راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 4 سبتمبر 2021

صلاة الجمعة = 3=9=2021

صلاة الجمعة ٢٠٢١/٩/٣
○○○○○○○○○
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠١/٩/٣
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد ومن تبعه من انبياء عهده وبعد ; لدينا اليوم الجزء الثاني من كلام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام من كتاب التبليغ يقول الامام المهدي الحبيب : والله يعلم إني عاشق الإسلام، والله يعلم إني عاشق الإسلام، والله يعلم إني عاشق الإسلام، وفداء حضرة خير الأنام، وغلام أحمد المصطفى.
حُبّب إلي منذ صبوت إلى الشباب، وقادني التوفيق إلى تأليف الكتاب، أن أدعو المخالفين إلى دين الله الأجلى. فأرسلتُ إلى كل مخالف كتابًا، ودعوت إلى الإسلام شيخًا وشابًا، ووعدت أن أري الآياتِ طُلابًا، ووعدتُ لهم نَشَبًا كثيرًا إن عجزت جوابًا. فشاهت الوجوه وَأْبًا، وما جاء أحدٌ وما أتى. ولم يجيبوا النداءَ، ولا فاهوا بيضاءَ ولا سوداء، وما ركض أحد منهم وما دنا.
فهذه آيةٌ من آيات صدقي وسدادي لقوم يتفكرون. من عرفني فقد صدقني، من عرفني فقد صدقني، ومن لم يعرفني فلم يصدقني، ومن جاهد في أمر يكشف الله ذلك الأمر عليه، فطوبى لقلوب هم يجاهدون. لن يُحرَز جَنى العود بالقعود، ولا يملِك فتيلا من لا يؤثر سبيلا، والذين يطلبون فهم يجدون.
فيا قوم.. لا تكفروني بغير عرفان، ولا تكذبوني بغير سلطان، ولا توسعوني سبّا، ولا توجعوني عتبًا، ولا تدخلوا في غيب الله، ولا تصروا على ما لا تعلمون. عسى أن تكفروا رجلا وهو مؤمن عند الله، وعسى أن تفسّقوا أحدًا وهو صالـحٌ عنده، والله يرى قلوب عباده وأنتم لا تُبصرون. يا قوم.. إن كنت على باطل فالله كاف لإزعاجي، وإن كنت على حق فأخاف أن تؤخذوا بما تعتدون.
يا متصوفي الهند.. إن أهل الصلاح منكم قدر قليلٌ، وأكثركم مبتدعون.يا متصوفي الهند.. إن أهل الصلاح منكم قدر قليلٌ، وأكثركم مبتدعون. وفيكم الذين مالوا إلى الرهبانية، وتركوا ما أُمروا به، ولا يخافون الله ولا يبالون. وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، وإلى رياضات البراهمة يسارعون. ويُدمون سنابك سوابقهم، ويعقِرون مناسم رواسمهم، ويحسَبون أنهم يُحسنون. يقولون آمنا بالقرآن، ولا يؤمنون به، ويقولون نتبع السُنن، ولا يتبعونها، وهم إلى طرق الغي منقلبون.
إن الذين وجدوا الحق فهم قومٌ يقطعون تعلق الأشياء مع وجود تعلقها، ويتبتّلون إلى الله بنهج كأنه لا عرس لهم ولا غرس، ولا عنس لهم ولا فرس، ويؤثرون الله على كل ولدٍ وأهل ومالٍ، فهم الموفَّقون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون.
ومنكم من أخلد إلى الإباحة، واتبع النفس في جذباتها، وفَلَى مجاهلَ الـهلاك والـمَنون. وأضاع أسـاوِِدَه وزاده ومِزْوَدَه، ونسي منازله ومناهله، وأغضب ربه، وقصفت الريح فُلْكَه، ودخل في الذين هم مغرقون. ألا يرى أن استصحاب الزاد من أصول المعاش والمعاد، وقد سنح له إِرْبُه إليها في الدنيا، ولا يمل فيها من كسب المال ومن كل ما يحجّون. فسوف يعلم لما يشرع في القُلْعة أنه يرحل بأيد صفر إلى دار دائمة الرُّجون.
ومنهم من أخلط عملا صالـحًا بغير صالح، ومزج الكفر بالإيمان، وركب اليقين بالظنون، فأجمع على الجنوح إلى هوى النفس، ووقع من شاطئ المرسى في بحر الظلم والرُّكون، وأوقع نفسه في مسالك الهُلْك، وبَوادي التبار، وفعل بنفسه ما لا يفعله المجنون.
يا حسرة عليهم! أحدثوا في الدين أشياء، وتبع كل منهم ما شاء، أُف لهم ولما يبدعون. وكم من بدعة ألزموا طائرها في عنقهم وهم بمفسادها فرحون. يحافظون على بدعات البراهمة، وشعار الكفرة الفجرة، وأخذوا كل طريقٍ من طرقهم، من قبيل إلقاء التوجه، وإجراء القلب، والعكوف على القبور وطوافها والسجدات لأهلها، وهم بها يفخرون. وما كان عبادتهم إلا تصوّر صور مشايخهم في الصلاة وخارجها، وبالله هم يشركون. ويفضّلون طرائقهم وطاغوتهم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقولون: إنّا ما رأينا النبي، وما نعلم القرآن، إنْ نبينا إلا شيخنا، وملفوظاته قُرآننا، وإنا لمصيبون. يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون. في قلوبهم مرضٌ فزادهم الله مرضا، ولهم عذابٌ أليم بما كانوا يكذبون. تراهم عاري الجِلدة من لباس التقوى وصدق الإقدام، وبادي الجُرْدة من شعار الإسلام، وفي عيشتهم ووجوههم علمٌ على ما يكتمون. جوّهم مزمهرّ، ودَجْنُهم مكفهرّ، وفهمهم كالدواب، وزهدهم كملامح السراب، وهم يحسبون أنهم عارفون. تبًّا لِعيشتهم.. هم ثعالب في المعاملات، وذياب عند المخاصمات، يفرحون بعطاء الناس، وهم عند المنع وترك الخدمة يعبِسون. يأوون إلى وَفْر، ويُعرضون من يد صفر، ويشتكون.
يحسبون أنهم صاحب دهاءٍ، وما هم إلا كإناء خالٍ من ماء، ويُسَرّون بهذيان المبطِرين المطرين ولا يفهمون. والسبيل إلى سَبْرهم وتقدير معارفهم وحِبْرهم ونور قلوبهم سهلٌ هيّن.. وهو أن يُعرَض القرآن الكريم عليهم ويُسألون. فإن الفرقان مملوٌّ من عجائب الأسرار ودقائقها ولطائفها، ولكن لا يمسه إلا المطهرون، ولا يستنبط سِرّه، ولا يطّلع على غموض معانيه إلا الذي أصابه حظٌّ من صبغة الله، فطوبى للذين يُصْبغون. وهم قوم شغفهم الله حبًّا، وطهّرهم نفسًا، وزكّاهم وجلّاهم، ورفعهم إليه، فهم في ذكر حِبّهم دائمون. جُذبوا إلى الحق بكل قلوبهم، وفنوا في ذكر محبوبهم، وبذلوا روحهم، وقضوا نحبهم، وصاروا بكل وجودهم لله، وهم عن أنفسهم منقطعون. ما بقي تحت ردائهم إلا الله، تحسبهم باقين موجودين وهم فانون. جرّدوا سيوفًا حديدة على أنفسهم سفاكين، وانسلخوا منها كما ينسلخ الحيّة من جلدها، ويرى الله صدقهم ووفاءهم، وهم عن أعين الناس غائبون. أعجبَ الملائكة سِلْمُهم وإسلامهم، وثباتهم وتعلقهم بحِبّهم، وجهال الناس عليهم يضحكون. يؤذونهم ببهتانات، ويكفرونهم بمفتريات، ولا يعلم سرهم إلا الله، وهم تحت قبابه مستورون.
والذين آثروا الحياة الدنيا واطمأنوا بها، وفسقوا وأفاحوا دم التقوى، وقَفَوا ما لم يكن لهم به علم، فسيعلمون أي منقلب ينقلبون. يخافون الخلق ولا يخافون الله، وهم على أنفسهم شاهدون. منَعهم شمم أنوفهم وعظمة عمائمهم من قبول الحق، فأعرضوا عن داعي الله وهم يعلمون. كل أحد منهم يُسحِت السُّنّةَ ويبري، ويدعو البدعات ويقري، ويقول: انظروا زهدي وفقري، ولا يدرون شيئًا ويحسبون أنهم واصلون. وينظرون إلى الخلق، وإلى الله لا ينظرون. لا يرون غارات الرزايا على الإسلام، ويعكِفون على أهوائهم كعكوف المشركين على الأصنام ولا يبالون. عفت دار الدين وهم غافلون، وغاض در الإسلام وهم نائمون، وبار سعر الشرع وهم يستبشرون.
لا يدرون نار العشق وحرارة الذكر وقبس الفكر، غير التضحي واصطلاء الجمر، ويحبون أن يُحمَدوا بما لا يفعلون. يراءون أنهم نِضْو مجاهدات، وهم عاري المطا من لباس تقاة، ويذكرون تهجداتهم وهم للفرائض تاركون. لا نصيب لهم من كلام رب غفورٍ، ولا من خبرٍ مأثورٍ، وبأشعار الشعراء يتذاكرون. صبّت على الإسلام مصائب ونوازل وهم غافلون. لا يواسون مقدار ذرة وفي الشهوات هم مستغرقون. وإني أراهم كمازح بالشريعة الغراء، ومستهزئ بأحاديث إمام الورى. يؤثرون أبيات الشعراء على آيات كلام الله، وبها يفرحون ويرقصون، ويسمعون القرآن فلا يبكون ولا يتضرعون. قوم خرجوا من طريق الاهتداء، وآثروا الظلمة على الضياء، يدبّون في الليلة الليلاء، كالناقة العشواء، ما لهم حافٌّ ولا رافٌّ، ويذهبون أين يشاءون.
ووالله إني أرى نفوسهم قد فسدت، وشابهت أرضًا خربةً، وبالحشائش الخبيثة ملئت، يزحَفون كزحف البهائم ولا يستقيمون. الإفراط عادتهم، والاعتساف سيرتهم، وآثار البراهمة الضالة مبلغ عرفانهم، وأشعار الشعراء وقود وجدهم وغذاء جنانهم. تركوا ربهم والتصقوا بالدنيا، وجعل الله على قلوبهم أكنّة فهم لا يفقهون. صنعوا لأنفسهم مآزر من أصحاب القبور، وأضاعوا بركات ذَرى الرب الغفور، ويفسقون ولا ينتهون. تركوا ملِكًا داخ البلاد، واتبعوا كل حقير لا يملك الزاد. وما ظلموا الله ولكن أنفسهم يظلمون. افتتنوا بإطراء المادحين، وأهلكهم إغضاء المسامحين، ولم يقتبسوا نورًا من القرآن، وفي وادي الشعراء يهيمون. يريدون غسل المريدين من أدناس الذنوب، وهم متلطخون بأنواع العيوب، ولا يعلمون. أيها الغِمْر الجاهل.. قُمْ أوّلا لغسل قلبك، ثم انهض لغسل أخيك بأيد مطهرة، ولا تقل للناس ما لا تفعل فيضحكون. وكيف تغسل بدن إخوانك وإن بدنك قد اتسخ، ودرنه قد رسخ، وأنت لا تنتهج مهجة الاهتداء فكيف هم ينتهجون؟
وإن كنتم في ريب مما أمرتُ به فتأهبوا للنضال، واستعِدّوا لإراءة آيات الكمال وصدق الحال، من الله ذي الجلال، وإنا نحن لإراءتها مستعدون. اعلموا أن الولاية كلها في إجابات الدعاء، ولا معنى للولاية إلا القبولية في حضرة الكبرياء. فالمضمارَ المضمار، وإن تؤثروا الفرار، فأنتم كاذبون.
تعالوا يدخلكم الله في رياض الأمن، ولا تفرحوا بخَضراءِ الدِّمَنِ، وأنتم تعلمون. يدعوكم الله إلى الخير فما لكم لا تلبّون؟ ويوقظكم واعظٌ منكم فما لكم تتناعسون؟ ويجذبكم يد الغيب فلم.. يا قوم.. تتقاعسون؟قد جاءكم أنباء الله فلم تتناسون؟ وقد جاء الحق وزهق الباطل وأنتم تمارون. قد جاءكم أنباء الله فلم تتناسون؟ وقد جاء الحق وزهق الباطل وأنتم تمارون. وقد تجلت لكم الآيات وأنتم تعامون. ألا ترون أن الأرض قد زلزلت، وأن الفتن قد أحاطت، وأن القلوب قد ماتت، وكل داهية على الإسلام نزلت، وكل آفة اندلفت عليه وغلبت، واستيقظ الأعداء وأنتم تنامون؟
أرى البدعات في كل قولكم وفعلكم، وفي كل عمل تعملون، وفي الأجداث التي ترفعون، وفي ثيابكم التي تصبغون، وفي الأشعار التي تنشدون، وفي الوَخْد الذي تمشون، وفي القصص التي تقصّون بالفخر وتتكبرون، وفي لحيتكم التي تطيلون أو تحلقون، وفي طيوركم التي تصطادون. ما لكم لا تستعبرون على غفلتكم ولا تتندّمون؟ ما لكم لا تخافون الله ولا ترتاعون ولا تلتاعون؟ ونسيتم يومكم الذي فيه إلى الله ترجعون. وأرى الفساد في أعينكم التي إلى الدنيا تمدّون، وتحملقون حملقةَ البازي المُطِلّ وعلى جيفتها تقعون، وفي لُسْنكم التي تُحِدّونها على الإخوان وتطيلون، وكالصّل تُنَضْنِضُونَ ولا تكفّون، وفي آرائكم التي تُسقطون فيها ولا تصيبون. ولا تميّزون الفائق من المائق وتخلطون. وعلى بادرة الظن تسبّون وتغتابون. وبولايتكم تفتخرون، وعند الدعوة للمقابلة تولّون الدبر وتنهزمون، ثم لا تخجلون.. بل على فيوضكم تُساجلون. وإني أعلم أنكم جمادٌ محضٌ، ما دناكم روح الله وإنكم ميّتون. وإن كنتم على شيء فما منعكم أن تتجاولوا في الميدان وتتراسلوا، وفي المضمار تتبارَوا وفي حلقة السوابق تتبارزوا، كما أنكم تدعون؟ فإن بارزتم.. فتجدون مَطْلَعي عليكم أسرعَ من ارتداد طَرْفكم إليكم، ويخزيكم الله خزيًا مؤلـمًا وتُغْلَبون.
إني جئت لإعلاء كلمة الإسلام وأنتم تخالفون، وأريد أن أجدّد دين الله وأنتم تزاحمون. ألا ترون أن الإسلام عاد غريبًا، وورد عليه ما لم يره الرّاءون، ولا رواه الرّاوون؟ ما لكم لا تأخذكم الرجفة من هذا ولا تتألّمون؟ وما لكم لا تغيرون على هذا ولا تشتعلون؟ أ أنتم رجال أم مخنّثون أيها الجاهلون؟ ألا ترون أن الفتن قد تعاظمت، وأن ظلماتها قد عمّت وأحاطت، وأن الأرض ألقت ما فيها وتخلّت، وأن البدعات قد ثرَّتْ وكثرت، وأن تعاليم القرآن قد رُفعت، والنفوس إلى الأرض أخلدت، وإلى الدنيا مالت، وتغطّت الآراء تحت البدعات وفي الأهواء أفرطت، وكل قوم أفسدت طريقها وضلّت، فما بقي بعد ذلك ما ينتظره المنتظرون؟
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده وبعد ; يقول الإمام المهدي الحبيب : وإني.. والله.. من عنده، ودعوت الناس من أمره، فليختبر المختبرون. وإني أضع أمام العلماء والمشائخ لعنةً وبركة، فليأخذوا منهما ما شاءوا، وليميلوا إلى ما يميلون.
أما اللعنة فللذين يكذّبونني باتباع الظنّ، ويكفرونني رجمًا بالغيب، ولا يعلمون الحقيقة ولا يتدبّرون. ولا يطلبون منّي ما يشفي صدورهم ولا يحضرونني ليشاهدوا الآيات ولينجوا من الشبهات، كما يفعل المتقون. ألا إنهم هم الذين شقُوا في الدنيا والآخرة، وعليهم لعنة الله بما يكفرون المسلمين بغير علم وبما كانوا يظنّون ظنّ السوء وبما كانوا يستعجلون.
وأما البركة.. فللذين يسمعون كلامي، ويرون آياتي، ويظنّون بأنفسهم خيرًا، ويقبلون الحق ولا يستكبرون. ويقبلون الحق ولا يستكبرون .فأولئك هم الذين سعدوا في الدنيا والآخرة، وقاموا لطلب الحق فهم يطلبون. لا يمشون مكبّين على وجوههم، ويسألون عند كل شبهة لينجوا منها، ولا يصرّون على الباطل ولا يغفلون. فعليهم صلوات الله ورحمته وبركاته وهم مرحومون.
يا أيها الناس.. اسألوني إن كنتم تشكّون. وادعوا لله تضرعًا وخفية، واستكشِفوا منه يكشف عليكم، ولا تقعدوا مع الذين يخوضون بشرّ من عند أنفسهم، ولا يتبعون سبيل الرشد، ولا يطلبون الحق وهم مستكبرون.
((( الامام المهدي الحبيب كان بيطلب من الناس انو هم يستخيروا الله عن حقيقة المسيح الموعود وان يقوموا فيسألوه بحسن الظن وبالتقوى وبالأدب وهذا ما نطلبه من الناس اليوم ان يقوموا فيسألوا بأدب وتقوى وحسن ظن وان يستخيروا الله عزوجل )))
يقول الامام المهدي الحبيب :
يا أيها الناس.. إن نزول المسيح كان أمرًا غيبيًا، فالله أبدى غيبه كيفما شاء، فلا تجادلوا في غيب الله، ولا تتعدوا حدودكم وأنتم تعلمون. وإن كنتم في شك مما قلت وادعيت لنفسي.. فاقصدوا قريتي، والبثوا أيامًا في صحبتي، يكشف الله عليكم ما في قربتي، ويحكُم فيما كنتم فيه تختلفون.
وإن استطعتم.. فتعالوا لإراءة آيات صدقكم ورؤية صدقي، وأجمِعوا عليّ خيلَكم ورَجِلَكم وإخوانكم المبتدعين، وأحياءَكم القبوريّين، وادعوا عليّ ولا تُمهِلون. فإن كانت لكم الغلبة فاذبحوني بأي سكّين تشاءون. واعلموا أن الله مخزيكم، ولا يؤيد إلا عبده، ولا يعلي إلا دينه، ويهلككم أيها المفسدون. إن الله لا يرضى لعباده الكفر والشرك والبدعة، وأعداؤه هم المذبوحون. إنه معي، وقد أخبرني من سرِّ نزول المسيح وعُمِّيَ عليكم، وكان هذا فتنة من الله، يخفي ما يشاء ويبدي، وكذلك سنته في أنباء الغيب، فويل للذين يحاجّون في غيوب الله، كأنهم كانوا عليها محيطين، وكانوا على كل خفاياها مطلعين، ولا يحذرون.
((( طبعا الامام المهدي في المقتبسات دي بيهاجم خرافات الصوفية بيهاجم خرافات المتصوفة وبدعاتهم وشركهم , تمام , وتعلقهم غير الشرعي بالقبور كله هذا كله , ايه , ذكره المسيح الموعود في هذه المقتبسات آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر فالمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام هو وسط بين طرفين وسط بين طرفين طرف البدعات والشرك عند الصوفية والطرف الآخر انكار الروح والوحي عند ,ايه , اهل الحديث او ما يسمون الكتبة اذا هو , ايه , وسط بين طرفين هو وسط بين طرفين لا ينكر الروح وينكر على البدعات والشرك فهذا هو الحكم العدل لانه هو الميزان في هذا الزمان )))
أيها الناس.. كل شجر يعرف بأثماره، فستعرفونني بأثماري، فلِمَ تشاجرون؟ وكُفُّوا ألسنتكم من الإكفار، وأيديكم من الإضرار، واتقوا سخط الله القهار، وادعوا الله كشف هذه الأسرار، فسوف تُخبَرون. إني أدعوكم إلى أمر فيه ثمرة إني أدعوكم إلى أمر فيه ثمرة خيركم وعلاج مَيرِكم، وهو أن يجاهد كل أحد منكم، ويسأل الله تعالى أن يريه رؤيا كاشفًا لحقيقة الحال، ويسأل الله تعالى أن يريه رؤيا كاشفًا لحقيقة الحال، أو يلهمه إلهامًا يليق للاستدلال، والله قادر على كل شيء، فيعطيكم إذ أنتم بكل قلبكم تسألون. فقوموا في أواخر الليل وتوضّأوا، ثم صلُّوا ركعاتٍ وابكوا وتضرعوا، وصلوا على النبي الكريم وسلموا، ثم استغفروا لأنفسكم واستخبروا، وداوموا على هذا أربعين يومًا ولا تسأموا، فستجدون من الله أمرًا يقودكم إلى الحق، وتنجَّون من الشبهات، كما ينجى الصالحون. فما لكم لا تقتدون سنن الصلحاء، ولا تنتهجون مهجّة الأتقياء، وتحبّون أن تفسّقوا وتكفروا إخوانكم بغير علم، فتؤخذون عند الله وتحاسَبون؟ أتحسبون الإكفار هيّنًا، وهو عند الله عظيم، ما لكم لا تتقون الله ولا تتفكرون؟
يا أيها الناس.. توبوا توبوا، قبل أن تغلق أبواب التوبة وأنتم تنظرون. يا أيها الناس.. اجتنبوا مجالس قومٍ متصوفةٍ يقولون: إنا نحن لجِشْتِيّون، وإنا نحن لقادريّون. يا أيها الناس.. اجتنبوا مجالس قومٍ متصوفةٍ يقولون: إنا نحن لجِشْتِيّون، وإنا نحن لقادريّون. يأتونكم في جلود النعاج وهم ذياب مفترسون. ترونهم أذنًا للأغاريدِ، والمعرضين عن سنن النبي الوحيد، وأكثرهم فاسقون. قرِموا لِقينات غَيداءَ، ودَعُّوا الشريعة الغراء، وخلعوا رَسَنَهم واتبعُوا الأهواء، فهم عليها منتكسون. ما لهم من علم من معارف القرآن، وما مسّت قريحتهم دقائق الفرقان، ويحسبون أنهم إلى قصوى المطالب فائزون. وإذا قيل لهم: اتبعوا داعي الله.. قالوا: لا نعلم ما الداعي، وإنا نحن الراشدون المرشدون. وإذا دُعوا إلى الله وسنن رسوله صلى الله هليه وسلم لَوَّوا رؤوسهم استكبارًا، واتخذوا نُذُرَ الله هُزْءةً وبهم يستهزئون. ويقولون إن المحدثيّة وشرف مكالمات الله وشرف رسالته ليس بشيء، ولو شئنا لجعلنا أدنى مريدينا بالغ هذا المقام، ولكنّا لمِثل هذه الأمور كارهون. ختم الله على قلوبهم، فهم لا ينظرون إلى الحق ولا يقصدونه ولا يَـيجِلون، ويحتقرون الذي أرسله الله إلى عباده، ويقولون: قد أنبأنا الله: إنه كافر كذّاب، ويصرّون على قولهم وهم يكذبون. ويقولون: إن البركات كلّها منوطة بالبيعة، وما لهذا الرجل شرف بيعة شيخ من المشايخ. وما بيعتهم إلا كصفقة المغبون، وإنْ قولهم إلا كذبٌ نَحَتَه الصوّاغون.
يا حسرةً عليهم! ألا يعلمون أن المسيح ينـزل من السماء بجميع علومه، ولا يأخذ شيئا من الأرض، ما لهم لا يشعرون؟ ألا يعلمون أن الذين يُرْسَلون من لدن ربهم لا يحتاجون إلى بيعة أحد، وهم من ربهم يتعلّمون، وكل علم منه يأخذون.. به يبصرون، وبه يسمعون، وبه ينطقون؟ يسكن فيهم رُوح الله، يسكن فيهم رُوح الله، فهم بروحه يتكلّمون، وبه ينوِّرون كُلَّ مَن سلِم نظمُ فطرته، وبه يفيضون. وبه يُطلعون على كنوز العلم، ويقيمون حجّة الله على كل من لجّ بإنكار الحق وجحوده، ومن الله يُنصرون. يُودِع الله صدورهم معارف القرآن، ويُظهرهم على نوادر وقائع الزمان، ويعطيهم شيئًا ما لا يعطى غيرهم، وهم من غيرهم يميَّزون. ويهب لهم مُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدهم، وهم بعناياته يخصصون. وأنى لكم هذا الفضل أيها المتمردون المكذبون؟ وإن كان في بيعتكم وبيعة مشايخكم أثر.. فأرُوني فيها هذا الأثر أيها الكاذبون. وإن كان في صحبتكم وصحبتهم فيض.. فما لي لا أرى ذلك الفيض.. أأنتم تثبتون؟ قد هلكتم وأهلكتم جِبِلا كثيرًا أيها المفترون. ما لكم.. ما نفع الناس بيعتكم، وما أنتم منه منتفعون؟ وما مجلسكم إلا حلقة ملتحمة، ونظّارة مزدحمة، وما يُقرأ القرآن في مجالسكم، بل بالأشعار تتلاعبون. والذين يبايعونكم ما أرى فيهم حُب الله وحُب رسوله والذين يبايعونكم ما أرى فيهم حُب الله وحُب رسوله لما لا أراهم متناهين من الفسق والمعصية، بل إلى المعاصي يسعون ويسارعون. ويركَنون من الله إلى غير ركين، ويعبدون القبور ويستعصمون بغير مكين، وينتكسون على جيفة الدنيا، فهم مالئون منها البطون. يكلَفون بها لغباوتهم، ويكلَبون عليها لشقاوتهم، وهم فيها يعتدون. لا يعلمون من القرآن دقيقة، ولا يقرؤونه، ولا يتزودون للآخرة شيئًا، ولم يزالوا لدنياهم يعانون.
يا أيها الناس! توبوا توبوا، فإن الأيام قد كملت، وساعة الله قد اقتربت. فطوبى لعين أمعنت ورأت، وطوبى لأذن أصغت وسمعت، وطوبى لقدم إلى الحق نهضت وسارعت، وطوبى لقوم هم يقبلون الحق ولا يعرضون.
وأقم الصلاة.
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الثاني من سورة النبأ .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(إِنَّ لِلۡمُتَّقِینَ مَفَازًا ۝ حَدَاۤىِٕقَ وَأَعۡنَـٰبࣰا ۝ وَكَوَاعِبَ أَتۡرَابࣰا ۝ وَكَأۡسࣰا دِهَاقࣰا ۝ لَّا یَسۡمَعُونَ فِیهَا لَغۡوࣰا وَلَا كِذَّ ٰ⁠بࣰا ۝ جَزَاۤءࣰ مِّن رَّبِّكَ عَطَاۤءً حِسَابࣰا ۝ رَّبِّ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَـٰنِۖ لَا یَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابࣰا ۝ یَوۡمَ یَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ صَفࣰّاۖ لَّا یَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابࣰا ۝ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡیَوۡمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَن شَاۤءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا ۝ إِنَّاۤ أَنذَرۡنَـٰكُمۡ عَذَابࣰا قَرِیبࣰا یَوۡمَ یَنظُرُ ٱلۡمَرۡءُ مَا قَدَّمَتۡ یَدَاهُ وَیَقُولُ ٱلۡكَافِرُ یَـٰلَیۡتَنِی كُنتُ تُرَ ٰ⁠بَۢا)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة والوجه الاول من سورة النازعات .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ وَٱلنَّـٰزِعَـٰتِ غَرۡقࣰا ۝ وَٱلنَّـٰشِطَـٰتِ نَشۡطࣰا ۝ وَٱلسَّـٰبِحَـٰتِ سَبۡحࣰا ۝ فَٱلسَّـٰبِقَـٰتِ سَبۡقࣰا ۝ فَٱلۡمُدَبِّرَ ٰ⁠تِ أَمۡرࣰا ۝ یَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ ۝ تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ ۝ قُلُوبࣱ یَوۡمَىِٕذࣲ وَاجِفَةٌ ۝ أَبۡصَـٰرُهَا خَـٰشِعَةࣱ ۝ یَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرۡدُودُونَ فِی ٱلۡحَافِرَةِ ۝ أَءِذَا كُنَّا عِظَـٰمࣰا نَّخِرَةࣰ ۝ قَالُوا۟ تِلۡكَ إِذࣰا كَرَّةٌ خَاسِرَةࣱ ۝ فَإِنَّمَا هِیَ زَجۡرَةࣱ وَ ٰ⁠حِدَةࣱ ۝ فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ ۝ )
ثم جمعَ صلاة العصر .
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق