درس القرآن و تفسير الوجه الرابع من الصافات .
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أسماء أمة البر الحسيب :
- افتتح سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ هذه الجلسة المباركة ، و ثم قرأ أحد أبناءه الكرام من أحكام التلاوة ، و ثم قام نبي الله الحبيب بقراءة الوجه الرابع من أوجه سورة الصافات ، و استمع لأسئلتنا بهذا الوجه ، و ثم شرح لنا يوسف الثاني ﷺ هذا الوجه المبارك .
بدأ نبي الله جلسة التلاوة المباركة بقوله :
الحمد لله ، الحمد لله وحده ، الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد ، لدينا اليوم الوجه الرابع من أوجه سورة الصافات ، و نبدأ بأحكام التلاوة و أحمد :
صفات الحروف :
القلقلة : حروفها مجموعة في (قطب جد) .
الهمس : حروفه مجموعة في (حثه شخص فسكت) .
التفخيم : حروفه مجموعة في (خص ضغط قظ) .
اللام : تفخم و ترقق : إذا كان ما قبلها مفتوح و مضموم تفخم , و إذا كان ما قبلها مكسور ترقق , و كذلك الراء تفخم و ترقرق و ممنوع التكرار .
التفشي : حرفه الشين .
الصفير : حروفه (الصاد , الزين , السين) .
النون و الميم المشدتين تمد بمقدار حركتين .
أنواع الهمزة : همزة وصل , همزة قطع , همزة المد .
الغنة : صوت يخرج من الأنف .
______
و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :
في هذا الوجه المبارك العظيم يُكمل سبحانه و تعالى سرده عن الأنبياء الذين أرسلهم و يرسلهم و سيزال يُرسلهم في هذا الكون ، فيقول تعالى :
{وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ} :
(و إن من شيعته لإبراهيم) أي من شيعة نوح ، لأن الله سبحانه و تعالى تحدث عن نوح في نهاية الوجه السابق ، (و إن من شيعته لإبراهيم) يعني من الذين يؤمنون بالله كما آمن نوح و ليس بشرط أن يكون من ذرية جسدية ، من ذرية جسدية لنوح -عليه السلام- ، فقال : (و إن من شيعته) أي يتشيعون لدينه و لإلهه ، أي أن إبراهيم يتشيع لدين و إله نوح -عليه السلام- .
____
{إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} :
(و إن من شيعته لإبراهيم ¤ إذ جاء ربه بقلب سليم) أهم حاجة في إبراهيم و في أي نبي : القلب السليم ، القلب ده اللي بِيُوزَن بقى في يوم البعث ، في يوم الحساب ، في الميزان ، ربنا سبحانه و تعالى بِيَزِنه ، تمام؟ و يعلم خباياه و أسراره ، (إذ جاء ربه بقلب سليم) أقبل على الله عز و جل في الدنيا و الآخرة ، (بقلب سليم) أي بقلب طاهر نقي مُحسن ، هكذا هي قلوب الأنبياء و أتباع الأنبياء بصدق ، المُخلصين من أتباع الأنبياء ، (إذ جاء ربه بقلب سليم) أي قَلَبَ حاله من الشر إلى الخير .
____
{إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ} :
(إذ قال لأبيه و قومه ماذا تعبدون) إيه اللي إنتو بتعبدوه ده؟ ما هذا الذي تعبدونه؟! ، إستنكار ، سؤال إستنكاري .
____
{أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} :
(أئفكاً آلهة دون الله تريدون) يعني كذباً و باطلاً ، آلهة مع الله تريدون أو من دون الله و من غير الله تريدون؟! ، يعني الآلهة اللي بتعبدوها دي كذب إفك و إفتراء ، الإفك يعني الكذب العظيم ، (أئفكاً آلهة دون الله تريدون) إنتو/أنتم اللي بتصنعوا الآلهة دي ، بتعبدوها إزاي/كيف؟؟ .
____
{فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} :
(فما ظنكم برب العالمين) يعني تعتقدوا إيه؟ ما الذي تعتقدونه في الله أن يفعل بكم جزاء ما تشركون ، كذلك (فما ظنكم برب العالمين) ، (فما ظنكم برب العالمين) يعني إيه؟ إنتو بتعتقدوا إن الله عبارة عن حجارة أو قطع من الشجر تنحتوها؟! ، الله أَجَلّ و أعظم من ذلك .
____
{فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ} :
(فنظر نظرة في النجوم) أي نظر نظرة فيما نجم من أفكاره ، النجوم ، النجوم اللي هي الأفكار ، (فنظر نظرة في النجوم) ، كذلك (فنظر نظرة في النجوم) أي وقت الليل في مواطن إيه؟ النجوم التي نراها تأملاً و تفكراً و تدبراً .
____
{فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} :
(فقال إني سقيم) أي أنني مريضٌ و معتلٌّ من شرككم ، مغتمٌّ من شرككم ، هذا معنى (فقال إني سقيم) .
____
{فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ} :
(فتولوا عنه مدبرين) تركوه و ذهبوا إلى عيد من أعيادهم .
____
{فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ} :
(فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون) ذهب إلى المعبد اللي كانوا إيه؟ بيضعوا فيه الأصنام و قال لهم إيه : إنتو مابتاكلوش/لا تأكلون؟؟! ، أيتها الآلهة التي تُعبد من دون الله : ألا تأكلون من هذا الطعام الذي تركه لكم قومي لكي تُباركونه في المعبد .
____
{مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ} :
(فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ¤ ما لكم لا تنطقون) لماذا لا تتكلمون؟!! .
____
{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} :
(فراغ عليهم ضرباً باليمين) طبعاً ، (راغ) يعني ذهب إيه؟ مسرعاً ، خِفية ، ذهب مسرعاً و في خِفية ، (فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ¤ ما لكم لا تنطقون ¤ فراغ عليهم ضرباً باليمين) يعني ذهب و ضربهم بقوة ، (باليمين) لها ثلاث معاني : أي بيمينه ، بيده اليمين يعني ، كذلك (باليمين) يعني بالحَلف و القسم الذي أقسمه ، عندما قال : (و تالله لأكيدنَّ أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين) ، و كذلك (باليمين) أي بالحق ، كسرها بالحق لأنه ينتصر للتوحيد .
____
{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} :
(فراغ عليهم ضرباً باليمين ¤ فأقبلوا إليه يزفون) رجعوا بقى ، لما رجعوا من العيد بتاعهم و شافوا الأصنام بتاعتهم متكسرة ، (فأقبلوا إليه يزفون) أي يسيرون إيه؟ في خيلاء و بطر و كِبر ، عاملين زيطة/ضجة يعني ، متكبرين ، ذهبوا إلى إيه؟ إبراهيم متكبرين يسألونه عما حدث في معبدهم ، و احنا/نحن قلنا قبل كده إن احنا/أننا يجب أننا نحاول نختار على قدر ما نستطيع الألفاظ التي نتداولها فيما بيننا ، فكلمة زَفْ أو زَفَّ مش حلوة ، مش بحبها/لا أحبها ، لأن القرآن هنا إيه؟ أتى بها في موضع إيه؟ الإنكار ، زَفَّ هو السير بخُيلاء ، فلذلك إيه؟ في الفرح كده يقولك إيه؟ الزَّفَّة ، الزَّفَّة بتاعت العريس و العروسة ، مانقولش/لا نقول كده ، نقول الإحتفال مثلاً أو ، واخد بالك إزاي ، ليه نقول الكلام اللي هو القرآن نهى عنه أو أتى به في مواضع إيه؟ الإنكار ، كذلك من أصوات كلمة (زَفَّ) : الفاء : تأفف و كِبر و بطر ، صح؟ و الزين : آثار الذنب ، هو صوت الذنب في الرؤيا ، فهكذا هو ، هي الخيلاء ، هو السير بخُيلاء ، شوفتوا ، خالوا بالكم من اللغة العربية العظيمة دي ، لغة إلهامية .
____
{قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} :
(فأقبلوا إليه يزفون ¤ قال أتعبدون ما تنحتون) إنتوا بتعبدوا حاجة بتنحتوها بإيديكم كده ، من الشجر أو من الحجر؟! ، نَحَتَ ، حتى كمان/أيضاً كلمة نَحَتَ في اللغة العربية يعني كذب أو اصطنع ، أتى بشيء مكذوب ، نَحَتَ من عند نفسه ، بيقولوا كده ، كذلك كلمة (نحت) من أصوات الكلمات إيه بقى؟ نحت : النون نعمة ، و الحاء راحة ، و التاء قطع مؤقت ، ما هو ده الكذب ، الكذب يقطع الراحة و النعمة ، نحت ، خلي بالكو ، ربنا أتى به في موضع إيه؟ صنع إيه؟ الآلهة الباطلة و الأصنام ، فصنع الآلهة الباطلة و الأصنام دي بتجعل هناك قطع للنعمة و للراحة لأنه شرك ، طبعاً القطع ده مؤقت إلا إذا كان إيه؟ هناك توبة ، يعني القطع ده يكون مؤقت حتى التوبة ، قطع للنعمة و للراحة ، تُشرك نفسك ، تُشرك في قلبك آلهة أخرى مع الله ، إنت كده تبقى إيه؟ مش هتعرف تبقى صافي لله عز و جل ، مش هتبقى صافي لله عز و جل و لا موحّد ، لذلك الذي يُخلص قلبه ، يُخلص قلبه لله عز و جل إخلاصاً تاماً و توحيداً صادقاً ، فهذا هو المعنى الذي أتى به القرآن الكريم عندما قال لبني إسرائيل : (اقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم) اقتلوا أنفسكم يعني اذبحوا هواكم و نفسكم المريضة و شِرككم ، اذبحوا الشرك لكي يصفو التوحيد ، هو ده بقى إيه؟ الإبتلاء العظيم ، هو ده الذبح العظيم بقى ، إنك تذبح نفسك لله و تذبح أي رغبة بتحبها ، تجعلها تحت حُب الله ، سواء كان بقى إيه ده؟ حُب زوجة أو حُب ابن أو حُب مال أو حُب أمر ، أي أمر ما ، يجب أن يكون الحب ده دون حُب الله ، مايغطيش/لا يُغطي على حُبك لله ، فلذلك هو ده بقى كان الإبتلاء العظيم لإبراهيم -عليه السلام- مع ابنه الصغير إسحق ، هنعرف الكلام ده في الوجه ده إن شاء الله ، و نعرف يعني إيه؟ (و بشرناه بغلام حليم) و إيه هو اللي شافه في المنام إنه بيذبحه ، و إيه هو الذِّبْح العظيم ، يعني إيه (أَسْلَمَا وَ تَلَّهُ للجبين) ، كل الكلام ده هنقول لكم المعنى الصحيح بقى ، المعنى الصحيح اللي هو دين ربنا ، اللي إحنا/نحن كأنبياء نأتي لنجدد هذا الدين و ننفض الغبار عن التوحيد و عن الدين الصحيح و نظهره مشرقاً للعالمين ، فلا يَغُرَّنَّكُم إشتهار عقيدة أو إشتهار فقه ما و تظنون أنه الحق ، أبداً ، هذا غير صحيح ، مش شرط إن الأمر المشتهر يكون هو الحق ، يجب أن ننقب و نبحث ، طيب ، (فنظر نظرة في النجوم) أي فيما نَجَم من أفكاره أو في مواضع النجوم في السماء في الليل تدبراً و تفكراً و تأملاً ، (فقال إني سقيم) يعني متضايق و مغتم و مهموم من هذا الشرك الذي انتشر في قومي ، (فتولوا عنه مدبرين) ذهبوا إلى عيدهم ، (فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ¤ ما لكم لا تنطقون ¤ فراغ عليهم ضرباً باليمين) و عرفنا اليمين معناها ثلاث معاني ، (فاقبلوا إليه يزفون) عرفنا كلمة زف و أنها موضع مذمة في القرآن ، (قال أتعبدون ما تنحتون) عرفنا معنى النحت و عرفنا أنه أيضاً موضع مذمة .
____
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} :
(و الله خلقكم و ما تعملون) الله هو الذي خلقكم و ما تصنعون من آلهة باطلة من حجر أو شجر ، فكيف تعبدون هذه الأصنام .
____
{قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ} :
(قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم) توعدوا بقى إبراهيم لما عرفوا إن هو اللي عمل كده ، قال هنبني بقى بناء كبير كده و نحط فيه حطب و نوقده ناراً و نلقي إبراهيم في هذه النار جزاءً لما فعل و يكون عِبرة لمن يتجرأ على آلهة المعبد مرة أخرى .
____
{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ} :
(فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين) أرادوا به المكر و الكيد و الهلاك ، فربنا جعل هؤلاء الماكرين أسفلين أي خاسرين مهزومين ، إزاي/كيف بقى؟ ربنا بعث أمطار و أطفأ تلك النار و بعدها مباشرةً هاجر إبراهيم -عليه السلام- مع زوجه و ابن عمه لوط و زوجته , هاجروا من العراق و ذهبوا إلى بلاد كنعان ، فلسطين ، هو ده اللي حصل .
____
{وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} :
(و قال إني ذاهب إلى ربي سيهدين) سوف أُهاجر إلى الله عز و جل ، سوف أُهاجر في سبيل الله عز و جل و أترككم و أذهب و أُبَشِّر بدعوتي في مكان آخر ، الله سبحانه و تعالى سيهدني إلى سواء السبيل و سيهدني الصراط المستقيم و قد حدث .
____
{رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} :
(رب هب لي من الصالحين) يا رب أعطني من الصالحين الأتباع ، الأولياء و الأتباع ، و كذلك من الصالحين أي من الذرية الصالحة .
____
{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} :
(فبشرناه بغلام حليم) طبعاً بعد ما هاجر لكنعان ، كان هاجر مع مراته/زوجته سارة اللي هي كانت عاقر ، يعني لا تلد ، عندها عيب فهي لا تلد ، و كذلك هو كان شيخاً إيه؟ كبيراً في السن ، لكنه قَبْلَها ، بعد الهجرة بفترة يعني تزوج إيه؟ من إمرأة مصرية إسمها هاجر و أنجب منها إسماعيل -عليه السلام- ، إسماعيل أكبر من إسحق تقريباً ب ١٣ سنة ، و بعد كده هو كان حابب يجيب إبن من إيه؟ من قريبته سارة ، فدعا ربنا سبحانه و تعالى و بشرته الملائكة بذلك ، فاكرين؟ لما أتت الملائكة إليه لتُبشره إيه؟ بولد من سارة ، و في نفس الوقت تخبره عن العذاب الذي سيحل على قوم لوط ، فاكرين؟ أخذناه ، أخذنا هذا الأمر قبل ذلك في غير موضع ، (فبشرناه بغلام حليم) غلام طفل يعني ، حليم يعني صبور ، شديد الصبر .
____
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} :
(فلما بلغ معه السعي) بعدما كبر كده و بدأ يساعده ، هو ده معنى(فلما بلغ معه السعي) ، (قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك) طبعاً إبراهيم كان متعلق أوي بإسحق لأنه كان الصغير و كان ابنه من سارة اللي هي مراته/زوجته الأولى و قريبته ، فكان الإبن ده عزيز عليه أوي ، كان بيحبه أوي أوي ، ربنا إيه؟ غاار ، ربنا إيه؟ غار ، لأنه غيور ، إله غيور ، فمايحبش/فلا يحب إن الإنسان يتعلق بقلبه بشيء أو بمحبة غير محبة الله أو أعظم من محبة الله أو مساوية لمحبة الله ، دايماً كده كل المحبات الأخرى تكون تحت إيه؟ مستوى حُبك لله ، فإبراهيم هنا بقى إيه؟ زودها شوية في حُبه للواد/للولد ، فربنا شاف كده في قلبه ، فحب إيه؟ ربنا أحب إيه؟ إنه يعلم إبراهيم و يؤدبه و يُبين له إيه؟ إن كده غلط/خطأ ، لازم يرجع عن إيه؟ عن هذا الإحساس من باب التزكية ، لأن ربنا بيزكي ، حتى الأنبياء يتم تزكيتهم بإستمرار ، (فلما بلغ معه السعي قال يا بني) يا إسحق يعني ، (إني أرى في المنام أني أذبحك) أنا بشوف في الرؤيا إنني إيه؟ بذبحك ، (فانظر ماذا ترى) يعني إنت شايف إيه؟ (قال يا أبتِ افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) هتجدني/ستجدني صابر لأن ربنا اللي قال كده : (فبشرناه بغلام حليم) ، طبعاً معنى الرؤيا دي إيه؟ ربنا بيقول له : إذبح هذا الإيه؟ هذا الحُب و اجعله تحت قدمي ، ربنا بيقول له كده ، مش معناه خذ الواد/الولد و اذبحه ، لأ ، مفيش الكلام ده ، مش إلهنا اللي يقول كده و لو إلهنا يقول كده إحنا/نحن مانعبدهوش/لا نبعده أصلاً , لأنه لا يكون إلها من يقول بظلم , و قد قال الله عن نفسه ( و لا يظلم ربك أحدا ) ، الله سبحانه و تعالى مابيقولش كده/لا يقول هذا أبداً ، إلهنا رحيم و الرحمة فوق العرش و هو الرحمن , الرحمن على العرش استوى ) يعني صفة الرحمن لها الولاية على باقي صفات الله التي هي عرش الله ، فإزاي/فكيف يقول حاجة زي كده/مثل هذا؟؟ ، لأ ، هو يقول كما قال القرآن ، إحنا/نحن نفسر القرآن بعضه بعضاً ، نفسر القرآن ببعضه ، لما ربنا قال لبني إسرائيل : اقتلوا أنفسكم ، يعني اذبحوا أنفسكم و اجعلوها صافية موحدة لله ، هذا المعنى ، اذبحوا النفس المريضة يعني ، اذبحوا أهواءكم ، ده المعنى ، خلوا بالكم ، طبعاً الكلام اللي أنا بقوله ده ، إن هو إسحق -عليه السلام- اللي هو (فبشرناه بغلام حليم) ، ده مش كلامي أنا بس/فقط ! ده كلام كمان/أيضاً الصحابة : عمر و علي و عبد الله بن عباس و كثير من الصحابة ، قالوا الكلام ده ، بس/لكن هو رأي مش مشتهر ، مش مشهور ، اللي اشتهر , لأ ده إسماعيل ، يعني إيه؟ حَمِيَّةً للعرب يعني ، لأ ، مش إسماعيل ، هو إسحق ، و الحق أحق أن يُتبع ، خلوا بالكوا ، لذلك أقول لكم الأمر المشتهر مش شرط يكون إيه؟ هن الحق ، مين اللي هو إيه؟ ربنا بَشَّره هنا في الرؤيا ، بَشَّره بغلام حليم لإبراهيم -عليه السلام- : إسحق ، طيب ، و من خلال درس إسحق ده نتعلم ، إن الإنسان يجب إن هو يكون مُحب لله أولاً و أخيراً ، و مفيش/لا يوجد حُب آخر يعلو و يطغى على حُب الإنسان لله ، ده المعنى ، و كان هنا ، هو ده الدرس يعني بس/فقط ، ربنا قال له إذبح هذا الحُب يعني اجعله قرباناً لي ، اجعل هذا الحُب قرباناً لي يا إبراهيم ، ماتخلهوش/لا تجعله يطغى على توحيدك الصافي ، تمام؟ .يقول القرطبي في تفسيره ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (103)
قوله تعالى : فلما بلغ معه السعي أي فوهبنا له الغلام ، فلما بلغ معه المبلغ الذي يسعى مع أبيه في أمور دنياه معينا له على أعماله قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك . وقال مجاهد : فلما بلغ معه السعي أي : شب وأدرك سعيه سعي إبراهيم . وقال الفراء : كان يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة . وقال ابن عباس : هو الاحتلام . قتادة : مشى مع أبيه . الحسن ومقاتل : هو سعي العقل الذي تقوم به الحجة . ابن زيد : هو السعي في العبادة . ابن عباس : صام وصلى ، ألم تسمع الله - عز وجل - يقول : وسعى لها سعيها
اختلف العلماء في المأمور بذبحه . فقال أكثرهم : الذبيح إسحاق . وممن قال بذلك العباس بن عبد المطلب وابنه عبد الله وهو الصحيح عنه . روى الثوري وابن جريج يرفعانه إلى ابن عباس قال : الذبيح إسحاق . وهو الصحيح عن عبد الله بن مسعود أن رجلا قال له : يا ابن الأشياخ الكرام . فقال عبد الله : ذلك يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله صلى الله عليه وسلم . وقد روى حماد بن زيد يرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلى الله عليهم وسلم . وروى أبو الزبير عن جابر قال : الذبيح إسحاق . وذلك مروي أيضا عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - . وعن عبد الله بن عمر : أن الذبيح إسحاق . وهو قول عمر - رضي الله عنه - . فهؤلاء سبعة من الصحابة . وقال به من التابعين وغيرهم علقمة والشعبي ومجاهد وسعيد بن جبير وكعب الأحبار وقتادة ومسروق وعكرمة والقاسم بن أبي بزة وعطاء ومقاتل وعبد الرحمن بن سابط والزهري والسدي وعبد الله بن أبي الهذيل ومالك بن أنس ، كلهم قالوا : الذبيح إسحاق . وعليه أهل الكتابين اليهود والنصارى ، واختاره غير واحد منهم النحاس والطبري وغيرهما . قال سعيد بن جبير : أري إبراهيم ذبح إسحاق في المنام ، فسار به مسيرة شهر في غداة واحدة ، حتى أتى به المنحر من منى ، فلما صرف الله عنه الذبح وأمره أن يذبح الكبش فذبحه ، وسار به مسيرة شهر في روحة واحدة طويت له الأودية والجبال . وهذا القول أقوى في النقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الصحابة والتابعين
.
وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (113)
السادسة عشرة : قوله تعالى : وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين قال ابن عباس : بشر بنبوته . وذهب إلى أن البشارة كانت مرتين ، فعلى هذا الذبيح هو إسحاق ، بشر بنبوته جزاء على صبره ورضاه بأمر ربه واستسلامه له .
قلت أي القرطبي : قد ذكرنا أولا ما يدل على أن إسحاق أكبر من إسماعيل ، وأن المبشر به هو إسحاق بنص التنزيل ، فإذا كانت البشارة بإسحاق نصا فالذبيح لا شك هو إسحاق ، وبشر به إبراهيم مرتين ، الأولى بولادته والثانية بنبوته ، كما قال ابن عباس . ولا تكون النبوة إلا في حال الكبر و " نبيا " نصب على الحال ، والهاء في عليه عائدة إلى إبراهيم وليس لإسماعيل في الآية ذكر حتى ترجع الكناية إليه . )
____
{فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} :
(فلما أسلما و تَلَّهُ للجبين) يعني أسلما ، سلما بالأمر و إيه؟ ، (و تَلَّهُ للجبين) يعني أسجد إسحق لإيه؟ لله ، (تَلَّهُ) يعني إيه؟ تركه للجبين ، على جبينه ، يعني جعله على جبينه ، يعني أسجده لله ، جعله في طاعة الله ، (فلما أسلما و تَلَّهُ للجبين) أي سجدوا أو سجدا لله عز و جل و تقربا إليه ، يعني جعل إسحق في طاعة الله ، و إبراهيم استمع لله عز و جل و إلى نصيحة الله في الرؤيا و جعل حُب إسحق دون حُب الله ، هو ده ، هو ده المعنى خلي بالك .
____
{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ} :
(و ناديناه أن يا إبراهيم) يعني في الرؤى ، نادينا إبراهيم في الرؤيا .
____
{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} :
(قد صدقت الرؤيا) يعني إنت كده سمعت كلامي في الرؤيا ، إن إنت جعلت محبتي أعظم من محبة أي شيء آخر ، حتى و لو كان ابنك الصُغَير اللي إنت متعلق به ، اللي جالك/أتاك على كَبَر ، لما كبرت في السن و جالك/رزقت به من مراتك/زوجتك الأولانية/الأولى سارة قريبتك ، فكان فرحان به جداً ، فربنا غار من هذه الإيه؟ الفرحة دي ، ماينفعش/لا ينفع إنك تحب شيء و يطغى على حُبك لله ، فربنا قال له إيه؟ (و ناديناه أن يا إبراهيم ¤ قد صدقت الرؤيا إنَّا كذلك نجزي المحسنين) أنت مُحسن ، أصبحت من المحسنين الآن ، درجة الإحسان وصلت لها يعني في هذا الأمر ، أو في هذا الفعل .
____
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ} :
(إن هذا لهو البلاء المبين) البلاء المبين إنك إيه؟ يعرض عليك أمر فتحبه فممكن يطغى على حُبك لله عز و جل ، فهو ده البلاء المبين بقى : الدنيا ، مش الإبن ده أمر من أمور الدنيا؟؟ .
____
{وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} :
(و فديناه بذبح عظيم) يعني فدينا التوحيد ده بذبح عظيم يعني بتوحيد عظيم و بسجود عظيم و بطاعة عظيمة و إحسان عظيم ، هو ده ، الذبح العظيم هو الإحسان ، إحسان إبراهيم .
____
{وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ ¤ سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} :
(و تركنا عليه في الآخرين) يعني سيرة إبراهيم في الآخرين إيه هي؟؟ : (سلام على إبراهيم) السلام و المحبة .
____
{كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} :
(كذلك نجزي المحسنين) إن هو/أنه أحسن فربنا بيجزيه بالخير و السلام و الذكرى الطيبة العطرة .
____
{إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} :
(إنه من عبادنا المؤمنين) إبراهيم من عباد الله المؤمنين ، نتيجة بقى الإسلام للجبين أو (أسلما و تَلَّهُ للجبين) ، (فلما أسلما و تَلَّهُ للجبين) يعني أسلما لأمر الله عز و جل ، (و تَلَّهُ للجبين) يعني تركه على جبينه ، يعني جعله ساجداً لله عز و جل ، هو ده معنى (أسلما و تَلَّهُ للجبين) أي أسجده لله و هو أيضاً سجد لله و لأمر الله ، الجزاء كان إيه بقى؟ .
____
{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} :
الجزاء كان إيه بقى؟ (و بشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين) ربنا أراد و قدر إن إسحق بقى ده خلاص ، بقى نبي في المستقبل ، جزاء الإحسان و جزاء الإستسلام لأمر الله ، لأنه قال لأبوه : اللي إنت شايفه اعمله ، (فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) أنا صابر و أنا ساجد في طاعة الله عز و جل ، و ده اللي حصل بقى ، نتيجة السجود ده و الطاعة دي و أنه قتل نفسه لله ، يعني ذبح نفسه الأمارة لله عز و جل ، ربنا جعله إيه؟ نبي ، جزاء طاعته و سجوده .
____
{وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ} :
(و بشرناه بإسحاق نبياً من الصالحين ¤ و باركنا عليه) باركنا على إبراهيم بقى ، (و على إسحاق) اللي هو إيه؟ ربنا بَشَّر به نبي ، (و من ذريتهما) من ذرية إبراهيم و إسحاق بقى ، اللي هي هتبقى من ذرية إسماعيل ضمناً ، لأن إسماعيل هو ابن إبراهيم برضو/أيضاً ، فهنا إسماعيل تُضمن في هذا إيه؟ في هذه الكلمات ، (و من ذريتهما محسن و ظالم لنفسه مبين) من ذريتهما هيكون في ناس محسنين و ناس ظالمين ، خلي بالك ، محسن و ظالم لنفسه مبين ، مبين يعني ظاهر واضح ، تمام ، طبعاً إيه؟ في أحد ، أحد المفسرين يقول لك : يبقى كده إسحاق هو أكبر من إسماعيل ، لأ ، نقول لأ ، إسماعيل هو أكبر من إسحق ، إيه الدليل؟ القرينة من القرآن ، لأنه دايماً كده ، ربنا بيذكر إسماعيل قبل إيه؟ إسحق ، إبراهيم و إسماعيل و إسحق ، دايماً كده في عدة مواضع ، في عدة مواضع و مواطن ، فمن القرينة دي نعلم إن هو إسماعيل أكبر من إسحق ، كذلك القرينة التاريخية ، القرينة التاريخية إنه بعد ما هاجر فترة كده و تزوج الإيه؟ هاجر المصرية أنجب منها ، و بعد كده ب ١٣ سنة كمان أو ١٤ سنة ، ربنا إيه؟ بَشَّره إيه؟ بإسحق ، و بعد كده كان فرحان بيه جداً ، فحصلت بقى الرؤيا دي و الأحداث دِيَّتْ/هذه ، إذاً عرفنا إيه هو الذبح العظيم؟؟ الطاعة و قتل النفس في سبيل الله ، يعني قتل النفس الأمارة في سبيل الله ، أي الإحسان ، يبقى الذبح العظيم هو إيه؟ الإحسان باختصار ، حد عنده سؤال تاني؟؟ .
______
و اختتم نبي الله الجلسة المباركة بقوله المبارك :
هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم ، سبحانك اللهم و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك و أتوب إليك .
_______
و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق