درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من الرعد .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ الوقف و السكت , ثم قام بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة الرعد ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة الرعد ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :
الوقف :
ج (وقف جائز) , قلي (الوقف أفضل لكن الوصل جائز) , صلي (الوصل أفضل لكن الوقف جائز) ,
لا (ممنوع الوقف) , مـ (وقف لازم) , وقف التعانق و هو لو وقفتَ عند العلامة الأولى فلا تقف عند العلامة الثانية و لو وقفتَ عند الثانية لا تقف عند الأولى) .
و السكت :
هو حرف السين ، و هو وقف لطيف دون أخذ النفس ، مثل : من راق ، بل ران .
و بعد مروان قالت الأحكام رفيدة ثم أرسلان .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هذا الوجه ، وجه عظيم ، و كل أوجه القرآن عظيم ، يقول تعالى سبحانه :
{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} :
(أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى) ربنا بيصف هنا إيه؟ مقارنة ما بين الكافر و المؤمن ، ما بين المؤمن و الكافر ، الذي عرف أن النبي حق و أنه مبعوث من الله الحق مُبصر ، مُبصر على الحقيقة ، و الذي كفر بالنبي و كذب به و أعرض عنه هو أعمى ، أعمى على الحقيقة ، أي أن حقيقة البصر هو أن تعرف نبي الزمان ، و حقيقة العمى هي أن تُكذب نبي الزمان ، هذا هو الإبصار الحق و ذاك هو العمى الحقيقي ، و قلتُ الحق لأن الإبصار حق ، لأنه لا يكون إلا بنور الله عز و جل ، و قلتُ العمى الحقيقي أي أنه العمى الحقيقي و ليس الحق لأن العمى ليس بحق ، (إنما يتذكر أولوا الألباب) خلي بالك ، المؤمن لما يؤمن بالنبي ، بنبي الزمان ، هو كده بيتذكر إيمانه به في الميثاق لما ربنا أخذ الميثاق من بني آدم ، إن هم يؤمنوا بالله و رسله و لا يشركوا به شيئاً ، كل واحد فينا آمن في الميثاق أي في إيمان الفطرة في ذلك العالم الذي خلقه الله ، في عالم الغيب ، و لما يأتي نبي الزمان ، يادوبك إنت تتذكر إيمانك السابق ، إنت أصلاً مؤمن بالفطرة ، منهم من يتذكر و منهم من لا يتذكر ، تكون على قلبه الحُجب و الران ، و الران هو صفة لتكاثر الذنوب في القلب ، لأن كل ذنب يُعرض على القلب كالحصير ، عوداً عوداً ، أيما قلبٌ قَبِلَ تلك المعصية نُكِتت في قلبه نكتة سوداء حتى يصبح أسود مرباد كالكوز المجخية ، لا يقبل معروفاً و لا ينكر منكراً ، عايش كالحيوان ، بهيمة ، عايش كده ياكل و يشرب و خلاص ، و يمكن أقل من البهيمة كمان ، اللي بيبقى قلبه أسود مرباد ده ، كالكوز المجخية لا يقبل معروفاً و لا ينكر منكراً ، و هذا وصف النبي ﷺ لحال المكذبين ، خلي بالك بقى (إنما يتذكر) يبقى هنا المؤمن تذكر إيمانه الأول في الميثاق ، شوفت بقى ، خلي بالك ، (إنما يتذكر أولوا الألباب) هنا وصف المؤمن بأنه لبيب ، لبيب يعني إيه؟ ذكي يعني و فهيم و نبيه؟ ممكن آآه طبعاً ، لأن المؤمن عنده فراسة و عنده حِس ، إحساس فطري ، بيعرفه الحق من الباطل لأن ميزانه معدول ، كذلك المعنى العظيم بقى اللي عاوز أقوله دلوقتي ، (أولوا الألباب) يعني أصحاب اللب ، يعني الباطن ، أصحاب البواطن ، اللي هم بيفهموا الأسرار اللدنية ، بيفهموا الأسرار الإلهية ، اللي عندهم العرفان الإلهي ، اللي عندهم العرفان الرباني ، لأن إحنا دايماً بنقول أن الدين دين باطني ، لأن الدين كله أسرار ، لأن الله خفي و لطيف ، و وصاله خفي و لطيف ، و وحيه بنا خفي و لطيف ، فلذلك الدين فيه أسرار عظيمة جداً ، أسرار تُريح النفس الإنسانية ، النفس الإنسانية دي باطن من البواطن العجيبة ، التي فيها أسرار كثيرة جداً ، لا يعلمها و لا يعلم كنهها و لا يعرف أن يتصرف معها إلا الله ، فبالتالي وصف الله سبحانه و تعالى المؤمنين بأنهم (أولوا الألباب) أصحاب البواطن ، أصحاب البواطن السليمة ، أصحاب البواطن الطاهرة النقية ، عرفتوا يعني إيه ألباب؟؟ دي قرينة أهي و دليل إن الدين دين باطني ، و إن المثال اللي ربنا شبه به المؤمن بأنه بصير و أن الكافر بأنه اعمى ، ده مجاز ، يبقى في القرآن مجاز أهو صح؟؟ ماشي .
___
{الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ} :
ربنا هنا بيكمل وصف للمؤمنين هؤلاء ، بأنهم أوفياء ، أوفياء ، فيهم الوفاء و فيهم المحبة ، وفاء و محبة ، (و لا ينقضون الميثاق) يعني لما يبايعوا ، لا يفك البيعة ، صادق ، ليس بخائن و لا غدار ، و الميثاق اللي هو إيه؟ العقد الغليظ ، العهد الغليظ ، و العهد القوي ، و العهد المعقود بقوة ، و هي البيعة أي أن تبيع نفسك لله على يد نبي الزمان ، هي دي معنى البيعة ، ميثاق من إيه؟ من الثقة و من الوثاق القوي ، إذاً الميثاق هنا أتت من معنيين : ميثاق أي من الثقة ، إنه واثق ، واثق في الله ، واثق في نبي الزمان ، كذلك ميثاق أي من الوثاق أي رباط قوي ، رباط قوي بينه و بين الله من خلال نبي الزمان ، و كلمة نقض حد يعرف يقولها من أصوات الكلمات؟ سهلة خالص ، نقض : نون نعمة ، القاف قوة ، الضاد تشتت فظ أليم ، إذاً تشتت فظ أليم بقوة للنعمة ، هو ده النقض ، هو ده نقض الميثاق ، تمام كده .
___
{وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} :
(و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) بيستمر ربنا هنا في وصف المؤمن ، في وصف المؤمنين ، (و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) إنك تتصل بالله و بنبي الزمان ، تتصل بصفة الإحسان ، اللي هي كلمة السر في التعاقب بالجنان المتتالية ، هنشوفها دلوقتي ، (و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) و إيه تاني؟؟ (و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب) هنا بقى نعمل مقارنة ما بين الخشية و الخوف ، إيه الفرق ، حد يعرف؟ حد يعرف الفرق بين الخشية و الخوف؟؟ الإتنين لهم تقريباً دلالة واحدة بس في فرق ما بينهم ، حد يعرف؟ حد يعرف؟ الخشية : هي التي تكون آنية و تكون إيه؟ تورث الخشوع ، و تكون إيه؟ خشية غالباً بتبقى في الأمور الحسنة و الطيبة و الأمور البارة ، خشية ، دايماً كده ربنا بيصف المؤمنين إنهم إيه؟ يخشون ربهم ، خشية ، هكذا الأنبياء و الأولياء و الصالحين و المؤمنين ، فيهم خشية ، من الإيه؟ من الخشوع ، لأن الخشية تورث الخشوع ، اللي هو الخضوع لله ، خضوع برضا ، خضوع بإيه؟ برضا ، هذه هي الخشية ، خشى ، (و يخافون سوء الحساب) الخوف ، دايماً كده بيكون من أمر مستقبلي ، غالباً كده ، إذاً الخشية يكون أمر آني ، أمر آني يورث الخشوع ، يورث الخشوع ، و يكون خوف برضا ، فيه خشوع و فيه طيبة و فيه نقاء و صفاء ، هي دي الخشية ، لكن الخوف ، الخوف برضو/أيضا ، هو يكون من أمر مستقبلي ، و يجمع ممكن ما بين خوف حسن و خوف سيء ، خوف حسن : إن تخاف من سوء الحساب يوم القيامة ، تخاف من النار ، تخاف من العذاب ، ده خوف حسن ، تخاف من عقاب الله ، تخاف من الذنب و آثار الذنب ، تخاف من الظلم و آثار الظلم في الدنيا و الآخرة ، هذا خوف حسن ، و كذلك هناك خوف سيء ، أن تخاف على أمور تافهة ليس لها قيمة ، أمور دنيوية تافهة ليس لها قيمة ، أن تخاف مثلاً من أن يفوت الإنسان معصية معينة فهذا خوف مذموم ، أما الخوف من الله عز و جل ، خوف بمحبة يعني ، و الخوف من عقاب الله يورث التقوى ، أن تجعل بينك و بين عذاب الله وقاية ، إذاً عرفنا الفرق بين الخشية و الخوف؟؟ الخشية أمر آني يورث الخشوع ، و الخوف هو من أمر مستقبلي ، يشمل الأمر الحسن و الأمر السيء ، (و يخافون سوء الحساب) خلي بالك في الكلمة دي ، (سوء الحساب) و قال لك هنا ، برضو في الوجه (سوء الدار) ، (سوء الحساب) يعني حساب واحد بس لكل كون ، هنتحاسب مرة واحدة في القيامة الكبرى ، (سوء الدار) هي دار سيئة واحدة ، جهنم واحدة بس و هتزول و هتفنى ، لكن ماقلش كده عن الجنان المتعاقبة ، هنعرف إزاي دلوقتي ، إذاً دي قرينة على فناء النار و إن الحساب مرة واحدة بس لكل كون ، (و يخافون سوء الحساب) ربنا يعافينا ، نسأل الله حسن الختام .
____
{وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} :
(و الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) ربنا سبحانه و تعالى هنا بيستمر في وصف المؤمنين ، إن عندهم صبر ، صبر : صاد بر أي صلة البر ، دايماَ ، صبر وصل البر أو إتصل بالبر و هو الإحسان يعني ، غالباً ، لأن الإحسان يحتاج إلى صبر ، من مقومات الإحسان إيه؟ و من قواعد الإحسان إيه؟ الصبر ، سورة العصر ، مبدأ و قانون سورة العصر ، (و الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) صبروا عشان إيه؟ (إبتغاء) طلب ، طلب إيه؟ وجه ربهم ، يعني إيه (إبتغاء وجه ربهم)؟؟ حاجتين ، حاجة في الدنيا ، و حاجة في الآخرة ، (إبتغاء وجه ربهم) يعني طلب إن هم يشوفوا وجه الله عز و جل في الجنة و ده أعظم نعيم أهل الجنة ، حلو أوي أوي ، ده المعنى الأخروي ، المعنى الدنيوي بقى : (إبتغاء وجه ربهم) إن هم يبتغوا إن إيه ، صفات ربنا تكتمل عند البشر ، يعني إيه؟ الناس تفهم هذا الإله و تتعرف على هذا الإله فالصورة تبقى واضحة عند الناس ، يعني حتى يكتمل وجه القمر في الدنيا ، القمر هو رمز المهدي ، و إذا اكتمل وجه القمر إكتملت الرؤيا عند الناس بخصوص صفات الله عز و جل فيتعرفوا على الله حق المعرفة ، على يد المهدي ، اللي هو وجه القمر ، (و الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) صبروا عشان يكتمل وجه ربنا في الدنيا عند الناس ، الناس تتعرف على ربنا ، فصبروا عشان الدعوة ، بأنهم يبلغوا دعوة الأنبياء ، كذلك صبروا عشان يبتغوا رؤية وجه ربنا في الجنة ، اللي هو أعظم نعيم أهل الجنة ، شفتوا بقى المعنيين؟؟
(و الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم) و إيه تاني؟؟ (و أقاموا الصلاة) الصلة ، و كذلك الصلوات المكتوبة ، الصلة مع الله عز و جل ، (و أنفقوا مما رزقناهم) الصدقة ، الإنفاق ، الصدقة تطفئ غضب الرب ، و الصدقة تمحو الذنب ، و الصدقة تطفيء نار الخطيئة ، (و أنفقوا مما رزقناهم سراً و علانية) في السر و العلانية ، و ربنا قَدَمَ السر لأن ربنا بيحب الأعمال و الصدقات تكون مخفية ، عشان حاجتين : نمنع أنفسنا من الرياء و نحتمي من الرياء ، اللي هو شرك خفي ، اللي هو نوع من أنواع الشرك الخفي ، و كذلك نحافظ على كرامة المسكين أو الفقير اللي إحنا بنتصدق عليه ، هو ده فايدة السر ، و علانية برضو ، عادي لو علانية ماشي ، بس الأفضل السر ، ماشي ، إذاً السر ده الفاضل و العلانية هو المفضول ، يعني زي الراجح و المرجوح ، الأَولَى هو السر ، من صفات المؤمنين إيه بقى؟ (و يدرؤون بالحسنة السيئة) عندهم الإحسان ، شوفت بقى الإحسان أهو ، كلمة السر و المفتاح اللي هيدخلك الجنة و يخليك تخلد فيها إلى ما لا نهاية ، تتعاقب في الجنات المتتاليات للأكوان التاليات إلى ما لا نهاية ، الإحسان ، و في ناس ، لا ، مش هيعبروا ، يخشوا/يدخلوا النار و بعد كده يخرجوا و يخشوا جنة واحدة بس و بعد كده يفنوا ، بنص كلام المهدي الحبيب ﷺ و بنص القرآن الكريم ، (و يدرؤون بالحسنة السيئة) يعني بيزيلوا السيئة بالإحسان ، بالحسنة ، بمعنيين برضو ، يعني لما المؤمن ده يُسيء ، يعمل سيئة ، يَتبَعها بإحسان ، صدقة ، عمل طيب ، بِر ، كذلك ، (و يدرؤون بالحسنة السيئة) يعني لما الواحد يُسيء لهم ، هم يُحسنوا له ، يبقى هنا معنيين ، الجزاء إيه؟ جزاء الإحسان إيه؟ (أؤلئك لهم عقبى الدار) أي دار متعاقبة ، عقبى يعني متعاقبة ، لا تنتهي ، زي السلسلة كده و الذرية ، يقول لك في عقبك أو عقباك يعني ذريتك متسلسلة كثيرة لا تنتهي عبر الزمان ، ده تشبيه يعني ، لكن الجنة رينا شبهها كأنها ذرية ، (عقبى) أي سلسلة لا تنتهي ، مش ربنا قال عن الجنة (و جعلناهم الوارثين) إن المؤمن يرث الجنة ، يرث ، زي ما ربنا بيرث الأرض و من عليها ، و ربنا يُورث الجنة للمحسنين ، سلسلة يعني ، سلسلة مستمرة ، (أؤلئك لهم عقبى الدار) أي الدار متعاقبة لا تنتهي ، عَقِب ، في سلسلة متتالية لا تنتهي .
___
{جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ} :
وصفها إيه بقى (عقبى الدار) دي؟؟ (جنات) أهو بيقول أهو (جنات) يعني جنات متتاليات ، ورا بعض ، (جنات عدن) عدن يعني إيه؟ آآه ، عدن أي تعدو في الزمان و لا تلتفت للزمان ، يعني الزمان بالنسبة لها و لا حاجة ، يعني إلى ما لا نهاية ، عدن أي إلى ما لا نهاية ، كذلك عدن أي مُعَدَة ، عدن : عَدَّ أي أعد ، النون نعمة ، أي ما فيها من إعداد للنعمة ، معدودة النعمة أي معدّة النعمة ، يعني مُهيئة النعمة ، مش إن معدودة يعني بسيطة أو قليلة أو محدودة ، لا ، من الإعداد ، تجهيز ، مجهزة النعيم المستمر ، مجهزة النعيم المقيم ، إذاً عدن أي تعدو في الزمان و لا تلتفت للزمان ، أي أنها لا نهائية ، (يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم) من تمام النعيم لما يكون من آباءك مؤمنين و من أزواجك مؤمنين و من ذرياتك مؤمنين ، ربنا يجمعهم عليك في الدرجة بتاعتك ، لو إن درجتك عالية ييجوا معك إتماماً للنعمة ، يبقى ربنا أنعم علينا بإتمام لَّم الشمل ، عمل لنا لَّم شمل في الجنة ، لَّم شمل ، أسرتك أو أقاربك المؤمنين ، ربنا هيجمعهم عليك عشان تستأنس بهم في الجنة ، شايفين ربنا أد/قد إيه ودود و رحيم ، صح كده؟ ، عرفنا طبعاً عهد الله هو الميثاق و هو البيعة ، صح كده؟ و عرفنا الفرق ما بين الخشية و الخوف ، و عرفنا يعني (عقبى الدار) أي الديار المتعاقبة في جنات متتالية ، عقبى أي سلسلة كالذرية لا تنقطع ، و الديار متسلسلة لا تنقطع في الجنات، و عرفنا معنى عدن أي عديدة تعدو في الزمان أي أنها لا نهائية بل متتالية ، (جنات عدن يدخلونها و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم) إيه تاني بقى؟ حالهم عامل إزاي؟ (و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب) كل باب جنة يدخلوها ، الملائكة يدخلوا معهم أو يدخلوا عليهم ، يعني يدخلوا يُباركوهم ، يدخلوا يعطروهم ، يدخلوا يُسعدوهم ، يُسعدوا قلوبهم ، لأن أثر الملاك سعادة ، سعادة و خشوع و بركة و طيبة و عطر جميل ، ده أثر الملاك ، و أثر الشيطان -عياذاً بالله- النزغ و النزع و النار و الغيظ و الغضب و الحزن ، عياذاً بالله ، إذاً ده أثر الملائكة ، ربنا بيحط /بيضع عليهم أثر الملائكة (و الملائكة يدخلون عليهم من كل باب) .
___
{سَلامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} :
حالهم إيه بقى؟؟ (سلام عليكم) عندهم سلام نفسي و سلام مادي و سلام في كل حاجة ، سِلم و سلام ، (سلام عليكم) إيه بقى (بما صبرتم) إنكم صبرتوا ، وصلتوا البِر ، صبرتوا الصبر الجميل ، اللي هو قاعدة من قواعد الإحسان ، (سلام عليكم بما صبرتم) صبر على أي حاجة بقى ، على أي إبتلاء ، على أي أذى ، على أي مرض ، عياذاً بالله ، على أي إبتلاء في الدنيا ، على أي تكذيب من الكافرين ، كل ده صبر على الإيذاء ، قاعدة عظيمة جداً من قواعد الإحسان و قواعد السلامة و قواعد السلام في الجنان ، في الجنات المتعاقبة ، الصبر ، و الصبر لا يأتي إلا بالخير في الدنيا و الآخرة ، (فنعم عقبى الدار) فنعم ، ربنا هنا بيمدح الجنات المتتاليات دي المتعاقبات ، اللي هي للمحسنين ، (فنعم عقبى الدار) يعني ما أعظمها من ديار متعاقبة جزاءً للمحسنين ، (فنعم عقبى الدار) يعني زمان في السعودية و أنا صغير ، كان مثلاً لما حد يحب يمدح عمل معين ، يقول : و النِعم ، و النِعم بك ، مثلاً أنا عملت حاجة كويسة أو كنت شاطر في المدرسة ، يعني كنت جيد في المدرسة أو درجاتي كويسة ، يقولك : و النعم يا محمد ، و النِعم بك ، و النعم بيك يا محمد ، واخد بالك إزاي ، فكلمة و النِعم أو فنعم يعني ما أعظمك أو ما أحسن ما فعلت ، و النِعم بك .
___
{وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} :
(و الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) هنا بقى ربنا بيصف الكفة التانية ، الطرف التاني ، الطرف المكذب الكافر ، (و الذين ينقضون) عرفنا معنى النقض طبعاً ، (و الذين يتقضون عهد الله) يعني بيعة الله و كذلك ينقضون ميثاق الله الذي أخذه عليهم في الكشف العظيم ، (و الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه) بعد التوثيق ، سواء كان التوثيق الفطري أو إنه كان بايع نبي الزمان و ثم أَخَلَ بالبيعة ، ربنا هنا بيصف هذا العمل الكُفري ، (و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل) أي وصل الله و نبي الزمان ، (و يفسدون في الأرض) أي يُعادون الله و يُعادون نبي الزمان و المؤمنين ، (أؤلئك لهم اللعنة) عليهم لعنة ، لعنة ، يعني إيه لعنة؟ أي لعاعة تصيب أي نعمة عندهم ، لعنة : لع أي لعاعة ، النون نعمة أي لعاعة و ألم تصيب أي نعمة فهي لعنة ، شوفتوا بقى القرآن ، العربية دي لغة إلهامية ، و أي كلمة عُربت في القرآن ، ربنا بيُعطيها من الصفات دي ، من الصفة الإلهامية دي ، بيخلي في أصوات كلماتها معاني ، خلي بالكم ، (أؤلئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار) دار سيئة واحدة في الآخرة يخشوها/يدخلوها و بعد كده يدخلوا الجنة و بعد كده يفنوا ، مالهومش تعاقب لأنهم مش محسنين .
___
{اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاء وَيَقْدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ} :
(الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر) ربنا هنا بيصف صفة من صفاته ، إن هو بيُعطي رزق كتير لناس ، و بيَقْدِر أو بيقلل الرزق لناس تانيين ، (الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر) و الكلام ده في الدنيا و الآخرة ، في الدنيا ممكن ربنا يبسط الرزق للكافر ، و يَقْدِر الرزق للمؤمن ، عادي و ممكن العكس ، ربنا يبسط الرزق للمؤمن و يَقْدِر يعني يقلل الرزق للكافر ، ملهاش مقياس ، يعني هي حسب ربنا سبحانه و تعالى و حسب حكمته ، لأنه بيبقى حكيم و ده بيبقى من إيه؟ من مفردات و أساليب التربية الإلهية الربانية للعباد ، بسط الرزق أو قَدره أو تقليله ، ربنا بيبقى عالم بالحكمة و هو أعلم منا ببواطن الأمور و أعلم منا بما هو أصلح لنا ، (الله يبسط الرزق لمن يشاء و يقدر) دي صفات عامة لله عز و جل ، (و فرحوا بالحياة الدنيا) الكفار فرحوا بالحياة الدنيا ، (و ما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع) حياة الدنيا اللي عايشينها دي مقارنةً بالآخرة ، كأنها شُربة مية ، كأنها أكلة أكلتها ، كأنها خروجة خرجتها في حياتك كلها ، فمفيش مقارنة أصلاً ، فمفيش مقارنة بين الحياة الدنيوية دي و الآخرة ، حتى اللي هم مش هيعقبوا أو يتعاقبوا في الجنات المتتالية ، الآخرة بالنسبة لهم أعظم كثير جداً من الدنيا ، صح؟ ، لأن أقل أهل الجنة نعيماً ، هو آخر واحد بيخرج من النار و يدخل الجنة ، ربنا يُعطيه أد/قد مُلك الدنيا كلها مرتين ، كأنه مَلَكَ الدنيا اللي إحنا فيها دي ، الكرة الأرضية يعني هو الملك فيها ، و عنده كل ثروات الأرض دي و اضرب بإتنين ، ده أقل واحد في الجنة اللي هو آخر واحد خرج من النار ، فتخيل بقى ، تخيل حياة الدنيا دي بالنسبة للآخرة إيه ، متاع ، و لا حاجة .
___
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} ؛
(و يقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) دايماً كده ربنا بيصف الكفار بأنهم بيميلوا إلى الآيات المادية ، اللي هي تكون أقرب لسلوك السحرة ، اللي إحنا بنشوفهم دلوقتي في التلفجنز و كده ، أو هم بيعملوا أعمال سحرية زي كريس أنجل أو ديفد كوبرفيلد أو كده ، هؤلاء يَتبعهم الغوغاء و الضالين و أصحاب العقول التافهة و السخفاء من القوم ، فدايماً كده الكفار بيبقوا عاوزين حاجات مبهرة كده مادية ، آيات مبهرة مادية ، (و يقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) فربنا هنا بيذم الصفة دي ، إيه هي؟ إنك تطلب آية مادية من النبي ، دي صفة مذمومة ، ربنا بيذمها ، ربنا مابيحبهاش ، صح؟ ، لأن النبي ده مش ساحر يعني ، مش جاي يعمل أعمال بهلوانية ، و لا جاي يعمل فقرة ترفيهية للبشر أو للمؤمنين ، هو فايدة النبي إنه بيرفه عن المؤمنين أو بيعمل لهم فقرات ترفيهية ؟؟؟!!!!!! ، هي دي فايدة النبي؟؟؟!!!! و لا/ أم إنه بيزكيهم و يُعطيهم الحكمة؟؟ ، يزكيهم و يعطيهم الحكمة ، بس ، (قل إن الله يضل من يشاء و يهدي إليه من أناب) اللي بيطلب آية مادية ده ضال ، ضال ليه؟ لأنه شاء أن يضل ، (قل إن الله يضل من يشاء) (من يشاء) يعني الكافر هو اللي شاء أن يضل بإختياره ، (و يهدي إليه من أناب) ربنا بيهدي إليه من إختار الإنابة ، اللي إختار الخضوع لنبي الزمان ، اللي إختار التواضع ، اللي إختار الصبر ، اللي إختار حُسن الظن ، كل دي مؤسسات و قواعد للإحسان ، إنك تبقى بار ، متصل بالبِر ، عشان تتصل بنبي الزمان و بالتالي تتصل بالله ، فيكتمل عندك وجه الله ، و يكتمل عندك وجه القمر ، فإنت دلوقتي تحاول تكمل وجه ربنا عند الناس ، تعرف الناس بالله عز و جل و تعرف الناس بالنبي ، فيكتمل وجه القمر .
___
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} :
(الذين آمنوا) ربنا بيصف المؤمنين هنا ، (الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله) دايماً كده المؤمن لما يَهُم عليه أمر ، يذكر الله أو يصلي ، فتلاقيه يستريح كده مع ذكر الله ، مثل الحي و الميت مثل الذي يذكر الله و الذي لا يذكر الله مثل الحي و الميت ، اللي يذكر ربنا ده حي ، الذي هو معرض عن ذكر الله هو ميت ، طبعاً دي كلها أوصاف مجازية ، زي المُبصر و الأعمى ، أوصاف مجازية ، المؤمن مُبصر ، و الكافر أعمى ، (الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله) طبعاً كلنا مجربين الأمر ده ، ذكر الله ، جربنا لذته و نجرب بإستمرار لذة ذكر الله عز و جل ، لسى مجربين دلوقني مع أذكار الصباح ، و دي أذكار إيه؟ محددة بزمان او مكان ، و في أذكار اللي هي الصلاة الوسطى ، مستمرة ، و هي أصلاً من ضمن الصلاة الوسطى ، الأذكار المحددة بالزمان أو المكان ، أو الأذكار المطلقة ، كلها تعتبر الصلاة الوسطى ، الصلاة العظيمة ، وسطى أي عظيمة ، كذلك هي ما بين الصلوات المكتوبات ، سُميت وسطى ، (الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله) و من ضمن ذكر الله إيه؟ الدعاء اللي/الذي هو مخ العبادة ، أصل العبادة : الدعاء ، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ربنا بيأكد هنا تأكيد (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) حد ماجربش؟؟ كلنا جربنا ، ذكر الله فعلاً بيجعل القلوب تطمئن ، و بيورث إيه؟ الخشوع و الخشية ، الخشوع ، إنك تحس إن إنت إيه ، غني ، تحس إنك مش محتاج حاجة من الدنيا مع الإحساس ده ، إحساس عظيم ، صح كده؟ .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
___
===========================
حازم :
==============================
عبد الرزاق الأحمدي اليوسفي :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق