يوشع بن نون :
صلاة الجمعة ٢٠٢١/٨/٢٧
○○○○○○○○○
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٨/٢٧
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من انبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم بداية حديث المسيح الموعود من كتاب التبليغ يقول الامام المهدي الحبيب :
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى مشايخ الهند
ومتصوفة أفغانستان ومصر
وغيرها من الممالك .
الحمد لله الذي غلبت رحمته على غضبه في كل ما فعل وقضى، وسبقت أنواره على كُل ليل اكْفَهَرَّ وسجى. هو الله الذي يأتي منه فوج اليسر مع كُلّ عسرٍ عرا. يدعـو إلى رحمته كل ورقٍ يوجدُ على الأشجار، وكل برقٍ يبرق في الأحجار، وكُل اختلاف ترون في الليل والنهار، وكل ما في الأرض والسماء.
ومن آيات رحمته أنه أرسل الرسل، وبعث النُّذُرَ، وأسّس عماراتِ الهدى. ومن آيات رحمته العظيمة.. البدر الذي طلع من أم القُرى، في ليلة اسودت ذوائبها العظمى، فرفع الظلمات كلها، ووضع سراجًا منيرا أمام كل عين ترى. ما عندنا لفـظٌ نشكر به على مننه الكبرى. أيقظ العالمين كلهم، ونفى عن النائمين الكَرى. تلقى كلّ هَمٍّ وغمٍّ للدين بطيب النفس لما انبرى، وسنَّ بذلَ النفسِ لله لكل من يطلب المولى. فنى في الله.. وسعى لله.. ودعا إلى الله.. وطهّرَ الأرض حق طهارتها، فيا عجبا للفتى! رب.. اجْزِ منا هذا الرسولَ الكريم خير ما تجزي أحدا من الورى. وتَوفَّنا في زمرته، واحشرنا في أمته، واسقنا من عينه، واجعلها لنا السُقْيا. واجعله لنا الشفيع المشفع في الأولى والأخرى. رب.. فتقبل منا هذا الدعاء، وآوِنا هذا الـذَّرى. رَبِّ.. يا ربِّ.. صَلّ وسلّم وبارك على ذلك النبي الرؤوف الرحيم، وعلى كُل من أحبه وأطاع أمره واتبع الهدى.
أمّا بعد.. فاعلموا أيها الفقراء والزهاد.. ومشائخَ الهند وغيرها من البلاد.. الذين وقعوا في البدعات والفساد، أنني اُمرت أن أبلغكم أحكام الدين، وأذكّركم ما نسيتم من أسرار الشرع المتين. وقد ألهمني ربي في أمركم وقال: إنهم ينادَون من مكان بعيد. ويفعل ربي ما يشاء، وهو القاهر فوق القاهرين.
يا قوم.. اتقوا الله.. ولا تتبعوا أهواء قوم مبتدعين، واتّبعوا الرسول النبيّ الأمي الذي هو رحمة للعالمين. واعلموا.. يا إخوان.. أني أُرسلت محدَّثا من الله إليكم، وإلى كل من في الأرض، فاتقوه ولا تحتقروا المرسلين. واجتنِبوا الرجس من البدعات، وإياكم والمحدَثاتِ، وكونوا عباد الله الصالحين.
يا قوم.. إنّي عبد الله.. مَنّ عليّ برحمة من عنده، وعلّمني من لدنه علم الأولين. وأَرْسلني على رأس هذه المائة، لأنذر قومًا ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين. هو ناداني وقال قل لعبادي: إنني أمرت وأنا أوّل المؤمنين. وسماني باسم يناسب اسم قوم.. أرسلت لإفحامهم وإلزامهم.. وهم قوم المتنصّرين، الذين علَوا في الأرض، واستضعفوا أهل الحق، وزينوا الباطل ليدحضوا به الحق، وكانوا قومًا مسرفين. وأهلكوا كثيرًا من الناس بتلبيساتهم، وجمحوا في جهلاتهم، وقلّبوا للإسلام أمورًا، وجذبوا الناس إلى خزعبلاتهم، وجاءوا بسحر مبين. فنظر الله إلى قلوبهم، فوجدهم غالين دجالين ضالين مضلين. قد أفسدوا طرقهم كلها، وبغوا أمام الرب، وأرادوا أن يفسدوا أقوامًا آخرين. يلحَسون المذاهب كما يلحَس الثور خضرة الحقل، ويريدون علوًّا وفسادا، وليسوا من الخاشعين. فتَن الناسَ فهمُهم ودرايتهم، وكبُر سرّ غوايتهم، وكانوا في علوم الدنيا وصنائعها من المستبصرين. أوقدوا من المفاسد نارًا، وأجرَوا من الفتن أنهارًا، ومكروا مكرًا كُبَّارًا، وبلغوا مقدارًا لن تجدوا مثله في مكائد المتقدمين. أجمعوا همتهم لاستيصال الإسلام، واستدرّوا لِقحتهم لتأليف قلوب اللئام، وأدخلوا أيديهم في قلوب المسلمين. وكان العلماء كمفلس في أعين أعيانهم، أو كمضغة تحت أسنانهم، وكان قومنا سُخْرة المستهزئين. فأراد الله أن يفصل بين النور والظلمة، ويحكُم بين الرجس والقدس، ويمن على المستضعفين. ورأى فتنتهم بلاءً عظيمًا على الإسلام، ورأى أيّامهم كليالٍ مخوفةٍ من الإظلام، ووجدهم في الفتن قومًا عالين. ما كان فتنة مثل هذا من يوم خلق آدم إلى يومنا هذا.. بل إلى يوم الدين. ومع ذلك تملكوا وعلوا في الأرض، وأثمروا وأكثروا، وأملأوا الأرض كثرة، وزادوا هيبة وشوكة، وبارك الله في أموالهم وأولادهم، وعلومهم وفنونهم وصنائعهم، وأعانَهم في إراداتهم وأفكارهم وأنظارهم، وفتح عليهم أبواب كُلّ شيء.. ابتلاءً من عنده.. فعمُوا وصمّوا وكانوا من الـمُعْجبين.
وأزاغ الله قلوب علمائنا وفقرائنا، وأطفأ نور قلوبهم حتى عادوا إلى الجهالة التي أُخرجوا منها بما كانوا يفسدون في الأرض، وما كانوا من المصلحين. ففنوا في الأهواء، واستكانوا في الآراء، ووهنوا وكسِلوا، وذرّت ريح الجهل ترابهم، وسُلبت قواهم كلّها فصاروا كالميّتين.
ونظر الربّ إلى أمرائنا فوجدهم المسرفين الغافلين، المعرضين عن التقوى والحق، والظالمين العادين. فباعد بينهم وبين شهواتهم، وباعدهم عن الأملاك التي ارتبطت قلوبهم بها، وأخرج من أيديهم أكثر أملاكهم وأراضيهم، وتبّر كلّ ما كانوا عليها كالعاكفين. وقشِفت الوجوه من آفات الجوع والبؤس، وخمدت نار المتموّلين، وقُصِمَتْ عظامهم، وحُطِمَتْ سهامهم، ليعلموا لِيامُهم أنّهم كانوا من المتمرّدين.
وأحاطت شصية المتنصّرين وشَرَكُ سُراتِهم مِن سَمَكِ البحر إلى سِماك السماء، وجرت فُلْكُهم في بحر الإضلال مواخرَ، ووقعت رَجْفةٌ من عظمة شأنهم على كُلّ ما في الأرض.. فخرّوا لهم ساجدين. وما بقي من عشّ ولا كنّ ولا وكر إلا دخلت فيه أيدي الصيادين. ونقلوا خُطواتهم إلى الاعتداء.. حتى نظروا في صحف الرسل ففسّروها برأيهم، وزادوا فيها أشياء، ونقصوا منها، كأنّهم الأنبياء ومن المرسلين. ثم مالوا إلى ملكوت الله وأفعال الألوهية.. فدخلوا في أمور ما كان لهم أن يدخلوا فيها، وفرحوا بتدابيرهم، وحسبوا أنفسهم قادرين على كل شيء كأنهم إله العالمين. واستغنوا وعتَوا عتوًّا كبيرًا، وقطعوا بكبرهم وكفرهم وأنانيتهم آذانَ دهريّين. فهذا هو المراد من ادّعاء النبوّة وادعاء الألوهية، فليفهم من كان من الفَهِمين. وفسدت الأرض بفسادهم، وسارع الناس إلى زينتهم ورشادهم ولمعان فِرْصادهم، وثريدهم وجنّتهم وآرادهم، إلا ما شاء الله.. يحفظ من يشاء.. وهو خير الحافظين. وهاج طوفان عظيم على أعمال الناس وعقائدهم، وطهارتهم وتقواهم، ونيّاتهم وخطراتهم، وأفعالهم وأقوالهم، وأبصارهم وآذانهم، ودينهم وإيمانهم، وأخلاقهم وسنن إحسانهم، ومروّتهم ورَثانهم، وأبنائهم وإخوانهم، وبناتهم ونسوانهم، وزهدهم وعرفانهم، وأيديهم ولسانهم، وهبّت ريح الفساد من كل طرف، وأحاطت الظلمة على كلّ جهة، وزلزلت الخلق زلزالا شديدًا، وطارت حواسهم، وكانوا كالمبهوتين. وكانوا لا يدرون أَعذابٌ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربّهم رحما، وكانوا لِسرّ الغيب منتظرين. وانشقت فُلْكُهم في بحر الزيغان، وهاجت الأمواج من كل طرف، وكادوا أن يكونوا من المغرقين.
فناداني ربّي من السماء.. فناداني ربّي من السماء..أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا، وقم وأنذر فإنّك من المأمورين، لتنذر قومًا ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين. إنا جعلناك المسيح بن مريم، لأتِمّ حجّتي على قوم متنصّرين. قل هذا فضل ربّي، وإنّي أجرِّد نفسي من ضروب الخطاب، وأمرتُ من الله وأنا أوّل المؤمنين. وأمرتُ من الله وأنا أوّل المؤمنين. إنه يرى الأوقات ويعلم مصالحها، وإن من شيء إلا عنده خزائنه. إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول لـه كن فيكون. قل أتعجبون من فعل الله؟ قل هو الله أعجب العجيبين! يرفع من يشاء، ويضع من يشاء، ويُعزّ من يشاء، ويذل من يشاء، ويجتبي إليه من يشاء، لا يُسأل عمّا يفعل وهم من المسئولين. قل الحمد لله الذي أذهب عني الحزن، وأعطاني ما لم يعط أحد من العالمين. وقالوا كتابٌ ممتلئ من الكفر والكذب. قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين. وادع عبادي إلى الحق، وبشّرهم بأيّام الله، وادعهم إلى كتاب مبين. إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم، والله معهم حيثما كانوا.. إن كانوا في بيعتهم من الصادقين. قل إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله، ويجعل لكم نورًا، ويجعل لكم فرقانًا، ويجعلكم من المنصورين. إن الله مع الذين اتقَوا، وإن الله مع المحسنين.
هذا ما ألهمني ربّي.. في وقتي هذا ومن قبل.. ينعم على من يشاء وهو خير المنعمين. وإنّ له عبادًا من الأولياء يسمّون في السماء تسمية الأنبياء بما كانوا يشابهونهم في جوهرهم وطبعهم، وبما كانوا يأخذون نورًا من أنوارهم، وكانوا على خُلقهم مخلوقين. فيجعلهم الله وارثهم، ويدعوهم بأسماء مورثيهم، وكذلك يفعل وهو خير الفاعلين. وللأرواح مناسبات بالأرواح لا يُدْرى دقائقها، فالذين تناسبوا يُعَدّون كنفس واحدة، ويطلق أسماء بعضهم على بعض، وكذلك جرت سنة الله، وذلك أمرٌ لا يخفى على العارفين. إن الله وتر يحب الوتر، ولأجل ذلك قد استمرت سنّته أنه يرسل بعض الأولياء على قدم بعض الأنبياء، فمن بعث على قدم نبيّ يسمّى في الملأ الأعلى باسم ذلك النبي الأمين، ويُنـزل الله عليه سرَّ روحه، وحقيقة جوهره، وصفاء سيرته، وشأن شمائله، ويوحّد جوهره بجوهره، وطبيعته بطبيعته، واسمه باسمه، ويجعل إراداته في إراداته، وتوجهاته في توجهاته، وأغراضه في أغراضه، ويجعلهما كالمـرايا المتقابلة في الإنارة والاستنارة، كأنّهما شيءٌ واحدٌ.. وذلك سرّ التوحيد في أرواح الطيّبين. فهذا هو السرّ الذي سمّاني الله برعايته المسيح الموعود، فتفكروا في السرّ ولا تكونوا من المستعجلين. ما كان الله أن يرسل نبيّا بعد نبيّنا خاتم النبيّين، وما كان أن يُحدث سلسلة النبوة ثانيًا بعد انقطاعها، وينسخ بعض أحكام القرآن، ويزيد عليها، ويُخلف وعده، وينسى إكماله الفرقان، ويُحدث الفتن في الدين المتين.
((( المسيح الموعود يقصد اي انه لا يرسل نبي مستقل بشريعة جديدة بل هو يكون تابع للرسول صلى الله عليه وسلم )))
يقول الامام المهدي الحبيب : ألا تقرؤون في أحاديث المصطفى.. سلّم الله عليه وصلّى.. أن المسيح يكون أحدًا من أمته، ويتبع جميع أحكام ملّته، ويصلّي مع المصلّين. وقد ملئ القرآن من آياتٍ تشهد كلها على أن المسيح ابن مريم قد تُوفِّي، ولحق بإخوانه إبراهيم وموسى، وأخبر بوفاته رسول الله ﷺ وهو أصدق الـمخبرين. ألا تقرؤون في القرآن: (يا عيسى إني متوفيك ) ( فلمّا توفيتني )؟ ألا تقرؤون: (ما محمّد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)؟ ألا تقرؤون في صحيح الإمام البخاري: متوفيك: مُميتك؟ فما بقي بعد هذه الشهادات محل شك للمشككين. وبأيّ حديث تؤمنون بعد آيات رب العالمين؟ ألا ترون أنه
قال في علامات المسيح وفي بيان وقت ظهوره إنه يكسر الصليب، ويقتل الخنـزير؟ فاعلموا أنّه ﷺ أشار إلى أنه يأتي في وقت يُعبَد الصليب فيه، ويؤكل الخنـزير بكثرة، ويكون لعبدة الصليب غلبة في الأرضين. فيأتي ويكسر غلبتهم، ويدقّ صليبهم، ويهدم عماراتِهم، ويخرّب مرتفعاتهم بالحجج والبراهين.

ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الإمام المهدي الحبيب : أيها الناس! اذكروا شأن المصطفى.. عليه سلام رب السماوات العلى.. واقرؤوا كتب المتنصّرين، وانظروا صولتهم على عرض سيد الورى، فلا تُطرُوا ابن مريم، ولا تعينوا النصارى يا وُلْدَ المسلمين. ألرسولنا الموت والحياة لعيسى؟ تلك إذًا قسمة ضيزى! ما لكم لا ترجون وقارًا لسيّد السيّدين؟ أتجادلونني بأحاديث ورد فيها أن المسيح سينـزل، وتنسون أحاديث أخرى، وتأخذون شقا وتتركون شقا آخر، وتذرون طريق المحققين؟ ولا يغرّنكم اسم "ابن مريم" في أقوال خير الورى، إن هو إلا فتنة من الله ليعلم المصيبين منكم وليعلم المخطين، وليجزي الله الصابرين الظانين بأنفسهم ظن الخير، ويجعل الرجس على المعتدين. وقد خلت سننه كمثل هذا، فليتفتش من كان من المتفتّشين.
لقد كان في إيليا وقصة نزوله نظيرٌ شافٍ للطالبين. فاقرؤوا الإنجيل وتدبّروا في آياته بنظرٍ عميقٍ أمين. إذ قالت اليهود: يا عيسى.. كيف تزعم أنّك أنت المسيح.. وقد وجب أن يأتي إيليا قبله كما ورد في صحف النبيّين؟ قال: قد جاءكم إيليا فلم تعرفوه، وأشار إلى يحيى وقال: هذا هو إيليا إن كنتم موقنين. قالوا: إنك أنت مُفتر.. أتنحتُ معنى منكرًا؟ ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين. قال: يا قوم.. ما افتريتُ على الله، لكنكم لا تفهمون أسرار كتب المرسلين.
تلك قضيةٌ قضاها عيسى نبي الله، وفي ذلك عبرة للمسلمين. ما كان نزول بشرٍ من السماء من سنن الله، وإن كان فأتوا بنظير من قرون خالية إن كنتم من المهتدين. وما كان فينا من واقع إلا خلا لـه نظير من قبل، وما كان فينا من واقع إلا خلا لـه نظير من قبل، وإليه أشار الله وهو أصدق الصادقين (ولن تجد لسنة الله تبديلا). وقد مضت سنة الأوّلين. خصمان تخالفا في رأيهما.. فأحدهما متمسك بنظير مثله، والآخر لا نظير عنده أصلا.. فأي الخصيمَين أقرب إلى الصدق؟ انظروا بأعين المنـصفين.
يا أيها الناس، التُّقى التُّقى.. النُّهى النُّهى.. ولا تتبعوا أهواء فيج أعوج، واذكروا ما قال المصطفى. لقد جئتكم حكمًا عدلا للقضايا وجب فصلها، فاقبلوا شهادتي، إني أوتيت علمًا ما لم تؤتوه وما يؤتى. وإن كنتم في شك من أمري فتعالوا ليفتح الله بيننا وبينكم، وهو الرب الأقدر الأقوى. إنه مع الصادقين.. يسمع ويرى. وبشرني في وقتي هذا، وقال: يا عيسى سأُريك آياتي الكبرى. فأيّ نهج الفصل أهدى من هذا إن كنتم تطلبون الهُدى؟ وقد جئت حين سجَى الدجى، وغابت الحق من الوَجى، وكانت تلك الأيّام أيّام الوباء. قد هلكت فيه أمم كثيرة، وكان الإسلام نِضْوَ سُرًى، ما كان لـه من موئل ومأوى، كخابط ليلةٍ ليلاءَ، وكان الطالبون كذي مجاعة جَوِي الحشا، مشتمل على الطَّوى. فأوحى إليَّ ربّي ما أوحى. فنهضتُ ملبّيا للنداء، فأنبأني ربّي مما سيأتي وما مضى. وصافاني ونجّاني من كل هم وبلاء، وبشرني بغلبتي على كل من خالف وأبى. وأوحى إليّ بأنني غالبٌ على كل خصيم أعمى. وقال: إني مهين من أراد إهانتك، وأحسنَ إلي بآلاء لا تعد ولا تحصى. وقال: إني معك حيثما كنتَ، وإنّي ناصرك، وإنّي بُدُّك اللازم وعَضُدُك الأقوى. وأمرني أن أدعو الخلق إلى الفرقان وأمرني أن أدعو الخلق إلى الفرقان ودين خير الورى، الذي سن التبليغ وحث على الجهد وحمل الأذى. لستُ بنبيّ، ولكن محدَّث الله وكليم الله لأجدد دين المصطفى. ((( يقصد المسيح الموعود لست بنبي اي لست بنبي مستقل او تشريعي يكسر ختم النبوة المحمدية ))) يقول المهدي : وقد بعثني على رأس المائة، وعلّمني من لدنه علوم الهدى. وإن كنتم تشكون في أمري، وتحسبون أنكم على حق في مخالفتي، وتظنون قربتكم أعظم من قربتي، فها أنا قائم في موطن المقابلة لرؤية آيات صدقكم وإراءة برهاني على الاصطفاء. وأعزم عليكم بالله الذي هو خالق الأرض والسماء، أن لا تمهلوني طرفة عين، وجاهدوا لهزيمتي حق جهادكم، واستفتحوا لأنفسكم من الله الأعلى. وحرام عليكم أن تتقاعسوا وتستأخروا ولا تبرزوا في مكان سُوى. واجتمعوا عليّ كلكم وارمُوا كل سهام من قوس واحد، فستعلمون من هلك ومن حفظه الله تعالى وأبقى. وإن تقبلوني فالله يبارككم، ويجعلكم مثمرين مباركين آمنين، ويردّ إليكم أيّامكم الأولى، وتسكنون في أمان الله، ويتوب إليكم ربكم ويرضى، وكل سوء يتحوّل عنكم ويتناهى.
يا قوم، إنّي لستُ كافرًا كما يفشي ويفتري عليّ علماء السوء، وما افتريت شيئًا على ربّي، وما افتريت شيئًا على ربّي، وما أقول لكم من عند نفسي، وقد خاب من افترى. وإني أعتقد من صميم قلبي أنّ للعالم صانعًا قديمًا أنّ للعالم صانعًا قديمًا واحدًا قادرًا كريمًا مقتدرًا على كل ما ظهر واختفى.
وأعتقد أنّ لله ملائكةً مقربين، لكل واحد منهم مقام معلوم، لا ينـزل أحدٌ من مقامه ولا يرقى. ونزولهم الذي قد جاء في القرآن ليس كنـزول الإنسان من الأعلى إلى الأسفل، ولا صعودهم كصعود الناس من الأسفل إلى الأعلى، لأن في نزول الإنسان تحولا من المكان، ورائحةً من شِقّ الأنفس واللغوب، ولا يمسّهم لغبٌ ولا شقّ، ولا يتطرّق إليهم تغيّر، فلا تقيسوا نزولهم وصعودهم بأشياء أخرى، بل نزولهم وصعودهم بصبغ نزول الله وصعوده من العرش إلى السماء الدنيا، بل نزولهم وصعودهم بصبغ نزول الله وصعوده من العرش إلى السماء الدنيا لأن الله أدخل وجودهم في الإيمانيات، وقال: (ما يعلم جنود ربك إلا هو)، فآمنوا بنـزولهم وصعودهم ولا تدخلوا في كنههما، ذلك خيرٌ وأقرب للتقوى. وقد وصفهم الله بالقائمين والساجدين والصافّين والمسبحين والثابتين في مقامات معلومة، وجعل هذه الصفات لهم دائمة غير منفكّةٍ، وخصّهم بها؛ فكيف يجوز أن يترك الملائكة سجودهم وقيامهم، ويقصموا صفوفهم، ويذروا تسبيحهم وتقديسهم، ويتنـزّلوا من مقاماتهم، ويهبطوا الأرض، ويُخلوا السماواتِ العُلى؟ بل هم يتحركون حال كونهم مستقرين في مقاماتهم، بل هم يتحركون حال كونهم مستقرين في مقاماتهم، كالملك الذي على العرش استوى. وتعلمون أن الله ينـزل إلى السماء في آخر كل ليل، ولا يقال إنه يترك العرش ثم يصعد إليه في أوقاتٍ أخرى، فكذلك الملائكة الذين كانوا في صبغة صفات ربهم، كمثل انصباغ الظلّ بصبغة أصله، لا نعرف حقيقتها ونؤمن بها. كيف نشبّه أحوالهم بأحوال إنسان نعرف حقيقة صفاته، وحدود خواصه، وسكناته وحركاته، وقد منعنا الله من هذا وقال: (ما يعلم جنود ربك إلا هو)، فاتقوا الله يا أرباب النُهى.
ونعتقد..كما كشف الله علينا.. أن عيسى ابن مريم قد تُوفِّي ولحق بإخوانه النبيّين الصالحين، ورفع إلى مكان كان فيه يحيى.
ونعتقد أن رسولنا خير الرسل، وأفضل المرسلين، وخاتم النبيين، وأفضل من كل من يأتي وخلا. ونعتقد أن رسولنا خير الرسل، وأفضل المرسلين، وخاتم النبيين، وأفضل من كل من يأتي وخلا. ((( هنا يبين المسيح الموعود انه سيكون انبياء كثر يأتون من امة محمد ولكنهم لا يكسرون ختم نبوة محمد اي لا يكسرون الشريعة ولا يكونون انبياء مستقلين بل تكون نبوتهم مستفاضة من نور الرسول ﷺ . كلام واضح ))) ونعتقد أن رسولنا خير الرسل، وأفضل المرسلين، وخاتم النبيين، وأفضل من كل من يأتي وخلا. هو سلكني بنفسه المباركة، وربّاني بيده الطاهرة الـمُطهرة، وأراني عظمته وملكوته، وعرّفني بأسراره العُليا.
ونعتقد أن كل آية القرآن بحر موّاج، مملوّ من دقائق الهدى. وباطل ما يعارضه ويخالف بيانه من قصصٍ وعلوم الدنيا والعقبى.
ونعتقد أن الجنّة حق، والنار حق، وحشر الأجساد حق، ومعجزات الأنبياء حق.
ونعتقد أن النجاة في الإسلام واتباع نبينا سيّد الورى. ونعتقد أن النجاة في الإسلام واتباع نبينا سيّد الورى. وكل ما هو خلاف الإسلام فنحن بريّون منها، ونؤمن بكل ما جاء به رسولنا ﷺ وإن لم نعلم حقيقته العُليا. ومن قال فينا خلاف ذلك فقد كذب علينا وافترى. فاتقوا الله ولا تصدّقوا أقوال كل ضَنينٍ مَهين.. سعى إليّ كتِنِّينٍ، ومال إلى إكفاري بفَيلولةِ رأيه، واتّبع الهوى. واعلموا أن الإسلام ديني، وعلى التوحيد يقيني، وما ضل قلبي وما غوى. ومن ترك القُرآن واتّبع قياسًا.. فهو كرجل افتُرس افتراسًا.. ووقع في الوِهاد الـمهلكة، وهلك وفنى. والله يعلم إني عاشق الإسلام، وفداء حضرة خير الأنام، وغلام أحمد المصطفى.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة الاعلى .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى ٱلَّذِی خَلَقَ فَسَوَّىٰ وَٱلَّذِی قَدَّرَ فَهَدَىٰ وَٱلَّذِیۤ أَخۡرَجَ ٱلۡمَرۡعَىٰ فَجَعَلَهُۥ غُثَاۤءً أَحۡوَىٰ سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰۤ إِلَّا مَا شَاۤءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ یَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا یَخۡفَىٰ وَنُیَسِّرُكَ لِلۡیُسۡرَىٰ فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ سَیَذَّكَّرُ مَن یَخۡشَىٰ وَیَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى ٱلَّذِی یَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ ثُمَّ لَا یَمُوتُ فِیهَا وَلَا یَحۡیَىٰ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ ٱسۡمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةُ خَیۡرࣱ وَأَبۡقَىٰۤ إِنَّ هَـٰذَا لَفِی ٱلصُّحُفِ ٱلۡأُولَىٰ صُحُفِ إِبۡرَ ٰهِیمَ وَمُوسَىٰ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الغاشية .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰطَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِیثُ ٱلۡغَـٰشِیَةِ وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذٍ خَـٰشِعَةٌ عَامِلَةࣱ نَّاصِبَةࣱ تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِیَةࣰ تُسۡقَىٰ مِنۡ عَیۡنٍ ءَانِیَةࣲ لَّیۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِیعࣲ لَّا یُسۡمِنُ وَلَا یُغۡنِی مِن جُوعࣲ وُجُوهࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ نَّاعِمَةࣱ لِّسَعۡیِهَا رَاضِیَةࣱ فِی جَنَّةٍ عَالِیَةࣲ لَّا تَسۡمَعُ فِیهَا لَـٰغِیَةࣰ فِیهَا عَیۡنࣱ جَارِیَةࣱ فِیهَا سُرُرࣱ مَّرۡفُوعَةࣱ وَأَكۡوَابࣱ مَّوۡضُوعَةࣱ وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةࣱ وَزَرَابِیُّ مَبۡثُوثَةٌ أَفَلَا یَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَیۡفَ خُلِقَتۡ وَإِلَى ٱلسَّمَاۤءِ كَیۡفَ رُفِعَتۡ وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَیۡفَ نُصِبَتۡ وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَیۡفَ سُطِحَتۡ فَذَكِّرۡ إِنَّمَاۤ أَنتَ مُذَكِّرࣱ لَّسۡتَ عَلَیۡهِم بِمُصَیۡطِرٍ إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ فَیُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَكۡبَرَ إِنَّ إِلَیۡنَاۤ إِیَابَهُمۡ ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا حِسَابَهُم)
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق