راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 28 فبراير 2016

وجدانُ شعب .




وجدانُ شعب .
:

أتعلمون ؟ إنّ من ضمن أسباب فشل المتأسلمين تجار الدين في حكم بلادي هو توجيهاتهم الروحية الفاسدة التي لم تصمد أمام وجدان شعب . نعلم انّ الوجدان هو أحد روافد تنشيط حركة الروح . و لمّا أنّه لم يستمع الكثير من شعبي التوجيهات الروحية الصالحة . فإنّ ما بقي فيهم من وجدان متوارث عبر العصور كان من ضمن اسباب مقاومة صعبة مجهدة و لكن ناجحة في النهاية ضد تعليمات الشيطان الفاسدة .
تخيلوا معي حال أمتي لو أنها كانت استمعت و وعت روح القدس المتصلة بالوجود . تلك الروح القدس التي تهلل بها أحمد . لو كان ذلك , لوفّرت الأمة على جسدها و عقلها و نفسها و وجدانها و روحها جهدا جهيدا في تصديها لنفس إبليس و شياطينه من الأحبار الجدد.
أولئك أصحاب الوجدان الممسوخ السقيم , هم بمسخهم هذا يعينون المسيخ الدجال في الإبقاء على سيطرته على الأرض .
فعندما أقول أنّ وجدانهم أي شعبي أقوى من التوجيهات الروحية الفاسدة لمشايخ العصر , فإنّ ذلك يبرز لنا صفحة التسبيح و يجدد لنا مرآة الأمل في عودة أمتي للصلاح و الحياة و الخلاص بين أحضان معيد مجدها و مجدد أمرها .
تلك الذاكرة المليئة بالأيام المحفورة في مسارات ذكريات الأجداد جدّا تلو جد عبر الزمن . مجد أمّتي لن يعود بالتوجيهات الروحية الفاسدة الخادعة باديء الأمر . لكن بتوجيهاتٍ روحية صالحة يكشف صحتها وجدان أمّة ضارب في أعماق التاريخ , فهو أحد كواشف التوجيهات الروحية الصالحة .
و ما الوجدان إلا رحمة و رقة و ذوق و إحساس مرهف و إنسانية , فإذا انسجمت مع أقوال روحية ما , فإنّ تلك الأقوال الروحية غالبا ما تكون صالحة و من روح القدس المتهلل على أحمد , أو على الأقل جزء منه .
و من خصال الوجدان أنّك إذا تعرضت لنفس ظروف مشهد قديم في ذاكرتك فإنك تشمّ نفس الرائحة التي كنت تشمها وقت ذلك الحدث في الماضي , تستنشق بالفعل رائحة الذكريات و لقد جربتها كثيرا هذه الخصلة . فهي إحدى خصال الوجدان , كما أنّ للروح و الجسد و النفس و العقل خصال أيضا .
و مع ذلك ستظلّ الأمة في خطر داهم لأنّ جذوة الوجدان رقيقة سطحية تحب ثقوب النسيان , لكن إن استمسكت الأمة بالروح و توجيهات أحمد فإنها تضمن عدم تكرار محاولة الشياطين حكمهم مرةً أخرى . فالوجدان مؤقّت و لكنه أيضا غير مضمون في حربنا المقدّسة . تلك الحرب المقدسة التي تحتاج إلى نبي الله و جبل الأنبياء . وجدان شعب أطفأ نار شياطين الشر بجهد جهيد كما تطفي الأتربة و العاصفة الترابية نار الجحيم . لكنّ التوجيهات الروحية الصالحة بروح القدس المتهلل على أحمد فإنها تطفيء نار الجحيم كما يفعل الماء فور هطوله مباشرةً على النار , فإنّ النار تصرخ هاربة متسربة إلى أبواب الخوف صانعةً ذلك الصوت الذي يحدثه أثر الماء على النار , صوت التسرب و الخوف الذي يُنْسِي آلام النار و شرّها و شياطينها و يمسحها و يمسح أثرها في مسخ وجداننا عبر القرون . و هي نتيجة مضمونة و سهلة و أكيدة و ممتعة و قوية , فلا تجعلوا أنفسكم تحت تجربة مهتزّة مرتجفة مرةً أخرى كي لا تتوهوا . لا تتوهوا و لا تضيع ذاكرتكم بل كونوا راسخين بالروح القدس المتهلل  على أحمد . تعالوا إليّ و أنا أحدثكم عن تلك الروح و أطفيء نيرانكم بماء السماء فتخرج من أنفسكم الأوجاع و يتسرب الخوف و الضياع بعيدا عنكم تسرب البخار من النار بأثر الماء محدثا ذلك الصوت المهيب المطفيءُ للشرور .
و قبل هذا الوجدان , لقد اعتبر الله كرامة لأتباع أحمد في مصر و ببركة أرواحهم رفع الله سلطان أولئك الشياطين عن رقبة هذا الشعب . و لكن و لن تدوم الكرامة ما دام روح القدس المتهلل على أحمد لم يقبله المصريون .
إنّي لكم ناصحٌ أمين , و الله يُري من يشاء من خلف الحُجُب . و لقد رأيتُ هلاك الفرعون بمشاهد تفصيلية مثبتة مكتوبة مؤرخة في مدونتي . و رأيتُ هلاك شياطين الدين من بعده و سمعتُ صرخاتٍ لهم لم أسمع مثلها من قبل , سمعتها تصدر منهم و هم متألمين مُعَذَّبين .
أنبئكم بأكثر من ذلك عبر السطور و بين السطور . فاسمعوا لروح القدس المتهلل على أحمد .
إنّ وجدان هذا الشعب كان بمثابة الرياح المتربة التي قاومت النار بجهدٍ و تعب بينما أرواحنا المليئة بروح القدس و بموهبة النعمة تقذف النيران بمياه الوحي فتهلكها إلى الأبد . و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .
إنّ أثر الوجدان من محبة و رقة و ذوق و أدب و فن و إحساس مرهف هو أثر جيد يقودك إلى كلمات الروح الصالحة . لكنها وحدها لا تكفي لتبني شجرة الحياة في قلوب الشعوب . إنّ تلك الشجرة في تربتها تنتظر أن تُسْقَى بماءٍ واحد . ماء الوحي و الحياة و كلمات الروح .
و اعلم أنّ الروح عميقة و أنّ مشاعر الوجدان سطحية , فإذا انسجم الوجدان مع كلمات الروح فاعلم أنها كلمات روح صحيحة , لأنّ تلك الكلمات الصحيحة هي بمثابة قعر البئر المليء بالماء . أما الوجدان فهو الهواء و الحبل و الدلو الذي يكون في أعلى البئر فينزل ليمتليء من القعر ليصعد إلى السطح محملاً بالمياه . مياه الحياة .
الحق و الحق أقول :
إنّ نجمات السماء و أبراج الأفق و ملائكة الأكوان المتعاقبة و ما في هذه الحياة من عوالم متوازية و متتالية بأوراقها و حروفها و أصواتها و ألوانها و رسلها مع ربها يشهدون على كلماتي . د محمد ربيع , مصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق