راية المسيح الموعود

راية المسيح الموعود

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020

درس القرآن و تفسير الوجه الثامن من الأنفال

 

 

درس القرآن و تفسير الوجه الثامن من الأنفال

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

 

أسماء إبراهيم :

 

 شرح لنا سيدي و حبيبي يوسف بن المسيح ﷺ أثناء جلسة التلاوة المباركة من أحكام التلاوة ؛ من أحكام التلاوة , ثم قام بقراءة الوجه الثامن من أوجه سورة الأنفال و أجاب على أسئلتنا بهذا الوجه ثم صحح لنا تلاوتنا و ثم صحح استخراج الأحكام من الوجه , و انهى الجلسة بروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  .

بدأ سيدنا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة بأحكام التلاوة ، إذ طلب من أحمد الصغير أن يقولها بدايةً ثم الأحباب الكبار :

أحكام المد و نوعيه :

مد أصلي طبيعي و مد فرعي , المد الأصلي يُمد بمقدار حركتين و حروفه (الألف , الواو , الياء) , و المد الفرعي يكون بسبب الهمزة أو السكون .
أما الذي بسبب الهمزة فهو مد متصل واجب و مقداره ٤ إلى ٥ حركات , و مد منفصل جائز مقداره ٤ إلى ه حركات , و مد صلة كبرى مقداره ٤ إلى ٥ حركات جوازاً , و مد صلة صغرى مقداره حركتان وجوباً .

__

○ و ثم طلب سيدي يوسف بن المسيحﷺ من أحمد  قراءة سورة الكوثر ، و صحح له قراءته .

__

و ثم تابع نبي الله يوسف الثاني ﷺ الجلسة بشرح الوجه لنا فقال :

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} :

يعني ربنا لا ينزع نعمة انعمها على أحد حتى يرى اختلال نفسي و تغير نفسي لأولئك القوم أو لذلك الشخص الذي أعطاه الله  النعمة ، ربنا ينزع النعمة فتكون علة نزع النعمة بأن يوجد خلل نفسي أو خيانة نفسية لله و للرسول ، فينزع الله النعمة بهذه العلة و لما يرجع و يبقى كويس ربنا يرجعله النعمة دي ، فهو قانون ميزان روحي ربنا قام بِسَنِه في الكون ، ربنا وصف نفسه بأنه (سميع عليم) و كذلك في نهاية هذا الوجه وصف نفسه (سميع عليم) فتوجد حكمة بأنه سبحانه و تعالى أورد الصفتين الحسنيين (سميع عليم) في هذا المناط و سنقوله و لو أنا نسيت فكروني .
__

{كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُواْ ظَالِمِينَ} :

مش إحنا قلنا الجزاء من جنس العمل؟ ربنا أهلك آل فرعون بذنوبهم و تكبرهم و رياءهم ، و أساس هلاك آل فرعون هو خيانتهم لعهد يوسف الأول -عليه السلام- فقد إستأمنهم على قومه و إخوته و على بني إسرائيل ، و بعد ذلك آل فرعون المجرمين خانوا قوم يوسف و لم يُحسنوا عِشرَة قوم يوسف و اتخذوهم عبيداً و أذلوهم ، فهنا غيروا العهد و غيروا ما في أنفسهم تجاه يوسف الذي ربنا سببه في نجاة مصر من القحط ، فلما آل فرعون المجرمين خانوا نبي الله يوسف -عليه السلام- فعذبهم ربنا سبحانه و تعالى على يد موسى -عليه السلام- و كان ذلك بعد إنذارات كثيرة و آيات عديدة و بعد إمهال من الله عز و جل ، و ربنا يقول في سورة الطارق (فمهل الكافرين أمهلهم رويداً) ربنا يُمهلهم لكنه إذا أخذهم فإنه أخذهم أخذ عزيز مقتدر ، (كدأب آل فرعون) دأب أي سيرة ، (آل فرعون) أي الذين يناصرون الظالم فرعون ، (الذين من قبلهم) أي الأمم السابقة لأن سنتهم جميعهم واحدة : الكِبر و الخيلاء و التكذيب ؛ تكذيب الأنبياء و الصادقين ، (و أغرقنا آل فرعون) عساكر فرعون بس اللي غرقوا و ماتوا و فرعون شافهم من بعيد بيتحسر و خايف و خيبان كده و رجع مهزوم لعاصمته ، تخيل ملك في عزة قوته و عزة جبروته و عظمته يرجع و معاه كم عسكري كده ، راجع و الجيش بتاعه كله هالك ، دي أكبر هزيمة ، هزيمة مادية و نفسية في نفس الوقت ، و أصبح عِبرة لمن خلفه ، عِبرة لباقي المتكبرين في تلك المملكة ، (و كل كانوا ظالمين) كل هذه الأمم السابقة ظلموا و الأمم الحديثة أيضاً ظالمين لأنهم اتخذوا الإلحاد و اتخذوا الشهوات و المحرمات التي حرمها الدين حلالاً ، أحلوا كل المحرمات في الأمم الحديثة و لم يُقيموا للدين وزناً و لا للأخلاق وزناً و لا للفقير وزناً ، فهناك شعوب تموت من الفقر و من الجوع في إفريقيا و آسيا ، مساكين محدش بيبصلهم بصة حتى و لو حد هيبصلهم بصة هيبقى في سبيل مصلحة ياخذوا ثروات البلاد دي أو ياخذوا الناس دي عبيد فلازم تكون ليهم مصلحة للدول اللي تحاول تساعد الفقراء لكن هل تساعدهم لله؟؟؟ لا . مجرمين لأنهم فقدوا الأخلاق و لماذا فقدوا الأخلاق؟؟ لأنهم فقدوا القدوة فليس لديهم قدوة ، لأن رجال الدين حرفوا دين الله و أصبحوا مسوخ و وحوش فالناس كفرت بالدين ، و لما كفرت بالدين كفرت بالقدوة و كفرت بالأخلاق فهلكت الأمم فربنا أصابهم بالصيحة المدممة : الكورونا ، الوباء اللي عازل الناس و مخوفهم و ساجنهم لعلهم يرجعون .
___

{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} :

الكفار هم شر الدواب التي تجري على الارض أو تمشي على الأرض ، الحيوانات أفضل منهم لأن الحيوانات و النباتات و الجمادات تُسبح بحمد الله و تعلم أنه هناك إله خالق و رازق سميع عليم .
الدواب مُسبحة و فيها إيمان فطري مثل النحل ، فيها إيمان فطري ، و البشر أيضاً كان فيهم إيمان فطري و لكن كُلِفوا و مع الوقت بدأوا يفقدوا إيمانهم الفطري لأنهم لم يلتزموا بتعاليم الأنبياء و المرسلين .
__

{الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ} :

ربنا هنا يصف الكافرين و المنافقين بأنهم يخونوا عهد الله في كل مرة ، (و هم لا يتقون) أي لا يجعلون بينهم و بين عذاب الله وقاية لأنهم ليسوا مؤمنين .
__

{فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} :

(فإما تثقفنهم في الحرب) يعني أول ما تتمكن منهم في الحرب و كانت أول حرب بين المسلمين و الكفار هي بدر ، (فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم) يعني إما تقتلهم أو تأخذهم أسرى و بتالي (من خلفهم) في مدنهم يبقوا متشردين عشان يبقوا عِبرة لغيرهم ، ليه؟؟ (لعلهم يذكرون) ، يكونوا عِبرة لكل الأمم التي تحاول محاربتك أو تخون عهدها معك ، حتى يكونوا عِبرة لغيرهم .
___

{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} :

لو أنت عاهدت عهد مع مجموعة أو مدينة أو قوم و أنت شاكك أو خائف بأن يخونوك فقل لهم بأن عهدكم هذا أنا نبذته أي ملغي ، قل لهم كده : أنا لغيت العهد اللي بيني و بينكم ، فلا تجعلهم المبادرين بالطعن فأنت قل لهم انتم خنتم و الدلائل كذا و القرائن كذا ، و ربنا يُعلم النبي ، (فانبذ إليهم على سواء) انبذ يعني فك العهد ده و قل لهم انا فكيته ، (إن الله لا يُحب الخائنين) .
__

{وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ} :

(و لا يحسبن الذين كفروا سبقوا) يعني هؤلاء الكفار لم يسبقوا يعني لم ينتصروا ، و لم يبقوا (إنهم لا يعجزون) فلا يُعجزون ربنا ، ربنا قادر عليهم لأنهم لن يقدروا عليه سبحانه و تعالى .

○ أصوات الكلمات : سبقوا ، شرد ، تثقفنهم :

- سبق : تحليل جزئي ، س بقى : بقى أي بقاء ، السين أي تسرب خفي ، فالمعنى تسرب خفي للبقاء و المكوث لأن الذي سبق بقى ، يوجد مثل بالعامية : "اللي سبق أكل النبق" يعني الذي سبق أكل النبق ، يعني أكل الثمرة الطيبة ، السابق هو الباقي يعني المنتصر ، إذاً كلمة سبق تحليلها جزئي : السين تسرب خفي ، بقى أي مكث و استمر ، إذاً سبق أي مكث و استمر ، فربنا يقول (و لا يحسبن الذين كفروا سبقوا) يعني لا يظنوا بأنهم سيبقوا و يمكثوا منتصرين بل سَننهيهم (أنهم لا يعجزون) ربنا قادر عليهم .

  - شرد : الشين تفشي ، رد ، أي رد عليهم بقوة و تفشي أي انتشار .

  - تثقفنهم : انتم عارفين كلمة ثقف أو تثقيف أصل هذه الكلمة في اللغة العربية ، ثقف السهام او ثقف الحراب؟؟ الإمام المهدي ﷺ قالها في إحدى القصائد ، الأسهم المثقفة أو الحِراب المثقفة أي الحادة القوية أو المسننة ، فربنا هنا قال (فإما تثقفنهم في الحرب) يعني لما تكون مسيطر عليهم   بالسهام المثقفة المسننة أو بالحِراب المسننة ، يعني سيطرت عليهم بالرمي و القوة ، تثقفنهم أو ثقفتهم يعني سيطرت عليهم بالسلاح المُسنن ، فهذه الكلمة مشتقة من كلمة ثقف و هي كلمة عربية أصيلة .
 فتحليل كلمة ثقف من أصوات الكلمات : الثاء صوت الخوف و الدهشة ، القاف قوة ، و الفاء تأفف ، يعني الكلمة تدل على القوة و الخوف و الإندهاش لأن السلاح الذي يرمي في الحرب يجعل العدو في حالة دهشة و خوف .

● ربنا سبحانه و تعالى أورد كلمة (سميع عليم) في بداية الوجه و في نهاية الوجه ، في مناط الخيانة ، لماذا؟؟؟ لأنه سبحانه و تعالى يُري النبي مرآة يرى فيها خيانة الخائنين و يقول له : يا نبي  أنا هسمعك كلام الخائنين و هعلمك بما يقولون فأنا السميع العليم . فهذه تكون رسالة رعب لأي شخص يحاول أن يُنافق .
__

{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} :

(و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) هم المعنيين بقى بسميع عليم ، أي المنافقين اللي في قلوبهم المرض ، الخائنين ، (و من رباط الخيل) مروان سأل لماذا ذُكر رباط الخيل في مناط القوة هنا ، لأنه قديماً كانت الخيول هي الوسيلة الأساسية في المعارك ، رباط الخيل يعني لجام الخيل لما يكون الفارس شاده كويس و متحكم فيه تمام فيقدر يتحكم بفرسه و يقدر يقاتل بقوة ، فهذه كلمات رمزية للدلالة على قوة السلاح المستخدم في الحرب ، (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة) يعني أكثر شيء تقدروا عليه من قوة ، و القوة قال عنها الرسول ﷺ بأنها الرمي : "إنما القوة الرمي" ، يعني الأسهم و الرماح و السيوف المسننة المثقفة ، فهذه هي القوة ، (و من رباط الخيل) اللي هينقلكم في تلك المعارك مسافات كثيرة ، (ترهبون به عدو الله و عدوكم) هنا ربنا قال بأن أساس الحرب و الإنتصار هو الرهبة ، بأن العدو يترعب منك ، زي اللي حصل في حصن بابليون بمصر ، حاصره المسلمون لسبعة أشهر ، عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حاصر هذا الحصن ٤ شهور ، فهؤلاء أي من في الحصن مجرمين و هم الكاثوليك الرومان الذين يضطهدون الأرثوذكس المسيحيين في مصر ، فجاء المسلمون ليحرروا الطائفة المضطهدة المسكينة هذه ، فدائماً الإسلام يُحرر المظلومين و ينتصر للمظلومين ، فالمسلمين لما جاؤا مصر و حصاروا حصن بابليون ٧ شهور ، و بعد ذلك بعث عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بأن ابعث لي ٨ آلاف ، و كان معه ٤ آلاف جندي ، فبعث له عمر ٤ آلاف و أربعة أفراد فقط و قال له بأن كل فرد منهم بألف فهكذا يكون معك ٨ آلاف ، و كان من ضمن الأفراد الأربعة : الزبير بن العوام (حواري الرسول ﷺ) و قام بأمر بسيط ، و هو نفس ما قام به أبو أيوب الأنصاري عند أسوار القسطنطينية لكن الفرق بينهما أن أبا أيوب الأنصاري استشهد -رحمه الله- و دُفن عند أسوار القسطنطينية و هي في أول محاولة لفتح القسطنطينية و كانت تقريباً في عام حاجة و ٧٠ للهجرة ، و ما قام به الزبير : طلع فوق هذا الحصن ، كان فيه برج و البرج كان يشرف تحته الباب و فيه زي بئر كبير ، البرج عبارة عن بئر كبير بس واسع و كان في داخله صخرة ، فقفز الزبير في هذا البئر و قال للمسلمين : أول ما أكبر (أي قول الله أكبر) كبروا ورائي ، فلما قفز قال : الله أكبر الله اكبر ، و المسلمين كبروا ، فالصوت في البئر عمل صدى جامد داخل الحصن ، فالرومان خافوا و اعتقدوا أن المسلمين اقتحموا الحصن من هذا البرج فهربوا و المسلمين تسلقوا السور و فتحوا الباب و دخلوا الحصن ، انتصروا بالتكبير الذي هو بالرعب ، بالرهبة ، رعب العدو الذي جعلك تنتصر لأن ربنا ينصر الأنبياء بالرعب ، قال النبي ﷺ : "نُصرت بالرعب مسيرة شهر" ، (الله أكبر) في حد ذاتها تُخيف الشياطين ، و الكفار يرتعبوا منها جداً و حتى أنك تجد في هذه الكلمة  عظمة و عزة و رهبة و قوة ، (الله أكبر) فتلاقي واحد منتصر أو متحمس فتلقائي المسلم يقول الله أكبر ، فهذه الكلمة لما تتردد بقوة بشكل جماعي تعمل خلخلة في نفوس الكفار في المعارك  يخافوا جداً منها ، كلمة (الله أكبر) عظيمة جداً .
(و آخرين من دونهم لا تعلمونهم) أي الذين يخونون في السر او المنافقين الذين في قلوبهم مرض يكشوا بقى و يخافوا لما يجدوا المسلمين أقوياء ، (الله يعلمهم) و يُخبر بهم الأنبياء ، (و ما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم و أنتم لا تظلمون) ربنا هنا يحث على الإنفاق في سبيل الله ، و من ضمن سُبل الله عز و جل : الجهاد في سبيل الله عز و جل .
__
 
{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} :

لما تقاتلهم و يخافوا منك و خلاص عاوزين يعملوا معاك سلام ، ماشي اعمل معهم السلام و متخفش ، ليه بقى؟؟ (و توكل على الله إنه هو السميع العليم) سميع هيسمعك ، عليم هيُعلمك ، سيُعطيك مرآة تشوف فيها كل الخيانات أو المخالفات ، فمتخفش اعمل السلام زي ما هم عاوزين و كن على حذر لأننا معك .
ربنا قال (و إن جنحوا) يعني مالوا ، من الجناح ، (للسلم) أي للسلام ، لماذا قال (فاجنح لها) و ليس (فاجنح له) مش السلم ده مذكر؟؟ يعني إن جنحوا لحالة السلم .

○ أصوات الكلمات : خائن ، إعجاز أو عجز أو أعجز :

  - الخائنين أو الخائن أو خان أو خون أو خيانة :
 خان : الخاء فخر و إعجاب ، طغيان في الفخر ، النون نعمة ، يعني طغى على النعمة فخان النعمة أي تكبر على النعمة فخانها ، في السر أو العلن ، تكون في السر أولاً و ثم في العلن لأن الذي يخون  أمانة الله يخون أمانات الناس ، الذي يُذنب ذنب سري سواء بقلبه أو لسانه أو جوارحه فهو خيانة لأمانة الله ، فهو خان ربنا فماذا تنتظر منه؟؟؟ سيخونك ، فلذلك علاج الذنب السري هو الطاعة السرية و أكدنا عليها كثيراً ، خان يعني تفاخر و طغى بعُجب على النعمة التي عنده ، فخان النعمة يعني تكبر على النعمة و بطر عليها و افترى عليها ، خان أمانة ربنا فخان أمانات الناس .
و لو فيها همزة مثل خائن فالهمزة من الأعماق و نحن نعرف هذا الكلام ، و كلمة خون فيها الواو دوي دائري منتظم ، و ذلك على حسب صوت الكلمة الذي يخرج .

  - أعجز و عَجَزَ و عجز :
 العجز هو الضعف ، عجز : العين لوعة ، جز أي لوعة الجز أي لوعة القطع ، لوعة قطع القوة ، فيكون مقطوع ضعيف .
شفتم أصوات الكلمات أخبارها إيه؟ قوية و نعمة إلهية .

○ و سأَلَنَا نبي الله ﷺ لماذا ربنا قال (فَانبِذْ) و ليس (فَانبُذ)؟؟
و لماذا قال (لِلسَّلْمِ) و ليس (للسِّلْمِ)؟؟
فقال لنا :
- (فَانبِذْ) اكسر هذا العهد معهم و أذلهم ، أذل الكافرين الخائنين ، لكن (انبُذ) هنا ضمة ، فلا تضمهم إليك بل اكسرهم .
(لِلسَّلْمِ) أي أنهم سلموا أنفسهم لك ، مثلا يقول : سلم نفسك ، السَّلْمِ هي حالة السِلم و الآمان ، و السَلم تؤدي للسِّلم ، (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ) سلموا أنفسهم لك و قالوا لك : نحن نريد الأمان يا نبي الله ، (فَاجْنَحْ لَهَا) الفاء هنا للمباشرة السريعة و ليس (ثم اجنح لها) ، (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ) متخفش خلي ربنا وكيلك ، ربنا هو وكيلك ، ربنا متوكل بيك ، يعني كل أمورك متكفل بها الله ، زي ما تكون رايح تقدم في مدرسة ، مين اللي بيقدملك؟؟ بابا ، أهو ربنا هو بابا و طبعاً لله المثل الأعلى ، مين وكيل الطالب؟ بابا أو ماما على حسب ، إذاً ربنا هو وكيلك و المسؤول عنك و يدافع عنك فلا تخاف ، و العلة إيه؟؟ (إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) و سيُعطيك من سمعه و من علمه ، و أنت مُجربه يا نبي و المؤمنون مجربينه ، (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ) السين هنا مفتوحة عشان هم اللي سلموا أنفسهم و استسلموا و لما سلموا أنفسهم ستحدث حالة من السِّلم نتيجة الميثاق الذي سيحصل ، لكن لو خانوا و ربنا أراك خيانتهم فاكسر هذا العهد (فَانبِذْ) .

○ من أصوات الكلمات : جنح ، نبذ ، خيل :

  - جنح : قلنا معناها في المدونة سابقاً ،
 
  - خيل : اللام علة ، الخاء فخر ، الياء تموج أي تموج علة الفخر أو علة الفخر المتوجة ، و يوجد معنى ثانٍ : خيل : الخاء فخر ، إيل أي الله في اللغة العبرية ، أي فخر الله ، الخيل أي الجهاد هو فخر الله ، و انتصار المسلمين هو فخر الله ، و النبي ﷺ قال عن الخيل : "معقود الخيل في نواصيها إلى قيام الساعة" الخيل جميلة جداً و هي شيء عظيم و شيء نبيل ، و الفروسية تُعلم النُبل و الأخلاق الحميدة ، فيُقال : هذا أخلاق فارس ، أو يتعامل معك بأخلاق الفرسان ، لأنه اكتسب هذه الأخلاق من أين؟؟ من هذه الدابة التي يركبها ، و ربنا وضع في الخيل العِزة و الكرامة و النُبل و الوفاء ، فهي أخلاق جميلة جداً .
 
  - جنح : الطائر يطير في خط مستقيم و لما يُحرك إحدى جناحيه ، بجنح يمين يعني يميل لجهة اليمين أو يميل لليسار على حسب ، جنح : يميل لجنب ، (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ) يعني هم كانوا يمشون في طريق العداوة لك و ثم جنحوا أي مالوا على جنب يعني أرداوا جَنّي الراحة ، عاوزين يستريحوا ، و جَنّي الراحة تكون بالإستسلام لك أو بإنتهاء هذه العداوة لأن بإنتهاء العداوات تَجني منها الراحة ، فهذا هو معنى جنح .
 
  - نبذ : هو الشيء النبوذ أي غير مرغوب فيه .
(فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء) ما معنى كلمة سواء هنا؟؟ مساواة أو سوء؟؟ أم الإثنين؟؟ انبذ أي احتقر هذا العهد الذي بينك و بينهم ، على سواء أي بسبب سوءهم و السوء الذي وقعوا فيه أو على سواء أي اكسر المساواة في هذا العهد ، فالعهد بين طرفين : اكسر أو انبذ او أخل بالمساواة في هذه الورقة ، فالمعنيين صح .

● في هذه الآية (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) : لماذا قال ربنا (من دونهم)؟؟ لأن المنافق دنيء النفس ، و ربنا قال (ترهبون به عدو الله و عدوكم) هم الناس الصريحة ، الكفار الصريحين و يكون هذا شيء مُفضل بأن يكون الكافر صريح و مُظهر عداوته لكن الخبيث الذي فيه خبث و خبئ صوت الأفعى في داخله فهو يكون دنيء ، فربنا قال عنهم (و آخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) .

__

و تابع قمر الأنبياء يوسف الثاني ﷺ الجلسة إذ طلب من مروان و رفيدة و أرسلان باستخراج أمثلة على أحكام طلبها منهم من هذا الوجه :

طلب من مروان مثال على مد لازم كلمي مثقل ، فقال :
{الدَّوَابِّ} .

و طلب من رفيدة مثال على مد بدل ، فقالت :
{آلِ} .

و طلب من أرسلان مثال على إخفاء حقيقي ، فقال :
{مِن شَيْءٍ} ، {وَكُلٌّ كَانُواْ} ، {مِّن قُوَّةٍ} .
__

و ثم أنهى سيدنا و مزكينا يوسف بن المسيح ﷺ الجلسة ببعض الروايات من صور حياة الصحابة و النبي ﷺ  ، فقال ﷺ :

من مواعظ أبي بن كعب -رضي الله عنه- :

قال رجل لأيي بن كعب -رضي الله عنه- : "أوصني ، قال : اتخذ كتاب الله إماماً و ارض به قاضياً و حكماً((يعني هو يبقى القاضي و مش أي حاجة تانية تكون قاضية عليه زي ما المجرمين بقولوا)) ، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع ، و شاهد لا يتهم ، فيه ذكركم((القرآن)) و ذكر من قبلكم و حكم ما بينكم ، و خبركم و خبر ما بعدكم((توجد نبوءات عن الأيام القادمة))" .

و عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال : "ما من عبد ترك شيئاً لله عز و جل إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب ، و ما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله ما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب" .

و عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال : "المؤمن بين أربع : إن ابتلي صبر ، و إن أعطى شكر ، و إن قال صدق ، و إن حكم عدل ، فهو يتقلب في خمسة من النور و هو الذي يقول الله (نور على نور) كلامه نور ، و علمه نور ، و مدخله في نور ، و مخرجه في نور ، و مصيره إلى النور يوم القيامة ، و الكافر يتقلب في خمسة من الظُلَم : فكلامه ظُلمة ، و عمله ظلمة ، و مدخله ظلمة ، و مخرجه في ظلمة ، و مصيره إلى الظلمات يوم القيامة" .
___

هذا و صلِّ اللَّهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
___

و الحمد لله رب العالمين . و صلِّ يا ربي و سلم على أنبياءك الكرام محمد و أحمد و يوسف بن المسيح صلوات تلو صلوات طيبات مباركات ، و على أنبياء عهد محمد الآتين في مستقبل قرون السنين أجمعين . آمين .🌿💙

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق