله واحد وليس ثلاثة، ولكن الإله نفسه يظهر في ثلاث صور من حيث تجلياته المختلفة. ولما كان نطاق قدرة موسى عليه السلام مقصورا على بني إسرائيل وفرعون فقط فقد اقتصر تجلي القدرة الإلهية أيضا على هذا الحد. ولو كانت نظرة موسى ممتدة إلى كافة بني آدم في ذلك الزمن والأزمنة المستقبلية كلها لما كان تعليم التوراة محدودا وناقصا كما هو الحال الآن.
كذلك إن نطاق قدرة عيسى عليه السلام كان مقصورا على بضع فِرق اليهود التي كانت بين ظهرانيه آنذاك، ولم تكن لمواساته علاقة مع الأقوام في الأزمنة المقبلة؛ لذا فقد اقتصر تجلي قدرة الله في دينه على قدر دائرة قدرته، وانقطع الإلهام والوحي الإلهي في المستقبل. ولما كان تعليم الإنجيل أيضا لإصلاح الفساد العملي والأخلاقي في اليهود فقط ولم تكن نظرته ممتدة إلى مفاسد كل العالم، فقد عجز تعليمه عن الإصلاح العام، ولكنه أصلح سوء أخلاق اليهود الذين كانوا بين ظهرانيه آنذاك. ولم تكن للإنجيل علاقة مع سكان البلاد الأخرى أو الذين كانوا سيأتون في الأزمنة اللاحقة. لو كان الإنجيل يُعنى بإصلاح كل الفِرق وطبائعهم المختلفة لما أتى بالتعليم الذي نجده حاليا. ولكن الأسف كل الأسف أن تعليم الإنجيل كان ناقصا من ناحية، ومن ناحية ثانية ألحَقَتْ الأخطاءُ المحدَثة أضرارا فادحة به؛ إذ جُعل إنسانٌ عاجزٌ إلـهًا، وأوصِد نهائيا بابُ مساعي الإصلاح العملي بإيجاد مسألة الكفارة المختَلَقة.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الأول من سورة القيامة .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ لَاۤ أُقۡسِمُ بِیَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ ۝ وَلَاۤ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ ۝ أَیَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ ۝ بَلَىٰ قَـٰدِرِینَ عَلَىٰۤ أَن نُّسَوِّیَ بَنَانَهُۥ ۝ بَلۡ یُرِیدُ ٱلۡإِنسَـٰنُ لِیَفۡجُرَ أَمَامَهُۥ ۝ یَسۡـَٔلُ أَیَّانَ یَوۡمُ ٱلۡقِیَـٰمَةِ ۝ فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ ۝ وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ ۝ وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ ۝ یَقُولُ ٱلۡإِنسَـٰنُ یَوۡمَىِٕذٍ أَیۡنَ ٱلۡمَفَرُّ ۝ كَلَّا لَا وَزَرَ ۝ إِلَىٰ رَبِّكَ یَوۡمَىِٕذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ ۝ یُنَبَّؤُا۟ ٱلۡإِنسَـٰنُ یَوۡمَىِٕذِۭ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ۝ بَلِ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِیرَةࣱ ۝ وَلَوۡ أَلۡقَىٰ مَعَاذِیرَهُۥ ۝ لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦۤ ۝ إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ ۝ فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ ۝ ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُۥ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة والوجه الثاني من سورة القيامة .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(كَلَّا بَلۡ تُحِبُّونَ ٱلۡعَاجِلَةَ ۝ وَتَذَرُونَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ ۝ وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاضِرَةٌ ۝ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةࣱ ۝ وَوُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذِۭ بَاسِرَةࣱ ۝ تَظُنُّ أَن یُفۡعَلَ بِهَا فَاقِرَةࣱ ۝ كَلَّاۤ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِیَ ۝ وَقِیلَ مَنۡۜ رَاقࣲ ۝ وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلۡفِرَاقُ ۝ وَٱلۡتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ ۝ إِلَىٰ رَبِّكَ یَوۡمَىِٕذٍ ٱلۡمَسَاقُ ۝ فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ۝ وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ۝ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِۦ یَتَمَطَّىٰۤ ۝ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰ ۝ ثُمَّ أَوۡلَىٰ لَكَ فَأَوۡلَىٰۤ ۝ أَیَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَن یُتۡرَكَ سُدًى ۝ أَلَمۡ یَكُ نُطۡفَةࣰ مِّن مَّنِیࣲّ یُمۡنَىٰ ۝ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةࣰ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ۝ فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَیۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰۤ ۝ أَلَیۡسَ ذَ ٰ⁠لِكَ بِقَـٰدِرٍ عَلَىٰۤ أَن یُحۡـِۧیَ ٱلۡمَوۡتَىٰ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق