راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الأحد، 6 ديسمبر 2020

صلاة الجمعة 4==12==2020

 

 

 يوشع بن نون :

صلاة الجمعة ٢٠٢٠/١٢/٤
==================
صلاة الجمعة لخليفة المسيح الموعود السادس سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام بتاريخ ٢٠٢٠/١٢/٤
يقول سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . أذان .
قام بلال اليوسفيين برفع الأذان :
الله اكبر الله اكبر
الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله  
اشهد ان لا اله الا الله
اشهد ان محمدا رسول الله  
اشهد ان محمدا رسول الله
حى على الصلاة
حى على الصلاة
حى على الفلاح
حى على الفلاح
الله اكبر الله اكبر
لا اله الا الله
ثم قام سيدنا يوسف بن المسيح عليه الصلاة والسلام خطيبا فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : يقول الإمام المهدي الحبيب : " ومن اعتراضاتهم أنهم قالوا إن هذا الرجل يحقّر معجزاتِ المسيح ويستهزئ بها ويقول إنها ليست بشيء، ولو أردتُ لأُرِيَ مثلَها بل أكبر منها، ولكني أكره ولا أتوجّه إليها كالشائقين.
 أما الجواب فاعلم أن المعجزة ليس من فعل العباد بل من أفعال الله تعالى، فما كان لرجل أن يقول أني أفعل كذا وكذا باختياري وإرادتي. وما يفعل إنسان باختياره وإرادته وتدبيره فهو فعلٌ من أفعال الإنسان، ولا نسمّيه معجزة بل هو مكيدة أو سحر. فافْهَمْ يا أخي .. زادك الله رشدا.. أني ما قلت كما فهِم المستعجلون، بل قلتُ متكلما بزيِّ رجلٍ محمدي نظرًا على فضلٍ كان على سيدنا محمد المصطفى خاتم النبيين.
وما ضحكتُ على المسيح وما استهزأت بمعجزاته، بل كان مرادي من كلماتي كلها أنّا أُوتينا دينًا كاملا ونبيا كاملا، ولا شك أنّا نحن خير أُمّة أُخرجتْ للناس. فكم من كمال يوجد في الأنبياء بالإصالة، ويحصُل لنا أفضلُ منه وأولى منه بالطريق الظلي، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: إن في الجنة مكانا لا يناله إلا رجل واحد وأرجو أن أكون أنا هو، فبكى رجل من سماع هذا الكلام وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أصبر على فراقك، ولا أستطيع أن تكون في مكان وأنا في مكان بعيد عنك محجوبا عن رؤية وجهك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت تكون معي وفي مكاني. فانظرْ كيف فضّله على الأنبياء الذين لا يجدون ذلك المكان.
ثم انظر إلى قوله تعالى ودعائه الذي علّمَنا: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيهِمْ)، فإنّا أُمِرنا أن نقتدي الأنبياء كلهم ونطلب من الله كمالاتهم، ولما كانت كمالات الأنبياء كأجزاء متفرقة وأُمِرنا أن نطلبها كلها ونجمع مجموعة تلك الأجزاء في أنفسنا، فلزم أن يحصل لنا شيء بالظلية ومتابعةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يحصل لفردٍ فردٍ من الأنبياء. وقد اتفق علماء الإسلام أنه قد يوجد فضيلة جزئية في غير نبي لا توجد في نبي. ثم انظر إلى كلام ابن سيرين حين سُئل عن مرتبة المهدي.. وقيل أهو كأبي بكر في فضائله؟ قال: بل هو أفضل من بعض الأنبياء. وما اختلف اثنان من علماء هذه الأمة في أن الفضائل الظلية التي توجد في هذه الأمة قد تفوق بعض الفضائل التي توجد في الأنبياء بالأصالة، ولذلك قيل إن الأنبياء السابقين كانوا ينظرون إلى هذه الأمة بعين الغبطة، وتمنى أكثرهم أن يكونوا منهم. فلو لم يكن في هذه الأمة شيء من أنواع الفضائل التي لم توجد في أنبياء بني إسرائيل.. فلِمَ سألوا ربهم أن يجعلهم من هذه الأمة؟"
((( وأنا أقول أن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام هو نبي من أنبياء عهد محمد نبي تابع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنه أفضل من كافة الأنبياء قاطبة ما عدا الرسول صلى الله عليه وسلم ))) .
" وأما كراهتنا من بعض معجزات المسيح فأمرٌ حق" ((( طبعا الكلام دا من باب الإلزام الإمام المهدي الحبيب دلوقتي هيقول بعض المخالفات التي تحدث عنها وردت في بعض كتب السابقين نحن نعلم أن الكتاب المقدس ليس كله حق وليس كله صحيح كما أُنزل والإمام المهدي يورد هنا بعض الروايات من باب الإلزام وليس من باب أنه كانت تحدث هذه الأشياء .تمام!!  يقول الإمام : ))) " وأما كراهتنا من بعض معجزات المسيح فأمرٌ حق، وكيف لا نكرَه أمورا لا توجد حِلّتَها في شريعتنا؟ مثلا.. قد كُتب في إنجيل يوحنا الإصحاح الثاني أن عيسى دُعي مع أُمّه إلى العُرس وجعَل الماء خمرا من آنية ليشرب الناس منها. فانظر.. كيف لا نكره مثل هذه الآيات؟ فإنّا لا نشرب الخمر، ولا نحسبه شيئا طيبا، فكيف نرضى بمثل هذه الآية؟ وكم من أمور كانت من سنن الأنبياء " ((( أي المكتوبة في صحف الأولين ))) " ولكنا نكرَهها ولا نرضى بها، فإن آدم.. صفيّ الله.. كان يُزوِّج بنته ابنه ونحن لا نحسب هذا العمل حسنا طيبا في زماننا، بل كنا كارهين.
فلكل وقت حكمٌ، ولكل أُمّة منهاجٌ، وكذلك نكره أن يكون لنا آيةُ خَلْق الطيور، فإن الله ما أعطى رسولَنا هذا الإعجاز، وما خلَق نبيُّنا ذبابة فضلا عن أن يخلق طيرا عظيما. وكان السر في ذلك إعلاء كلمة التوحيد وتنجية الناس من كل ما هو كان محل الخطر، بل قد يكون كبذر الشرك. هذا ما كان مرادنا في كتابنا، وإنما الأعمال بالنيّات، فتدبَّرْ ساعةً، لعل الله يجعلك من المصدّقين.
ومن اعتراضاتهم أنهم قالوا إن هذا الرجل يحسب الملائكة أرواح الشمس والقمر والنجوم. أما الجواب فاعلم أنهم قد أخطأوا في هذا، والله يعلم أني لا أجعل أرواح النجوم ملائكة، بل أعلم من ربي أن الملائكة مدبِّرات للشمس والقمر والنجوم وكلِّ ما في السماء والأرض، وقد قال الله تعالى: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظ)، وقال: (وَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا). ومثل تلك الآيات كثير في القرآن، فطوبى للمتدبرين.
ومن اعتراضات المكفِّرين أنهم قالوا إن هذا الرجل ادّعى النبوة وقال إني من النبيّين. أما الجواب فاعلم يا أخي أني ما ادّعيتُ النبوة وما قلت لهم إني نبي، ولكنهم تعجَّلوا وأخطأوا في فهم قولي، وما فكّروا حق الفكر بل اجترأوا على نحتِ بهتان مبين. وتراهم يسارعون إلى التكفير ويكفّرون بعض المؤمنين ويخادعون البعض، ولا يخفى على الله ما في صدور الظالمين. ومنهم من يُعجِب الناسَ قولُه ويُقسِم بالله أنه على الحق وهو أول المُبطِلين. يلبِس الحقَّ بالباطل ويغطِّي الصدقَ على الكذب، ويسعى سَعْيَ العفاريت، وينجّس وجه الأرض بالتمويهات والتلبيسات، ويفُوق بمكره كل مكّار، ثم يسمّي الصادقين دجالين. "
((( طبعا الكلام دا من باب أن الإمام المهدي كان الله تعالى يلهمه بقول في مناط مناسب لذلك المناط في ذلك الزمان وإلا عن قوله أن ليس بنبي فقد فصّل هذا الأمر في كتاب " إزالة خطأ " وأخبر أنه نبي يقول الإمام المهدي: ))) " وما قلت للناس إلا ما كتبت في كتبي من أنني محدَّث ويكلّمني الله كما يكلّم المحدَّثين. واللهُ يعلم أنه أعطاني هذه المرتبة، فكيف أرد ما أعطاني الله ورزقني من رزق.. أأعرضُ عن فيض رب العالمين؟ وما كان لي أن أدّعي النبوة وأخرج من الإسلام وأَلحَق بقوم كافرين. وها إنني لا أصدّق إلهاما من إلهاماتي إلا بعد أن أعرضه على كتاب الله، وأعلم أنه كل ما يخالف القرآن فهو كذب وإلحاد وزندقة، فكيف أدّعي النبوة وأنا من المسلمين؟ وأحمد الله على أني ما وجدت إلهاما من إلهاماتي يخالف كتاب الله، بل وجدت كلها موافقا بكتاب رب العالمين.
ومن الناس من يقول إن باب الإلهام مسدود على هذه الأمة، وما تدبَّرَ في القرآن حق التدبر، وما لقي الملهَمين. فاعلم أيها الرشيد أن هذا القول باطل بالبداهة، ويخالف الكتاب والسنة وشهادات الصالحين. أما كتاب الله.. فأنت تقرأ في القرآن الكريم آياتٍ تؤيد قولنا هذا، وقد أخبر الله تعالى في كتابه المحكم عن بعض رجال ونساء كلّمهم ربهم وخاطبهم وأمرهم ونهاهم، وما كانوا من الأنبياء ولا رسل رب العالمين. ألا تقرأ في القرآن: (ولا تَخَافي وَلا تَحْزَني إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
فتدبَّرْ أيها المنصف العاقل.. كيف لا يجوز مكالماتُ الله ببعض رجال هذه الأمة التي هي خير الأمم وقد كلّم اللهُ نساءَ قوم خلوا من قبلكم، وقد أتاكم مثل الأولين؟ فإن كان بعض الناس في شك من إلهامي، وكان لهم عجبٌ من أن يخاطب الله أحدا من هذه الأمة ويكلّمه من غير أن يكون نبيا.. فلِمَ لا يحكّمون القرآنَ فيما شجر بينهم؟ ولِمَ لا يردّون الأمر إلى الله ورسوله إن كانوا مؤمنين؟ وقد قال الله تعالى: (لَهُمُ الْبُشْرَى في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، وقال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)، وقال: (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشاَءُ مِنْ عِبَادِه لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ)، ((( يوم التلاق يعني يوم القيامة ))) وقال: يجعل لهم فرقانا، ويجعل لهم نورا يمشون به. فالنور.. الذي هو الأمر الفارق بين خواص عباد الله وبين عباد آخرين.. هو الإلهام والكشف والتحديث، وعلوم غامضة دقيقة تنـزل على قلوب الخواص من عند الله. وكذلك قال صلى الله عليه وسلم : (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ).
وأنت تعلم أن الذين يصِلون مقاماتِ الكمال من الاتقاء وخوفِ هجر الرب، لا يبقى لهم همٌّ واهتمام في فكر الرزق الذي هو حظّ الجسم.. أعني الخبز واللحم وأنواع الطعام والشراب والألبسة، بل ينهضون لاكتساب الأموال الروحانية، ويُجذَب قلبهم وروحهم وشوقهم إلى المولى، وإلى رزقٍ يزيد لهم يقينا ومعرفة                            ويُدخلهم في الواصلين. ولا يريدون الدنيا وشهواتها ولذّاتها، وما كان أعظم مراداتهم الدنيا ولا أن يأكلوا ويشربوا ويُتلفوا أعمارهم في الخَضْم والقَضْم، ويعيشوا كالمترَفين. فالرزق الذي هو مُرادُ رجالٍ أُولي التقوى إنما هو فيوض الغيب من الكشف والإلهام والمخاطبات، ليبلغوا مراتب اليقين كلها، ويدخلوا في عباد الله العارفين. فقد وعد الله لهم وقال: (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، وأما الذين يظنون أن الرزق منحصر في التنعمات الجسمانية، فقد أخطأوا خطأ كبيرا، وما تدبّروا في القرآن حق التدبر، وكانوا من الغافلين.
وكذلك قوله تعالى: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا)، أي هاتوا قلوبَهم وألقُوا فيها كلماتِ التثبيت، يعني قولوا: (لا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا)، وكمثله مِن كلمات تطمئن بها قلوبهم. فهذه الآيات كلها تدل على أن الله قد يكلّم أولياءه ويخاطبهم ليزداد يقينهم وبصيرتهم وليكونوا من المطمئنين.
وكذلك علّم الله عباده دعاء: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)، ومعلوم أن من أنواع الهداية كشفٌ وإلهام ورؤيا صالحة ومكالمات ومخاطبات وتحديث لينكشف بها غوامض القرآن ويزداد اليقين، بل لا معنى للإنعام من غير هذه الفيوض السماوية، فإنها أصل المقاصد للسالكين الذين يريدون أن تنكشف عليهم دقائق المعرفة، ويعرفوا ربهم في هذه الدنيا، ويزدادوا حُبًّا وإيمانا، ويصِلوا محبوبهم متبتّلين. فلأجل ذلك.. حثَّ الله عبادَه على أن يطلبوا هذا الإنعام من حضرته، فإنه كان عليما بما في قلوبهم من عطش الوصال واليقين والمعرفة، فرحِمهم وأمدّ كلَّ معرفة للطالبين، ثم أمرهم ليطلبوها في الصباح والمساء والليل والنهار، وما أمرهم إلا بعدما رضي بإعطاء هذه النعماء، بل بعدما قدّر لهم أن يُرزَقوا منها، وبعدما جعلهم ورثاء الأنبياء الذين أُوتوا مِن قبلهم كلَّ نعمة الهداية على طريق الأصالة. فانظر كيف منَّ الله علينا.. وأمَرنا في أمّ الكتاب لنطلب فيه هدايات الأنبياء كلها، ليكشف علينا كل ما كشف عليهم، ولكن بالاتّباع والظلّية، وعلى قدرِ ظروف الاستعدادات والهمم. فكيف نردّ نعمة الله التي أُعِدّت لنا إن كنّا طُلباء الهداية؟ وكيف نُنكرها بعدما أُخبرنا عن أصدق الصادقين؟
وأمّا ما ثبت من سُنة رسول الله وآثاره في هذا الباب فاعلمْ أنه قال  صلى الله عليه وسلم : لقد كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يُكلَّمون مِن غير أن يكونوا أنبياء، فإن يكُ في أمتي منهم أحدٌ فعمرُ. وقال: قد كان فيما مضى قبلكم من الأُمم محدَّثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب. وجاء في البخاري في آية: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إلا إِذَا تَمَنَّى ...الآية) عن ابن عباس أنه كان يزيد فيه "ولا محدَّثٍ"، يعني يقرأ: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدَّث. وتجد هذا الذكر مفصلا في "فتح الباري"، فلا تُعرِضْ عن الحق بعدما جاءك، وتدبر مع المتدبرين. "
ثم جلس سيدنا يوسف بن المسيح قليلا ثم تابع الخطبة فقال : الحمد لله - الحمد لله وحده - الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و من تبعه من أنبياء عهده و بعد : " وإني كتبت في بعض كتبي أن مقام التحديث أشدّ تشبُّهًا بمقام النبوة، ولا فرق إلا فرق القوة والفعل. وما فهموا قولي وقالوا إن هذا الرجل يدّعي النبوة، والله يعلم أن قولهم هذا كذب بحت، لا يُمازجه شيء من الصدق، ولا أصل له أصلا، وما نحتوه إلا ليهيّجوا الناس على التكفير والسب واللعن والطعن، وينهضوا هم للعناد والفساد، ويفرّقوا بين المؤمنين.
وإني والله أؤمن بالله ورسوله، وأؤمن بأنه خاتم النبيين. نعَمْ، قلت إن أجزاء النبوة توجد في التحديث كلها، ولكن بالقوة لا بالفعل، فالمحدَّث نبيٌّ بالقوة، ولو لم يكن سدُّ باب النبوة لكان نبيا بالفعل " ((( سد باب النبوة يعني النبوة التشريعية يعني النبوة المستقلة يعني هو يطلع بأمة جديدة وتشريع جديد وكتاب جديد هو دا الي مسدود هذا هو قصد الإمام المهدي الحبيب يقول : ))) " وجاز على هذا أن نقول: النبي مُحدَّث على وجه الكمال، لأنه جامع لجميع كمالاته على الوجه الأتم الأبلغ بالفعل، وكذلك جاز أن نقول إن المحدَّث نبي بناءً على استعداده الباطني أعني أن المحدَّث نبي بالقوة، وكمالات النبوة جميعها مخفيّة مضمَرة في التحديث، وما حبس ظهورها وخروجها إلى الفعل إلا سدّ باب النبوة. وإلى ذلك أشار النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "لو كان بعدي نبي لكان عمر"، وما قال هذا إلا بناءً على أن عمر كان محدَّثا، فأشار إلى أن مادة النبوة وبذرها يكون موجودا في التحديث، ولكن الله ما شاء أن يُخرجها مِن مَكْمَن القوة إلى حـيّز الفعل، وإلى ذلك إشارة في قراءة ابن عباس: وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدَّث، فانظرْ كيف أُدخل الرسل والنبيون والمحدَّثون في هذه القراءة في شأن واحد، وبيّن الله أن كلهم من المحفوظين ومن المرسلين.
ولا شك أن التحديث موهبة مجردة لا تُنال بكسبٍ البتّة.. كما هو شأن النبوة، ويُكلِّم الله المحدَّثين كما يُكلِّم النبيين، ويرسل المحدَّثين كما يرسل المرسل، ويشرب المحدَّث من عين يشرب فيها النبي، فلا شك أنه نبي لولا سد الباب، وهذا هو السر في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمى الفاروق محدَّثا فقفّى على أثره قوله: لو كان بعدي نبي لكان عمر، وما كان هذا إلا إشارة إلى أن المحدث يجمع كمالاتِ النبوة في نفسه، ولا فرق إلا فرق الظاهر والباطن، والقوة والفعل. فالنبوة شجرة موجودة في الخارج مثمرة بالغة إلى حدها، والتحديث كمثل بذر فيه يوجد في القوة كلُّ ما يوجد في الشجر بالفعل وفي الخارج. وهذا مثال واضح للذين يطلبون معارف الدين، وإلى هذا أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث: علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل، والمراد من العلماء المحدَّثون " ((( نحن قلنا أن كلمة العلم في القرآن والحديث هي معناها العرفان الإلهي والوحي الإلهي ))) "الذين يُؤتَون العلم من لدن ربهم ويكونون من المكلَّمين.
وقد استصعب الفرق بين التحديث والنبوة على بعض الناس، فالحق أن بينهما فرق القوة والفعل كما بينتُ آنفا في مثال الشجرة وبذرها، فخُذْها مني ولا تخفْ إلا اللهَ، وادعُ الله أن تكون من العارفين. هذا ما قلنا في بعض كتبنا استنباطًا من الأحاديث النبوية والقرآن الكريم، وما قال بعض السلف فهو أكبر من هذا، ألا ترى إلى قول ابن سيرين أنه ذُكر المهدي عنده وسئل عنه هل هو أفضل من أبي بكر فقال: ما أبو بكر؟ هو أفضلُ من بعض النبيين!
هذا ما كتب صاحب "ّفتح البيان" صدّيق حسن في كتابه "الحُجَج"، ومثله أقوال أخرى ولكنا نتركها خوفا من الإطناب.
وعليك أن تدقّق النظر بالإنصاف الكامل ليتضح لك الحق الحقيق وتكون من الفائزين. وقد بيّنت لك كل ما هو كلمة الكفر في أعين المستعجلين، فانظر.. أين هذا وأين ادعاء النبوة؟ فلا تظن يا أخي أني قلت كلمة فيه رائحةُ ادّعاء النبوة كما فهِم المتهوّرون في إيماني وعِرضي، بل كل ما قلت إنما قلتها تبيينًا لمعارف القرآن ودقائقه، وإنما الأعمال بالنيّات، ومعاذَ الله أن أدّعي النبوة بعدما جعل الله نبيَّنا وسيدنا محمدًا المصطفى صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين."  
 وأقم الصلاة .
ثم قام بلال اليوسفيين بإقامة الصلاة وصلى نبي الله الجمعة ركعتين وقرء في الركعة الأولى سورة الفاتحة وسورة التكوير  .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ إِذَا ٱلشَّمۡسُ كُوِّرَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلۡجِبَالُ سُیِّرَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلۡعِشَارُ عُطِّلَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلۡوُحُوشُ حُشِرَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ سُجِّرَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلۡمَوۡءُۥدَةُ سُىِٕلَتۡ ۝  بِأَیِّ ذَنۢبࣲ قُتِلَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلسَّمَاۤءُ كُشِطَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلۡجَحِیمُ سُعِّرَتۡ ۝  وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ ۝  عَلِمَتۡ نَفۡسࣱ مَّاۤ أَحۡضَرَتۡ ۝  فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ ۝  ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ ۝  وَٱلَّیۡلِ إِذَا عَسۡعَسَ ۝  وَٱلصُّبۡحِ إِذَا تَنَفَّسَ ۝  إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولࣲ كَرِیمࣲ ۝  ذِی قُوَّةٍ عِندَ ذِی ٱلۡعَرۡشِ مَكِینࣲ ۝  مُّطَاعࣲ ثَمَّ أَمِینࣲ ۝  وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونࣲ ۝  وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِینِ ۝  وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَیۡبِ بِضَنِینࣲ ۝  وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَیۡطَـٰنࣲ رَّجِیمࣲ ۝  فَأَیۡنَ تَذۡهَبُونَ ۝  إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ لِّلۡعَـٰلَمِینَ ۝  لِمَن شَاۤءَ مِنكُمۡ أَن یَسۡتَقِیمَ ۝  وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ)
وقرء في الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الإخلاص .
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ * مَـٰلِكِ یَوۡمِ ٱلدِّینِ * إِیَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِیَّاكَ نَسۡتَعِینُ * ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ * صِرَ ٰ⁠طَ ٱلَّذِینَ أَنۡعَمۡتَ عَلَیۡهِمۡ غَیۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَیۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّاۤلِّینَ .
(بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ۝  ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ۝  لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ ۝  وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ)
ثم جمعَ صلاة العصر .
=================
والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق