راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الخميس، 14 أكتوبر 2021

درس القرآن و تفسير الوجه السادس من النحل .

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه السادس من النحل .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ صفات الحروف , ثم قام بقراءة الوجه السادس من أوجه سورة النحل ، و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ، و أنهى نبي الله الحبيب الجلسة بأن صحح لنا تلاوتنا .

بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :

الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه السادس من أوجه سورة النحل ، و نبدأ بأحكام التلاوة و مروان :

صفات الحروف :

القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .

و بعد مروان قالت الأحكام رفيدة ثم أرسلان .
__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

هذا الوجه العظيم من أوجه سورة النحل المباركة ، يتحدث فيها الله سبحانه و تعالى عن إرسال الأنبياء و عن بعض الدقائق في حياة الروح .

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} :

(و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) ربنا سبحانه و تعالى بيشرح و بِيُبَين طبيعة الإرسال ، إن هي إيه؟ تكون في رجال ، (و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) طبعاً الخطاب هنا لسيدنا محمد ﷺ و إيه؟ لقوم سيدنا محمد ﷺ من الوثنيين أو من أهل الكتاب ، تمام؟ ، (فاسألوا أهل الذكر) أهو هنا الدليل ، هنا إيه؟ إن الخطاب لهم كلهم ، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) اسألوا أهل الذكر يعني اسألوا الأقوام التي أُنزل عليها الوحي من قبلكم ، أو أُرسل فيها الأنبياء من قبلكم ، اللي هم كانوا أهل الكتاب ، في المنطقة دي يعني ، اليهود و النصارى اللي هم أهل الكتاب ، (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) إذا كنتو إنتو إيه؟ ليس عندكم خبرة بأمور الوحي و الوصال و ذكر الله عز و جل و الأنبياء و البعث ، إسألوا أهل الذكر .
___

{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} :

(بالبينات و الزبر) أهل الذكر دول/هؤلاء إيه؟ خَبِروا البينات و الزبر ، ليه؟ لأن الرسل الذين أُرسلوا من قبل و هم رجال ، ربنا أوحى إليهم (و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم) نوحي إليهم بإيه بقى؟ بالبينات و الزبر ، البينات الأمور الواضحات المُفصَلات المُفَصِلات ، الأمور الواضحات المُفصَلات المُفَصِلات ، دايماً كده النبي بيتكلم ، بيبين ، بيشرح ، بيحط / يضع النقاط على الحروف ، يضع النقاط على الحروف ، علشان الأمر مايبقاش إيه؟ مُعَمَّى على الناس ، مايبقاش الإنسان في حالة إيه؟ شُبهة أو في حالة تدسية على نفسه ، دايماً كده النبي بيوضح ، بيقول الكلمة بتاعته و بيمشي ، و بقى الإنسان هو مُخَيَّر ، براحته بقى الإنسان مُخَيَّر ، هو عارف العاقبة لو إيه؟ ماسمعش كلام النبي ، (بالبينات و الزبر) طيب (البينات) اللي هي إيه؟ المُفَصِلات المُفصَلات ، ماشي ، أو المُفصَلات المُفَصِلات ، يعني هي مُبَيَّنَة و هي تُبَيّن أيضاً ، طيب ، (و الزبر)؟ الزبر جمع زبور ، و قلنا كلمة زبور هو كتاب الله ، هو إسم عام لأي كتاب من كتب الله أو لأي وحي من وحي الله ، إزاي بقى من أصوات الكلمات؟ زبور : الزين صوت المعصية ، بور أي بوار المعصية ، بوار المعصية و بوار أصول المعصية و بوار بواعث المعصية ، تكون بكلمات الله و بوحي الله و بوصال الله و بلذة إيه؟ الإتصال بالله عز و جل ، و بلذة الخشوع و بلذة دموع الروح ، كل ده ينتج من إيه؟ من الزبوور ، اللي هو إيه؟ وحي الله ، وحي الله يمسح المعصية ، كأنه بيمسحها بأستيكة/ممحاة كده ، يمحو المعاصي ، ليه؟ لأن وحي الله إيه؟ مُحيي ، مُحيي للقلوب و الأفئدة و النفوس ، ترتاح فيه الأرواح ، ترتاح فيه الأرواح ، تمام؟ ، فلذلك ربنا أرسل إيه؟ رجال للوحي ، الوحي ده هو عبارة عن بينات و زبر ، بينات جمع بينة ، و زبر جمع زبور و عرفنا كلمة زبور معناها إيه ، هي كلمة عامة ، (و أنزلنا إليك الذكر) و إنت كمان أنزلنالك الذكر أهو ، يعني إيه؟ الوحي ، تمام ، (لتبين للناس) تُفصل لهم شؤون حياتهم و إيه الحاجات اللي بتغضب ربنا و إيه الحاجات اللي إيه؟ بترضي ربنا ، كده ده واجبك إنك تبين و لا تتبع أهواءهم ، كل واحد على مزاجه بقى ، عاوز النبي على مزاجه ، أو عاوز ربنا على مزاجه ، ماينفعش ، لازم الناس تلتزم بكلمات الله ، و مين وكيل الله على الأرض؟ هو ده اللي بيقول ، و النبي ده دايماً كده يقول خِلاف هواه أو خِلاف هوى المستمعين علشان يُخلص الناس من آثامهم و معاصيهم و رجازاتهم و رجاساتهم ، أي مشاعر ، أي وجدان ، أي عواطف مُخالفة لدين الله عز و جل فهي رد ، ليست لها قيمة ، كأنها ماتقالتش ، كأنها ماكانتش أصلاً ، لأن الأصل إيه هو؟ الدين ، و هنعرف إيه هو الدين بقى تحت ، ربنا قال أهو (و له الدين واصبا) هنفهم يعني إيه كلمة واصباً ، (بالبينات و الزبر و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم و لعلهم يتفكرون) النبي بيبين للناس ما نزل إليهم ، يعني كل فترة كده ربنا بينزل بوتقة من إيه؟ من الأمور الموحى ، هتكون في الوقت ده مثلاً على لسان نبي من الأنبياء ، فهذا هو ما نُزِّلَ للناس ، فأنت المُدرس ، إنت إيه؟ الطبيب ، مدرس و طبيب ، (لعلهم يتفكرون) (لعلهم) هنا معناها إيه؟ إن هم مُخيرين ، ربنا بينتظر منهم ، يرى ، ينتظر منهم أن يرى ما يفعلون ، ينظر كيف يعملون ، (و لعلهم يتفكرون) يمكن يتفكروا ، يتدبروا ، يخشعوا ، يتذكروا .
___

{أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُواْ السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ} :

(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض) أي واحد بيعمل سيئة فهو ماكر ، ماكر ، و أي إنسان بيُدسي على نفسه فهو ماكر ، مكر ، فيه مكر كده ، عاوز كده إيه؟ الأمور تسير على هواه ، و ده مش صحيح ، لا يُرضي الله عز و جل ، ليه؟  ، لأن ربنا سبحانه و تعالى يبتلي الناس ، إبتلاء ، و دايماً الإبتلاء مابيجيش/لا يأتي  على مزاج الناس ، هو كده ربنا ، طبيعته كده ، ينظر كيف تعملون ، و يبتلي الناس بالناس ، يبتلي أمور بأمور ، و يبتلي أناس بأناس ، فهي دي الحياة ، دار إبتلاء ، دار إختبار ، ينظر كيف تعملون ، (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض) يعني اللي بيعملوا السيئات دول/هؤلاء بيتبعوا أهواءهم ، مش خايفين لربنا يخسف بهم الأرض؟؟ طبعاً ده لفظ مجازي للعذاب يعني ، (أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) يعني يأتيهم عذاب لا يتوقعونه ، كطارق ليل ، لأن الله إيه؟ لطيف ، خفي لطيف ، لطيف إيه؟ لطيف الأقدار ، أقداره تأتي بلطف ، بخفة ، بشيء غير متوقع ، لذلك قال (أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون) .
___

{أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ} :

(أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين) يعني و هم مشغولين في غَمرة الدنيا و إنشغالهم في الدنيا ، ربنا يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، (فما هم بمعجزين) لن يُعجزوا الله ، مش إيه؟ مش هيصعبوا على ربنا ، و إن يكونوا إيه؟ مقاومين لله عز و جل و لأقدار الله ، أبداً ، هنا ربنا بيخوفهم بالآيات دي ، بيخوفهم لعلهم يرجعون ، لعلهم إيه؟ يهابون الله حق هيبته ، لعلهم يرهبون الله حق رهبته أو حق الرهبة ، لعلهم يرهبون الله حق الرهبة ، فهو ده إيه؟ مراد الله من هذه الآيات التي ألقاها على لسان محمد ﷺ .
___

{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} :

(أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ¤ أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم) ، (يأخذهم على تخوف) يعني هم كانوا إيه؟ في حالة خوف و شك ، لكن ماآمنوش/لم يؤمنوا ، هم خايفين آآه ، و عارفين إن النبي صح ، و عارفين إن النبي صادق ، بس إيه؟ لم يقتحموا العقبة و لم يطيعوا النبي ، بل عصوه ، فكانوا في حالة من الخوف ، دايماً كده القلق و الخوف بس هم مانفذوش كلام النبي ، برضو ربنا بياخذهم إيه؟ أخذ عزيز مقتدر ، (أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم) ربنا في الأصل رؤوف رحيم ، لكن إنتم العصاة ، أنتم العصاة ، لكن الأصل أن الله رؤوف رحيم .

___

{أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ} :

(أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ¤ أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم ¤ أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين و الشمائل سجداً لله و هم داخرون) هذه آية عظيمة جداً ، فيها إيه؟ صفات و بَيَانَات و بَيِنَات و بديع عظيم جداً ، و مجاز عظيم جداً ، خلي بالك ، ربنا بيلفت أنظار العصاة و غير العصاة إلى أمر خفي و سري في الكون ، يقول تعالى : (أو لم يروا) يعني ألم ينظروا ، (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء) يعني كل ما خلق الله أو كل الأشياء التي خلقها الله ، مالها بقى؟؟ الأشياء دي كلها (يتفيأ ظلاله) أي شيء يتفيأ ظلاله ، يعني إيه؟ أي شيء ربنا خلقه له ظل ، (يتفيأ ظلاله) الشيء ده ينشر ظلاله (عن اليمين و الشمائل سجداً لله و هم داخرون) يعني كل الأشياء اللي ربنا خلقها على الفطرة ، تبعث فيوضها و آثارها لليمين ، طيب و الشمائل؟ يعني الشِمال؟ ممكن ، و في معنى أعظم (و الشمائل) يعني الصفات العظيمة أو الصفات التي تتصف بها المخلوقات ، تمام ، كلها إيه بقى؟ سُجداً خاضعة لله ، (و هم داخرون) أي داخلون خارون على عتبات الله ، مستجيرين بالله ، فربنا بيبين هنا إيه؟ إن كل شيء خاضع له ، كل مخلوق هو خاضع له إيه؟ بالفطرة ، (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء) يعني كل شيء ربنا خلقه ، ماله الشيء ده بقى؟ (يتفيأ ظلاله) يتفيأ هنا إيه؟ ده فعل مضارع صح؟ (ظلاله) ده الفاعل ، ظلال الشيء يعني ، (عن اليمين و الشمائل سجداً) يعني كل آثار هذا الشيء المخلوق و هو نفسه يميناً أو شِمالاَ ، أو يميناً و كل صفاته ، شمائله يعني ، هي سُجداً لله أي خاضعة لله عز و جل ، من ضمن الحاجات دي إيه؟ النجوم (النجم و الشجر يسجدان) صح كده؟ كل شيء هو ساجد أي خاضع لله ، (و هم داخرون) صفاتهم أنهم داخلون على عتبات الله ، أي مستجيرين بالله ، داخلون خارون ، أي تمام السجود و الطاعة و الإنقياد و الإنصياع لأوامر الله و أوامر النبي .
___

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} :

(و لله يسجد ما في السماوات و ما في الأرض من دابة و الملائكة و هم لا يستكبرون) أصل السجود الخالص هو عدم الإستكبار ، نزع الإستكبار و نزع الكِبر ، نزع الأنا ، يعني الواحد إيه؟ ما يعتدش بنفسه ، الواحد إيه؟ يُذل نفسه لله عز و جل ، مايقولش أنا ، أنا كذا ، أنا كذا ، أو يعتد بنفسه ، يبقى عنده إعتداد بنفسه ، لا ، كل ده غلط ، مخالف لمسيرة العبودية لله عز و جل ، مخالف لمسيرة السجود و الخرور على عتبات الله عز و جل ، من كانت فيه هذه الصفة ، أي الإعتداد بالنفس ، فهو في خطر ، فهو يُخشى عليه ، (و لله يسجد ما في السماوات و ما في الأرض من دابة) (ما) هنا لغير العاقل ، (دابة) هنا إيه؟ كل الدواب ساجدة لله ، و كذلك الحجر و الشجر ساجد لله ، كل الموجودات هي ساجدة لله عز و جل ، (و الملائكة) كل الملايكة ، الملايكة إيه؟ اللي هم النورانيبن ، اللي هم إيه؟ غير المكلفين ، أقصد إيه؟ ليس عليهم تكليف كالبشر و الجن ، و لكنهم مجبولين على الطاعة ، كذلك الملائكة أي من الجن و الإنس ، أي الطائعين من الجن و الإنس هم يسمون أيضاً إيه؟ ملائكة ، (و هم لا يستكبرون) ساجدون لا يستكبرون .
___

{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} :

(يخافون ربهم من فوقهم) صفاتهم إيه؟ أنهم دائماً في خوف و وجل من الله عز و جل ، صفة ربنا .... إيه؟ (يخافون ربهم من فوقهم) كلمة (من فوقهم) مش معناها إيه؟ كده فوقيهم كده ، لا ، (من فوقهم) أي مُسيطر عليهم ، محيط بهم ، (يخافون ربهم من فوقهم) أي أنهم يجلونه لأنه علي عال متعال ، بس ده مش معناه إن إحنا إيه؟ نقول المكان ده ، الحتة دي ربنا فيها ، لا ، مانقولش كده ، مانحددش ربنا إيه؟ في المكان ، لأن ربنا ليس له جسم ، و لا نحجره في مكان ، و لكن كل دي ألفاظ مجازية لإيصال المعنى ، (يخافون ربهم من فوقهم) يعني مسيطر عليهم ، محيط بهم ، (و يفعلون ما يؤمرون) أي أمر يصدر من الله عز و جل على لسان أنبياءه ، مباشرةً ينفذون .
___

{وَقَالَ اللَّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} :

(و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون) ، لماذا قال الله (و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين) طيب ليه ماقلش و قال الله لا تتخذوا ثلاثة آلهة أو أربعة آلهة؟ لأن بداية الشرك هي الإلهين ، مش هو إله واحد؟ ، أول ما تشرك واحد مع الله يبقى هو إلهين ، يبقى دي بداية الشرك ، ربنا بينهى و يمنع من بدايات الشرك ، هو ربنا لن ينتظر إن إنت تعبد عشر آلهة و بعد كده يقولك إيه؟ لا تتخذوا عشرة آلهة معي ، لا ، هي بداية الشرك ربنا بيحذر منها ، تمام كده؟ ، (و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين) ربنا بيمنع من بدايات المعصية زي ما ربنا بيقول إيه؟ (و لا تقربوا الزنا) ، ماقالش و لا تزنوا ، لا ، قال ( و لا تقربوا الزنا ) يعني إيه؟ لا تنظروا إلى الحرام ، لا تتكلموا بالحرام ، اجتنبوا أماكن الشبهات ، كل ده عدم إقتراب ، فربنا بينهى عن إيه؟ عن بواعث المعصية ، فقال (و لا تقربوا الزنا) ، صح كده؟ ، زي ما هنا قال إيه؟ (و قال الله لا تتخذوا إلهين) لأن الشرك هو إيه؟ أصلاً زنا ، زنا روحي ، فربنا منع بدايات و بواعث الشرك ، و كذلك منع بدايات و بواعث الزنا ، صح كده؟ ، (و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد) سبحانه و تعالى ، (فإياي فارهبون) ربنا بيتكلم ، بيقول لهم : ارهبوني حق الرهبة ، لأن الرهبة و الخوف من الله أساس الخرور و السجود و الإنصياع و الطاعة ، بعد كده يكون الحُب .
___

{وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ} :

(و له ما في السماوات و الأرض و له الدين واصباً) ربنا له كل شيء في السماوات و الأرض ، (و له الدين واصبا) خلي بالك بقى في كلمة (واصبا) دي ، (و له الدين واصبا) يعني , واصبا : نقدر نقول إن الدين كما قال النبي ﷺ : "حُفت الجنة بالمكاره ، و حُفت النار بالشهوات" ، دايماً كده طريق النار مُعبد بالخداع و الشهوات و المعاصي ، و طريق الجنة مُعبد بإيه؟ بالمكاره ، طاعات ، عبادات ، تمنع نفسك عن الحرام ، دايماً كده ، لذلك إيه؟ الدنيا هي إيه؟ سجن المؤمن و جنة الكافر ، الدنيا سجن المؤمن ، دايماً المؤمن بيحب الإنعزال عشان إيه؟ ما يختلطش بالأشرار ، يختلط بهم على قدر إيه؟ على قدر الحاجة ، يدعوهم مثلاً أو يتعامل تعاملات ضرورية ، و لكن الأصل في المؤمنين إن هم إيه؟ عندهم مفاصلة ، مفاصلة عن إيه؟ عن المعاصي ، و عن المجتمعات إيه؟ المشركة او الظالمة أو العاصية ، فلذلك الدنيا هي سجن المؤمن و جنة الكافر ، الكافر يرتع فيها كما يشاء ، لكن الله يأخذه أخذ عزيز منتقم ، خلي بالك ، (و له ما في السماوات و الأرض و له الدين واصباً) واصبا يعني إيه؟ الدين لله عز و جل فيه مشقة ، و مش على هوى الناس ، دايماً كده ، الدين ليس على هوى الناس ، في الغالب ، لذلك يجب الإنسان يُعبد نفسه و يطوّع نفسه و يُسجّد نفسه لله عز و جل ، فلذلك قال (و له الدين واصبا) تمام؟ ، كذلك (و له الدين واصبا) واص أي من التوصية ، الباء أي الحاجة ، أي أنكم في حاجة إلى الوصاية من خلال الأنبياء و المبعوثين ، (و له الدين واصبا) تمام؟ ، كذلك (و له الدين واصبا) واصبا : الوا دوي دائري منتظم مرتفع واو و ألف ، صِبا ، صِبا أي إيه؟ شباب ، ريان بديع نضر ، يعني الدين اللي يقبلوا ربنا هو الدين الحي الشاب اللي فيه نضارة ، اللي يخرج من أنفس نضرة شابة ليست إيه؟ شائخة ، إنما هي شابة ، فيها قوة و عزيمة و ريان ، و كذلك تكون فيها إيه؟ طفولة و براءة ، صبا ، هذه كلمة صِبا ، صِبا هي إيه؟ الشباب و العزيمة و كذلك إيه؟ الري و الريان و النضارة و البراءة و الطفولة ، كل ده ربنا بيقبل منك الدين لما يكون منك كده ، لما يكون كده دينك نضر و دين طفل بريء ، ربنا يقبله ، (و له الدين واصبا) إذاً عرفنا كلمة واصبا يعني إيه؟ لها أكثر من معنى ، كذلك (و له الدين واصبا) أي أن الدين له دوي دائري منتظم هنا مرتفع ، و الصاد إتصال و وصال ، تمام؟ و الباء إحتياج مرتفع ، دايماً كده الدين ، إنت تحتاج إلى الدين ، تحتاج لأن تمارس الدين ، لكن مش أي دين ، الدين الحق ، دين التوحيد ، دين الفطرة ، دين الله الواحد ، تمام؟ ، (و له الدين واصبا) يعني الدين هو عبارة عن دوي دائري منتشر ، دايماً كده الدين و تعاليم الدين تنتشر في المجتمعات بدوي دائري منتظم ، صاد اتصال ، باء إحتياج ، دايماً كده الإنسان يحتاج إلى دين ، إذاً شوفتوا كلمة (واصبا) لها كذا معنى إزاي؟ ، طيب ، بعد ما ربنا قال كده ، قال إيه (أفغير الله تتقون) يعني إنتو بتخافوا من حد تاني غير ربنا ، غير الله يعني ، الأصل إن إيه؟ أصل الخشية تكون لله عز و جل ، صح كده؟ ، طبعاً ده سؤال استنكاري (أفغير الله تتقون) .
___

{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} :

(و ما بكم من نعمة فمن الله) كل نعمة من الله عز و جل ، (ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون) بيبين/بيوضح طبيعة الإنسان لما يتعرض لضرر و ألم ، بيحصل إيه؟ بيجعّر ، الإنسان يجعّر ، (تجأرون) أي إيه؟ تجعّرون ، يعني إيه؟ ترفعون أصواتكم بالألم و تستجيرون بالله عز و جل إستجارة عميقة ، فتستجيرون به أي تطلبون جواره ، أي حمايته ، دي كل دي معاني كلمة (تجأرون) ، تجأرون أي تستجيرون ، تجأرون أي تستجيرون بالله بعمق أي بقوة من قلوبكم ، كذلك تجأرون أي ترفعون أصواتكم بالدعاء متألمين ، بيقولك إيه؟ إنت بتجعر ليه؟ بترفع صوتك ليه كده؟ بيجعر من الألم يعني ، هو أصل الكلمة (تجأرون) لكنها إيه؟ نطق الكلمة بيتغير مع الزمان أو بين المجتمعات ، (ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون) أي تستجيرون أو ترفعون أصواتكم بإيه؟ بالألم و الدعاء . ماشي؟ طيب ، كذلك (تجأرون) من إيه؟ من جأر ، هنشوف جأر الأول و بعد كده نشوف تجأرون ، جأر أي جاء من أعماقه و أرى ، جاء بشيء من أعماقه و أرى ، و أراه يعني ، اللي هو صوت الجأر ، اللي هو صوت الدعاء إيه؟ بالألم ، دعاء بصيغة الألم ، هو ده الجأر ، صح؟ جيم جاء ، الهمزة أعماق ، الراء أرى ، هو أرى يعني ، و هو رأى أيضاً ، أتى من أعماقه فرأى و أرى ، (تجأرون) تجيئون من أعماقكم و تُرُون أو و تَرَون .
___

{ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} :

(ثم إذا كشف الضر عنكم) خلي بالك ، ربنا بيبين/بيوضح طبيعة الإنسان ، (إذا فريق منكم بربهم يشركون) لما الضر يرتفع و النعمة هتيجي ، بعضكم هيشرك بالله يعني بعضكم هينسى ربنا ، (ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) ربنا نهى عن بدايات الشرك ، فقال (و قال الله لا تتخذوا إلهين إثنين) .
___

و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .

___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙


========================



يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام:
إنّ الموافقات الإلهية هي مناسبات كونية تلائم حاجة العصر , لقد اخبر الله أنّ المسيح الموعود يأتي مصدقا لصدق محمد و مطهرا سيرته العطرة , كذلك اخبر الله أنّ يوسف الثاني ياتي مصدّقاً لصدق أحمد المهدي مطهّراً سيرته العطرة مقوّياً بناءه . و أمرك يتأتّى .
إنّ ظبية الدجال هي تابعٌ أساسيّ لفتنة المسيح الدجال , و هي فتنة التعري و الخلاعة و مواقعة الرجال و النساء علانيةً في الطرقات و هو ما يحدث الآن بالفعل و لم يكن على عهد المسيح الموعود .
إنّ ظبية الدجال ترمز لفتنة امرأة العزيز و النسوة الآتي كنّ يشعلن نار الشهوة الحرام . هنّ الآن مرة أخرى في العصر الحديث يشعلن الشهوة الحرام كجزء من فتنة الدجال بشكل علني و فيه مجاهرة لم يسبق لها مثيل .
إنها ظبية الدجال و إباحية العصر , وكمناسبة روحية , تنزّلت أقدام يوسف في هكذا عصر بإنباء الله الحليم خارجٌ من فمه إلى بصر و أذن المهدي العظيم .
إنّ يوسف الصديق هو تابعٌ من توابع المسيح الموعود . كذلك فإنّ ظبية الدجال هي تابعٌ من توابع المسيح الدجال , و لكل تابع تابعٌ يصدّه و يفسره و يعالجه , كما أنّ لكل رأسٍ رأسٌ ينافسه و يقهره .
إنّ الموافقات الإلهية في الروح و المادة و المعنى لهي موافقات كل عصر و كل زمن و كل كون . إنّ الله ينزل الداء و ينزل على أثر ذلك الدواء , فهذا من التكوير الذي لا زال ربي يفعله منذ الأزل .
لقد اخبر حبيبي محمد أنّ خير الرجال و قتها أي وقت فتنة ظبية الدجال هو من يقول للمنتهكين أن يستتروا أي ألا يجاهروا بقول أو بفعل في المعصية الجنسية المحرمة تلك . فهذا أقصى منتهى درء فتنة ظبية الدجال , و أخبرنا أنها من توابع الدجال , إن مجرد التفسير هنا و المعالجة و الشرح و التشخيص في حد ذاته يبعث الاطمئنان و السلام النفسي و التناغم مع الناموس و الطبيعة و هو المراد الإلهي من خلق النبوءات وتمثيلها على صفحة الحياة .
و لقد ذكر لنا الرسول عن فتنة يأجوج ومأجوج اللتي هي إحدى توابع الدجال أيضا . و لكنه أخبرنا أنه لا يدان لأحدٍ بقتالهم . و أخبرنا أنّ الله وحده هو الكفيل بهم يُجري عليهم قلم القدر . لقد انتهت الحروب الدينية و انتشرت الحروب الاقتصادية , حروب الاطماع الدنيوية . لقد وضع المسيح الموعود الحرب بالفعل . أي بمبعثه تسقط تدريجيا دوافع الحروب الدينية وتهدأ مسبباتها و لا تبقى إلا قوته العسكرية يأجوج و مأجوج تتبعه ثروات الشعوب كيعاسيب النحل , يسرقون أموالنا بمباركتنا , فهل لهذا نظير في فتنة دنيوية مادية .؟
الحق و الحق أقول : إنّ مبعث يوسف الصديق و أقدامه في آخر الزمن كتابع من توابع كثيرة ستكون للمسيح الموعود لهو تمثيلٌ و تصويرٌ لتلك الموافقات الإلهية التي ستظل تحدث لا تنفك ابداً عن مناسبات كل عالم و كون خلقه ربي . د محمد ربيع , مصر .
 
==================================================
 
 
يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام :
الفيض هو صديق السعداء و عدو التعساء . مبدا الفيض هو قوة ما وراء الطبيعة التي تخرق الحجب النافذ في الاعماق و الأسطح . مبدأ الفيض هو من يبعث بسفراءه لنا . كل شخص لديه سفيره الخاص المبعوث من لدنه . الروح هي سفير ما وراء الطبيعة .
إذا أردت تفعيل هذا المبدأ فعليك أن تفعل هذا المبدأ . عليك بالذوبان و التلاشي عن ترهات الأناسي . حينها سيبحث عنك و ستبحث عنه
أنت تملك مفتاح تلك القوى الضامرة فيك و التي تمكنك من وصل هذه الوصلة و ووراثة هذه التركة . أنت من تملك قرارك لأنك بالفعل مخير . إن الإنسان مخير و باختياره يكون فيما يليه مسير .
أريد أن أخبرك أن وصل هذه الوصلة ممكن حتى مع الملحد و لكن أؤمن أنها تكون وصلة مشوشة الذبذبة متقطعة كالتلفاز الذي لم ينضبط إريله . و لكن إن دخل في السلك النبوي و أصبح من أتباع سلسلة محمد و أحمد و النبيين من قبلهم و بعدهم و آمن بذلك فإنّ التشويش يتلاشى و البث ينضبط و القلب ينفعل على أكمل سعة من سعات ذلك الوعاء الإنساني المتصل

د.محمدربيع طنطاوي-
نعم , و إخراج تلك الكلمات من أبطن المدونة و إظهارها للعالم لهو من أجلّ الأعمال و أقربها قربة لله
 
 
Youssef Hala Mounir
د.محمدربيع طنطاوي- نعم سيدي هذه هي الحكمة التي تكلم عنها جميع الأنبياء وقال عنها النبي سليمان عليه السلام "أنها تكون من جيل إلى جيل تحل في نفوس القديسين وتجعلهم أحباء الله وأنبيائه لأن الله لا يحب أحدًا إلا الذي يلازم الحكمة " لذلك أنا أعشق الحكمة ( روح القدس ) لأنها باختصار هي خلاص العالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق