درس القرآن و تفسير الوجه السادس من النحل .
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء إبراهيم :
شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ صفات الحروف , ثم قام بقراءة الوجه السادس من أوجه سورة النحل ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه السادس من أوجه سورة النحل ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :
صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
و بعد مروان قالت الأحكام رفيدة ثم أرسلان .
__
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
هذا الوجه العظيم من أوجه سورة النحل المباركة ، يتحدث فيها الله سبحانه و تعالى عن إرسال الأنبياء و عن بعض الدقائق في حياة الروح .
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} :
(و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) ربنا سبحانه و تعالى بيشرح و بِيُبَين طبيعة الإرسال ، إن هي إيه؟ تكون في رجال ، (و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) طبعاً الخطاب هنا لسيدنا محمد ﷺ و إيه؟ لقوم سيدنا محمد ﷺ من الوثنيين أو من أهل الكتاب ، تمام؟ ، (فاسألوا أهل الذكر) أهو هنا الدليل ، هنا إيه؟ إن الخطاب لهم كلهم ، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) اسألوا أهل الذكر يعني اسألوا الأقوام التي أُنزل عليها الوحي من قبلكم ، أو أُرسل فيها الأنبياء من قبلكم ، اللي هم كانوا أهل الكتاب ، في المنطقة دي يعني ، اليهود و النصارى اللي هم أهل الكتاب ، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) إذا كنتو إنتو إيه؟ ليس عندكم خبرة بأمور الوحي و الوصال و ذكر الله عز و جل و الأنبياء و البعث ، إسألوا أهل الذكر .
___
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} :
(بالبينات و الزبر) أهل الذكر دول/هؤلاء إيه؟ خَبِروا البينات و الزبر ، ليه؟ لأن الرسل الذين أُرسلوا من قبل و هم رجال ، ربنا أوحى إليهم (و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) نوحي إليهم بإيه بقى؟ بالبينات و الزبر ، البينات الأمور الواضحات المُفصَلات المُفَصِلات ، الأمور الواضحات المُفصَلات المُفَصِلات ، دايماً كده النبي بيتكلم ، بيبين ، بيشرح ، بيحط / يضع النقاط على الحروف ، يضع النقاط على الحروف ، علشان الأمر مايبقاش إيه؟ مُعَمَّى على الناس ، مايبقاش الإنسان في حالة إيه؟ شُبهة أو في حالة تدسية على نفسه ، دايماً كده النبي بيوضح ، بيقول الكلمة بتاعته و بيمشي ، و بقى الإنسان هو مُخَيَّر ، براحته بقى الإنسان مُخَيَّر ، هو عارف العاقبة لو إيه؟ ماسمعش كلام النبي ، (بالبينات و الزبر) طيب (البينات) اللي هي إيه؟ المُفَصِلات المُفصَلات ، ماشي ، أو المُفصَلات المُفَصِلات ، يعني هي مُبَيَّنَة و هي تُبَيّن أيضاً ، طيب ، (و الزبر)؟ الزبر جمع زبور ، و قلنا كلمة زبور هو كتاب الله ، هو إسم عام لأي كتاب من كتب الله أو لأي وحي من وحي الله ، إزاي بقى من أصوات الكلمات؟ زبور : الزين صوت المعصية ، بور أي بوار المعصية ، بوار المعصية و بوار أصول المعصية و بوار بواعث المعصية ، تكون بكلمات الله و بوحي الله و بوصال الله و بلذة إيه؟ الإتصال بالله عز و جل ، و بلذة الخشوع و بلذة دموع الروح ، كل ده ينتج من إيه؟ من الزبوور ، اللي هو إيه؟ وحي الله ، وحي الله يمسح المعصية ، كأنه بيمسحها بأستيكة/ممحاة كده ، يمحو المعاصي ، ليه؟ لأن وحي الله إيه؟ مُحيي ، مُحيي للقلوب و الأفئدة و النفوس ، ترتاح فيه الأرواح ، ترتاح فيه الأرواح ، تمام؟ ، فلذلك ربنا أرسل إيه؟ رجال للوحي ، الوحي ده هو عبارة عن بينات و زبر ، بينات جمع بينة ، و زبر جمع زبور و عرفنا كلمة زبور معناها إيه ، هي كلمة عامة ، (و أنزلنا إليك الذكر) و إنت كمان أنزلنالك الذكر أهو ، يعني إيه؟ الوحي ، تمام ، (لتبين للناس) تُفصل لهم شؤون حياتهم و إيه الحاجات اللي بتغضب ربنا و إيه الحاجات اللي إيه؟ بترضي ربنا ، كده ده واجبك إنك تبين و لا تتبع أهواءهم ، كل واحد على مزاجه بقى ، عاوز النبي على مزاجه ، أو عاوز ربنا على مزاجه ، ماينفعش ، لازم الناس تلتزم بكلمات الله ، و مين وكيل الله على الأرض؟ هو ده اللي بيقول ، و النبي ده دايماً كده يقول خِلاف هواه أو خِلاف هوى المستمعين علشان يُخلص الناس من آثامهم و معاصيهم و رجازاتهم و رجاساتهم ، أي مشاعر ، أي وجدان ، أي عواطف مُخالفة لدين الله عز و جل فهي رد ، ليست لها قيمة ، كأنها ماتقالتش ، كأنها ماكانتش أصلاً ، لأن الأصل إيه هو؟ الدين ، و هنعرف إيه هو الدين بقى تحت ، ربنا قال أهو (و له الدين واصبا) هنفهم يعني إيه كلمة واصباً ، (بالبينات و الزبر و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون) النبي بيبين للناس ما نزل إليهم ، يعني كل فترة كده ربنا بينزل بوتقة من إيه؟ من الأمور الموحى ، هتكون في الوقت ده مثلاً على لسان نبي من الأنبياء ، فهذا هو ما نُزِّلَ للناس ، فأنت المُدرس ، إنت إيه؟ الطبيب ، مدرس و طبيب ، (لعلهم يتفكرون) (لعلهم) هنا معناها إيه؟ إن هم مُخيرين ، ربنا بينتظر منهم ، يرى ، ينتظر منهم أن يرى ما يفعلون ، ينظر كيف يعملون ، (و لعلهم يتفكرون) يمكن يتفكروا ، يتدبروا ، يخشعوا ، يتذكروا .
___
{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} :
(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض) أي واحد بيعمل سيئة فهو ماكر ، ماكر ، و أي إنسان بيُدسي على نفسه فهو ماكر ، مكر ، فيه مكر كده ، عاوز كده إيه؟ الأمور تسير على هواه ، و ده مش صحيح ، لا يُرضي الله عز و جل ، ليه؟ ، لأن ربنا سبحانه و تعالى يبتلي الناس ، إبتلاء ، و دايماً الإبتلاء مابيجيش/لا يأتي على مزاج الناس ، هو كده ربنا ، طبيعته كده ، ينظر كيف تعملون ، و يبتلي الناس بالناس ، يبتلي أمور بأمور ، و يبتلي أناس بأناس ، فهي دي الحياة ، دار إبتلاء ، دار إختبار ، ينظر كيف تعملون ، (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض) يعني اللي بيعملوا السيئات دول/هؤلاء بيتبعوا أهواءهم ، مش خايفين لربنا يخسف بهم الأرض؟؟ طبعاً ده لفظ مجازي للعذاب يعني ، (أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) يعني يأتيهم عذاب لا يتوقعونه ، كطارق ليل ، لأن الله إيه؟ لطيف ، خفي لطيف ، لطيف إيه؟ لطيف الأقدار ، أقداره تأتي بلطف ، بخفة ، بشيء غير متوقع ، لذلك قال (أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) .
___
{أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ} :
(أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين) يعني و هم مشغولين في غَمرة الدنيا و إنشغالهم في الدنيا ، ربنا يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، (فما هم بمعجزين) لن يُعجزوا الله ، مش إيه؟ مش هيصعبوا على ربنا ، و إن يكونوا إيه؟ مقاومين لله عز و جل و لأقدار الله ، أبداً ، هنا ربنا بيخوفهم بالآيات دي ، بيخوفهم لعلهم يرجعون ، لعلهم إيه؟ يهابون الله حق هيبته ، لعلهم يرهبون الله حق رهبته أو حق الرهبة ، لعلهم يرهبون الله حق الرهبة ، فهو ده إيه؟ مراد الله من هذه الآيات التي ألقاها على لسان محمد ﷺ .
___
{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} :
(أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ¤ أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم) ، (يأخذهم على تخوف) يعني هم كانوا إيه؟ في حالة خوف و شك ، لكن ماآمنوش/لم يؤمنوا ، هم خايفين آآه ، و عارفين إن النبي صح ، و عارفين إن النبي صادق ، بس إيه؟ لم يقتحموا العقبة و لم يطيعوا النبي ، بل عصوه ، فكانوا في حالة من الخوف ، دايماً كده القلق و الخوف بس هم مانفذوش كلام النبي ، برضو ربنا بياخذهم إيه؟ أخذ عزيز مقتدر ، (أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم) ربنا في الأصل رؤوف رحيم ، لكن إنتم العصاة ، أنتم العصاة ، لكن الأصل أن الله رؤوف رحيم .
___
{أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} :
(أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ¤ أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم ¤ أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين و الشمائل سجداً لله و هم داخرون) هذه آية عظيمة جداً ، فيها إيه؟ صفات و بَيَانَات و بَيِنَات و بديع عظيم جداً ، و مجاز عظيم جداً ، خلي بالك ، ربنا بيلفت أنظار العصاة و غير العصاة إلى أمر خفي و سري في الكون ، يقول تعالى : (أو لم يروا) يعني ألم ينظروا ، (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء) يعني كل ما خلق الله أو كل الأشياء التي خلقها الله ، مالها بقى؟؟ الأشياء دي كلها (يتفيأ ظلاله) أي شيء يتفيأ ظلاله ، يعني إيه؟ أي شيء ربنا خلقه له ظل ، (يتفيأ ظلاله) الشيء ده ينشر ظلاله (عن اليمين و الشمائل سجداً لله و هم داخرون) يعني كل الأشياء اللي ربنا خلقها على الفطرة ، تبعث فيوضها و آثارها لليمين ، طيب و الشمائل؟ يعني الشِمال؟ ممكن ، و في معنى أعظم (و الشمائل) يعني الصفات العظيمة أو الصفات التي تتصف بها المخلوقات ، تمام ، كلها إيه بقى؟ سُجداً خاضعة لله ، (و هم داخرون) أي داخلون خارون على عتبات الله ، مستجيرين بالله ، فربنا بيبين هنا إيه؟ إن كل شيء خاضع له ، كل مخلوق هو خاضع له إيه؟ بالفطرة ، (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء) يعني كل شيء ربنا خلقه ، ماله الشيء ده بقى؟ (يتفيأ ظلاله) يتفيأ هنا إيه؟ ده فعل مضارع صح؟ (ظلاله) ده الفاعل ، ظلال الشيء يعني ، (عن اليمين و الشمائل سجداً) يعني كل آثار هذا الشيء المخلوق و هو نفسه يميناً أو شِمالاَ ، أو يميناً و كل صفاته ، شمائله يعني ، هي سُجداً لله أي خاضعة لله عز و جل ، من ضمن الحاجات دي إيه؟ النجوم (النجم و الشجر يسجدان) صح كده؟ كل شيء هو ساجد أي خاضع لله ، (و هم داخرون) صفاتهم أنهم داخلون على عتبات الله ، أي مستجيرين بالله ، داخلون خارون ، أي تمام السجود و الطاعة و الإنقياد و الإنصياع لأوامر الله و أوامر النبي .
___
{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} :
(و لله يسجد ما في السماوات و ما في الأرض من دابة و الملائكة و هم لا يستكبرون) أصل السجود الخالص هو عدم الإستكبار ، نزع الإستكبار و نزع الكِبر ، نزع الأنا ، يعني الواحد إيه؟ ما يعتدش بنفسه ، الواحد إيه؟ يُذل نفسه لله عز و جل ، مايقولش أنا ، أنا كذا ، أنا كذا ، أو يعتد بنفسه ، يبقى عنده إعتداد بنفسه ، لا ، كل ده غلط ، مخالف لمسيرة العبودية لله عز و جل ، مخالف لمسيرة السجود و الخرور على عتبات الله عز و جل ، من كانت فيه هذه الصفة ، أي الإعتداد بالنفس ، فهو في خطر ، فهو يُخشى عليه ، (و لله يسجد ما في السماوات و ما في الأرض من دابة) (ما) هنا لغير العاقل ، (دابة) هنا إيه؟ كل الدواب ساجدة لله ، و كذلك الحجر و الشجر ساجد لله ، كل الموجودات هي ساجدة لله عز و جل ، (و الملائكة) كل الملايكة ، الملايكة إيه؟ اللي هم النورانيبن ، اللي هم إيه؟ غير المكلفين ، أقصد إيه؟ ليس عليهم تكليف كالبشر و الجن ، و لكنهم مجبولين على الطاعة ، كذلك الملائكة أي من الجن و الإنس ، أي الطائعين من الجن و الإنس هم يسمون أيضاً إيه؟ ملائكة ، (و هم لا يستكبرون) ساجدون لا يستكبرون .
___
{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} :
(يخافون ربهم من فوقهم) صفاتهم إيه؟ أنهم دائماً في خوف و وجل من الله عز و جل ، صفة ربنا .... إيه؟ (يخافون ربهم من فوقهم) كلمة (من فوقهم) مش معناها إيه؟ كده فوقيهم كده ، لا ، (من فوقهم) أي مُسيطر عليهم ، محيط بهم ، (يخافون ربهم من فوقهم) أي أنهم يجلونه لأنه علي عال متعال ، بس ده مش معناه إن إحنا إيه؟ نقول المكان ده ، الحتة دي ربنا فيها ، لا ، مانقولش كده ، مانحددش ربنا إيه؟ في المكان ، لأن ربنا ليس له جسم ، و لا نحجره في مكان ، و لكن كل دي ألفاظ مجازية لإيصال المعنى ، (يخافون ربهم من فوقهم) يعني مسيطر عليهم ، محيط بهم ، (و يفعلون ما يؤمرون) أي أمر يصدر من الله عز و جل على لسان أنبياءه ، مباشرةً ينفذون .
___
{وَقَالَ اللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} :
(و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون) ، لماذا قال الله (و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين) طيب ليه ماقلش و قال الله لا تتخذوا ثلاثة آلهة أو أربعة آلهة؟ لأن بداية الشرك هي الإلهين ، مش هو إله واحد؟ ، أول ما تشرك واحد مع الله يبقى هو إلهين ، يبقى دي بداية الشرك ، ربنا بينهى و يمنع من بدايات الشرك ، هو ربنا لن ينتظر إن إنت تعبد عشر آلهة و بعد كده يقولك إيه؟ لا تتخذوا عشرة آلهة معي ، لا ، هي بداية الشرك ربنا بيحذر منها ، تمام كده؟ ، (و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين) ربنا بيمنع من بدايات المعصية زي ما ربنا بيقول إيه؟ (و لا تقربوا الزنا) ، ماقالش و لا تزنوا ، لا ، قال ( و لا تقربوا الزنا ) يعني إيه؟ لا تنظروا إلى الحرام ، لا تتكلموا بالحرام ، اجتنبوا أماكن الشبهات ، كل ده عدم إقتراب ، فربنا بينهى عن إيه؟ عن بواعث المعصية ، فقال (و لا تقربوا الزنا) ، صح كده؟ ، زي ما هنا قال إيه؟ (و قال الله لا تتخذوا إلهين) لأن الشرك هو إيه؟ أصلاً زنا ، زنا روحي ، فربنا منع بدايات و بواعث الشرك ، و كذلك منع بدايات و بواعث الزنا ، صح كده؟ ، (و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد) سبحانه و تعالى ، (فإياي فارهبون) ربنا بيتكلم ، بيقول لهم : ارهبوني حق الرهبة ، لأن الرهبة و الخوف من الله أساس الخرور و السجود و الإنصياع و الطاعة ، بعد كده يكون الحُب .
___
{وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ} :
(و له ما في السماوات و الأرض و له الدين واصباً) ربنا له كل شيء في السماوات و الأرض ، (و له الدين واصبا) خلي بالك بقى في كلمة (واصبا) دي ، (و له الدين واصبا) يعني , واصبا : نقدر نقول إن الدين كما قال النبي ﷺ : "حُفت الجنة بالمكاره ، و حُفت النار بالشهوات" ، دايماً كده طريق النار مُعبد بالخداع و الشهوات و المعاصي ، و طريق الجنة مُعبد بإيه؟ بالمكاره ، طاعات ، عبادات ، تمنع نفسك عن الحرام ، دايماً كده ، لذلك إيه؟ الدنيا هي إيه؟ سجن المؤمن و جنة الكافر ، الدنيا سجن المؤمن ، دايماً المؤمن بيحب الإنعزال عشان إيه؟ ما يختلطش بالأشرار ، يختلط بهم على قدر إيه؟ على قدر الحاجة ، يدعوهم مثلاً أو يتعامل تعاملات ضرورية ، و لكن الأصل في المؤمنين إن هم إيه؟ عندهم مفاصلة ، مفاصلة عن إيه؟ عن المعاصي ، و عن المجتمعات إيه؟ المشركة او الظالمة أو العاصية ، فلذلك الدنيا هي سجن المؤمن و جنة الكافر ، الكافر يرتع فيها كما يشاء ، لكن الله يأخذه أخذ عزيز منتقم ، خلي بالك ، (و له ما في السماوات و الأرض و له الدين واصباً) واصبا يعني إيه؟ الدين لله عز و جل فيه مشقة ، و مش على هوى الناس ، دايماً كده ، الدين ليس على هوى الناس ، في الغالب ، لذلك يجب الإنسان يُعبد نفسه و يطوّع نفسه و يُسجّد نفسه لله عز و جل ، فلذلك قال (و له الدين واصبا) تمام؟ ، كذلك (و له الدين واصبا) واص أي من التوصية ، الباء أي الحاجة ، أي أنكم في حاجة إلى الوصاية من خلال الأنبياء و المبعوثين ، (و له الدين واصبا) تمام؟ ، كذلك (و له الدين واصبا) واصبا : الوا دوي دائري منتظم مرتفع واو و ألف ، صِبا ، صِبا أي إيه؟ شباب ، ريان بديع نضر ، يعني الدين اللي يقبلوا ربنا هو الدين الحي الشاب اللي فيه نضارة ، اللي يخرج من أنفس نضرة شابة ليست إيه؟ شائخة ، إنما هي شابة ، فيها قوة و عزيمة و ريان ، و كذلك تكون فيها إيه؟ طفولة و براءة ، صبا ، هذه كلمة صِبا ، صِبا هي إيه؟ الشباب و العزيمة و كذلك إيه؟ الري و الريان و النضارة و البراءة و الطفولة ، كل ده ربنا بيقبل منك الدين لما يكون منك كده ، لما يكون كده دينك نضر و دين طفل بريء ، ربنا يقبله ، (و له الدين واصبا) إذاً عرفنا كلمة واصبا يعني إيه؟ لها أكثر من معنى ، كذلك (و له الدين واصبا) أي أن الدين له دوي دائري منتظم هنا مرتفع ، و الصاد إتصال و وصال ، تمام؟ و الباء إحتياج مرتفع ، دايماً كده الدين ، إنت تحتاج إلى الدين ، تحتاج لأن تمارس الدين ، لكن مش أي دين ، الدين الحق ، دين التوحيد ، دين الفطرة ، دين الله الواحد ، تمام؟ ، (و له الدين واصبا) يعني الدين هو عبارة عن دوي دائري منتشر ، دايماً كده الدين و تعاليم الدين تنتشر في المجتمعات بدوي دائري منتظم ، صاد اتصال ، باء إحتياج ، دايماً كده الإنسان يحتاج إلى دين ، إذاً شوفتوا كلمة (واصبا) لها كذا معنى إزاي؟ ، طيب ، بعد ما ربنا قال كده ، قال إيه (أفغير الله تتقون) يعني إنتو بتخافوا من حد تاني غير ربنا ، غير الله يعني ، الأصل إن إيه؟ أصل الخشية تكون لله عز و جل ، صح كده؟ ، طبعاً ده سؤال استنكاري (أفغير الله تتقون) .
___
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} :
(و ما بكم من نعمة فمن الله) كل نعمة من الله عز و جل ، (ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون) بيبين/بيوضح طبيعة الإنسان لما يتعرض لضرر و ألم ، بيحصل إيه؟ بيجعّر ، الإنسان يجعّر ، (تجأرون) أي إيه؟ تجعّرون ، يعني إيه؟ ترفعون أصواتكم بالألم و تستجيرون بالله عز و جل إستجارة عميقة ، فتستجيرون به أي تطلبون جواره ، أي حمايته ، دي كل دي معاني كلمة (تجأرون) ، تجأرون أي تستجيرون ، تجأرون أي تستجيرون بالله بعمق أي بقوة من قلوبكم ، كذلك تجأرون أي ترفعون أصواتكم بالدعاء متألمين ، بيقولك إيه؟ إنت بتجعر ليه؟ بترفع صوتك ليه كده؟ بيجعر من الألم يعني ، هو أصل الكلمة (تجأرون) لكنها إيه؟ نطق الكلمة بيتغير مع الزمان أو بين المجتمعات ، (ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون) أي تستجيرون أو ترفعون أصواتكم بإيه؟ بالألم و الدعاء . ماشي؟ طيب ، كذلك (تجأرون) من إيه؟ من جأر ، هنشوف جأر الأول و بعد كده نشوف تجأرون ، جأر أي جاء من أعماقه و أرى ، جاء بشيء من أعماقه و أرى ، و أراه يعني ، اللي هو صوت الجأر ، اللي هو صوت الدعاء إيه؟ بالألم ، دعاء بصيغة الألم ، هو ده الجأر ، صح؟ جيم جاء ، الهمزة أعماق ، الراء أرى ، هو أرى يعني ، و هو رأى أيضاً ، أتى من أعماقه فرأى و أرى ، (تجأرون) تجيئون من أعماقكم و تُرُون أو و تَرَون .
___
{ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} :
(ثم إذا كشف الضر عنكم) خلي بالك ، ربنا بيبين/بيوضح طبيعة الإنسان ، (إذا فريق منكم بربهم يشركون) لما الضر يرتفع و النعمة هتيجي ، بعضكم هيشرك بالله يعني بعضكم هينسى ربنا ، (ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) ربنا نهى عن بدايات الشرك ، فقال (و قال الله لا تتخذوا إلهين إثنين) .
___
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
___
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
========================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق