راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

السبت، 18 مارس 2023

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من يس .

 


 

درس القرآن و تفسير الوجه الثاني من يس .

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء أمة البر الحسيب :

افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الثاني من أوجه سورة يس ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الثاني من أوجه سورة يس ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :- صفات الحروف :القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .التفشي : حرفه الشين .الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .الغنة : صوت يخرج من الأنف ._____و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :يقول تعالى في هذا الوجه العظيم المبارك :{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ} :(و اضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون) هنا سبحانه و تعالى يضرب مثل لكل مثل و يضرب مثل عام لسُنة الإرسال و البعث في كل زمان و في كل مكان ، يقول تعالى : (و اضرب لهم مثلاً) أي يا محمد و يا كل نبي ، مَثّل لهم حقيقة مثال البعث و النبوة و الإرسال في القرى ، (و اضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون) أُمة من الأمم أتاها المرسلون ____{إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ} :(إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما) أي أرسلنا برسول فكذبوه ، ثم أرسلنا برسول فكذبوه ، هل تم الإرسال مع بعض و لّا/أم كان عبر القرون و عبر الأزمان ، يحتمل الإحتمالين ، (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما) و أنا أميل إلى الإعتقاد بأنّ الإرسال كان عبر الأزمان ، عبر القرون ، و أن هذه الحكاية و أن هذا المثل يتحدث عن عدة قرون مختصرة في عدة أسطر في هذا المصحف ، لكي نأخذ العِبرة ، (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث) يعني أتينا بعد ذلك بزمان برسول ثالث ، (فقالوا إنَّا إليكم مرسلون) كان حكاية الأنبياء عن ربهم أنهم مرسلون ، أنهم مبعوثون من لدنه سبحانه و تعالى .____{قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ} :(قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا) يعني أصحاب القرية تلك الأُمة المُكذبة الكافرة أنكروا على الأنبياء و على المرسلين و قالوا : أنتم بشر مثلنا ، ما فضلكم عنا كي تُمَيَّزوا برسالة الله و قالوا ذلك من باب الغيرة و من باب الكِبر و الحسد و الحقد ، (قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا و ما أنزل الرحمن من شيء) يعني إلهكم الرحمن لم يبعث أحد ، (إن أنتم إلا تكذبون) إنتم مجموعة من الكذابين اللي عاوزين/الذين يريدون يتسيدوا زعامة روحية بالباطل .____{قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ} :(قالوا ربنا يعلم إنَّا إليكم لمرسلون) قال الأنبياء عبر الأزمان ، كل نبي في زمانه ، أننا من الله سبحانه و تعالى و أننا مُرسلون .____{وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ} :(و ما علينا إلا البلاغ المبين) يعني وظيفة النبي البلاغ المفصّل المُبِيّن المُبَيّن .____{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} :(قالوا إنَّا تطيرنا بكم) هكذا دائماً الكفار في كل زمان و مكان يتشائموا من دعوى النبوة و يتشائموا من بعث المرسلين و من عظة إيه؟ الواعظين ، لماذا؟ لأنهم لا يريدون لنُظمهم الإجتماعية أن تتغير أو تضطرب ، لأن تلك النظم و تلك الأسس التي بنوها عبر القرون تؤسس لفسادهم و تؤسس لمكاسبهم الدنيوية ، و هم لا يريدون لها أن تتعطل و لا أن تضطّرب ، لَمّا أن كان النبي إذا بُعث هو ثورة روحية و ثورة عقلية و ثورة دينية على الباطل ، و نصير للحق ، و هادم للظلم المادي و الروحي ، كان جديراً بالكفار أن يُكذّبوه و خصوصاً عِلية القوم ، لا يريدون لأي نظم اجتماعية أسسوها و استقرت عندهم أن تضطرب أو أن تختل بفعل ذلك النبي الذي يقول كلمة الحق ، (قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا و ما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون ¤ قالوا ربنا يعلم إنَّا إليكم لمرسلون ¤ و ما علينا إلا البلاغ المبين ¤ قالوا إنَّا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم و ليمسنكم منَّا عذاب أليم) هنا تهديد من الكفار للأنبياء عبر القرون و عبر الأزمان في كل أُمة ، يقولون لهم : إذا لم تتوقفوا عن الوعظ و عن الأمر بالمعروف و عن النهي عن المنكر و عن بث الإضطراب في مجتمعنا نتيجة ذلك ، (لَنَرْجُمَنَّكُمْ) يعني لَنَقتلنكم قتلاً معنوياً أو قتلاً مادياً ، هذا معنى (لَنَرْجُمَنَّكُمْ) في هذه الآية ، (و ليمسنكم منَّا عذاب أليم) أي سنُحيطكم بالعذاب الأليم النفسي أو الجسدي أو كِلاهما . ____{قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} :فرد الأنبياء عبر القرون على تلك الأمم المكذبة الكافرة   فقالوا : (قالوا طائركم معكم) يعني التشاؤم الذي تتشائمونه هو بسبب ذنوبكم و بسبب تكذيبكم و بسبب نفوركم من البعث و النبوة ، (قالوا طائركم معكم) يعني النحس الذي تُحسون به و الشؤم و العذاب بسبب تكذيبكم ، (أئن ذُكِّرْتُم) كلما ذُكِّرْتُم تنفروا و تُكذبوا ، فيأتيكم العذاب و البلاء ، (بل أنتم قوم مسرفون) أنتم قوم مسرفون في الملاهي و الملذات و الشهوات ، و مسرفين في الذنوب و الكِبر و الآثام .____{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} :بعد كده ، بعد أزمان ربنا بيضرب مثل الشخص النبيل ، الذي يريد الحق و يريد الخير للمجتمعات ، لأنه هكذا الأنبياء ، أي نبي صاحب دعوى هو شخص نبيل ، يريد الخير لقومه ، هكذا هم الأنبياء ، هكذا هم الحكماء و العارفين ، و هكذا هم العلماء ، حتى علماء الطبيعة و الماديات ، عندما يصنعون خيراً للبشرية ، هم يريدون الخير للبشر ، هكذا في سلوك البشر ركّب الله سبحانه و تعالى صفة النُبل ، و لكنها تتجلى بأعظم تجلياتها و أعظم تمثلاتها و أعظم فيوضاتها  في الأنبياء و العارفين و الأولياء ، فهي صفة متأصلة في الإنسان ، نجد أن العالِم , أي العالِم المادي فيه نُبل يريد أن ينشر العلم و الخير في البشر ، في أي مجال ، قال تعالى : (و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى) خلي بالك (من أقصى المدينة) يعني شخص معتزل عن مفاتن الزمان ، كذلك المدينة ، يعني القرية دي أتى عليها أزمان حتى كَبُرت فأصبحت مدينة ، فهنا قرينة إن الأنبياء الثلاثة اللي/الذين بُعِثوا  عبر أزمان ، عبر قرون ، ماكنوش/لم يكونوا مع بعض في نفس الوقت ، لكنهم كانوا لنفس الأُمة ، و هكذا دائماً الله سبحانه و تعالى يأتي بإسم القرية في مناط التحذير ، و يأتي بإسم المدينة في مناط الخير ، (و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى) يسعى يعني يُجاهد و يجتهد و يمضي في سبيل الحق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، (قال يا قوم اتبعوا المرسلين) إتبعوا أصحاب الرسالات و أصحاب النبوات المبعوثين من الله سبحانه و تعالى .____{اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ} :(اتبعوا من لا يسألكم أجراً و هم مهتدون) اتبعوا هؤلاء الأنبياء النبلاء الذين لا يقولون ما يقولون إبتغاء أجر دنيوي ، إنما هم يريدون وجه الله و يريدون لكم الخير ، يريدون لكم الخير المطلق ، (و هم مهتدون) أي هم على هداية و هدى و هم يَهدون بأمر الله إلى سواء السبيل و إلى الصراط المستقيم .____{وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} :(و ما لي لا أعبد الذي فطرني و إليه ترجعون) لماذا لا أعبد الذي خلقني من العدم ، و في النهاية نرجع إليه في يوم القيامة .____{أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّ شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ} :(أأتخذ من دونه آلهة) هل أُشرك بالله؟! هنا سؤال استنكاري من ذلك الرجل النبيل ، (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً و لا ينقذون) لو أراد الله بي الشر و الضر جزاء شركي به ، لن تنفعني تلك الآلهة الباطلة و لن تصد عني أي عذاب من الله سبحانه و تعالى و لن ينقذوني من عذاب الله .____{إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} :(إني إذاً لفي ضلال مبين) لو أشركت بالله و لم أُوَحِّد و لم أصل إلى كمال التوحيد ، إن فعلت ذلك : أنا في ضلال مبين ، و العياذ بالله ، أي في بُعد عن الحق الظاهر و البَيّن .____{إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} :(إني آمنت بربكم فاسمعون) لقد آمنت بالله ، رب الأنبياء و ربكم ، (فاسمعون) أي فاسمعوا مني و خذوا العظة مني و التذكير ، و هذا دليل على أن الوعظ و الإرشاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هو صمام الأمان للمجتمعات و هو ليس منوط بالأنبياء و المرسلين فقط ، بل هو منوط بكل الصالحين و منوط بأصحاب الأنبياء و أتباعهم ، فهذا الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى هو مثال و قدوة لكل الصالحين عبر الأزمان و في كل مكان ، (إني آمنت بربكم فاسمعون) .____{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} :و بعد أن قضى أجله في الدنيا الذي كتبه الله له ، و عندما لَقِيَ الله ، قالت له الملائكة : (قيل ادخل الجنة) و هو على فراش الموت (قيل ادخل الجنة) ، (قال يا ليت قومي يعلمون) يا ليت أمتي تعلم ما أنا فيه ، لماذا يقول ذلك في نفسه أو في العلن وقت الموت أو بعد موته ، يقول ذلك لأنه نبيل يريد الخير لأُمته كما الأنبياء .____{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} :(قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون ¤ بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين) ليتهم يعلمون ذلك الغفران الذي أنعم الله به عليَّ و جعلني من الْمُكْرَمِين المُكَرَّمين فأفاض عليَّ من عزته و كرامته و جنته ، حد عنده سؤال تاني؟؟ ._____و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك ._____و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙 "فيا من تسمع كَرّم قلبك و روحك بمعرفتك لنبي الزمان ، و أنصت و ارتوي لتكون من الساعين الْمُكْرَمِين المُكَرَّمين عند حضرة العزة و الكبرياء ." 🌿

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق