راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

صلاة الجمعة 25=12=2020

 
 
يوشع بن نون :
 
صلاة الجمعة ٢٠٢٠/١٢/٢٥
================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠/١٢/٢٥
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : لدينا اليوم كلام المسيح الموعود عليه الصلاة و السلام في آخر ما كتب من كتاب حمامة البشرى نثرا يقول الإمام المهدي الحبيب : " وهذا سرّ من أسرار الله تعالى، وسُنّة من سُننه.. أنه إذا أراد إصلاح الناس في وقت تسلّط الشيطان على قلوبهم، فيُنـزل روحه على قلب عبد من عباده ومعه ملائكة، فيتنـزل الملائكة في كل طرف، فيوحون إلى عباده أن قوموا واقبلوا الحق، فيأتونهم ويعطونهم قوةً لقبول الحق وتحمُّل المصائب. وما يظهر هذه التحريكات إلا عند ظهور رسول أو نبي أو محدَّث، ولكن الجاهلون ما يعرفون هذا السر الذي تهبّ منه رياح الهداية، ويغلطون فيه ويسلكون مسلك الاتفاقات، ولا يتدبّرون في أن الله قد جعل لكل شيء سببا، وما من متحرك في الكون إلا وله مُحرّك، أولئك الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ورضوا بخيالات سطحية وما كانوا من المتدبرين.
والحق أن للملَك لَمَّةً بقلب بني آدم وللشياطين لَمَّة، فإذا أراد الله أن يبعث مصلحا من رسول أو نبي أو محدَّث فيقوّي لَمَّةَ الملَك ويجعل استعداداتِ الناس قريبةً لقبول الحق، ويعطيهم لهم عقلا وفهما وهمّة وقُوّةَ تحمُّلِ المصائب ونورَ فهمِ القرآن ما كانت لهم قبل ظهور ذلك المصلح، فتُصفَّى الأذهان، وتتقوى العقول، وتعلو الهمم، ويجد كل أحد كأنه أُوقظَ من نومه، وكأن نورًا ينـزل من غيب على قلبه، وكأن معلّمًا قام بباطنه، ويكون الناس كأن الله بدّل مزاجهم وطبيعتهم، وشحّذ أذهانهم وأفكارهم. فإذا ظهرت واجتمعت هذه العلامات كلها فتدل بدلالة قطعية على أن المجدد الأعظم قد ظهر، والنور النازل قد نزل، وإلى هذا أشار سبحانه في سورة القدر وقال: (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وما أدراك ما ليلةُ القدر* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ). وأنت تعلم أن الملائكة والروح لا ينـزلون إلا بالحق، وتعالى الله عن أن يُرسلهم عبثًا وباطلاً. فإرسال الروح ههنا إشارة إلى بعث نبي أو مرسَل أو محدَّث يُلقى ذلك الروح عليه، وإرسال الملائكة إشارة إلى نزول ملائكة يجذبون الناس إلى الحق والهداية والثبات والاستقامة، كما قال الله تعالى في مقام آخر: (إِذْ يوحي ربك إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا)، أي هاتوا قلوبَهم وحَبِّبوا إليهم الإيمانَ والثبات والاستقامة، فهذا فعل الملائكة إذا نزلوا. ففي سورة القدر إشارة إلى أن الله تعالى قد وعد لهذه الأمة أنه لا يضيّعهم أبدا، بل إذا ما ضلوا وسقطوا في ظلمات يأتي عليهم ليلة القدر، وينـزل الروح إلى الأرض، يعني يلقيه الله على من يشاء من عباده ويبعثه مجددا، وينـزل مع الروح ملائكةٌ يجذبون قلوب الناس إلى الحق والهداية، فلا تنقطع هذه السلسلة إلى يوم القيامة. فاطلبوا تجدوا، واقرَعوا يُفتَح لكم.
وإن هذا الزمان زمان قد انفتحت فيه أبواب النعماء الجسمانية والترقيات الجديدة، وترون نعمًا جديدة في ركوبكم ولباسكم وأنواع تمدُّنكم، وقد انكشف كثير من دقائق العلم الطبعي والرياضي وخواص النفس، ونجد أبناء الدنيا في علومهم الجديدة كأنهم يصعدون إلى السماء، ويرون أشياء تتحير فيها العقول، ويتأخر منها المنقول، ونجد من كل طرف صنعة جديدة وفنونا جديدة وأعمالا معجبة دقيقة كسحر مبين، ولا نجد من هذه الصنائع أثرا في الأولين، كأن الأرض بُدّلت غير الأرض. وإذا ثبت أن في الأرض أمواجا من علوم جديدة ومعارف جديدة، وفتَق الله حُجبَ العلوم الأرضية من قدرته، فلِم تعجبُ من فتق السماء؟ وألهمني ربي وقال: "إِنَّ السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا"، فافهَمْ هذا السر ولا تيأس من رَوح رب العالمين.
وأنت ترى أن أدنى المساكين في هذه الأيام تنعم بنعماء ما رآها أحد من آبائه بل من الملوك السابقين، ولا سليمان مع كل مجده. فإذا منّ الله على عباده بنعمائه الجسمانية.. فكيف تظنون أنه تركهم محرومين من نعمائه الروحانية؟ فتدبّرْ فيما سردنا عليك واعتذِرْ إلى الله وإلى أهل الحق إن كنت من المتورعين. اصبروا أيها المستعجلون حتى يأتي الله بأمره. ما لكم لا ترون الفتن التي كثرت فيكم، وما كان الله ليذر المؤمنين على ما هم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، فلا تيأسوا من أيام الله وهو أرحم الراحمين.
ومن اعتراضاتهم أنهم قالوا إن الأولياء لا يدّعون ويقولون نحن كذا وكذا، بل أحوالهم ومسراهم تدل على كونهم أولياء، فالذي ادّعى فهو ليس وليّ الله، بل لا شك أنه من الكاذبين.
أمّا الجواب فاعلم أن السلف والخلف قد جوّزوا إظهار الولاية تحديثًا لنعمة الله، وإن كُتُب الشيخ الجيلي والمجدد السرهندي مملوءة من ذلك، وقال تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)، وروى ابن جرير في تفسيره عن أبي يسرة غفاري أن الصحابة كانوا لا يحسبون الشكر شكرا إلا بشرط الإظهار، لأن الله تعالى قال: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد). وروى الديلمي في "الفردوس" وأبو نعيم في "الحلية" أن عمر بن الخطاب رقِي المنبر وقال الحمد لله الذي صيّرني كما ليس فوقي أحد. فسأله الناس عن ذلك القول، فقال ما قلتُ إلا شكرًا لنعمة الله تعالى. وأمّا ما قال الله تعالى: (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ)، ففرِّقْ بين تزكية النفس وإظهار النعمة، وإن كانا مشابهين في الصورة. فإنك إذا عزوت الكمال إلى نفسك ورأيتك كأنك شيء، ونسيتَ الخالق الذي مَنَّ عليك فهذا تزكية النفس، ولكنك إذا عزوتَ كمالك إلى ربّك، ورأيت كل نعمة منه، وما رأيت نفسك عند رؤية الكمال بل رأيت في كل طرف حولَ الله وقوته ومنّه وفضله، ووجدتَ نفسك كميّتٍ في يد الغسّال، وما أضفتَ إليها شيئا من الكمال، فهذا هو إظهار النعمة. فالذين في قلوبهم مرض يسعون إلى الاعتراض مستعجلين، ولا يفرّقون بين الشاكرين المأمورين والمرائين البطّالين، ويلتبس عليهم الأمر من القرين. وهذا آخر كلامنا في ردّ اعتراضاتهم، والله يحكم بيننا وبينهم، وهو خير الحاكمين.
واعلم أن لهم اعتراضات ركيكة غير ذلك، بل كل دقيقة المعرفة في نظرهم محل اعتراض، وقد فرغنا من ردّ اعتراضاتهم الكبيرة، وأما الاعتراضات الصغيرة الواهية فالكتاب نُزِّهَ عنها، وجاء الكتاب بفضل الله كاملا شافيا كما ستراه إذا قرأته بتدقيق النظر. وقد سردنا في هذا الكتاب أدلة قطعية يقينية صحيحة من كتاب الله وسُنة رسوله، وأتممنا الحجة على المخالفين. والله يعلم أني ما انتصرتُ لنفسي في استئصال اعتراضاتهم، ولست أن أعادي أحدا لِما عاداني، وليس لي عدو في الأرض إلا الذي هو عدوّ الله ورسوله، وإنما انتصاري لهما.. فما أسبّ السابّين ولا ألعن اللاعنين، ولا أضيّع وقتي الذي هو أزكى وأنفسُ في أمور لا طائل تحتها، وأفوّض أمري إلى الله ربّ العالمين.
فإن كان ربّي يخذلني.. فمن ذا الذي يُعزّني؟ وإن كان يُعزّني فمن ذا الذي يخذلني؟ فكل أمري في يد ربّي. إن كان لي عنده قدر فيهَب سترًا يمتدّ، وإلا فيتركني بوجهٍ يسودّ، فلا أعلم غيره أحدا الذي يُهلكني أو كان من المُنجِين. وأرجو فضله، وأنتظر نصرته، وهو ربّي منَّ عليّ وأتم عليّ نعمته، يعلم ما في قلبي، وهو أرحم الراحمين. وإني وضعتُ في نفسي أن أموت على بابه، ولا أبرحها في كل حال من الفتح والهزيمة، حتى يأتيني نصر منه، ومن ينصرُ إلا الله، وهو نعم المولى ونعم النصير. وآذاني قومي.. ولعنوني وكفّروني.. وقالوا كافر دجّال، وسمّوني بأسماء يكرهون أن يُسمَّوا بها، ولقّبوني بألقاب لا يحبّون أن يلقَّبوا بها، وأكثروا القول في إيماني وكانوا معتدين. فأفوّض أمري إلى الله.. هو يعلم ما في قلبي وما في قلوبهم، ولا يخفى على الله خافية.. أليس الله بأعلم بما في صدور العالمين؟ "
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : " يقول الإمام المهدي الحبيب : " ويا قوم.. أُذكّركم بآيات الله:
(إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)
(وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُو بِالاَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَّعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَاْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)
(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا)
(وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)
(وَلا تُفْسِدُوا في الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إلا نَكِدًا)
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ)
(وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)
(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ اُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ)
(إنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ في آيَاتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أتاهم إِنْ في صُدُورِهِمْ إلا كِبْرٌ مَّا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ * لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)
(فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ)
وقد خصّني الله تعالى بآيات من عنده، وبارك في قولي ونُطقي، وجعل البركة في دُعائي، وأنزل الأنوار على أنفاسي وعلى داري وجدران بيتي، وهو معي حيثما كنت، وأرسلني ليعلم المخالفون المعادون أن تلك النعم ثابتة في الإسلام، ولا حظ منها لغيرهم، وليعلموا كيف مرتبة المسلمين عند الله. فوالله إن هذا الأمر صحيح حق، ومن يقصدني بقلب سليم ونية صحيحة، ويأتيني مستفيضا مستغيثا.. فبابتهالي وبركةِ دُعائي يُدرِك ما طلبه، ويفوز في كل أمر، إلا في الذي جفّ القلم بكونه من قدر السوء. وقد شرحتُ لك يا أخي قصتي هذه على غاية الاقتصار، فانظر مكتوبي هذا بنظر الإمعان، واستعمل الإنصاف فيه، وإني لك لمن الناصحين.
فخَفْ ممن هو أكبر من كل كبير، وهو الملِك الحقيقي الذي أشرق بنور وجهه ما في السماوات والأرض، ويرتعد الملائكة من سلطانه، ويهتز العرش من عظمته، وقد أعدَّ للمؤمنين الصالحين نعماء الأبد التي لا انقطاع لها، والحياةَ التي لا موت بعدها. وقد خصّكم الله يا جيران بيت الحرام بمزايا كثيرة، وأعطاكم قلبا متقلبا مع الحق رحمةً من عنده، فانظروا في أمري يا معشر الكرام. وليس هذا الأمر من الأمور التي يُغفَلُ عنها، ولا تدري نفسٌ بأي وقت تُدعى إلى السماء. واعلموا أن هذه الأيام أيام الفتن، وزمانُ أمواج المفاسد، وقد زُلزلت الأرض زلزالا شديدا، وتكاثرت الآفات على الإسلام، فاذكروا عهد الله واتقوا أيام الطوفان والطغيان، واستمسِكوا بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، واطلبوا رضى الربّ الكريم، واجعلوا بعد خوفه كلَّ خوف تحت أقدامكم.
ونسأل الله أن يوفقكم، ويعطيكم من لدنه قوة، ويهبكم من عنده إلهامًا موقنًا، ويعصمكم من الخطأ في النظر والاستعجال في إقامة الرأي وسوء الظن، ونسأله أن يُدخلكم في ملكوته مع الأنبياء والرسل والصدّيقين والشهداء والصالحين. ونحن ننتظر الجواب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
الراقم المفتقر إلى الله الصمد
غلام أحمد عافاه الله وأيّد
وقد كُتب في آخر الربيع الأول سنة 1311هـ
من قاديان ضلع غورداسفور
من الهند، البنجاب
وأقم الصلاة .
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة والوجه الأول من سورة الجن .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ قُلۡ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرࣱ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوۤا۟ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبࣰا ۝ یَهۡدِیۤ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَاۤ أَحَدࣰا ۝ وَأَنَّهُۥ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةࣰ وَلَا وَلَدࣰا ۝ وَأَنَّهُۥ كَانَ یَقُولُ سَفِیهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطࣰا ۝ وَأَنَّا ظَنَنَّاۤ أَن لَّن تَقُولَ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبࣰا ۝ وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالࣱ مِّنَ ٱلۡإِنسِ یَعُوذُونَ بِرِجَالࣲ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقࣰا ۝ وَأَنَّهُمۡ ظَنُّوا۟ كَمَا ظَنَنتُمۡ أَن لَّن یَبۡعَثَ ٱللَّهُ أَحَدࣰا ۝ وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ فَوَجَدۡنَـٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسࣰا شَدِیدࣰا وَشُهُبࣰا ۝ وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن یَسۡتَمِعِ ٱلۡـَٔانَ یَجِدۡ لَهُۥ شِهَابࣰا رَّصَدࣰا ۝ وَأَنَّا لَا نَدۡرِیۤ أَشَرٌّ أُرِیدَ بِمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدࣰا ۝ وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَ ٰ⁠لِكَۖ كُنَّا طَرَاۤىِٕقَ قِدَدࣰا ۝ وَأَنَّا ظَنَنَّاۤ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبࣰا ۝ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰۤ ءَامَنَّا بِهِۦۖ فَمَن یُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا یَخَافُ بَخۡسࣰا وَلَا رَهَقࣰا)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة والوجه الثاني من سورة الجن .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَـٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ تَحَرَّوۡا۟ رَشَدࣰا ۝ وَأَمَّا ٱلۡقَـٰسِطُونَ فَكَانُوا۟ لِجَهَنَّمَ حَطَبࣰا ۝ وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِیقَةِ لَأَسۡقَیۡنَـٰهُم مَّاۤءً غَدَقࣰا ۝ لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِیهِۚ وَمَن یُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ یَسۡلُكۡهُ عَذَابࣰا صَعَدࣰا ۝ وَأَنَّ ٱلۡمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُوا۟ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدࣰا ۝ وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ یَدۡعُوهُ كَادُوا۟ یَكُونُونَ عَلَیۡهِ لِبَدࣰا ۝ قُلۡ إِنَّمَاۤ أَدۡعُوا۟ رَبِّی وَلَاۤ أُشۡرِكُ بِهِۦۤ أَحَدࣰا ۝ قُلۡ إِنِّی لَاۤ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرࣰّا وَلَا رَشَدࣰا ۝ قُلۡ إِنِّی لَن یُجِیرَنِی مِنَ ٱللَّهِ أَحَدࣱ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا ۝ إِلَّا بَلَـٰغࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَـٰلَـٰتِهِۦۚ وَمَن یَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۤ أَبَدًا ۝ حَتَّىٰۤ إِذَا رَأَوۡا۟ مَا یُوعَدُونَ فَسَیَعۡلَمُونَ مَنۡ أَضۡعَفُ نَاصِرࣰا وَأَقَلُّ عَدَدࣰا ۝ قُلۡ إِنۡ أَدۡرِیۤ أَقَرِیبࣱ مَّا تُوعَدُونَ أَمۡ یَجۡعَلُ لَهُۥ رَبِّیۤ أَمَدًا ۝ عَـٰلِمُ ٱلۡغَیۡبِ فَلَا یُظۡهِرُ عَلَىٰ غَیۡبِهِۦۤ أَحَدًا ۝ إِلَّا مَنِ ٱرۡتَضَىٰ مِن رَّسُولࣲ فَإِنَّهُۥ یَسۡلُكُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَمِنۡ خَلۡفِهِۦ رَصَدࣰا ۝ لِّیَعۡلَمَ أَن قَدۡ أَبۡلَغُوا۟ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَیۡهِمۡ وَأَحۡصَىٰ كُلَّ شَیۡءٍ عَدَدَۢا)
ثم جمعَ صلاة العصر .
===============
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق