راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأربعاء، 21 يوليو 2021

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث عشر من يوسف

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الثالث عشر من يوسف

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ صفات الحروف , ثم قام بقراءة الوجه الثالث عشر من أوجه سورة يوسف ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده  و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثالث عشر من أوجه سورة يوسف ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :

صفات الحروف :

القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .

و بعد أحمد قال الأحكام مروان ثم رفيدة ثم أرسلان .
__

○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيح ﷺ من أحمد قراءة سورة قريش ، و صحح له قراءته .

__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

طيب هذا الوجه يُظهر النهاية المحتومة لدعوة أي نبي ، و هي إنتصار دعوته ، و أن الله سبحانه و تعالى ينصر دعوته ، قَلَّ السالكون أو كَثُر ، سواء أكان أتباعه كُثر أم قلة ، فدعوة الله يجب أن تنتصر عبر الزمان .

{قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ} :

(قالوا يا أبانا) مين هم؟ إخوة يوسف ، إخوة يوسف مين؟ العشرة اللي هم مكروا بيوسف ، (قالوا يا أبانا) بيكلموا مين؟ إسرائيل -عليه السلام- ، (استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) كل اللي إحنا عملناه معاك و مع يوسف و مع المؤمنين ، نرجو من الله عز و جل أن يغفر لنا ذنوبنا ، (استغفر لنا) توسطلنا عند ربنا ، ادعو لنا بالغفران ، ادعو لنا أن يغفر لنا الله عز و جل ، هنا إعتراف بالذنب .
___

{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} :

يعقوب -عليه السلام- قال لهم (سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) ، ربنا سبحانه و تعالى غفور ، يغفر الذنب ، رحيم رحمته وسعت كل شيء .
طبعاً هم دلوقتي في الطريق ، رايحين لمين؟ رايحين لمصر عشان يقابلوا يوسف -عليه السلام- .
___

{فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ} :

(فلما دخلوا على يوسف) لما دخلوا على يوسف ، آآه ، وصلوا فين؟ بيت يوسف ، إذاً يوسف ما استقبلهمش على التخوم برا ، و الكلام ده ، لا ، يبقى هم وصلوا المدينة و دخلوا على بيته ، (آوى إليه أبويه) يوسف آوى إليه أبويه ، كأنه بيحمي أبويه من شر إخواته ، أو كأنه ما صدق لقيَّ أبويه ، فضمهم إليه ، ده معنى كلمة آوى ، زي ما ربنا اتكلم عن بنيامين برضو ، صح؟ (آوى إليه أخاه) بنيامين ، فلفظ آوى استخدم مع بنيامين و استخدم مع أبَوي يوسف ، مين أبوي يوسف؟ إسرائيل -عليه السلام- و مين تاني؟ خالته لِيَّا أو ليئا ، اللي هي كانت زوجة والده الأولى ، لأن يوسف و بنيامين ولاد راحيل أخت لايَّا أو أخت لِيَّا ، و كان إسرائيل-عليه السلام- يجمع بينهما ، (و قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) مين اللي قال؟ يوسف -عليه السلام- ، فهو كان دعاهم ، إن هم يأتوا مصر للإقامة ، (و قال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) بمشيئة الله عز و جل تكونون آمنين في هذه الديار و هذه البلاد .
____

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} :

(و رفع أبويه على العرش) يعني كَرَمَ أبويه ، كرم مين؟ أبوه و خالته ، اللي هي زوجة أبيه ، (و خروا له سجداً) مين اللي خروا سجداً؟؟ إخواته ، إخواته الحداشر ، بما فيهم بنيامين ، سجدوا ليوسف ، إظهاراً للخضوع و الطاعة التامة ، إذاً مين اللي سجد؟؟ إخواته الحداشر ، و مين اللي كان جالس على العرش جنب يوسف ، يعني مُكرم؟ أبوه و خالته ، الرؤيا بتقول كده ، لكن الشمس و القمر دول مين؟ آية الكسوف و الخسوف ، تكون خاضعة خضوعاً تاماً لنبي الزمان ، (و قال يا أبتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً) إلتفت لوالده إسرائيل -عليه السلام- و قال له : شوفت الرؤيا اللي أنا كنت قلتها لك من سنين قديماً ، ربنا حققها أهو ، يبقى ربنا هنا إيه؟ بيحقق أنباءه ، و درس لنا إن إحنا يجب أن نصبر على أنباء الله و مواعيده ، الصبر ، زي ما اتكلمنا في خطبة الجمعة اللي فاتت ، عن كلام المهدي الحبيب ، إنه إزاي أنباء الله و نبوءاته تتحقق و لو بعد حين ، فيجب أن نصبر ، (يا أبتي) أسلوب ترقرق و أسلوب تلطف مع أبيه ، كأنه بيتودد لأبيه و هو بيقوله يا أبتي ، كأنه بيدلع أبوه ، يعني يا بابا يا حبيبي ، بلهجة عصرنا الحالي ، يعني يا بابا يا حبيبي شووف تأويل الرؤيا بتاعتي ، فرحان مبسوط ، ليه؟ يزداد يقين في الله عز و جل ، و هو بقوله ذلك بيزيد إخوته إيماناً و يقيناً بالله ، و درس عملي لإخوته ، و تربية عملية لإخوته ، (و قال يا أبتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً) يعني الرؤيا دي حقيقة ، في عالم الملكوت ، في عالم السماء ، في عالم الروح ، ربنا ترجمها و جعلها واقع ، واقع مُشاهد ، فقال إيه (و قال يا أبتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً) و تأويل يعني ربنا نقلها من عالم الغيب إلى عالم الشهود أو عالم الواقع و الظهور ، هو ده التأويل أي آلت تحولت ، عبرت ، تحققت ، (و قد أحسن بي) ربنا أكرمني ، بيقول لهم بقى إيه ، النِعم اللي ربنا أكرمه بها ، (و قد أحسن بي إذ أخرجني من السجن) ربنا أخرجني من السجن مُعزز مُكرم ، (و جاء بكم من البدو) إنتقلتم الآن من البدو في صحراء فلسطين ، أتيتم إلى الحَضر في مصر ، (و جاء بكم من البدو من بعد أن نزع الشيطان بيني و بين إخوتي) و في قراءة (من بعد أن نزغ الشيطان بيني و بين إخوتي) نزع ، الشيطان نزع ما بينهم المودة و الرحمة ، عياذاً بالله ، لأن إخواته العشرة حسدوه ، لأنه كان باين إنه مُصطفى و مُختار من الله عز و جل ، نزع أي نزع الشيطان المودة بينهم ، نزغ أي إيه؟ الشيطان ألقى في قلوب إخوته الغِل و الحقد ، إذاَ نزع ظاهر ، نزغ باطن ، صوت حرف النون : نعمة ، و صوت الزاي : ذنب ، صوت الغين : الضباب و الغبش و الغفلة ، إذاً الضباب و الغبش و الغفلة مع الذنوب الظاهرة و الباطنة ، الفعلية و القولية ، ذهبت بنعمة الإيمان منهم ، ف ده أصوات كلمة نزغ ، كذلك نزع : صوت النون نعمة ، و صوت الزاي هو الذنب ، و العين هو اللوعة و اللعاعة ، إذاً الذنب القلبي أو الظاهر يأتي باللوعة و اللعاعة و الألم و الحقد ، كل ذلك يُذهب نور الإيمان و نعمة الإيمان و الإطمئنان ، (إن ربي لطيف لما يشاء) ربنا سبحانه و تعالى بيحقق مقاديره و يُحقق مواعيده و يُحقق نبوءاته بشكل لطيف و بشكل غير متوقع ، (إنه هو العليم الحكيم) العليم : أصل العلم و الوحي ، الحكيم : صاحب الحكمة ، لما تنظر كده لإجمال القصة تجد حكمة الله عز و جل ، هنا ربنا سبحانه و تعالى بيخلي/يجعل يوسف يِفَهم إخوته تفهيم عملي ما هو الإيمان و ما هو الوحي و من هو الله .
____

{رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} :

بعد كده بيتكلم يوسف بقى و ببقول إيه ، بيختم قصته و بيقول إيه (رب قد آتيتني من المُلك) أعطيتني سُلطة في مصر ، مش كل السلطة ، لكن بعض السلطة ، (و علمتني من تأويل الأحاديث) فَهِمتني علم الرؤيا و علم الوحي و رموز الرؤيا و رموز الوحي ، (و علمتني من تأويل الأحاديث) و الأحاديث عرفنا يعني إيه ، الأحدايث يعني الرؤى ، الأحاديث يعني تجددات الوحي بإستمرار و البعث المستمر ، أحاديث أي الخطابات التي تكون بين المؤمن و بين الله ، و بين المؤمن و بين الملائكة ، و بين المؤمن و بين الأرواح الأخرى ، هذه هي الأحاديث ، (فاطر السماوات و الأرض) هنا إيه؟ بيحمد الله ، يُثني على الله عز و جل و بيصف الله بأنه فاطر ، فاعل (فاطر السماوات و الارض) يعني أصل الخلق ، مين اللي خلق؟ الله ، (أنت وليي في الدنيا و الآخرة) و إنت نصيري يا ربي في الدنيا و الآخرة ، ربنا هو نصير المؤمنين في الدنيا و الآخرة ، (توفني مسلماً) حتى النبي بيدعو الله عز و جل حُسن الخِتام ، شايفيين؟؟ (توفني مسلماً) يعني إيه؟ إختم لي إنني أكون إيه ، مُسلم إليك كل أفعالي و أقوالي و ظاهري و باطني و نِيَّاتي ، (توفني مسلماً) خذني لك و أنا مسلم لك كل حياتي ، يعني موحد توحيد تام كامل ، (توفني مسلماً و ألحقني بالصالحين) شايف النبي بيدعو الله إنه يكون في زمرة الصالحين يوم القيامة ، خلي بالك .
____

{ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} :

بعد كده ربنا بيوجه الخطاب للنبي الأعظم محمد ﷺ ، بيقوله إيه (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) كل اللي إحنا بنقوله لك أنباء من عالم الغيب ، و تفاصيله في منها اللي مكتوب في الكتاب المقدس و في منها اللي مش مكتوب ، بنوحيه لك لأول مرة ، (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) يا محمد يعني ، (و ما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم و هم يمكرون) ماكنتش عند إخواته و هم بيمكروا في السر ليوسف ، فربنا قال له الكلام ده ، قال لمحمد ﷺ الكلام ده عشان يحفز لديه حاسة التخيل و التفكر و التدبر و يبدأ هو يتخيل المشهد ، مشد المكر ليوسف -عليه السلام- ، (و ما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم و هم يمكرون) نفس الأسلوب ده ، ربنا إتكلم به عن القرعة اللي عملوها وقت كفالة مريم -عليها السلام- و اللي فاز بها زكريا -عليه السلام- ، نفس الأسلوب .
____

{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} :

ربنا بعد كده بيقوله إيه (و ما أكثر الناس لو حرصت بمؤمنين) متزعلش ، لو أكثر الناس كُفار و مش مؤمنين ، متزعلش ، (و ما أكثر الناس لو حرصت بمؤمنين) لو كنت حريص جداً إنك تدعوهم و تتعب عشانهم و تزعل عشانهم ، عاوزهم يؤمنوا و يشعروا باللي إنت بتشعر به ، و يذوقوا اللذة اللي إنت ذوقتها و هم مش عاوزين! متزعلش ، هنا ربنا بيعزيه ، بيعزي محمد ﷺ و بيعزي كل نبي ، (و ما أكثر الناس لو حرصت بمؤمنين) حُكم قاطع من الله عز و جل و وصف تام من الله عز و جل لنفسية إيه ، لنفسية الناس بأنهم ليسو حريصين على الإيمان حرصك على الإيمان ، أي أن الناس ليسو بحريصين على الإيمان حرصك أيها النبي على الإيمان .
____

{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ} :

بعد كده ربنا بيصف دعوة النبي و كل نبي (و ما تسألهم عليه من أجر) الكلام اللي إنت بتقوله لهم و التزكية اللي إنت جايبها لهم ، إنت مش طالب أجر عليها ، مش عاوز منهم حاجة مقابل ، ده إنت عشان نبيل و شريف و قلبك طاهر ، عاوزهم يفهموا اللي إنت فهمته ، و عاوزهم يحسوا باللي إنت حسيته ، عاوزهم يذوقوا اللي إنت ذوقته ، (و ما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين) كل اللي إنت جايبه ، و أي نبي جايب حاجة من عند ربنا هو تذكير و تنبيه للعالمين ، العالمين اللي هم مين بقى؟ كل حاجة ، كل حاجة ، البشر و الشجر و الجماد و البحار و الأنهار و الطيور و الحيوانات و الجن ، كل شيء ، كل شيء ، رسالة الرسول و رسالة النبي بتنَّبِهُ كل حسب مقامه .
___

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق